بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واجعل ما نتعلمه حجة لنا علينا يا ذا الجلال والاكرام اما بعد ايها الاخوة الكرام موضوع اللقاء في هذه الليلة الطيبة المباركة ليلة الجمعة عن العلم الشرعي فضله وادابه وطرق تحصيله وهو موضوع واسع وجوانبه كثيرة لكن نقف مستعينين بالله عز وجل على بعض جوانب هذا الموضوع وطرف من مهماته راجين من الله سبحانه وتعالى ان يحقق لنا في ذلك الخير والنفع والبركة فهو جل وعلا ولي التوفيق والسداد فلا حول ولا قوة الا به تبارك وتعالى والعلم الشرعي هو افضل ما حصله الانسان وخير ما اكتسبه وهو افضل ما صرفت فيه الاوقات وامضيت فيه الساعات وبركة على الانسان في حياته كلها العلم الشرعي وذلكم العلم الذي يعرف به العبد ما خلق لاجله واوجد لتحقيقه ويعرف به دين الله عز وجل ويميز به بين الحلال والحرام ويفقه به الاحكام ويعرف من خلاله كيف يعبد الله وكيف يؤدي الطاعة لله عز وجل على الوجه الذي يرضيه وحيث ورد الثناء في القرآن والسنة على العلم واهل العلم فالمراد به العلم الشرعي العلم الذي يستبين به صاحبه دين الله تبارك وتعالى و كيف يعبد الله وكيف يؤدي فرائض الله عز وجل وواجباته واحكامه وشرائعه التي خلق سبحانه وتعالى الخلق لاجلها واوجدهم لتحقيقها وفي القرآن الكريم ايات كثيرة يثني فيها الله جل وعلا على العلم ويمتدح اهله ويبين سبحانه وتعالى مكانتهم العلية ومنزلتهم الرفيعة وانهم خير الناس وان غيرهم لا يساويهم ولا يدانيهم. في اية عديدة من كتاب الله عز وجل قال تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وقال تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ويقول تعالى افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى ويقول تعالى افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى ام من يمشي سويا على صراط مستقيم والايات في هذا الباب كثيرة تبين فضيلة من كان في سيره الى الله جل وعلا وعبادته لله عز وجل على سنن قويم وهدي مستقيم وجادة واضحة ولهذا قال اهل العلم ان من العلم ما هو فرض عين على كل مكلف لا يسع احدا من الناس ان ان يجهله ولهذا لما سئل الامام احمد رحمه الله تعالى عن هذا العلم الذي هو واجب على كل مكلف ما هو قال رحمه الله تعالى هو ما يقيم به المرء صلاته ويعرف بها ويعرف به فرائض دين الله تبارك وتعالى وما اوجب عليه وكل ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب ولهذا من العلم علم هو فرض عين على كل مكلف يجب على كل مكلف ان يعنى به ان يعرف التوحيد الذي خلقه الله تبارك وتعالى لاجله وان يعرف اصول الايمان التي لا يتحقق لاحد دين ولا تقبل منه عبادة الا بها ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين قال تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظل ضلالا بعيدا وايضا ما يعرف به واجبات الدين ومباني الاسلام كما صح في حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام من استطاع اليه سبيلا وان يعرف ما حرمه الله عز وجل عليه وما نهاه عن فعله واقترافه ليكون من ذلك على حذر فكما انه يجب عليه ان يعرف الفرائض والواجبات ليفعلها فانه كذلك واجب عليه ان يعرف المحرمات والكبائر والاثام التي تسخط الله تبارك وتعالى ليجتنبها والا كيف يتقي ما ما لا يعرف حرمته ولا يعرف تحريمه كيف يتقي من لا يدري ما يتقي ولما تساهل كثير من الناس بمعرفة المحرمات والكبائر ومعرفة خطورتها واضرارها عليهم في الدنيا والاخرة اقترفوها. ووقعوا فيها وتوسعوا في فعلها واخذوا يتلمسون لانفسهم الاعذار في ذلك غير مبالين وهذا يبين لنا الحاجة الماسة والضرورة الملحة لتعلم العلم الشرعي وبخاصة العلم الذي هو علم فرض على كل مسلم ومسلمة ان يعرف دينه ان يعرف واجبات الدين ان يعرف ما لا تتم واجبات الدين الا به ان يعرف ما نهاه الله سبحانه وتعالى عنه ومنعه منه وحرمه عليه حتى يكون في سيره الى الله عز وجل وطلبه لرضاه سبحانه وتعالى على سنن سوي وعلى طريق مستقيم وعندما يكون الناس على جهل بدينهم وبالتوحيد الذي خلقوا لاجله على جهل بالعبادة التي خلقوا لتحقيقها وعلى جهل بالفرائض فرائض الدين وعدم اهتمام بالعلم والتعلم اذا كانوا على هذه الحال فانهم تعثوا بهم او تعثوا فيهم البدع والاهواء والخرافات ويتسلط عليهم ائمة الضلال ودعاة الباطل الذين قال قال عنهم عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين ويكثر فيهم التلبيس ولبس الحق بالباطل واشتباه الامور واختلاطها وعدم الدراية بدين الله تبارك وتعالى. وتنفق فيهم الموضوعات من الاحاديث والواهيات المكذوبات والقصص المنحولات والاحكام المرجوحات الى غير ذلك مما ينفق سوقها عند الناس اذا كانوا مفرطين مقصرين في طلب العلم الشرعي على بابه الصحيح ووجهه القويم ويصبح حال الناس عندما يفرطون في العلم ويفرطون في تحصيله وتلقيه يصبح حالهم اتباع لكل ناعق ويكثر تنقلهم فترى الشخص الواحد متقلبا في دينه متغيرة حاله غير ثابت على دين ولا مستقيم على طاعة لله تبارك وتعالى وهذا كله من الشتات والضياع الذي يبوء به الانسان او يبوء به الناس اذا فرطوا في العلم ثم في زماننا هذا مع كثرة وسائل التلقي وابواب ما يسمى بالثقافات وانفتاح كثير من وسائل الاتصال وسائل البث ودخولها على الناس في بيوتهم ومجالسهم وامكنتهم اصبح اصبحت قلوب كثير من الناس ممرضة ومصابة بانواع من الاسقام مع جذب كبير في العلم الشرعي الصحيح والدراية بدين الله تبارك وتعالى القويم واصبح كثير من الناس دخلوا في حيرة وشك والتباس واشتباه واضطراب في الامور وسبب ذلك انهم فتحوا قلوبهم واسماعهم لكل ناعق ولم يجعلوا قلوبهم واسماعهم متجهة الى طلب العلم الحق الصحيح من بابه ومن طريقه بل اصبحوا يسمعون كل شيء ويصغون الى كل احد بل ويسألون كل احد حتى حصل من الاضطراب والشتات والفرقة ما الله تبارك وتعالى به عليم فكل ذلك يؤكد على ظرورة عناية المسلم بالعلم الشرعي الصحيح المستمد من كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ويأخذ نفسه بالصبر على هذا العلم والدأب على تحصيله ويطلب من الله تبارك وتعالى ان يعينه على تحقيق ذلك ويواصل هذا الامر في كل ايامه وجميع اوقاته الى ان يتوفاه الله تبارك وتعالى وهو طالب للعلم الشرعي كما قيل للامام احمد في مرحلة متأخرة من حياته وهو عاكف على العلم. قيل له الى متى؟ قال من المحبرة الى المقبرة اين ازال طالبا للعلم الشرعي عاكفا عليه جادا في تحصيله الى ان يتوفاني الله والعلم الشرعي عبادة تتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى والعبادة مطلوبة منك الى ان تموت كما قال الله عز وجل واعبد ربك حتى يأتيك اليقين واعلم انك اذا صبرت نفسك على العلم الشرعي والزمتها بتحصيله وجعلتنا للعلم الشرعي نصيبا في كل يوم من ايامك اياك ان يمر عليك يوم لا تحصل فيه علما اياك ان يمر عليك يوم من ايامك لا تحصل فيه علما. كان بعض السلف اذا غربت الشمس وقد فاته نصيبه وحظه من العلم الذي اعتاد عليه بكى وكثير منا تمضي عليه الشهور بل والسنوات ولا يجد وقتا للجلوس للعلم. يجد اوقاتا كثيرة للجلوس للهو والمرح واللعب والسمر وغير ذلك ولا يجد دقائق معدودات او لحظات يسيرات يفقه فيها دينه الذي خلقه الله لاجله واوجده تبارك وتعالى لتحقيقه ولهذا ينبغي على على الانسان ان يجعل لنفسه حظا في العلم ونصيبا منه في ايامه كلها والله سبحانه وتعالى اذا اراد بعبده خيرا وفقه للعلم وتحصيل العلم. كما بين ذلك نبينا صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الصحيح حيث قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فمن ارادة الله سبحانه وتعالى الخير بعبده ان يوفقه للتفقه في الدين ان يوفقه للتفقه في الدين قد قال العلماء رحمهم الله ان مفهوم المخالفة لهذا الحديث ان من لم يعتني بالفقه في الدين وتحصيل العلم فان هذا من علامات عدم ارادة الخير به فان هذا من من علامات عدم ارادة الخير به. لان من اراد الله سبحانه وتعالى به خيرا فقهه في الدين. اي وفقه واعانه وشرح صدره صدره للفقه في الدين وتعلمه ولزوم مجالس العلم والحرص عليها وصبر وصبر النفس على ذلك الى ان يحصل منه ما كتبه الله تبارك وتعالى له فاصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فروطا اي ظائعا متبددا متفرقا فينبغي على الانسان ان يجاهد نفسه بان يكون له حظ من العلم الشرعي المستمد من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ولو لم يأتي في هذا الباب في بيان فظل هذا العلم وشرفه وشرف اهله وفضله ومحصليه الا حديث الا حديث ابي الدرداء رضي الله عنه وارضاه الثابت في السنن وفي غيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم لكفى بذلك فضلا وشرفا روى ابو الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع. وان فضل فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وان العلماء ليستغفر لهم كل شيء حتى الحيتان في الماء وان العلماء ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر في زمن الصحابة رجل في المدينة سمع عن ابي الدرداء انه يحدث بهذا الحديث وكان ابو الدرداء رضي الله عنه في الشام فرحل من المدينة ذلكم الرجل الى الشام واتى ابا الدرداء رضي الله عنه وقال جئت اليك لحديث بلغني انك تحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليكن منك على بال ان الرحلة من المدينة الى الشام في ذلك الوقت ليست كالرحلة الى الشام في وقتنا هذا قد ترحل الى الشام من المدينة قد ترحل من المدينة الى الشام في زماننا هذا في حدود ثلاث ساعات اذا كان بالطائرة وفي نهار واحد او يزيد قليلا اذا كان ذلك بالسيارة. اما في ذلك الوقت فان الرحلة الى الشام تحتاج من ايام الى ما يقارب شهرا كاملا فرحل من المدينة الى الشام مكابدا مشقة السفر وطول الغربة والجهد والمعاناة من اجل حديث واحد بلغه ان ابا الدرداء يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما وصل الى ابي الدرداء واخبره بخبره قال له ابو الدرداء رضي الله عنه اما جئت لحاجة؟ قال لا. قال اما جئت لتجارة؟ قال لا. قال ما جئت الا لهذا الحديث؟ قال ما جئت الا لهذا الحديث فحدثه به رضي الله عنه وارضاه وهذا يدل على همم كان عليها السلف همم عالية كان عليها السلف ورغبة عظيمة وحرص شديد على العلم الشرعي وتحصيل فضائله وفي هذا الحديث حديث ابي الدرداء ولابن رجب رحمه الله شرح مفرد على هذا الحديث من انفس ما يكون. وينبغي على طالب العلم ان يقرأ هذا الشرح ولو مرة في حياته شرح من انفس ما يكون فيه من الفوائد العظيمة والفرائد النفيسة ما لا تكاد تجدها مجتمعة عن فضل العلم ومكانته ومنزلة اهله في كتاب اخر قال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث العظيم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وهذه الفظيلة الاولى التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لطلب العلم وتحصيل العلم. قال من سلك طريق طريقا يلتمس فيه علما اي سار في طريق لا لشيء الا لطلب العلم. يخرج من بيته ويتجه لم يخرج ولم يتجه ولم يسر الا لاجل العلم وتحصيله يلتمس اي يطلب ويحصل فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة اي جعل الله تبارك وتعالى طلبه للعلم جعل الله تبارك وتعالى طلبه للعلم آآ سببا لتيسير طريق الجنة عليه لتيسير طريق الجنة عليه. والفوز بها يوم لقاء الله تبارك وتعالى وذلكم ان الجنة لا تنال بعد رحمة الله تبارك وتعالى الا بالعمل الصالح. كما قال الله الله تعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ولا يمكن للانسان ان يعرف العلم ان يعرف العمل الصالح الا بالعلم ومن لم يكن عنده علم شرعي صحيح فانه يخبط في العبادة خبط عشواء والله سبحانه وتعالى لا يقبل من الانسان العبادة ايا كانت وباي صفة؟ وانما يقبلها تبارك وتعالى منه اذا كانت موافقة للهدي القويم. ولسنن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وفي رواية من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد في حديث اخر قال عليكم بسنتي. وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم محدثات الامور وكان اذا خطب الناس يوم الجمعة عليه الصلاة والسلام يقول اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشر الامور المحدثاتها وكل محدثة بدعة فهذا كله يبين لنا ان تيسر طريق الجنة والفوز برضا الله تبارك وتعالى لابد فيه من العلم لابد فيه من العلم الشرعي الصحيح المستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه لهذا قال عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة طالب العلم عندما يدرس العلم ويتعلمه ويتفقه في دين الله يتعلم من خلال العلم الاخلاص ومكانة الاخلاص وعظيم شأنه عند الله تبارك وتعالى يتعلم من خلال العلم العبادة وفضلها وعظيم ثوابها عند الله عز وجل فيقبل قلبه عليها يتعلم من خلال العلم الشرعي المحرمات والنواهي وما يسخط الله عز وجل وخطورة ذلك وظرره على الانسان في دنياه واخراه فيدفعه ذلك الى البعد عنها وعدم مقارفتها الى غير ذلك من الامور العظيمة التي لا تنال ولا سبيل الى تحصيلها والفوز بها الا من خلال العلم الشرعي ولهذا فالعلم الشرعي به يبدأ وهو المقدم على العمل قال الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك قال الامام البخاري رحمه الله تعالى بدأ الله بالعلم قبل القول والعمل والبدء بالعلم قبل القول والعمل في غاية الاهمية. لان القول والعمل اذا كان على غير العلم سيكون مدعاة للانحراف. والزلل والوقوع في البدع. والاهواء والمحدثات التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم فاذا سلوك طريق العلم الشرعي سبب لتسهيل طريق الجنة على الانسان وهذه الفائدة الاولى والفظيلة الاولى للعلم المستفادة من هذا الحديث العظيم حديث ابي الدرداء الثمرة الثانية قال وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وهذه فضيلة لطالب العلم ان الملائكة تضع اجنحتها له رضا بما يصنع اي رضا بصنيعه وهو طلب العلم وهذا فيه دليل على محبة الملائكة لطلبة العلم وان الملائكة تحف طالب العلم باجنحتها وانها ترظى او يرظيها ما يصنعه طالب العلم من الحرص على طلب العلم وسلوك مسالكه والسير في نظير هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب والله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده وهذه عدة فضائل اجتمعت في هذا الحديث لكن الشاهد منه قوله عليه الصلاة والسلام وحفتهم الملائكة فالملائكة تحف طلبة العلم باجنحتها وتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع فالصحيح ان الملائكة تضع اجنحتها وتحف طالب العلم باجنحتها حقيقة ليس المراد بذلك اه معاني اخرى بل الامر على ظاهره فالملائكة تضع اجنحتها حقيقة لطالب العلم ليس المعنى هو الخضوع او اللين او الرفق او نحو ذلك من المعاني بل الملائكة تضع لطالب العلم حقيقة رظا بما يصنع ونحن وان كنا لا نرى اه الملائكة الا اننا على يقين بكل ما يخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم من اعمال يقومون بها حتى وان لم نرى ذلك وفي النصوص نصوص القرآن والسنة اخبارات كثيرة عن الملائكة في امور كثيرة ولا نراها لكننا على ايمان تام بها فلولا اذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليكم ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون ولكن لا تبصرون اي لا تبصرون ملائكتنا الذين جاءوا لقبض روحه روحي قريبكم لا تبصرونهم فنحن في كل ما اخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم على يقين وان كنا لا نرى ذلك وقد اورد ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه الذي اشرت اليه انفا ان احد الملاحدة سمع بهذا الحديث فاخذ يسخر ويقول اين الملائكة اين الملائكة؟ ويمشي بجنب بعض طلبة العلم ويسهر ويقول اين الملائكة وذكر انه جاء بحذاء ووضع فيه مسامير واخذ يمشي بهذا الحذاء الذي فيه مسامير بجنب طلبة العلم ويقول اريد ان اطأ اجنحتهم اريد ان اطأ اجنحتهم ساخرا ومتهكما فايبس الله تبارك وتعالى قدميه في مكانه فايبس الله قدماه في في مكانه هذه عقوبة معجلة للساخرين وكثير هؤلاء كثير هؤلاء في كل زمان ومكان الذين لا يعظمون السنة ولا يعرفون حرمتها. واذا بلغهم حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يوافق اهواءهم سخروا به وهؤلاء ان سلموا من العقوبة المعجلة لم يسلموا من العقوبة المؤجلة قد ذكر النووي رحمه الله تعالى عن بعض هؤلاء الساخرين ان انه سمع قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث اذا قام احدكم من نومه فليغسل يده ثلاثا قال فان احدكم لا يدري اين باتت يده فان احدكم لا يدري اين باتت يده فقال هذا الساخر انا ادري اين باتت. باتت معه في فراشه قال ذلك ساخرا مع ان الحديث واضح ومراد النبي صلى الله عليه وسلم به بين غير خفي لكن هذا قال ساخرا انا اعرف اين باتت يده باتت معه على فراشه فنام ولما اصبح واذا يده في دبره هذه عقوبة معجلة وعقاب الاخرة اشد وابقى ولهذا السنة يجب ان تعظم. واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يجب ان تحترم وان يعرف المسلم لها قدرها ومكانتها وشأنها وانها كلام المعصوم عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. صلوات الله وسلامه عليه فهذه الفظيلة الثانية قال ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع اي رضا بصنيعه وهو سلوك طلب العلم وهذا الامر عندما يستحضره طالب العلم يزيل عنه الوحشة ويؤنسه يدفعه الى الاقبال على الطلب وهذي من المعاني التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لنا هذه الاحاديث لاجلها حتى نرغب ونقبل فطالب العلم اذا عرف ان الاجنحة ان الملائكة تحفه باجنحتها يأنس ويفرح وينشط ويجد ويعرف ان هذا شرف وفضل ومكانة فيجاهد نفسه على الاخلاص ويجاهد نفسه على الطلب ايضا اذا عرف انه في مجلس العلم تحفه الملائكة وان الملائكة تبحث عن عن حلق العلم ومجالس الذكر كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لله ملائكة فضلا اي يطلبون مجالس الذكر فاذا وجدوا قالوا هذه بغيتكم او كما جاء في الحديث فيفرح طالب العلم بمثل هذه المعاني ان الملائكة تحظر مجالس العلم وانها تحف طلبة العلم باجنحتها وانها تظع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع. فهذا الامر عندما يستحضره طالب العلم يزيد اقباله وحرصه ورغبته ودأبه ونشاطه في في العلم وتحصيل العلم ثم الفظيلة الثالثة في هذا الحديث العظيم لا طلب العلم وتحصيل العلم قول النبي صلى الله عليه وسلم وان فظل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب فضل العالم على العابد كفظل القمر ليلة البدر اي ليلة التمام ليلة الرابع عشر والخامس عشر عندما يكتمل ويتم قال فظل العالم مع العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب الكوكب جميل وله نور واذا نظر اليه الناظر ينظر الى شيء جميل لكن نور البدر آآ نور الكوكب قاصر عليه نور الكوكب قاصر عليه وانت تعلم ذلك وانت تعلم ذلك في اخر الشهر عندما يصبح آآ اه عندما يذهب ضوء ضوء القمر ويذهب الابداع والظياء الذي يكون في وسط الشهر واذا كنت في الصحراء ترى النجوم ويعجبك جمالها لكن المكان الذي انت فيه ماذا مظلم وقد لا تهتدي الى الطريق مع ان النجوم المضيئة موجودة في السماء لكن المكان مظلم فاذا جئت في ليلة الخامس عشر ليلة الرابع عشر عندما يكتمل ضياء القمر تجد ان المكان مضيء تماما وهذا التشبيه من النبي عليه الصلاة والسلام للعالم بالقمر ليلة البدر وللعابد بالكواكب في اشارة الى ان العالم والعابد في كل منهما خير والكواكب مضيئة في نفسها وجميلة ومنظرها جميل. وزينة للسماء وحسن وجمال وبهاء لكن القمر شيء اخر. القمر ليلة البدر شيء اخر. لانه يضيء للناس ويملأ الارض عندما يطلع عليها يملؤها نورا وضياء والناس في الليلة ليلة الابدان يمشون في الطرق وهم في نور وفي ظياء لا يسقط في الحفرة ولا يميل عن الطريق بل يرى الطريق واضحا امامه. وهذا هو مثل العالم. العالم اذا وجد في المجتمع اضاء للناس الطريق. مثل ما قال بعض السلف قال مثل العابد ومثل الناس مثل قوم في صحراء مظلمة فيها الهوام وفيها الوحوش وفيها الى اخره. وفيها الاشواك فجاءهم ومعه سراج واخذ يمشي امامهم وهم يسيرون وراءه في طريق واضح هذا مثل للعالم. العالم الذي يضيء للناس طريقهم بنور السنة وضياء الحق والهدى الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا مثله وقد نقل الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه المتقدم عن بعض اهل العلم سرا جميلا في تشبيه العالم بالقمر ليلة البدر قال الله جل وعلا وصف نبيه صلى الله عليه وسلم بالسراج المنير وصفه الله تبارك وتعالى بالسراج المنير بهذا وصف الله تبارك وتعالى نبيه والسراج هو الشمس مما يدل على ذلك قول الله تعالى وجعلنا سراجا وهاجا فمثل النبي عليه الصلاة والسلام مثل آآ الشمس في اظاءة في اضاءة الدنيا والنور والضياء العظيم بما بينه عليه الصلاة والسلام من وحي الله تبارك وتعالى ودينه لان وحي الله نور قال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا قال ذلكم العالم والقمر انما يقتبس نوره من الشمس والعالم هو هو من يرث الانبياء ويقتبس نوره والضياء الذي عنده من الانبياء ولهذا الشمس ولهذا القمر عندما لا يأتيه نور الشمس يصاب بماذا بالكسوف يصاب بالكسوف فالظياء الذي فيه يقتبسه من نور الشمس وهذا هو مثل مثل العالم. وهذا يفيد ان العالم كلما قوي اقتباسه من نور السنة وظياء وظياءها زاد في ابداره وزاد في ظيائه وزاد في نوره وزاد في ثمراته بحسب حظه مما جاء آآ بحسب حظه مما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام وان مثل العالم والعابد وان فظل العالم على العابد كفظل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. العالم ما عنده من العلم والخير ليس قاصرا عليه بل هو لا يزال يفقه الناس ويعلم ويبين ويوضح ويشرح وينهى عن الحرام ويبين الاحكام فالعلم الذي عنده هو ضياء للناس وكثير من المناطق في الدنيا عبر التاريخ كانت مظلمة بالجهل وقيض الله تبارك وتعالى لها عالما مصلحا فاصبحت مضيئة بالعلم وقد قال بعض اهل العلم قديما لولا اهل العلم اي بعد فضل الله ومنه لاصبح الناس مثل البهائم لولا اهل العلم اي بعد فظل الله لاصبح الناس مثل البهائم كيف كيف يصلون؟ كيف يتوضأون كيف يصومون؟ كيف ينكحون وكيف يطلقون؟ وكيف يعرفون الحلال من الحرام كيف يعرفون الاحكام الا عن طريق اهل العلم فهذا الضياء وهذا النور انما يعرف عن طريق العلماء ولهذا العلماء مثل البدر ضياء يضيئون للناس طرقهم يبينون لهم دين الله سبحانه وتعالى يوضحون لهم الاحكام يبينون لهم الحلال من الحرام هذا شأن العلماء ثم ذكر عليه الصلاة والسلام الفضيلة الرابعة في هذا الحديث وهي قوله صلى الله عليه وسلم وان العالم ليستغفر له كل شيء ليستغفر له كل شيء حتى الحيتان في الماء اي الاسماك التي في المياه تقول اللهم اغفر له تدعو له بالمغفرة يستغفر له كل شيء وقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ويستغفرون للذين امنوا وهذا الاستغفار لعموم المؤمنين استغفار الملائكة لكن هذا الاستغفار الشامل العام من المخلوقات حتى الحيتان في الماء هذا خاص باهل العلم خاص باهل العلم يستغفر لهم كل شيء حتى الحيتان في الماء حتى الحيتان التي تسبح في المياه ويصطادها الصيادون ويأكلها الناس هذه الحيتان التي في الماء تستغفر للعالم والعلماء ذكروا في ذلك حكم منها ان وليست هي كل شيء ولكنها حكم تتلمس منها ان نفع العالم بل يصل نفعهم حتى الى البهائم والحيوانات والدواب كلها يصلها نفع العالم العلماء يبينون للناس احكام كثيرة تتعلق بالحيوانات مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة وليحد احدكم سفرته وليرح ذبيحته الصحابي الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم الشاة اذبحها وارحمها. قال والشاة اذا رحمتها رحمك الله. فالعلماء يبينون هذه المعاني النبي صلى الله عليه وسلم ان يتخذ الطير غرضا احكام كثيرة تتعلق بالبهائم والدواب والرفق بالحيوانات يبينها اهل العلم فالدواب ايضا تأخذ نصيبها وحظها من بيان العالم ونصحه فهذه من الحكم التي قالها اهل العلم باستغفار الحيتان كلمة للعالم لكن هناك امر اعظم من هذا واجل الا وهو ان المخلوقات السماوات والجبال والدواب وكثير من من الناس يسبحون الله ويعبدونه ويطيعونه الا من حقت عليه الضلالة فهي كلها مطيعة لله السماوات والارظ والجبال والدواب والاشجار كلها مطيعة لله كلها مطيعة لله وقد جبلها الله عز وجل او جعلها الله سبحانه وتعالى محبة لمن اطاعه والعلماء هم افظل الناس في الدعوة الى طاعة الله ولهذا حظي العلماء بهذا الشرف العظيم ان كل شيء يستغفر لهم حتى الحيتان في الماء لانهم هم الذين يقومون بمهمة بيان الدين واشاعته في الناس ونشره فينتشر الخير وتعم الفظيلة وتكثر العبادة ويقبل الناس على طاعة الله عز وجل بالجهود التي يوفق الله تبارك وتعالى اهل العلم لبذلها. وييسرهم لنشرها فهذه الكائنات المطيعة لله تبارك وتعالى تستغفر للعالم لانه يدعو الى تحقيق العبودية لله تبارك وتعالى وهي كائنات مطيعة لله سبحانه وتعالى خلقها على هذا الوصف تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا فهي تسبح وتحمد الله عز وجل وتطيعه بل ان الله عز وجل اسمع نبيه وبعض الصحابة تسبيحا هذه الجمادات جاء في بعض الاحاديث ان الصحابة رضي الله عنهم سمعوا التسبيح بحصيات كانت بيد الرسول عليه الصلاة والسلام وسمعوا صوت التسبيح يصدر من الحصيات تقول سبحان الله سبحان الله تسبح الله واخذها ابو بكر في يده وسبحت وعمر اخذها في يده رضي الله عنه وسبحت وسمع الصحابة تسبيحا والحديث ثابت فالشاهد ان هذه هذه الكائنات مطيعة لله تبارك وتعالى وممتثلة لامره تبارك وتعالى ولما كان شأن العلماء في الناس شأن المبين لدين الله الساعي في تحقيق العبودية لله تبارك وتعالى كان لهم هذه الفظيلة العظيمة التي اخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله وان العلماء ليستغفروا لهم كل شيء حتى الحيتان في الماء ثم ذكر عليه الصلاة والسلام فضيلة اخيرة في هذا الحديث وهي الفضيلة الخامسة بقوله صلى الله عليه وسلم وان العلماء ورثة الانبياء وان العلما ورثة الانبياء فان فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر. ولهذا يروى في بعظ الاثار ان ابا هريرة رضي الله عنه جاء للناس وهم في السوق يبيعون ويشترون فقال لهم رضي الله عنه ما معناه؟ ما بالكم هنا جلوس وميراث النبي صلى الله عليه وسلم يقسم في المسجد ما تأخذون منه فانطلق الناس الى المسجد كل يريد نصيبه من الميراث وفي البال ان فيه مال يقسم او فلما وجدوا دخلوا المسجد وجدوا عالم يفقه الناس. قال له ماذا ميراث النبي النبي لم يورث دينارا ولا درهما وانما ورث العلم هذا ميراث النبي عليه الصلاة والسلام قال فان العلماء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر ولهذا حظك من هذا الميراث حظك الوافر من هذا الميراث بحسب حظك من تعلم دين الله تبارك وتعالى والتفقه في سنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ولهذا فاز العلماء بهذه الفظيلة العلية والرتبة المباركة حيث قال عليه الصلاة والسلام ان العلماء ورثة الانبياء العلماء ورثة الانبياء واخبر ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم. فمن اخذه اخذ بحظ وافر ومن الاحاديث في فضل العلم حديث اشرت اليه وفي صحيح مسلم قال فيه صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده وهذه اربعة فضائل اقف وقفة مختصرة عند الاخيرة منها وهي قوله صلى الله عليه وسلم في في في تمام هذا الحديث وذكرهم الله فيمن عنده. كفى في طالب العلم نبلا وشرفا ان يفوز بهذه الفظيلة ان يذكره الله سبحانه وتعالى في الملأ الاعلى الكرام الاطهار البررة كفى بك شرفا ان يذكرك رب العالمين. جل وعلا. في الملأ الاعلى قال وذكرهم الله في من عنده وقد جاء في صحيح مسلم عن معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنهما قال بين نحن جلوس في المسجد حلقة في المسجد نتذاكر اذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما اجلسكم ما اجلسكم اي لاي شيء جلستم قالوا جلسنا نذكر الاسلام وما من الله علينا به ثم جلسوا في مجلس علم قالوا جلسنا نذكر الاسلام وما من الله علينا به فقال عليه الصلاة والسلام االله ما اجلسكم الا ذلك يستحلفهم بالله ما اجلسكم الا ذلك يعني ما جلستم في المسجد الا لاجل هذا الامر ذكر الاسلام وتذاكره ما جلستم الا لهذا الامر؟ قال فقلنا والله ما اجلسنا الا ذلك فقال عليه الصلاة والسلام اما والله اني لم استحلفكم تهمة لكم ولكن اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته فانظر الى هذه الفضيلة جلسوا في المسجد حلقة يتذاكرون الاسلام وما من الله تبارك وتعالى عليهم به فجاءهم النبي صلى الله عليه وسلم وسألهم عن هذا الجلوس فقالوا له السبب فحلفهم ثم اخبرهم بهذا قال اما والله اني لم استحلفكم تهمة لكم ولكن اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته. فكفى بطالب العلم وفي طلب العلم شرفا ونبلا ان يفوز بذكر الله تبارك وتعالى له في الملأ الاعلى عند الملائكة الكرام الاطهار البررة ومثل هذه المعاني العظام التي جاءت في سنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه اذا عرفها المسلم وعرفها طالب العلم اه نشطته وزادت في رغبته وحرصه ودأ به على على العلم وتحصيل العلم وطلبه والسنة سنة النبي عليه الصلاة والسلام مليئة بالاحاديث التي تدل على فضل اهل العلم وفضل العلماء ومكانة العلماء وحق العلماء الاحاديث عنه صلوات الله وسلامه عليه في هذا المعنى كثيرة جدا وكل ذلكم يدعو المسلم ان ينتبه لنفسه وان يغتنم ما بقي من حياته بان يجعل له حظا ونصيبا من هذا العلم الشرعي الذي مضى معنا شيء قليل ونزر يسير من فضائله الواردة في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وطلب العلم لا يعادله شيء وهنا اقف مع كلمة للامام احمد لانتقل من خلالها الى جانب اخر في هذا الموضوع وهي قوله رحمه الله تعالى العلم لا يعادله شيء اذا صلحت النية العلم لا يعادله شيء اذا صلحت النية قيل وما صلاحها قال ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك هذا صلاح النية في العلم قال ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك وهذا المعنى لنلاحظه او لننتبه له في قصة الوفد وهي في صحيح البخاري قصة الوفد وفد عبد القيس الذين جاءوا الى النبي عليه الصلاة والسلام ورحب بهم رحب بهم قال مرحبا بالقوم غير خزايا ولا ندامة وقالوا يا رسول الله ان بيننا وبينك هذا الحي من كفار مظار وانا لا نستطيع ان نأتيك الا في الشهر الحرام. فمرنا بقول فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة هذا صلاح النية في طلب العلم قالوا نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة. وهذا الذي ينبغي ان يكون عليه طالب العلم في طلبه للعلم. ان يكون هدفه من طلب العلم امران الامر الاول ان يدخل هو بهذا العلم الجنة ان يدخل بهذا العلم الجنة. قد مر معنا الحديث قريبا من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة في طلب العلم ليدخل بهذا العلم الجنة ويكون هذا هدفه من طلب العلم لا يطلب العلم للرئاسة ولا للزعامة ولا للشهرة ولا للدنيا ولا لاي غرظ الاخر وانما يطلب العلم وهو يريد بطلبه له ان يدخل الجنة. هذا الهدف الاول والهدف الثاني ان يرفع الجهل عن الناس الان لو تفكر لو تفكر كل واحد منا في حال كثير من الناس في انحاء الدنيا هل هم على بصيرة بدين الله هل الامور واظحة لهم اما ان الشبهات غزت والشهوات اهلكت العبادة ظعفت وايضا الضلالات عمت وضمت واشياء كثيرة جدا اذا نظر الانسان يجد في الناس حاجة شديدة الى العلم فهذا يدفعه الى ان يجتهد في طلب العلم حتى يرجع مبصرا للناس فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم ولهذا كان من اهل العلم في بداية امره من رحل من بلده الى بلاد فيها علم وفيها علما وفيها فقه في دين الله ثم رجع الى بلده عالما فقيها مفتيا قاضيا وارتفع شأنه ومكانته واصبح له نفع عظيم بل اصبح له ذكر عظيم على مر التاريخ ومد الايام ووذكره بالخير وبالجميل والموضوع واسع لكن ما ذكر فيه ان شاء الله خير لنا اجمعين واسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح وان يهدينا سواء السبيل وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين