بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على النبي الامين. وعلى اله اله وصحبه اجمعين. وبعد اليوم الاخر وما ادراك ما اليوم الاخر؟ هو يوم عظيم اعده الله تبارك وتعالى للجميع اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين. هو يوم عظيم يثيب فيه المطيعين باحسن الثواب ويجزيهم فيه باحسن الجزاء. هو يوم عظيم ويعاقب فيه العاصين المعرضين من جاء بالحسنة فله خيرا فزعه يومئذ امنون ومن جاء بالسيئة بكبت وجوههم في النار ومن جاء هل تجزون الا ما كنتم تعملون هو يوم عظيم اكثر الله تبارك وتعالى من ذكره في القرآن الكريم. فيه النعيم والعذاب فيه السعادة والايمان باليوم الاخر اصل من اصول الايمان واتات من اسس الدين وركن عظيم من اركان هذه الملة ملة الاسلام فلا ايمان ولا اسلام ولا دين لمن لم يؤمن باليوم الاخر. اذا لنستمع واياكم ايها الاحبة بهذه المحاضرة القيمة عن وجود الايمان باليوم الاخر. يلقيها فضيلة الشيخ عبدالرزاق العباس. وتقدمها تكن تسجيلات خالد الاسلامية بالمدينة النبوية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على امام المرسلين نبينا وقدوتنا محمد ابن عبد الله فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ايها الاخوة المؤمنون لقد اجتمعنا جميعا هذه الليلة بتوفيق وتيسير من الكريم الرحمن اجتمعنا في مكان فاضل وبقعة مفضلة وفي ليلة فاضلة وهي ليلة الجمعة واجتمعنا لمدارسة موضوع فهو غاية في الاهمية موضوع ينبغي ان نتذكره دائما وابدا وان يكون منا على بال في كل وقت وحين استمعنا لمذاكرة اليوم الاخر وما ادراك ما اليوم الاخر ذلك اليوم العظيم الذي اعده الله تبارك وتعالى لعباده يثيب فيه المطيعين باحسن الثواب. ويجزيهم فيه باحسن الجزاء ويعاقب فيه ويعاقب فيه العاصين المعرضين يوم اعده الله تبارك وتعالى للجميع فيه النعيم والعذاب فيه السعادة والشقاء يوم اكثر الله تبارك وتعالى من ذكره في القرآن الكريم حديثنا هذه الليلة عن وجوب الايمان باليوم الاخر واليوم الاخر الايمان به اصل من اصول الايمان واساس من اسس الدين. وركن عظيم من اركان هذه الملة. ملة الاسلام فلا ايمان ولا اسلام ولا دين لمن لم يؤمن باليوم الاخر ركن عظيم من اركان الاسلام ركن عظيم من اركان الايمان. والايمان كما يعلم الجميع يقوم على اركان ستة عظيمة هي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والايمان قدر خيره وشره هذه اصول عظيمة واسس متينة وركائز قوية يقوم عليها ديننا الحنيف وهي اصول مترابطة متلازمة لا ينفك بعضها عن البعض الاخر من امن ببعضها لزمه الايمان بباقيها. ومن كفر بشيء منها فهو كافر بها جميعا لا ينفك او لا تنفك هذه الاصول العظيمة بعضها عن بعض واصل هذه الاصول الايمان بالله. وبقية اصول الايمان تبع لهذا الاصل. ومتفرعة منه ومن هذه الاصول الايمان باليوم الاخر هذه الاصول الستة العظيمة جاء ذكرها في مواضع عديدة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولو تأملنا سورة البقرة نجد انها بدأت بهذه الاصول وذكرت غير مرة في اثنائها. وختمت بها قال الله جل وعلا في اول هذه السورة العظيمة هدى للمتقين اي القرآن. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون فذكر تبارك وتعالى اصول الايمان الستة ونبه في هذا السياق العظيم على ان الايمان بها هو من الايمان بالغيب. الذي هو المؤمنين بالله جل وعلا وقال في اثناء السورة ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وفي تمام السورة قال جل وعلا امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله. وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك انا واليك المصير وقوله جل وعلا واليك المصير هو الايمان باليوم الاخر. لان المصير هو المرجع والمآل الى الله تبارك وتعالى وفي سورة النساء قال الله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله. والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل. ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا وهكذا الايات في القرآن الكريم المشتملة على ذكر اصول الايمان كثيرة جدا منها ايات تذكر هذه الاصول كلها مجتمعة وهناك ايات تشتمل على بعض هذه او جملة كبيرة منها وفي حديث جبريل المشهور الذي خرجه الامام مسلم في صحيحه من حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما. وهو حديث طويل وفيه ان جبريل عليه السلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له اخبرني عن الايمان اي ما هو الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خير وسره وعلى هذا ايها الاخوة فالايمان باليوم الاخر هو احد اصول الايمان الستة العظيمة. التي لا ايمان لاحد الا بالايمان بها. ومن جحد اليوم الاخر او انكره او انكر ما جاء فيه مما ثبت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هو كافر بالله. وكافر بما امر الله تبارك وتعالى عباده بالايمان به وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يؤمن عبد حتى يؤمن باربع يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله بعثني بالحق ويؤمن بالموت والبعث بعد الموت. ويؤمن بالقدر. رواه الترمذي وابن ماجه وهو حديث صحيح ثم ايها الاخوة هذه الاصول الستة العظيمة بما فيها الايمان باليوم الاخر اتفقت عليها او على الدعوة اليها جميع الشرائع السماوية فما من نبي ارسله الله الا وامرهم بالايمان بهذه الاصول الستة بدءا من نوح بدءا من ادم فنوح الى غيرهم من انبياء الله ورسله كل واحد منهم دعا قومه الى الايمان بهذه الاصول الستة والانبياء من اولهم الى اخرهم متفقون على اصول الايمان ليس بينهم خلاف في شيء من امور الايمان. قد تختلف الشرائع من نبي الى اخر. كما قال الله لكل جعلنا منكم سرعة ومنهاجا لكن الاصول عند الانبياء واحدة ولهذا قال ولهذا قال صلى الله عليه وسلم نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد وامهاتنا شتى فالانبياء كلهم اصولهم واحدة. ودينهم واحد كلهم يدعوا الى عبادة الله. ويحذر من الشرك ويأمر بالايمان بهذه الاصول العظيمة الستة ومنها الايمان باليوم الاخر ومما يدل على ان الانبياء كلهم قد دعوا اقوامهم الى الايمان باليوم الاخر. وانذروهم من هذا اليوم العظيم ايات كثيرة منها قوله جل وعلا في سورة الزمر وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا. حتى اذا جاءوها فتحت ابوابها اي نعم. فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها؟ الم يأتكم رسل منكم؟ يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا بلى. ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين والشاهد قوله تبارك وتعالى وينذرونكم لقاء يومكم هذا فالانبياء كلهم انذروا اقوامهم واممهم من لقاء الله. وحذروهم من وقوفهم بين يدي الله وبينوا لهم ان هناك يوما اخر يقف الناس فيه بين يدي رب العالمين يسألهم ويحاسبهم ويثيب مطيعهم ويعاقب عاصيهم وفي القرآن الكريم يقول الله جل وعلا بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى ان هذا لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى والايات في هذا المعنى كثيرة جدا. وهذا باب واسع اعتنى به العلماء والفوا فيه مؤلفات نافعة ومن المؤلفات التي خصصت لما اتحدث عنه الان رسالة قيمة رحمه الله سماها المقالة الفاخرة في بيان اتفاق الشرائع على اثبات الدار الاخرة بين في هذه الرسالة بذكر من خلال ذكر نصوص عديدة ان الشرائع كلها جميع الانبياء كلهم اتفقوا على الدعوة الى الايمان باليوم الاخر وبسط الادلة الدالة على ذلك في كتابه المشار اليه. كما انه ايضا ذكر جملة من هذه الادلة في الاخر ارشاد الثقات الى اتفاق الشرائع على التوحيد والمعادي والنبوات وقال في كتابه هذا رحمه الله والحاصل ان هذا الامر اتفقت عليه الشرائح ونطقت به كتب الله عز وجل سابقها ولاحقها. وتطابقت عليه الرسل اولهم واخرهم ولم يخالف ولم يخالف فيه احد منهم. وهكذا اتفق على ذلك اتباع جميع الانبياء من اهل المنن ولم يسمع عن احد منهم انه انكر ذلك قط ومما يدل على اهمية الايمان باليوم الاخر كثرة اسمائه واوصافه في القرآن الكريم عندما تطالع القرآن الكريم تجد ان الله تبارك وتعالى ذكر فيه اسماء كثيرة لليوم الاخر والعلما يقولون ان الامر كلما كان شأنه اعظم ومكانته اكبر تعددت اسماؤه واوصافه واليوم الاخر يوم عظيم وشأنه خطير واهواله كثيرة ولهذا تعددت اسماؤه في كتاب الله. وهذا جانب ايضا اعتنى به العلماء كثيرا حتى ان بعض العلماء جمع في بعض المصنفات اسماء اليوم الاخر من خلال القرآن فقاربت الخمسين اثما والاسم الواحد منها قد يذكر في القرآن مرات كثيرة. فمثلا يوم القيامة هذا اسم من اسماء اليوم الاخر. هل تدرون كم مرة ذكر في القرآن يوم القيامة سبعين مرة سبعين مرة ذكر بهذا الاسم. وكلها في مقام التخويف والانذار. وذكر باسماء اخرى كاليوم الاخر والدار الاخرة والساعة والغاسية ويوم والتغابن والصاخة الطامة الكبرى والقارعة وهكذا ذكر في القرآن الكريم اسماء كثيرة لهذا اليوم عظيم ولنعلم ان كل اثم من هذه الاسماء دال على صفة ومعنى اليست هذه الاسماء لليوم الاخر اسماء جامدة لا تدل على معنى بل هي اسماء دالة على مسمياتها. وهي اعلام اوصافه دالة على اليوم الاخر ودالة على احداث واوصاف معينة قائمة وكائنة فيه وهذا فيه تنبيه للمسلم انه ينبغي عليه عندما يمر على الاسماء التي ذكرت لليوم الاخر في القرآن الكريم ان يقف عندها وان يتأمل دلالتها وان يعرف معانيها من خلال كتب التفسير ومن خلال ما بينه العلماء رحمهم الله ومما يدل على عظم شأن الايمان باليوم الاخر ان له اثرا بالغا على سلوك العبد وعبادته وطاعته لله تبارك وتعالى وكلما كان العبد اعظم ايمانا واقوى ايمانا باليوم الاخر كلما كان ذلك سببا في زكاء نفسه وصلاح عمله واستقامته حاله وبعده عن المعاصي والذنوب والايمان باليوم الاخر كلما قوي في قلب العبد وتمكن من نفسه ظهر ذلك ظهر اثر ذلك على سلوك العبد وعلى حياته واعماله وطاعته لله تبارك وتعالى وهذا امر يحسه كل واحد منا من نفسه عندما يسمع موعظة يذكر فيها باليوم الاخر وبالوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى. او عندما يقرأ ايات في القرآن الكريم. ويتأمل دلالاتها. وفيها باليوم الاخر يجد ان لها اثرا عظيما في نفسه وتأثيرا قويا على سلوكه واعماله ولهذا ايها الاخوة ينبغي ان نعلم وهذه فائدة مهمة نبه عليها العلماء ينبغي ان نعلم ان الايمان باليوم الاخر حاله في الناس على درجتين حاله في اهل الايمان على درجتين الدرجة الاولى التصديق الجازم الذي لا شك فيه ولا ريب بان هناك اخر يقف فيه الناس بين يدي الله. يحاسبهم فيه. يثيب فيه مطيعهم ويعاقب فيهم وهذا وهذا الحد اصل في الايمان واساس من اسس هذا الدين لابد من الايمان لابد من وجوده في الايمان فاذا انتفى فلا ايمان. هذه الدرجة الاولى. اما الدرجة الثانية فهي التصديق الراسخ قلنا اولا في الدرجة الاولى التصديق الجازم. الدرجة الثانية التصديق الراسخ. المتمكن في القلب المستمر الانسان الذي ينبعث منه تلك الاعمال الصالحة والطاعات الزاكية والاقبال على الله تبارك وتعالى والاجتهاد في طاعته. فهذه رتبة علية ودرجة منيفة في الايمان باليوم الاخر ان يرسخ في قلب المرء اليوم الاخر. ويكون الامر متمكنا منه. راسخا في قلبه مستحضرا لا مستصحبا له في كل اوقاته. يتذكر وقوفه بين يدي الله. في صلاته في صيامه في قعوده في قيامه في كل سؤله يتذكر وقوفه بين يدي الله تبارك وتعالى. ولهذا كلما عظم ايمان مر باليوم الاخر كلما كان ذلك اعظم تأثيرا في سلوكه وعبادته وطاعته لله تبارك وتعالى ومن الامور الدالة على اهمية الايمان باليوم الاخر عندما نتأمل ادعية النبي الكريم عليه الصلاة والسلام نجد انها في كثير منها او في كثير من ادعيته عليه الصلاة والسلام يظمن ادعيته ما يتعلق باليوم الاخر. او ما يتعلق باجزاء منه وهذا يأتي في ادعية كثيرة للنبي عليه الصلاة والسلام وهذا يربطنا بما سبق الا وهو ان المرء ينبغي ان يكون في كل وقت وحيد مستحضرا لليوم الاخر سائلا ربه تبارك وتعالى ان يصلح له اخرته. كما انه يسأل ربه تبارك وتعالى ان يصلح له دنياه قد جاء في صحيح مسلم دعاء عظيما في هذا الباب ينبغي ان نحافظ عليه. وهو قوله صلى الله عليه وسلم اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري. واصلح لي دنياي التي فيها معاشي. واصلح لي اخرتي التي اليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر فهذا دعاء عظيم يشتمل على سؤال الله تبارك وتعالى صلاح الدين والدنيا والاخرة وكان عليه الصلاة والسلام يقول ويرشد الى ذلك من ركب دابته ان يقول سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون وانا الى ربنا لمنقلبون هذا هو الايمان باليوم الاخر. كل ما تركب دابتك حتى السيارة يشرع ان يقال في هذا ان تقول هذه الكلمات وفيها وانا الى ربنا لمنقلبون قال العلماء قديما قبل وجود السيارات والطائرات قالوا من الحكمة في ذلك ان الانسان اذا ركب الجمل لا يأمن ان يسقط منه فتندق عنقه فيموت ولهذا من الحسن به عندما يركب الدابة ان يقول هذا الدعاء. فكيف بالامر في زماننا هذا وحوادث السيارات وما حوادثها عنكم ببعيد كثرة وتعددا وتنوعا واستئصالا لافراد وجماعات ولهذا ينبغي على المسلم ان يقول هذا الدعاء. وفي قوله له تذكير له باليوم الاخر وبالوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى وكثير من الناس انطلق في سيارته لمصلحة من مصالح دنياه او شأن من شؤونه فانقطعت حياته في طريقه وانتهى امره قبل ان يصل مقصده في سيارته فاذا كان محافظا على هذا الدعاء مستحضرا لمعناه فهو فهو على خير عظيم هناك ايها الاخوة اصول عظيمة لابد من معرفتها في هذا الباب. فيما يتعلق بالايمان باليوم الاخر منها اولا ان الايمان باليوم الاخر من الايمان بالغيب كما قال الله تبارك وتعالى هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب. او من الايمان بالغيب. واذا فلا سبيل علم ده او معرفة تفاصيله وما يكون فيه الا من خلال الوحي. كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه قال الله تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم التفاصيل المتعلقة باليوم الاخر او بغيره من اصول الايمان لا سبيل الى العلم بشيء منها الا من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. الامر الثاني ينبغي ان نعلم ان النبي عليه الصلاة والسلام بين ما يتعلق باليوم الاخر مما يجب على العباد معرفته والايمان به بينه تمام البيان وضحه احسن الايضاح. فهو عليه الصلاة والسلام ما ترك شيئا من الخير الا دل امته عليه. ولا شيئا من الا حذرها منه. ولهذا ينبغي ان نعلم علم يقين لا شك فيه ولا ريب. ان امور ان امور الايمان باليوم الاخر مبينة في كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اتم البيان واحسنه واوفاه. الامر الثالث وهو ينبني على ما سبق ان الايمان باليوم الاخر لا يجوز ان يعول في شيء منه او في شيء من تفاصيله الا على ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال بعض العلماء كيف يرام الوصول الى علم الاصول بغير ما جاء به اقول عليه الصلاة والسلام ولهذا من اراد معرفة ما يتعلق باليوم الاخر فعليه بكتاب الله وسنة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه الامر الرابع ينبغي ان نعلم ان من الباطل المبين والضلال العظيم الواضح ان يتخوض الانسان في شيء من تفاصيل الايمان باليوم الاخر بعقله المجرد وفكره القاصر ولما فعل ذلك اقوام من الناس ظلوا ضلالا مبينا. فهناك اناس عقلانيون يعملون عقولهم وارائهم العقلية في الامور المغيبة. فينشأ عن ذلك شر عظيم وفساد كبير المسلم لا يتخوض فيما يتعلق بتفاصيل اليوم بتفاصيل الايمان باليوم الاخر الا من خلال ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه بعد هذه المقدمة والتمهيد ما هو الايمان باليوم الاخر ما حده وضابطه قال العلماء الايمان باليوم الاخر اهو الايمان بكل ما يكون بعد الموت هو الاب هو الايمان بكل ما يكون بعد الموت. بدءا من فتنة القبر. وعذابه ونعيمه والنفخ في الصور والحصر والبعث والنشور والصراط والميزان والدواوين والجنة والنار وما الى ذلك ذلك من التفاصيل التي جاءت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فالايمان باليوم الاخر هو الايمان بكل ما يقع ويكون بعد الموت ويدخل في الايمان باليوم الاخر الايمان باشراط الساعة اي اماراتها وعلاماتها الدالة على قربها ودنو مجيئها هل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة؟ فقد جاء اشراقها فالساعة لها اسرار وعلامات فمن الايمان باليوم الاخر الايمان باشراط الساعة وعلاماتها الواردة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعلامات الساعة كثيرة وهي تنقسم في الجملة الى قسمين. العلامات الكبرى وهي التي تقع قبل قيام الساعة بازمنة ولا تزال تتابع منها ما قد وقع ومنها ما سيقع ولا تتزال ولا تزال تتتابع وتقع شيئا فشيئا وهناك علامات كبرى وهي العلامات التي لا تقع الا عند دنو الساعة وقرب مجيئها وهي علامات الكبار عظيمة. جاءت في احاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها حديث حذيفة ابن اسيد الغفاري رضي الله عنه. وهو في صحيح مسلم قال قال رضي الله عنه طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر. قال ما تذاكرون قلنا نتذاكر الساعة وهذه فائدة ايها الاخوة. فائدة تبين لكم حال الصحابة رضي الله عنهم دخل عليهم عليه الصلاة والسلام قال ما تذاكرون قلنا ماذا؟ نتذاكر الساعة. ونحن في هذه الجلسة جلسنا لهذا الامر جلسنا لنتذاكر الساعة. فنسأل الله جل وعلا ان يتقبل منا جلستنا هذه. وان ينفعنا بها وان يهدينا بها صراطا مستقيما كنا نتذاكر الساعة فقال عليه الصلاة والسلام انها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر ايات الدخان والدابة والدجال وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم يأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف. خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب واخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس او تسوق الناس الى محشرهم فهذه اشراط عظيمة تقع بين يدي الساعة ولن تقوم الساعة الا اذا جاءت هذه الاشرار ومن شأن هذه الاشراط العظيمة انها اذا خرجت او خرج شيء منها لم ينفع او لن ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان اذا طلعت من مغربها وهذا وهذا علامة من علامات الساعة اذا طلعت من مغربها امن الناس كلهم جميعا واعلنوا ايمانهم لكن ايمانهم ذلك لا يقبل. لانه ايمان شهادة وليس بايمان غيب. والذي ينفع هو ايمان الغيب هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب. ولهذا اذا خرجت علامة من علامات الساعة الكبرى لا ينفع الايمان لا ينفع الايمان في حالتين الحالة الاولى اذا خرجت علامة من علامات الساعة الكبرى والحالة الثانية اذا بلغت اذا بلغت الروح الحلقوم اذا غرغر الانسان بروحه يعلن حينئذ توبته لكن ايمانه لا يقبل لانه ليس ايمان غيب وانما هو شهادة شاهد الموت فامن كما حصل من فرعون وغيره. فهذا ايمان لا يقبل الشاهد ان من الايمان باليوم الاخر الايمان باشراط الساعة وعلاماتها التي تكون بين يدي قيامها ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بالقبر. وما يكون فيه. والقبر هو اول منزلة من منازل اليوم الاخر. والعلماء يقولون من مات قامت قيامته. بمجرد موته من مات قامت قيامته لانه اذا مات سيدخل في قبره ثم سيسأل في قبره ثم بعد المسألة سيكون يكون في قبره اما في نعيم واما في عذاب وكل واحد سيسأل في قبره والاسئلة التي توجه اليه في قبره بينت في السنة. في سنة النبي عليه الصلاة والسلام يقال له من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ هذه اسئلة ثلاثة. توجه الى كل من يدخل القبر. من ربك وما دينك؟ ومن نبيك وفي ذلك المقام العظيم يثبت يثبت الله تبارك وتعالى اهل الايمان بالقول الثابت. ويضل الله الظالمين. قال الله جل وعلا يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت. اللهم اجعلنا منهم يا رب. يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة يعني في القبر. ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء. صاحب ايمان بقلب ثابت يقول ربي الله وديني الاسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم بقلب ثابت اما الكافر المعرض فانه يقول ها ها لا ادري يظله الله تبارك وتعالى يظله الله تبارك وتعالى في ذلك المقام. ولهذا يحتاج الانسان في ذلك المقام العظيم الى تثبيت الله له وينال هذا التثبيت بالمحافظة على طاعة الله. وامتثال اوامره وتحقيق هذه الاصول العظيمة. التي يسأل عنها في قبره في حياته ليثبته الله تبارك وتعالى عليها عندما يسأل في قبره بعد هذا السؤال يتحول القبر الى جنة ونعيم او نار وجحيم. قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث ابن عمر ان احدكم اذا مات عرظ عليه مقعده بالغداة والعشي ان كان من اهل الجنة فمن اهل الجنة. وان كان من اهل النار فمن اهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله عليه يوم القيامة. فيبقى صاحب الجنة وصاحب الطاعة في نعيم مقيم في قبره وصاحب المعصية او الكافر بالله تبارك وتعالى يبقى في عذاب والعصاة عصاة المؤمنين عذابهم في قبرهم ليس كعذاب الكافرين. وانما يعذبون في قبورهم على قدرهم اعماله اما الكافر فان عذابه في قبره مستمر. كما قال الله تبارك وتعالى عن ال فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا يعني صباحا ومساء ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. فال فرعون من زمان الغرق طرق من حين اغرقه الله وقومه الى يومنا هذا كل صباح ومساء يعرضون على نار جهنم في قبورهم يستمر هذا الحال الى ان يبعثوا يوم القيامة ثم مآلهم ومصيرهم جهنم خالدين فيها وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا قبر احدكم او الانسان اتاه ملكان انظروا الى صفتهما. اتاه ملكان اسودان ازرقان. اتاه ملكان اسودان ازرقان يقال لاحدهما المنكر. ويقال لاحدهما النكير. ثم هذان كان يقومان بمهمة السؤال التي اشرنا اليها القبر منزلة من منازل الاخرة وهو اول منازل الاخرة ومن الايمان باليوم الاخر الايمان به ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بالنفخ في الصور والصور جاء ذكره في القرآن الكريم في مواطن عديدة. وهو قرن عظيم. ينفخ فيه قرن عظيم ينفخ فيه. وقد سئل عن وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند وغيره. ما السور؟ ما السور؟ فقال عليه الصلاة والسلام قرن ينفخ فيه وقد جاء في بعض الاحاديث ان الذي وكل اليهم مهمة النفخ في الصور هو اسرافيل عليه السلام. واسرافيل عليه السلام كما دل الحديث من حين وكله الله تبارك وتعالى بهذه المهمة وهو ممسك بالقرن ومفسد بصنعه ينتظر ان يؤمر بالنفخ في الصور. ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كيف انعم وقد التقم ملك الصور الصور واصغى بسمعه ينتظر ان يؤمر كيف انعم وقد التقم ملك الصور الصور واصغى بسمعه ينتظر ان يؤمر كاسرافيل لا ممسكا للقرن ملتقما له بفمه مصغيا بسمعه ينتظر الامر بالنفخ في الصور فينفخ والصور ينفخ فيه ثلاث مرات. ومن اهل العلم من يرى انه ينفخ فيه مرتان لكن الذي اختاره شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره من اهل العلم ان النفخات في الصور ثلاث. وكلها مبينة في القرآن الكريم. النفخة الاولى نفخة الفزع. وهذه تكون قبل قيام الساعة. واليها الاشارة في قوله تبارك وتعالى ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله. فهذه نفخة الفزع وعندما ينفخ اسرافيل في الصور هذه النفخة يفزع كل من في السماوات والارض. ويصيبهم الهلع والخوف من تلك النفخة ثم بعد ذلك تأتي نفخة اخرى او نفخة ثانية وهي نفخة الصعق فاذا نفخ تلك النفخة صعق الناس جميعا ثم ينفخ بعد ذلك نفخة ثالثة فيقوم الناس جميعا لرب العالمين. والى هاتين النفختين والثالثة الاشارة في قوله تبارك وتعالى ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا ما شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام يمطرون. فذكر تبارك وتعالى في هذه الاية نفخة ونفخة الفزع بين نفخة الصعق ونفخة ونفخة القيام. وبين هاتين النفختين كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم اربعون. بينهما اربعون. ولا ادري اي يوم او سنة؟ ففي الحديث المخرج في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من النفختين اربعون ما بين النفختين اربعون. ثم ينزل الله تبارك وتعالى من سماء ماء فينبتون يعني اهل القبور كما ينبت البقل وليس من الانسان شيء الا الا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بالحشر. حشر الناس جميعا برب العالمين. دون ان يتخلف عن ذلك واحدا منهم. قال الله تعالى وحسرناهم فلم نغادر منهم احدا. اي ان الكل يحشر. الانس يحشرون. والجن ان يحشرون والبهائم والوحوش تحشر. كما قال الله تعالى واذا الوحوش حشرت. فالكل يحشر. يوم القيامة يحشرون اي يجمعون في صعيد واحد ويسمى هذا الصعيد عرفات يوم القيامة. يجمع الجميع في ذلك المقام. وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام صفة حشر الناس في الحديث الصحيح. فقال عليه الصلاة والسلام كما في حديث عائشة رضي الله عنها قال تحشرون حفاة عراة غرلا يحشر الناس على هذه الصفة حفاة عراة غرلة حفاة اي غير منفعلين عراة اي غير لابسين غرلا اي غير مقتتلين. يحشرون جميعا على هذه الايام فسألت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الموقف قالت يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم الى بعض فقال عليه الصلاة والسلام الامر اعظم من ان يهمهم ذلك. الامر اعظم من ان يهمهم ذلك. فيحشرون على هذه الهيئة. والى هذا المعنى الاشارة في قوله تبارك وتعالى كما بدأنا اول خلق نعيده يعني كما بدأ الانسان يخرج عاريا حافيا غير مختتن يخرج على هذه الهيئة فهو يوم القيامة يحشر على هذه الهيئة عاريا حافيا غير مختتم وقد جاء في القرآن الكريم ما يدل على صفة حشر الكفار الى نار جهنم اي سوقهم الى نار جهنم حمانا الله واياكم من ذلك جاء بيان صفة حشرهم وانهم يحشرون الى جهنم زوقا اي يتحول لون جلدهم الى اللون الازرق من شدة الخوف والهلع التي تصاحب قلوبهم وتقطع افئدتهم وهم قادمون على نار جهنم ثم كيف يحشرون الى النار قال الله تعالى ونحشرهم يوم القيامة اي الكفار ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وفما وبكما مأواهم جهنم. كلما خبث زدناهم سعيرا اتعرفون كيف يحشر الكافر الى النار على وجهه. يأتي اجارنا الله واياكم الى نار جهنم يمشي على وجهه وجهه الى اسفل ورجلاه الى اعلى. يمشي على وجهه يمشي على وجهه الى ان يصل نار جهنم وهو اعمى واصم وابكم. لا يرى ولا يسمع ولا يبصر. على وجهه يمشي وهنا يأتي السؤال كيف يستطيع الانسان ان يمشي على وجهه؟ وهذا وهذا سؤال وجهه احد الصحابة الى النبي صلى الله عليه وسلم قال رجل يا رسول الله كيف يمشي الكافر على وجهه؟ كيف يمشي الكافر على وجهه؟ يعني هذه الصورة غير غير معقولة ان يمشي الانسان على وجهه. كيف يمشي الكافر على وجهه؟ فقال عليه الصلاة والسلام اليس الذي على قدميه في الدنيا قادر على ان يمشيه على وجهه يوم القيامة؟ قال قتادة رحمه الله احد رواة الحديث بلى وعزة ربنا. يعني الله قادر. ولهذا يحشر الكافر اجارنا الله واياكم على هذه الهيئة على ان الكافر له احوال يعني قبل مقدمه الى نار جهنم يسمع ويرى ولهذا قال الله تبارك وتعالى واذا رأتهم يعني النار اذا رأت الكفار واذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا يعني الكفار لها تغيظا وزفيرا يسمعون لكن هذه مرحلة قبل مرحلة التقديم الى النار والشوق الى نار جهنم. فعندما يساقون النار يساقون على وجوههم عميا وصما وبكما. ثم اذا دخلوا في نار جهنم يسمعون ترون لان هذا ابلغ في عذابهم واشد في تنكيلهم فمن الايمان باليوم الاخر الايمان بالحشر وفي ارض وفي ارض المحشر كما دلت على ذلك السنة تدنو الشمس من الخلائق تدنو الشمس من الخلائق ويعرق الناس قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الارض سبعين قريبا تأملوا ايها الاخوة يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الارض سبعين خريفا يعني مسيرة سبع مئة ينزل العرق في الارض. عرق الناس ويلزمهم حتى يبلغوا اذانهم يغطي اذانهم وقد دلت بعض الاحاديث على ان الناس يتفاوتون في العرق بحسب اعمالهم وعندما يكون الناس في ارض المحشر وهو يوم عظيم ويوم عصيب ويقفون فيه مدة طويلة ودهرا عظيما ويعظم بهم الامر ويشتد بهم الخطر. فيأتون الى الانبياء. ويسألونهم ان يشفعوا لهم عند الله تبارك وتعالى في ان يبدأ بالحساب بان يبدأ بالحساب والجزاء. فيأتون الى ادم يقولون له اشفع لنا عند الله ان يبدأ بحسابنا. فيعتذر ادم ويحيلهم الى نوح فيعتذر نوح ويحيلهم الى ابراهيم. فيعتذر ابراهيم ويحيلهم الى موسى فيعتذر موسى. ويحيلهم الى عيسى فيعتذر عيسى عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين فيحيلهم الى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها فيقول عليه الصلاة والسلام انا لها. فينطلق تحت العرش. ويسجد لله تبارك وتعالى سجدة. ويحمده بما حامد يعلمه الله تبارك وتعالى اياها في ذلك الوقت. ثم يقال له ارفع رأسك وسل تعطى واشفع وعندئذ يجيء الرب تبارك وتعالى وهذا من كمال عدله يجيء بنفسه لفصل القضاء. قال الله تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا. وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي تلك هي الحياة. يقول يا ليتني قدمت لحياتي يجيء الرب يجيء الرب تبارك وتعالى مجيئا يليق بجلاله وعظمته. ليفصل بين الخلائق بنفسه جل وعلا ويداء بجهنم. وما صفة المجيء بها؟ قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح. يجاء بجهنم يوم القيامة ولها سبعون الف زمم. ومع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها. يجرونها الى ارض المحشر كم عدد الملائكة الذين يجرون جهنم الى ارض المحشر سبعين الف في سبعين الف تضرب سبعين الف في سبعين الف العدد الناتج من ذلك هو عدد الملائكة الذين وكل اليهم جر نار جهنم الى ارض المحشر وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانى له الذكرى ثمان الناس عند مجيء الرب تبارك وتعالى يصعقون فيفيق النبي صلى الله عليه وسلم فاذا بموسى عليه السلام اخذ بقائمة من قوائم العرش. اي الرحمن فيقول عليه الصلاة والسلام لا ادري افاق قبلي ام جوزي بصعقة بصعقة الصور او بصعقة الطور ثم في ذلك المقام يجاء بالموازين موازين الاعمال موازين القسط والعدل ليوزن بها كل كل شيء وهي موازين بمثاقيل الدرب. قال الله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال مثقال ذرة شرا يره. ثق اخي المسلم ان ما تقوم ان ما تقوم به ان ما تقوم به في هذه الحياة. من خير او خلافه ولو كان مقدار ذرة سيوضع في الميزان. يوزن يوم القيامة ميزان يوم القيامة الذر فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال الله تعالى فاذا نفخت الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون. فمن ثقلت موازينه دينه فاولئك هم المفلحون. اسأل الله الكريم ان يجعلني واياكم منهم. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون تلفحوا وجوههم النار وهم فيها شالحون وينبغي ان نعلم ان الميزان الذي يؤتى به يوم القيامة ميزان حقيقي. له كفتان كفتان حقيقيتان ويوزن فيه ثلاثة امور. الاعمال والصحائف والاشخاص الانسان نفسه يوزن واعماله توزن وصحائفه توزن وعلى هذا ادلة كثيرة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وهناك ايضا في ذلك المقام الدواوين. دواوين الاعمال. والناس في استلامهم لهذه الدواوين على قسمين. قال الله تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا اللهم اجعلنا منهم. واما من اوتي كتابه وراء ظهره فيدعو ثبورا ويصلى شعيرا وفي الاية الاخرى قال الله تبارك وتعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فماذا فيقول هاؤم اقرأوا كتابي اني ظننت اني ملاق حسابي. فهو في عيشة راضية في جنة عالية. قطوفها دانية. كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية. وتأملوا هذا المنظر. عندما يأخذ من كتب الله تبارك وتعالى له السعادة كتابه باليمين ينطلق الى الناس في ارض المحشر. ارأيتم الطفل الناجح عندما يأخذ شهادة بتقدير امتياز كيف يدخل بتلك الشهادة على اهله في البيت؟ فرحا مسرورا انظروا انا ناجح اقرأوا هذه الشهادة يأتي ينطلق من اخذ كتابه بيمينه الى ارض المحشر على هذه الاية اقرأوا كتابه يقول للناس انظروا كتابي اخذته بيمينه لماذا؟ قال اني ظننت اني ملاق حسابي. فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية. كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية. واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليت اني لم اوت كتابية ولم ادري ما حسابي. يا ليتها كانت القاضية. ما اغنى عني ماليا. هلك عني سلطانيا حمانا الله تبارك وتعالى واياكم من هذه الحال. ورزقنا حال اهل السعادة ممن يؤتون كتبهم بايمانهم الله جل وعلا ان يؤتينا واياكم كتابنا بايماننا. انه ولي ذلك والقادر عليه. وفي عرصات يوم القيامة الحوض الموروث الحوض المورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم الذي من شرب منه شربة من شرب منه شربة لا اي يظمأ بعدها ابدا. يقول عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الصحيح حوض مسيرة شهر. وزواياه سواء. ماؤه ابيظ من اللبن وريحه اطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء من يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها ابدا. اللهم اسقنا منه يا ذا الجلال والاكرام ايها الاخوة وهناك قبل الصراط المنصوب على متن جهنم هناك ظلم هناك ظلمة دل عليها الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل اين الناس؟ يوم تبدل الارض غير الارض والسماء فقال لهم في ظلمة دون الجسر. والجسر هو الصراط الذي ينصب على متن جهنم. وفي ذلك مكان او وفي تلك الظلمة تقسم الانوار. تقسم الانوار على قدر الايمان. وعلى قدر طاعة الله جل وعلا وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه احوال الناس في تقسيم الانوار عليهم في تلك الظلمة فعن عبد الله ابن مسعود مرفوعا قال يجمع الله الناس يوم القيامة وهو سياق طويل الى ان قال فمنهم من يعطى مثل الجبل بين يديه ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك. ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ومنهم من يعطى دون ذلك بيمينه. حتى يكون اخر من يعطى نوره في ابهام قدمه يعطى نوره في ابهام قدمه يطفئ تارة ويضيء اخرى. اخر من يعطى نور يعطى نورا في ابهام قدمه وليس ايظا مظيئا اظاءة مستمرة. وانما يظيء تارة ويطفأ اخرى اذا اضاء قدم قدامه يعني مشى الى الامام لانه لا يستطيع ان يمشي احد في تلك الظلمة بدون نور. فاذا اضاء قدم قدامه واذا اطفأ قام مكانه. قال بعد هذه الظلمة يبدأ الناس في المرور على الصراط الذي ينصب وعلى متن جهنم وستأتي صفته. قال فيمرون فيمر يعني هذا الرجل ويمرون على الصراط. والصراط كحد السيف دحض المزلة وتصوروا هذا المنظر. تحتك نار جهنم والمعبر الذي تمر عليه او الجسر الذي تمر عليه فوق النار احد من السيف وادق من الشعرة. وعليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم قال والصراط كحد السيف دحظ مزلة. ويقال لهم امظوا على قدر نوركم. فيمرون على الصراط كل يكون مروره على الصراط على قدر نوره. فمنهم من يمر كانقظاظ الكوكب. عندما ينقظ الكوكب سريع من السماء كانقظاظ الكوكب. ومنهم من يمر كالريح. ومنهم من يمر في الطرف. ومنهم من يمر اشد الرجل يرمل رملا على قدر اعمالهم يعني هذا التفاوت بينهم بسبب التفاوت في الاعمال في هذه الحياة. حتى ايمر الذي نوره على ابهام قدمه. كيف يمر هذا على الصراط؟ حتى يمر الذي نوره على ابهام بقدمه تخر يد يعني من على الصراط تخر يد وتعلق يد يد متعلقة بالصراط ويد ساقطة الى النار تخر يد وتعلق يد. وتخر رجل وتعلق رجل. وتصيب جوانبه النار. وتصيب جوانبه النار فيخلص ينجيه الله تبارك وتعالى من النار لكن مروره على هذه الحالة. فيخلصون فاذا خلصوا ماذا يقولون الحمد لله الذي نجانا الحمد لله الذي نجانا منك يعني النار. بعد ان ارانك لقد قال ما لم يعطي احد وهذا اليه الاشارة في قوله تعالى فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز. اللهم يا ذا الجلال والاكرام اجعلنا من هؤلاء اللهم اجعلنا ممن يزحزحون عن النار ويدخلون الى الجنة بمنك وكرمك وفضلك يا اكرم الاكرمين والورود على صراط جهنم حق قال الله تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا يعني جثيا في النار طريق الجنة من فوق متن جهنم. طريق الجنة من فوق متن جهنم. ولهذا كل احد لا بد ان يعبر من فوق الصراط المنصوب على متن جهنم. وهذا هو معنى قوله تعالى وان منكم الا واردها يعني النار. فقد في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم فسر ذلك بالمرور على الصراط المنصوب على متن جهنم. قال وان منكم الا واردها كان على ربك يعني ذلك حتما مقضيا. ثم الناس يكونون على اثر هذا المرور على حالتين ثم ننجي الذين اتقوا فيمرون ويجوزون الصراط ويعبرون دون السقوط في نار جهنم ونذر الظالمين فيها جثيا يعني يتساقطون واحدا تلو الاخر في نار جهنم. مكانهم ومستقرهم ثم بعد ان يتجاوز الناس الصراط بعد ان يتجاوز اهل الايمان الصراط هناك بعد الصراط قنطرة بين الجنة والنار. ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح. قال عليه الصلاة والسلام يخلص المؤمنون يعني من النار ومن الصراط فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا. حتى اذا هذبوا ونقوا اذن لهم في لدخول الجنة ايها الاخوة ثم بعد ذلك الناس فريقان. فريق في الجنة وفريق في السعير هذه هي النهاية. نهاية الرحلة فريق في الجنة وفريق في السعير. الرحلة طويلة. الرحلة طويلة. تبدأ من كون الانسان لا شيء ثم تراب ثم نطفة ثم علقة ثم مرة ثم يخرج من بطن امه خلقا اخر يسيئه الله ثم يترعرع وينسى في هذه الحياة الدنيا ثم يمر بالقبر ثم الى ان ينتهي به الامر اما الى الجنة واما الى النار والجنة يكون فيها خالدا مخلدا والنار ان كان من اهلها يكون فيها خالدا مخلدا الجنة هي دار النعيم. قال الله تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. و القرآن الكريم بسط كثير لصفات الجنة وانواع النعيم التي فيها والملذات والانهار والمشارب والمطاعم وما الى ذلك بينت تبيينا واسعا في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح قال الله تعالى اعددت لعبادي ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واكمل نعيم وافضل نعيم يناله اهل الجنة رؤية الله. تبارك وتعالى. اللهم انا نسألك لذة النظر الى وجهك. والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. هكذا كان يدعو عليه الصلاة والسلام اكمل نعيم يناله اهل الجنة رؤية الله. رؤية الله يقول الله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة. جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الزيادة رؤية الله تبارك وتعالى يقول صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم يوم القيامة انكم سترون ربكم يوم القيامة فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل نوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا. الصلاة الصلاة ايها الاخوة من اعظم الامور التي ينال بها العبد رؤية الله جل وعلا. ولهذا نصحنا عليه الصلاة والسلام ان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس اي صلاة الفجر. وصلاة قبل غروبها فافعلوا. وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام اذا دخل اذا دخل اهل الجنة الجنة ناداهم ناداهم ربهم سبحانه وتعالى وقال لهم يا عبادي ان لي ان لكم عندي موعدا منجزكموه. قالوا يا ربنا الم تدخلنا الجنة ان تبيض وجوهنا؟ الم تنجنا من النار؟ فيقول ان لكم عندي موعدا. منجزكم في كشف الحجاب. فيرون الله تبارك وتعالى فلم يعطوا نعيما اكمل ولا الذ من ذلك. اللهم انا نسألك لذة النظر الى وجهك اللهم انا نسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ظراء مضرة ولا فتنة مظلة ايها الاخوة ثم اذا دخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار ينادي الجميع مناد فيستبشر اهل الجنة وايضا يستبشر اهل النار ويظنون ان الفرج جاء. ويؤتى بكبش يؤتى بكبش ويوضع بين الجنة والنار. ثم يذبح ويقال يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت. وهذه النهاية والحديث حول هذا الباب يطول لكننا نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا واياكم بما علمنا وان يهدينا جميعا المستقيم وان يوفقنا لكل خير يحبه ويرضاه في الدنيا والاخرة. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك اللهم من النار وما قرب اليها من قول او عمل اللهم انا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اللهم انا نسألك الهدى والسداد. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم لك اسلمنا وبك امنا وعليك توكلنا واليك انبنا وبك خاصمنا نعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تظلنا انت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله. دقه وجله اوله واخره سره وعلنه. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر لا لا اله الا انت اللهم اصلح لنا شأننا كله ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين