الحمد لله جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا. وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يتذكر او اراد شكورا اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله رسوله ارسله بين يدي الساعة بالحق بشيرا ونذيرا صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما مزيدا. اما بعد ايها الاكارم يسر عمادة خدمة المجتمع في جامعة الاسلامية وبالتعاون مع مركز الدعوة والارشاد بالمدينة النبوية دعوتكم هذه الليلة المباركة للاستماع الى المحاضرة قيمة التي يلقيها فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور عبد الرزاق ابن عبد المحسن العباد البدر يحفظه الله. وهذه المحاضرة هي بعنوان اهمية الوقت في حياة المسلم اعاننا الله واياكم للاستماع لمثل هذه المحاضرات والحمد لله اولا واخرا نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الاخوة فاولا احييكم جميعا بتحية الاسلام فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته واسأل الله جل وعلا ان ينفعني واياكم بهذا اللقاء وان يجعله لقاء خير وبركة وفي بداية هذا اللقاء الذي هو عن اهمية الوقت في حياة المسلم ادعو بالدعاء الثابت في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر فهذا الدعاء ايها الاخوة دعاء عظيم جامع للخير وشامل لابوابه خير الدنيا والاخرة في الحياة وفي الممات وهذا الدعاء العظيم يدل دلالة ظاهرة على شدة العبد في في هذه الحياة وفي كل وقت الى عون الله تبارك وتعالى له وتوفيقه وتسديده صلاح دينك وصلاح دنياك وصلاح اخرتك كل ذلك انما يتحقق انما يتحقق ويكون اذا اصلحه الله لك واعانك على صلاحه ووفقك لفلاحك وسعادتك في الدنيا والاخرة بدون ذلك لا تصلح دنياك ولا يصلح دينك ولا تصلح اخرتك ولهذا العبد بحاجة ماسة الى اصلاح الله تبارك وتعالى له في دينه ودنياه واخرته ولهذا كان هذا الدعاء محيطا جامعا ثامنا للخير بابوابه كلها وسبله جميعها اصلح لنا ديننا اصلح لنا دنيانا اصلح لنا اخرتنا هكذا كان يدعو النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وعندما يدعو المسلم بهذا الدعاء العظيم لابد من العمل والاخذ بالاسباب كما قال صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله فالدعاء استعانة اعانة ولجوء الى الله سبحانه وتعالى ولابد معه من فعل الاسباب لابد للعبد ان يفعل الاسباب الشرعية التي بها صلاح دينه وصلاح دنياه وصلاح اخرته على ما هو مبين في كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حديثنا ايها الاخوة عن الوقت واهميته وهذا الدعاء الذي بدأت به هو مناسب غاية المناسبة لموضوع حديثنا هذه الليلة لان صلاح وقتنا وما يترتب على صلاحه من نتائج عظيمة وثمار يانعة في الدنيا والاخرة لابد فيه من عون الله عون الله تبارك وتعالى وتسديده للعبد فاذا اعانك الله عز وجل وهيأ لك اسباب صلاح وقتك وسلامته وحفظه ووقايته من الشرور تحقق لك الامر تحقق لك صلاح وقتك واستفادتك منه واما اذا خذل الله تبارك وتعالى العبد ووكله الى نفسه فان وقته يضيع سدى. وايامه وتذهب هبى لا يستفيد منها ولا ينتفع بها ويقدم على الله تبارك وتعالى يوم القيامة. وقد ضاعت حياته ضاعت دنياه. فيما لا يقربه من الله تبارك وتعالى ولهذا ايها الاخوة من اهم الاسس العظيمة في هذا الباب الذي هو صلاح الوقت والاستفادة منه اللجوء الى الله عز وجل في كل وقت وحين يلجأ المسلم الى ربه تبارك وتعالى ان يصلح له وقته وان يعمر له وقته بالخير وان وان يجنبه اسباب ضياع الوقت وذهابه سدى بغير فائدة او ذهابه بما يعود على العبد بالمضرة في دينه ودنياه واخرته لابد للعبد ان يعلق قلبه بالله جل وعلا في كل شيء فحتى يسعد في الدنيا والاخرة يلجأ الى الله ولهذا كثرت الادعية النبوية التي فيها اللجوء الى الله جل وعلا. في صلاح الامر وسداد القول وتمام العمل والبعد عن الزلل الى غير ذلك في ادعية كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم واسأل الله جل وعلا ان يصلح لي ولكم وقتنا وان يهدينا جميعا سواء السبيل وان يجنبنا مظلات الفتن ما ظهر منها وما بطن ايها الاخوة اهمية الوقت في حياة المسلم الوقت كنز ثمين كنز ثمين في هذه الحياة هو اثمن كنز واغلى كنز كنز يأتي ولا يعود كنز يحافظ عليه العقلاء من الناس والفطناء من بني ادم ويعتنون به غاية العناية ويعدونه اثمن شيء ينبغي ان يعتنى به ويحافظ عليه يعدونه اثمن من المال. ومن البيت ومن الطعام ومن الشراب ومن سائر الامور يقول احد السلف يصف الصحابة يقول ادركت قوما هم احرصوا على وقتهم منكم على دنانيركم كانوا حريصين على الوقت غاية الحرص معتنين به غاية العناية. مهتمين به تمام الاهتمام لعظم شأن الوقت في نفوسهم وعظم مكانته في قلوبهم ولادراكهم لاهميته وعظم شأنه وعندما نتأمل ايها الاخوة كتاب الله جل وعلا وسنة النبي صلى الله عليه وسلم نجد فيهما من الادلة الشيء الكثير الادلة الدالة على عظم شأن الوقت واهمية المحافظة عليه والعناية به وانه من اهم الامور التي ينبغي على المسلم ان يعنى بها. وان يحافظ عليها تمام المحافظة واعرض عليكم فيما يلي جملة من النصوص من كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فيها التنبيه على اهمية الوقت واهمية العناية به واسأل الله جل وعلا ان ينفعني واياكم بها من هذه النصوص ان الله تبارك وتعالى في ايات كثيرة في القرآن الكريم اقسم باجزاء من الوقت العصر الضحى والفجر والليل والنهار ونحو ذلك كقوله جل وعلا والفجر وليال عشر وقوله تعالى والليل اذا يغشى. والنهار اذا تجلى وكقوله تعالى والشمس وضحاها والقمر اذا اذا تلاها والنهار اذا جلاها والليل اذا يغشاها وكقوله تعالى والضحى وكقوله تعالى والعصر ونحوها من الايات في القرآن الكريم وهذا الاقسام من الله تبارك وتعالى بهذه الاجزاء من الوقت دليل على اهمية الوقت وعظم شأنه لان الله عز وجل عندما يقسم بشيء من مخلوقاته فان في ذلك دلالة على عظم المقسم به ودلالة شأنه ورفعة قدره فاقسام الله تبارك وتعالى بهذه الاجزاء من الوقت الفجر الليل العصر الضحى ونحو ذلك دليل على عظم شأن وقت عند الله جل وعلا وفيها دلالة على اهمية العناية به. لان الله جل وعلا اقسم به لانه محل الاعمال ومكان الطاعات والتقرب الى الله جل وعلا بسائر انواع العبادات الذين يتقربون الى الله تبارك وتعالى ويطيعونه ويمتثلون امره ويقومون بما امرهم تبارك وتعالى يقومون بذلك في اوقات اما الفجر او الضحى او العصر او الليل او النهار في اوقات يقومون بها فالاوقات شأنها عظيم الاوقات شأنها عظيم وامرها خطير وهي تذهب ولا تعود كل وقت ذهب من من عمرك لا يعود اليك وهو مكان للعمل مكان لطاعة الله تبارك وتعالى والتقرب اليه بما يرضيه وبما يحبه سبحانه وتعالى الاوقات مكان للاعمال والموفقون من عباد الله يستعملون هذه الاوقات في طاعة الله. وفيما يقرب الى الله جل وعلا اما المفرطون المضيعون فان هذه الاوقات الثمينة والساعات المحدودة تمضي عليهم من عمرهم وتذهب عليهم في حياتهم دون ان دون ان يستفيدوا منها نماء في الايمان وصلاحا في في الاعمال وتزودا في العلوم النافعة وحفظا لها في طاعة الله تبارك وتعالى والتقرب اليه الشاهد ايها الاخوة ان اقسام الله تبارك وتعالى بهذه الاجزاء من الوقت دليل على عظم شأن الوقت واهمية العناية به ومن النصوص الدال التي على اهمية الوقت وعظم شأنه ان الله تبارك وتعالى في غير في غير اية من القرآن الكريم عد الوقت واجزاءه في جملة نعمه العظيمة التي انعم بها تبارك وتعالى على عباده ليستعملوها في طاعته جل وعلا وما يقرب اليه ومن ذلك على سبيل المثال ما جاء في سورة النحل التي يسميها بعض اهل العلم سورة النعم لكثرة ما عد الله تبارك وتعالى فيها من نعمه على عباده في هذه السورة العظيمة يقول تبارك وتعالى في جملة ما عده وذكره من نعمه على عباده يقول وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره. ان في ذلك لايات لقوم يعقلون سخر لكم الليل والنهار. اي سخر لكم هذا الوقت ليل يأتي ويعقبه نهار ثم يعقب النهار ليلا وهكذا ليل ونهار وقت يمضي وساعات تمضي سخرها الله تبارك وتعالى لك ولك منها اي الليالي والنهار الليالي والايام لك منها وقت محدد وامد معدود لا تستقدم عنه ساعة ولا تستأخر انقضى الله تبارك وتعالى موتك بليل مت قبل ان يأتي الصباح وان قضى تبارك وتعالى موتك بنهار مت قبل ان يأتي الليل فلك في الليل والنهار هذه النعمة العظيمة لك فيها ساعات محدودة وايام معدودة ستمضي واذا مضت وانتهت ايامك وساعاتك تنتهي انت بانتهاء وقتك ولهذا قال بعض السلف يا ابن ادم انما انت ايام معدودة. يا ابن ادم انما انت ايام معدودة. تنتهي بانتهاء ايامك فالله جل وعلا سخر لك الليل والنهار سخر لك الليل والنهار سخر لك هذه الاوقات هيأها لك اوجدك فيها خلقك بعد ان لم تكن شيئا مذكورا واوجدك في هذه الاوقات ولك منها ولك منها وقت محدد لان اقواما قبلنا وامما وامم مضت قبلنا اخذوا نصيبهم من الليالي والايام اخذوا نصيبهم من الليالي والايام سخر لهم تبارك وتعالى ليلهم ونهارهم الذي امضوه. منهم من امضاه مطيعا لله عابدا له ممتثلا امره الى ان انقضى وقته وحضر اجله ومنهم من امضى لياليه وايامه في فيما يغضب الله تبارك وتعالى وهو يقدم قيل ربه بما قدم في هذه الحياة. بما قدم في ايامه ولياليه الله جل وعلا يمتن على عباده بانه سخر لهم الليل والنهار سخر لك لياليك وايامك التي هي لك في هذه الحياة. التي هي نصيبك في هذه الحياة وستنقضي ستنقضي ولكل اجل كتاب فاذا جاء اجل الانسان انتهت ايامه ولياليه ولو كان اجله كما قدمت ينتهي بنهار لا يدرك الليل. واذا كان اجله ينتهي بليل لا يدرك لا يدركه نعم فهذه نعمة نعمة عظيمة سخرها الله تبارك وتعالى الليل النهار الضحى الفجر العصر هذه نعمة نعم سخرها الله تبارك وتعالى لك هيأها لك اوجدك فيها وامرك باستعمالها في طاعته تبارك وتعالى وفيما يقرب اليه سبحانه وتعالى ولهذا ختم هذه الاية الكريمة بقوله ان في ذلك لايات لقوم يعقلون. من يستعمل عقله ويستخدم فكره ويتأمل في الليل والنهار والشمس والقمر وتعاقب هذه الاوقات لوجد فيها اعظم عبرة ولوجد فيها اكبر زاجر له عن التماد في الخطأ والاستمرار في الباطل ان في ذلك لايات يقول الله تبارك وتعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار هذا شأن اولي شأن اولي الالباب يتفكرون في خلق السماوات والارض ويتفكرون في اختلاف الليل والنهار واختلاف الليل والنهار اي تعاقبهما. يأتي ليل فيخلفه نهار ثم يأتي النهار فيخلفه الليل والله جل وعلا جعل اختلاف الليل والنهار للناس تذكرة جعلها للناس تذكرة وعبرة وعظة يستفيدون منها. لو كان الوقت كله نهار او كان الوقت كله ليل ربما لا تنتظم الامور ولا يجد الانسان مدكر وربما يمل ويضجر ويتوانى ويكسل لكن حكمة الله تبارك وتعالى بالغة في اختلاف الليل والنهار نشاط يتجدد وحيوية تتجدد مع الانسان بتعاقب الليل والنهار. وتجدد الاوقات فاختلاف الليل والنهار فيه ذكرى وعبرة لاولي وعبرة لاولي الالباب كما قال الله تبارك وتعالى في اية اخرى وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لاي شيء خلفة لمن اراد ان يذكر او اراد سكورا خلفة اي ليل يأتي ويخلفه نهار ونهار يأتي ويخلفه ليل فجعله الله تبارك وتعالى على هذا النسق خلفة ليل يأتي فيخلفه نهار ونهار يأتي فيخلفه ليل لاي شيء لمن اراد ان يتذكر لمن اراد ان يتذكر جعله الله تبارك وتعالى على هذا النسق لنتذكر لنتذكر عظمة الله جل وعلا عظمة الخالق كما لا اقتداره سبحانه وتعالى هو جل وعلا قادر على ان يجعل النهار سرمدا الى يوم القيامة وقادر على ان يجعل الليل سرمدا الى يوم القيامة. ولو جعله ولو جعل جل وعلا الليل سرمدا الى يوم القيامة لما استطاع احد ان يأتي بضياء يقضي فيه الناس معاشهم ولو جعل تبارك وتعالى النهار سرمدا الى يوم القيامة لما استطاع احد ان ان يأتيهم بليل يسكنون فيه فانعم عليهم جل وعلا وتفضل فجعل الليل والنهار خلفة يأتي ليل ويخلقه نهار ويأتي نهار ويخلفه ليل. وهكذا تتعاقب الايام وهكذا تمضي لاي شيء لمن اراد ان يتذكر هذا مجال خصب للذكرى يتذكر الغافل ليل مضى ونهار اتى ونهار مضى وليل اقبل وهكذا يمضي الانسان في هذا الوقت المتعاقب والايام والليالي المتتابعة ليتذكر ربه سبحانه وتعالى العظيم القدير الحكيم الكبير ويتذكر ايضا ما امره تبارك وتعالى بتذكره من قيام بطاعة الله وامتثالا لاوامر الله وبعد عن معاصي الله تبارك وتعالى لمن اراد ان يتذكر او اراد شكورا اي شكرا لله سبحانه وتعالى على هذه النعمة العظيمة والمنة الجسيمة التي هي جعل الليل والنهار خلفة. او اراد شكورا وتأملوا ايها الاخوة فيما بعد وعلى سعة من الوقت الايات التي اعقبت هذه الاية الكريمة الى تمام سورة الفرقان بدءا من قوله تعالى وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا. واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. فذكر تبارك وتعالى صفات عباد الرحمن الذين يتذكرون على تعاقب الليالي والايام واختلاف الليل والنهار يتذكرون فيجدون في طاعة الله ويعملون فيما يقرب الى الله ويبتعدون عن كل ما نهى تبارك وتعالى عنه ومن ومن النصوص التي جاءت في القرآن الكريم مبينة لاهمية الوقت وعظم شأنه ما ذكره تبارك وتعالى في بعض الايات من حال من ضيعوا اوقاتهم في هذه الحياة حال من ضيعوا اوقاتهم في هذه الحياة في الكفر والعصيان والضلال والطغيان والبعد عن طاعة الرحمن تبارك وتعالى فشأن هؤلاء انهم يندمون ندامة كبرى ويأسفون اسفا عظيما في مقامات عديدة على وقت اضاعوه وايام فرطوا فيها واهملوها يندمون ندامة كبرى ويسألون ربهم تبارك وتعالى ان يعطيهم وقتا جديدا وحياة اخرى ليعملوا فيها عملا صالحا غير الذي كانوا يعملونه في هذه الحياة وهيهات هيهات ان يتحقق لهم ذلك من انقضى وقته وضيعه وفرط فيه فانه لا يعود ولا يعاد لهذه الحياة ليعمل مرة اخرى بطاعة الله تبارك وتعالى ولهذا في مقامات عديدة يندم ندامة شديدة من ضيعوا اوقاتهم في هذه الحياة في غير طاعة الله جل وعلا وقد نبه تبارك وتعالى الى ذلك وحذر عباده من ذلك في ايات من القرآن الكريم منها قوله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله. ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون وانفقوا مما رزقناكم. وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت. فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق واكن من الصالحين عند الموت مضيع وقته يسأل ربه تبارك وتعالى ان يؤخره الى اجل قريب. يعني مدة من الوقت محدودة الى اجل قريب ليعمل فيها صالحا غير الذي كان يعمل. ليطيع فيها ربه تبارك وتعالى. الى اجل قريب فاصدق واكن من الصالحين يعني اكن في هذا الوقت الذي تؤخره تؤخرني فيه من المتصدقين من الصالحين من المطيعين من الممتثلين لامرك لولا اخرتني الى اجل قريب يطلب تمديدا في الوقت الى اجل قريب فاصدق واكن من الصالحين. فما الجواب؟ ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها والله خبير بما تعملون من جاء اجله وانتهى وقته لو طلب ان يمدد له من وقته دقيقة لا يمدد له ومن لطائف ما يذكر في هذا المقام ان الحسن البصري رحمه الله كانوا مرة في دفن جنازة وكان الى جنبه صاحب له فقال الحسن لصاحبه بعد الدفن لو كنت مكان هذا الرجل المدفون. ماذا تتمنى؟ لو كنت مكانه اي شيء تتمناه قال اتمنى ان يعيدني الله تبارك وتعالى الى الدنيا مرة ثانية لاعمال صالحة غير الذي كنت اعمل فقال له الحسن وانت الان فيما تتمناه فاعمل وانت الان فيما تتمناه فاعمل يعني انت الان عندك فسحة من الوقت عندك فسحة من الوقت عندك مجال للعمل. اما اذا قبضت روح الانسان وخرجت منه فانه يتمنى ويسأل ربه تبارك وتعالى ان يعيده الى الحياة وان يعطيه جزءا من الوقت ليعمل فيه فلا يستجاب له ولا يقبل منه ويوم القيامة يوم القيامة عندما يدخل اهل النار النار حمانا الله واياكم منها ووقانا ووقاكم منها. عندما يدخل اهل النار النار يصرخون في النار ويصيحون فيها ويسألون الله تبارك وتعالى ان يعيدهم الى الدنيا ليعملوا فيها الصالحات وليقوموا بها وليقوموا فيها بطاعة الله تبارك وتعالى. فلا يستجاب لهم قال الله تعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفر. وهم يصطلحون في فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل. هكذا يقولون في النار ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل. يعني اعطنا وقتا يا الله. اعطنا وقتا جديدا اعدنا الى الدنيا مرة ثانية. لنعمل صالحا غير الذي كنا نعمله في الدنيا من الكفر والطغيان. والضلال والعصيان اعمل صالحا غير الذي كنا نعمل. فماذا يكون الجواب؟ يقول الله تعالى او لم نعمركم يعني في الدنيا؟ اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصيب فهذا شأنهم في النار يصطلحون فيها على ضياع الاوقات في هذه الحياة ونحن ولله الحمد لا زلنا في ميدان العمل وفي دار العمل في الحياة الدنيا ابواب الطاعة مفتوحة وسبل الخير مسرعة ومنارات الهدى ظاهرة بقي العمل. وترك الدعة والكسل والاقبال على الله تبارك وتعالى بجد ونشاط من النصوص التي جاءت في السنة مبينة لاهمية الوقف وانه نعمة عظيمة تضيع عند اكثر الناس سدى قوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس كثير من الناس هذا شأنهم مع الصحة والفراغ شأنهم مع الصحة والفراغ انهم يغبنون فيهما. لانهم يخسرونهما غاية الخسارة ولا يربحون فيهما صالح اعمال نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس. الصحة والفراغ كثير من الناس يمده الله تبارك وتعالى بالصحة ولا سيما الشباب الشاب في صحة جيدة وعافية ونشاط لكن كثيرا من الشباب تذهب هذه الصحة وهذه العافية النشاط في اللهو واللعب حتى ان بعضهم ليطلب من بعض ان يجلسوا لقتل الوقت واضاعته بصريح العبارة ينادي بعضهم بعضا هيا نقتل الوقت اين انت ذاهب؟ قال نضيع الوقت. هكذا يقولون. نضيع الوقت. نقتل الوقت. عبارات درجت على السنة. على السنة كثيرة وهي دالة على الغبن الواضح والخسارة الفادحة التي يعيشها هؤلاء الشباب مع الوقت. قتل للاوقات واهدار للاعمار واضاعة للازمنة في غير طائل. بل في احايين كثيرة اظاعة لها في في ما هو مضر للعبد غاية الضرر في دينه ودنياه وقت المسلم عزيز وغال فلا يقتله. هل يقتل الانسان العزيز لديه؟ هل يضيع الانسان الغالي عنده حاش وكلا. ولهذا لم يدرك هؤلاء اهمية الوقت. لم يدركوا مكانته لم يعرفوا قدره وشأنه. ولهذا قتلوه بغير سكين. واضاعوه. اضاعوه غاية الاضاعة. واهملوه غاية الاهمال وتواصوا بينهم في اضاعته وقتله. هيا بنا نقتل الوقت. هيا بنا نضيع الوقت. اهكذا يكون المسلم العاقل اهكذا يكون المسلم الفطن الذي يعرف انه قادم على الله تبارك وتعالى وان ربه جل وعلا سائله فهكذا يقتل اوقاته في هذه في هذه الحياة ويضيعها سدى ثم ثم اذا وقف بين يدي الله تبارك وتعالى سأله الله جل وعلا عن وقته كل وقتك يسألك الله يسألك الله تبارك وتعالى عنه. وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لن تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه وعن ماله من اين اكتسبه؟ وفيما انفقه وعن علمه ماذا عمل به هذه اربعة اسئلة توجه الى كل واحد منا يوم القيامة ولا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن هذه الاربعة وبدأ بالعمر عمره فيما افناه. وهذا سؤال عن الوقت السؤال الاول والثاني في هذا الحديث عن الوقت عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه. ومع ان شباب داخل في العمر وهو جزء منه الا انه يخص يوم القيامة بالسؤال شباب مع انه داخل في العمر الا انه يوم القيامة يخص بالسؤال عنه. يسأل الانسان يوم القيامة عن عمره كاملا فيما افناه ويسأل عن شبابه مع انه جزء من عمره يسأل عن شبابه فيما ابلاه لماذا؟ قال اهل العلم لان الشباب قوة بين ضعفين. ظعف الطفولة وظعف الشيخوخة الشباب مكان القوة والنشاط والهمة العالية والعزيمة المتوقدة فكيف يضيعها الانسان؟ والله جل وعلا يسأل يسأل الانسان يوم القيامة عن الشباب عن شبابه. يقال له يوم القيامة كنت شابا نشيطا معافا صحيحا فماذا عملت؟ ماذا قدمت؟ باي شيء اطعت ربك؟ كيف استعملت وقتك؟ يسأل يوم القيامة يسأل عن عمره عامة ويسأل عن شبابه خاصة ثم يسأل عن ماله وعن علمه وهذا يبين لنا اهمية الوقت. واهمية العناية به. وان كل واحد منا يوم القيامة مسؤول عن وقته وجاء في الحديث الاخر حث النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام الوقت قبل ان يذهب كما في الحديث في الصحيح حيث يقول عليه الصلاة والسلام اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك اغتنم خمسا قبل خمس. شبابك قبل هرمك وحياتك قبل موتك وصحتك قبل مرضك. وغناك قبل فقرك وما هي الخامسة وفراغك قبل شغلك وهذا هو الوقت. وفراغك قبل شغلك يجد الانسان متسعا من الوقت. فماذا يصنع به يقول عليه الصلاة والسلام اغتنمه قبل ان تشغل اغتنم هذا الفراغ قبل ان تشغل خمسا قبل خمس منها فراغك قبل شغلك الوقت الفارغ لدى الانسان الذي يجده متسعا في حياته فرصة له ليعمل بطاعة الله لو قلت في وقت فراغك سبحان الله وبحمده مرة واحدة غرس لك بها نخلة في الجنة فكيف لو قلتها مئة مرة؟ مئة نخلة وهذا التسبيح والذكر لله جل وعلا غراس للجنة. كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فكم فكم ضاعت علينا من اوقات وكم ذهبت علينا من ساعات لم نعمرها او لم نبني بها حياتنا الحقيقية التي هي يوم القيامة. وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون فارشد عليه الصلاة والسلام الى اغتنام ذلك. اغتنم الشباب. حال كثير من الشباب مع الوقت ومع حياتهم التسويف والتأجيل. وهذا هو الهدر الحقيقي والاضاعة الحقيقية للوقت. كثير من الشباب هذا شأنه. عندما يؤمر بطاعة وينهى عن معصية لسان حالهم. بل ومقالهم ان يقول لا زلت شابا فيما بعد. ما زلت شابا وهل الشباب يعني اضاعة الوقت؟ واهدار العمر؟ ام ان الشباب يعني استعمال الوقت بهمة وعزيمة وقادة وتفان في الطاعة وجد واجتهاد وصبر ومصابرة وبذل في سبيل الخيرات والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين الشاب ينبغي عليه ان يغتنم شبابه والصحيح ينبغي عليه ان يغتنم صحته رأيت مرة في احد المستشفيات شاب عمره عشرين سنة او يتجاوزها بقليل لما رأيته كان قد اصيب بحريق يعني قبل ان اراه بسنة انا رأيته بعد اصابته بسنة تتفهم جسمه كاملا. واصبح كانك ترى قطعة من الخشب. يده متصلبة وقدمه متصلبة وصاحبة لا يستطيع ان يحركها وهو مستلق على فراشه لسنة كاملة. سنة كاملة شاب لا يتجاوز العشرين فهذا الشاب نفسه تحدثه كثيرا في انواع من الطاعات وانواع من القربات وانت في صحة عافية ونشاط هذا الشاب رأيت امامه مصحف قلت كيف تقرأه؟ قال اذا احتجت المصحف اشرت اليهم ففتحوه امامي يستطيع ان يفتحه لان يديه متصلبة فيفتح امامه المصحف ويقرأ. فاذا انتهت الصفحة نادى احدا يقلبها له. حتى يقرأ انت يده كان نشيطة بصرك جيد اذ صحتك فكيف تقليبك للمصحف؟ وكيف نظرك في كلام الله؟ وكيف جدك ونشاطك في طاعة الله؟ وما يقرب الى الله سبحانه وتعالى وعن المعاقين ينسون من هو المعاق حقيقة. المعاق حقيقة ليس الذي فقد قدماه. او يده او او نحو ذلك من اجزائه. المعاق حقيقة من هو صحيح البدن لكنه معاق عن طاعة الله. صحيح البدن ولكنه معاق عن طاعة الله عز وجل له قدمان له يدان له عينان سليمتان له صحة جيدة لكنه معاق عن الطاعة هذا هو المعاق اما الذي فقد قدمه او يده او سمعه او بصره لكنه يعمل في حدود استطاعته فيما يقرب الى الله تبارك وتعالى اليس هذا معاق المعاق من اعيق عن الطاعة وحرم العبادة. رأيت قبل سنوات كثيرة رجل فاقد لاحدى قدميه من الركبة من ركبته فاقد احدى قدميه ليس له الا قدما واحدة. وكان يصلي التراويح كاملة على قدم واحدة ويلقي العطاء. يقف رأي عينه يقف على قدم واحدة يصلي التراويح. وكانوا قبل كوقت كما تعلمون في المسجد النبوي يصلون التراويح او التهجد الذي هو اخر الليل يصلونه بثلاثة اجزاء ونصف فكان الواقف يتعب تعبا شديدا ورأيته مرة اي والله بعيني وامامي كان صلى التهجد كاملا ثلاثة اجزاء ونصف على قدم واحد هذا ليس معاق وان كانت قدمه مفقودة. المعاق الذي جالس في الشارع له قدمان وله يدان ولكنه لم يغتنمها في طاعة الله. لم يغتنمها فيما يقرب الى الله تبارك وتعالى نصحنا عليه الصلاة والسلام وابلغت النصيحة. اغتنم خمسا قبل خمس والاغتنام يكون فيما يفوت. يقال اغتنمه لانه اذا فات فاتت الغنيمة اذا فات فاتت الغنيمة واذا ذهب ذهب الربح ولا يعود. ولهذا يحتاج الانسان ان يغتنم هذه الامور. اي يعود الشباب اذا ذهب لا يعود اذا ذهب الشباب لا يعود ولهذا يغتنمه الانسان قبل قبل ان يذهب يغتنم الصحة قبل ان تذهب يغتنم النشاط قبل ان يذهب يغتنم هذه الاوقات قبل ان تذهب ليطيع الله تبارك وتعالى فيها احسن طاعة. وليتقرب فيها الى الله تبارك وتعالى احسن تقرب الشاهد ان النصوص في بيان اهمية الوقت كثيرة جدا واذا تأملنا في هذه النصوص يأتينا باب عظيم ينبغي ان نتدارسه وهو كيف للانسان ان يحفظ وقته لكن قبل ذلك انقل لكم كلمة جميلة للفظيل ابن عياظ حوار جميل في الوقت دار بين الفضيل ابن عياض مع رجل وصل الى الستين سنة. بلغ عمره الستين. لقيه الفضيل ابن عياض. ودار بينهما حوار جميل. ومفيد للغاية قال الفضيل بن عياض لرجل كم اتت عليك؟ يعني كم عمرك؟ كم اتت عليك؟ قال ستون سنة قال فانت منذ ستين سنة تسير الى ربك. انت منذ ستين سنة تسير الى ربك. يوشك ان تبلغ يعني يوسف ان ينتهي وقتك في هذه الحياة. يوشك ان تبلغ فقال الرجل انا لله وانا اليه راجعون. انا لله وانا اليه راجعون قال الفضيل اتعرف تفسيره؟ يعني هذا الكلام الذي قلته هل تعرف معناه؟ انا لله وانا اليه راجعون. وبالمناسبة كثير من الاذكار مثل انا لله وانا اليه راجعون او لا حول ولا قوة الا بالله او سبحان الله او نحوها تأتي على الف كثير من الناس لكن لو سئل عن معناها لا يعرف ولهذا هذا تنبيه جميل للغاية من الفضيل ابن عياض رحمه الله قال له اتعرف تفسيره؟ يعني انت قلت الان انا لله وانا اليه راجعون. هل تعرف تفسير هذه الكلمة فقال الفضيل اتاني تعرف تفسيره؟ ثم اخذ يشرح له معنى هذه الكلمة واسمع الشرح تقول انا لله عبد هذا معنى انا لله. انا لله عبد واليه راجع. الكلمة انا لله وانا اليه راجعون تتكون من جملتين الجملة الاولى اعتراف من العبد لله بالعبودية انا لله يعني انا لله مملوك انا عبد انا عبد لله انا مخلوق لله انا مدبر. ربي الله. فهذا الجملة الاولى انا لله. يعني نحن لله. الله خلقنا واوجدنا ويتصرف فينا والجملة الثانية وانا اليه راجعون اي جميعنا عائدون الى الله. لا احد منا يبقى في هذه الحياة وان الى ربك المنتهى. وان الى ربك الرجعى فالرجوع والمنتهى والعود الى الله تبارك وتعالى. انا لله وانا اليه راجعون. قال الفضيل معناها انا لله لله عبد واليه راجع فمن علم انه لله عبد وانه اليه راجع فليعلم انه موقوف يعني بين يديه لله يوم القيامة ومن علم انه موقوف فليعلم انه مسؤول. ومن علم انه مسؤول فليعد للسؤال فليعد للسؤال جوابا هذا شرح من الفضيل رحمه الله انا لله وانا اليه راجعون ماذا قال الرجل لما شرح له هذا الشرح البين وفهم معنى هذه الكلمة فهما صحيحا ماذا قال قال فما الحيلة ما الحيلة؟ ماذا نعمل فما الحيلة؟ قال له الفضيل يسيرة الحيلة يسيرة يعني سهلة قال ما هي قال تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى. الله اكبر. وهذا فضل الله تبارك وتعالى. وعظيم نعمته. وجميل منه وتفضله ستين سنة اضاعها ثم يسأل ما الحيلة؟ قال تحسن فيما بقي؟ يغفر لك ما مضى قد سمعنا قول الله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ولهذا في اثر اخر احد السلف قال اتعلمون ما هي الغنيمة الباردة الغنيمة الباردة ان تحسن فيما بقي فيغفر لك ما مضى لو كان ما مضى كله ضلال وكله عصيان. احسن فيما بقي يغفر لك ما مضى ان تنتهوا يغفر لكم ما قد سلف الاسلام يجب ما قبله. التوبة تجب ما قبلها. هذه نعمة الله هذا عظيم فضل الله تبارك وتعالى ولهذا لا يقنط عبد من رحمة الله ولا ييأس من روح الله ولا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون بل على العبد ان يحسن فيما بقي من حياته. ما مضى مضى انتهى. ما مضى من حياتك انتهى ان كان طاعة فاحمد الله وان كان معصية فتب الى الله عز وجل والله تبارك وتعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات قال تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى فانك ان اسأت فيما بقي اخذت بما مضى فيما بقي ولهذا العبد يتغانم هذه الغنيمة الباردة من ضاعت عليه اوقاته من ذهبت ايامه سدى من فرط فيما مضى ابواب الخير امامه مشرعة وسبله مهيئة ومناراته واضحة. يبدأ بتوبة نصوح الى الله تبارك وتعالى من كل ذنب وخطيئة. ويقبل على الله جل وعلا بجد واجتهاد وعزيمة واقبال كما قال الله جل وعلا والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين بقي الحديث عن كيفية المحافظة على الوقت كيفية المحافظة على الوقت ولضيق الوقت اجمله في بعض النقاط فاولا الاستعانة بالله جل وعلا والاعتماد اليه واللجأ الدائم اليه سبحانه وتعالى بان يحفظ للانسان وقته وان وان يجنبهم مضلات الفتن كان عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه اللهم لك اسلمنا وبك امنا وعليك توكلنا واليك انبنا وبك خاصمنا نعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تضلنا. فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون. رواه مسلم في صحيحه فالانسان يعني اول امر ينبغي عليه ان يلجأ الى الله سبحانه وتعالى ثم الامر الثاني يتوب الى الله تبارك وتعالى توبة نصوحة توبة صادقة من كل ذنب وخطيئة. وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون ففي هذا فلاح الانسان. يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحة توبة نصوحة من كل ذنب وخطيئة بندم على فعل الذنوب واقلاع تام عنها وعزم اكيد على عدم العودة اليها وهذه هي التوبة النصوح ثم بعد ذلك يجاهد نفسه القيام بطاعة الله والتقرب اليه سبحانه وتعالى بما يرضيه وافضل ما تقرب به العبد الى الله جل وعلا الفرائض كما قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولهذا اهم امر بعد التوحيد ينبغي ان نحافظ عليه الصلاة على كل حال نختم هذه الكلمة