الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه اما بعد اللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالديه ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين قال الامام احمد رحمه الله وخير هذه الامة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ابو بكر الصديق كما عمر ابن الخطاب ثم عثمان ابن عفان ويقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا في ذلك. ثم بعد هؤلاء الثلاثة اصحاب الشورى الخمسة. علي ابن ابي طالب وطلحة والزبيدي روى عبدالرحمن ابن وسعد بن ابي وقاص وكلهم يصلح للخلافة وكلهم امام. ويذهب في ذلك الى حديث ابن عمر رضي الله عنه كنا نعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي واصحابه متوافرون. ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نشكر ثم من بعد اصحابه الشورى اهل بدر من المهاجرين ثم اهل قبيل بدر من الانصار من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدر الهجرة والسابقة اولا فاولا ثم افضل الناس بعد هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذي بعث فيه كل من صحبه سنة او شهرا او يوما او ساعة او رأى او مؤمنا به فهو من اصحابه له من الصحبة على بقدر ما صحب وكانت سابقته معه فسمع منه ونظر اليه نظرة فادناهم صحبة هو افضل من القرن الذي لم يروه. ولو لقوا الله بجميع الاعمال كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوا وسمعوا منه ومنه ومن رآه بعينه او وامن به ولو ساعة افضل لصحبتهم من التابعين ولو عملوا كل اعمال الخير. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا شروع من المصنف والجامع لهذه الرسالة المختصرة الامام احمد الامام احمد رحمه الله تعالى في بيان العقيدة في الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم وبيان خيريتهم تفاضلي بينهم وبيان فضلهم الى غير ذلك من مسائل عرض ما يتيسر منها بما يتناسب مع هذا المختصر وينبغي ان يعلم ان العقيدة في الصحابة وتجاه الصحابة رضي الله عنهم تعد اصلا من اصول الاعتقاد واصول الديانة فان الصحابة رضي الله عنهم لهم مكانتهم ومنزلتهم العلية فهم انصار دين الله وحماته ونقلته للامة بل ان كل خير وصل الى الناس بعدهم انما وصل اليهم من طريق الصحابة فهم حملة الدين ونقلته وبهذا يعلم ان ما يتعلق شأن الصحابة ومقامهم وفضلهم ومكانتهم وسابقتهم الى غير ذلك من الامور امور الاعتقاد المتعلقة بهم كل ذلك يعد من الاصول اصول الاعتقاد يعد من اصول الاعتقاد لان الاعتقاد فيهم ايمانا بفظلهم واكرارا بعدالتهم ومعرفة بمكانتهم ومنزلتهم يؤدوا جزءا من الديانة لا تتم الديانة الا به والاخلال به اخلال بالديانة لان الدين انما نقل من طريق الصحابة ومن طعن فيهم فانه طاعن في الدين نفسه لان الطعن في الناقل طعن في المنقول وكيف يوثق يوثق بنقل طعن في نقلته وشك في عدالتهم ونزاهتهم وفضلهم بل في ايمانهم فاذا العقيدة في الصحابة جزء من العقيدة في الدين نفسه لان الدين انما بلغنا من طريق الصحابة ولهذا قال الامام ابو زرعة الرازي رحمه الله اذا رأيتم الرجل ينتقص احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاعلموا انه زنديق لان القرآن حق والدين حق وانما ادى الينا ذلك الصحابة وهؤلاء ارادوا ان يجرحوا شهودنا فهم بالجرح اولى فهم زنادقة فالطعن في الصحابة طعن في الدين طعن في الدين ولهذا درج عامة اهل العلم في القديم والحديث بكتب العقيدة المطولة والمختصرة ان يضمن المعتقد في الصحابة في جملة الاصول اصول الايمان فيذكر في كتب العقيدة من اصول الايمان كذا ومن اصول الايمان كذا الى ان يذكر من اصول الايمان العقيدة في الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم والعقيدة في الصحابة تدور وترتكز على امرين سلامة القلب وسلامة اللسان اما القلب فالواجب ان يكون تجاه الصحابة رضي الله عنهم سليما ليس في غل ولا حقد ولا ضغائن ولا سخائن ولا غير ذلك واللسان ايضا يجب ان يكون تجاه الصحابة سليما ليس فيه سب او وقيعة او ذنب او طعن او نحو ذلك فالقلوب السليمة من الغل والحقد ليس فيها الا الحب و النقاء والصفاء والالسن ايضا سليمة والالسن ايضا سليمة ليس فيها الا الترحم والاستغفار والدعاء قد جمع بين هذين الامرين الذين يدور عليهما المعتقد تجاه الصحابة في الاية الكريمة من سورة الحشر قال الله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان هذا سلامة اللسان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا هذا سلامة القلب. ربنا انك غفور رحيم والصحابة صفوة الامة وخيارهم ومقدموهم السباقون الى الخيرات وقدوة الامة قال ابن مسعود رضي الله عنه ان ان الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب اصحابه خير قلوب العباد وقال رضي الله عنه من كان مؤمنكم مستنا فليستن بمن قد مات اولئك اصحاب محمد ابر هذه الامة قلوبا واعماقها علما واقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه واقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فانهم كانوا على الهدي المستقيم يقول الامام احمد رحمه الله في هذه الرسالة وخير هذه الامة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ابو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ويقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا في ذلك ولهذا من امور المعتقد والايمان الصحابة رضي الله عنهم ان نؤمن بتفاضلهم وانهم في الفضل ليسوا على رتبة واحدة وان افضلهم على الاطلاق ابو بكر ثم عمر ثم عثمان وكما ذكر الامام احمد رحمه الله كان الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يفضلون هذا التفضيل ويقرهم النبي عليه الصلاة والسلام على ذلك يقولون افضلنا ابو بكر ثم عمر ثم عثمان بل جاء هذا التفضيل على هذا الترتيب عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه سئل رضي الله عنه من افضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال ابو بكر قيل ثم من قال عمر قال السائل خشيت ان يثلث بعثمان فقلت ثم انت قال ما انا الا واحد من المسلمين بل جاء عنه رضي الله عنه انه قال لا يبلغني عن احد انه يفضلني على ابي بكر وعمر الا جلدت حد المفتري اي لارتكابه فرجه عظيمة قرية عظيمة وهي تقديم علي على الشيخين علي على الشيخين رضي الله عن الشيخين وعن علي وعن الصحابة اجمعين ولهذا يقول شيخ الاسلام رحمه الله ويقرون اي اهل السنة بما تواتر به النقل عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه وعن غيره من ان خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي كما دلت عليه الاثار وكما اجمع الصحابة رضي الله عنهم على تقديم عثمان في البيعة الى اخر ما ذكر رحمه الله تعالى قال الامام احمد رحمه الله ثم بعد هؤلاء الثلاثة اي ابا بكر وعمر عثمان بعد هؤلاء الثلاثة اصحاب الشورى الخمسة ثم بعد هؤلاء الثلاثة اصحاب الشورى الخمسة علي ابن ابي طالب وطلحة والزبير وعبدالرحمن ابن عوف وسعد بن ابي وقاص وهؤلاء الخمسة هم من جملة العشرة المبشرين بالجنة الذين جمعهم النبي عليه الصلاة والسلام بشارة لهم بالجنة في حديث واحد في مجلس واحد قال عليه الصلاة والسلام ابو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف بالجنة وسعد بن ابي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وابو عبيدة ابن الجراح في الجنة رواه الترمذي وغيره فافضل الصحابة رضي الله عنهم الخلفاء الراشدون الاربعة ثم بقية العشرة بقية العشرة وبقية العشرة اربعة منهم من اه من اصحاب الشورى طلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن ابي وقاص ثم بعد ذلك اه من بقية العشرة سعيد ابن زيد وابو عبيدة ابن الجراح فالحاصل ان افضل اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام الخلفاء الراشدون. وافضل الخلفاء ابو بكر رضي الله عنه بل ان ابا بكر وعمر هم هما افضل الناس بعد النبيين في جميع الامم كما قال عليه الصلاة والسلام ابو بكر وعمر سيد كهول اهل الجنة من الاولين والاخرين عدا النبيين ثم بعد الاربعة في الفضل يأتي بقية العشرة المبشرين بالجنة الذين بشرهم صلوات الله وسلامه عليه في مجلس واحد بالجنة قال الامام احمد رحمه الله ويذهب في ذلك الى حديث ابن عمر يذهب في ذلك ان يصار في ذلك في تقرير هذا الترتيب على هذا النحو يشار فيه الى حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا نعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي واصحابه متوافرون ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت فالامام احمد يقال يصار في هذا الترتيب الى هذا الحديث لان هذا الحديث فيه ان هذا التفضيل كان مقررا بين الصحابة زمن النبي عليه الصلاة والسلام كما قال ابن عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي واصحابه متوافرون فهي مسألة متكررة عند الصحابة رضي الله عنهم ولهذا ينبغي كما يقول الامام احمد ان يصار الى هذا في مسألة التفضيل يذهب الى هذا يشار اليه ان ان يعد اه في التفضيل ابو بكر اولا ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم بقية العشرة الذين جمعهم النبي عليه الصلاة والسلام في حديث واحد قال ثم من بعد اصحاب الشورى ومن بعد اصحاب الشورى وهم اربعة ما بعد علي رضي الله عنه آآ وان شئت قل ثم من بعدي من بعدي بقية العشرة بعد بقية العشرة لان افضل الصحابة الاربعة الخلفاء ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة قال ثم من بعد اصحاب الشورى اهل بدر من المهاجرين ثم اهل بدر من الانصار ثم اهل بدر من الانصار والمهاجرون افضل ولهذا يقدمون في النصوص والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار في سورة الحشر ذكر المهاجرين اولا في اية ثم اعقبهم في الاية التي تليها بالانصار للمهاجرين الذين اخرجوا من جارهم واموالهم ثم قالوا والذين تبوأوا الدار والايمان من بعدهم يحبون من هاجر اليهم من بعد العشرة يأتي في الفضل اهل اهل بدر من المهاجرين ثم اهل بدر من الانصار من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدر الهجرة والسابقة اولا فاولا يعني ان هؤلاء الذين هم اهل بدر عموما هم افظل الصحابة بعد العشرة وهم في وهم في انفسهم ايضا متفاضلون بحسب ماذا؟ قال بحسب الهجرة والسابقة اولا فاول. كل من كانت هجرته اسبغ وسابقته الى الايمان وغير ذلك من وجوه للتفضيل قال اولا فاولا وقد جاء في الصحيح من حديث علي في قصة كتاب حاطب مع الظعينة وفيه قال عمر انه قد خان الله ورسوله فدعني يا رسول الله اضرب عنقه فقال النبي عليه الصلاة والسلام اليس من اهل بدر ثم قال عليه الصلاة والسلام لعل الله اطلع على اطلع الى اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة او فقد غفرت لكم لدمعت عينا عمر رضي الله عنه وقال الله ورسوله اعلم واهل بدر كان عدتهم ثلاث مئة وبضعة عشر ثلاث مئة وبضعة عشر هؤلاء كلهم كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام غفر له ووجبت لهم الجنة وهذا لا يعني ان من شهد بدرا يكون معصوما لا يخطئ لا تزل قدمه ليس هذا المعنى لكن علم الله من حالهم وما اكرمهم الله به من هذه السابقة العظيمة والتضحية الكبيرة التي قدموها في بدر نصرة للدين والبلاء العظيم الذي آآ كتبه الله على ايديهم ويسره على ايديهم ففازوا بهذا الموعود اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم والله جل وعلا علم من حالهم ان من زل منهم او اخطأ يتوب وينيب الى الله سبحانه وتعالى مثل ما كان من خطأ حاطب وقد تاب الى الله واناب واخبر رضي الله عنه ان هذا الذي حصل منه كتابة الكتاب الذي حصل منه ليس رغبة عن الدين ليس رابطا عن دين الله فالشاهد ان من اكرمهم الله عز وجل بشهود بدر مقدمون على غيرهم لهم هذه الفظيلة ولهم هذه المنزلة والمكانة ولهذا في تراجم الصحابة رضي الله عنهم ينص في في سيرته اذا كان بدريا يقال اه يقال عنه اذا كان شهد بدرا يقال عنه بدري لماذا؟ لان اهل بدر لهم ميزة خاصة وفضيلة خاصة اكرمهم الله سبحانه وتعالى بها ثم يلي اهل بدر اهل بيعة الرضوان واهل اهل بيعة الرضوان لهم فضيلة مذكورة في القرآن واخرى في السنة في القرآن قال الله عز وجل قد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فاخبر عن رضاه عنهم سبحانه وتعالى والتي في السنة قول النبي عليه الصلاة والسلام انه لن يدخل النار احد بائع تحت الشجرة وكان عدتهم الفا واربعمائة من بايعوا تحت الشجرة وكلهم كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل احد منهم اه النار قال الامام احمد رحمه الله ثم افظل الناس بعد هؤلاء ثم افظل الناس بعد هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذين القرن الذي بعث فيهم كل من صحبه سنة او شهرا او يوما او ساعة او رآه مؤمنا به فهو من اصحابه له من الصحبة على قدر ما صحبه. وكانت سابقته معه وسمع منه ونظر اليه نظرة اذا كل من اكرمه الله عز وجل بالصحبة ولو كانت ساعة ولو كانت وقتا يسيرا فهذا له فظل خاص ولهذا سبحان الله في بعض كتب اه التراجم يذكرون عن بعض التابعين يقولون كاد ان يكون صحابيا يعني هاجر الى المدينة ولما شارف على المدينة بلغه وفاة النبي عليه الصلاة والسلام. فيقول كاد ان يكون صحابيا لان هذا شرف شرف عظيم جدا ولو لحظة مثل ما قال الامام احمد ونظر اليه نظرة لو نظرة لو سمع منه كلمة لو كلمة واحدة من شرفه الله برؤية النبي عليه الصلاة والسلام او لقائه او السماع منه مباشرة او نظر اليه نظرة فهو صحابي وله فضل الصحبة وشرف الصحبة والصحبة فيها خصوص وعموم وعمومها خصوصها مثل ما تقدم خصوصها مثل ما تقدم في ما ذكر في فضل الخلفاء وثم بقية العشرة ثم اهل بدر الى اخره الصحبة فيها خصوص وفيها عموم وكلام الامام احمد هنا يتعلق بالعموم بعد ان ذكر ما يتعلق بالخصوص اولا ذكر ما يتعلق بعموم الصحبة فذكر الامام احمد ان ان انه يندرج في عموم الصحبة كل من رآه عليه الصلاة والسلام مؤمنا به ولهذا في الصحبة يقول انسان صحبته سنة صحبته شهرا صحبته ساعة ونحو ذلك فهي صحبة لكنها متفاوتة لكن تبقى انها صحبة فكل من اكرمه الله عز وجل رؤية النبي او سماعه اه انه ولو نظر اليه نظرة ولو لقيه ولو ساعة ولو لحظة فهو داخل في هذا الشرف قد جاء في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم اي الناس قيل قال اه قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ومثله حديث عمران ان خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال الامام احمد رحمه الله فادناهم صحبة هو افضل من القرن الذي لم يره ادناهم صحبة افضل من القرن الذين لم يروا يعني من اكرمه الله بالصحبة ولو لحظة لو ساعة لو كلمة سمعها من النبي عليه الصلاة والسلام افضل من القرن الذين لم يروه لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم خير الناس قرني و قول القرن الذين بعثت فيهم فهذا دخل في هذا الشرف وهذه الخيرية فادناهم صحبة هو افضل من القرن الذين لم يروه ولو لقوا الله بي جميع الاعمال ولو لقوا الله بجميع الاعمال كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه وسمعوا منه ومنا رآه بعينه وامن به ولو ساعة افضل لصحبتهم من التابعين ولو عملوا كل اعمال الخير ولو عملوا كل اعمال الخير وفي في الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه فالصحبة آآ لها اه شرفها ولها مكانتها والصحابي هو من لقي النبي ولو ساعة مؤمنا به ومات على ذلك. لكنهم يتفاوتون في هذه الصحبة آآ ومن حيث البلاء الحسن من حيث آآ الجهود العظيمة والسابقة في الخير يتفاوتون منهم من طالت صحبته ومنهم من هو اقل ودون ذلك منهم من هو اقل وودون ذلك فهم ليسوا في الصحبة على مرتبة واحدة لكن ينبغي ان نعلم ان الصحابة عموما اثنى الله عليهم الثناء العظيم قصص وعمم في ذكرى اه الصحابة. قال والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار الذين اتبعوهم باحسان قال لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة وقال محمد رسول الله والذين معه شدوا على الكفار رحماء بينهم وتقدم في الحديث خير الناس قرني ثم الذين يلونهم والاحاديث في فضل الصحابة عموما وخصوصا كثيرة وهي بعمومها تفيد تعديل الصحابة و بيان مكانتهم العظيمة والتحذير من سبهم وايضا ان الصحابة متفاوتون في في الرتبة والمنزلة وانهم ليسوا على درجة واحدة لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والسمع والطاعة بالائمة وامير المؤمنين. البر والفاجر ومن ولي الخلافة واجتمع الناس عليه ورضوا به ومن خرج عليهم بالسيف حتى صار خريفة وسمي امير المؤمنين والغزو ماض مع الامراء الى يوم القيامة. البر والفاجر لا يترك وقسمة الفيد واقامة الحدود الى الائمة ماض ليس لاحد ان يطعن عليهم ولا ينازعه ودفع الصدقات اليهم جائزة ونافذة. ومن دفعها اليهم اجزأت عنه برا كان او فاجرا وصلاة الجمعة خلفه وخلف كل من ولاه جائزة تامة ركعتين. من اعادها فهو مبتدع تارك للاثار مخالف للسنة ليس له من فضل الجمعة شيء. اذا لم ير الصلاة خلف الائمة. كائنين من كانوا بريهم وفاجرهم والسنة بان يصلي معهم ركعتين. من اعادها فهو مبتدع ويدين بانها تامة. ولا يكن في صدرك من ذلك شك ومن خرج على امام من ائمة المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه واقروا له بالخلافة باي وجه كان بالرضا او بالغلبة فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين وخالف الاثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فان مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لاحد من الناس. فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق نعم آآ ثم شرع الامام احمد رحمه الله بهذا المختصر شرع في بيان ما يتعلق بالواجب آآ تجاه ولاة الامر ببيان ما جاء في الواجب تجاه ولاة الامر واهل السنة والجماعة مع ولاة امرهم منهجهم منهج وسط وهو قائم على الاتباع ولزوم الاثر كما هو شأنهم وطريقتهم في جميع امور الدين طريقتهم مثل ما قال ابن مسعود انا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ولن نضل ما تمسكنا بالاثر فطريقة اهل السنة رضي الله عنهم ورحمهم طريق وسط تمنى اراد لنفسه الفوز فليلزم نهجه وليسلك سبيله ومن نهج اهل السنة والجماعة وسبيلهم مع ولاة الامر انهم يرون كما يقرر الامام احمد وغيرهم ان الائمة يرون وجوب السمع والطاعة للولاة في المنشط والمكره فيما احب المرء وكره ابرارا كانوا او فجارا والطاعة في المعروف ان امروا بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وينصحون لي الولاة كما قال عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم ومن نهج اهل السنة مع الولاة انهم لا يدعون عليهم. بل يدعون لهم بالصلاح والمعافاة ولا يرون جواز الخروج عليهم ولا قتالهم ولا نزع اليد من طاعتهم وان جاروا وظلموا بل يعدون ذلك من البدع المحدثة وعامة اه كتب الاعتقاد يا اهل السنة المختصرة والمطولة يذكر فيها هذا الاصل يذكر فيها هذا الاصل اه مثل ما صنع الامام احمد في كتابه هذا اصول السنة فذكر من اصول السنة اي اصول الاعتقاد والديانة السمع والطاعة ولاة امر المسلمين والسبب في ذلك ان امر المسلمين ان امر المسلمين لا ينتظم الا بجماعة والجماعة لا تنتظم الا بامام ولا امام الا بسمع وطاعة هذا السمع والطاعة لولاة الامر يترتب عليه مصالح وتركه تترتب عليه شرور ومفاسد عظيمة جدا قال والسمع والطاعة للائمة وامير المؤمنين البر والفاجر ومن ولي الخلافة واجتمع الناس عليه ورضوا به ومن خرج عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي اميرا السمع والطاعة للائمة من ولي الخلافة واجتمعوا واجتمع الناس الناس عليه و من تأمر وصارت له الخلافة وسمي امير المؤمنين يقول عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين على المرء المسلم السمع والطاعة فيما احب وكره الا ان يؤمر بمعصية فان امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة وهذا الذي ذكر الامام احمد اه محل اجماع عند اهل العلم واهل البصيرة بدين الله عز وجل قد حكى اجماعهم على ذلك غير واحد من من من اهل العلم ايضا تحذيرهم الشديد من الخروج على على الولاة ونزع اه نزع اليد من اه من الطاعة اريد هنا ان نتذكر قصة الامام احمد قصة الامام احمد وسبق الاشارة اليها عندما تبنى الخليفة العباسي المعتصم عندما تبنى الخليفة العباسي المأمون القول بخلق القرآن في اواخر خلافته ثم من بعده على نهجه سار اخوه المعتصم ثم الواثق ابن المعتصم وهذه دامت بضع عشرة سنة اخر خلافة المأمون ثم خلافة آآ اخيه المعتصم ثم خلافة الواثق ابن المعتصم في هذه السنوات وهي بضع عشرة سنة كان الامر على اشده في تقدير هذه العقيدة الباطلة وحمل الناس عليها والامام احمد كما علمنا حصل له اذى عظيم وخاصة في خلافة المعتصم كما سبق البيان حتى انه ضرب ضربا شديدا رضي الله عنه وثبت على الحق لكن لنستمع ان هذا الذي حصل له رضي الله عنه وارضاه لم يغير نهجه في الاعتقاد لان الاعتقاد ليس حسب المواقف ان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون لاعتقاد ديانة يفعل تقربا لله بل بلغ الشأن عند الامام احمد كما جاء عن ابراهيم الحربي ان الامام احمد احل يقول ابراهيم الحربي احل احمد بن حنبل من حظر ضربه وكل من شايعه فيه والمعتصم ايضا احله الامام احمد وقال لولا ان ابن ابي دؤاد داعية لاحللته وقال عبد الله بن الامام احمد قرأت على ابي ان الله عز ان لله عز وجل بابا في الجنة لا يدخله الا من عفا عمن ظلمه فقال لي يا بني ما خرجت من دار ابي اسحاق حتى احللته ومن معه الا رجلين ابن ابي دؤاد وعبد الرحمن بن اسحاق فانهما طلبا دمي وانا اهون على الله عز وجل ان يعذب في احدا. اشهدك انهما في حل يعني ابن ابي دؤاد عبد الرحمن بن اسحاق قال قال الصالح وكان اثر الضرب بينا في ظهر ابي الى ان توفاه الله سبحانه وتعالى فالامام احمد رحمه الله جاءت عنه نقول كثيرة في تحذير من مخالفة هدي النبي عليه الصلاة والسلام ونزع اليد من من الطاعة وبيان الشرور التي تترتب على على ذلك الشرور العظيمة التي تترتب على ذلك وثمة هنا قصة في هذا الباب يرويها حنبل بن اسحار ابن حنبل يكون الامام احمد عمه قصة عجيبة تبين متانة الديانة وعظم التمسك. تمسك الامام احمد بالسنة مهما كان الامر في زمن الواثق في زمن الواثق وقد تقدم ان الذين حصل في زمنهم بحمل الناس على القول بخلقه قرآن المأمون اولا ثم المعتصم ثم الواثق. اخر الخلفاء الذين حملوا الناس على هذه الفتنة. في زمن الواثق في زمن الواثق جاء نفر من فقهاء بغداد جاءوا الامام احمد وشاوروا في ترك الرضا بامرة الواثق وسلطانه قالوا لان اظهر القول بخلقه القرآن ودعا اليه وامر بتدريسه للصبيان في الكتاتيب وقرب من القضاة وغيرهم من قال به وعزل وابعد من خالفه فاي شيء صنع؟ الامام احمد عندما جاءوا اليه يشاورونه في ان يفعل ذلك يقول حنبل ابن اسحاق يروي القصة يقول لما اظهر الواثق هذه المقالة وظرب عليها وحبس وظرب عليها وحبس بالمناسبة الواثق آآ لم يتعرض يعني مع انه ايضا تبنى هذه تمنى يعني القول بخلق القرآن كمن قبله كالمعتصم لكنه لم يعرض للامام احمد لم يعرض الامام احمد رحمه الله اما لما علم من قوة صبره او خوفه من تأثير عقوبته لكنه طلب من من الامام احمد الا لا يساكنه بالارض الذي هو فيها فبقي الامام احمد كما ذكر في كتب الاخبار مختفيا بقية حياة اه اه بقية حياة اه الواثق لكنه لم يتعرض له ويذكر ايضا ان الواثق اه مؤخرا ترك امتحان الناس في آآ في آآ في هذا الامر الذي هو القول بخلق القرآن ترك ترك امتحان الناس في ذلك بسبب مناظرة جرت في مجلسه وكان فيها ايضا ابن ابي دؤاد فدخل عليهم شيخ و كان من من المناظرة ان قال الشيخ لابن ابي دؤاد ما تقول في القرآن؟ قال مخلوق فقال له الشيخ اه هذا شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر وعثمان وعلي ام لم يعلموا فقال شيء لم يعلموه فقال سبحان الله شيء لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ولا ابو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي وعلمته انت وايضا قال له شيء وسع شيء لم يعلموه قال شيء لم يعلموه ولم يدعوا الناس اليه ثم تقول به الا وسع كما وسعهم وتروى هذه القصة بصور اخرى فعلى اثرها يقال ان الواثق ترك اه حمل الناس على ذلك وايضا يقال ان الواثق مات وقد تاب عن القول بخلق بخلق القرآن اه نعود الى كلام حنبل بن اسحاق انبل بن اسحاق آآ لما ذكر قال لما اظهر الواثق هذه المقالة وظرب عليها وحبس جاء نفر الى ابي عبدالله من فقهاء اهل بغداد فيهم بكر بن عبد الله وفلان وفلان فاتوا ابا عبدالله وسألوا ان يدخلوا عليه فاستأذنت لهم فدخلوا فقالوا له يا ابا عبد الله ان الامر قد فشى وتفاقم وهذا الرجل يفعل ويفعل وقد اظهر ما اظهر ونحن نخافه على اكثر من هذا وذكروا له ان ابن ابي دؤاد مضى على ان يأمر المعلمين بتعليم الصبيان في الكتاب مع القرآن. ان القرآن كذا وكذا اي مخلوق فقال لهم ابو عبد الله وماذا تريدون قالوا اتيناك نشاورك في امر نريده قال فما تريدون؟ قالوا لا نرضى بامارته ولا بسلطانه اي انهم عزموا على نزع اليدق من الطاعة فناظرهم ابو عبد الله ساعة حتى قال لهم وانا حاضرهم يعني آآ اه حنبل بن اسحاق يقول وانا حاضر ارأيتم ان لم يبق لكم هذا الامر اي ان لم تحصنوا ما طلبتم. اليس قد سرتم من ذلك الى المكروه عليكم بالنكرة بقلوبكم انكروا بقلوبكم ولا تخلعوا يدا من الطاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ولا دماء المسلمين معكم. انظروا في عاقبة امركم ولا تعجلوا واصبروا حتى يستريح بر ويستراح من فاجر قال ودار بينهما في ذلك كلام كثير لم احفظه واحتج عليهم ابو عبد الله بهذا فقال بعضهم انا نخاف على اولادنا اذا ظهر هذا الامر لم يعرفوا غيره ويمحى الاسلام ويدرس فقال ابو عبد الله كلا ان الله عز وجل ناصر دينه وان هذا الامر له رب ينصره وان الاسلام عزيز منيع هذا كلام عظيم يقول الامام احمد فقال ان كلا ان الله عز وجل ناصر دينه وان هذا الامر له رب ينصره وان الاسلام عزيز منيع فخرجوا من عند ابي عبد الله مع هذه الموعظة والنصح العظيم والكلام البالغ فخرجوا من عند ابي عبد الله ولم يجبهم الى شيء مما عزموا عليه ولم يجبهم الى شيء مما عزموا عليه اكثر من النهي عن ذلك والاحتجاج عليهم بالسمع والطاعة حتى يفرج الله ان الامة فلم يقبلوا منه وسبحان الله فرج الله كان قريب في زمن المتوكل تحول الامر الى اه الى قطع هذه الفتنة ومنع الناس من من القول بخلق القرآن اه اكرام اهل العلم الى اخر ما ذكر في ترجمة المتوكل الذي كان بعد الواثق فلم يقبلوا منه فلما خرجوا قال لي بعضهم امضي معنا الى منزل فلان رجل سموه حتى نوعده لامر نريده اه اي انهم ما استفادوا من وصية احمد ونصيحه بل خرجوا من عنده وهم ماضون على آآ على طريقتهم بل ارادوا ان يأخذوا معهم حنبل اسحق فذكرت ذلك لابي فقال لي ابي لا تذهب واعتل عليهم فاني لا امن ان يغمسوك معهم فيكون لابي عبد الله في ذلك ذكر يعني واحد من اولاده او قرابته معهم في هذه هذا الذي عزموا عليه فاعتللت عليهم ولم امضي معهم فلما انصرفوا دخلت انا وابي على ابي عبد الله فقال ابو عبد الله لابي يا ابا يوسف هؤلاء قوم قد اشرب قلوبهم ما يخرج منها فيما احسب يعني هذه الفتنة فنسأل الله السلامة هكذا يقول الامام احمد نسأل الله السلامة ما لنا ولهذه الافة وما احب لاحد ان يفعل هذا فقلت له يا ابا عبد الله وهذا عندك صواب؟ قال لا هذا خلاف الاثار التي امرنا فيها بالصبر ثم قال ابو عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ان ضربك فاصبر وان حرمك فاصبر وان وليت آآ امره او امرة فاصبر وقال عبد الله بن مسعود كذا وذكر ابو عبد الله كلاما لم احفظه قال حنبل لننظر الان خلاصة ما حصل لهؤلاء الذين لم يأخذوا بموعظة الامام احمد ولم يقبلوا نصحه قال حنبل فمضى القوم يعني على ما ارادوا ونزعم اليد من الطاعة فمضى القوم فكان من امرهم انهم لم يحمدوا ولم ينالوا ما ارادوا اختفوا من السلطان وهربوا واخذ بعضهم فحبس ومات في الحبس وفي هذه القصة ابلغ عظة في خطورة مخالفة منهج اهل السنة في هذا الاصل العظيم وان من يفارق منهجهم لا يجني من ذلك الا مثل هذه العواقب الوخيمة اضافة الى مفارقته للحق ومجانبته لي اه الصواب قال الامام احمد والغزو ماض مع الامرا الى يوم القيامة البر والفاجر لا يترك وقسمة الفيء واقامة الحدود الى الائمة ماض ليس لاحد ان يطعن عليهم ولا ان ينازعه ودفع الصدقات اليهم جائز جائزة ونافذة ومن دفعها اليهم اجزأت عنه برا كان او فاجرا اي ولي الامر وصلاة الجمعة خلفه وخلف كل من ولاه جائزة تامة ركعتين من اعادها فهو مبتدع تارك للاثار مخالف للسنة ليس لهم من فضل الجمعة شيء اذا لم ير الصلاة خلف الائمة كائنين من كانوا برهم وفاجرهم السنة بان يصلي معهم ركعتين من اعادهما فهو مبتدع ويدين ايضا قال ويدين بانها تامة ولا يكن في صدرك من ذلك شك ولا يكن في صدرك من ذلك شك وهذا الذي ذكر الامام احمد اجمع عليه العلماء يقول ابن بطة اجمعت العلماء من اهل العلم والفقه والنساك والعباد والزهاد منذ اول هذه الامة الى وقتنا هذا ان صلاة الجمعة والعيدين ومنى وعرفات والغزو والحج والهدي مع كل امير بري مفاجئ وان نقول عن اهل العلم في في هذا كثيرة قال ومن خرج على امام من ائمة المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه واقروا له بالخلافة باي وجه كان بالرضا او بالغلبة فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين وخالف الاثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فان مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية وهذا جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم عن ابي هريرة قال النبي عليه الصلاة والسلام من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة الجاهلية وايضا في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال عليه الصلاة والسلام من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر فانه من فارق الجماعة شبرا فميتة جاهلية والاحاديث في هذا المعنى كثيرة قال ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لاحد من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع وعلى غير فهو مبتدع على غير السنة والطريق مبتدع لانه اه عمل بما يملي عليه هواه لا بما دلت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فان السنة واضحة والهدي بين ومن كان على الاثر فهو على الطريق. لكن من اعمل رأيه وهواه و سلك هذا المسلك الذي هو قتال السلطان والخروج عليه ونزع اليد من الطاعة لا يبوء الا بالعواقب الوخيمة مثل ما تقدم في نصيحة الامام احمد لاولئك وتحذيره لهم فهذا المسلك الذي هو مسلك الخوارج لا يأتي الامة بخير وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة تتبع عواقب هذا المسلك ومآلاته ورصد آآ قصص وعبر في التاريخ وبين ما ترتب على ذلك من من عواقب وخيمة ثم لخص رحمه الله تعالى اه ذلك بكلمتين قال عن هؤلاء فما اقاموا دينا ولا ابقوا ولا ابقوا دنيا هذا الذي يترتب على مثل هذا المسلك قتال السلطان والخروج عليه ونزع اليد من من الطاعة واشهار السيف فهذه كلها مسالك ليست من دين الله سبحانه وتعالى بل مسالك تعقب العواقب الوخيمة والمآلات الاليمة. يقول شيخ الاسلام المشهور من مذهب اهل السنة انهم لا يرون الخروج على الائمة وقتالا بالسيف وان كان فيهم ظلم كما دلت على ذلك الاحاديث الصحيحة المستفيضة عن آآ النبي صلى الله عليه وسلم لان الفساد في القتال والفتنة اعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة الى اخر كلامه رحمه الله تعالى ثم قال ثم قال وقتال اللصوص والخوارج جائز اذا عرظوا للرجل في نفسه وماله فله ان يقاتل عن نفسه وماله الى اخره وهذا يؤجل الى لقائي الغد باذن الله سبحانه نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين