لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين قال المؤلف رحمه الله الخصلة السابعة والاربعون صيانة العلم ان بلغت منصبا فتذكر ان حبل الوصل اليه طلبك للعلم فبفظل الله ثم بسبب علمك بلغت ما بلغت من ولاية في التعليم او الفتيا او القضاء وهكذا فاعطي العلم قدره وحظه من العمل به وانزاله منزلته واحذر مسلك من لا يرجون لله وقارا. الذين يجعلون الاساس حفظ المنصب فيطوون السنتهم عن قول الحق ويحملهم حب الولاية على المجاراة فالزم رحمك الله المحافظة على قيمتك بحفظ دينك وعلمك وشرف نفسك بحكمة ودراية وحسن سياسة. احفظ الله يحفظك. احفظ الله في الرخاء يحفظك في الشدة وان اصبحت عاطلا من قلادة الولاية وهذا سبيلك ولو بعد حين فلا بأس فانه عزل محمدة الله عزل مذمة ومنقصة. ومن العجيب ان بعض من حرم قصدا كبيرا من التوفيق لا يكون عنده الالتزام والانابة الرجوع الى الله الا بعد التقاعد فهذا وان كانت توبته شرعية لكن دينه ودين العجائز سواء. اذ لا يتعدى نفعه اما وقت ولايته حال الحاجة الى تعدي نفعه فتجده من اعظم الناس فجورا وضررا او بارد القلب اخرس اللسان عن الحق. فنعوذ بالله من الخذلان. الخصل الثامنة والاربعون المداراة للمداهنة المداهنة خلق منحط اما المداراة فلا. لكن لا تخلط بينهما فتحملك فتحملك المداهنة الى النفاق مجاهرة والمداهنة هي التي تمس دينك الخصلة التاسعة والاربعون الغرام بالكتب. شرف العلم معلوم لعموم نفعه وشدة الحاجة اليه كحاجة البدن الى الانفاس وظهور النقص بقدر بقدر نقصه. وحصول اللذة والسرور بقدر بقدر تحصيله. ولهذا اشتد الطلاب بالطلب والغرام بجمع الكتب مع الانتفاء ولهم اخبار في هذا تطول وفيه مقيدات مقيدات في خبر الكتاب يسر الله اتمامه وطبعه. وعليه فاحرزوا الاصول من الكتب واعلم انه لا يغني منها كتاب عن كتاب ولا تحشر مكتبتك وتشوش على فكرك بالكتب الغذائية لا سيما كتب المبتدعة فانها سم ناقع الخصلة الخمسون الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. رحمه الله تعالى القصة السابعة والاربع صيانة العلم وقال رحم النبأ ان بلغت ان بلغت منصبا فتذكر ان حبل الوصل اليه طلبك للعلم فبفظل الله ثم بسبب علمك بلغت ما بلغت من ولاية في التعليم والفتية والقضاء وهكذا فاعط العلم قدره وحظه من العمل به وانزاله منزلته هذا هذه الخصلة يذكر بها العلماء ويذكر بها اولئك الذين ارتفعوا بالعلم ونالوا ما نال من حظوظ الدنيا بسبب ما تعلموا من علوم شرعية وهذا العلم المقصود به العلم الشرعي. اما العلم الدنيوي فلا دخل له هنا لانه انما اشتغل به وتعلمه لاجل ان ينال منصب مناصب الدنيا اما العلم الشرعي فانما تعلمه المخلص لينال درجة عليا عند ربه سبحانه وتعالى. ولا بأس ان ان عرض له شيء من حظوظ الدنيا وهو قصد بذلك العلم وجه الله ان ينال هذا الحظ وان يأخذ به ولا يمتنع من الاخذ به اذا كان المقصود بعلمه وجه الله عز وجل الا ادى الحذر هدى ان لا تكن تلك المناصب وتلك المزايا والمنايا التي نزلها بالعلم ان تكون سببا لسكوت عن الحق او اقرارا بباطل او دعوة لفساد ومنكر فان هذا هو هو الذي يخشى عليه العلماء فان العالم الحق كلما ازداد علما كلما ازداد بغضا للدنيا واعراضا عنها. واما الذي في قلبه مرض او اصابته الدنيا بمقتل فانه كلما ازداد علما كلما ازداد رغبة في دنياه وهذه علامة على من علامات عدم صدقه في طلب العلم. لان العالم الحق كلما ازداد علما ازداد تواضعا وكلما ازداد علما ازداد خشية وكلما ازداد علما تزداد تقربا الى الله عز وجل وهكذا كان حال سلف رحمه الله تعالى. فانا لا حظ من حظوظ الدنيا او نزل منزل من منازلها بهذا العلم فان من زكاة العلم ان بقول الحق وان يصدع به ولا يخاف في الله لومة لائم الا اذا كان قوله الحق قد يترتب عليه المفاسد كثيرة لا مفاسد اعظم من مفسدة المنكر الذي سيبينه او سينكره. ومع ذلك لا يجوز له ان ليصحح باطلا او يقرر منكرا ويجعله معروفا خشية المفسدة بل يبقى انه منكر وانه فساد لكن كما سيأتي في المداراة لا في المداهنة فها هنا يقول احرص اذا بلغت منصبا في الفتية او القضاء او ما شابه ذلك في قل فاحذر واحذر مسلك من لا يرجو لله وقارا. الذي يجعلون الاساس حفظ المنصب. فهو لا يبالي بذهاب الدين. اذا بقيت دنياه ولا لا يبالي بذهاب آآ اخرته اذا ثبتت دنياه. فيجعل همه ومقصده ان يحفظ المنصب وهذا واقع ابو شاهد تجد من الناس يخشى ان قال الحق ان يفصل من وظيفته او ان او ان يعزل من منصبه الذي نصب بسبب هذا العلم الذي ناله. فتراه ساكع الحق واعظم من ذلك مصيبة بل يسقل الحق ويقول الباطل فاصبح بدلا يكون ناطقا بالحق داعيا له اصبح ناطقا بالشر داعيا للباطل محببا لاهل الفساد الفساد ومزين لهم فسادهم. قال هنا فيطوون السنهم قول الحق ويحملهم حب الولاية على المجاراة اي مجاراة اهل الباطل في باطلهم فيحضر مجالسهم ولا ينكر يحضر ويقر على ما هم عليه من الباطل فهذا كله من الامراض التي عبت. قال ذو النور المصري رحمه الله تعالى كان الرجل من اهل العلم يزداد بعلمه بغضا للدنيا وتركا لها واليوم يزداد الرجل بعلمه للدنيا حبا ولها طلبا وكان الرجل ماله على علمه وكان الرجل ماله على علم واليوم تكسب الرجل بعلمه وذكر العلامة الحاج ايضا قال وهذا كله بخلاف احوالنا اليوم لان المتسبب لا يبالي دخل عليه كسبه والمنقطع ناظر الى الى مخلوقين متطلع لما في ايديهم راغب فيهم راهب منهم ولأجل هذا تجد كثيرا منهم على ابواب المتسببين يا ليتهم يا ليته لو اقتصر ذلك بل تجد ان تجد من انغمس منه في الجهل على ابواب من لا يرضى حاله في الوقت فصن كما قال الامام القدوة يمني من رزقه لا تعرف العقلاء من كثرة الحبقاء لا تعرف العقلاء من كثرة الحبقاء نسأل الله العافية والسلامة ثم ذكر ايضا قال فالزم رحمك الله المحافظة على قيمتك بحفظ دينك وعلمك وشرف نفسك بحكمه ودراية وحسن سياسة احفظ الله يحفظك. وما احسن ما ذكر عن ان ابا داوود تعالى ارسله خليفة في وقته ان ان يطلبه ان يحضر ليعلم اولاده الحديث في بيته. فقال ابو داوود ان العلم يأتي ان العلم يؤتى ولا يأتي فما كان الخليفة الا ان الا ان حمل اولاده الى ابي داوود ليتعلم الحديث ويسمع احد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يميزهم عن جلسائه ولم يجعل له مكان خاص وانما كانوا مع الطلاب يحضرون ويسمعون كما يسمع غيرهم وهذا لانهم حفظوا علما وصانوه فصالهم ولذلك لما دخل احدهم على ابن ابي ذئب وهو في مجلسه احد الامراء والخلفاء فلم يقم له فتعارض الخليفة عدم قيام نبي ذئب بين يديه فقال اني تذكرت الوقوف بين يدي الله عز وجل فاخرت ذلك الوقوف لذلك البقاء وهذا كله يدل على صدق نداء قال المبارك يا من كان يقول اكتسبت اكتسبت هذا هذه التجارة واتاجرت حتى اغلي العلماء عن ابواب السلاطين عن ابواب السلاطين حتى لا يتبدل بهم السلاطين. يتجر ويتاجر حتى يغني العلماء طلاب العلم على ابواب السلاطين حتى لا يتبدل بهم السلاطين فيجعلونهم كالبناديل يقضون بهم حوائجهم. فصدق رحمه الله وتعالى لان العالم اذا تعلقت قلبه اذا تعلق قلبه بالدنيا وطبع فيها استطاع السلطان واستطاع التاجر والامير ان ان يميل بقلبه الى ما يريد بسبب هذا المال وبسبب ما يطلبه جاهد ومنزلة. اما اذا استغنى العالم عن الدنيا ولم يبالي في فقدها وايجادها ترى الحق بين عينيه واضحا ويقول الحق ولا يبالي فهو يقول الحق ولا يخاف على منصب يزول ولا يخاف على تجارة تنقطع ولا على بال اليد وانما يقول ذلك مراقبا وجه ربه سبحانه وتعالى. ثم قال رحمه الله تعالى احفظ الله في الرخاء يحفظك في الشدة. وان اصبحت عاطلا من قلادة الولاية. وهذا سبيلك ولو وهذا سوف لو بعد حين. فلا بأس انه فانه عزل فانه عزل محمدة لا عزل مذمة ومنقصة. يعني بهذا الكلام انك وان عطلت او او نزعت تلك الولاية لقولك الحق فهذا خير لك من بقائك في ولاية تعين على باطل وتدعو الى باطل فهو عزل عزل محمدة وهؤلاء اذنب ذمة ومن قصة فعندما يعزل العالم او يعزل من ولي منصبا لقوله الحق ونطقه بالحق ودعوته الى الحق فان هذا يبقى تبقى منقبة في في في صفحة حياته الى ان يلقى الله سبحانه وتعالى ويسطر ذلك التاريخ له الى ان ربه سبحانه وتعالى قالوا من العجيب ان بعض من حرم قصدا من العجيب ان بعض من حرم قصدا كبير التوفيق لا يكون عنده الالتزام والانابة والرجوع الى الله الا بعد التقاعد وهذا ملاحظ تجد كثيرا من الناس وقت ولايته وقت وقت تنصيبه المناصب العليا تراه لا يبالي اطاع الله ام عصيه ارظى الله ولكن بعد ان يتقاعد تجده يبدأ التوبيخ الولاة وتوبيخ العلماء وتوبيخ اهل المناصب لتقاعسهم في الحق الذي الزم به. بينما لو كان هو في ذلك المقام لم يفعل كان قبل ذلك. فيقول هنا لا يكون عنده الالتزام والانابة والرجوع الى الله الا بعد التقاعد فهذا وان كانت توبته شرعية اي ان توبته تقبل وقد ايضا في توبته والرجوع الى الله عز وجل لكنه كما يقول لكن دينه ودين العجائز سواء اذ لا يتعدى نفعه اي بعد تقاعده وبعد نزعه من ولايته وبعد ترك الولاية فانه لا يستطع ان يغير حالا ولا ان يبدل شيئا فانه كحال العجائز انما وهب قابل ممكن بقلبه او اذ زاد انكر بلسانه. اما وقت ولايته فان نصحه وتغييره وقدرته ظاهرة واضحة وقد قال هنا اما وقت لايته حال الحاجة الى تعدي نفعه فتجده من اعظم الناس فجورا. فاجرا لا يبالي بمعصية الله لا يبالي اارضى الله بسخطه وضررا او بارد القلب اخرس اللسان على الحق. يقول الناس في وقت الولاية الا من رحم الله اما ان يكون فاجرا استغل ولايته في الحرام وفي نشر الفساد والباطل واما ان يكون ولايته اهم ما يهمه ان يبقى في هذا المنصب ولا يجزع منه فلا تراه امر بالمعروف خشية ان يعزل ولا ناهي عن المنكر خشية ان يعزل ولا داعي الى خير خشية ان يعزل وهذا امر واقع. فتجد بعض اهل المناصب اذا اتاهم من يريد ان يلقي كلمة او محاضرة في مجمع له منع من ذلك خشية ان يعزل منصبه و كهذا كما قال هذا اه حاله قلب بارد ولسان اخرس على الحق وان كان افجر من ذلك فكان داعية للباطل داعية للفساد وهذا مشاهد وواقع في كثير من المناصب والولايات التي ينالها او يتولاها كثير من الناس اما علماء او غيرهم من عامة الناس. قال ايضا الخصلة الثامنة والاربعون المداراة والمداهنة. الفرق بين المداراة والمداهنة المداهنة والمداهنة مع احقاق الباطل وابطال الحق هو ان يوافق اهل الباطل على باطلهم ان يوافقهم على باطلهم اما باحقاق باطل او بابطال حق فهذا يسمى وهو ان يوافقهم ويجاريهم على باطلهم. واما المداراة فهو ان هو ان يداريهم بعدم اقرارهم على باطل موافقتهم في فساد وانما يداريه من باب دفع شرهم او دفع باطلهم حتى ينتهوا. فالفرق بين المداراة المداراة والمداهنة ان المداهن موافق والمداري غير موافق. المداهن موافق على الباطل. معينا له مظهرا لهم الموافقة في والظاهر واما المداري فلا يظهر له بالاقرار ولا الموافقة ولكنه لا يواجههم او وذلك لعدم القدرة على على مواجهة قال الامام سهل التستري لا يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه او داهن غيره. وهذا من كماله رحمه الله تعالى وقال ايضا فهذه هذا ومعنى المداهنة المداهنة هو ان يوافقه على باطل ويحق لهم اه شيئا من الباطل على على صورة الحق واما المداراة كما ذكرنا ذكر خصلة التاسع الخصلة التاسع والاربعون وهي وهي الغرامة بالكتب ونقف عليها والله اعلم