ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وامينه على وحيه ومبلغ الناس شرعه. فصلوات الله وسلامه عليه. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله فان من اتقى الله وقاه وارشده الى خير امور دينه ودنياه وتقوى الله تعالى عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك لمعصية الله على نور من الله قيفة عذاب الله ايها المؤمنون روى الامام البخاري في كتابه الادب المفرد والامام احمد في مسنده وغيرهما عن جابر رضي الله عنهما قال بلغني عن احد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حديثا لم اسمعه فاشتريت بعيرا وشددت عليه رحلي ورحلت اليه الى الشام شهرا تأمل رعاك الله هذه الرحلة العظيمة المباركة في حديث واحد بلغه عن صحابي انه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاتيت اليه فاذا عبد الله ابن انيس رضي الله عنه وطرقت الباب فقمت للرسول قل له جابر بالباب. قال ابن عبد الله قلت نعم فجاء مسرعا فعانقني وعانقته وقلت له بلغني عنك حديث تحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص لم اسمعه فخشيت ان اموت او تموت قبل ان اسمع هذا الحديث قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الله العباد او قال الناس حفاة عراة بهما. قلنا وما بهما يا رسول الله؟ قال اي ليس معهم من الدنيا شيء قال فينادي بصوت انا الملك انا الديان. لا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة ولاحد من اهل النار عليه مظلمة حتى اقتصها منه. ولا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار ولاحد من اهل الجنة عليه مظلمة حتى اقتصها منه حتى اللطمة قلنا يا رسول الله وكيف ذاك وهم انما جاءوا بهما قال بالحسنات والسيئات اي ان القصاص في ذلك اليوم ليس بالدرهم ولا بالدينار. لان الناس كلهم يأتون ليس معهم من الدنيا سيء وانما القصاص يكون بالحسنات والسيئات وبيان ذلك جاء في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتدرون من المفلس قلنا المفلس يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع قال ان المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة ويأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وقذف هذا وسفك دم هذا واخذ مال هذا فيؤخذ من حسناته فيعطون فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار ايها المؤمنون لقد نصح نبينا صلى الله عليه وسلم امته نصحا عظيما وقد قال في الحديث الصحيح صلوات الله وسلامه عليه من كانت عنده مظلمة لاخيه فليتحلله منه الان. قبل ان لا يكون دينار ولا درهم نعم عباد الله الظلم ظلمات يوم القيامة والواجب على العبد الناصح لنفسه ان يتقي الظلم وان يحذره اشد الحذر فانه ظلمات كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة وتأمل معي رعاك الله كمال عدل الله جل في علاه وكيف ان يوم القيامة يوم اداء للحقوق كاملة قال صلى الله عليه وسلم لتؤدن الحقوق يوم القيامة حتى ليقادوا للشاة الجنحاء من الشاة القرناء قد نرى شاة تنطح اخرى ونظن ان الامر قد انتهى بينهما وليس الامر كذلك بل ان هذه البهائم والوحوش والطير والدواب كلها تحشر يوم القيامة قال الله تعالى وما من دابة في الارظ ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون وقال الله جل وعلا واذا الوحوش حشرت هذه الدواب كلها تحشر ويقتص لبعضها من بعض روى الامام احمد في مسنده عن ابي ذر رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فمررنا بساتين تنتطحان فقال يا ابا ذر اتدري فيما تنتطحان قلت لا ادري قال ولكن الله يدري وسيقضي بينهما يوم القيامة وهذا القضاء بين هذه الدواب والوحوش والطير يوم القيامة والقصاص واداء الحقوق ليس من باب التكليف لانها ليست مكلفة ولكنه من باب اقامة العدل ويظهر في ذلك اليوم لجميع الخلائق كما لعدن الله سبحانه وتعالى ثم كما جاء في بعض الاثار في تفسير قول الله عز وجل في اخر سورة النبأ يوم ينظر المرء ما قدمت يداه. ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا جاء في بعض الاثار وفي حديث يرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل اذا قضى بين هذه البهائم واقتص لبعضها من بعض قال لها في ذلك اليوم كوني ترابا فتكون ترابا فذلك حين يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا عندما يرى هذه البهائم وقد اقتص لبعضها من بعض ثم يقال لها كوني ترابا فيتمنى لو كان مثلها ولكن هيهات ثم هيهات قال الله عز وجل والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور. وهم يصطلحون فيها. ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا اعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير. فذوقوا فما للظالمين من وقوله جل وعلا في هذه الاية فذوقوا فما للظالمين من نصير المراد بالظلم هنا اي الشرك بالله عز وجل. الذي هو اظلم الظلم واشده وانكاه والظلم انواع ثلاثة. هذا الذي هو الشرك بالله وظلم العباد بعضهم بعض وهو ما تقدم الحديث عنه ثم ما دون ذلك وهو ظلم العبد نفسه بالمعاصي التي دون الشرك فاما الاول فلا يغفره الله تبارك وتعالى قال الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء واما الثاني فلا يتركه الله جل وعلا حتى يقتص للمظلوم من ظالمه. في ذلك اليوم عظيم واما الثالث فلا يعبأ الله به كما جاء بذلكم الحديث عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه نسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يعيذنا اجمعين من الظلم نسأل الله جل وعلا ان يعيذنا من الظلم. اللهم انا نعوذ بك ان نضل او نضل. او نذل او نذل او نظلم او نظلم او نجهل او يجهل علينا. اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه يغفر لكم انه هو الغفور الرحيم الحمد لله كثيرا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى وراقبوه في السر والعلانية والغيب والشهادة مراقبة من يعلم ان ربه يسمعه ويراه وعلى مراعاكم الله ان هذه الحياة الدنيا دار ممر ومعبر وان الدار الاخرة هي الحيوان وهي دار القرار ودار الخلود الابدي في نعيم مقيم او عذاب اليم والناصح لنفسه عباد الله من يتهيأ لذلك اليوم ويعد له عدته فان المسلم عباد الله يعلم انه واقف بين يدي الله وان الله عز وجل سائله ومن علم انه موقوف بين يدي الله وان الله سائله فليعد للمسألة جوابا وليكن الجواب صوابا وليتق الله عز وجل في اعماله كلها وليراقب ربه فيما يأتي ويذر وليذكر نفسه دوما بالوقوف بين يدي الله والعرض عليه والجزاء والحساب وليكن مشفقا من ذلك اليوم خائفا حتى يكون هذا الاشفاق قوى الخوف نجاة له. انا كنا قبل في اهلنا مشفقين. فمن الله علينا ووقانا عذاب ابى السموم واعلموا ان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة ان يد الله على الجماعة وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد بن عبدالله كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه سلموا تسليما. وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد وارضى اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين. ابي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين واب حسنين علي. وارضى اللهم عن الصحابة اجمعين. وعن التابعين ومن باحسان الى يوم الدين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم انصر من نصر دينك وكتابك سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم انصر اخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان اللهم كن لهم ناصرا ومعينا وحافظا ومؤيدا. اللهم امن روعاتهم واستر عوراتهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم وعليك باعداء الدين فانهم لا يعجزونك. اللهم انا في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم. اللهم امنا في اوطاننا. واصلح ائمتنا وولاة امورنا قرن واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم وفق ولي امرنا لهداك. واجعل عمله في رضاك. اللهم وفقه وولي عهده لما فيه عز الاسلام وصلاح المسلمين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا انهو الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا. ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين