بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على خير النبيين وامام المرسلين نبينا محمد وعلى اله اصحابه اجمعين اما بعد ايها الاخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موضوع هذه المحاضرة هو اتباع الهدى وهذا الموضوع موظوع جليل القدر رفيع الشأن ينبغي لكل مسلم ان يهتم به غاية الاهتمام ويعتني به تمام العناية وفي الحقيقة ان اتباع الهدى هو العهد الذي عهده الله تبارك وتعالى الى ادم وذريته عندما اخرج سبحانه وتعالى ادم من الجنة واهبطه الى الارض عهد اليه والى ذريته ان يتبعوا الهدى وبين ذلك تبارك وتعالى في القرآن الكريم اتم بيان قال الله جل وعلا قال اهبطا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى وقال في الاية الاخرى قلنا اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون هذا ما عاهده الله تبارك وتعالى الى ادم وذريته عهد اليهم اتباع الهدى ولهذا ينبغي ان يكون ارتباط هذا الموضوع وثيقا بالقصة التي قدمت قصة ادم وقصة اخراجه من الجنة والعداوة التي نشأت قديما من ابليس تجاهه وتجاه ذريته القصة كما لا يخفى على الجميع ان الله تبارك وتعالى امر ابليس مع الملائكة ان يسجدوا لادم فاستكبر ابليس وتعاظم ورأى نفسه اعلى من ذلك ارفع قدرا من ذلك وامتنع من السجود ثم صار الى الحقد والعداوة والضغينة ضد ادم عليه السلام ولما اكرم الله تبارك وتعالى تعالى ادم واسكنه الجنة وقال له ولزوجه كلا منها رغدا حيث شئتما وحذرهما من قربان شجرة معينة في الجنة الى ان وامتحانا جاء الشيطان بعداوته وبغينته وحقده جاء الى ادم توسوس اليه وقال هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فاكل ادم اكل ادم من الشجرة فبدت لهما سوءاتهما واخذ يخصفان عليهما من ورق الجنة وقع ادم في ذلك في معصية الله تبارك وتعالى وكانت هذه المعصية سببا لاخراجه من الجنة واهباطه الى الارض هذه هذا الخطأ وهذه الطاعة التي وقعت منه عليه السلام لابليس سببت هذا الامر وادت الى هذه هذا الاهباط الذي حصل لادم عليه السلام ولذريته نتيجة لهذا الخطأ اخرجه الله تبارك وتعالى من الجنة ولهذا الجنة هي المنزل الاول لبني ادم منزلنا الاول هو الجنة والخروج منها كان بسبب خطأ وقع فيه ادم وقد تاب الله تبارك وتعالى على ادم لانه سأل الله عز وجل واستغفر ذنبه وتاب الله عليه كما سيأتي معنا بنص القرآن الكريم لما اخرج الله عز وجل ادم من الجنة واهبطه الى الارض قال انفقوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو امر ادم وحواء وابليس بالهبوط الى الارض وقال بعضكم لبعض عدو يعني ابليس عدو لكم وممتلئ عداوة لكم ثم اخذ ينزل وحيه على ادم وعلى ذريته فقال فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى فما في الايتين اقول لا بد في الحديث عن اتباع الهدى من استحضار هذه القصة العظيمة وهذه القصة كما تعلمون وردت في مواطن عديدة من القرآن الكريم ورودها في القرآن في مواطن عديدة ومرات متكررة يدلنا على اهمية هذا الامر ووجوب الانتباه له وجوب الحذر من هذا العدو اللدود الذي يكيد للانسان كيده والذي يتربص به من كل جهة والذي هو من احرص ما يكون على غواية الانسان وظلاله وانحرافه وبعده عن طاعة الله تبارك وتعالى تكرر مجيء هذه القصة في القرآن الكريم جاءت في سورة البقرة وفي سورة الاعراف وفي سورة طه وفي سورة الكهف وفي مواطن عديدة من كلام الله تبارك وتعالى فاشير الى موضعين منها الموضع الاول في سورة البقرة يقول الله تبارك وتعالى واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكون من الظالمين فاذلهما الشيطان مما فازلهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين. الى وقت محدد لكم في الارض مستقر ليس دائم وانما الى وقت محدد والى اجل معلوم فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم. تاب الله على ادم وغفر له ذنبه بكلمات قالها ادم فتاب الله عليه. سأل الله سأل الله عز وجل ان يغفر له خطيئته تتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم قلنا اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين سفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون الموطن الاخر في سورة طه يقول الله تبارك وتعالى واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى الا ابليس ابى فقلنا يا ادم ان هذا يعني ابليس عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى يعني لك في الجنة عندما اكرمه الله عز وجل بدخولها والبقاء فيها قال ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى يعني لا ينالك جوع ولا ينالك عري ولا ينالك ظمأ ولا ينالك ضحى وهو ان يظحى الانسان للشمس فتؤثر عليه فهو في نعمة وفضل ومنة كبيرة من الله تبارك وتعالى. لكن العدو اللدود ابليس لا يرضى بذلك فاتخذ اسابينا اساليبه وجاء بحيله وطرقه فوسوس اليه الشيطان. يعني وسوس الشيطان الى ادم قال يا ادم هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى جاءه من هذا الطريق يعني اذا اكلت من هذه الشجرة تكون خالدا ويكون ملكك غير فان وغير لا يلحقه البلاء او البلاء فاثر فيه هذا الوسواس فاكلا منها. يعني هو وزوجه فبدت لهما سوءاتهما يعني نالهما العري فطفق يخصفان عليهما من ورق الجنة ان يأخذان من ورق الجنة ويستتران به وعصى ادم ربه فغواه وعصى ادم ربه فغواه وقع في هذه المعصية وقع في هذه الخطيئة مع ان الله تبارك وتعالى حذره منه. نهاه ان يقرب هذه الشجرة المعينة ابتلاء وامتحانا فاكل منها ادم هو وزوجه عندما وسوس اليه الشيطان ثم اجتباه ربه يعني الصفاة ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى قال يعني الله عز وجل اهبطا منها جميعا. انتم والشيطان وابليس اهبطوا الى الارض جميعا بعضكم لبعض عدو هو عدو لكم وانتم اعداء له. فالعداوة بين ادم وذريته وبين الشيطان قديما وبدأت من منذ تكبر ابليس وامتناعه عن السجود لادم الذي فضله الله تبارك وتعالى وكرمه عليه قلنا اهبطا منها جميعا بعضكم لبعضنا عدو فاما يأتينكم الخطاب هنا في قوله يأتينكم اي ادم وذريته وايضا ذرية ابليس وهم الجن فالجميع مخاطبون بالشريعة الشريعة للثقلين كما قال الله عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى قال ربي لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من اسرف ولم يؤمن بايات ربه ولعذاب الاخرة اشد وابقى اخرج ادم من الجنة اخرج ادم من الجنة واهبط الى الارض والجنة هي المنزل الاول لادم عليه السلام فحي على جنات عدن فانها منازلنا الاولى وفيها المخيم. هكذا يقول ابن القيم رحمه الله في من نيته فهي المنزل الاول لادم وذريته لكن بسبب هذا الكيد وبهذه الوسوسة التي كانت من ابليس اخرج ادم من الجنة فاصبح السبيل والطريق الى العودة الى الجنة. المنزل الاول باي شيء؟ باتباع الهدى فمن اتبع هداه ولهذا اهبط الله عز وجل ادم والذرية الى الارظ وجعلهم فيها ليبتليهم وليمتحنهم وليختبرهم ولينظر الاهل منهم باتباع هداه ومن هم بخلاف ذلك ممن يتبعون عدو الله ابليس ولهذا قال عز وجل فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى هنا ينبغي ايها الاخوة ان نتنبه وان نعي حقيقة وجودنا في هذه الحياة وان نعي الغاية من خلقنا ووجودنا على هذه الارض وان نعرف لماذا خلقنا الله ولماذا وجدنا في هذه الارض وما هي الحكمة من ذلك وما الذي سيناله من اجر من اطاع الله؟ وما الذي سيناله من عقاب من عصى الله ولم يتبع هدى الله تبارك وتعالى واتبع الشيطان هذه اسئلة لابد ان يطرحها كل عاقل على نفسه وان تكون دائما مسيطرة عليه وعلى تفسيره الله عز وجل قال في القرآن الكريم والذين كفروا عما انذروا معرظون وقال عنهم يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون غائبون تماما عن الغاية التي خلقوا لاجلها. ووجدوا لتحقيقها بل بعضهم لا يعرف قصة اباه مع هذا العدو اللدود انفصلوا تماما بسبب الفتن وبسبب كيد الشيطان انفصلوا عن ابيهم ادم تمام الانفصال وانفصلوا عن تلك العداوة التي بينهم بين ادم وبين ابليس بل ان بعضهم او كثيرا منهم اصبحوا من جنود ابليس بل ان بعضهم صار يتفاخر في نفسه وفي ظلاله وزيغه واعراضه بانه بلغ في ذلك مبلغا اكثر من مبلغ ابليس يقول احدهم منشدا احد ذرية ادم يقول منشدا وكنت امرأ من جند ابليس فارتقى بي الحال حتى صار ابليس من جندي التقى بي الحال حتى صار ابليس من جندي يعني وصلت الى درجة ان ابليس اصبح من جندي في اظلال الناس واغوائهم وصدهم عن دين الله هكذا يتلاعب الشيطان بالناس ويتنقل بهم في اودية الضلال وسبل الباطل وطرق الغواية حتى يفصلهم عن الغاية التي خلقوا لاجلها. ووجدوا لتحقيقها وتعهد على نفسه كما ذكر الله قال ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ثم لا تجد اكثرهم سافرين جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الشيطان قاعد لابن ادم في اطرقه يعني ما من طريق يسلكه ابن ادم الا والشيطان قاعد فيه سواء كان الطريق طريق خير او كان الطريق طريق شر فان كان طريق خير جلس فيه الشيطان ليصد ابن ادم عن المضيفين وان كان الطريق طريق شر جلس فيه الشيطان ليشجع الانسان على المضي فيه فهو جالس في اطرق بني ادم اترك الخير واترك الشر ولهذا يجب على المسلم ان ينتبه لذلك يجب ان يعلم انه وجد في هذه الارض وعلى هذه البسيطة لامر محدد وغاية محددة وهدف محدد يجب ان لا يغيب عن ذهنه وهو اتباع هدى الله اتباع هدى الله والحذر الكامل من اتباع الشيطان فمن اتبع هداي لاجل هذه الغاية خلق الله الخلق واوجدهم وجعل بينهم التناسل الى ان تقوم الساعة هذه الغاية التي خلق الخلق لاجلها واوجدوا لتحقيقها اتباع هدى الله عز وجل ماذا ينال واي ثواب يحصل من يتبع هدى الله يأتيك الجواب في الايات التي سمعتها في الاية الاولى في سورة البقرة قال الله جل وعلا فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وفي اية طه قال الله تعالى قال اهبطا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ماذا يحصل من اتبع هدى الله على ضوء الايتين المتقدمتين فقط اما على ضوء النصوص الكثيرة فان الذي يتبع هدى الله عز وجل يحصل من النعيم والثواب والاجر ما لا يخطر ببال ولا يحصيه المحصول ولا يعده العادون. فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون اعد الله لهم من الثواب والاجر ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لكن على ضوء الايتين المتقدمتين ماذا يحصل من اتبع هدى الله من اتبع هدى الله يحصل امورا اربعة ذكرت في الايتين المتقدمتين وهي عدم الخوف وعدم الحزن وعدم الضلال وعدم الشقاء يسلم من هذه الامور الاربعة ويتحقق له اضدادها يتحقق له اجداد هذه الامور الاربعة يسلم من الخوف ويسلم من الحزن ويسلم من الضلال ويسلم من السقاء اما الخوف والحزن فقد نفاهم الله عز وجل عن من اتبع هدى الله في سورة البقرة قال فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون نفى عمن اتبع هدى الله امرين تصول الخوف وحصول الحزن قال اهل العلم الخوف متعلق بالمستقبل الخوف متعلق بالمستقبل والحزن متعلق بالماضي ولهذا يكون معنى الاية اي لا يلحقهم ما خافوا منه يعني في المستقبل ولا يعرض لهم حزن على ما فات لا خوف عليهم ولا هم يحزنون في المستقبل الخوف يتعلق بالامور المستقبلة فيما يستقبل من امرهم هم في خوف يخافون النار يخافون القبر والعذاب يخافون الحشر يخافون الصراط يخافون من الله عز وجل يخافون امورا كثيرة اذا اتبعوا هدى الله قال الله عز وجل لا خوف عليهم يأتون يوم القيامة في امن وطمأنينة وليس فيهم اي خوف قال الله عز وجل في اية اخرى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون والامن ضد الخوف ايضا ولا هم يحزنون فيما مضى لان ما مضى من امرهم امضوه في اتباع هدى الله وامضوه في طاعة الله وامضوه في السير على ما امرهم الله به. وما امرهم به رسوله عليه الصلاة والسلام فهذان ثوابان عظيمان وفظيلتان كريمتان يحصلهما من اتبع هدى الله اما في سورة طه فان الله تبارك وتعالى يقول فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى نفى عنهم نفى عمن اتبع هدى الله الضلال والشقاء نفى عنهم الضلال والشقاء قال ابن عباس رضي الله عنه وارضاه عند هذه الاية الكريمة قال تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه الا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة ثم قرأ الاية الكريمة تكفل الله بمن قرأ القرآن وعمل بما فيه الا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة لا يضل في الدنيا يعني لا يقع في الضلال في هذه الحياة لانه يعبد الله على بصيرة لانه يطيع يطيع الله لانه يتبع هدى الله فمثل هذا لا يحصل له الضلال ولا يأتيه الضلال لانه يعبد الله وعلى بصيرة في دين الله وعلى نهج مستقيم في عبادة الله تبارك وتعالى ولا يشقى اي لا يلحقه شقاء في الاخرة لا عذاب لا حميم لا غساق لا خوف ولا اهوال في مأمن من ذلك كله لا يشقى مستقاء بده السعادة والضلال ضده الهداية ولما نفى الله تبارك وتعالى عنهم حصول الضلال والشقاء لهم فمعنى ذلك انهم في تمام الاهتداء وفي كمال السعادة هذا شأن من اتبع هدى الله لا يضل ولا يشقى تكفل الله عز وجل لهم بذلك اما من لم يتبع هدى الله فما هي عقوبته قال عز وجل ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا يعني في هذه الحياة الدنيا فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى في الدنيا تكون معيشته الضنك والضنك ضيق العيش الضنك ضيق العيش هنا قد يرث على بعض الاذهان وعلى بعض العقول والافهام قد يرد عليه الكلمة او شبهة يقولون نرى كثيرا من الكفار الذين اعرضوا عن دين الله وعن طاعة الله تبارك وتعالى نراهم في سعة من العيش وفي نعم واسعة واموال طائلة وخيرات كثيرة فكيف يتفق هذا مع قوله تبارك وتعالى فان له معيشة ضنكا كيف يتفق ذلك مع قوله تبارك وتعالى فانه فان له معيشة ضنكا اجاب اهل العلم المحققون الذين يفهمون دين الله تبارك وتعالى تمام الفهم بان المعيشة الضنكة تكون في قلوب هؤلاء تكون في قلوب هؤلاء فبالرغم من الاموال الطائلة وبالرغم من من الاموال الطائلة والسعة في المال والسعة في الرزق ونحو ذلك الا انهم في ظنك وضيق صدر وتفكير دائم وخوف وقلق في كل يوم ينتابه قلق على ماله وفي كل يوم ينتابه اضطراب وخوف على ماله. ان يبقى هل تاتيه افة يسلم من ضرر هل يلحقه كذا؟ تجده دائما في ضيق واضطراب. لا يكون قلبه مطمئنا. اما المؤمن المطيع لله حتى وان كان ماله قليلا وحتى وان كان رزقه وطعامه وغذاؤه ونحو ذلك قليلا فانه في نعمة تامة ورضا بما قسم الله له ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء ستر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وذلك لا يكون الا للمؤمن اما الكافر ان اصابته سراء لا يشكر الله. بل يجحد نعمة الله عليه ويطغى ويتكبر ويصيبه والفخر ونحو ذلك كما حكى الله عن فرعون قال انما اوتيته على علم عندي وان اصابته ضراء الكافر فانه يتسخط ويتبرم من القضاء ويعترظ على الله تبارك وتعالى ولهذا العيش او العيش الهنيء بطمأنينة القلب حتى وان كان المال قليلا حتى وان كان العطاء قليلا العيشة الهنيئة تكون في قلب الانسان وطمأنينته ورضاه بما قسم الله تبارك تعالى له ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر والاخرة جنة المؤمن وسجن الكافر الدنيا سجن المؤمن باي اعتبار والمؤمن قد يكون ايضا في الدنيا ليس في سجن في نعمة وخير وسعة في الرزق الدنيا سجن للمؤمن باعتبار ما سيقدم عليه يوم القيامة عندما يكون في جنة عرضها كعرض السماء والارض فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. عندما تقارن تلك الجنة التي يكون فيها المؤمن فان الدنيا في هذا الاعتبار سجن حتى وان ملكها الانسان جميعها فيزجهم بهذا الاعتذار وقال والجنة والاخرة تجنوا الكافر وجنة المؤمن الاخرة سجن للكافر باعتبار ما كان فيه من في هذه الحياة من اعراب وكفر وعدم طاعة لله تبارك وتعالى ولهذا المؤمن في احواله كلها في الدنيا والاخرة بسعادة وهناء وهناءة ورغد عيش وطمأنينة والكافر في احواله كلها في الدنيا والاخرة في ماذا في ضيق ونكد وهم وحزن والم وهذه من نعمة الله تبارك وتعالى على عبد الله المؤمن قال فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى الكافر يوم القيامة يحشر اعمى والمراد بالعمى هنا عمى البصر يأتي الناس في يوم القيامة وهم يبصرون ويشاهدون ما امامهم الا ان الكافر يوم القيامة يأتي ولا يرى شيئا ولا يبصر شيئا ولا يسمع شيئا كما قال الله جل وعلا في اية اخرى ومن يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم اولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبث زدناهم سعيرا الكافر يوم القيامة يحشر الى جهنم اعمى لا يرى وابكم لا يتكلم واصم لا يسمع يحشر الى جهنم بهذه الطريقة بل كما قال الله عز وجل فيما سمعتم يحشرون على وجوههم يعني يحشر الى النار على وجهه يأتي الى النار منكسا على وجهه. حتى ان رجلا سأل النبي عليه الصلاة والسلام وقال يا رسول الله كيف يمشي الكافر يوم القيامة على وجهه لان الله عز وجل بين في القرآن ان الكافر يأتي الى النار حتى يلقى فيها على وجهه يمشي ارجله الى اعلى ووجهه الى اسفل ويمشي على وجه الى ان يقع في النار فاحد الصحابة سأل النبي عليه الصلاة والسلام قال يا رسول الله كيف يمشي الكافر على وجهه؟ بماذا اجابه؟ صلى الله عليه وسلم قال اليس الذي امساه على قدميه في الدنيا قادر على ان يمسيه على وجهه يوم القيامة فالذي امساه على القدمين وجعله قادرا على ان يمشي على قدميه في هذه الحياة قادهم يوم القيامة على ان يجعله يمشي على وجهه الى ان يقع في نار جهنم وليتصور المسلم العاقل هذا المنظر الفظيع عندما يأتي الى الكافر الى نار جهنم بهذه الصورة الشنيعة الفظيعة التي يهتز لها القلب ويتأثر منها الفؤاد يأتي يوم القيامة والله يأتي الكافر يوم القيامة والله اعمى واصم وابكم ويمشي على وجهه الى ان يلقى في نار جهنم ويخلد فيها ابد الابدين يلقى في النار منكسا ويأتي على وجهه منكسة لانه نكس دينا ونكس عبادته ونكس عقيدته ونكس متابعته لهدى الله تبارك وتعالى فعمل من جنس عمله يأتي اعمى وان كان يفطر في هذه الحياة قال الله جل وعلا في اية اخرى ومن كان في هذه اعمى يعني في الدنيا فهو في الاخرة اعمى واضلوا واضلوا سبيلا والمراد بقوله من كان في هذه اعمى يعني اعمى البصيرة لا يتبع هدى الله ولا يمتثل امر الله ولا يتبع ما جاءت به رسل الله من كان اعمى البصيرة في الدنيا يوم القيامة اعمى البصر ويحشر يوم القيامة اعمى البصر لا يرى شيئا ثم ماذا يقول وهو في هذه الحالة قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا. انا كنت كنت في الدنيا بصيرا ارى الاشياء بما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم ثلثا وكذلك نجزي من اسرف ولم يؤمن بايات ربه ولا عذاب الاخرة اشد وابقى فالهول عظيم والمطلع فظيع والموقف شديد هذا شأن من لم يتبع هدى الله وهذه عقوبته وهذه خسارته في الدنيا والاخرة نعود ايها الاخوة الى من اتبع هدى الله اشرت قبل قليل الى ما يحصله من اتبع هدى الله عز وجل من فظل واجر وثواب في الدنيا والاخرة لكن ها هنا يأتي سؤال في غاية الاهمية سؤال كبير في غاية الاهمية وهو كيف يكون الانسان متبعا لهدى الله كيف يكون الانسان متبعا لهدى الله هذا اهم سؤال في هذا الموضوع كيف يكون متبعا لهدى الله يكون الانسان متبعا لهدى الله بامرين اثنين يكون متبعا لهدى الله بامرين اثنين الامر الاول تصديق خبره تصديق خبر الله من غير اعتراض شبهة تقدح في تصديقه هذا الامر الاول تصديق خبر الله من غير اعتراض شبهة تقدح في تصديقه والامر الثاني امتثال امر الله تبارك وتعالى من غير اعتراض شهوة تمنع من امتثاله وعلى هذين الاصلين مدار دين الاسلام تصديق خبر الله الذي جاءت به رسل الله. الرسل الذين ارسلهم الله جاءوا باخبار كثيرة اخبروا عن اسماء الله وصفاته وافعاله والائه ونعمه اخبروا عن الجنة وعن النار وعن الصراط وعن الميزان وعن الملائكة وعن الجن وعن اشياء كثيرة اخبرت بها رسل الله اتباع الهدى ان يصدق المسلم بهذه الاخبار بدون ان يقع في قلبه شبهة تزيل هذا التصديق او تخلخل هذا التصديق او تجعل في هذا التصديق اضطرابا او نحو ذلك اي يكون مصدقا تصديقا كاملا تاما لا شبهة فيه الامر الثاني طاعة وامتثال امر الله من غير اعتراض شهوة تمنع امتثال امره سبحانه وتعالى ولعلكم ايها الاخوة تلاحظون شيئا عظيما هنا وهو ان تصديق الاخبار يقابلها شبهات في هذه الدنيا تقلل وتزعزع في قلب المسلم جانب التصديق فيحتاج المسلم اذا صدق خبر الله ان يدفع كل شبهة تنقص هذا التصديق او تخل به الامر الثاني اوامر الله تبارك وتعالى التي جاءت بها رسل الله يقابلها في النفس شهوات واطماع ومآرب فيحتاج ممتثل امر الله تبارك وتعالى ان يدفع الشهوات التي تقع في نفسه وتحول بينه وبين امتثال لله تبارك وتعالى يقابل التصديق شبهة التي تخل بالتصديق ويقابل امتثال الامر الشهوة التي تدفع الانسان الى مخالفة امر الله تبارك وتعالى ولهذا بماذا يقع كثير من الناس في عدم تصديق امر الله تصديق خبر الله. لماذا؟ بوجود شبهات في نفوسهم حالت بينهم وبين التصديق ولماذا يقع كثير من الناس في مخالفة امر الله والوقوع في معصيته لان في نفوسهم شهوات زانحة دفعتهم الى الوقوع في معصية الله ولهذا تصديق الخبر يحتاج الى ماذا دفع دفع الشبهة وطاعة الامر يحتاج الى دفع الشهوة وبهذا يمكن ان نقول ان اتباع هدى الله تبارك وتعالى لا يكون الا بامور اربعة اتباع هدى الله لا يكون الا بامور اربعة. الامر الاول تصديق الخبر الذي جاءت به رسل الله الامر الثاني امتثال الامر التي جاءت به رسل الله الامر الثالث نفي شبهات الباطل الواردة على القلب المانعة من التصديق والامر الرابع دفع شهوات الغيب الواردة على القلب المانعة من امتثال امر الله تبارك وتعالى وبهذا يعلم ايها الاخوة ان من اراد اتباع هدى الله تبارك وتعالى يحتاج في اتباعه لامر الله الى امرين الى نفي الشبهات ودفع الشهوات يحتاج الى نفي شبهات التي تقع في قلبه وكذلك دفع الشهوات التي تقع في قلبك والشبهات والشهوات هما اصل فساد العبد وانحرافه ووقوعه في الباطل. ليس هناك فساد وباطل وانحراف يقع في الدنيا الا وسببه اما الشهوات او وسعادة العبد وفلاحه تكون بدفع الشبهات ورد الشهوات وها هنا امر انبه عليه يتعلق بالشهوة والشبهة وهذه تتعلق بجانب العلم والمعلومات والفهم الفكر ونحو ذلك والقوة الاخرى قوة الارادة والحب وهذا يتعلق بها جانب العمل كل انسان فيه هاتان القوتان قوة الادراك والنظر وقوة الارادة والحب والشبهة عندما تقع في الانسان تبهى عندما تقع في قلب انسان تؤثر في اي جانب تؤثر في جانب القوة العلمية شبهة تؤثر في جانب القوة العلمية. ولهذا ينشأ عن الشبهة فسادا في العلم ينسى عن الشبهة فسادا في العلم فسادا في التصور وفسادا في الفكر فسادا في الادراك وفسادا في العلم بالاشياء ومعرفة حقائقها لا يستبينوا شيئا ولا يميز ولا يميز خبيثا من ربيعه فينشأ فيه فساد في ماذا في جانب العلم اذا دخلت عليه الشبهة اما اذا دخلت عليه الشهوة اذا دخلت الشهوة على القلب فانها تؤثر فسادا في القوة العملية فينحرف الانسان في سلوكه وفي اخلاقه وفي معاملاته وفي ادابه وفي طاعته لربه تبارك وتعالى ولهذا فان هاتان القوتان اعتدالهما وصلاحهما بصلاح العلم وصلاح العمل قتالهما وصلاحهما بصلاح العلم وصلاح العمل. فاذا كان العلم صالحا سليما قويما تاما كلمة للانسان قوة الادراك واذا كان العلم صحيحا منطلقا فيه من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كلمة للانسان قوة الارادة وقوة الحب وبهذا يكون سلامة الانسان من الشبهة والشهوة اذا فسد العلم بسبب الشهبة بسبب الشبهة اذا فسد العلم بسبب الشبهة يكون الانسان ظالما يقوم به حتى وان كان في ذلك مخالفة امر الله تبارك وتعالى ومخالفة امر رسله عليهم صلوات الله وسلامه ولهذا قال الله عز وجل عندما وصف رسوله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم في اول سورة النجم قال والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما يعني الرسول عليه الصلاة والسلام ما ضل وما غوى ما ضل هذا شهادة له بتمام العلم وكماله وقوله وما غوى شهادة له صلوات الله وسلامه عليه بكمال العمل وتمامه هذان الوصفان وصف بهما رسوله صلى الله عليه وسلم خلفاءه الراشدين قال عليه الصلاة والسلام عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها الراشد المهدي لاحظ الصفتين راشد ومهدي فالمهدي ضد الظالم والراشد ضد الغاوي المهدي ضد الضال والراشد ضد الغاوي. ذكر عليهم عليه الصلاة والسلام سلامة خلفاءه الراشدين من الغواية ومن الضلال الغواية تتعلق بالعمل والضلال يتعلق بالعلم الضلال يكون سببه الشبهة والغواية يكون سببها الشهوة فالمهدي الراشد هو الذي سلمه الله تبارك وتعالى في علمه وعمله وهذا هذا المقام العظيم يذكرنا بان التوحيد الذي خلقنا له له جانبان اثنان توحيد علمي وتوحيد عملي توحيد علمي وتوحيد عملي توحيد العلم يعرفه اهل العلم او يصفه اهل العلم بصفة ثانية توحيد المعرفة والاثبات والتوحيد الاخر توحيد الارادة والطلب الشبهة تلحق التوحيد العلمي. توحيد المعرفة والاثبات والشهوة تلحق توحيد الارادة والطلب ولهذا يحتاج العبد حتى يتبع هدى الله تبارك وتعالى ان يجاهد نفسه مجاهدة تامة في السلامة من الشبهة التي تفسد العلم ومن الشهوة التي تفسد العمل فاذا سلم من فساد العلم وسلم من فساد العمل يكون راشدا مهديا يكون راشدا مهديا عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين. يكون راشدا مهديا. اذا سلم من الشبهة واذا سلم من السهو. اما اذا وقع في الشبهة صار ضالة. واذا وقع في الشهوة صار غاويا. لا يكون راشدا مهديا ولهذا لو تتأمل احوال الناس تجدهم على اقسام قسم منهم راو ضال اجتمع فيه الامران وقسم فيه غواية وقسم فيه الضلال وقسم راشد ومهتدي لا غواية فيه ولا ضلال والله عز وجل امر المسلمين ان يتبعوا هداه واتباع هدى الله تبارك وتعالى لا يكون الا بماذا؟ الا بتصديق الاخبار وامتثال الاوامر ودفع الشبهات ودفع الشهوات ولا ريب ان هذا يتطلب من العبد مجاهدة تامة ويحتاج من العبد الى همة عالية يحتاج من العبد الى همة عالية همة ترقيه في الكمال ويحتاج ايضا الى علم يبصره ويهديه يحتاج همة عالية ترقيه في الكمال في العمل والطاعة وامتثال امر الله تبارك وتعالى ويحتاج الى علم نافع صحيح يهديه الى طريق الحق وطريق الصواب ويميز به بين الحق والباطل فمن الناس من لا يكون له علم من الناس من لا يكون له علم بها بهذه الامور فيتحرك بطلبها علم باسباب السعادة ليس عنده علم بهذه الاشياء فلا يكون عنده في قلبه تحرك في طلب هذه الاشياء او يكون له علم عنده علم بهذه الاشياء عنده علم بالجنة والنعيم والثواب ووجوب اتباع الهدى لكن ليس له همة تدفعه الى طلب هذه الاشياء الناس على قسمين الناس ايها الاخوة على قسمين قسم ليس عنده علم ما علم ما عرف ان هناك ذلة وهناك نار وهناك عقاب وهناك وجوب اتباع لهدى الله ليس عنده علم بذلك اصلا او وصله العلم او وصله العلم بهذه الاشياء بصورة غير واضحة بصورة ملبسة وغير واضحة فهذا لا يتحرك في طلب هذه الاشياء لانه لا علم له بها لا علم له بها والقسم الاخر عندهم علم يعرف انه اتباع الهدى واجب ويعرف ان هناك جنة ونار وعقاب اشياء من هذا القبيل يعلم لكن ليس عنده همة يتحرك بها في طلب المعاني يتحرك بها في نيل الخير يتحرك بها لينال رضا الله تبارك وتعالى. ولهذا يحتاج العبد الى امرين كما قدمت. يحتاج العبد الى همة عالية ترقيه في طريق الكمال ويحتاج الى علم وبصيرة تهديه الى طريق الصواب وهذا يعيدنا الى ما سبق التحدث عنه وهو البعد عن الشبهات والبعد عن الشهوات كيف يدخل الشيطان على العبد وكيف يجعل الشيطان العبد غير متبع لهدى الله عز وجل ليس للشيطان على العبد الا منفذين اما منفذ الشبهة او منفذ الشهوة اما منفذ للشبهة او منفذ الشهوة اما ان يوقعه في الشبهات او يوقعه في الشهوات هذا هذه منافذ الشيطان ليس له على الانسان الا منفذان منفذ الشبهة يأتيه ويشككه في دين الله ويشككه في العقيدة يشككه في اصول الايمان يجعل فيه فسادا في التصور وفسادا في الادراك وفسادا في فهم الحقائق فيكون من اهل الشبهات ولهذا يصف اهل السنة والجماعة اهل البدع بانهم اهل الشبهات لان الامور اشتبهت عليها التبث عليه بسبب كيد الشيطان له اوقعهم في الشبهة فهذا مدخل ولهذا ترى هؤلاء دائما يعترظون على دين الله ويعترظون على اصول الاعتقاد ويعترضون على افعال الله تبارك وتعالى دائما كيف كذا ولم كذا وكيف يكون كذا؟ وهذا لا يكون كذا هذه الشبهات التي تدخل على هؤلاء وتنفذ اليه اما المؤمن فانه يقف امام اخبار الله على قدم التسليم يقف امام اخبار الله على قدم التسليم في الاخبار لا يقول المسلم كيف وفي الاوامر لا يقول المسلم لم بل يسلم وينقاد ويصدق ويعلم ان هذا خبر الله وخبر رسوله عليه الصلاة والسلام الاخبار لا يقول لا يقول فيها المسلم كيف والاوامر لا يقول فيها لم قال الله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون لا يعترض المسلم على الله ولا يحاول ان يخوض في اخبار الله وما يتعلق باسمائه وصفاته والامور المغيبة لا يحاول ان يخوض فيها بكيف المثال الذي اشرت اليه قبل قليل وهو ان الكافر يأتي يوم القيامة يمشي على وجهه لو اخضعنا هذا الامر الى عقولنا القاصرة ماذا سنقول ولو فتحنا مجالا للشبهة ماذا سنقول كيف يمشي على وجهه لكن اذا وقف الانسان على قدم التسليم اطمئن قلبه وزال من الحيرة ومن الشك. ولهذا يجب على كل مسلم ان يقف مع الاخبار على قدم التسليم وان يقف مع الاوامر على قدم الطاعة والامتثال بدون تردد ادرك الحكمة او لم او لم يدركها علم الكنهة والكيفية والحقيقة او لم يعلمها عليه ان يقف على عدم التسليم قال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم فرجا مما قضيت ويسلم تسليما بهذا ينال العبد ويحقق العبد اتباع هدى الله تبارك وتعالى بهذه الامور التي اشق اليها لكن ايها الاخوة يحتاج العبد مع هذا كله يحتاج الى توفيق الله عز وجل يحتاج الى توفيق الله واعانته وهدايته لان الهداية بيد من والتوفيق بيد من بيد الله سبحانه وتعالى من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له قال الله تعالى افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء الهداية بيد الله تبارك وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء. ولهذا يحتاج العبد الى ماذا؟ يحتاج الى ان يستهدي الله يطلب من الهداية كان قدوتنا واسوتنا رسول الله عليه الصلاة والسلام يسأل الله عز وجل الهداية في مواطن كثيرة جدا فمن ادعيته كان يقول في القنوت اللهم اهدني فيمن هديت ومن ادعيته كما في صحيح مسلم اللهم اني اسألك الهدى والسداد ومن ادعيته ايضا كما في صحيح مسلم اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ومن ادعيته ايضا كما في صحيح مسلم كان يقول عليه الصلاة والسلام اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اعوذ بعزتك ان تضلني لا اله الا انت فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون. هكذا يقول عليه الصلاة والسلام اعوذ بعزتك ان تضلني هكذا يقول عليه الصلاة والسلام بل ايها الاخوة شرع لنا جميعا ان نقول في الصلاة بل في كل ركعة من كل صلاة وفرضنا فرظ علينا فرظا ان نقول في كل ركعة من كل صلاة اهدنا الصراط المستقيم نسأل الله ان يهدينا الصراط المستقيم في كل يوم كم مرة فرضا فرضا كم مرة تبعث عشرة مرة في كل يوم فرضا سبعة عشر مرة اما اذا كنا نصلي النوافل ونحافظ عليها فاننا في كل يوم مرات كثيرة نقول اهدنا الصراط المستقيم وقولنا في الصلاة اهدنا الصراط المستقيم هذا دعاء. وسؤال من الله تبارك وتعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين الذين هداهم الله الصراط المستقيم هم من؟ الذين جمعوا بين العلم والعمل. صلاح العلم وصلاح العمل. الرشاد والهداية الذين اشرت اليهما سابقا من جمع بين الرشاد والهداية فهو من الذين انعم الله عليهم اذا فسد العلم يكون مغظوبا عليه واذا فسد اذا فسد العمل يكون مغظوبا عليه واذا فسد العلم يكون ظالا. اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. ففي هذا الدعاء يسأل المسلم ربه كمال العلم وكمال العمل اما المغضوب عليهم فهم اليهود كما جاء ذلك في الحديث الذين علموا ولم يعملوا. مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفار والضالون هم النصارى الذين عبدوا الله بالزهد يعني عبدوا الله بغير علم فسد عملهم واولئك فسد فيهم جانب العلم فلم يقبلوه والمسلم يسأل الله ان يجنبه هذين الطريقين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين هنا ايضا سؤال لعلي اختم به هذه الكلمة والموضوع ايها الاخوة طويل لكن يعني لعل فيما سمعتم فائدة ونفع ان شاء الله في هذا الموضوع العظيم هنا سؤال ما هي الامور التي تصد الانسان عن اتباع هدى الله ما هي الامور التي تصد الانسان عن اتباع هدى الله عز وجل؟ لا شك ان هناك امورا كثيرة تصد الانسان عن اتباع هدى الله لكن يأتي في مقدمتها وفي صدرها ماذا يأتي في مقدمتها وصدرها كيد الشيطان يأتي في مقدمتها وصدرها كيد الشيطان الشيطان الذي اخرج ادم من الجنة الذي اخرج ادم من الجنة واقسم ان يبقى في كيده بذرية ادم الى يوم يبعثون اقسم بعزة الله ان يبقى في كيده لهم الى يوم البعث وله طرق كثيرة وازيدكم له خبرة واسعة في هذا المجال. خبرته اطول الخبرات عندما يتحدث الناس الان عن الخبرة الواسعة فلان له خبرة واسعة في هذا المجال اطول خبرة في مجال الاظلال وغواية الانسان خبرة ابليس لانها خبرة قديمة نشأت متى منذ كيده لادم عليه السلام وبغضه له وحقده عليه فعنده خبرة واسعة ومتدرب وعنده مهارات واساليب وطرق وحيل كثيرة جدا يصد بها الناس عن دين الله. ولهذا قال ثم لاتينهم من بين ايديهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ثم لاتيهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ثم لا تجد اكثرهم شاكرين لا تجد اكثرهم ساترين اكثر الناس يظلهم عن دين الله ويصدهم عن اتباع هدى الله عز وجل وله طرق كثيرة قال الله عز وجل واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غني ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا فهذا الامر الاول الامر الثاني تقليد الاباء والاجداد تقليد الاباء والاجداد وهذه شبهة او جانب خطير يصد كثيرا من من الناس عن اتباع هدى الله عندما تأتي الى نصراني او يهودي او مجوسي او كافر وتعرظ عليه الدين وتوضح له الادلة وتبسط له النصوص وقال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتيه بالبراهين الواضحة ولا يستطيع ان يرد عليك في برهان منها ببرهان اخر لكنه لا يقبل منه ولا يتبعك بحجة واحدة وهي ماذا هل اترك ما عليه الاباء والاجداد هل اترك ما عليه العشيرة؟ انا وجدنا على انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مهتدون هكذا يجيب بدون دليل وبدون برهان وبدون حجة سوى متابعة الاباء والاجداد وهذا جانب خطير اذا كان الاب وهذا يدركه كل انسان اذا كان الاب مجرم سفاكا للدماء فاجرا عافيا ظالما يسرق وينهب هل للابن ان يتبعه لا لشيء الا لكون ابيه كذلك ابدا كذلك الامر اذا كان الاب كافرا معرضا عن دين الله غير قائم بطاعة الله ليس للابن ان يتبعه بل الواجب اتباع هدى الله الذي جاءت به رسل الله وجاء في كتاب الله وجاء في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم الامر الثالث التعلق بالدنيا الامر الثالث التعلق بالدنيا الشيطان وظع هذه الشبهة في قلوب الكثير واوهم كثيرا من الناس ان الدين يتنافى مع الحضارة ويتنافى مع الرقي ويتنافى مع كمال الانسان في حضارته بل ان بعض الظلال الف رسالة في هذا الدين سماها هذه هي الاغلال يقصد الدين الاسلامي هذه هي الاغلال يقصد الدين الاسلامي اي ان الدين الاسلامي اغلال تحول بين الانسان وبين الحضارة قال الله تعالى وقالوا ان نتبع الهدى معك يتخطف من ارضنا يعني توهموا ان الدين آآ يحول بينهم وبين الانتفاع في الدنيا والاستفادة منها والترقي في حضاراتها مع ان الدين لا يحول بين المسلم وبين شيء من ذلك. الدين يحول بين المسلم وبين معصية الله وارتكاب نهي الله والوقوع فيما حرم الله تبارك وتعالى. اما الدنيا فان الانسان مباح له ان يترقى فيها وان يطلب فيها الرزق واحل لهم الطيبات بل ان الله خلق جميع ما في الدنيا للانسان ليطيع الله وليعبد الله وليمتثل امر الله تبارك وتعالى فالتعلق بالدنيا امر يحول بين الانسان وبين طاعة الله تبارك وتعالى ثم الاعراب والغفلة الذي يعتري كثيرا يعتري كثيرا من النفوس الاعراض عما خلق له الانسان والغفلة. وقد اشرت فيما سبق الى قول الله تبارك وتعالى والذين كفروا عما انذروا معرضون وقول الله تبارك وتعالى يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون الغفلة والاعراض تحول بين الانسان وبين اتباع هدى الله عز وجل واسباب الصد عن اتباع هدى الله كثيرة والتوفيق كما قدمت بيد الله تبارك وتعالى والهداية بيده يهدي من يشاء ويضل من يشاء وفي الختام اسأل الله تبارك وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يهديني واياكم صراطا مستقيما وان يوفقني واياكم لاتباع هدى الله وان يعيذني واياكم من همزات الشياطين وان يوفقنا لكل خير يحبه ويرضاه وان يقينا من الشبهات والشهوات وان يجعلنا من اهل الخيرات من المؤمنين المتقين من الذين يمتثلون امر الله ويطيعون رسله ويعملون بطاعته سبحانه وتعالى. اسأل الله عز وجل ان يحقق لي لكم ان يحقق لي لي ولكم ذلك وان يوفقنا لكل خير انه ولي ذلك والقادر عليه والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد الله على هذه المحاضرة الطيبة لقد وردت الينا اسئلة بعضها بعضها خارج الموضوع و الا ان الوقت جميع الاسئلة الله كما سابقا ان هناك جلسة مفتوحة ابد موعدها في الجدول لديكم تعرض ان شاء الله في تلك الاسئلة التي هذا سؤال باللغة بعض الناس لا يعتقد ان اهل لا يعتقد ان اهل الكتاب كفار حتى نقيم عليهم الحجة بعد عن الاسلام وهذا قبل ان نطلق عليهم كفار فهل هذا صحيح توضيح آآ قبل الاجابة على هذا السؤال الاخوة بقراءة نص له ارتباط يعني في محاضرة حقيقة كنت ارغب في قراءته في اثناء المحاضرة يبين لنا كمال هذا الدين وكمال هذا الشرع وتماما وهو من كلام الامام العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه اعلام الموقعين ونص في غاية الاهمية مما يبين لك كمال هذا الدين والعاقل عندما يستمع هذا النص الذي عليه ادلة كثيرة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ينشرح صدره تمام الانشراح باتباع هدى الله عز وجل الكامل الذي يتناول جميع جوانب حياة المسلم قال ابن القيم رحمه الله وقد توفى وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء الا ذكر للامة منه علما وعلمهم كل شيء علمهم كل شيء حتى اداب التخلف واداب الجماع والنوم والقيام والقعود والاكل والشرب والركوب والنزول والسفر والاقامة والصمت والكلام والعزلة الخلطة والغنى والفقر والصحة والمرض وجميع احكام الحياة والموت. بينت في الاسلام احسن بيان ارفع بيان اضافة الى ذلك ووصف لهم العرش والكرسي والملائكة والجن والنار والجنة ويوم القيامة وما فيه حتى كأنه رأي العين ايضا وعرفهم معبودهم والههم اتم تعريف حتى كانهم يرونه ويشاهدونه باوصاف كماله ونعوس جلاله وعرفهم الانبياء واممهم وما جرى لهم وما جرى عليهم معهم حتى كانهم كانوا بينهم وعرفهم من طريق الخير والشر دقيقها وجليلها ما لم يعرفه نبي لامته قبله وعرفهم صلى الله عليه وسلم من احوال الموت وما يكون بعده في البرزخ وما يحصل فيه من النعيم والعذاب للروح والبدن ما لم يعرفه ما لم يعرف به نبي غيره وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من ادلة التوحيد والنبوة والمعادي والرد على جميع فرق اهل الكفر ما ليس لمن عرفه حاجة من بعده اللهم قلة من الا من يبلغه اياه ويبينه ويوضحه ويوضح منه ما خفي عليه وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من مكائد الحروب ولقاء العدو وطريق النصر والظفر ما لو علموه وعقلوه وراعوه حق رعايته لم يقم لهم عدو ابدا وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من مكائد ابليس وطرقه التي يأتيهم منها وما يتحرزون به من كيده ومكره وما يدفعون به شره ما لا مزيد عليه وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من احوال نفوسهم من احوال نفوسهم واوصافها ودسائسها وكمائنها ما لا حاجة لهم معه الى سواه وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم امور معايشهم ما لو علموه وعملوه لاستقامت لهم دنياهم اعظم استقامة وبالجملة فجاءهم بخير الدنيا والاخرة برمته جاءهم صلى الله عليه وسلم بخير الدنيا والاخرة برمته ولم يحوجهم الله الى احد سواه هذا النص العظيم من عقله وطالع بعض ادلته في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عرف كمال هذا الدين وعرف تماما وعرف تناوله جميع جوانب الحياة في كل امر وفي كل ذلك تجد ان الدين الاسلامي يدعو الى كل كمال ويدعو الى احسن المراتب وارفع الدرجات فمن عرف هذه الصفات لدين الاسلام وفهمها وشرح الله صدره للدين اتبع هدى الله هذا النص اوصي الاخوة بالعناية به والعناية بشرحه وايضاحه عندما يدعون غير المسلمين الى الاسلام وعندما يبينون لغير المسلمين الاسلام يسمحون لهم معاني الاسلام السامية واخلاقه العالية وادابه الرفيعة وتوجيهاته الحكيمة التي تتناول كل جانب من جوانب الحياة. وكم من انسان دخل الاسلام عندما بينت له الاخلاق التي يدعو اليها الاسلام والاداب التي يدعو اليها الاسلام والكمال الذي يدعو اليه الاسلام في كل جوانب الحياة. في البيع في الشراء في النوم واليقظة في الصلاة في الوضوء في الطهارة في كل جانب تجد الاسلام تجد ان هذا الدين العظيم يدعو الى اكمل الرتب اعلى المقامات وارفع الدرجات هذا الاخ كما سمعتم يقول اي يقول بعض الناس لا يعتقد ان اهل الكتاب كفار لا يعتقد ان اهل الكتاب كفار حتى نقيم عليهم الحجة وبعد ان يسمع عن الاسلام كل هذا قبل ان نطلق عليه الكافر فهل هذا صحيح؟ ارجو التوظيف ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال والذي نفسي بيده والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني من هذه الامة ثم لا يؤمن بالذي جئت به الا كان حقا عليه ان يدخله الله النار فالذي سمع بالنبي عليه الصلاة والسلام وسمع بدعوته وبلغه ذلك وبقي على الكفر فهذا مآله يوم القيامة الى النار وهو كافر اما الذي لم يبلغه الدين ولم تصل اليه الحجة الذي لم يبلغه الدين ولن تصل اليه الحجة فهو لا يدخل النار بل يمتحن يوم القيامة لا يدخل النار الا من قامت عليه الحجة قال الله تبارك وتعالى وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير اذا القوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور تكاد تميز من الغيظ كلما القي فيها فوج سألهم الم يأتكم نذير ما احد يدخل النار الا ويوجه اليه السؤال. الم يأتكم نذير؟ قالوا بلى. قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء وقال تعالى في سورة الزمر وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا حتى اذا جاؤوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها الم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافر فلا يعذب بالنار الا من قامت عليه الحجة اما من لم تقم عليه الحجة ولم يبلغه الدين فهذا يمتحن يوم القيامة كما ورد ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الشاهد انه ينبغي على الدعاة الى الله ان يبلغوا دين الله من هداه الله الى الاسلام ينبغي ان يبلغ دين الاسلام والله عز وجل يقول وانذر عشيرتك الاقربين. اجتهد كل مسلم مع ابيه وامه واخوانه وقرابته يبين لهم هذا الدين العظيم ويدعوهم الى طاعة الله والى توحيد الله والامتثال امره واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم واحد يقول الله خير يا تكلمت اعرض عن عز وجل فان ضنكا ذكرت مثوى الكافر هل هناك من ممن حقا لهذا العقاب السؤال الاخر يقول هل يعتبر المسلم الذين يوم القيامة قال الاول السؤال الاول يقول فيه الاخ آآ ذكرت مثوى الكفار وكيفية الحشد وكيفية وضعه في النار قال هناك من المسلمين من يكون مستحقا لهذا العقاب المسلم عندما يعاقب يوم القيامة لا يعاقب بما يعاقب به الكفار عقاب الكفار يوم القيامة مختلف تماما عن عقاب المسلمين. المسلم يعاقب قد يعاقبه الله تبارك وتعالى على قدر ذنبه اما الكافر فان عقابه مختلف تماما عن عقاب المؤمن ولهذا عقاب المسلم الذي وقع في المعصية فالمسلم له عقابه يوم القيامة بحسب ذنبه واما الكافر فله عقاب اخر يكون مخلدا فيه ابدا ابدي كنوا مخلدا فيه ابد الابدين. فعقاب الكافر يختلف تماما عن عقاب المسلم. ولهذا قال اهل العلم عن الدور التي يوم القيامة قالوا الدور ثلاثة دار للطيب المحض يعني هذه لاهل الايمان الذين ليس عندهم معصية ماتوا على طاعة الله وعلى التوبة من الذنوب هؤلاء لهم دار الطيب وهي الجنة ودار الخبث المحض وهذه دار الكفار ودار الطيب الذي شابه خبث هذه نار غصاة الموحدين نار عصاة الموحدين تختلف عن النار التي يعاقب بها الكافر. ولهذا عقاب الكافر يختلف عن عقاب المسلم العاص اختلف تماما وتفاصيل هذا يجدها يجدها المسلم في كتب الاعتقاد التي تبث هذا الموضوع اما قوله هل يعتبر المسلم العاصي من الكفار الذين يحشرون على وجوههم يوم القيامة؟ فالجواب لا المسلم العاصي لا يكون كافرا الا على مذهب الخوارج الضلال قوارب الضلال يقولون المسلم العاصي كافر يقولون المسلم العاصي كافر ويكفرون بالمعاصي والمعتزلة يقولون المسلم العاصي او عصاة المسلمين يخرجون من الايمان ولا يدخلون الكفر بل يكونون في منزلة بين المنزلتين منزلة الايمان ومنزلة الكفر اما الحق في شأن المسلم العاصي انه مسلم مؤمن بايمانه وفاسق بكبيرته او بعبارة ثانية مؤمن ناقص الايمان فليس كافر كما يقول الخوارج وايضا ليس مؤمن كامل للايمان كما يقول مرجئة بل هو مؤمن ناقص في الايمان كل ما وقع في معاصي وذنوب نقص من ايمانه بحسب ما يقع فيه من معاصي لكن لا يكفر المسلم بالمعصية لا يجوز ان يكفر المسلم بالمعصية والذين يكفرون المسلمين بالمعاصي هم الخوارج يقول السائل قد تعلقت مفاهيم كثير من المسلمين على ان الكثرة في العدد هي المعيار الوحيد صدق اتباع خير الهدى ما ادى بكثير من المسلمين ان فهم او ان وهم كسل في العمل لله عز وجل. ارجو توضيح هذه المسألة جزاكم الله خير الكثرة يقول السائل لقد تعلقت مفاهيم كثير من المسلمين على ان الكثرة في العدد هي المعيار الوحيد في صدق اتباع الهدى مما ادى بكثير من المسلمين ان تصيبهم ان يصيبهم كسل في العمل لله عز وجل ارجو توضيح هذه المسألة الكثرة ليست معيرا كثرة الناس على شيء معين ليست معيارا على الصحة كما انها ايظا ليست معيارا على عدم الصحة قد يكون عدد الناس كثير على خير قد يكون عددهم كثير على شر فالكثرة ليست معيار وكثير من الناس يخطئ عندما يقوم بالكثرة عندما يقوم بالكثرة وكيف يقوم الانسان بالكثرة والله عز وجل يقول وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ويقول وقليل من عبادي الشكور فكيف يقوم بالكثرة والحالة هذه يقول عليه الصلاة والسلام رأيت الانبياء وعرض على الانبياء يأتي النبي وليس معه احد يوم القيامة ويأتي النبي ومعه الرجل والرجلان. ويأتي النبي ومعه الرهر يعني بعظ الانبياء يأتي يوم القيامة وليس معه احد لم يؤمن معه ولا واحد فبعضهم يأتي ولم يؤمن معهم من قومه الا رجل واحد فقط وبعضهم يأتي ولم يؤمن معه الا رجلين فقط فاذا كان المعيار الكثرة من الذي على الحق اذا كان المعيار الكثرة من هو الذي على الحق فليس المعيار من كثرة وانما المعيار دائما وابدا اتباع الهدى وموافقة الحق هذا هو المعيار ولهذا جاء عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال في لما سئل عن الجماعة قال الجماعة اصابة الحق ولو كنت وحدك لو كان الانسان وحده على الحق هو الجماعة ولهذا قال الله تبارك وتعالى عن ابراهيم عليه السلام ان ابراهيم كان امة مع انه واحد لانه هو الذي كان على الحق عليه السلام. وفي الاية الاخرى اه قال فاي الفريقين إبراهيم فريق وقومه فريق اخر سماه وهو وحده فريق فالذي على الحق هو الامة وهو الجماعة وهو طريق الحق ليست العبرة بالكثرة ليست العبرة بالكثرة. ايظا الان بالنسبة للدعاة متكلمين بعظ الناس يقوم جيدهم من غير جيد بكثرة اذا رأوا كثرة الحظور عند الرجل قالوا هذا دليل على انه منهجه الصحيح وانه آآ دعوته حق ولهذا لاحظوا الناس كثير حوله واذا رأوا اخر عنده اناس قليل ولو كان من اعلم اهل الارض يقولون هذا على عدم صحة دعوته والا لو كان دعوته صحيحة لكان الناس حوله كثير اذا اه نعم اذا كيف لو ان هؤلاء اتوا الى اماكن الرقص اماكن اللعب واماكن العالم بالالات والمئات العالم بالالاف والمئات في هذه الاماكن فهل هذا دليل على الحق؟ تفضل شيخ صالح تفضل الشيخ اي نعم ايضا قد يعني كما اشار الشيخ البعض عليكم بالسواد الاعظم توادل الاعظم السواد الاعظم هو موافقته السواد الاعظم هو موافقة الحق اتباع الهدى حتى وان كان الانسان وحده عندكم شي يا شيخ هذا على فرض طبعا صحة الحديث لان في الحديث الذي اشرت اليه قبل قليل قال عليه الصلاة والسلام ثم رأيت سوادا عظيما فقلت هذه امتي قالوا هذا موسى ومن معه ثم رأيت سوادا عظيما اخر فقلت هذه امتي قيل نعم هذه امتك ومعهم سبعون الف يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب هم الذين لا يكتوون ولا يتطيرون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون. فالسواد الاعظم هم اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام والسائرون على نهجه وليس السواد الاعظم الكثرة من الناس سواء كانوا على خير او على شر. هذا امر يدركه كل مسلم جزى الله شيخنا الشيخ عبد الرزاق على هذه المحاضرة الطيبة والاسئلة والاجوبة النافعة وكان هذا هو السؤال الاخير وجزاكم الله خير على حسن استماعكم ونطلب من الاخوة التوجه الى المصلى لان صلاة العشاء سوف تقام بعد خمس دقائق جزاكم الله خير. السلام عليكم