بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فبين ايدينا رسالة قيمة ومؤلف نافع وكتاب مفيد في بابه غاية الفائدة وهو كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة للشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى الفه رحمه الله معاونة للناس بتحصيل في تحصيل السعادة بذكر وسائلها واسباب تحصيلها ونيلها ومن المعلوم ان السعادة مطلوب كل انسان فليس احد من الناس يريد لنفسه تعاسة او شقاء او غموما او هموما بل كل يريد السعادة وكل ينشدها وكل يسعى الى تحصيلها لكن تفاوتت طرائق الناس سبل اه تحصيلهم لهذه السعادة وسيرهم في نيلها بل ان من الناس من سلك في تحصيل السعادة ما يجلب له الشقاء ويحقق له ظدها فجاء هذا المؤلف القيم من الشيخ رحمه الله تعالى واضعا كما يقال النقاط على الحروف في فصول ماتعة وتقريرات نافعة جمعها في هذه الرسالة المختصرة المفيدة لكل مسلم ومن حسن هذا الكتاب وجودة افادته وعظم نفعه وصفه بعض اهل العلم ولم يبعد في وصفه بانه مستشفى الامراض النفسية او مستشفى للامراض النفسية وفعلا شفي الخلق من امراض وهموم وغموم والام عندما يسر الله سبحانه وتعالى لهم قراءة هذا الكتاب وعندما تقرأ هذا الكتاب وما فيه من دقة وحسن تحرير اه جمع حسن وصياغة ايضا بديعة للوسائل التي تنال بها السعادة ربما تظن ان مؤلفه كتبه وهو في احسن ما يكون من الارتياح المتعة والصحة ربما تظن ذلك لكن تعجب عندما تعلم ان الشيخ رحمه الله تعالى كتب هذا الكتاب على سرير المرض ويعاني من الم شديد في رأسه حتى ان الاطبا في ذلك الوقت قد منعوه من القراءة والكتابة لانها تؤثر على صحته فكان على سرير المرض يحرر هذه الرسالة ويجمع هذا الجمع الباهر النافع دون ان يكون عنده مراجع او كتب وانما يكتب مما من عصارة الذاكرة فجمع رحمه الله جمعا نافعا مفيدا للغاية وقد نفع الله سبحانه وتعالى بهذه الرسالة خلقا من عباد الله لانها فعلا تداوي النفوس بما يحقق طرد الهموم والغموم والاحزان وجلب السعادة الى القلب صدر رحمه الله تعالى الرسالة بان مدار السعادة على راحة القلب على راحة القلب وطمأنينته. فاذا حصل للقلب هذه الراحة وهذه الطمأنينة حصلت السعادة والا يبقى القلب مسوسا مضطربا مهموما اه مغموما على اثر ذلك دخل رحمه الله تعالى في تفاصيل كثيرة في فصول نافعة يوضح من خلالها الوسائل المفيدة للحياة السعيدة نسأل الله عز وجل ان يرحم مؤلف هذا الكتاب الشيخ عبدالرحمن وان يجزيه خير الجزاء وان يجعل اه جهده هذا وغيره من جهوده في موازين حسناته وان ينفعنا آآ اجمعين وان يجعل هذه الرسالة سببا لنا اجمعين في نيل السعادة وتحقيقها وهو وحده تبارك وتعالى الموفق لا شريك له نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي له الحمد كله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم اما بعد فان راحة القلب وسروره وزوال همومه وغمومه هو المطلب لكل احد وبه تحصل الحياة الطيبة ويتم السرور والابتهاج ولذلك اسباب دينية واسباب طبيعية واسباب عملية ولا يمكن اجتماعها كلها الا للمؤمنين واما من سواهم فانها وان حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه فاتتهم من وجوه انفع واثبت واحسن حالا ومآلا ولكني سأذكر برسالتي هذه ما يحضرني من الاسباب ولكني سأذكر برسالتي هذه ما يحضرني من الاسباب لهذا المطلب الاعلى الذي يسعى له كل احد فمنهم من اصاب كثيرا منها فعاش عيشة هنية وحي حياة طيبة ومنهم من اخفق فيها كلها فعاش عيشة الشق. فعاش عيشة الشقاء وحي حياة التعساء ومنهم من هو بين بين بحسب ما وفق له. والله الموفق والمستعان والله الموفق والمستعان به على كل خير وعلى دفع كل شر. هذه مقدمة هذه الرسالة لخص فيها مقصود هذه الرسالة الغرض الذي من اجله الفها رحمه الله تعالى وتضمنت هذه المقدمة امورا ثلاثة الاول بيان اه مدار السعادة والاصل الذي اي ترتكز عليه تبنى عليه وتقوم وهو راحة القلب وان مدار السعادة راحة القلب وطمأنينته فتتركز السعادة على استجلاب امور للقلب بحيث ان انها اذا دخلت القلب وعمر بها حصل الساعة حصل المرء السعادة واذا افتقدها القلب فان السعادة تترحل عنه مهما فعل من اسباب يريد ان ينال بها سعادته فالسعادة مدارها على راحة القلب وطمأنينته الامر الثاني مما تضمنته هذه المقدمة ان اسباب السعادة اه ثلاثة يعني او نعم اسباب السعادة ثلاثة دينية وطبيعية وعملية اما الدينية فسيأتي تفاصيل لها من تحقيق الايمان وذكر الرحمن وتلاوة القرآن وتحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى وهذا لب السعادة وروحها واساسها والثاني اسباب طبيعية اسباب طبيعية آآ آآ مثلا آآ يكون الانسان مثلا لا يشتكي من من من علة او مثلا ليس هناك آآ امور داهمته او آآ او غموم آآ اه حصلت له فهناك اسباب طبيعية وهناك اسباب عملية يعني يبذلها الانسان اه وربما يكون بعضها اسباب دنيوية مثلا يشتغل في حرفة او في صناعة يملأ وقته في اشياء نافعة ومفيدة وهذه الاسباب الدينية والطبيعية والعملية لا يمكن ان تجتمع الا للمؤمن غير المؤمن قد آآ يفعل بعض الاسباب الدنيوية التي يحصل لقلبه بها شيء من الراحة شي من راحة شي من السعادة لكن السعادة الحقيقية لا تتم الا بالاصل الذي هو السبب الديني الذي هو الايمان وطاعة الرحمن والذل له سبحانه وتعالى لان الله ابى اه كما بين في كتابه ان تكون السعادة الا بطاعته فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى اي يسعد مفهوم المخالفة ان الذي لا يتبع هدى الله لا يسعد بل يكون من اهل الشقاء الامر الثالث مما تضمنته هذه المقدمة ان حظ الناس من هذه السعادة متفاوت منهم من اصاب منها اه خيرا كثيرا فعاش عيشة هنية طيبة ومنهم من اخفق فيها لم يحصل منها شيئا فعاش عيشة الشقاء ومنهم من هو بين بينه يعني تارة وتارة والتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى وهو وحده المستعان والعبد آآ ينبغي عليه ان يلجأ الى الله وان يستعين به وان يتوكل عليه ومن بعد ذلك يبني اه اه او يبذل الاسباب التي ينال بها هذه السعادة قال رحمه الله فصل واعظم الاسباب لذلك واصلها واسها هو الايمان والعمل الصالح قال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون فاخبر تعالى ووعد من جمع بين الايمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة في هذه الدار وبالجزاء الحسن في هذه الدار وفي دار القرار وسبب ذلك واضح فان المؤمنين بالله الايمان الصحيح المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والاخلاق في الدنيا والاخرة معهم اصول واسس يتلقون فيها جميع ما يرد عليهم من اسباب السرور والابتهاج واسباب بالقلق والهم والاحزان يتلقون المحاب والمسار بقبول لها شكر عليها واستعمال لها فيما ينفع فاذا استعملوها على هذا الوجه احدث لهم من الابتهاج بها والطمع في بقائها وبركتها ورجاء ثواب الشاكرين امورا عظيمة تفوق بخيراتها وبركاته هذه المسرات التي هي ثمراتها ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لك بالمقاومة لما يمكنهم مقاومته وتخفيف ما تخفيفه والصبر الجميل لما ليس لهم عنه بد. وبذلك يحصل لهم من اثار المكاره من المقاومات النافعة والقوة ومن الصبر واحتساب الاجر والثواب امورا عظيمة تضمحل معها المكاره. وتحل لهم امور امور؟ امور عظيمة احسن الله اليكم امور عظيمة تضمحل معها المكاره وتحل محلها المسار والامال الطيبة والطمع في فضل الله وثوابه كما عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا في الحديث الصحيح انه قال عجبا لامر المؤمن من ان امره كله خير ان اصابته السراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لاحد الا للمؤمن فاخبر صلى الله عليه وسلم ان المؤمن يتضاعف غنمه وخيره وثمرات اعماله في كل ما يطرقه من السرور والمكاره نعم يعني هذا الاصل والاساس الذي اه تبنى عليه السعادة بل لا يمكن ان تقوم الا عليه وهو الايمان والعمل الصالح وصدر رحمه الله تعالى آآ اسباب نيل السعادة بهذه الاية العظيمة المباركة من اه سورة النحل وهي قول الله جل وعلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون فبالايمان والعمل الصالح حصلوا ثمرتين دنيوية واخروية اما الدنيوية فهي الحياة الطيبة. حياة الطمأنينة والراحة والسعادة والانس في كل احوالهم وفي جميع تقلبات امورهم والثمرة الاخرى ثمرة اخروية وهي الجزاء الحسن الذي آآ والثواب العظيم الذي اعده الله سبحانه وتعالى للمؤمنين اهل طاعته وعبادته وحسن التقرب اليه وبين رحمه الله ان المؤمن بايمانه الذي اكرمه الله سبحانه وتعالى به يتلقى جميع ما يرد عليه من اسباب السرور او اسباب القلق بهذا الايمان يتلقاها بهذا الايمان معه ايمان يتلقى به ما ياه يواجهه من اه من امور سارة او من امور محزنة مقلقة ومؤلمة بالايمان يتلقى هذه الاشياء ولهذا يعد الايمان مفزع للمؤمن في كل ما ينتابه من مفرح او محسن كل ذلك يتلقاه بالايمان فاذا كان الامر مفرحا تلقاه بالايمان فهداه ايمانه الى شكر الله واستعمال هذه النعمة في طاعة الله وما يقرب اليه سبحانه وتعالى وان كان امرا آآ محزنا مؤلما مقلقا دعاه ايمانه الى تلقيه بالصبر وبذل الاسباب التي يقاوم بها هذا الامر الذي فالذي اه اه حصل له او وقع له فيتلقى الامور السارة بالايمان فيهديه الايمان الى شكر المنعم والى استعمالها في طاعته سبحانه وتعالى وعدم استعمالها في معصيته فيفوز بثواب الشاكرين. ويتلقى المكاره والمضار والهموم. بمقاومتها بما يستطيع او بالعمل على تخفيفها وبالصبر الجميل للشيء الذي ليس منه بد ما ما عنده فيه حيلة يتلقاه بالصبر الجميل فيفوز حينئذ بثواب الصابرين ولهذا اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث العظيم اه اه الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام عجبا لامر لامر المؤمن ان امره كله خير ان امره كله خير يعني في جميع تقلبات المؤمن هو من خير الى خير حتى المصائب التي تصيبه والفواجع والالام والامراض وفقد الحبيب والى اخره هذه كلها خير للمؤمن ولهذا ينبغي على المؤمن ان يعي جيدا هذا الحديث فاذا اصابتهم مصيبة عليه ان يفهم ان هذا خير خير لي المؤمن لانه لانه في عبودية لله سبحانه وتعالى او في ابتلاء له عبوديته فيعمل على تحقيق تلك العبودية ليفوز بثوابها واجرها قال عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير وبين ذلك عليه الصلاة والسلام او بين وجه ذلك ان امره كله خير. قال ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له اذا اصابه امر سار مفرح نعمة اشياء ادخلت على قلبه اه سرورا فرحا فانه يتلقاها بشكر المنعم ويعلم انه لا حول له ولا قوة الا بالله وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وان اصابته مرضارة ان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له يعني يتلقاها بالصبر فيفوز بثواب الصابرين. قال وليس ذلك لاحد الا للمؤمن غير المؤمن النعم يتلقاها بالبقر والاسر والمصائب يتلقاها بالسخط والجزاء اما المؤمن فامره اخر في سرائه شاكر للمنعم وفي ضراءه صابر او في الحالتين فائز الاولى فائز فيها بثواب الشاكرين والثانية فائز فيها بثواب الصابرين نعم قال رحمه الله لهذا تجد اثنين تطرقهما نائبة من نوائب الخير او الشر فيتفاوتان تفاوتا عظيما في تلقيها وذلك بحسب تفاوتهما في الايمان والعمل الصالح هذا الموصوف بهذين الوصفين يتلقى الخير والشر بما ذكرناه من الشكر والصبر وما يتبعهما فيحدث له السرور والابتهاج وزوال الهم والغم والقلق وضيق الصدر وشقاء الحياة. وتتم له الحياة الطيبة في هذا به الدار والاخر يتلقى المحاب باشر وبطر وطغيان. فتنحرف اخلاقه ويتلقاها كما تتلقاها البهائم بجشع وهلع ومع ذلك فانه غير مستريح القلب بل مشتت من جهات عديدة. بل مشتته بل مشتته من جهات عديدة مشتت من جهة خوفه من زوال محبوباته ومن كثرة المعارضات الناشئة عنها غالبا. ومن جهة ان النفوس لا تقف عند حد بل لا تزال متشوقة لامور اخرى قد تحصل وقد لا تحصل وان حصلت على الفرض والتقدير فهو ايضا قلق من الجهات المذكورة ويتلقى المكاره بقلق وجزع وخوف وضجر. فلا تسأل عما يحدث له من شقاء الحياة ومن الامراض الفكرية والعصبية ومن الخوف الذي قد يصل به الى اسوأ الى اسوأ الحالات وافظع المزعجات بانه لا يرجو ثوابا ولا صبر عنده يسليه ويهون عليه وكل هذا مشاهد بالتجربة ومثل واحد من هذا النوع اذا تدبرته ونزلته على احوال الناس رأيت الفرق العظيم بين المؤمن العامل بمقتضى ايمانه وبين من لم يكن كذلك وهو ان الدين يحث غاية الحث على القناعة برزق الله وبما اتى وبما اتى العباد من فضله وكرمه المتنوع. بات وبما اتى العباد من فضله وكرمه المتنوع فالمؤمن اذا ابتلي بمرض او فقر او نحوه من الاعراض التي كل احد عرظة لها فانه بايمانه وبما عنده من القناعة الرضا بما قسم الله له تجده قرير العين لا يتطلب بقلبه امرا لم يقدر له ينظر الى من هو دونه ولا ينظر الى من هو فوقه. وربما زادت بهجته وسروره وراحته على من هو متحصل على جميع بالمطالب الدنيوية اذا لم يؤتى القناعة كما تجد هذا الذي ليس عنده عمل بمقتضى الايمان اذا ابتلي بشيء من الفقر او فقد بعظ المطالب الدنيوية تجده في غاية والشقاء. نعم اه الشيخ رحمه الله يعني لما ذكر الحديث عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير بين ان الناس يتفاوتون في النوائب سواء نوائب الخير او نوائب الشر. يتفاوتون في طريقة تلقيها وهذا التلقي للنوائب من خير او شر ايضا هو جوهر يعد للسعادة ومن اعظم الاسباب التي به تنال فيتفاوتون في تلقي النواب من خير او شر والخير مثلا الصحة نعمة ولد آآ مال الى غير ذلك من امور الخير المؤمن مثل ما تقدم في الحديث يتلقى هذه الخيرات بشكر المنعم شكر فكان خيرا له يتلقاها بشكر المنعم فتزيد بهجته تزيد البركة له في فيما اعطاه الله يزيد سروره وراحته تنزاح عنه الهموم الغموم والاخر يا يا يتلقى اه تلك النعم بالبطر طغيان وعدم شكر المنعم فتتأثر اخلاقه بذلك وتفسد تصبح اخلاقه فيها الهلع فيها الجشع فيها اه الحسد يبتلى قلبه بامراض آآ متعددة فتنحرف آآ اخلاقه ويبقى ايضا مع هذا المال الذي عنده يبقى قلقا يبقى قلقا مضطربا غير مستريح القلب بل آآ قلبه مشتت وبين الشيخ ان التشتت الذي يحصل لقلبه من جهات عديدة منها مثلا ان يكون خائف من زوال هذا الذي عنده. وقلق عليه وكل شيء يخيفه انه سيذهب عنه هذا الذي عنده وايضا من مشتت من كثرة المعارضة المعارضات الناشئة الناشئة عنها غالبا فهذه النعم ينشأ عنها اه في الغالب معارضات وحسد ومثلا دعاوى او كيد او او الى اخره فتكون هذه ايضا مجلبة لكثير من المخاوف التي آآ تصيبه وايضا من جهة ثالثة ان القدر الذي حصله من من النعمة لا يكون قنوعا به لا يكون قنوعا به ويجد ان نفسه ما عنده شيء ويريد اظعافه اظعافا مظاعفة فتكون نفسا متشوقة لامور اخرى قد تحصل وقد لا تحصل فيبقى قلبه في اضطراب لذلك هذه حال الحال مع الخيرات مع المصائب والمكاره المؤمن كما تقدم يتلقاها بالصبر. وبالمقاومة بالطرائق الشرعية التي هدى اليها الكتاب والسنة و آآ غيره يتلقى المكاره بالقلق والجزع والخوف والضجر فيترتب على ذلك الشقاء وترحل السعادة يترتب على ذلك الامراظ الفكرية الكثيرة الخوف المزعجات اضطراب القلب او اوجاعه والامه واخذ يضرب الشيخ بعض الامثلة للتوضيح فمثل بمثال وهو حصول الفقر انسان يعني اصابه فقر اجتاحه فقر ما هي حال المؤمن مع هذا الامر الذي اجتاحها؟ وما هي حال الاخر معه ذكر ان حال المؤمن اذا ابتلي بالفقر او او نحوه من الاعراض التي كل احد عرضة لها فانه بايمانه وبما عنده من القناعة والرضا بما قسم الله له يكون قرير العين مرتاح النفس لا يتطلب بقلبه امرا لم يقدر له بل تجده يقول الحمد لله آآ عينه قريرة نفسه مرتاحة لان الله عز وجل اه عوض قلبه بايمان يملأ قلبه ويملأ فؤاده ويؤنسه لا لا توازيه ولا تدانيه ولا تقاربه نعم الدنيا كلها وهو في الوقت نفسه ينظر الى من هو دونه لا ينظر الى من هو فوقه وهذا مما هدت اليه الشريعة وربما سيذكر ذلك الشيخ لاحقا ينظر الى من هو دونه اذا كان فقير لا ينظر الى الاغنياء وانما ينظر الى الاشد فقرا والاكثر عوزا وحاجة فانه اذا كان هذا نظره ارتاحت نفسه اطمأنت واذا نظر الى من هو فوقه ازدرى النعمة التي هو فيها فاذا نظر الى من هو دونه ولم ينظر الى من هو فوقه ازدادت بهجته وراحة نفسه بينما الذي لم يؤتى القناعة ولو كان اكثر من هذا مالا بمراحل لزوال القناعة عنده يكثر الاضطراب عنده مهما اوتي من من المال من الجهات التي سبق ان اشار الشيخ الى بعضها رحمه الله تعالى الحاصل ان المؤمن في كل ابتلاء كل ابتلاء نبلوكم بالشر والخير فتنة كل ابتلاء فهو من خير الى خير نعم قال رحمه الله ومثل اخر اذا حدثت اسباب الخوف والمت بالانسان المزعجات تجد صحيح الايمان ثابت القلب مطمئن النفس متمكنا من تدبيره لهذا الامر الذي داهمه بما هو في وسعه من فكر وقول وعمل قد وطن نفسه لهذا المزعج الملم وهذه احوال تريح الانسان وتثبت فؤاده كما تجد فاقد الايمان بعكس هذه الحال اذا وقعت المخاوف انزعج لها ضميره وتوترت اعصابه وتشتت افكاره له الخوف والرعب واجتمع عليه الخوف الخارجي والقلق الباطني الذي لا يمكن التعبير عن كونه وهذا النوع من الناس ان لم يحصل لهم بعض الاسباب الطبيعية التي تحتاج الى تمرين كثير انهارت قواهم وتوترتهم عصابهم وذلك لفقد الايمان الذي يحمل على الصبر خصوصا في المحال الحرجة والاحوال المحزنة المزعجة. في المحل احسن الله اليكم خصوصا في المواطن. نعم. نعم. احسن الله اليكم خصوصا في المحال الحرجة والاحوال المحزنة المزعجة البر والفاجر والمؤمن والكافر يشتركان في جلب الشجاعة الاكتسابية وفي الغريزة التي تلطف المخاوف وتهونها ولكن يتميز المؤمن بقوة ايمانه وصبره وتوكله على الله واعتماده عليه واحتسابه لثوابه امورا تزداد بها شجاعته وتخفف عنه وطأة الخوف وتهون عليه المصاعب. كما قال تعالى ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ويحصل لهم من معونة الله ومعينه الخاص ومدده ما يبعثر المخاوف وقال تعالى واصبروا ان الله مع الصابرين. هذا مثال اخر يوضح ما سبق آآ وهو الخوف او او اسباب الخوف التي قد تلم بالانسان وتفاجئ احيانا يفاجئ الانسان امور مخيفة مزعجة تجلب للقلب خوف هذا الخوف يذهب عن القلب السعادة والراحة والطمأنينة فيحتاج الى مقاومة فيقول الشيخ رحمه الله صاحب الايمان وصحيح الايمان في المخاوف ثابت القلب ثابت القلب مطمئن النفس الطمأنينة التي في قلبه والثبات التي والثبات الذي في قلبه سببه الايمان الذي آآ اعطاه الله سبحانه وتعالى اياه ولهذا الله جل وعلا يقول قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا المؤمن في طمأنينة في المخاوف انه لن يصيبه الا ما كتبه الله له وهذه المصائب آآ عند المؤمن آآ يعتبرها كما دلت النصوص كفارات وآآ يتلقاها بالصبر فتعلو بذلك الدرجات فيحتسب في المصائب في المخاوف يحتسب ما عند الله سبحانه وتعالى ثم هو في الوقت نفسه بسبب هذه الطمأنينة التي حصلت له في المخاوف بالايمان يستطيع ان يدبر يفكر كيف الحل كيف المخرج كيف يتخلص من هذا الموقف او هذه الشدة او هذا الامر المخوف وتتيسر ييسر الله سبحانه وتعالى له اسباب يتخطى فيها هذا الامر المخوف المزعج وقد وطن نفسه ان آآ الامر بيد الله ولله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد وان نجاته وخلاصه انما هو بيد الله فيزيده هذا المخوف قربا من الله ولجوءا اليه سبحانه وتعالى وفزعا كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا خاف قوما قال اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم فالمسلم طويل الايمان اه ايماء المخاوف تزيد تزيد قربا من الله ولجوءا الى الله اه انطراحا بين يدي الله سبحانه وتعالى وفزعا اليه سبحانه وتعالى فيهيئ الله له منا اسباب آآ النجاة والسلامة والعافية ما لا يحتسبه العبد بينما فاقد الايمان بعكس ذلك فاقد الايمان بعكس ذلك اذا وقعت المخاوف ليس هناك عنده ايمان يتلقى به هذه المخاوف فيضطرب قلبه وتتوتر اعصابه يتشتت فكره يدخله رعب وخوف ويجتمع عليه مثل ما قال الشيخ الخوف الخارجي والقلق الباطني تجتمع عليه فاه آآ هذه حاله عند ورود المخاوف فالذي آآ يحصل للعبد به النجاة من هذه المخاوف انما هو الايمان الثقة بالله وحسن اللجوء الى الله والطمأنينة طمأنينة القلب بذكر الله والفزع الى الله عز وجل بالدعاء واتخاذ الاسباب الشرعية الصحيحة التي آآ تحصل آآ يحصلها العبد بايمانه بايمانه بالله سبحانه وتعالى قال الشيخ كما قال الله تعالى ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تعلمون وترجون من الله ما لا يرجون. هذي ميزة للمؤمن بالمخاوف والالام والاوجاع يرجو شيء عند الله يرجو شيئا عند الله. ولهذا تكون المخاوف مثلا او المزعجة او الامور المؤلمة كبيرة جدا لكن هو في قلبه رجا من الله ان يعظم لها الاجر عليها فتهون عليه لانه سيحصل من ورائها فخيرا عظيما وفظلا عميما في دنياه واخراه. نعم قال رحمه الله ومن الاسباب التي تزيل الهم والغم والقلق الاحسان الى الخلق بالقول والفعل وانواع المعروف وكلها خير واحسان وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها ولكن للمؤمن منها اكمل الحظ والنصيب ويتميز بان احسانه صادر عن اخلاص واحتساب لثوابه فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير. ويدفع عنه المكاره باخلاصه واحتسابه. قال تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما فاخبر تعالى ان هذه الامور كلها خير خير ممن صدرت منه والخير يجلب الخير ويدفع الشر. وان المؤمن المحتسب يؤتيه الله اجرا عظيما. ومن جملة الاجر العظيم زوال الهم والغم والاكدار ونحوها. هذا ايضا من الاسباب العظيمة لازالة الهموم والغموم والقلق والتوترات الى اخره الاحسان الى الخلق الاحسان الى الخلق بالقول والفعل فهذا باب عظيم من ابواب السعادة. وزوال الهم والقلق ان يكون عند الانسان همة في نفع الناس وافادتهم وتقديم وجوه الخير لهم القولية الكلمة الطيبة بالنصيحة بحسن التوجيه بالدلالة الى الخير بالسلام وطلاقة الوجه وحسن المقابلة بالترحيب الى غير ذلك والفعلية بانواع الاحسان الفعلية التي يتيسر له ان ان يقدمها للناس يقول الشيخ هذا الاحسان للخلق يدفع الله به عن البر والفاجر يدفع الله به عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها يعني بحسب ما يقدمه المرء للعباد للعباد من احسان لان الله عز وجل يكافئ هذا المحسن بالاحسان مثل ما قال هل جزاء الاحسان الا الاحسان للذين احسنوا الحسنى فيجازيه الله سبحانه وتعالى باحسانه الى عباد الله بان يحسن الله سبحانه وتعالى آآ اليه ليس هذا فقط بل حتى لو احسن الى البهائم حتى لو احسن الى البهائم ورحمها ورفق بها اكرمها فان الله سبحانه وتعالى يجازيه على على هذا آآ الاحسان بما لا يخطر على بال العبد لكن المؤمن المؤمن عندما يحسن الى عباد الله يصحب احسانه آآ النية صالحة خالصة لله واحتساب لثواب الله سبحانه وتعالى مثل ما قال الله تعالى انما نطعمكم لوجه الله يعني يحتسب عند الله ويرجو بذلك شيئا عند عند الله سبحانه وتعالى. يقدم الاحسان وهو يريد به ثواب الاخرة يريد بثواب اخر لكن الشخص الذي يحسن ولا يريد ثواب الاخرة بهذا الاحسان لم يعقد في قلبه اه طمع في ثواب الاخرة لا يحصل على هذا الاحسان الا امور محدودة دنيوية لكن الاخرة لابد ان يكون سعى لها سعيها وقصدها اه بالعمل والاحسان الذي اه قدمه فالمؤمن يحتسب الثواب فيهون عليه البذل مهما بذل يهون عليه لانه يرجو من الله العوظ والخير في الدنيا والاخرة وفضل الله سبحانه وتعالى واسع ويرجو ايظا ان يدفع الله عنه من المكاره باخلاصه واحتسابه اورد رحمه الله تعالى هذه الاية الكريمة من سورة النساء قول الله عز وجل لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس صدقة او معروف او اصلاح بين الناس قد يفعلها شخص يبتغي بها وجه الله وقد يفعلها ولا يبتغي بها وجه الله ولم يقم في قلبه اخلاص او طلب ما عند الله سبحانه وتعالى الله جل وعلا يقول لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بالناس الصدقة والمعروف والاصلاح بين الناس هذي كلها خيرات كلها خيرات لكن الذي يفعلها ابتغاء مرضاة الله طمعا فيما عند الله هذا الذي ينال الثواب فسوف نؤتيه اجرا عظيما هذا الذي ينال الثواب اه فسوف نؤتيه اجرا عظيما فنيل الثواب نيل الثواب نيل الجزاء موقوف على النية كما قال عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات اي مدارها في القبول وعدمه على النية وفي الحديث القدسي قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي في غيري تركته وشركه فابتغاء مرضاة الله هذا اصل واساس ينبغي ان ان يبنى عليه كل احسان كل احسان يقوم به الانسان ينبغي ان ان يبنيه على هذا الاساس ان يفعله ابتغاء مرضات الله. طلب ثواب الله رجاء ما عند الله سبحانه وتعالى. فاذا وجدت هذه النية الصالحة في قلبه كثر الله قليلا وبارك في احسانه وجهده اثابه عليه في اخراه وخلفه عليه في دنياه سبحانه وتعالى واعطاه العوظ قال فسوف نؤتيه اجرا عظيما قال الشيخ فاخبر تعالى ان هذه الامور كلها خير الصدقة الامر بالمعروف اصلاح الاصلاح بين الناس هذي كلها خير مما صدرت منه والخير آآ يجلب الخير ويدفع الشر قال وان المؤمن المحتسب اي ما عند الله يؤتيه اجرا عظيما يؤتيه اجرا عظيما. من جملة الاجر العظيم زوال الهم والغم والاكدار ونحوها يعني مما يجازيه الله ويثيبه هذه الخيرات التي التي قام بها يرجو بها ما عند الله سبحانه وتعالى يكافئه الله بان يزيل عنه اه الهم والغم والاكدار والالام التي قد تنتاب القلب نسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان ينفعنا اجمعين ما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا