الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين قيوم السماوات والاراضين وخالق الخلق اجمعين واله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وامينه على وحيه ومبلغ الناس شرعا فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الاخوة المؤمنون ان الحديث في هذا اللقاء عن اصل عظيم من اصول الايمان واساس متين من اسس هذا الدين الحديث في هذا اللقاء عن الايمان بالله جل وعلا الذي هو احد اصول الايمان الستة العظيمة بل هو اصل اصول الايمان واعظم اسس اليقين ولا سعادة للعبد ولا فلاح له في الدنيا والاخرة الا اذا حقق الايمان بالله جل وعلا والايمان بكل ما امر تبارك وتعالى بالايمان به وللايمان كما لا يخفى اصول ستة عظيمة عليها قيامه ولا قيام للايمان الا بها وهي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره وقد جاء ذكر هذه الاصول الستة في كتاب الله جل وعلا وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة مجموعة ومفرقة كقوله جل وعلا في اول سورة البقرة وهدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون وقوله تعالى في السورة نفسها ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ويقول جل وعلا في تمام هذه السورة كل امن بالله كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير ويقول تعالى في سورة النساء يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظل ضلالا بعيدا والنصوص في هذا المعنى في كتاب الله جل وعلا كثيرا وفي السنة حديث جبريل المشهور عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن جوانب من الدين ومن ذلك قوله اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وسلم فهذه اصول ستة واسس عظيمة يقوم عليها الايمان ولا ايمان للعبد ولا قبول لطاعته ولا زكاء لعمله ولا فلاح له في الدنيا والاخرة الا اذا حقق الايمان بهذه الاصول فاذا جحدها او جحد شيئا منها او كفر بها او شك في شيء منها فان اعماله لا تقبل وطاعاته ترد عليه الله جل وعلا يقول ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين وهذه الاصول الستة اصول مترابطة متلازمة لا ينفك بعضها عن البعض الاخر الايمان ببعضها يقتضي الايمان بباقيها والكفر ببعضها كفر بباقيها هذه الاصول الستة اعظمها واهمها واجلها وكلها عظيمة الايمان بالله جل وعلا فالايمان به سبحانه وتعالى هو اصل اصول الايمان واصول الايمان جميعها اليه ترجع وعنه تتفرع فالايمان به سبحانه وتعالى هو اصل اصول الايمان واعظم اسس اليقين ولهذا به يبدأ في جميع النصوص وما سواه هو فرع عنه وما سواه اليه يرجع يرجع الى الايمان بالله تبارك وتعالى فالايمان بالله اصل عظيم واساس متين. وركن من اركان الايمان واساس لسعادة العبد وفلاحه في الدنيا والاخرة ولهذا ايها الاخوة حري بكل مسلم من الله تبارك وتعالى عليه بهذا الدين وهداه له ووفقه لالتزامه ان يعنى اعظم العناية ويهتم غاية الاهتمام بمعرفة اصول الايمان ومعرفة ايضا اهم اصول الايمان وهو الايمان بالله تبارك وتعالى حري بالمسلم الذي من الله تبارك وتعالى عليه بهذا الدين ان يجعل شكر رب ان يجعل سبيل شكره لنعمة ربه عليه الازدياد بمعرفة اصول الايمان والاجتهاد في طاعة الله تبارك وتعالى والسعي فيما يقرب اليه والبعد عن كل امر يصرف عن ذلك او يبعد عنه هذا الحري بعبدالله المؤمن والايمان منة الله على عبده ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. اولئك هم الراشدون فالذي من الله عليه بالايمان لا لا ينبغي له ان يتمادى في الانغماس في هذه الحياة والانهماك في ملاذها منصرفا بذلك عما لاجله خلق ولتحقيقه اوجد اعظم امر ينبغي على العبد ان يهتم به في هذه الحياة دينه وايمانه بربه تبارك وتعالى ويقدم اهتمامه بذلك على اهتمامه بطعامه وشرابه ولباسه وسائر شؤونه لان حياته الحقيقية وكماله وفلاحه وسعادته في الدنيا والاخرة منوطة بذلك ومتوقفة عليه فكيف يليق يليق بالمسلم ان يمضي في حياته غافلا عن هذا الاصل العظيم غير معتن بالزيادة فيه ومعرفته وتكميل الايمان به والاجتهاد في بلوغه. والاجتهاد في البلوغ به الى اعلى الدرجات وارفع المراتب فالعناية بهذا الاصل وبقية اصول الايمان من من الاصول او من الاسس المتينة التي ينبغي ان يهتم بها كل عبد والايمان بالله هو الايمان برب هذا الكون وخالق الخلق ومالك الناس اجمعين رب العالمين سبحانه وتعالى هو الايمان به سبحانه على الوجه الذي امر وعلى نحو ما شرع لعبادة في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وها هنا ينبغي ان يتنبه المسلم الى اصل لابد من التنبيه لابد من التنبيه عليه بين يدي الحديث عن الايمان بالله وعن بقية اصول الايمان الا وهو ان الايمان بالله جل وعلا وبقية الاصول اصول الايمان يجب ان يبنى بناء كاملا على ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يجب ان يقام على الكتاب والسنة وان يعول فيه المسلم على ما جاء في كتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لان لان الله لان القرآن الكريم وحي رب العالمين وكلامه سبحانه وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وحي الله فهو عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فالذي يريد معرفة الايمان ومعرفة تفاصيله عليه ان يقبل على كتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عنه ما يأخذ وعليه ما يعول واليه ما يرجع في جميع اموره بمعرفة اصول الايمان وانواع الطاعات واكتساب الاخلاق الى غير ذلك ليس للمسلم عندما يطلب معرفة الايمان ان يعرض عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ثم ييمم وجهه الى مصادر اخرى وموارد اخرى غير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فالدين الدين كله اصوله وفروعه يؤخذ من كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ووحي الله جل وعلا مشتمل على الصدق والعدل كما قال الله تبارك وتعالى وثمة كلمة ربك صدقا وعدلا فالاخبار التي في الكتاب والسنة كلها صادقة والاحكام التي في الكتاب والسنة كلها عدل ولهذا اذا اراد المسلم الاخبار الصادقة التي بلغت الكمال في الصدق فانه يجدها في كتاب ربه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام واذا اراد الاحكام العادلة والطريقة القويمة والسبيل المستقيمة يجد ذلك في كتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا اؤكد عليه ايها الاخوة لان المسلم ولا سيما في الامور المغيبة التي لم نعلم ما علمناه من تفاصيلها الا من خلال الكتاب والسنة يجب على كل مسلم تجاه هذه الامور ان يقف على قدم الايمان والتسليم لان لانها جاءت عن طريق الوحي فهي اخبار صادقة لا مجال امام العبد الا ان يتلقاها بالقبول والايمان والتسليم دون ان يتردد او يتشكك او يخالط قلبه شيء من التردد في ذلك الشك والتردد ليس بايمان بل الايمان لا يكون الا بكمال اليقين وتمام التصديق بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولهذا قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي لم يقع بعد ذلك في قلوبهم شيء من الشك او الريب في ذلك وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما الا ادخله الله الجنة فاشترط فاشترط عدم الشك وعدم الشك هو اليقين الكامل ولهذا المسلم امام الامور المغيبة التي جاءت في الكتاب والسنة ليس امامه ان يشك او يتردد او يتوقف او يقول انظر في ذلك وتأمل واتأمل كل هذا لا مجال. لا مجال له وانما ليس امام المسلم الا ان يؤمن ويسلم ويصدق هذا هو شأن هذا هو شأن المسلم امام كل الاخبار التي جاءت في الكتاب والسنة ولهذا اول صفة جاءت للمؤمنين في القرآن الكريم للمؤمنين المتقين الايمان بالغيب هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب هذي اول صفة جاءت. الذين يؤمنون بالغيب. يعني ان كل امر غائب عنهم جاءهم خبره ووصل اليهم علمه عن طريق الكتاب والسنة لا يترددون فيه وانما يبادرون الى الايمان دون توقف ودون تردد وانما يبادرون مبادرة تامة ويسلمون تسليما كاملا يؤمنون بالغيب والغيب هو كل الغيب هنا هو كل ما غاب عنك مما جاءك خبره في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ومن ذلك اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته وافعاله واحكامه ومن ذلك الملائكة واسمائهم واعدادهم ووظائفهم واعمالهم وصفاتهم واليوم خر وتفاصيله كل ما جاء في الكتاب والسنة من ذلك يجب على المسلم ان يتلقاه بالقبول ودائما وابدا يقول صدق الله ومن اصدق من الله قيلا فاخباره كلها صدق اخباره كلها صدق لا مجال للعبد امام هذه الاخبار التي كلها صدق لا ليس امامه ان يشك او ان ينظر او ان يتأمل تأمل من يريد ان يعرف هل هذا حق او ليس كذلك بل ليس امامه الا ان يبادر الى الايمان هذا هو شأن المؤمن فهذه قاعدة اساس واصل مهم في هذا الباب يصف شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هذا الاصل الذي اتحدث عنه بانه اصل اصول العلم والايمان اصل اصول العلم والايمان. فالعلم والايمان يبنى على هذا الاصل وهو ان المسلم يقابل كل ما جاء في الكتاب والسنة من الاخبار بالتصديق بالتصديق الكامل ومن الاحكام بالتسليم والانقياد فالاخبار تصدق والاحكام والاوامر تمتثل وتفعل فهذا اصل يبنى عليه جميع ما يتعلق بهذا الباب باب الايمان بالله وايضا ما يتعلق ببقية اصول الايمان بل الدين كله يبنى على هذا الاصل والايمان بالله الايمان بالله يبنى على امرين الايمان بالله يبنى على امرين او يقوم على اساسين اساس يتعلق بالعلم واساس يتعلق بالعمل الايمان بالله له جانبان جانب علمي وجانب عملي وهذان الجانبان متلازمان لابد منهما معا ليكون العبد مؤمنا بالله فهما ركنان للايمان بالله ركن يتعلق بالجانب العلمي وركن يتعلق بالجانب العملي الجانب العلمي هو ما يتعلق بالايمان والتصديق بكل ما اخبر الله تبارك وتعالى به عن نفسه في كتابه وما اخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته فهذا وحقه ان يعلم وان يؤمن به وان يصدق تمام التصديق الاخبار عن الله وعن اسمائه وعن صفاته وعن افعاله واحكامه وغير ذلك مما جاء في الكتاب والسنة هذا كله يقابله المسلم بالتصديق ويجتهد في تعلمه المطلوب من العبد تجاه هذا الجانب ان يجتهد تمام الاجتهاد في تعلمه ومعرفته يعرف الله ويعرف اسماءه وصفاته واحكامه وافعاله سبحانه وتعالى ويجاهد نفسه مجاهدة تامة على معرفة ذلك والجانب الاخر او الركن الثاني يتعلق بالعمل وهو التعبد لله تبارك وتعالى وطاعته وامتثال اوامره فالاول توحيد لله تبارك وتعالى باسمائه وصفاته وافعاله والثاني توحيد له جل وعلا بافعال عباده من صلاة وصيام وصدقة وبر واحسان وغير ذلك جانب يتعلق بالعلم وجانب يتعلق للتصديق وكلا الامرين لابد فيهما من الاخلاص يخلص لله تبارك وتعالى تمام الاخلاص بمعرفة اسمائه وصفاته وافعاله ويؤمن بذلك تمام الايمان ولا يجعل مع الله تبارك وتعالى شريكا في ذلك ليجانب بذلك سبيل اهل التعطيل والالحاد والجاحد والامر الاخر التوحيد العلم العملي الذي يتعلق افعال العبد التي يتقرب بها الى الله تبارك وتعالى من صلاة وصيام وذكر وخشوع وخوف ورجاء مما يكون بالقلب او اللسان او الجوارح فكل انواع العبادة تصرف له جل وعلا ويفرد بها ولا يجعل معه شريك في شيء منها وهذان الجانبان للتوحيد او الركنان له جاء بيانهما في القرآن في مواطن كثيرة بل القرآن كله في هذين الامرين في بيان التوحيد العلمي والتوحيد العملي وتأملوا معي في سورتي الاخلاص سورة قل يا ايها الكافرون وسورة قل هو الله احد فالسورة الاولى فيها التوحيد العلمي وسورة الاخلاص قل هو الله احد السورة الاولى قل يا ايها الكافرون فيها التوحيد العملي والسورة الثانية سورة قل هو الله احد فيها التوحيد العلمي فالاولى فيها بيان جانب العمل والثانية فيها بيان جانب العلم وقد اه وقد جاء في الحديث حديث جابر ابن عبد الله وهو ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح ابن حبان وشرح معاني الاثار للطحاوي ان النبي عليه الصلاة والسلام سمع رجلا يقرأ في صلاته فقرأت الركعة الاولى قل يا ايها الكافرون فقال عليه الصلاة والسلام هذا رجل امن بربه هذا رجل امن بربه ثم قرأ الرجل في الركعة الثانية قل هو الله احد فقال فقال عليه الصلاة والسلام هذا رجل عرف ربه هذا رجل عرف ربه وفي هذا بيان من النبي صلى الله عليه وسلم لهذين الجانبين العظيمين والاساسين المثيلين الذين دل عليهما سورتي الاخلاص قل يا ايها الكافرون قل يا ايها الكافرون فيها العمل العمل والعبادة والتقرب الى الله تبارك وتعالى بما يرضيه والبعد عن الاشراك به او تسوية غيره معه في العبادة او عدل غيره معه في الطاعة والبراءة من ذلك قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولانتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين لي ديني الذي اتقرب به الى الله وهو ما شرعه لي وامرني به واعظمه واساسه الاخلاص للمعبود سبحانه وتعالى والبعد عن الشرك فهذا هو جانب العمل جانب العمل ان يقيم المسلم وجهه لله تبارك وتعالى ان يقيم وجهه للدين حنيفا ويداوم على طاعة الله ويلازم على عبادة الله ويحافظ على طاعة الله جل وعلا الى ان يتوفاه الله واعبد ربك حتى يأتيك اليقين يلازم ذلك تماما تمام الملازمة ويحافظ عليه تمام المحافظة يعبد الله له يصلي وله يصوم وله يركع ويسجد ويذبح ويندر ويخشى ويخاف ويرجو ويحب كل عبادة وطاعة ظاهرة او باطنة يجعلها لله خالصة ولا يجعل مع الله تبارك وتعالى شريكا في شيء من ذلك بل يعبد الله مخلصا له الدين وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الا لله الدين الخالص اياك نعبد واياك نستعين. فاعبده وتوكل عليه. وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا ولقد ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فهذا جانب جانب بين تمام البيان ووضح تمام التوضيح في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فالمسلم يقبل على عبادة الله ويحقق هذا الجانب التوحيد العملي وهو يقوم على الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول. عليه الصلاة والسلام الجانب الاخر الجانب العلمي وهذا جاء في في السورة الثانية سورة الاخلاص قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد هذه الامور المذكورة في هذه السورة الكريمة امور علمية علمية باعظم معلوم واشرف معلوم يعلم الانسان من خلالها ما يتعلق برب العالمين سبحانه وتعالى يعرف من هو الله لو قيل من هو الله فتلا المسلم هذه السورة تفاهم لو قيل من هو الله؟ فقال بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وافية بالتعريف برب العالمين سبحانه وتعالى ولهذا لما قرأها الرجل قال عليه الصلاة والسلام هذا رجل عرف ربه لان السورة تعرف بالله تعرف المسلم بالله وهذا انما يتحقق للعبد عندما يتدبر ولا تكون تلاوته للقرآن مجرد اماني ومنهم اميون لا يعلمون لا يعلمون الكتاب الا اماني يعني مجرد تلاوة فالقراءة المجردة لا تكفي لابد من التدبر والفهم لكلام الله سبحانه وتعالى قال الله جل وعلا افلا يتدبرون القرآن وقال تعالى افلم يتدبروا القول وقال جل وعلا كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وقال تعالى يتلونه حق تلاوته يعني بالتلاوة التي هي القراءة والتلاوة التي هي الفهم والتطبيق فعندما يتأمل المسلم هذه السورة العظيمة سورة الاخلاص يجد انها تعرفه بالله وكلكم يعلم قصة الصحابي المخرجة في الصحيح الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية فكان يقرأ في كل ركعة من كل صلاة بسورة قل هو الله احد يكررها في كل ركعة فاشكل هذا على الصحابة الذين كانوا معه في كل ركعة يقرأ قل هو الله احد فاشكل عليهم هذا واتوا النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه عن ذلك واخبروه عن ذلك فقال لهم عليه الصلاة والسلام سلوه لاي شيء يفعل ذلك اسألوه عن السبب لاي شيء يفعل ذلك؟ فرجعوا الى الرجل وسألوه فقال لان فيها صفة الرحمن. وانا احب الرحمن هذا هو السبب لان فيها صفة الرحمن وانا احب الرحمن يتأمل ويتدبر هي صفة الرحمن الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته قال وانا احب الرحمن فاتوا فاتى الصحابة ونقلوا للنبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم جوابه فقال اخبروه ان حبك اياها ادخلك الجنة اخبروه ان حبك اياها ادخلك الجنة تأملوا ايها الاخوة عظمة اثر حب صفات الله وحب اسماء الله والجد في معرفتها وتدبرها وفهمها والعناية بها. حبك اياها ادخلك الجنة. يحب السورة لان فيها صفة الرحمن ولهذا وهذا يدل على ان معرفة الله جل وعلا سبب عظيم بل هو اعظم اسباب دخول الجنة قال حبك اياها ادخلك الجنة فمعرفة الله ومعرفة اسمائه وصفاته جل وعلا اعظم اسباب دخول الجنة وكلما كان العبد اعرف بالله وباسمائه العظيمة وصفاته الجليلة كلما كان ذلك اكمل في ايمانه واتموا في يقينه واعظم في صلته بربه جل وعلا وكان ذلك سببا لبلوغه جنات النعيم قال حبك اياها ادخلك الجنة وفي الحديث الاخر المخرج في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة ولهذا العبد كلما ازداد معرفة بالله ومعرفة باسمائه الحسنى وصفاته العظيمة ازداد نتيجة لذلك في تعظيم الله والقيام بطاعة الله والبعد عن معصيته سبحانه وتعالى ولهذا قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء قال بعض اهل العلم من كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد واليه اقرب الشاهد ان سورة الاخلاص التي هي قل هو الله احد فيها التعريف بالله وسورة الاخلاص التي في التي يقول يا ايها الكافرون فيها الدعوة الى الدعوة الى اخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى وثبت في الحديث ان سورة الاخلاص التي يقول هو الله احد تعدل ثلث القرآن وما ذاك الا لانها اشتملت على صفة الرحمن وجاء في الحديث الاخر ان اية الكرسي هي اعظم اية في القرآن الكريم واية الكرسي هي كذلك فيها التعريف بالله والدعوة الى عبادة الله جل وعلا ففيها نوعي التوحيد العلمي والعملي فقوله جل وعلا في اولها الله لا اله الا هو فهذا التوحيد العملي ثم ذكر بعد ذلك اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته وهذا التوحيد العلمي الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم لو تأملتم هذه السورة فيها خمسة اسماء حسنى لله تبارك وتعالى وفيها ما يزيد على عشرين صفة من صفاته سبحانه وتعالى هذه هذه الاية. لو تأملتم هذه الاية فيها خمسة اسماء حسنى لله جل وعلا وما يزيد على العشرين صفة فهي تعدل اه فهي افضل اية في القرآن الكريم لانها اخلصت في بيان صفة الله واعلان التوحيد له جل وعلا بنوعي التوحيد العلمي والعملي وفي اخر سورة الحشر يقول الله تبارك وتعالى هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز البار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. ذكر ثمانية عشر اسما من اسمائه الحسنى وجمع تبارك وتعالى في هذه الايات الكريمة بين نوعي التوحيد العلمي والعمل بدأها بالتوحيد العملي هو الله الذي لا اله الا هو ثم ذكر التوحيد العلمي الرحمن الرحيم الى اخر اسماءه الحسنى وصفاته العظيمة التي ذكرها جل وعلا في هذه الايات ويقول تعالى قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى ويقول جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ويقول تعالى الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى ويقول تعالى رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته. هل تعلم له سم يا جمع في هذه الاية بين نوعي التوحيد العلم والعمل ولنقف ايها الاخوة قليلا في بيان بعض الجوانب المتعلقة بنوعي التوحيد فاولا التوحيد العلمي وكما قدمت ايمان العبد وتصديقه لكل ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من اسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة وافعاله جل وعلا يؤمن بذلك كله وهذا يتناول تمرين توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات فالمطلوب في هذين التوحيدين توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات هو العلم والايمان والتصديق فتوحيد الربوبية ان يؤمن العبد بربوبية الله على خلقه اجمعين يؤمن بانه الخالق الرازق المنعم المتصرف المدبر لشؤون خلقه كلها يوحد الله في افعاله سبحانه وتوحيد الاسماء والصفات ان يؤمن باسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة دون تعطيل لها اي جحد وانكار ودون تحريف لها بصرفها عن معانيها ودون تكييف اي محاولة لمعرفة كيفيتها ودون تمثيل اي تمثيل لها بصفات المخلوقين فكل ذلك باطل بل الواجب ان يقابل المسلم هذه الاسماء والصفات الواردة في الكتاب والسنة بالاثبات بلا تمثيل والتنزيه لله تبارك وتعالى عن مشابهة المخلوقات بلا تعطيل فهذان اصلان يقوم عليهما توحيد الله تبارك وتعالى في اسمائه وصفاته ثم الايمان باسماء الله الحسنى الذي هو من توحيد الاسماء والصفات كيف يكون قد مر معنا الحديث ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة كيف يكون ذلك؟ كيف يكون ايمان العبد باسماء الله تبارك وتعالى الحسنى يقول اهل العلم للايمان باسمائه الحسنى ثلاثة مراتب لا يكون الايمان الا الا بها. ثلاثة مراتب المرتبة الاولى اثبات الاسم لله والمرتبة الثانية فهم معناه وما يدل عليه والمرتبة الثالثة العمل بما يقتضيه فهذه اركان ثلاثة للايمان باسماء الله اثبات الاسم امر والامر الثاني فهم معناه والامر الثالث العمل بما يقتضيه فيثبت المسلم ان من اسماء الله الحسنى اسمه الله هذا الاسم ورد مئات المرات في القرآن الكريم وهو من اعظم اسماء الله الحسنى بل في قول بعض اهل العلم هو اعظم اسماء الله الحسنى هذا الاسم العظيم الذي اليه ترجع الاسماء اسماء الله واليه تضاف ولهذا تلاحظون في ايات كثيرة مر معنا بعضها يذكر اولا هذا الاسم ثم تضاف بقية اسماء الله اليه كما في اية الكرسي وسورة الاخلاص والايات الاخيرة من سورة الحشر وغير ذلك من الايات فيقال الله هو الرحمن الرحيم. الله هو الملك القدوس. الله هو العزيز الحكيم. فالاسماء تضاف اليه ولا يقال العزيز هو الله الحكيم الخبير لان الاسماء كلها تضاف الى هذا الاسم فيثبت هذا الاسم لله ويؤمن المسلم لان من اسماء الله الحسنى العظيمة اسمه الله ثم يفهم معنى هذا الاسم ما المراد به واجمل ما يقال هنا في بيان معنى هذا الاسم ما قاله ابن عباس رضي الله عنهما قال الله اي ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين هذا معنى الله الله اي الذي له الالوهية والعبودية ولاحظوا هنا الالوهية صفة الله والعبودية صفة العبد ولهذا الايمان بهذا الاسم اسم هذا الاسم العظيم الله الايمان به يتطلب من العبد ان يفهم بان الله جل وعلا وحده هو المألوف هو المألوف ومعنى المألوف اي الذي يؤله بمعنى يخضع له ويتذلل ويعبد ويخاف ويرجى فلا يستحق ذلك الوصف الا هو سبحانه وتعالى وهو معنى اسمه الله ايد الالوهية اي الذي وحده يستحق ان يؤله وان يعبد وان تصرف له جميع الطاعات ولهذا ذكر الله جل وعلا ظلال المشركين وبين فساد سبيلهم بقوله واتخذوا من دونه الهة لان المخلوقات جميعها لا تستحق من العبادة شيء لا تستحق ان تؤله او ان تعبد او ان يصرف لها شيء من الطاعة بل الاله الذي لا اله الا هو الله جل وعلا. والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم. انما الهكم الله الذي لا اله الا هو وسع كل شيء علما الله لا اله الا هو الحي القيوم وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون فالذي يؤله وتصرف له العبادة هو الله تبارك وتعالى ولهذا من جعل غير من جعل لغير الله تبارك وتعالى حظا من الالوهية ونصيبا من التأله والتعبد فقد جعل مع الله شريكا وعدلا وندا والله جل وعلا يقول فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فهذا جانب هذا جانب لابد منه وهو ان يعلم المسلم من خلال هذا الاسم ان المألوف هو الله. ذو الالوهية كما يقول ابن عباس رضي الله عنهما والعبودية هذا الجانب الاخر وهو صفة العبد صفة العبد التي يقتضيها ايمانه بهذا الاسم. صفة العبد التي يقتضيها ايمانه بهذا الاسم فاذا امن العبث بان الله هو المستحق للالوهية لا شريك له في ذلك فمقتضى ذلك ان يقوم هو بالعبودية له فيخلص له الطاعة ويكمل له العبادة ويجتهد تمام الاجتهاد في التقرب اليه سبحانه وتعالى ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين فهذا معنى الاسم ومقتضى الايمان بهذا الاسم الذي هو الله ان يقوم العبد بالعبودية الكاملة لله بان يصرف له جميع انواع الطاعات يتقرب اليه بسائر انواع القربات ولا يجعل مع الله تبارك وتعالى شريكا في شيء من ذلك ولهذا من يدعو غير الله او يستغيثوا بغير الله او يذبح لغير الله هل امن حقيقة الايمان بهذا الاسم؟ الله وقد عرفنا ان المعنى اي ذو الالوهية والعبودية لخلقه اجمعين. فكيف يكون الايمان بهذا الاسم مع صرف مقتضيات ايماني بهذا الاسم لغير المستحق وهو الله تبارك وتعالى فهذا مثال من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى مثال اخر اسمه تبارك وتعالى الرزاق. اسمه تبارك وتعالى الرزاق وقد استمعنا جميعا في صلاة المغرب الى قول الله تبارك وتعالى ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق فهذا الاسم هذا اسم من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى فيثبته العبد ويؤمن به يؤمن بان من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى الرزاق ثم يؤمن بمعناه ومعناه اي الذي بيده الرزق والذي منه الرزق والذي لا يكون الرزق الا منه سبحانه وتعالى والذي لا سبيل للحصول على اي شيء من رزق الا باذنه سبحانه فيؤمن بمعناه وما من دابة الا على الله رزقها. فالرزق كله على الله ومن الله سبحانه وتعالى الرزق كله من الله فيؤمن بمعناه ورزق الله تبارك وتعالى لعباده نوعان نوع يقتاتون به ويقيمون به اجسامهم من غذاء وشراب وطعام ولباس وسكن وغير ذلك هذا نوع ونوع اخر وهو رزق الايمان ان يرزق ان يرزق الله تبارك وتعالى العبد الايمان به والقيام بطاعته وهذا اعظم انواع الرزق التي ينالها العبد ان يرزقه الله جل وعلا الايمان به والقيام بطاعته فالعبد يؤمن ان الرزق كله من الله. ان الرزق كله من الله وهو جل وهو جل وعلا اقتضت حكمته ان يرزق عباده باسباب يفعلونها فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه. لاسباب يفعلونها ولهذا احل لهم الطيبات واباح لهم الكسب وامرهم طلب العيش فجعل لهم اسباب ينالون بها الرزق ولهذا العبد مطالب في تحصيله للرزق بامرين ان يبذل السبب وان يستعين بالله تبارك وتعالى لان الرزق منه سبحانه وتعالى ومن جميل ما يذكر في هذا دعوة داوود عليه السلام ذكر ذلك ابن كثير والله اعلم بصحة ذلك انه كان يقول في دعائه يا رازق ان نعاد في عشه والنعاب كما ذكر اهل العلم تغيير الغراب الغراب عندما اه يخرج الفرخ الصغير من بيضته يكون لونه ابيض يكون لونه ابيض والغراب كما نعلم لونه اسود فلما يرى فرخه ابيض يعافه وينصرف عنه تماما ويتركه ولا يعطيه اي شيء فداود يقول يا رازق النعال في عرسه لا الان ها امه التي تحن عليه انصرفت عنه لانها عافت شكله ومنظره الله جل وعلا يجعل عليه شيئا لزجا وتأتي الحشرات الصغيرة تطير فتلتصق بهذا اللزج الذي عليه فيبدأ يأكل منها ويتغدى ثم يبدأ يظهر عليه السواد يسود يبدأ يسود لون شعره فتأتي امه وتراه وقد اسود فتبدأ تأتي له بالحبل يا رازق النعاد في عشه. ومن يتأمل في مثل هذا يجد حكما بالغة وعظات عظيمة فالرزق الذي للعباد من الله جعل الله تبارك وتعالى او او او امر تبارك وتعالى عباده بان يتخذوا السبب في تحصيله وقد يرزق الله تبارك وتعالى عبده بدون بذل بدون بذل سبب من العدل والرزق منه تبارك وتعالى فالشاهد ان العبد يؤمن بهذا بهذا الاسم ويؤمن بالمعنى الذي دل عليه ثم ما مقتضى ايمان العبد بهذا الاسم؟ اسم الله الرزاق؟ ما مقتضى ايمانه مقتضاه امران الامر الامر الاول ان يسعى العبد سعيا حديثا في اكتساب الرزق من الوجه الذي امره الله به او احله له. فامشوا في في مناكبها وكلوا من رزقه والوجه الثاني ان يعتمد على الله تبارك وتعالى في ذلك كله ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا. يعني جائعة في الصباح تذهب في الصباح الباكر وهي جائعة وتروح بطانا اي وهي سبعة وتأملوا الطير هنا قال صلى الله عليه وسلم لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا وهذا فيه دلالة على اهمية الجمع بين الامرين بذل السبب والاعتماد على الله جل وعلا في ذلك اه ونأخذ ايضا مثالا ثالثا من اسماء الله جل وعلا وهو اسمه العليم اي الذي احاط علمه بكل شيء ووسع كل شيء علما ولا يخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء يعلم السر واخفى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ولهذا عودا على ما بدأت به قول الله جل وعلا الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير يعلم ما يلز في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة. قل بلى وربي لتأتينكم عالم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين فيؤمن العبد بان الله تبارك وتعالى احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا وانه لا يخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء. يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله. ان الله لطيف خبير فعلم الله محيط بكل شيء يعلم ما في الصدور والسر عنده علانية والغيب عنده شهادة ولا تخفى عليه خافية سبحانه وتعالى يؤمن العبد بذلك ثم يعمل بما يقتضيه هذا العلم وهذا الايمان فما الذي يقتضي فالعبد لن يقوم به عندما يؤمن بان الله عز وجل عليم بحاله وكثير من الايات في القرآن الكريم تختم بذكر علم الله ان الله خبير بما تعملون والله خبير بما بما تعملون ان الله بما تعملون عليم. ايات كثيرة تختم بذلك فالعبد اذا امن بذلك وصدق فانه يجاهد نفسه مجاهدة مجاهدة تامة بالملازمة لطاعة الله والبعد عن معصيته سبحانه وتعالى على كل حال الحديث في الايمان بالله وهو القيام بنوعي التوحيد العلم والعمل واسع جدا واهل العلم رحمهم الله كتبوا في ذلك كتابات واسعة لكن من احسن الكتب الجامعة الوافية في تحقيق بيان ما يتعلق بهذين الامرين التوحيد العملي والتوحيد العلمي كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب وكتاب التوحيد الذي كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية وكتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحم الله الجميع فهذان الكتابان اشتملا على بيان نوعي التوحيد لكن كتاب العقيدة الواسطية توسع اكثر فيما يتعلق بالتوحيد العلمي وكتاب التوحيد توسع اكثر فيما يتعلق بالتوحيد العملي وختاما اسأل الله جل وعلا ان يرزقني واياكم ايمانا صادقا ويقينا خالصا وان يهدينا واياكم جميعا سواء السبيل وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. ونسأله تبارك وتعالى ان يحيينا مسلمين وان يميتنا مؤمنين غير مبدلين ولا مغيرين. وان يؤتي سبحانه وتعالى نفوسنا تقواها انه وليها ومولاها وان يوفقنا لكل خير يحبه ويرضاه في الدنيا والاخرة. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين