السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان للعقيدة الاسلامية الصافية النقية المتلقات من الكتاب والسنة مكانة عالية رفيعة في الدين بل ان منزلتها فيه منزلة الاساس من البنيان والقلب من الجسد والاصل من الشجر قال الله تعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء فهذا شأن العقيدة شأن عظيم ومكانة عالية ومنزلة رفيعة العقيدة امر مستقر في نفوس اهلها وكامل في قلوب اصحابها فمنها ينطلقون وعليها يعولون ولاجلها يناضلون فما قدرها في نفوسهم وعلت مكانتها في قلوبهم فتمكنت منها القلوب واستقرت في النفوس فترتب على ذلك وانبنى عليه صلاح في السلوك واستقامة في المنهج وتمام في الاعمال ودأب على الطاعة والعبادة ولزوم امر الله تبارك وتعالى وكلما كانت العقيدة اعظم تمكنا في نفوسهم واقوى استقرارا في قلوبهم كان ذلك دافعا لهم لكل خير معينا لهم على كل فلاك وصلاة واستقامة ومن هنا عظمة عنايتهم بها وزاد اهتمامهم بها اهتماما وعناية مقدمة على كل اهتمام وعناية هي عند اهلها اهم من طعامهم وشرابهم ولباسهم وسائر شؤونهم لانها هي حقيقة حياة قلوبهم يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يغنيكم فهي حياة قلوبنا الحقيقة واساس نماء اعمالهم واستقامة سلوكهم وحسن نهجهم وطريقهم ولهذا عظمت عنايتهم بها علما واعتقادا وما يتبع ذلك ويترتب عليه من جد واجتهاد واستقامة وطاعة لله تبارك وتعالى ان العقيدة الاسلامية الصحيحة الصافية النقية هي اهم المهمات واكد الواجبات والعناية بها ينبغي ان تقدم على كل عناية واهتمام وعندما نتأمل سيرة سلفنا الاخيار رحمهم الله اسكنهم الجنة وجزاهم عن المسلمين خير الجزاء نرى عظم عنايتهم بالعقيدة وشدة اهتمامهم بها وانهم يقدمونها بل بالاهتمام والعناية على كل الامور هي اعظم مطالبهم وغاية مقاصدهم وانبلوا واشرف اهدافهم وقد تنوعت عنايتهم بالعقيدة عبر مجالات مختلفة وجهود متنوعة ومن عنايتهم بها وهو من اسباب حفظها وثباتها وبقائها تأليفهم فيها المؤلفات النافعة والكتب المفيدة التي تقرر العقيدة وتبينها وتوضحها وتذكر شواهدها ودلائلها وتذب عنها كيد الكائدين واعتداء المعتدين تعطيل المعطلين وتحريف الغاليين ونحو ذلك مما قد يحاك حولها وتستهدف به فقام السلف رحمهم الله في هذا المجال العظيم لجهود ضخمة واعمالا كبيرة خدمة للعقيدة ونصرة لها وقياما بل واجب عظيم تجاهها وكتبوا فيها بيانا وتوضيحا واستشهادا واستدلالا مئات الكتب بل الالاف بين مطول ومختصر وبين شامل ومتخصص في جانب من الجوانب بين مأصل وراد على المخالف عناية كبيرة جدا في مؤلفاتهم رحمهم الله ثم اللاحق منهم يأخذ العقيدة عن السابق يأخذها واضحة وضوح الشمس في النهار بينة لا لبس فيها ولا غمور لصحة شواهدها وسلامة دلائلها وقوتها ووضوحها وبيانها تتوارثها المؤمنون المتبعون جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن كل جيل يأتي يتعاهدها تعاهدا عظيما ويرعاها رعاية كبيرة ثم يؤديها الى من بعده كما هي دون تغيير او تبديل او تحريف او نحو ذلك فيأتي الجيل الذي بعدهم فيعتني بها عناية اسلافه ويهتم بها اهتمام من قبله فيحافظ عليها وهكذا توارثتها القرون. جيلا بعد جيل ولا تزال طائفة من امة محمد صلى الله عليه وسلم على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم الى ان تقوم الساعة وموضوع هذه الكلمة ايها الاخوة هو عن ثبات هذه العقيدة. عقيدة السلف الصالح رحمهم الله وسلامتها من التغيرات عبر عبر عمر مديد وزمان طويل. بقيت سالمة العقيدة التي في قلوب اهل السنة الملتزمون بالكتاب والسنة في هذا الزمان هي العقيدة التي دعا اليها النبي عليه الصلاة والسلام وهي العقيدة التي كان عليها الصحابة وتناقلوها فيما بينهم وتوارثوها الى ان وصلت الى زماننا هذا صافية نقية نعم ظل عنها اقوام وانحرف عنها اناس كثيرون تفرقت بهم السبل وحادوا عن الجادة الصحيحة والطريق المستقيم قد اشار النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الى ان هذا الامر سيقع وسيكون فقال انه من يعف منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين والمهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وقال في الحديث الاخر وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة فرقة واحدة كلمة لها دينها واستقام لها منهجها وصح لها معتقدها لانها اخذته من نبعه الصافي ومعينه الذي لم ينسبه اي كذا اخذته من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه فكان حظهم في الاعتقاد وساء في الاعتقاد وسائر شؤون الدين السلامة والعلم والحكمة والرفعة وكانوا احق بها واهلها لانهم اخذوها من مصدرها ومنبعها كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم سلمهم الله فلم تتخطفهم الاهواء ولم تتلقفهم الشبهات ولم يميلوا الى عقولهم او ارائهم او اذواقهم او مواجدهم او نحو ذلك طلبا لمعرفة الاعتقاد الصحيح وانما عولوا على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ايها الاخوة احدثكم في هذه الامسية عن ثبات هذه العقيدة السلفية عقيدة اهل السنة والجماعة وسلامتها من التقيؤ والتبدل تبديل والانحراف بقيت في نفوس اهلها سالمة نقية وما من شك ان هناك اسبابا كثيرة ومتعددة كانت سببا او داعيا لبقاء هذه العقيدة وسلامتها واستقرارها في نفوس اهلها بعد توفيق الرب سبحانه وتعالى فهو الموفق وحده والمال بيده الفضل يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم توفيق الله وتسديده وهدايته واعانته لهم هو اعظم امر تحققت به سلامتهم توفيق الله له وحفظه لهم وكلاءته لهم عنايته بهم سبحانه وتعالى كان به بقاء هذه العقيدة في نفوسهم والله خير حافظا وهو ارحم الراحمين ولهذا ايها الاخوة ينبغي بل يجب على كل مسلم ان يقوي صلته بالله وان يسأله وان يسأله دائما الاعانة والتوفيق والسداد والسلامة لان الامر بيده تبارك وتعالى وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه منيب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فتوفيق الله وحفظه وهدايته واعانته به يستقيم للانسان امره ويصلح عمله وتزكو نفسه ويتحقق فلاحه في الدنيا والاخرة لا شك ان هناك اسبابا كثيرة بعد توفيق الرب جل وعلا وحفظه سبحانه كانت سببا لثبات هذه العقيدة وبقائها واستقرارها في نفوس اهلها سببا لسلامة اهلها من التغير والتلون والانحراف ولا شك ايضا ان من النافع للمسلم والمفيد له في حياته ان يقف على الاسباب التي بها ثبات العقيدة وسلامتها ليتعاهد في نفسه هذه الاسباب وليرعاها في نفسه احسن الرعاية مستعينا على ذلك كله بالله تبارك وتعالى وقد تلخص لي من خلال التأمل والنظر لكلام اهل العلم رحمهم الله في هذا الباب العظيم ان هناك اسبابا كثيرة ادت الى ثبات العقيدة في نفوس اهلها واصحابها وادت الى سلامتها من التغير والانحراف واوجدها لكم في هذا اللقاء بنقاط عديدة الاول اعتصام اهلها بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وايمانهم لجميع ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام واعتقادهم الكامل ان ان ما في الكتاب والسنة لا يجوز ترك شيء منه بل الواجب على كل مسلم الايمان والتصديق بكل ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فامنوا بجميع النصوص المشتملة على الاخبار عن الله واسمائه وصفاته وانبيائه واليوم الاخر والقدر ونحو ذلك. امنوا بها ايمانا مجملا ومفصلا ايمانا مجملا بكل ما اخبر الله تبارك وتعالى به من امور الايمان وايمانا مفصلا بكل ما بلغهم علمه من ذلك في كتاب الله ايمانهم بكل ما بلغه او ما بلغ علمهم من ذلك في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا. هذا شأنهم هذا شأنهم مع جميع نصوص الكتاب والسنة سلموا بالجميع وامنوا بالجميع وشأنهم كما قال بعض السلف من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم تسلموا لكل ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ولهذا فان من كان معتصما بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم معولا عليهما معتمدا عليهما من كان هذا شأنه فانه باذن الله تبارك وتعالى يكون حليفه الثبات والسلامة والاستقامة والبعد عن الانحراف يقول شيخ الاسلام يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله جماع الفرقان بين الحق والباطل والهدى والضلال والرشاد والغي وطريق السعادة والنجاة وطريق الشقاوة والهلاك ان يجعل اي المسلم ما بعث الله به رسله وانزل به كتبه هو الحق الذي يجب اتباعه وبه يحصل الفرقان والهدى والعلم والايمان فيصدق بانه حق وصدق وما سواه من كلام سائر الناس يعرض عليه فان وافقه فهو حق وان خالفه فهو باطل وان لم وان لم يعلم او ان لم يعلم هل هو وافقه او خالفه لكون ذلك الكلام مجملا لا يعرف مراد صاحبه او قد عرف مراده ولكن لم يعرف هل جاء الرسول بتصديقه او تكذيبه فانه يمسك فلا الا بعلم والعلم ما قام عليه دليل والنافع منه ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هذه خلاصة طريقة اهل السنة والجماعة رحمهم الله في هذا الباب العظيم يعولون على الكتاب والسنة وبهذا التعويم نالوا السلامة والثبات وكما قال شيخ الاسلام رحمه الله في مقام اخر بل كان كثيرا ما يقول من فارق الدليل ظل السبيل ولا دليل الا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. كثيرا ما كان يقول رحمه الله هذه الكلمة ويقول ابن ابي العز في شرحه للعقيدة الطحاوية كيف يرام الوصول بغير كيف يرام الوصول الى علم الاصول بغير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. اي ان هذا غير ممكن وغير متأتم فاذا تعويلهم رحمهم الله على ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام اعتمادهم على ما جاء فيهما كان سببا عظيما لثبات عقيدته لم يكن احد من اهل السنة والجماعة رحمهم الله ينشئ اعتقادا من قبل نفسه او يأتي باعتقاد او دين من رأيه وذوقه وفكره ما كان احد من اهل السنة يفعل ذلك والذين يفعلون ذلك يكثر فيهم التنقل والتلون كما سيأتي بيان ذلك. اما اهل السنة لم يكن احد منهم ينشئ شيئا من الاعتقاد من قبل نفسه بل جميعهم يعولون ويعتمدون على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهنا انقل لكم كلمة رائعة غاية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول فيها ليس الاعتقاد لي ليس الاعتقاد لي ولا لمن هو اكبر مني ليس الاعتقاد لي ولا لمن هو اكبر مني. يعني ليس شأني ان اتي باعتقاد من نفسي انشئه واخترعه ولا ايظا من هو اكبر مني كالامام احمد والشافعي ومالك وغيرهم من ائمة الدين لم يكن احد منهم ينشئ اعتقادا من قبل نفسه ليس الاعتقاد لي ولا لمن هو اكبر مني بل اعتقاد لا يؤخذ الا عن الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وما اجمع عليه سلف الامة. يؤخذ من كتاب الله. ومن احاديث البخاري ومسلم وغيرهما من الاحاديث المعروفة وما ثبت عن سلف الامة ويقول رحمه الله اعتقاد الشافعي رضي الله عنه واعتقاد سلف الاسلام كمالك والثوري والاوزاعي وابن المبارك واحمد بن حنبل واسحاق وهو اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل ابن عياض وابي سليمان الداراني وسهل ابن عبد الله التستري وغيرهم فانه ليس بين هؤلاء الائمة وامثالهم نزاع في اصول الدين وكذلك ابو حنيفة رحمة الله عليه فان الاعتقاد الثابت عنه في التوحيد والقدر ونحو ذلك موافق لاعتقاد هؤلاء واعتقاد هؤلاء هو ما كان عليه الصحابة والتابعون لهم باحسان وهو ما نطق به الكتاب والسنة اذا هذا الاصل الاول او النقطة الاولى التي كانت سببا لثبات هذه العقيدة في نفوس اهلها الاعتماد على الكتاب والسنة وليعلم انه بدون الاعتماد على الكتاب والسنة لا سبيل الى الثبات ولا سبيل الى السلامة والاستقامة الامر الثاني اعتقادهم اي السلف رحمهم الله ان الكتاب والسنة مشتملان على المعتقد الحق لا نقص فيهما باي وجه من الوجوه. المعتقد الحق بين تمام البيان وضح كامل الايضاح في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم اي عقيدة وعبادة وسلوكا. اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فالكتاب والسنة بين فيهما كل ما يحتاج اليه الناس من مما يتعلق بالاعتقاد وما يتعلق بالعبادة وما يتعلق بالمعاملة والاخلاق والسلوك بل كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان امته الى خير ما يعلمه لهم وان يحذرهم من شر ما يعلمه لهم فلما امن اهل السنة ايمانا كاملا اقتنعوا اقتناعا تاما بان دينهم اعتقادا وعبادة وسلوكا بين في القرآن والسنة غاية البيان التزموا تمام الالتزام وعولوا كامل التعويم على ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولم يحتاجوا ان يرجعوا في هذا الباب الى غير ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. فثبتوا تمام الثبات على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتحققت لهم بذلك السلامة التامة الكاملة قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بين جميع الدين بين جميع الدين اصوله وفروعه باطنه وظاهره علمه وعمله فان هذا الاصل هو اصل اصول العلم والايمان وكل من كان اعظم اعتصاما بهذا الاصل كان اولى بالحق علما وعملا. ويقصد بهذا الاصل التعويض التام والاعتماد الكامل على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لانهما قد بين فيهما الدين الدين كله عقيدة وعبادة وسلوكا الدين او القرآن القرآن والسنة بين فيهما الدقائق اليسيرة المتعلقة بالاداب كادب قضاء الحاجة وادب الطهارة وادب المعاملة بينت هذه الامور في الكتاب والسنة غاية البيان فهل من من الممكن ان يبين في في الكتاب والسنة هذه الاداب الدقيقة ويترك الاعتقاد دون ان يبين هذا هذا محال كما قال الامام مالك ابن انس امام دار دار الهجرة رحمه الله قال محال ان يكون بين ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم بين لامته كل شيء حتى القراءة ولا يكون بين لهم التوحيد ما يمكن ولهذا القرآن والسنة مستميلان على الخير كله والهدى كله والرشاد جميعا في العقيدة والعبادة والاخلاق ولهذا حظ الانسان من السلامة والاستقامة بحسب حظه من الاعتماد على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الامر الثالث من اسباب ثبات العقيدة في نفوس اهلها نقف للاذان الامر الثالث ان اهل السنة بناء على ما سبق فقد استقر في نفوسهم انهم في حال وقوع اي نزاع او خلاف او نحو ذلك لا يعولون على شيء ولا يرجعون الى شيء الا الى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهم يعلمون علم يقين ان النزاع والخلاف ونحو ذلك لا يتم حله ورفع الاشكال فيه الا بالاعتماد على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا وما من شك ان من كان هذا شأنه معولا في الامور التي قد يقع فيها خلاف بين الناس. على كتاب ربه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام لا شك ان من كان كذلك فان حليفه الثبات والسلامة وعدم الاضطراب والتلذذ فهم دائما وابدا يعولون في امور النزاع وفيما يختلف فيه الناس على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن المعلوم والمتقذر ان كل نزاع يقع او خلاف يوجد لا حل له. بين الناس الا بالاعتماد على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لان الاراء متباينة والعقول مختلفة وجهاء ووجهات النظر متباعدة فلا مجال لحل النزاع ورفع الخلاف الا اذا عاد الجميع عودة صادقة ورجعوا رجوعا حميدا الى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهذا سبب عظيم من اسباب ثبات اهل الحق على الحق الامر الرابع سلامة فطرته والفطرة نعمة من الله عز وجل ومنا منه تبارك وتعالى على عباده وهو جل وعلا تفظل على عباده ومن عليهم بان خلقهم جميعهم على الفطرة كما قال عليه الصلاة والسلام كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودان او ينصرانه او يمجسانه فخلقها مع الفطرة واهل السنة بقيت فطرتهم سالمة لم تتغير حفظها الله لهم من التغير والتبدل والانحراف والناس او بقية الناس تلوثت فطرهم ولحقها الانحراف بين مقل ومستكتر وفي الحديث يقول وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى خلقت عبادي حنفاء فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم في القرآن الكريم يقول الله تعالى وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون الشيطان والشيطان وجنده طرف الناس وحرفوهم عن فقرهم ولهذا من من اسباب الثبات ان يبقى الانسان على الفطرة السليمة ان يبقى ثابتا على الفطرة السليمة فطرة الله التي خلق الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون فسلمت له له الفطرة. وهذه سلمت لهم الفطرة وهذه نعمة عظيمة آآ ومنة كبيرة حازها هؤلاء وسلامة الفطرة مرتبط بسلامة المصدر سلامة الفطرة مرتبط بسلامة المصدر فاذا كان صاحب الفطرة السليمة مستندا ومعتمدا على كتاب ربه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فان فطرته لا تتبدل وان سلم فطرته للاهواء المرضية والشبهات المفسدة والاراء المنحرفة والتكلفات البعيدة ونحو ذلك تنحرف فطرة الرجل فهذا امر رابع الامر الخامس صحة عقوله اهل السنة والجماعة بل انهم احسن الناس عقولا واسلمهم رأيا وفكرا ومنهجه اهل السنة اصح الناس عقولا عقولهم راجحة ليس فيها غلو او جفاء شأن غيرهم من اهل كما هو الشأن في غيرهم من اهل البدع والاهواء اهل السنة ليس عندهم في العقول غلو كما ترونه واضحا في ارباب الكلام والمتفلسفة ومن لف لفهم سار على منهجهم تجده ينحي الكتاب والسنة جانبا ويعتمد تمام الاعتماد على عقله. وفكره ورأيه فما رآه صحيحا بعقله اعتمد وما رآه بخلاف ذلك تركه. وان كان قاله الله او قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لان المعول عندهم والعبرة على ما توصلت اليه عقولهم واراؤهم ومن ومن المعلوم ان عقول الناس ليست على عقل رجل واحد ولهذا لما كان الاعتماد على العقل عند فئة من الناس كان ذلك سببا لكثرة الانحراف وكثرة الاراء والمذاهب لان العقول مختلفة كما قال بعض السلف لو كانت الاهواء هوى واحدا فقيل انه الحق ولكنها اهواء كذلك نقول لو كانت العقول عقلا واحدا لقيل انه الحق. ولكنها عقول مختلفة وهؤلاء يقدمون عقلهم على ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ويجعلون العمدة العقل عليه يعولون قد الزمهم احد السلف قديما بان قال من لازم قول هؤلاء ان يقول احدهم اشهد ان عقلي رسول الله بدل ان يقول اشهد ان محمدا رسول الله. لان المعول والمعتمد عليه عنده عقله فهذا جانب منحرف في العقل وجانب الغل جانب الغلو في العقل ورفعه فوق مكانته هناك جانب اخر في في العقل وجانب الجفاء. وهذا وهذا يكثر في ظلال المتصوفة وجهاله الذين ينحون عقولهم جانبا ثم يدخلون باسم باسم التصوف الى امور يسمون بعضها بالجد او الشطح او الجنون او او نحو ذلك فيقعون في في انواع انواع قبيحة من من الانحرافات لا يقبلها عقل ولا يرتضيها فكر ويأنف منها كل انسان يقعون فيها بسبب تنحيتهم الكاملة للعقل بينما اهل السنة كما قدمت عقولهم راجحة صحيحة عقولهم سليما لا يتجاوزون بالعقل حده ولا ايظا ينحونه ويلغونه بل يضعون العقل في حدوده واطره المحددة وكما ان سمع الانسان له حد معين لا يمكنه ان يتجاوزه لا يمكنه ان يتجاوزه وكذلك وكذلك بصره وسائر حواسه فكذلك العقل العقل له حد معين فمن حاول ان يقحم عقله في غير حدوده ومجاله يضل كما ظل اقوام كثيرون ولهذا صحت عقول اهل السنة والجماعة وسلمت من الانحراف لانهم اعملوها في حدودها المعينة ولم يهملوه اعملوها في حدودها ان معينة ولم يهملوها ان في خلق السماوات والارض ائتلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب فهم اولوا الالباب الصحيحة والعقول الراجحة وكما قدمت وظعوا عقولهم في حدها المحدود ومجالها المعين دون غلو او جفاء او افراط او تفريط او زيادة او نقصان فهذا فهذا امر عظيم كان من اسباب ثبات هؤلاء على الحق الامر السادس من اسباب ثباتهم من اسباب ثبات عقيدتهم في نفوسهم وسلامتها ان امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب ففي ففي نفوسهم طمأنينة تامة وراحة عظيمة لهذا المعتقد الحق الذي تلقوه من كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق المرسلة يقول سكون القلب الى شيء. سكون القلب الى شيء ووثوقه به وهذا لا يكون الا مع اليقين. بل هو اليقين بعينه ولهذا تجد قلوب اصحاب الادلة السمعية يعني اهل السنة. ولهذا تجد قلوب اصحاب الادلة السمعية مطمئنة بالايمان بالله. مطمئنة بالايمان بالله واسمائه وصفاته وافعاله وملائكته واليوم والاخرة لا يضطربون في ذلك ولا يشهدون على انفسهم بالحيرة والوقوف والشك كما هو الشأن عند اهل الاهواء والبدع ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله واما اهل السنة والحديث كما يعلم احد من علمائهم فما يعلم احد من علمائهم ولا صالح عامتهم رجع قط عن قوله واعتقاده بل هو اعظم الناس صبرا على ذلك وان امتحنوا بانواع المحن وفتنوا بانواع الفتن وهذه حال الانبياء واتباعهم من المتقدمين ويقول عبد الحق الاشبيلي رحمه الله واعلم ان سوء الخاتمة واعلم ان سوء الخاتمة اعاذنا الله تعالى منها لا تكونوا لمن استقام ظاهره وصلح باطنه. ما سمع بهذا ولا علم به ولله الحمد وانما تكون لمن له فساد في العقد او اصرار على الكبائر واقدام على العظائم فهذا من من اسباب العظيمة التي ادت الى ثبات اهل الحق مطمئنة بالحق مطمئنة بالحق نفوسهم ساكنة به قلوبهم مرتاحة تمام الارتياح. فلماذا عنه يعدلون ولماذا لغيره يطلبون وهم به مطمئنون غاية الاطمئنان مرتاحون غاية الارتياح الامر السابع من اسباب ثباتهم على الاعتقاد الحق ارتباطهم بفهم السلف الصالح الصحابة ومن اتبعهم باحسان فهم مع الامور المتقدمة يعولون في فهم النصوص ومعرفة دلالاتها على ما جاء عن الصحابة ومن اتبعهم باحسان لان الافهام قد يجنح بعضها وقد ينحرف لكن من اخذ الدين غضا طريا من النبي عليه الصلاة والسلام مباشرة مع زكاء في القلب وصحة وصحة في العقل وحسن رغبة وصدق من كان هذا شأنه كان الحقيق بالعلم والسلامة والحكمة ولهذا يرتبط ولهذا يرتبط اهل السنة والجماعة غاية الارتباط بفهم الصحابة للنصوص وللادلة ولما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول السجزي رحمه الله في كتابه الرد على من انكر الحرف والصوت واصفا اهل السنة قال هم الثابتون على اعتقاد ما نقله اليهم السلف الصالح رحمهم الله. عن الرسول صلى الله عليه وسلم او عن اصحابه هذه رضي الله عنها فيما لم يثبت فيه نص في الكتاب ولا عن ولا عن الرسول صلى الله عليه وسلم لانهم رضي الله عنهم ائمة يعني السنة الصحابة ومن اتبعهم باحسان لانهم رضي الله عنهم ائمة. وقد امرنا باقتداء اثارهم واتباع سنتهم. وهذا اظهر من ان ان يحتاج او ان يحتاج فيه الى الى اقامة برهان والاخذ بالسنة واعتقادها مما لا مرية في وجوبه. انتهى كلامه وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وتأملوا كلامه ولا تجد اماما في العلم والدين كما لك والاوزاعي والثور وابي حنيفة والشافعي واحمد بن حنبل واسحاق بن راهوية ومثل وابي سليمان ومعروف الكرخي وامثالهم الا وهم مصرحون بان افضل علم ما كانوا فيه مقتدين بعلم الصحابة وافضل عملهم ما كانوا فيه مقتدين بعمل الصحابة. وهم يرون ان الصحابة فوقهم في جميع ابواب الفضائل والمناقب ويقول الاجري رحمه الله في كتابه الشريعة علامة من اراد الله عز وجل به خيرا طلوق هذا الطريق كتاب الله عز وجل وسنن رسوله صلى الله عليه وسلم وسنن اصحابه رضي الله عنهم ومن اتبعهم باحسان رحمة الله تعالى عليه وما كان عليه ائمة المسلمين في كل بلد الى اخر ما كان من العلماء مثل الاوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن انس والشافعي واحمد بن حنبل والقاسم بن سلان ومن كان على مثل طريقتهم ومجانبة ومجانبة كل مذهب لا يذهب اليه هؤلاء العلماء. هذا يوضح لكم الارتباط التام في اهل السنة والجماعة بما كان عليه السلف والصحابة ومن اتبعهم باحسان ويقول ابن قتيبة رحمه الله كلمة جميلة في هذا الباب يقول ولو ولو اردنا رحمك الله ان ننقل ولو اردنا رحمك الله ان ننتقل عن اصحاب الحديث يعني الصحابة ومن اتبعهم باحسان ونرغب عنهم الى اصحاب الكلام ونرغب فيهم يعني لو فعلنا هذا الامر لخرجنا من اجتماع الى تشتت وعن نظام الى تفرق وعن انس الى وحشة وعن اتفاق الى اختلاف وهذا يوضح انه لا يمكن ان يكون ثبات الا بالارتباط التام فهم السلف الصالح رحمهم الله والله تبارك وتعالى يقول ومن يساقط الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصبه جهنم وساءت مصيرا الامر الثامن من اسباب ثباتهم على الحق استقامتهم عليه توسطهم رحمهم الله واعتدالهم كما قال الله تبارك وتعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا. اي شهودا عدولا فكانوا وسط لا غلو ولا جفاء لا افراط ولا تفريط لا زيادة ولا نقصان وتوسطهم هو لزومهم للحق واستقامتهم عليه وثباتهم عليه ومجانبتهم للطرق المنحرفة سواء ما كان منها مائلا الى الغلو او الى الجفاء فتوسطوا في الحق فقاموا عليه وثبتوا عليه بتثبيت الله تبارك وتعالى لهم. فكان هذا سببا عظيما من اسباب ثباته وخيار الامور اوسطها ديار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها كل ما كان الانسان متوسطا معتدلا كلما كان احق بالحق واولى به والتوسط لا يكون ابدا الا بلزوم الحق وعدم الزيادة فيه او النقص فمن كان كذلك كان اولى بالحق وابعد من الاضطراب وايضا احق بالثبات والسلامة الامر التاسع من اسباب ثباتهم على الحق سلامته من الانحراف والتغير عدم تقديمهم لعقولهم وارائهم واذواقهم على الكتاب والسنة وهذا امر ايظا سبق الاشارة الى جانب منه وننقل لكم هنا كلاما لابي المظفر السمعاني نقله التيمي في كتابه الحجة وابن القيم في كتابه الصواعق وهو كلام عظيم متين في هذا الباب. يقول فيه السمعاني وكان السبب باتفاق اهل الحديث انهم اخذوا الدين من الكتاب والسنة وطريق النقل فاورثهم الاتفاق والائتلاف. واهل البدع اخذوا الدين من عقولهم فاورثهم التفرق والاختلاف فان النقل والرواية من الثقات والمتقنين قل ما يختلف وان اختلفت في وان اختلفت في لفظة او كلمة فذلك الاختلاف لا يضر في الدين ولا يقدح فيه واما المعقولات والخواطر والاراء فقل ما تتفق. بل عقل كل واحد ورأيه وخاطره يرى صاحبه غير ما يرى الاخر فهذا من من اسباب ثباتهم انهم لا يقدمون عقلا او رأيا او وجدا او ذوقا او نحو ذلك على كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم اما اهل الاهواء فانهم اه يقدمون هذه الامور على الكتاب والسنة منهم من يقدم العقل منهم من يقدم الرأي منهم من يقدم الذوق والوجد منهم من يقدم الحكايات والمنامات منهم من يقدم اه ما تهواه نفسه على ما امره به ربه تبارك وتعالى يتفاوتون ولكل واحد منهم منهجه وطريقه ومسلكه اما اهل السنة فقد سلموا من هذه الافات كلها وثبتوا على كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه فكان ذلك سببا عظيما من اسباب ثباته الامر العاشر حسن صلتهم بالله وشدة ارتباطهم به واعتمادهم عليه وهذا امر اشرت اليه في التقديم والتمهيد لان التوفيق بيده سبحانه وتعالى فحسنت صلتهم بالله وقوي اعتمادهم عليه يسألونه ويستعين ويستعينون به ويدعونه ويسألونه الثبات متبعين في ذلك نهج نبيهم صلوات الله وسلامه عليه وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم اذا خر لله ساجدا ان يقول اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على هكذا يقول عليه الصلاة والسلام في سجوده اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ويقول في دعائه اللهم اني اسألك الهدى والسداد ويقول في دعائه اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ويقول في دعائه اللهم اهدنا فيمن هديت ويقول في دعائه اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها ويقول في دعائه اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير الموتى راحة لنا من كل شر ويقول في دعائه اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين. ويقول في دعائه اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل انت تحكم بين عبادك عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم فاتباعه صلوات الله وسلامه عليه يلزمون نهجه ويرتبطون بالله تبارك وتعالى كل وقت وحين يسألونه الثبات والسداد والاعانة والتوفيق ولهذا ووفقهم الله واعانهم وسددهم وحفظهم وكلأهم برعايته وعنايته سبحانه وتعالى والتوفيق بيده وحده ثمان هذا الارتباط منهم بالله تبارك وتعالى اورثهم صلاحا في العبادة واستقامة في السلوك والاخلاق ولهذا من فوائد العقيدة الحميدة واثارها العظيمة انها تنعكس على عمل الانسان وسلوكه قوة ورفعة ونماء وزكاء وهذا من بركة العقيدة ومن منافعها وفوائدها العظيمة اما العقيدة المنحرفة فان لها شؤما على صاحبها ولهذا يتبع فساد العقيدة فساد العمل ويتبع فساد العقيدة فساد السلوك وهذا المؤمن سوء من الاعتقاد ومن يتتبع وبخاصة رؤوس الباطل ودعاة الضلال يجد هذا واضحا جليانيا لا لا يرى فيهم عناية بالعبادة واهتماما بها ومحافظة عليها ولا ايضا يرى فيهم الخلق الواضح البين وان وجد فيهم شيء من ذلك فما عند اهل السنة والحق والاستقامة من ذلك اعظم واعظم واعظم وهذا من من اثار الاستقامة على العقيدة والارتباط بالله تبارك وتعالى يقول احد اهل العلم ان الله عز وجل اذا اراد بعبده بعبد خيرا فتح له باب العمل واغلق عنه باب الجدل. واذا بعبد شراء فتح عليه باب الجدل واغلق عنه باب العمل الامر الحادي عشر الامر الحادي عشر يقينهم التام بهذا المعتقد الحق الذي استقاموا عليه وبعدهم عن تعريضه للخصومة والجدل وهذا جانب غاية في الاهمية للثبات على المعتقد الحق ان ان يكون صاحبه مقتنعا به واهل السنة لديهم قناعة تامة وثقة كاملة بما هم عليه من دين ومعتقد ولهذا لم يحتاجوا كغيرهم الى عرضه الى عرض ما عندهم على اراء الرجال وعقولهم صاحب الهوى والبدعة تجده يتنقل بين الرجال يسألهم ويستشيرهم فيما عنده من دين. لانه في شك منه وعدم ثقة واطمئنان. اما صاحب السنة فهو على يقين تام لا يقبل في في عقيدته خصومة او جدلا فهو مقتنع بها غاية الاقتناع مطمئن بها غاية الاطمئنان لان ارتباطه بها ارتباط بكتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى. فهو فهو مطمئن غاية الاطمئنان وواثق غاية الثقة بما عنده من معتقد لم يحتج في شيء منه الى عرضه على جدلي او مخاصم او نحو ذلك اما اهل الباطل فشأنه فشأنهم اخر. قال الله تبارك وتعالى ما ضربوه لك الا جدلا. بل هم قوم خصمون فصاحب السنة من اسباب ثباته على الاعتقاد الحق انه واثق تمام الثقة به اما اهل الاهواء فكما اشرت تجدهم يتنقلون ويعرضون ما عندهم على اراء الرجال وعقولهم ولهذا تراهم يكثرون من التنقل الدين اما صاحب السنة فعلى وتيرة واحدة وعلى طريقة واحدة من اول امره الى نهايته وانقل لكم هنا في هذا المقام جملة من الاثار عظيمة النفع عن السلف رحمهم الله قال حذيفة لابي مسعود ان الضلالة حق الضلالة ان تعرف ما كنت تنكر وتنكر ما كنت تعرف واياك والتلون في دين الله فان دين الله واحد وقال عمر ابن عبد العزيز من جعل دينه عرظة للخصومات اكثر التنقل وقال ايضا رحمه الله من عمل بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح ومن لم يعد كلامه من عمله كثرت خطاياه. ومن كثرت ومن كثرت ومن كثرت خصومته لم يزل يتنقل من دين الى دين وقال معن ابن عيسى انصرف مالك ابن انس وتأملوا القصة الاتية كيف ثبات اهل الحق على الحق وعدم تعريضه امة او جدل قال معن ابن عيسى انصرف مالك ابن انس يوما من المسجد وهو متكئ على يدي فلحقه رجل يقال له ابو الجويرية. كان يتهم بالارجاع فقال يا ابا عبدالله اسمع مني شيئا اكلمك واحاجك واخبرك برأيي. اسمع مني قال فان غلبتني ان ان غلبتني ان استمعت لك وغلبتني. قال تتبعني قال فان غلبتك قال اتبعك. قال فان جاء رجل ثالث وغلبنا قال نتبعه اصبحت القضية ماذا التنقل من شخص الى شخص ومن رأي الى رأي قال نتبعه فقال مالك يا عبد الله يا عبد الله بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بدين واحد بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بدين واحد. واراك تتنقل من دين الى دين. قال عمر ابن عبد العزيز من جعل انه غرضا للخصومات اكثر التنقل وقال مالك كان ذلك الرجل يشير الى احد ائمة السلف اذا جاءه بعض هؤلاء يعني اصحاب الاهواء قال اما انا فعلى بينة من ربي واما انت فشاك فاذهب الى شاك مثلك فخاصمه وقال يعني ذلك الرجل يلبسون على انفسهم ثم يطلبون من يعرفهم يعني بدينهم يلبسون على انفسهم اي اهل الاهواء بالشكوك والظنون ونحو ذلك ثم يطلبون من يعرفهم بدينهم فيأتون يعرضون ما عندهم من اراء واهواء على عقول الرجال وقال اسحاق ابن عيسى الطباع كان مالك ابن انس يعيب الجدال في الدين ويقول اوكلما جاءنا رجل اجدل من رجل تركنا الكتاب والسنة لجدله وقال الحسن البصري رحمه الله رأس مال المؤمن دينه حيث ما زال زال دينه حيث ما زال زال دينه معه لا يخلفه في الرجال ولا يأتمن عليه الرجال. فهذا شأن اهل السنة ما يأتي يعرظ دينه ومعتقده على عقول الرجال واهوائهم وارائهم وانما يلتزم بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه على ضوء ما كان عليه سلف الامة وقال بثوان كان الحسن ينهى عن الخصومات في الدين. وقال انما يخاصم الشاب في دينه انما يخاصم الشاك في دينه. اما من ليس عنده في دينه شك ليس له اي حاجة الى شيء من الخصومات وقال هشام ابن حسان جاء رجل الى الحسن فقال يا ابا سعيد تعال حتى اخاصمك في الدين تعال حتى اخاصمك في الدين. جاءه رجل من اهل الاهواء وقال له تعال اخاصمك في الدين. فقال الحسن اي البصري اما انا فقد ابصرت ديني عرفت ديني تمام المعرفة اما انا فقد ابصرت ديني فان كنت اظللت دينك فالتمس ابحث اذهب وابحث عن عن دينك اما انا فواثق بديني مطمئن له عارف به لست بحاجة الى هذه الخصومة والجديدة وقال احمد بن سنان جاء ابو بكر الاصم الى عبدالرحمن ابن مهدي فقال جئت اناظرك في الدين فقال ان شككت في شيء من امر دينك ان سكت في شيء من امر دينك فقف حتى اخرج الى الصلاة. اهل السنة مشغولين بما هم عليه من حق وبعبادة الله تبارك وتعالى فقال له ان شككت في شيء من امر دينك فقث حتى اخرج الى الصلاة. انا مشغول بطاعة الله اريد ان اصلي فقف حتى اخرج الى الصلاة والا فاذهب الى عملك. شوف لك عمل اخر فمضى ولم يثبت هذه جملة من النقول المفيدة وكثير منها نقلته لكم من كتاب الابانة لابن بطة العقدلي رحمه الله وهو كتاب عظيم في في ذلك آآ وجميع هذه النقود توضح لكم جميع هذه النقول عن السلف رحمهم الله توضح لكم متانة دين وقوته في نفوسهم وشدة رعايتهم وعنايتهم به وعدم تعريضهم له الى خصومات او جدل او او رأي منحرف او نحو ذلك. فكان ذلك من اعظم اسباب ثباتهم على الحق الثاني عشر اعتقادهم اي السلف ان مسائل الاعتقاد اعتقادهم ان مسائل الاعتقاد من الايمان بالله واسمائه وصفاته واليوم الاخر ونحو ذلك من الامور اه ونحو ذلك من الامور الثوابت التي جاءت بها الرسل واتفقت كلمتهم عليها فلا يدخلها نسخ او تعديل او نحو ذلك فهذا الاعتقاد عند اهل السنة فيما يتعلق بالعقيدة. العقيدة من باب من باب الاخبار وباب الاخبار لا يدخله الناس ولا يدخله التعديل. وكلمة الانبياء متفقة عليه من اولهم الى اخره. كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم لو قال نحن الانبياء ابناء علاج ديننا واحد وامهاتنا شتى الامر الثالث عشر وضوح عقيدته اي اهل السنة ويسرها وبعدها عن الغموض. بينما العقائد الاخرى تراها يختلفها انواع من الغموض وكثير من الشبهات وعدم وعدم الوضوح. اما عقيدة اهل السنة والجماعة فهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار وهي تكتسب وضوحها من وضوح منبعها ومصدرها وسلامتها وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق ببيان هذه العقيدة الحقة ووضوحها لوظوح مصدرها يقول مثل ظوء الشمس للبصر لا يلحقها اشكال ولا يغير في وجه دلالتها اجمال ولا يعرضها تجويز او لا يعارضها تجويز واحتمال تلج تلج الاسماع بلا استئذان وتحل من العقول محل الماء الزلال من الصادئ الظمآن فضلها على العقول على ادلة العقول والكلام كفضل الله على الانام لا يمكن احدا ان يقدح فيها قدحا يوقع في اللبس الا ان امكنه ان يقدح بالظهيرة صحوا في طلوع الشمس الذي يريد ان يقدح في العقيدة الصحيحة السليمة المأخوذة من الكتاب والسنة مثله مثل رجل يأتي الى الناس في وسط النهار ويقول لهم اريد ان اثبت لكم الان انه ليل ليس لي هذا مثل لمن يأتي ويريد ان يشكك في في صحة العقيدة الصحيحة السليمة المأخوذة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لانها واضحة صافية نقية وضوحها وصفاؤها من صفاء ووضوح مصدرها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه سلم والامر كما قال الله تعالى انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور الامر الرابع عشر في في في ثبات اهل العقيدة على العقيدة وسلامتهم من الانحراف اعتبارهم واتعاظهم بحال اهل الاهواء. اعتبارهم واتعاظهم بحال اهل الاهواء. وقديما قيل السعيد من اتعظ بغيره فاهل الاهواء الذين تركوا الكتاب والسنة واعرظوا عن الكتاب والسنة اورثهم هذا الترك تذبذبا وانحرافا وتنقلا واضطرابا. وعدم استقرار وثبات ولهذا لا لا تجد لصاحب هوى ثبات واستقرار وانما هم دائما وابدا في تنقل وانقل لكم هنا نقولا عن اهل العلم في وصف اهل الاهواء من ذلك قول شيخ الاسلام اهل الكلام اكثر الناس انتقالا من قول الى قول وجزما بالقول في موضع وجزما بنقيضه وتكفير قائله في موضع اخر. مع انه كان قبل قليل يقول به لكنه انتقل منه وهذا دليل وهذا دليل عدم اليقين. فان الايمان كما قال فيه قيصر لما سأل ابا سفيان عن من اسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم قال هل يرجع احد منهم عن دينه سخطة له بعد ان يدخل فيه؟ قال لا قال وكذلك الايمان اذا خالط بشاشته القلوب لا يسخطه احد فهذا فيه عبرة وعظة من حال اهل الاهواء انهم لا قرار لهم ولا ثبات وانهم دائما وابدا في تنقل واضطراب وتدبر قال قتادة لو كان امر الخوارج هدى لاجتمع لو كان امرهم هدى لاجتمع ولكنه ظلال ولا ولكنه كان ضلالا فتفرغ ومما وصف به اهل العلم آآ اهل الاهواء وبينوا فيه حالهم قول ابي المظفر السمعاني فيما نقله عنه التيمي وابن القيم قال واما اذا نظرت الى اهل البدع رأيتهم متفرقين مختلفين شيعا واحزابا لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقة واحدة في الاعتقاد يبدع بعضهم بعضا بل يرتقون الى التكفير يكفر الابن اباه. والاخ اخاه والجار تجارة وتراهم ابدا في تنازع وتباغظ واختلاف تنقضي اعمارهم ولم تتفق كلماتهم ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية في وصف اهل الاهواء وايضا المخالفون لاهل الحديث هم مظنة فساد الاعمال. اما عن سوء عقيدة ونفاق. واما عن مرض في القلب وضعف ايمان ففيهم من ترك الواجب واعتداء الحدود والاستخفاف بالحقوق وقسوة القلوب ما هو ظاهر لكل احد وعامة شيوخهم يرمون بالعظائم وان كان فيهم من هو معروف بزهد وعبادة ففي زهد بعظ العامة من اهل السنة عبادته ما هو ارجح مما هو فيه؟ ومن المعلوم ان العلم اصل العمل وصحة الاصول توجب صحة انتهى كلامي وقال ابراهيم النخعي رحمه الله كانوا يرون التلون في الدين من من شك القلوب في الله عز وجل وقال مالك بن انس الداء العضال التنقل في الدين وقال ما كنت لاعبا به فلا تلعبن بدينك فمن ينظر الى الى حال اهل الاهواء يجد ان حالهم في في حقيقة الامر لعب بالدين لعب في الدين. تنقل قرأ عقليات افكار الشام من هذا القبيل واشياء متجددة وامور متنوعة ومختلفة لا ثبات لهم ولا قرار ويكثر فيهم الاضطراب والتعارض والتناقض والشك يكثر فيهم ذلك حتى انه مرة جاء احد اهل السنة الى اثنين من كبار رؤوس علماء الكلام وكان يعني هذين المتكلمين في حوار كبار في امور من الاعتقاد. فدخل عليهم هذا الرجل وهم في في حوار وفي حيرة في حوار وحيرة وشك واضطراب فدخل عليهم احد اهل السنة فسألاه قال له ماذا تعتقد قال اعتقدوا ما يعتقد المسلمون يعني مما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فقال له وانت مطمئن بذلك؟ مرتاح وانت مطمئن بذلك؟ قال نعم قال اما نحن فوالله ما ندري ما نعتقد والله ما ندري ما نعتقد والله ما ندري ما نعتقد لانهم المسألة اصبحت جدل وحوار وما الى ذلك. فالذي ينظر في حال اهل الاهواء يجد فيهم العظة والعبرة وكما قدمت السعيد من اتعظ بغيره فصاحب السنة يحمد يحمد الله عز وجل على على السنة ويسأله تبارك وتعالى ان يثبته عليها الامر الخامس عشر من اسباب ثباتهم على الاعتقاد الحق اتفاق كلمتين وعدم تفرقهم في الدين اما اهل الاهواء فقد فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فريقون فرحون. اما اهل السنة كلمتهم متفقة وليس عندهم تفرق او اختلاف في دين الله على جادة سوية وصراط مستقيم يتعاهدون ذلك ويتواصون به ويصبرون عليه قال لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ومما يدل ان اهل الحديث على الحق ومما يدل على على عفوا هذا الكلام لابي المظفر السمعاني قال ومما يدل ان اهل الحديث على الحق انك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من اولها الى اخرها قديمها وحديثها وجدتها مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار وسكون كل واحد منهم قطرا من الاقطار في باب الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها. ولا يميلون عنها. قلوبهم في ذلك على قلب واحد ونقلهم لا ترى فيه اختلافا ولا تفرقا في شيء ما وان قل بل لو جمعت جميع ما جرى على السنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء عن قلب واحد وجرى على لسان واحد وهل وهل على الحق دليل ابين من هذا قال الله تعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. وقال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا فهذا ايضا من من اسباب العظيمة التي ادت الى ثبات اهل السنة على الحق واستقامتهم على العقيدة الصحيحة وسلامتهم من الانحراف والتلون والتغير. وهذا الامر هو الامر الاخير لكنني اقف عنده وقفة اوضح فيها بعض الجوانب من الاعتقاد التي تبين لكم آآ اتفاق التي تبين لكم اتفاق اهل السنة والجماعة على العقيدة وسيرهم فيها على وتيرة واحدة من اولهم الى اخره. اذا نظرت في كلامهم في هذا الزمان ونظرت في كلامهم في اول الازمان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم تجد ما عندهم شيء واحد لانه مأخوذ من مسكاة واحدة قد قال الامام مالك رحمه الله ما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم فلن يكون اليوم دينا ولن يكون الى ان تقوم الساعة ولن يصلح اخر هذه الامة الا بما صلح به اولهم فانت اذا نظرت الى عقيدتهم في هذا الزمان وفي جميع الازمان الماضية تجدها عقيدة واحدة. واضرب على ذلك بعض الامثلة. اذا جئت الى جانب التوحيد والاخلاص. اخلاص العمل لله تبارك وتعالى. تجدهم كلهم من اولهم الى اخرهم دعاة الى التوحيد كلهم يدعون الى اخلاص العمل لله. كلهم يحذرون من الشرك بالله وصرف شيء من لغير الله. لا ترى فيهم من يدعو الى شيء من الشرك. او او والمخالفة للتوحيد. كما يفعله كثير من اهل الاهواء يدعون الى اشياء من هذه الامور ويسمونها بغير اسمها فيسمون انواعا من الشرك توسلا او شفاعة او نحو ذلك الاخوة يرغبون ان نتوقف لاداء الصلاة ونكمل ان شاء الله الامثلة بعد الصلاة. والله اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقبل المواصلة اود التنبيه على امرين يتعلقان بما سبق. الامر الاول آآ في الكلمة التي مضت معنا جرى على لسان سبق ولسان تنبهت له قبل قليل التي تتعلق بالفطرة والصواب في الاية تعطي مواجهة الى الدين الحنيفا فطرة الله التي سطر الناس عليها لا تبديلا لخلق الله. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون واعود الان الى ما ذكرته وهو ما يتعلق بالامثلة التي توضح اه اتفاق كلمة اهل السنة والجماعة على عقيدة واحدة من اولهم الى اخرهم والخص ذلك في نقاط ايضا بايجاز واختصار لضيق الوقت فمن ذلك كما ذكرت الدعوة الى الاخلاص والتوحيد والتحذير من الشرك فهم من اولهم الى اخرهم في هذا الباب على كلمة واحدة آآ متفقون ليس بينهم اي خلاف في ذلك. مثال اخر انهم جميعا متفقون على الحث على السنة والنهي عن البدع والاهواء لا ترى فيهم الا الداعية للسنة المحذر من البدع. لا تجد فيهم من يحسن الاهواء ويرغب في البدع ويحاول ان يبين لها محاسن او نحو ذلك هذا لا يوجد في اهل السنة. وانما الجميع من اولهم الى اخرهم يحذرون من البدع والاهواء ويدعون الناس الى التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مثال ثالث ايمانهم باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته تجدهم من اوله الى اخرهم على وتيرة واحدة. يثبتون لله ما اثبته لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات وينفون عنه ما نفاه عنه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والعيوب. ولا يحرفون ولا يعطلون ولا يكيفون ولا يمثلون قاعدتهم في ذلك كما اخبر الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فكلهم في هذا الباب على وتيرة واحدة. اما من سواهم فتجد المحرف او المعطل او المكيف او الممثل او غير ذلك من الطرق التي اختارها اولئك انفسهم وارتضوها لانفسهم مثال اخير اتفاق منهجهم في طريقة الاستدلال. وهذا امر سبق ان وضحته. فطريقتهم في الاستدلال واحدة فيه واحد وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والذي اقوله في ختام هذه الكلمة هو انني اتوجه الى الله تبارك وتعالى العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يلحقني واياكم بالصالحين من عباده. وان يهدينا واياكم سواء السبيل وان يمن علينا وعليكم بلزوم السنة واتباعها اتباع اثر سلف الامة وان يجنبنا الاهواء والبدع وان يمنحنا صحة في الاعتقاد وسلامة في الايمان واستقامة في السلوك وحسن في الادب والاخلاق وان يوفقنا جميعا بتوفيقه وان يهدينا جميعا سواء السبيل وان يجعلنا هداة مهتدين من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه انه ولي ذلك والقادر عليه ولا يفوتني ختاما ان اشكر الاخوة جميعا على اولا اتاحة هذه الفرصة لهذا اللقاء المبارك وعلى حسن الاستماع والصبر واسأل الله عز وجل ان يتقبل مني ومنكم صالح الاعمال. والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخ طلبة العلم فهل هذا يعد صحيحا لهذه المقولة؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اولا قبل الاجابة على السؤال من باب المشاركة فيما تقدم في كلام الدكتور عبد الرحمن حول آآ الكتاب الذي باسم الثوابت والمتغيرات في مسيرة العمل الاسلامي آآ هذا الكتاب من وجهة نظر مؤلفه وكاتبه اراد ان ان يضبط مسيرة العمل الاسلامي بوظع امور او اصول او ثوابت لا يكون اه فيها بينهم خلاف وامور وصفها بانها متغيرات وهذه الامور لا ينبغي ان يكون الخلاف فيها اه سببا تنازع والتباغض وآآ خلخلة الصف وتفريق الكلمة ونحو ذلك وهو قصد يعني جمع جمع الكلمة جمع كلمة المسلمين وتقريب وجهات النظر ولكن آآ مع ذلك حقيقة ينبغي ان آآ يتنبه المسلم الى سبق ان اشرت اليه في هذه الكلمة ان آآ جمع الكلمة واتفاق اهل السنة ما كان من اجتماعهم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وانا حقيقة في نفسي شيء من وصف في بعض الجوانب من الدين بانها متغيرة. او انها تقبل التجديد. لان هذا الاصطلاح الذي اه يعني البعض ادخلوا تحته امورا لا تقبل الجدل ومن الامور المستقرة ومن الامور المتكاثرة المتكاثرة دلائلها في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ومن على سبيل المثال ان صاحب الكتاب ذكر في غير الثوابت اقسام التوحيد الثلاثة ذكر في غيره الثوابت اقسام التوحيد الثلاثة. وقال ان هذه الاقسام الثلاثة ومن هذا التقسيم الثلاثي للتوحيد اصطلاح حادث ذكره بعض اهل العلم ليس عليه اية من كتاب الله ولا حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل قال ان قال في الكتاب ان انا لا نعرف حدود فاصلة بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات. وانا حقيقة يعني لما اقرأ مثل هذا الكلام يتعجب غاية العجب كيف يكون اه يعني الاخذ من مسيرة العمل الاسلامي مع التوهيم بهذه الاصول اه الثابتة الواضحة المستقرة البينة التي تكاثرت دلائلها في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. عندما يقرأ المسلم الفاتحة يجد فيها هذه الاقسام الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين التوحيد الثلاثة. وهذه الاقسام الثلاثة للتوحيد ليست هي كما ذكر امورا اصطلاحية بل هي في في حقيقة امرها حقائق شرعية علمت بالتتبع والاستقراء لكتاب الله فاشرت الى ما يتعلق قول ذلك الكاتب ان اقسام التوحيد اصطلاحي امر اصطلح عليه بعض اهل العلم واوضحت ان هذا ليس صحيح. بل ان هذا التقسيم اه تقسيم شرعي معلوم بالتتبع والاستقراء لكتاب بالله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. هناك امور كثيرة تعلم بالاستقراء. اركان الصلاة اركان الحج. آآ شروط لا اله الا الله يعني اركان كثير من العبادات شروط قبول العمل امور كثيرة يأخذها اهل العلم ويعرفونها بالتتبع والاستقراء لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والاستقرار عندما يكون تاما فهو حجة فوفى اقسام التوحيد بانها امر اصطلاحي اصطلح عليه بعض اهل العلم هذا فيه توهين من هذا الاصل وتقليل من شأنه وهذا يسبب عكس ما كان يريده اولئك يسبب خلخلة في الصف وتفريق لكلمة المسلمين ولهذا من الواجب على كل من يتصدر لمسيرة العمل الإسلامي ان ينصح للمسلمين وان يكون عونا لهم علا بعد الله عز وجل على الثبات على الحق والاستقامة عليه على ضوء ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اما بالنسبة لما يتعلق بالسؤال وهو ذلك الاثر وان البعض قد يستدل به على اه التهوين من الرد على المخالف. فالجواب ان من يستدل بهذا الاثر على التهوين من الرد على المخالف يكون استدل به على استدل به في غير بابه. والذي ينبغي على من يطالع اقوال السلف الا يحمل كلامهم ما لا يحتمل. فهذه ونظائرها مما نقلت بعظه او شيئا منه. المقصود به عدم تعريظ الدين او جعل الدين عرظة للخصومات الدين رأس مال المسلم. واثمن شيء عنده فلا ينبغي له ان يعرضه للجدل والخصومات وان يجعله مجال للاخذ والرد والقبول والمنع ونحو ذلك. فالدين آآ ثابت ومستقر ودلائل وبينة ولا ينبغي ان يجعل عرضة للخصومات ومن جعل دينه عرظة للخصومات اكثر التنقل كما بين ذلك السلف اما الرد على المخالف فالنقول عن السلف في ذلك كثيرة. ولما سئل الامام احمد عن ذلك قال اذا قال السائل اذا سكت انت وانا من للناس فالرد على المخالف هذا من باب النصيحة للمسلمين وايضا من باب اماطة الاذى عن عن طريقهم لان البدع والاهواء تؤذي المسلمين في طريقهم فينبغي على العلماء ان يميطوا هذا الاذى وان يبينوا للناس الحق وان ان يردوا الباطل على على اهله عملا بقوله تعالى وكذلك نفصل الايات ولتستبين السبيل المجرمين املا بقوله صلى الله عليه وسلم آآ من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد والنصوص في هذا المعنى كثيرة