بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله هذه اجمعين وسلم تسليما كثيرا اما بعد اولا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واسأل الله جل وعلا ان يكتب لنا ولكم العلم النافع العمل الصالح وان يهدينا جميعا اليه صراطا مستقيما وان يوفقنا لكل خير يحبه ويرضاه في الدنيا والاخرة ايها الاخوة الاكارم موضوع هذه الكلمة هو كما سمعتم عن قوله تعالى ولا تقتلوا انفسكم وهذه جزء اية في سورة النساء ولهذا فان من الحسن بنا ونحن نتدارك. فهذا الجزء من الاية ان نقف على الاية بتمامها وان نقف على السياق الكريم الذي وردت فيه هذه الاية لتتم لنا الفائدة وليكمل لنا المقصود. ولنحسن تدبر الله تبارك وتعالى يقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما فهذا السياق الكريم فيه توجيه لاهل الايمان ومخاطبة لهم بما يقتضيه الايمان من طاعة الله وامتثال اوامره والانقياد لحكمه والبعد عما نهى عنه تبارك وتعالى مما يحقق للمسلم ويكفل له سعادته وفلاحه وفوزه في الدنيا والاخرة ولهذا صدر لهذا السياق بنداء اهل الايمان بوصف الايمان يا ايها الذين امنوا وكثيرا ما يأتي هذا النداء في القرآن الكريم ينادي الرب تبارك وتعالى عباده المؤمنين بوصف الايمان. يا ايها الذين امنوا وهذا يأتي في ايات كثيرة في القرآن يناديهم بهذا الوصف العظيم الذي يقتضي من اهله الاستجابة لله والامتثال لامر الله والانقياد لحكمه تبارك وتعالى. والاذعان لشرعه فالمؤمن مطيع لربه ممتثل لامره منقاد منقاد لشرعه قائم بما يأمره به تبارك وتعالى وكلما ازداد فيه وصف الايمان ازداد حفظا ومحافظة على اوامر الرحمن واذا ضعف فيه وصف الايمان ضعفت الاستجابة وضعف الانقياد ولهذا يكثر في خطابات الرب تبارك وتعالى لاهل الايمان بفعل الاوامر وترك النواهي نداؤهم بهذا الوقف يا ايها الذين امنوا وهذا فيه تذكير لهم ان ايمانهم بالله سبحانه وتعالى يقتضي الاستسلام الكامل لله والانقيادة التامة لحكم الله وكيف يكون مؤمنا بالله تبارك وتعالى كما ينبغي ثم لا ينقاد كيف يكون مؤمنا بالله تبارك وتعالى كما ينبغي ثم لا يمتثل امر الله عز وجل والمؤمن يعلم ان امر الله تبارك وتعالى فيه الرشاد وفيه الهداية وفيه الفلاح وفيه السعادة في الدنيا والاخرة وما اهمل عبد امر ربه تبارك وتعالى الا وكان اهماله سببا في نقص فلاحه وضعف سعادته وتوالي المصائب عليه في الدنيا والاخرة وهنا نستفيد فائدة عظيمة ومهمة نفيدها من هذه الاية ونظائرها مما جاء في القرآن ان المؤمن مما يعينه على فعل الاوامر وترك النواهي والانقياد لامر الله ان يتذكر وصف الايمان ان يتذكر وفق الايمان. ان يتذكر انه مؤمن بالله وان ايمانه بالله يقتضي فعل الاوامر وترك النواهي نظير هذا في الاحاديث الكثيرة التي يقول فيها صلوات الله وسلامه عليه من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليفعل كذا فالايمان يقتضي الطاعة والامتثال والانقياد لاوامر الله تبارك وتعالى قال يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا انفسكم فنهى الرد جل وعلا عباده المؤمنين بهذا السياق عن امرين خطيرين غاية الخطورة نهاهم عن اكل عن اكل الاموال. بالباطل ونهاهم عن قتل النفس وتأمل قوله اموالكم انفسكم وهذا يبين مكانة المجتمع المسلم وما ينبغي ان يكون عليه من ترابط وتكاتف وتعاون بحيث يكون كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر فنسب الاموال الى الجميع اموالكم ونسب الانفس للجميع انفسكم فالمسلم او المجتمع المسلم ينبغي ان يستشعر هذه الرابطة اذا وجد هذا الاستشعار لهذه الرابطة الايمانية ما يحصل اعتداء ولا يحصل تجاوز ولا يحصل ظلم اذا حس المسلم ان اخاه ان اخاه المسلم له حق عليه وان المسلمين في مجتمعهم في النفس الواحدة اخوة مترابطين يحب الواحد منهم لاخيه ما يحب لنفسه من الخير فهذا نستفيده من هذا الايجاز والجمع في قوله انفسكم واموالكم ما قال لا يأكل بعضكم مال بعض ولا يقتل بعضكم نفس بعض وانما قال اموالكم وانفسكم اشعارا الى قوة الرابطة بين اهل الايمان وقوة الصلة التي ينبغي ان تكون بينهم فمال اخي المسلم ارعى له حقه مثل ما ارعى مالي ونفس اخي المسلم ارعى لها حقها مثل ما ارعى حقي. او حق نفسه لقوة الصلة والرابطة بين اهل الايمان وهذا له نظائر في القرآن الكريم منها قوله تعالى ولا تلمزوا انفسكم نقل يلمز بعضكم بعضا وانما قال ولا تلمزوا انفسكم اشعارا بالرابطة والصلة القوية التي ينبغي ان تكون بين المؤمنين الايمان رابطة هي اعظم الروابط وصلة هي اعظم اختلاف. بل لا يوجد اطلاقا صلة اعظم من صلة الايمان ومن قوة هذه الصلة انها تعطف المتباينين في الجنس وتربط بينهم كما هو الشأن من الرابطة العظيمة بين الملائكة والمؤمنين مع اختلاف الجنس فالملائكة مخلوقون من نور والانس مخلوقون من طين الجنس مختلف لكن بينهم رابطة عجيبة انظروا شاهدا لها في قوله تبارك وتعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا. ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلا وقهم عذاب الجحيم استغفار دائم ودعاء مستمر لاهل الايمان لا لشيء الا لهذه الرابطة العظيمة مع ان الجنس مختلف فالايمان يربط الايمان يجمع الايمان يصل بين اهل الايمان ولهذا ينبغي ان يشعر كل مسلم بهذا الاحساس في قلبه اموالكم انفسكم هذه رابطة بين اهل الايمان واضافة الى ذلك قوله لا تأكلوا اموالكم ولا تقتلوا انفسكم فيه دلالة واسعة لا تتحقق لو كان الخطاب لا يأكل بعضكم مال بعض ولا يقتل بعضكم نفس بعض لان قوله لا تقتلوا انفسكم يشمل في عمومه نهي الانسان عن ان يقتل نفسه وقوله ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل يشمل نهي الانسان عن اكل ما له هو بالباطل كما نبه على ذلك بعض العلماء في كتب التفسير فيشمل ذلك وهذا من كمال بيان القرآن لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل ولا تقتلوا انفسكم ثم لما نهى تبارك وتعالى عن اكل الاموال بين الناس بالباطل استثنى والاستثناء منقطع الاكل للاموال الذي يكون عن تجارة وعن تراض. فاذا كان الاكل للمال في التجارة المباحة الشرعية بضوابطها الشرعية التي منها الرضا بين الطرفين البائع والمشتري فهذا كله هنيئا مريئا الا ان تكون تجارة عن تراض منكم. فاذا كانت بهذا الوصف وعلى هذه الهيئة الهيئة فكلوا قلوه هنيئا مريئا احله الله لكم وهو من الطيبات التي احل الله تبارك وتعالى لعباده ثم قال ولا تقتلوا انفسكم وهذا موضع الحديث في هذه الكلمة ولا تقتلوا انفسكم قال العلماء رحمهم الله فهذا يشمل لعمومه امورا عدة ينهى عنها المؤمن الاول منها نهيه عن قتله لنفسه وهو ما يسمى بالانتحار نهيه عن قتله لنفسه هذا يشمله قوله تعالى ولا تقتلوا انفسكم. اي لا يقتل احد منكم نفسه مهما كان السلف لا يجوز للانسان ان يقتل نفسه مهما كان السبب بل لا يجوز له ان يتمنى الموت على ما سيأتي بيانه ان شاء الله فهذا يدخل تحت قوله ولا تقتلوا انفسكم الامر الثاني مما يدخل تحت هذه الاية لا يقتل بعضكم بعضا النهي عن قتل النفس التي حرم الله تبارك وتعالى الا بالحق فهذا يدخل تحت قوله ولا تقتلوا انفسكم اي لا يقتل بعضكم بعضا الامر الثالث مما يدخل تحت قوله ولا تقتلوا انفسكم نهي الانسان عن ان يفعل شيئا يفضي به الى الهلاك والى الموت كأن يشرب شيئا ضارا او ان يحتسي سما او ان يتعاطى شيئا محرما يفضي به الى الهلاك ولو بعد حين فهذا يدخل تحت قوله ولا تقتلوا انفسكم اي لا يفعل احد منكم شيئا يفضي به الى الموت والى الحاق روح ولهذا يمكن ان يستشهد بهذه الاية على تحريم الخمر تحريم الدخان وتحريم التهور الى غير ذلك من الامور التي ثبت وعرف بين الناس انها تقضي بالانسان الى الموت ولو بعد حين فلا يتعاطى شيئا من ذلك نظير قوله تعالى ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة اي شيء يقضي بكم الى التهلكة فاجتنبوه هذا يدخل تحت عموم الاية وعمر او عمرو بن العاص الصحابي الجليل رظي الله عنه استشهد بهذه الاية كما ثبت في الصحيح على هذا المعنى واكره النبي عليه الصلاة والسلام في الحسادة. عندما كان في غزوة مع بعض اصحابه فلما اصبح نام فلما اصبح اصبح جنبا وكان البرد شديدا فخاف ان اغتسل من الجنابة ان يهلك من شدة البرد فتيمم وتقدم وصلى باصحابه فلما رجعوا الى النبي عليه الصلاة والسلام وانت جنب ولم تغتسل قال يا رسول الله كان البرد شديدا والله تعالى يقول ولا تقتلوا انفسكم قصيدة ان ان اغتسلت ان اتضرر من شدة البرد فضحك النبي عليه الصلاة والسلام واقر على ذلك الاية فيها شاهد على المعنى السابق ان الانسان لا يفعل شيئا يفضي به الى الهلاك هذا داخل تحت عموم قوله تعالى ولا تقتلوا انفسكم فهذه ثلاثة امور تدخل تحت عموم هذه الاية قتل الانسان نفسه وقتل الانسان لغيره والقاء الانسان نفسه بالتهلك الى التهلكة فهذه كلها تدخل تحت عموم هذه الاية لما نهى عن ذلك تبارك وتعالى ختم الاية لذكر اسمه الرحيم تبارك وتعالى قال ان الله كان بكم رحيما ان الله كان بكم رحيما. اي تأملوا يا عباد الله. الله جل وعلا نهاكم عن هذا لانه رحيم ونهيه لكم عن هذا الامر هو من رحمته سبحانه وتعالى نهاكم عن ان تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل ونهاكم عن ان تقتلوا انفسكم برحمته بكم برحمته بكم ولهذا الدين دين الرحمة دين الاسلامي دين رحمة ورحمة هذا الدين لا توجد في اي دين من الاديان الدين فيه رحمة بالمؤمنين والله عز وجل عندما يأمر عباده بشيء يأمرهم به لما فيه من الخير والصلاة والرحمة والسعادة والفلاح في الدنيا والاخرة وعندما ينهاهم عن شيء ينهاهم عنه لما فيه من الضرر والفساد والشر والعاقبة السيئة في الدنيا والاخرة ونستفيد فائدة مهمة من هذا السياق ان من يأكل المال بالباطل او يقتل نفسه او غيره بغير حق فهو خارج عن الرحمة لم يرحم نفسه لان من الرحمة فعل هذا الامر الذي نهى الله تبارك وتعالى عباده عنه برحمته بهم ولهذا من يفعل هذا الامر ويخالف ما نهى الله عز وجل عباده عنه لم يرحم نفسه هل رحم نفسه من من اكلها الحرام من تعاطى الحرام ما رحم نفسه اضر بنفسه اضر ببدنه اضر باهله اضر بعاقبته خرج بنفسه عن مقتضى الرحمة وموجباتها وهكذا الذي يقتل نفسه او غيره خرج عن مقتضى الرحمة وهذا نستفيده من قوله تبارك وتعالى ان الله كان بكم رحيما نهيه لكم عن ذلك من رحمته بكم ثم انه عز وجل لما نهى عباده عن هذا الامر وبين لهم ان نهيه لهم عنه من ثمان رحمته بهم حذرهم غاية التحذير وتوعدهم غاية الوعيد ان فعلوا هذا الامر الذي نهاهم عنه. فقال سنة السياق ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نحصيه نارا ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نفضيه نارا وهذا تهديد ووعيد ولاحظ النار التي تهدد بها ذكرها منكرة اشارة الى عظمها نارا اي عظيمة فيها عذاب شديد وفيها صنوف العذاب وانواعه فسوف نصفيه نارا والتنكير هنا يفيد العظمة والشدة وهؤلاء هذه النار التي توعد الله تبارك وتعالى عباده بها ومن يفعل ذلك الاشارة الى ما سبق هو اكل الاموال بالباطل وقتل النفس من يفعل ذلك عدوانا وظلما اي على وجه الاعتداء والظلم لكن اذا فعله الانسان خطأ نسيانا جهلا او نحو ذلك لا يشمله الحكم للقيد الذي ذكره الله عدوانا وظلما عدوانا وظلما اي تجاوزا وتعديا وظلما فمن فعل ذلك على هذه الصفة فعقوبته النار فسوف نصليه نارا وكان ذلك اي صليه بالنار وتعذيبه بها جزاء على عمله يسير على الله. وكان ذلك على الله يسيرا ثم رغب عباده والقرآن كله ترهيب وترغيب ترغيب في الخير وترهيب من الشر ثم رغب عباده تبارك وتعالى بان يقبلوا على الحسنات وان يتجنبوا الذنوب ولا سيما الكبائر وان هذا الامر منهم فيه سعادتهم وفلاحهم في الدنيا والاخرة ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ومن كبائر ما نهى الله تبارك وتعالى عباده عنه ما ذكر سابقا. قتل النفس واكل الاموال بالباطل ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فاجتناب الكبائر والبعد عنها والحذر من الوقوع من الوقوع فيها سبب لمغفرة الله ونيل رحمة الله تبارك وتعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم اما من يموت مرتكبا للكبيرة غير تائب منها فهو معرض للوعيد ولهذا الكبيرة لا يمسحها الا التوبة بينما اذا اجتنب الانسان الكبائر ووقع في شيء من الصغائر فان حسناته تذهب السيئات فان حسناته تذهب سيئاته قال الله تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات في الحديث يقول عليه الصلاة والسلام واتبع السيئة الحسنة تمحها والمراد بالسيئة هنا الصغيرة اما السيئة التي هي من الكبائر لا يمحوها الا حسنة الا حسنة توبة ان يتوب الانسان منها بدون بدون التوبة الحسنات لا تكفر السيئات ومن مات على كبيرة فهو عرضة للوعيد وعرضة لعقوبة الله تبارك وتعالى. ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وهذا فيه حث للعبد للمؤمن ان يكون بهذه الصفة التي وصفها الله ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه يعني ان يكون دائما مجتنبا لما نهى الله عز وجل عنه معطيه جنبه معرضا عنه ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا وما كان من المشركين حليفا مائلا يعني مائل عن كل ما نهى الله عنه فالمسلم يجب ان يكون بهذه الصفة مائل عن الحرام مائل عما نهاها الله عنه. اذ تجتنبوا كبائر ما تناولها. تعطيه جنبا تعرض عنه لا تلتفت اليه ولا تركن الى اهله ولا تقبل على من يتعاطونه. ولا تتخذ اسبابه. لانك ان فعلت شيئا من ذلك انفقت اليه لكنك من اول وهلة ومن بداية الامر اعطه جنبك. واعرض عنه وهذه فائدة نستفيدها من هذه الاية ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه. ان المسلم ينبغي ان يكون مع الكبائر بهذه الصفة ولا يقول ادخل وانظر واشاهد واقف وامسك نفسي الواجب ان يعرض تماما عن عن الكبائر وعن اهلها وان يبتعد عنها وعن من يفعلها. ليسلم له دينه. ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما اي الجنة الله عز وجل ان يمن علينا وعليكم بدخولها. وندخلكم مدخلا كريما وهذا المدخل الكريم ناله اهل الايمان بوصف الكرم الذي قام فيه فالكريم يكرمه الله والكريم هو الذي يرعى اوامر الله وتكون نفسه سخية بامتثال اوامر الله والبعد عما نهى الله تبارك وتعالى عنه ومن كان كذلك جازاه الله من جنس عمله؟ وهل جزاء الاحسان الا الاحسان فيدخله الله تبارك وتعالى المدخل الكريم اه هذا ما يتعلق بالسياق وعودا الى قوله تعالى ولا تقتلوا انفسكم اريد ايها الاخوة ان اقف مفصلا بعض الشيء في النوع الاول من من الانواع الثلاثة الداخلة تحت عموم قوله ولا تقتلوا انفسكم الا وهو قتل الانسان لنفسه قتل الانسان لنفسه وهو ما يسمى بالانتحار الانتحار الذي هو قتل الانسان لنفسه له اسباب كثيرة ومن ومن يتأمل واقع من حصل منه الانتحار ويصبر احوالهم يجد ان هناك اسبابا كثيرة لكنني اجملها للفائدة في بعظ النقاط اهمها واعظمها على الاطلاق ظعف الايمان ظعف الايمان الايمان عندما يضعف في الانسان يقع في في مخاطر كثيرة ومضار عديدة وموبقات متنوعة عندما يضعف الايمان واذا قوي الايمان قوته تزرع الانسان وتردعه وتمنعه عن فعل الامور فالايمان يمنع ويردع وضعف الايمان يوصل بالانسان الى انواع من الهلكة ولهذا لما نهى الله عن قتل النفس ذكر في بداية الاية بماذا بوصف الايمان. يا ايها الذين امنوا ولهذا من كمل او سعى في تكميل وصف الايمان في نفسه فما ابعده عن اكل الاموال والباطل. وما ابعده عن قتله لنفسه ولهذا بحسب حظ الانسان من قوة الايمان يكون حظه من البعد عن هذه الاظرار والاخطار قتل النفس اكل الاموال بالباطل الى غير ذلك. فالايمان يرجع فهذا سبب عظيم من من اسباب قتل النفس او الانتحار ضعف الايمان لو كان صاحب ايمان وايمانه قوي لما قتل نفسه بل لما تمنى الموت لان لان المؤمن منهي عن تمني الموت فضلا عن ان يقتل نفسه مهما كان حجم حجم المصيبة ليس للانسان ان يتمنى الموت مهما كانت مصيبته. ليس له ان يقول اللهم امتني اللهم ازهق روحي ليس له ان يقول ذلك مع ان بعض الناس اذا اشتد به المرض وتفاقمت فيه المصيبة ما يملك نفسه يسأل الله ان يميته او ان يقول اللهم امتني او اللهم اهلكني او نحو ذلك بعض الناس يقول ذلك عندما تكبر المصيبة عنده وبعضها وبعضهم عند ادنى مصيبة تجده يشرع في في ذكر تمني الموت والمؤمن منهي عن ذلك جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به مهما كان الضر لضر نزل به فان كان ولا بد فاعلا يعني اشتد به الظر وتفاقمت به المصيبة فان كان ولا بد فاعلا فليقل اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي. وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي وهذا فيه تفويض لله تبارك وتعالى وتوكل على الله ولجوء الى الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه فهذا يفوض امره الى الله ان كان ولابد فاعلا فليقل اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي ولهذا ينبغي ويندب للمسلم عندما يخاف بمصيبة ويزداد به الالم ان يدعو بهذا الدعاء يفوظ امره الى الله اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي وجاء عن احد الصحابة وهو خباب انه ملك مرض مرضا واشتد به مرظه حتى انه قال ما اعلم احدا من الصحابة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ابتلي بما ابتليت به وكوى نفسه سبعة سيئات في بطنه وكان يعاني وعاده بعض الناس في مرضه وهو في معاناة شديدة قال للذين عادوه لولا اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يتمنين احدكم الموت لتمنيته لنفسي لتمنيته لنفسي فيه يعني ضر شديد والم ومع ذلك متحاشي ان يتمنى الموت لان النبي عليه الصلاة والسلام نهاه بعض الناس عندما تشتد به به المصيبة ويذكر بهذا الحديث وهو يدعو على نفسه بالموت ويذكر بهذا الحديث ينهر من يذكره بالحديث هو يقول ما تعلم مصيبتي ولو كنت مثلي لفعلت فعلي او نحو ذلك فلنتأمل قصة هذا الصحابي رضي الله عنه وارضاه لولا اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يتمنين احدكم الموت لتمنيت ذلك وفي حديث اخر مخرج في صحيح البخاري عن النبي عليه الصلاة والسلام قال لا يتمنين احدكم الموت فان محسنا فيزداد واما وسيئا فلعله ان يستعجل يعني هذا الذي يتمنى الموت قد يكون محسن مطيع محافظ على طاعة الله فليس من الخير له ان يتمنى الموت لان بقاءه زيادة له في الحسنات ورفعة له في الدرجات حتى مصيبته ومرضه كفارة عندما يحتسب ذلك عند الله عز وجل ما اصاب عبد هم ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يساقها الا كتب له فيها اجر المصائب كفارات وصبره على المصيبة وتحمله لها ولجوءه الى الله واقتراحه بين يديه هذا كله رفعة في درجاته يوم يلقى الله اما محسنا فيزداد واما مسيئا فيستعتب اي لعله يرجع ويتوب ويندم ويأسف على تفريطه وهذا ايضا خير له فهو في في كلا الحالتين على خير ان كان محسنا او كان مسيئا ان كان محسنا فهذه مهلة للزيادة فالاحسان وان كان مسيئا فهذه مهلة للتوبة والرجوع الى الله تبارك وتعالى فالمؤمن ليس له ان يتمنى الموت فكيف بان يقتل نفسه كيف بان يقتل نفسه ولهذا قتل الانسان لنفسه من ضعف الايمان من ضعف الايمان بدلالة هذه النصوص من ضعف الايمان هذا من اعظم الاسباب ولهذا يحتاج الانسان دائما وابدا ليسلم من هذا الوباء وغيره ان يحرص على تقوية ايمانه وزيادة يقينا وتقوية صلته بالله تبارك وتعالى هذا السبب الاول السبب التالي من اسباب قتل النفس فعل المحرمات والانغماس فيها ولا سيما شرب الخمر وغيره من المخدرات فهذا من الاسباب الكبيرة في وقوع في وقوع القتل وكثير من الذين يقتلون انفسهم ريث عنهم شرب المخدرات وسارب المخدر او الخمر لا عقل عنده ومن لا عقل عنده لا يستغرب منه اي فعل. لانه فاقد العقل اصبح شبيها بهيمة الانعام التي لا تعقل دل بهيمة الانعام مع انها لا تعقل تتحاشى ان تلقي نفسها في ساهر او نحو ذلك بينما الشارب الخمر يفعل امورا كثيرة من بينها قتله لنفسه قد سئل مرة عثمان بن عفان رضي الله عنه عن معنى وقف الخمر بام الخبائث لماذا فضرب مثالا قصة رجل قير بين ان يفعل احد امور ثلاثة ان يزني بامه والعياذ بالله او ان يقتل نفسا بغير حق او ان يشرب كأسا من خمر كأسا واحدا من الخمر قال لا اشرب كأسا من الخمر هذه اخف كأسا واحدا من الخمر اخف فشربها لما شربها فقد عقله فذهب وزنا بامه وذهب وقتل نفسا بغير حق وفعل امورا كثيرة لانه ما يعقل فقال هذه هذه ام الخبائث لان من شرب القمر اجتمعت فيه الخبائث من شربها اجتمعت فيه القبائل اجتمعت فيه الخبائث ولهذا كثير من مدمني المخدرات ومتعاطيها والشرابين الخمور اقظى بهم شرب الخمر وتعاطي المخدر افضى بهم الى قتل انفسهم والى قتل من معه والى قتل حتى بعضهم يقتل ابنه او امه او اخته او زوجته وهذا يحصل تأتي مخمور ليس عنده عقل ويدخل البيت ويقتل واذا كان معه سلاح او تعطاه وتهيج يفعل امورا كثيرة. يركب سيارته وهو مخمور لا عقل عنده فيأتي مسرعا في الشارع يخدم هذا ينقلب بسيارته يبر امور كثيرة تحصل فشرب الخمر وتعاطي المخدرات من اعظم اسباب قتل النفس على ان متعاطي المخدر وان لم يباشر اثناء يعني سكره غياب عقله اثناء تعطيل المخدر ان لم يباشر القتل مباشرة فهو بصوبه للخمر وتعاطيه للمخدر قتل نفسه تدريجيا لان الخمر والمخدرات تتلف البدن وتتلف خلايا كثيرة في البدن فيكون قتل نفسه تدريجيا فيدخل تحت قوله ولا تقتلوا انفسكم فهذا من الاسباب من اسباب الانتحار ومن اسباب الانتحار ما وجد في زماننا هذا من القنوات الفضائية التي نقلت للناس افكارا مسمومة واراء ملوثة وطروحات فاسدة عبر ما يبثه اعداء هذا الدين من خلال المسلسلات والتمثيليات وغير ذلك فتجد بعض الشباب بعض ابناء المسلمين مكبا في الساعات الطوال امام هؤلاء ليشهد وينظر تلك المسرحيات والتمثيليات ثم اولئك يتفننون بطرق ماكرة واساليب متنوعة يتفننون في غرس فهذه الحلول الضارة في نفوس ابناء المسلمين فيأتون بتمثيليات فيها رجل مثلا مبتلى مصاب نكبات من كل جهة مصائب متنوعة حتى ان من يشاهده يتأثر غاية التأثر بهذا المشهد ويتفاعل مع هذا الرجل مصائب تلو مصائب تلو مصائب والرجل محزون ومهموم ثم في النهاية يأتون به وهو يقتل نفسه يأتون به وهو يقتل نفسه ثم يصورونه لانه بعد ان قتل نفسه ارتاح من الهم وسلم من الغم وانجلت عنه مصيبته فيشهد الشاب مثل هذه المسرحية ينتقل منها الى مسرحية اخرى الى ثالثة تأتيه مصيبة مصيبتين ثلاث ما في ذكره الا الحل الذي شاهده في التمثيلية والمسرحية ما كان عنده وقت يسمع المواعظ في المساجد التبكير من المشايخ البيان من الدعاة ما كان عنده وقت. الذين يوجهونهم اولئك يجلس اليهم ويستمع منهم. ففكره ليس فيه الا هذه التوجيهات وفكره ليس فيه الا هذا الحل ما عنده حل اخر فكره فكره ما يحمل حلا اخر وبعضهم حرم نفسه ما يشهد جمعة ولا جماعة ولا يسمع موعظة ويجلس الى هذه القنوات الساعات الطوال. ما يوجد في فيه الا هذا الحل. ولهذا ادنى مصيبة تجده يقول نفسه اقتل نفسي وارتاح انهي نفسي وارتاح مثل ما فعل فلان ويسميه باسمه احد الكفار ومثل ما فعل فلان ومثل ما فعل فلان ما في عنده قصة خباب التي ذكرت ولا في عنده الاحاديث التي اشرت اليها ولا في عند التعاليم الاسلامية ما عنده شيء من ذلك ما عنده الا هذا الذي يشاهده وهذا غزو مسموم لاذكار الشباب في المجتمعات الاسلامية واستطاع الكفار ان يدمروا افكار كثير من الشباب من خلال هذه القنوات وان يغرسوا في نفوسهم افكارا هدامة وقيما بقالة وحلولا زائفة واصبح في كثير من الشباب الميزانية واضحة وانحلال وفساد وانحراف وبعد عن دين الله تبارك وتعالى فهذا من اسباب الانتحار صحبة من لا خير فيه او الحمقى من الناس ومن لا خير فيه ومن لا عنده دين يزع او او خلق يردع فقد يسير على صاحبه بشيء من ذلك. يجد صاحب مهموم او محزون او مصائب كثيرة متوالية عليه فيقول له صاحبه الاحمق الارعن لماذا تبقى هكذا؟ ريح نفسك لماذا تبقى ريح نفسك اشرب لك كأس سم او خذ لك سكين او كذا وهذا حصل يعني يستشير انسان احمق يستشير انسانا انسانا احمق في مصيبته فيدله على وهذا حصل او امرأة حمقاء تقول لصاحبتها ما دمت بهذا البلاء وبيتك بهذه الصفة كلي الحبوب الفلانية اشربي الشيء الفلاني ترتاحي فهذا من اسباب الانتحار واسبابه كثيرة واسبابه كثيرة ومتعددة لكن هذا الذي اشرت اليه من اهمها ثم هذا المنتحر ثم هذا المنتحر والذي اقدم على هذا الشر وعلى هذا البلاء ينبغي ان يفكر بامور كثيرة ومتعددة من اهمها ما العاقبة؟ وما النتيجة وهل سيحصل الخلاص ام ان البلاء يزداد والمصيبة تتفاقم عندما يقتل نفسه هنا ينبغي ان يقف كل مسلم على الاحاديث احاديث النبي عليه الصلاة والسلام التي فيها التحذير من قتل النفس قتل الانسان لنفسه والعقوبة التي اعدها الله تبارك وتعالى لمن قتل نفسه سواء بالسم او بحديدة او القى نفسه من ساهر او غير ذلك هذا الذي قتل نفسه عرض نفسه لهذه العقوبة وهو يظن انه تخلص بقتله لنفسه من مصابه بينما هو في حقيقة امر وواقع حاله انتقل الى مصاب اعظم وبلية اكبر وهنا اعرض عليكم احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما في حكم قتل النفس بحكم قتل النفس لنتأملها فمن هذه الاحاديث ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها ابدا ومن تحثى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه يقطع او يقطع بها بطنه. يتوجه بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا هذا وعيد وشأنه شأن نصوص الوعيد الاخرى في حكم من قتل نفسه ووعيده عند الله عز وجل ولنلاحظ لذلك كله ان الجزاء من جنس العمل جزاء وفاقا وفي صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يخلق نفسه يخنقها في النار الذي يخلق نفسه يخلقها في النار. والذي يطعن نفسه يطعنها في النار وفي الصحيحين عن جنده ابن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان برجل جراح كان برجل جراح فقتل نفسه فقال الله بذرني بنفسه فحرمت عليه الجنة بادرني بنفسي فحرمت عليه الجنة وفي رواية كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزعا فاخذ سكينا فحز بها يده فما رقع الدم حتى مات فقال الله بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فقال لرجل ممن يدعى بالاسلام هذا من اهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فاصابته جراحه فقيل له يا رسول الله الذي قلت له انفا انه من اهل النار فانه قد قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم الى النار فكاد بعض المسلمين ان يغتاب فبينما هم على ذلك اذ قيل لهم انه لم يمت انه لم يمت ولكن به جراح شديدة فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فقتل نفسه فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله اكبر اشهد اني عبد الله ورسوله ثم امر بلالا فنادى في الناس انه لن يدخل الجنة الا نفس مسلمة وان الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر هذا قاتل قتالا شديدا ومع ذلك قتل نفسه وفي الصحيحين عن سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال النبي صلى الله عليه وسلم الى عسكره ومال الاخرون اي المشركون الى عسكرهم وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شابة ولا فادة الا اتبعها يضربها بسيفه يعني ابلى بلاء شديدا وادخل في الكفار فقالوا ما اجزأ منا اليوم ما اجزأ منا اليوم احد كما اجزأ فلان يعني في قتال الكفار ما اجزأ منا اليوم احد كما اجزأ فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما انه من اهل النار اما انه من اهل النار وفي رواية قال اينا من اهل الجنة ان كان قالوا اينا من اهل الجنة اذا كان هذا من اهل النار؟ يعني رأوا بلاءه الشديد فقال رجل من القوم انا صاحبه ابدا يعني انا اكفيكم اياه واتيكم بخبره انا صاحبه ابدا قال فخرج معه كلما وقف وقف معه واذا شرع واذا اسرع اسرع معه قال فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع سيفه بالارض وذبابته بين ثدييه وذبابة السيف بين ثديين ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اشهد انك رسول الله قال وما ذاك؟ قال الرجل الذي ذكرت انفا انه من اهل النار فاعظم الناس ذلك فقلت فقلت انا لكم به فخرجت في طلبه حتى جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوظع نخل سيفه في الارض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ان الرجل ليعمل عمل اهل الجنة فيما يبدو للناس. وهو من اهل النار وان الرجل ليعمل عمل اهل النار فيما يبدو للناس وهو من اهل الجنة وروى مسلم وروى الامام ابو داوود في سننه عن جابر رضي الله عنه قال مرض رجل نصيحة عليه فجاءه جاره فجاء جاره الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان فلانا قد مات. قال وما يدريك قال انا سمعت ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لم يمت فرجع فصيح عليه فجاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انه قد مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه لم يمت فرجع فصيح عليه فقالت امرأته انطلق الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره ثم ذكر الحديث وانه انطلق الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه ثم انطلق الرجل فرآه قد نحر نفسه بمشخص نحر نفسه بمشقط فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره انه قد مات قال وما يدريك قال رأيته ينحر نفسه بمسقط او بمشاقص معه قال انت رأيته قال نعم قال اذا لا اصلي عليه اذا لا اصلي عليه والاحاديث في هذا المعنى كثيرا وفيها وعيد شديد وتهديد عظيم لمن يقتل نفسه ولهذا من يقدم على هذا الامر على انه الحل عليه ان يعلم ان هذا ليس حلا وانما هو بلاء الى بلاء وشر الى شر والحل دائما وابدا هو العودة الى الله عز وجل واللجوء اليه والتوبة من الذنوب والايمان الصادق به والمحافظة على طاعته تبارك وتعالى وان يكون الانسان دائما وابدا ممتثلا لاوامر الله منقادا لشرع الله عاملا بطاعة الله ليحيا في الدنيا حياة طيبة وليسعد يوم القيامة بثوابه العظيم وموعوده الكريم لاهل الايمان والله تعالى يقول من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون فاهل الايمان لهم الحياة الطيبة في الدنيا والقبر ويوم القيامة واهل الاعراض عن الايمان ومجانبة طاعة الله سبحانه وتعالى لهم النكد في الدنيا وفي القبر ويوم القيامة قال الله تعالى ان الابرار لفي نعيم. وان الفجار لفي جعيم وان الفجار لفي جحيم. قال ابن القيم رحمه الله الابرار في نعيم في دورهم الثلاثة والفجار في جحيم في دورهم الثلاثة يعني في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة واختموا ايها الاخوة هذه الكلمة بالتذكير بدعاء عظيم كان يدعو به رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو ثابت عنه وفيه فائدة كبيرة جدا تتعلق بموضوعنا كان عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه في جملة دعاء طويل رواه عنه عمار ابن ياسر رضي الله عنه كان يقول في دعائه اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة بغير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة هنا تأمل سؤال سؤال المؤمن ربه او سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ومن يدعو بهذا الدعاء الرب تبارك وتعالى لذة النظر الى وجهه لذة النظر الى وجهك والمؤمنون يكرمهم الله عز وجل يوم القيامة برؤيته تبارك وتعالى. وهذا اكمل نعيم يناله اهل الجنة. يرون الله سبحانه وتعالى بابصارهم نسأل الله عز وجل ان يكرمنا واياكم بذلك وان يمن علينا وعليكم به اه اسألك يقول لذة النظر الى وجهك. والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة. ولا فتنة مظلة قال العلماء في شرح هذا الحديث ومنهم ابن رجب رحمه الله آآ الذي يتمنى الموت من الناس قسمين اما اهل دين او اهل دنيا كصاحب الدنيا يتمنى الموت اذا نزل به ضر اذا اصابته مصيبة فاذا اصابته مصيبة ذهب ماله هلكت له اشياء هي يزداد المه وتزداد حسرته فهذا الدعاء وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ظراء مضرة ولا فتنة مظلة الذين يتمنون الموت كما نبه العلماء اما ان يكون صاحب دنيا فعندما تصيبه ظراء مظرة يعني مصيبة كبيرة فادحة تؤرقه وتتعبه يتمنى الموت للخلاص منها وللفكاة منها فيتمنى الموت فهنا سأل الله عز وجل لذة النظر الى وجهه والشوق الى لقائه بدون هذا الامر في غير ظراء وذراء بغير ضراء مضرة ثم الامر الثاني وهو صاحب الدين والمحافظ على طاعة الله عندما تكثر الفتن والامور التي تصرف عن طاعة الله ويكثر في الناس الشر والبلاء ربما بعض اهل الدين يتمنى احدهم الموت حتى يسلم من هذه الفتن ويرتاح منه فقال ولا فتنة مضلة يعني اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك وهذا لا يكون الا في الموت وهذا لا يكون الا بالموت لن تروا ربكم حتى تموتوا لن يكون الا بالموت فهو يسأل الله لذة النظر الى وجهه والشوق الى لقائه حبا فيه تبارك وتعالى وشوقا اليه سبحانه لا لاجل ضراء مضرة نزلت ولا فتنة مظلة وقعت وانما يسأل ذلك شوقا الى الى الله وطمعا في رؤيته تبارك وتعالى اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ظراء مضرة ولا فتنة مظلة اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين هذا بقية الدعاء واسأل الله عز وجل لي ولكم ذلك وان يوفقني واياكم لكل خير وان يهدينا جميعا سواء السبيل وان وان يأخذ بنواصينا لكل خير يحبه ويرضاه في الدنيا والاخرة. ونسأل الله عز وجل لعموم المسلمين ان يجنبهم الفتن وان يجنبهم كيد الاعداء وان يرد ضالهم الى الحق ردا جميلا وان يهديهم جميعا سواء السبيل وان يصلح شباب المسلمين وآآ ان يصلح بناتهم ونساءهم وذراريهم وان يوفق الجميع لكل خير يحبه ويرضاه والله تعالى اعلم صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين هذه بعض الاسئلة كتبها الاخوة حول الموضوع اشيروا الى الاجوبة عليها بايجاز فهذا اخ يقول هل يحكم على من قتل نفسه انه مخلد في في جهنم او نقول انه تحت المشيئة الجواب انه تحت المشيئة لعموم قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فالنصوص التي فيها وعيد لمرتكب الكبيرة او من يقتل غيره عمدا او نحو ذلك بادخاله النار فهذا تحت المشيئة لعموم الاية ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء والقتل دون الشرك بلا ريب وهذا اخ يقول كيف تكون تقوية الايمان لمن ضعف ايمانه وهو ضائقة نفسه دائما ما يكون ذلك الا بالعودة الى الله عز وجل واتخاذ التدابير النافعة في ذلك ومن ذلك دعاء الله وسؤاله دائما وابدا تسأله الهداية والتوفيق والسداد والصلاح وتكثر من دعاء الله والدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة الامر الثاني الحرص على مصاحبة اهل الخير واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا فالانسان يصبر على مجالسة اهل الخير وملازمة اهل الفضل والاحتكاك بهم وحضور مجالسهم ويتجنب مجالسة الشر اهل الشر الامر الثالث الباب الذي يأتي منه الريح كما يقول العوام سده واستريح فهذا باب عظيم. ينبغي ان يتنبه له ان يتنبه له الانسان. فكثير من الشباب لا يبالي. يستمع الى امور محرمة. يشاهد امور محرم يجالس اناسا لا خير فيهم. ثم هو يغايط نفسه ويقول ساكون محافظا. وساكون ملتزما اما يدري الا وقد يكون في يوم من الايام اشد منهم او مثلهم في الذنوب والاعراض عن طاعة الله تبارك وتعالى فهذا امر ينبغي ان يتنبه له الانسان ويحذر من مداخل الشيطان ويحذر من من قرناء السوء ويقبل على طاعة الله ومن الامور المهمة في هذا الباب ان يحافظ على اوامر الله ولا سيما الفرائض ولا سيما الصلاة التي هي عماد الدين. والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. فهذه بعض الامور التي يحصل بها تقوية الايمان ولزيادة الايمان اسباب كثيرة كنت جمعتها في رسالة وطبعت بعنوان اسباب زيادة الايمان واسباب نقصان الايمان جمعت فيها كلام العلماء ما التي تتعلق بهذا الباب ثم هذا الاخ يقول هل حلق اللحية يعتبر من الكبائر؟ وكذلك الاسبال الذي يراجع كتب اه كتب العلماء المؤلفة في في الكبائر ومن ضمنها كتاب الكبائر للذهبي يجد انهم يعدون حلق اللحية كبيرة ويستدلون على ذلك باحاديث عديدة عن النبي صلى الله عليه وسلم. منها قوله خالفوا المجوس خالفوا المشركين آآ وفروا اللحى وقصوا الشوارب وفي رواية اعفوا اللحى القوا اللحى اسدلوا اللحى اكرموا اللحى احاديث كثيرة فيها امر وفيها نهي عن التشبه بالكفار فعدد من اهل العلم ادوا ذلك من الكبائر لكن لو قيل انها صغيرة وليست كبيرة. فالعلماء يقولون لا كبيرة مع الاصرار وحالة اللحية هل هو مضطر او غير مصر؟ هو ادرى بذلك وثبت في حديث ان رجلان اتى الى النبي عليه الصلاة والسلام موقدان من عامل اليمن الى النبي عليه الصلاة والسلام وكان اه حليقي اللحية ومطيلين للشوارب. جاء الى النبي كل واحد شاربه طويل ولحيته محلوقة فدخلوا عليه وعند الصحابة. الشعر الطويل واللحية محلوقة فلما رآهم عليه الصلاة والسلام صد لانه يكره ان يرى وجه الحريق صد فجاءوا من الجهة الثانية فصد عنه ثم في المرة الثالثة سألهم قال من امركم بهذا؟ يعني حلق اللحية واعباء الشارب قالوا ربنا يعني ملك الفرس ربنا فقال عليه الصلاة والسلام ان ربي ان ربي امرني باعفاء اللحية وقص الشايب ان ربي امرني باعفاء اللحية وقص السارق وهذا ينبغي ان يحفظ كل مسلم قول النبي عليه الصلاة والسلام ان ربي امرني باعفاء اللحية وقصد السالب هذا الذي امرنا به الله عز وجل والمسلم مطيع لله ليس له شأن في ان يعصي الله عصيانه لله ما يستفيد منه ولا يحصل منه فائدة ثم اضف الى ذلك ان اللحية زينة للانسان ومن سنن الفطر عفاؤها وجمال ووقار وكمال كانت عائشة رضي الله عنها اذا ارادت ان تحلف تقول والذي بين الرجال باللحى زينة وجمال للرجل ولكن عندما يحصل في الانسان فساد في الفطرة واختلال فيها يرى اه حسنا ما ليس بالحسن يرى حسنا ما ليس بالحسن ويفول له الشيطان اذا ما حلقت لحيتك يصبح وجهك آآ غير جميل ويصبح وجهك بشع. ويصور له ويخيل له ذلك. فتجده كل يوم او كل اسبوع اه يعصي الله عز وجل ويمسك بالموس ويحلق لحيته واسأل الله عز وجل ان يهدينا جميعا المعفي للحيته والحالق لها ان يهدينا جميعا وان يأخذ بنواصينا للخير وان يوفقنا لاتباع النبي عليه الصلاة والسلام وان يحشرنا جميعا في زمرته وان يوفقنا لكل خير هذا اخ يقول ان الانسان يرى هل الانسان يرى في القبر مقعده من الجنة ومقعده من النار وما هي الاسباب المنجية من عذاب القبر؟ عذاب القبر حق المؤمن في في النار المؤمن من في القبر وكذلك الكافر الكل يرى مقعده من الجنة ومقعده من النار والامور المنجية من عذاب القبر باختصار طاعة الله والمحافظة على طاعته الى ان يتوفاك الله عز وجل على ذلك هنا اخ يقول هل تدخل المعصية في هذه الاية يعني في قوله ولا تقتلوا انفسكم وما هو توجيهكم لي فقد اظلمت المعاصي على قلبي وعقلي. فقد اظلمت المعاصي على قلبه وعقله ذكر غير واحد من المفسرين ولم اشر اليه في الكلمة دخول المعاصي تحت قوله ولا تقتلوا انفسكم وممن اشار الى ذلك بان ابن الجوزي في زاد المشيط فذكر عن بعض اهل العلم انهم قالوا يدخل في عموم قوله ولا تقتلوا انفسكم فعل المعاصي لان اه فاعل المعاصي اضر بنفسه واهلكها واوبقها واضر بها بفعل المعاصي غاية الاغرار فهذا ما يتعلق بالجانب الاول من السؤال الجانب الاخر وهو قول الاخ السائل ما توجيهكم لي؟ فقد اظلمت المعاصي على عقلي وقلبي اما اولا فاسأل الله عز وجل ان يفتح على قلبك وقلوبنا جميعا وان يأخذ بنواصينا للخير ثم انصحك اخي بالاقبال على الله والمحافظة على طاعة الله والتوبة اليه تبارك وتعالى بصدق من كل ذنب وخطيئة. وسترى النور والراحة والطمأنينة والسعادة وسكون القلب. فهذه كلها منوطة بالايمان والتوبة من المعاصي واسأل الله عز وجل ان يتوب علي وعليك وعلى الجميع هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد