بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اسأل الله جل وعلا ان يمن علينا في لقائنا هذا بالتوفيق والسداد والهداية لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال وان يأخذ بنواصينا للخير وان يلهمنا رشد انفسنا والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يصلح لنا شأننا كله ما شاء الله لا قوة الا بالله ايها الاخوة الكرام الموضوع في هذا اللقاء عن اركان التعبد القلبية الموضوع عن ثلاثة فرائض فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده لابد ان تكون في قلوبهم قد سماها اهل العلم اركان التعبد القلبية سموها اركانا لانها فرائض واسس يقوم عليها الدين وتقوم عليها العبادة كونها قلبية لان مكانها القلب فهي من اعمال القلوب ولا صلاح للقلوب ولا للاعمال الا بها وهي اركان للتعبد بمعنى ان اي تعبد يصدر من العبد من صلاة وصيام وحج وغير ذلك يجب ان يكون قائما على هذه الاركان وهذه الاركان والمنازل والمقامات للسائرين الى الله تبارك وتعالى ينبغي عليهم استصحابها في كل طاعة وكل عبادة يتقربون بها الى الله سبحانه وتعالى فتكون قائمة على هذه الاركان العظيمة واركان التعبد القلبية ثلاثة وهي المحبة والرجاء والخوف محبة الله جل وعلا ورجاء رحمته وخوف عذابه فهذه الاركان الثلاثة العظيمة هي اركان للتعبد لابد من وجودها في قلب المسلم اركان للتعبد لابد من وجودها في قلب المسلم ووجودها في قلبه فرظ لازم حب الله ورجاء ورجاء رحمته وخوف عذابه سبحانه وتعالى وقد اجتمعت هذه الاركان الثلاثة في قوله سبحانه وتعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا فاجتمعت هذه الاركان الثلاثة في هذه الاية اما المحبة ففي قوله يبتغون الى ربهم الوسيلة وهذا الابتغاء نابع من حب عمر قلوبهم وملأ صدورهم واما الرجاء ففي قوله يرجون رحمته اي رحمة الله سبحانه وتعالى واما الخوف ففي قوله جل وعلا ويخافون عذابه ويخافون عذابه فهذه الاركان الثلاثة التي اجتمعت في هذه الاية الكريمة اجتمعت ايضا في فاتحة الكتاب اجتمعت ايظا في فاتحة الكتاب قال الله جل وعلا الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين اما المحبة ففي قوله جل وعلا الحمد لله رب العالمين لان الحمد هو الثناء على الله جل وعلا مع حبه والثناء اذا كان عن غير حب يسمى مدحا ولا يسمى حمدا والحمد هو الثناء مع الحب والله جل وعلا يحمد لنعمه التي لا تعد ولا تحصى ويحمد جل وعلا على اسمائه الحسنى وصفاته العظيمة وجلاله وجماله وكبريائه سبحانه وتعالى واما الرجاء ففي قوله الرحمن الرحيم فان المسلم اذا قرأ الرحمن الرحيم متأملا في مدلولي هذين الاسمين وما يدلان عليه من ثبوت الرحمة لله جل وعلا فان القلب حينئذ يتحرك يرجو رحمة الله ففي قوله الحمد لله رب العالمين المحبة وفي قوله الرحمن الرحيم الرجاء يتحرك الرجاء في القلب مع التدبر والتأمل لكلام الله فاذا قرأ ما لك يوم الدين وهو يتأمل بالمعنى ويوم الدين هو يوم الحساب ويوم الجزاء ويوم لقاء الله قال الله تعالى وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله فاذا قرأ ما لك يوم الدين ما الذي سيتحرك في القلب فخوف تتحرك في القلب الخوف خوف لقاء الله فاذا في قوله الحمد لله رب العالمين المحبة وفي قوله الرحمن الرحيم الرجاء وفي قوله مالك يوم الدين الخوف ثم بعد ذلك جاءت اياك نعبد بعد ذلك جاءت اياك نعبد اياك نعبد يا الله بهذه الاركان لم تأتي هذه الكلمة اياك نعبد الا بعد ان ارسلت اركانه اركانها وثبتت في القلب وتحركت في القلب الحمد لله رب العالمين تحرك في القلب المحبة الرحمن الرحيم تحرك في القلب الرجاء مالك يوم الدين تحرك في القلب الخوف بهذه الامور اياك نعبد اي نعبدك يا الله ولا نعبد غيرك بالحب الذي دل عليه الحمد لله رب العالمين وبالرجاء الذي دل عليه الرحمن الرحيم وبالخوف الذي دل عليه مالك يوم الدين فاجتمعت هذه الاركان العظيمة في سورة الفاتحة وهذه الفائدة العظيمة الثمينة النفيسة نبه عليها شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالة له قصيرة عن سورة الفاتحة فوائد من سورة الفاتحة نبه على هذه الفائدة الثمينة العظيمة واما دلائل هذه الاركان متفرقة مبثوثة في كتاب الله تبارك وتعالى فكثيرة جدا فتجد في القرآن ايات فيها ذكر المحبة والدعوة اليها وبيان اثارها وثمارها وعوائدها الحميدة ومكانتها من الدين وفضل من قامت في قلوبهم يحبهم ويحبونه وبينت علاماتها ودلائلها وشواهدها وبينت ايضا الامور الجالبة لها والتي تنمي المحبة وتقويها في قلب المسلم كذلك الرجاء تجد الايات الكثيرة في كتاب الله التي فيها ذكر الرجاء وبيان هذا المقام العظيم وذكر الامور التي تحرك الرجاء في القلب من النعيم والثواب والرحمة والمن والعطاء ايات كثيرة في القرآن يقرأها المسلم تحرك في قلبه الرجاء وعموم ايات الوعد وهي كثيرة في كتاب الله جل وعلا تحرك في قلب المسلم الرجاء وكذلك الاسماء اسماء الله جل وعلا الدالة على المغفرة على الرحمة على آآ على الانعام الاكرام الفضل التوبة الى غير ذلك تحرك في القلب الرجاء وكذلك الخوف القرآن ايات كثيرة فيها بيان الخوف والدعوة الى تحقيقه وان يكون قلب المسلم خائفا من الله وان يكون خوفه من الله فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين وجعل ذلك شرطا في الايمان واساسا في الدين وعموم ايات الوعيد في ذكر العقوبة والانتقام والنار والبطش غير ذلك هذه كلها تحرك في قلب الانسان الخوف من الله جل وعلا والخوف من من عذابه سبحانه وتعالى فهذه الاركان الثلاثة والفرائض الثلاثة جاءت مبينة ومفصلة وموظحة في كتاب الله تبارك وتعالى وكما قدمت وجودها في القلب فريضة من فرائض الدين بل هي التي تحرك الانسان وتسوقه الى الخير وتقوده الى الصلاح وتبعده عن الحرام والشر والفساد وهذه الامور الثلاثة كما شبهها بعض اهل العلم ومنهم ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين هذه الثلاثة بمثابة الطائر المحبة بمثابة الرأس والرجاء والخوف بمثابة الجناحين ومعلوم ان الطائر اذا قطع رأسه لم يحصل منه حراك لم يحصل منه حراك وبقي في مكانه وانتهى امره بذلك واذا قص احد جناحيه لم يستطع ان يطير والمسلم لا يستطيع ان يتحرك بفعل الاعمال الفاضلة والطاعات الزاكية والعبادات المقربة الى الله والبعد عن الامور التي تسخط الله وتغضبه الا اذا كان في قلبه حب ورجاء وخوف حب ورجاء وخوف والحب هو روح العبادة ولبها واساسها ومحركها والرجاء بمثابة الحادي والخوف بمثابة السائق الحادي يكون في مقدمة الركب يرغبه في السير ويستحثه على المضي والسائق يكون في الخلف من يتخلف يزجره السائق يكون في الخلف من من يتخلف يزجره من يتفلت يعاقبهم يهدده مثل ما قال بعض السلف الرجاء قائد والخوف سائق والنفس حرون الرجاء قائد والنفس الرجاء قائد والخوف سائق والنفس حرون والنفس الحرون تحتاج الى قائد وسائق تحتاج الى قائد وسائق والرجاء هو القائد اذا نظر الانسان الى الامام المرغبات والفظائل والاجور والثواب والرحمة والانعام والاكرام والمن والعطاء هذا كله يقوده الى المزيد الى المزيد من العمل والجد والاجتهاد والاقبال على الله سبحانه وتعالى والخوف سائق اذا حصل عنده شيء من التفلت التقصير بالتراجع الالتفات الى المعاصي الى الشهوات الى الملاذ ينظر الى الخوف يسوقه بالزواجر والعقوبات والتهديدات تخويف بالنار التخويف بالعذاب تخويف ببطش الله وانتقامه بالعقوبات فتأتي هذه الزواجر والمخوفات تسوق الانسان ويحتاج يحتاج الى الامرين حتى يمشي ويسير يحتاج الى قائد ويحتاج ايضا الى سائق يسوقه الى البعد عن الحرام والاقبال على طاعة الله سبحانه وتعالى والاقبال على طاعة الله وهذان اللذان هما بمثابة جناحي الطائر ينبغي ان يكون في العبد بتوازن ينبغي ان يكون في العبد بتوازن والا يطغى شيء على شيء لان هذا يخل في السير يخل في السير لان اذا غلب الخوف اذا غلب الخوف وضعف الرجاء ربما استولى عليه القنوط من رحمة الله اذا كان عنده خوف وزواجر وتهديد وعقوبات بدون القائد وذكر الرجاء والثواب والمرغبات ربما يستولي عليه القنوط فيقنط من رحمة الله والقنوط من رحمة الله كبيرة من كبائر الذنوب واذا غلب جانب الرجاء واهمل جانب الخوف واصبح عنده رجاء بدون خوف يأمن من مكر الله يأمن من مكر الله تجده يقصر ويتهاون ويعصي ويفرط وهو امن لماذا؟ لان الخوف معطل عنده لان الخوف معطل عنده بينما هو يحتاج مع الرجاء الى خوف فاذا غلب الرجاء وعطل الخوف امن والامن من مكر الله من كبائر الذنوب كما ان القنوط من رحمة الله من كبائر الذنوب ولا يمكن ان يسلم الانسان من هاتين الكبيرتين القنوط من رحمة الله والامن من مكر الله سبحانه وتعالى الا بالرجاء والخوف بتوازن واعتدال وهذا مما يبين الحاجة الشديدة والضرورة الملحة لوجود هذين الركنين العظيمين في قلب المؤمن ولهذا تجد القرآن يذكر التهديد يذكر التهديد ومعه يذكر الوعيد ومعه الترغيب يذكر الترهيب ومعه الترغيب يذكر الوعيد ومعه الوعد يذكر العقوبة ومعها الثواب يذكر الجنة ومعها النار. نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم وان عذابي هو العذاب الاليم وتجد ذكر الجنة وذكر النار حتى يمشي المسلم يقرأ في القرآن ويتحرك فيه الرجاء ويتحرك الخوف يتحرك الرجاء ويتحرك الخوف اما ان يحرك الانسان الرجاء ويعطل الخوف هذا سيفظي بالانسان الى امن من مكر الله وبالتالي تفريط في العبادات ووقوع في المعاصي والاثام والاخر ايظا اذا غلب الخوف واهمل الرجاء سيستولي عليه القنوط وبالتالي ايظا سيتخلى عن العبادة يتخلى عن العبادة وعن الطاعة وكما قدمت كل من الامرين من كبائر من كبائر الذنوب والواجب على المسلم ان يمضي في سيره الى الله تبارك وتعالى بالرجاء والخوف بالرجاء الذي يا يقوده وبالخوف الذي يسوقه والخوف الذي يحمد هو الخوف الذي يزجر الانسان عن المعصية وعن الوقوع فيما يسخط الله هذا هو الخوف الذي يحمد الذي يزجر الانسان ويمنعه عن الوقوع فيما يسخط الله سبحانه وتعالى اما اذا زاد الخوف عن حده ربما تحول كما قدمت الى نوع من القنوط ولهذا عبادة الله سبحانه وتعالى تكون بالحب والرجاء والخوف ايضا ابسط هذا الامر اكثر عندما يقال لماذا نصلي لماذا نصلي الجواب لاننا نحب الله ونرجو رحمته ونخاف عذابه لماذا نصوم؟ لاننا نرجو نحب الله ونرجو رحمته ونخاف عذابه وهكذا في كل طاعة وايضا ابتعاد الانسان عن المحرمات وعن الاثام يبتعد عنها حبا لله سبحانه ورجاء لرحمته وخوفا من من عذابه هذه الامور هي التي اذا وجدت فعلا في قلب الانسان وبينت كما قدمت في القرآن بيانا وافيا لكننا نحن الذين نفرط اذا وجدت في قلب الانسان صلحت حاله باذن الله تبارك وتعالى وكل خلل يوجد في في الانسان سواء في تقصير في طاعات او فعل محرمات فهو من نقص في هذه الركائز اما اذا وجدت فعلا هذه الركائز الثلاثة في القلب الانسان يصلح تماما ويزكوا وتطيب حاله ويستقيم امره ويحسن اقباله على الله بينما اذا اختل شيء من هذه الاركان الثلاثة اركان التعبد الثلاثة باختلالها يختل السير اما بتفريط في في في واجبات وفرائض او وقوع في محرمات ومعاصي واثام ولهذا اذا بحث المفرط في فعل ما فرض الله عليه او الواقع فيما حرم الله عليه اذا اذا بحث في نفسه وفتش لوجد ان هذا نابع من ضعف في هذه الامور ونقسم فيها والا لو انها تحركت في قلبه لو انها تحركت في قلبه لم تلع ولهذا من انفع ما يكون للانسان عندما تدعوه نفسه الى تفريط في واجب او فعلا لمحرم ان يحرك هذه الاركان في قلبه وتحريك هذه الاركان في القلب واضح من خلال النصوص التي في كتاب الله ولهذا القرآن شفاء وننزل من القرآن ما هو شفاء لكن كيف يستشفي الانسان بالقرآن اذا كان لا يستفيد من معاني القرآن ولا يتدبر في دلالات العظيمة ومعانيه المباركة التي فيها زكاء القلوب وصلاح النفوس واستقامة الاحوال واهل العلم رحمهم الله نبهوا الى خطورة حال من يقصر العبادة على بعض هذه الاركان دون باقيها وقد وجد في الامة طوائف قصر العبادة على بعض هذه الاركان فظلوا عن سواء السبيل فوجد من الطوائف من لا يعبدون الله الا بالحب فقط ووجد منهم من لا يعبدون الله الا بالرجاء فقط وجد من لا يعبد الله الا بالخوف ولهذا قال بعض اهل العلم المتقدمين من عبد الله بالحب وحده بوزنديق ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجع يعني على طريقة المرجئة ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري اي على طريقة الحرورية الخوارج ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد بل حب والرجاء والخوف. اما انسان يعبد الله بالحب وحده مثل طريقة ولاة الطرقية واهل التصوف تجد بعض هؤلاء يقول انا اعبد الله حبا فيه لا ارجو رحمة ولا اخاف من عذاب لا رجاء رحمة ولا خاف من عذاب ويقول الذي يعبد الله وهو يرجو شيء هذه عبادة تجار وليست عبادة ويستخفون بذلك بينما اذا رأيت في القرآن عبادة الانبياء والمرسلين قائمة على هذه الامور الثلاثة انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين بالرغبة والرهبة. هذي عبادة الانبياء وابراهيم الخليل قال عليه عليه السلام قال واجعلني من ورثة جنة النعيم وفي قصة الاعرابي الذي جاء للنبي عليه الصلاة والسلام وقال يا رسول الله اني لا احسن دندنتك ولا دندنة معاذ اني لا احسن دندنتك ولا دندنة معاذ. يعني الاذكار والدعوات التي تقولها ويقولها معاذ ما احسنها قال ماذا تقول قال اقول اللهم اني اسألك الجنة واعوذ بك من النار قال النبي صلى الله عليه وسلم ونحن حولها ندندن حول الجنة والنار ثم يأتي هؤلاء الضلال ويقول نحن نعبد الله حبا فيه لا طمعا في جنة ولا خوفا من نار لا طمعا في جنة ولا خوفا من نار. ولما اعتقدوا هذه العقيدة الباطلة زرعت في نفوسهم استخفافا بالجنة واستخفافا بالنار واستخفافا بالعقوبات واصبح يوجد في اه كتبهم من الالفاظ والكلمات الشنيعة التي ربما لا يسعى هذا المقام ذكرها تدل على استخفاف بامر الجنة واستهانة بذلك وتهوين من شأنها وحط من قدرها زعما منهم انهم على اكمل حال على اكمل حال عبادة الله بالحب فقط ولما كانت هذه حالهم اورثهم هذا الاعتقاد الفاسد شؤما في العمل ولهذا وجد في هؤلاء من عطل الاعمال وانقطع عن العبادات وعن الطاعات زعما منه انه ماذا بلغ درجة الوصول وانه سقطت عنه التكاليف كل هذه دركات من الباطل يجر بعضها الى بعض وكذلك من اه لا يعبد الله الا بالرجاء يعمل ايات الوعد ويهمل ايات الوعيد يعمل احاديث الوعد ويهمل احاديث الوعيد وهذي تجدها ايضا بصورة او باخرى عند كثير من العصاة والمفرطين ليش ما صليت؟ ربك غفور رحيم ليش تفعل كذا من المحرمات؟ ربك غفور رحيم طيب اكمل نبه عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم فلما يعبد الله بالرجاء وحده يأمن يأمن من مكرهه سبحانه وتعالى وتجده يفرط ويتهاون ويقع بانواع من المعاصي والاثام والمخالفات مثل طريقة المرجئة القدامى تجد لما يستدل يقول من قال لا اله الا الله دخل الجنة وان زنى وان سرق يأتي بهذا الحديث ويهمل حديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن يهمل قوله ولا يزنون يهمل ولا تقربوا الزنا يهمل الوعيد يهمل العقوبات هذي كلها يهملها ويأتي بهذا الحديث يعمله مع اهمال غيره. بينما لو اعمله واعمل غيره اعمل الوعد واعمل الوعيد تتزن الامور اذا اعمل الوعد رجا واذا اعمل الوعيد خاف وهذا هو المطلوب رجاء وخوف اما رجاء بلا خوف فهذا يورث امنا من مكر الله واما الخوف بلا رجاء يورث قنوطا من رحمة الله تبارك وتعالى ومن عبد الله بالخوف وحده فهذه على طريقة الخوارج على طريقة الخوارج الحرورية تجده يأتي بنصوص الوعيد والعقوبات والتهديد ويهمل نصوص الرجاء ولو انه ضم الى نصوص الوعيد نصوص الوعد لاستبان لو الامر واتضح له الطريق والحق في هذا بان يجمع المسلم وان يجاهد المسلم نفسه على ان يجتمع في قلبه هذه الامور الثلاثة الحب والرجاء والخوف يجتهد اولا ان يملأ قلبه بحب الله جل وعلا وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني الى حبك وفيما يتعلق الامور التي تجلب حب الله الى قلب المؤمن تحدث ابن القيم رحمة الله عليه عن هذا الموضوع حديثا وافيا ونافعا جدا في كتابه مدارج السالكين فذكر ان الاسباب الجالبة للمحبة عشرة هذه تجلب لقلب المسلم محبة الله قال باختصار الاول قراءة القرآن بالتدبر والثاني التقرب الى الله بالنوافل بعد الفرائض وفي الحديث ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه ثالثا دوام ذكره على كل حال يحرك الانسان دائما لسانه وقلبه بذكر الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا النتيجة هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور الامر الرابع ايثار محابه على محابك اذا نازعتك نفسك بين امرين امر يحبه الله وامر يخالف ذلك تحبه نفسك قدم محبة الله على محبة نفسك وهذا محك وموضع امتحان قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ويسميها اهل العلم اية المحنة اي من ادعى محبة الله فليمتحن نفسه في ضوء هذه الاية. هل هو متبع للنبي صلى الله عليه وسلم او لا الامر الخامس مطالعة القلب لاسمائه وصفاته عندما تتدبر في اسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة هذه تحرك في قلبك محبة الله سبحانه وتعالى الامر السادس مشاهدة بره واحسانه والاءه تفكر في نعم الله ومننه والائه وافضاله فهذا يحرك في القلب والمحبة ويجلب للقلب المحبة الامر السابع وهو من اعجبها انكسار القلب بكليته بين يدي الله انكسار القلب بكليته بين يدي الله ان يكون العبد منكسرا بين يدي الله متذللا خاضعا لجنابه سبحانه وتعالى الامر الثامن الخلوة به وقت النزول الالهي الثلث الاخير من الليل ينزل ربنا الى سماء الدنيا في ثلث الليل الاخر فيقول لا اسأل عن عبادي احدا غيري يقول من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له من يدعوني فاستجيب له الامر التاسع مجالسة المحبين الصادقين مجالسة المحبين الصادقين ينظر في الصلحاء اهل الفضل اهل الخير يجالسهم وكما قيل الصاحب ساحب المرء على دين خليله يقول عليه الصلاة والسلام المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل وهذا يحتاج من الانسان الى صبر واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا. اما الذي يجالس اهل الشر واهل الفساد ويجالس القنوات الفاسدة والمواقع الفاسدة ويمضي الاوقات آآ الطويلة فيها ثم يريد ان يتحرك في قلبه محبة الله ويتحرك في قلبه الخير والفظائل فهذا في الحقيقة القى بنفسه في التهلكة وورط نفسه نفسه في الهلاك وجنى على نفسه يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله الامر العاشر مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله وهذا المعنى اشرنا اليه مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله وفي عصرنا هذا القنوات الفضائية والمواقع الفاسدة بالانترنت وغيرها هذي من اعظم ما يبعد الانسان ويبعد قلبه عن الله سبحانه وتعالى فرق بين ان تمسأ تمسك بالمصحف وتقرأ وتتأمل وتتدبر تدمن النظر في كتاب الله سبحانه وتعالى فيمتلئ قلبك ايمانا ومحبة وتعظيما وخيرا وبرا وبين ان يجلس الانسان مشدوه البصر مستولا على قلبه امام تلك القنوات الفاسدة والمواقع الباطلة الى ان يمرظ قلبه ويهلك عياذا بالله من ذلك فاذا هذه تحرك في قلب الانسان المحبة اذا جئنا الى جانب تحريك الرجاء في القلب فتجد ايضا هذا باب واسع في القرآن الكريم وكل ايات الترغيب والوعد والثواب تحرك في القلب الرجاء ايضا اذا جئنا الى جانب الخوف كل ايات التهديد والعقوبة والنار وسخط الله وعقوبته وما احله الله سبحانه وتعالى بالامم السابقة وغير ذلك هذا يحرك في القلب الخوف فيخاف من الله سبحانه وتعالى فتزين حاله ويصلح امره ويحسن اقباله على الله تبارك وتعالى ويكون في درجة المؤمنين المتقين الابرار وقد قال الله جل وعلا عن المؤمنين الكمل قال الذين يؤتون والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اولئك يسارعون في الخيرات اولئك يسارعون في الخيرات لاحظ الارتباط والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة وجلة من ماذا عائشة رضي الله عنها كما في المسند وغيره سألت النبي عليه الصلاة والسلام عن معنى هذه الاية. قالت يا رسول الله اهو الرجل يزني ويسرق ويقتل ويخاف ان يعذب؟ هل هذا هو المراد؟ قال لا يا ابنة صديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ان لا يقبل هذي حال المؤمنين الكمل اما الانسان الضائع الانسان الظائع تجد مفرط في العبادات ومفرط في الاعمال ومنهمك في المعاصي وفي الوقت نفسه امن من عقوبة الله الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن. اعماله سيئة وامن ويتمنى على الله الاماني والله يقول ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به ليست المسألة مجرد اماني ولهذا العلماء فرقوا وهذا اشار اليه ابن القيم رحمة الله عليه في مدارج السالكين فرقوا بين التمني والرجاء فرقوا بين التمني والرجاء التمني هل العاجز المفرط هذي حاله تجده لا يعمل لا يعمل ولا يبذل اسباب لكن تجده جالس معطل الاسباب ويفعل المخالفات ويقول اتمنى ان اكون يوم القيامة في الدرجات العالية من الجنة واتمنى كذا هذي هذي هذا التمني ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب الحسن البصري رحمه الله يقول ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال اذا التمني يكون من العاجز لا يعمل ولا يبذل الاسباب وعنده اماني اتمنى كذا واتمنى كذا واتمنى كذا والرجاء فرقه عن التمني ان الرجاء لا يكون الا بعمل الرجاء لا يكون الا بعمل الذي يرجو فعلا رحمة الله يعمل لنيل رحمة الله هذا هو الرجاء حقيقة فالفرق بين التمني والرجاء ان التمني بلا عمل ولا جدا ولا اجتهاد اما الرجاء فهو بعمل الذي يرجو رحمة الله يبذل الاسباب لنيلها والذي يخاف عقوبة الله تبارك وتعالى يبذل الاسباب من الهرب من نيلها فيفر الى الله وكل شيء تخاف منه تفروا منه الا الله اذا خفته تفر اليه سبحانه وتعالى ففروا الى الله اذا صار في قلبك خوف الى الله تجد فرارك الى الله سبحانه وتعالى وكل شيء تخاف منه تفر منه الا الله اذا عمر في وجد في قلبك خوف منه فررت اليه وتركت ما يسخطه وابتعدت عما يغضبه وطلبت ثوابه سبحانه وتعالى وهذه الاركان الثلاثة للتعبد اه ابن القيم له كلام عنها بمدارس سالكين في منزلة الحب ومنزلة الرجاء ومنزلة الخوف له كلام موسع ووافي وهناك رسالة انصح بها تصلح لجميع الطبقات تصلح لجميع الطبقات للشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله تعالى لهم منظومة جميلة سماها السير الى الله منظومة في السير الى الله والدار الاخرة. جمع فيها المنازل وذكر الحب وذكر الرجاء وذكر الخوف وشرحها برسالة صغيرة وهي مطبوعة بعنوان شرح المنظومة في السير الى الله والدار الاخرة وكلامه فيها كلام مختصر لكنه جامع ووافي ونافع فانصح بقراءة هذه الرسالة الطيبة للعلامة ابن سعدي رحمه الله تعالى واسأل الله جل وعلا ان يعمر قلوبنا جميعا بحبه ورجاء رحمته وخوف عذابه وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا جميعا اليه صراطا مستقيما. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا اهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين اليك اواهين منيبين. لك مخبتين لك كم مطيعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا وسدد السنتنا واجب دعوتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام اخرجنا من الظلمات الى النور وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وازواجنا وذرياتنا واموالنا واوقاتنا واجعلنا مباركين اينما كنا. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. وجزاكم الله خيرا وشكر الله لكم واحسن اليكم وتقبل منا ومنكم والله اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله