بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجعلنا جميعا من اهل السعادة في الدنيا والاخرة وان يعيذنا من من الشقاء ومن سبيل اهله انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب ثم بعد ايها الاخوة الكرام موضوع هذا اللقاء عن اسباب السعادة وكلنا يعلم ان السعادة مطلب البشرية ومقصد كل الناس كل يرجوها وكل يطلبها وكل يسعى في نيلها وتحصيلها لكن تفاوتت الافهام في ذلك وتباينت العقول والمدارك ولكل وجهة هو موليها ومن الناس بل كثير منهم يطلب سعادته فيما فيه شقاؤه وهلاكه في الدنيا والاخرة ومن يتأمل احوال الناس واراءهم في سبل نيل السعادة يجد وجهات متباينة واراء مختلفة فمن الناس من يطلب السعادة للجاه والرئاسة ومنهم من يطلب السعادة بالغنى والمال ومنهم من يطلب السعادة باللهو واللعب ولو كان بالحرام ومنهم من يطلب السعادة بتعاطي امور محرمة كالخمور ونحو ذلك من المسكرات والمفكرات ومنهم ومنهم فهذه احوال الناس وكل من هؤلاء ان قيل له عن ماذا تبحث واي شيء تطلب يقول ابحث عن السعادة اريد الراحة اريد اللذة اريد قرة العين اريد انشراح الصدر اريد طرد الهموم وزوال الغموم والبعد عن الاحزان والالام ولكن الاراء تتباين ولكل وجهته في هذا الباب والمسلم بما اتاه الله تبارك وتعالى من بصيرة بدينه ومعرفة بهدى الله جل وعلا يدرك ان سعادته بيد الله وانه لن ينالها الا برضا الله وهذه جملة مختصرة تغني عن كلام مطول يدرك ان سعادته بيد الله وانه لن ينالها الا برضى الله سبحانه وتعالى قال جل وعلا فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ونفي الضلال فيه اثبات الهداية ونفي الشقاء فيه اثبات السعادة وقال تعالى طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى اي بل انزلناه اليك لتسعد السعادة بيد الله ولا ينالها العبد الا بطاعة الله تبارك وتعالى ومهما بحث الانسان عن سعادة نفسه في غير هذا السبيل فلن يحصل الا الضياع والنكد والغصص والالام وضياع الوقت بغير طائل ودون فائدة بل ربما بما فيه المضرة عليه في دينه في دنياه واخراه السعادة بيد الله وهو جل وعلا ميسر الامور وشارح الصدور والمعين والهادي والموفق والذي جل وعلا بيده ازمة الامور يعطي ويمنع ويخفض ويرفع ويعز ويذل ويقبض ويبسط ويهدي ويضل ويغني ويفقر ويضحك ويبكي وانه هو اضحك وابكى فالامر كله بيد الله وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن قال الامام الشافعي رحمه الله في ابيات الله ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العباد على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خذلته وهذا اعنت وذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن اي كل ذلك بيدك يا الله الامر بتدبيره والخلق تحت تصريفه طوع امره سبحانه وتعالى كل يوم هو في شأن يعز ويذل ويعطي ويعطي ويمنع ويخفض ويرفع ويقبض ويبسط قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير فالامر كله بيد الله تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير هذه عقيدة راسخة في قلب المؤمن ثابتة في قلبه وفي ضوء هذه العقيدة يهدى الى كل خير ويفوز بالسعادة والراحة والطمأنينة ولهذا اساس قاعدة السعادة ومرتكزها الذي عليه تدور ومحورها الذي عليه او اليه ترجع الايمان بالله تبارك وتعالى ربا خالقا رازقا معطيا مانعا مدبرا خافظا رافعا قابضا باسطا والايمان بانه جل وعلا المعبود بحق ولا معبود بحق سواه والايمان بانه جل وعلا الامور كلها بيده وبقضائه وقدره ماض في حكمك عدل في قضاؤك فهذا مرتكز السعادة وبهذا المرتكز الذي هو الايمان ما يقتضيه الايمان من الطاعات والاعمال الصالحات تكون السعادة قال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون فالحياة الطيبة التي ليس فيها نكد ولا مكدرات ولا الام ولا هموم وغموم هي حياة الايمان هي حياة الايمان وحياة الطاعة ولهذا فان المسلم دائما وابدا يعيش حياة الهناءة والسعادة وقرة العين بما اكرمه الله سبحانه وتعالى به من ايمان ولهذا قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن وذلك لا يكون الا للمؤمن فالمؤمن في سرائه شاكر وفي ضراءه صابر وفي اذنابه او وقوعه في الذنب مستغفر وهذه الامور الثلاثة كما قرر العلامة ابن القيم رحمه الله تقريرا لا مزيد عليه في اول كتابه الوابل الصيب عنوان السعادة هذه الامور الثلاثة هي عنوان وسعادة العبد اذا اذنب استغفر واذا انعم عليه شكر واذا ابتلي صبر وهذه لا تجتمع الا للمؤمن الموفق المقبل على طاعة الله سبحانه وتعالى فاذا ركيزة السعادة واساسها الذي عليه تبنى الايمان بالله تعالى ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الايمان بالله ورسوله هو جماع السعادة واصلها الايمان بالله ورسوله هو جماع السعادة واصلها اي اصلها الذي عليه تبنى واساسها الذي عليه ترتكز ودليل هذا مر معنا في قوله جل وعلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة فمرتكز السعادة واصلها هو الايمان بالله وبرسوله صلوات الله وسلامه عليه ولهذا فاهل الايمان هم اهل السعادة ومن فارق ومن فارقه الايمان فارقته السعادة وكان من اهل الشقاء في الدنيا والاخرة ولهذا ينبغي ان يعلم ان السعادة ولهذا ينبغي ان يعلم ان الايمان لذة وسعادة وجنة معجلة للمؤمن في الدنيا ولهذا قال شيخ الاسلام مقررا هذا المعنى قال في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة يقصد جنة الايمان ولذة الايمان وحلاوة الايمان وما يجده المؤمن في ايمانه من قرة عين وراحة قلب يقول عليه الصلاة والسلام جعلت قرة عيني في الصلاة ويقول ارحنا بالصلاة يا بلال فالايمان وتوابع الايمان ومتمماته ومكملاته هذه هي السعادة الحقيقية وهي سعادة في الدنيا والاخرة ولهذا فان من كان من اهل الايمان تحقيقا له وتتميما وقياما بمقتضياته ما يستوجبه الايمان فاز من السعادة ونال من السعادة بحسب ما عنده من الايمان واذا ظعف الايمان ظعف حظه من السعادة واذا ذهب الايمان ذهبت السعادة وفارقت الانسان فبالايمان يسعد وبالايمان يطمئن وبالايمان تقر العين وبالايمان ينشرح الصدر وبالايمان يرتاح البال الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب الذين امنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مئاب الايمان هو الطمأنينة الحقيقية الايمان هو الراحة هو السعادة هو اللذة هو قرة العين واذا فارق الايمان العبد فارقته السعادة ولم يظفر بها مهما فعل ومهما بذل فالايمان فالسعادة مرتبطة بالايمان والذي ربطها بالايمان هو رب العالمين وخالق الخلق اجمعين سبحانه فمن كان من اهل الايمان سعد في الدنيا والاخرة ومن فارقه الايمان فارق السعادة في الدنيا والاخرة ومن ضعف ايمانه ضعف نصيبه وحظه من السعادة بحسب ما ظعف من ايمانه فالسعادة امر مرتبط بالايمان والذي ربطه بالايمان هو خالق الخلق جل وعلا فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى اي انه سبحانه وتعالى كتب لمتبع لمتبع الهدى والايمان ووحي الرحمن سبحانه وتعالى كتب له الهداية والسعادة واعاده من الضلال والشقاء فاذا ركيزة السعادة واساسه الذي عليه تبنى هو الايمان بالله وبرسوله صلوات الله وسلامه عليه والقيام بما يقتضيه الايمان واهم ما يقتضيه الايمان هذه الامور الثلاثة التي نص عليها ابن القيم رحمه الله وهي انه اذا انعم عليه شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر وبين رحمه الله تعالى ان العبد في حياته لا يخلو من حال من هذه الاحوال الثلاثة كل بني ادم خطاء لا يخلو من ذنب وزلة وهفوة وتقصير المؤمن يدعوه ايمانه عندما يذنب الى الانابة والتوبة ولهذا نادى الله عز وجل الى التوبة اهل الايمان باسم الايمان يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحة وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون فالمؤمن اذا اذنب فزع الى ايمانه فارشده ايمانه الى التوبة ايمانه يهديه الى ان ربه سبحانه تواب يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ويغفر الذنوب والخطيئات ولا يتعاظمه سبحانه ذنب ان يغفره قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم فيدعوه ايمانه الى الاستغفار الى الانابة الى التوبة الى الرجوع الى الله سبحانه وتعالى الى الحياة من الله الى الحياة من الله الى مراقبة الله سبحانه وتعالى فايمانه يهديه الى كل خير وكل فضيلة وبدل ان يجد العاصي المتمادي في عصيانه لذة فانية في تتبعه لشهواته يجد هذا الذي يراقب الله ويحقق ايمانه لذة لا تقارن بلذة العصاة وهي لذة الطاعة والاستجابة والامتثال لاوامر الله تبارك وتعالى فيسعد سعادة كرمها اهل العصيان ولم يظفروا بها وهم ينالون في معاصيهم وشهواتهم لذة تنقضي في حينها وتبقى تبعاتها وحسراتها تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الخزي والعار وتبقى عواقب سوء من مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار لا خير في لذة من بعدها النار لذة تنقضي في وقتها لكن يتبعها كسرات ويتبعها امور وامور في الدنيا والاخرة بينما المؤمن اذا اذنب استغفر اولا يقاوم الذنب وايمانه يدافع الذنب فان غلبته نفسه ووقع في الذنب اناب الى الله وعلم ان له ربا يغفر الذنب ويقبل التوبة ويفرح بتوبة عبده اذا تاب فينيب ويتوب ويقبل على الله سبحانه وتعالى فيجد سعادة في توبته يجد سعادة في انابته يجد سعادة في استغفاره وعودته الى الله جل وعلا والامر الثاني مما يتقلب فيه الانسان نعم نعم في بدنه في ماله في ولده في مسكنه الى اخر ذلك وهي نعم كثيرة وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فالسعادة تكون في حمد الله وشكره على نعمائه وعلى منه وفضله سبحانه وتعالى وعطائه والشكر سببه زيادة النعم ودوامها وقرارها وثبوتها ونمائها وبركتها واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم والمؤمن الشاكر يجد لذة الشكر ولذة الحمد ولذة الاعتراف بنعمة المنعم سبحانه فتقر عينه بذلك وما اجمل المؤمن عندما يأوي الى فراشه ويأتسي بنبيه عليه الصلاة والسلام كان صلى الله عليه وسلم اذا اوى الى فراشه وضع كفه تحت خده الايمن وقال الحمد لله الذي اطعمني وسقاني وكفاني واواني وكم ممن لا كافي له ولا مؤمن يذكر نعمة الله في الحديث ان الله ليرضى عن عبده ان يأكل الاكل فيحمده عليه ويشرب الشربة فيحمده عليها فالمؤمن يتقلب في نعم والنعم تحدث له شكرا وحمدا واستعمالا لنعم الله تبارك وتعالى فيما يرضي الله والشكر يدور على اركان ثلاثة لابد منها الاعتراف القلبي بنعمة المنعم وانها من الله وحمد الله عز وجل والثناء عليه بما هو اهله والامر الثالث باستعمال النعمة في طاعة الله اعملوا ال داوود شكرا فهذه حال المؤمن الصعيد بايمانه اذا اه ادنى فاستغفر واذا حصلت له نعم ولا تزال النعم عليه تتوالى شكر المنعم سبحانه وتعالى والامر الثالث اذا ابتلي صبر قال جل وعلا ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة هو المؤمن تصيبه المصيبة فيعلم انها من عند الله فيرضى ويسلم ولهذا المؤمن بالمصاب وفي الابتلاء يجد لذة الصبر وعاقبة الصبر الحميدة ويفوز بثواب الصابرين في نعمائه يفوز بثواب الشاكرين وفي مصابه وضرائه يفوز بثواب الصابرين فهو مأجور على كل حال مثاب على كل حال الى خير في كل حال ولهذا قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان امره كله خير واذا تفكر المسلم في هذه الكلمة ان امره كله خير عرف قيمة الايمان وانه اساس السعادة. عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير اذا تأمل في هذا عرف قيمة الايمان ومكانته العظمى في في تحصيل السعادة واكتسابها ولهذا انظر ثمرة الايمان واثره في تحقيق السعادة عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن وذلك لا يكون الا للمؤمن وهذا يعلم به ان الايمان مفزع لصاحبه يفزع للايمان عند الطاعة ويفزع للايمان عند المعصية ويفزع للايمان عند النعمة ويفزع للايمان عند المصيبة ويفزع للايمان عند المحاب والمسار ويفزع للايمان عند المصائب والاضرار في كل ذلك يفزع الى الايمان والايمان يضيء له الطريق ويهديه السبيل ويمشي بنور الايمان يمشي بنور من الله جل وعلا نور الايمان كذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عباده فالمؤمن يمضي في هذه الحياة بنور الايمان وكل ما يواجهه في هذه الحياة يعالجه بما يقتضيه الايمان ويدل عليه وقد مر علينا قريبا قراءة كتاب عظيم للامام العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى والذي اسماه الدين الصحيح يحل جميع المشاكل فالمؤمن يفزع الى الايمان في كل مشكلة وفي كل عانق وفي كل نازلة ويجد الايمان هاديا مسددا قائدا الى كل فضيلة وخير وهنا تتحقق السعادة اذا اصابته نعمة لا يدخل في اسر ولا في مطر ولا في كبر ولا في عجب ولا في شيء من ذلك الامور المنافية للايمان المنافية للايمان الواجب بل ايمانه يهديه ان هذه نعمة الله عليه ومنته وفضله سبحانه وتعالى فتجده معترفا بالنعمة للمنعم شاكرا للمنعم سبحانه على النعمة مستعملا للنعمة في طاعة الله فيوفق لكل خير يفزع الى ايمانه في ضراءه وفي شدته وبلائه فيأتيه الايمان بالهدايات المباركة يرشدوا الى الصبا يرشده الى الرضا يرشده الى التوكل على الله سبحانه وتعالى وحسن اللجوء اليه يرشده الى الدعاء والمناجاة ولذة الاقبال على الله سبحانه وتعالى اذا اصابته اذا وفق لطاعة اذا وفق لطاعة من علم نافع او قول سديد او عمل صالح او بذل او احسان او غير ذلك يفزع الى الايمان فيهديه الايمان لها الى ان هذه منة الله عليك ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم فيحمد الله الذي هداه لهذه الطاعة ووفقه لهذه العبادة ولا يدخل في عجب والعجب من اكبر ما يكون ظررا على الانسان والعجب فاحذره ان العجب اعمال صاحبه في سيره العرن العجب دمار على الانسان وهلاك ومجترف لاعماله فاذا وفق لطاعات وعبادات وابواب من الخير يكون هذا فظل الله عليك هذي نعمة الله هذا توفيق الله اسأل الله ان يزيدني من فضله يعرف نعمة الله عليه فيسعد اذا وقع في معصية فزع الى الايمان فهداه ايمانه الى التوبة الانابة الحياء من الله الرجوع الى الله فيجد لذة الرجوع الى الله سبحانه وتعالى ولهذا اذا لم يحسن الانسان في هذا الباب باب الطاعة والمعصية ولم يحسن الفزع الى الله يتضرر رب انسان في رب انسان مع طاعة يصاب بعجب بها فتكون هلاكا يكون هلاكا عليه وايضا بمقابل ذلك المعصية ربما ان الانسان في هذا الباب تكون المعصية باب خير له رب طاعة تكون باب ظرر على الانسان عندما يكون يصاب بعجب بنفسه وايضا رب معصية تكون باب خير على الانسان ولهذا الايمان يهدي في هذا الباب ينقل عن احد السلف انه قال دخل رجل الجنة بمعصية ودخل رجل النار بحسنة فقيل له وكيف ذلك قال عمل رجل معصية فما زال خائفا من عقاب الله تعالى من تلك الخطيئة فلقي الله فغفر له من خوفه منه تعالى وعمل رجل حسنا فما زال معجبا بها ولقي الله بها فادخله النار العجب هلاك على الانسان عندما يكون الانسان معجبا مغرورا تائها متعاليا يرى نفسه متعاظما هذا هلاك للانسان ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله كلاما جديرا بالانتباه يكون علامة السعادة ان تكون حسنات العبد خلف ظهره وسيئاته نصب عينيه علامة السعادة ان تكون حسنات العبد خلف ظهره وسيئاته نصب عينيه وعلامة الشقاوة ان يجعل حسناته نصب عينيه وسيئاته خلف ظهره ينسى سيئاته وحسناته يذكرها انا الذي فعلت كذا وانا الذي قدمت كذا وانا ونصب عينيه حسناته وسيئاته الكثيرة خلف ظهره لا يذكرها فهذا السبيل الاشكيا اما السعيد يفعل الطاعة يفعل الطاعة ويتركها لا لا يجعلها نصب عينيه بمعنى انه لا يبقى ذاكرا انا الذي صليت الليل في اليوم الفلاني وانا الذي صمت الوقت الفلاني وانا الذي فعلت كذا لا يذكر هذا. قدمه يرجو عليه ثواب الله لكن ينظر الى الذنوب التي فعلها لان هذا النظر يفيده خوفا من الله وانابة الى الله وتوبة الى الله سبحانه وتعالى اما اعمالنا الصالحات التي مضت لو اخذ يستجمعها ويستذكرها ويضعها امامه انا في اليوم الفلاني فعلت كذا وفعلت كذا وفعلت كذا يعدد الطاعات ربما هذا التعداد يجلب لقلبه ماذا عجبا بنفسه ورؤية لنفسه وغفلة عن سيئاته واعماله فيكون سبب شقائه ولهذا علامة السعادة ان الانسان يضع الذنوب امامه ويخاف من مغبتها ويجاهد نفسه على التوبة منها وعدم العودة اليها والطاعات التي حصلت يحمد الله عليها لكن لا يأتي يعدد ويستحضرها في ذهنه وينسى في مقابل ذلك ذنوبه ومعاصيه فاذا المؤمن ينال سعادته بايمانه لان الايمان مفزع له في كل الاحوال نفزع له في المصائب في النعم في الطاعات في المعاصي في المسار في المكاره كل ذلكم يفزع فيه الى الايمان ويجد الايمان يهديه الى كل خير وهذا الموضوع العظيم النافع تكلم عنه بكلام مفيد للغاية العلامة عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله في اخر كتابه التوضيح والبيان لشجرة الايمان وانصح كثيرا بقراءة هذا الكتاب كاملا التوظيح والبيان لشجرة الايمان وفي اخر الكتاب اخذ يبين رحمه الله كيف ان الايمان مفزع للمؤمن في المسار والمكانة في الطاعات والمعاصي في المصائب والنعم وان المؤمن في احواله كلها يفزع الى الايمان فيجدوا في ذلك السعادة في الدنيا والاخرة والله جل وعلا يقول ان الابرار لفي نعيم اي نعيم كما قال اهل العلم في دورهم الثلاثة الدنيا والبرزخ يوم القيامة ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم اي في دورهم الثلاثة في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة اساس السعادة واصلها الذي عليه ترتكز الايمان والايمان يحتاج فعلا من العبد الى تحقيق الايمان وان يوظف الايمان في كل مجال من حياته مثل ما اشرت في كلام العلامة عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله يفزع الى الايمان في كل حالة فاذا فزع العبد الى الايمان في كل حالة يجد السعادة وهذا هو مقصود شيخ الاسلام رحمه الله في الجملة المتقدمة الايمان بالله ورسوله هو جماع السعادة واصلها لكن هذه السعادة التي تنال بالايمان لا تتأتى للعبد الا بتوظيف الايمان والفزع الى الايمان في كل حال اذا هذه اساس السعادة في ايمان العبد بربه جل وعلا وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبتحقيق ما يقتضيه الايمان ويستوجبه ومما يدعو اليه الايمان وفيه تحقيق للسعادة التعامل مع الناس وكثير ما يحصل في الصدور من العناء والكرب والشدة والحنق والغيظ والقلق والاضطراب بسبب التعاملات التي تكون من الانسان مع الاخرين اذا كان تعامل الانسان مع الاخرين في ضوء الايمان وهديه يجد السعادة اما اذا كان تعامل الانسان مع الاخرين في ضوء اهوائه شهواته افكاره السقيمة ارائه غير المسددة هذا يجني على نفسه وعلى الاخرين ولهذا ايضا تحتاج حياة السعداء من الانسان الى ان يعامل ان يعامل الناس بما يقتضيه الايمان بما يقتضيه الايمان يجد السعادة والى ماذا يهدي الايمان في التعامل مع الاخرين ننظر في هدي الاسلام ولهذا فعلا الاخلاق الاسلامية والاداب الشرعية التي دعا الله اليها في كتابه ودعا اليها نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته مطلب مهم لتحقيق السعادة بدون الاخلاق الاسلامية لا تكون حياة الانسان حياة السعداء بدون الاداب الشرعية لا تكون حياة الانسان حياة السعداء بل يشقى هو في نفسه ويشقى به الاخرين فاسد الاخلاق قليل الاداب يشقى هو في نفسه. وايضا يشقى به جلساؤه واهله وقرابته واذا صلحت اخلاقه ارتاح هو وارتاح من يتعامل معه فاذا ايضا السعادة الايمانية تتطلب من العبد ان يقوم العبد بحقوق الايمان من معاملات واداب واخلاق مع الاخرين حتى يظهر بالسعادة وحتى تتحقق له السعادة بابهى صورها واجمل حللها وفي هذا المعنى كلمة عظيمة جدا لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله جديرة بان ينتبه لها. في هذا الباب العظيم يقول رحمه الله والسعادة في معاملة الخلق والسعادة في معاملة الخلق ان تعاملهم لله فترجوا الله فيهم ولا ترجوهم في الله وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله وتحسن اليهم رجاء ثواب الله لا لمكافئتهم وتكف عن ظلمهم خوفا من الله لا منهم هذا كلام عظيم جدا هذا كلام عظيم جدا وجدير بان ينتبه له العبد في تعامله مع الناس بما يحقق له هو السعادة وايضا بما يحصل به سعادة الاخرين وراحة الاخرين وطمأنينة الاخرين ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام المؤمن من امنه الناس والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده الايمان مجلبة للسعادة للمؤمن وايضا مجلبة للراحة والطمأنينة في حق كل من لهم به صلة ولهم به احتكاك بينما من يضيع الايمان ويقع في الفجور والعصيان يجلب شقاء لنفسه ولمن حوله وفي القرآن انما نطعمكم لوجه الله. لا نريد منكم جزاء ولا شكورا الذي يتعامل مع الناس لمصالح ليس لثواب الله لا يجد راحة لان الناس اجناس واصناف ومعادن مختلفة واهواء متباينة. من الناس من تحسن اليه وهو يحفر لك ويكيد لك فاذا كنت تحسن اليه لشيء ترجوه منه هو ثم تفاجأ بمعاملات غير متوقعة تصاب بماذا تجد ان ان قلبك يصاب بضجر بكرب الى اخره لكن اذا كنت تعامله لله والاشياء التي تقدمها له تقدمها له لله لا ترجو منه جزاء ولا شكورا تجد انك براحة بسبب ايمانك وبسبب ما ترجوه من الله سبحانه وتعالى ولهذا السعادة في الايمان التعامل مع الحق سبحانه والتعامل مع الخلق يسعد الانسان اذا كان يتعامل في هذا الباب في في في ضوء ذلك في ضوء الايمان والعلامة ابن سعدي رحمه الله له منظومة جميلة جدا السير الى الله والدار الاخرة صدرها بقوله سعد الذين تجنبوا سبل الردى وتيمموا لمنازل الرضوان ثم ذكر اوصاف هؤلاء والمنظومة يصلح ان توصف باوصاف السعداء يصلح ان توصف باوصاف السعداء ذكر فيها اوصافا عظيمة للسائلين الى الله وصدرها بقوله سعد الذين فتصلح ان توصف باوصاف السعداء ومن اراد ان يقرأ اوصاف السعداء فليقرأ تلك المنظومة مع شرحه لها رحمه الله تعالى والعلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد عقد فصلا عظيما جدا ايضا جدير بان يطلع عليه وان يقرأ في اسباب شرح الصدر باسباب شرح الصدر وشرح الصدر هو السعادة وهو اللذة والطمأنينة فذكر رحمه الله امورا عديدة ينال بها شرح الصدر اذكرها سردا وتطالعونها مع شيء من تفاصيلها في كتابه رحمه الله تعالى زاد المعاد قال اولا التوحيد وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه ثانيا العلم فانه يشرح الصدر ويوسعه حتى يكون اوسع من الدنيا يشرح الصدر ويوسعه حتى يكون اوسع من الدنيا وليس هذا لكل علم بل للعلم الموروث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ثالثا الانابة الى الله سبحانه وتعالى ومحبته بكل القلب والاقبال عليه والتنعم بعبادته فلا شيء اشرح لصدر العبد من ذلك رابعا دوام ذكره على كل حال وفي كل موطن فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب خامسا الاحسان الى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال والجاهي والنفع بالبدن وانواع الاحسان سادسا الشجاعة فان الشجاعة فان الشجاع منشرح الصدر واسع البطان متسع القلب سابعا ومنها بل من اعظمها اخراج دغل القلب من الصفات المذمومة التي يكون لها مادتان تعتوران على قلبه وهو للمادة الغالبة عليه منهما ثامنا ترك فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة والاكل والنوم فان هذه الفضول تستحيل الاما وغموما وغموما في القلب تحصره وتحبسه وتضيقه ويتعذب بها هذه كلمات عظيمة جدا جديرة بان تطالع في كتاب زاد المعاد لابن القيم رحمه الله في اول المجلد الثاني ثم ختاما الدعاء والدعاء مفتاح كل خير والسعادة خير دنيوي واخروي وعرفنا في بدء هذا اللقاء ان السعادة بيد الله فليكن طلب الانسان لسعادته وراحته وطمأنينة قلبه وراحة باله وزوال همومه وغمومه ليكن ذلك طلبه لذلك من الله وحده جل وعلا وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام ما اصاب عبدا هم ولا حزن فقال اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي الا اذهب الله همه وابدله فرجا وفي رواية وابدله فرحا واذا تأملت هذا الحديث وجدت فيه دلالة عظيمة وفائدة نفيسة في طرد الغموم واذا اعدت النظر والتأمل في هذا الحديث وجدته دالا على ان طرد الغموم يكون بامور اربعة دل عليها هذا الحديث العظيم الامر الاول تحقيق العبودية لله عبدك ابن عبدك ابن امتك الامر الثاني الايمان بقضاء الله وقدره وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ماض في حكمك عدل في قضاؤك الامر الثالث الايمان باسماء الله الحسنى وصفاته العلى ومعرفة معانيها ودلالاتها وتحقيق العبودية لله بها اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك الامر الرابع العناية بالقرآن ربيع القلوب ونور الصدور وظياء النفوس فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى فهذه الامور الاربعة المجتمعة في هذا الحديث العظيم المبارك هي الطاردة للغموم المذهبة للهموم المبعدة للاحزان الجانبة لراحة القلوب وطمأنينة النفوس وسعادة الانسان واسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يكتب لنا جميعا حياة السعداء وان يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات في اخر هذا اللقاء اشكركم جميعا على حسن الاستماع وطيب الاصغاء والصبر واسأل الله عز وجل ان يجعل ما سمعناه حجة لنا لا علينا وان يجعل فيه هداية لنا وصلاحا لقلوبنا وزكاء لنفوسنا وسعادة لنا في دنيانا واخرانا انه سميع مجيب قريب والله واعلم وصلى الله وسلم على رسول الله