ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذه امسية طيبة وساعة كريمة في هذه الليلة الفاضلة من ليالي شهر رمضان المبارك ومع موضوع جليل القدر عظيم الفائدة كبير النفع له صلة بشهرنا الكريم وموسمنا فاضل وعنوان هذا اللقاء حبل الله الممدود وحبل الله الممدود الذي هو عنوان هذه المحاضرة هو هو كتاب الله جل وعلا القرآن الكريم وقد جاء تسميته بهذا الاسم في السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى الامام احمد في مسنده من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كتاب الله هو حبل الله الممدود كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء الى الارض وروى الامام مسلم في صحيحه من حديث زيد ابن ارقم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الاواني تارك فيكم ثقلين احدهما كتاب الله عز وجل وهو حبل الله المتين من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة وروى ابن ابي شيبة في مصنفه باسناد على شرط مسلم من حديث ابي شريح الخزاعي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ابشروا ابشروا اليس تشهدون ان لا اله الا الله واني رسول الله؟ قالوا نعم قال فان هذا القرآن سبب فان هذا القرآن سبب اي حبل طرفه بيد الله وطرفه بايديكم فتمسكوا به فانكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده ابدا معاشر الاخوة الكرام يأتي هذا الموظوع العظيم بهذا العنوان حبل الله الممدود في هذه الايام المباركات او الليالي المباركات ليالي شهر رمضان المبارك وكلنا نعلم ان شهر رمضان له خصوصية بالقرآن الكريم يقول الله جل وعلا شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ويقول جل وعلا انا انزلناه في ليلة مباركة ويقول جل وعلا انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر فالقرآن الكريم انزل في شهر رمضان وهو اعظم كتاب انزله الله سبحانه وتعالى على اعظم رسول في افضل شهر وفي افضل ليلة فليلة القدر هي خير ليالي السنة على الاطلاق وهي الليلة التي انزل فيها القرآن والمراد بانزاله اي الى بيت العزة في السماء الدنيا لان القرآن نزل جملة واحدة في ليلة القدر الى بيت العزة ثم نزل منجما خلال عشرين سنة بحسب الامور والاحوال والوقائع والحوادث ونحو ذلك كما جاء بذلك الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن غيره في تقرير هذا المعنى وهذا يبين لنا ان شهر رمظان المبارك له خصوصية في القرآن ولهذا كان جبريل يأتي نبينا صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر ويدارسه القرآن وقد جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان حينما يأتيه جبريل يدارسه القرآن ولهذا ايظا كانت عناية السلف بالقرآن تعظم في هذا الشهر شهر القرآن وموسم القرآن وكانوا يتنافسون على ختم كتاب الله عز وجل في هذا الشهر الفاضل مرات عديدة مع التدبر لاياته والتأمل في دلالاته ومجاهدة النفس على العمل بهذا الكتاب العظيم كتاب الله جل وعلا والقرآن ايها الاخوة الكرام كتاب انزله الله تبارك وتعالى هداية للبشرية وصلاحا للناس وذكرى للمؤمنين وشفاء لما في الصدور وضياء ونورا وبركة لمن كان من اهله قال الله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليتدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب وقال جل وعلا ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرة وهذا الكتاب العظيم انزله الله تبارك وتعالى لعباده ليكون منهجا لهم في حياتهم في اخلاقهم في ادابهم في معاملاتهم في تعبدهم وتقربهم الى الله سبحانه وتعالى. ولهذا لما سئلت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق نبينا صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن قالت كان خلقه القرآن ومعنى كلامها رضي الله عنها وارضاها كان خلقه القرآن اي ان كل ما تراه في القرآن من عبادة خلق وادب ومعاملة الى غير ذلك كل ذلكم اتصف به نبينا عليه الصلاة والسلام على التمام والكمال فكان اعبد الناس لله واكثرهم لله خشية واعظمهم تقوى لله سبحانه وتعالى واكملهم خلقا واحسنهم ادبا واطيبهم معاملة. وكل ما في كتاب الله عز وجل من عبادة وخلق وادب وغير ذلك آآ اتى به وتممه وكمله صلوات الله وسلامه عليه وهذا القرآن هو زاد المؤمنين وروح قلوبهم وغذاء نفوسهم بل ان حياة الانسان الحقيقية لا تكون الا بالقرآن الكريم لا يحيا العبد حياة حقيقية الا بهذا الكتاب العظيم الكتاب المبارك ولهذا سمى الله جل وعلا كتابه روحا في غير ما اية قال سبحانه وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. ولكن جعلناه نورا به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم قال وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا وقال جل وعلا في اوائل سورة النحل سورة النعم كما يسميها بذلك اهل العلم. لكثرة ما عدد الله فيها من نعمه بدأ الله سورة النعم بقوله اتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون ينزل الملائكة بالروح من امره سمى ربنا جل وعلا وحيه الحكيم وذكره العظيم والقرآن الكريم سماه روحا سماه روحا لماذا لان حياة القلوب الحقيقية انما تكون بهذا القرآن بل سمي جبريل عليه السلام الذي ينزل بالوحي سمي ايضا الروح نزل به الروح الامين تنزل الملائكة والروح اي جبريل فيها سماه روحا لانه نزل بالقرآن الذي به حياة القلوب ويجب على كل واحد منا ان يعلم ان حياته الحقيقية في هذه الدنيا وفي الاخرة بحسب حظه ونصيبه من هذا الكتاب المبارك علما وعملا وتطبيقا ولهذا يقول الله جل وعلا في سورة الحديد الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم هم تعقلون تأمل اخي رعاك الله قول الله عز وجل اعلموا ان الله يحيي الارظ بعد موتها ذكر هذا سبحانه عقب قوله الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق اتبع هذا باخباره سبحانه وتعالى انه يحيي الارض بعد موتها قال ان في ذلك لايات لعلكم تعقلون فيها ايات عظيمة ايات جليلة اي كما ان الارض الميتة تحيا بالماء اذا انزل الله عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج فكذلك القلوب كذلك القلوب لا يمكن ان تحيا الا بالقرآن لا يمكن ان تدب فيها الحياة وان تذوق طعم الحياة وان تتلذذ بسعادة الدنيا والاخرة الا بهذا القرآن وبدون القرآن والعمل به يعيش الانسان في هذه الحياة عيشة بهيمية ليست عيشة حقيقية ولهذا يقول الله فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى نفي الضلال فيه اثبات الهداية. ونفي الشقاء فيه اثبات السعادة. فمن اراد لنفسه هداية وسعادة فعليه بالقرآن ويقول جل وعلا طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى اي انما انزلناه عليك لتسعد وقد قيل في بعض كتب التفسير ان جماعة من المشركين قالوا في حق نبينا صلى الله عليه وسلم واصحابه قالوا ان الله انزل عليه هذا القرآن ليشقى به هو واصحابه فقال الله ما انزلنا عليك القرآن لتشقى اي انما انزلنا عليك القرآن لتسعد. ولهذا السعادة الحقيقية وهناءة العيش و ذوق واحة الايمان وحلاوة الدين انما يكون ذلك بالقرآن الكريم. انما يكون ذلك بالقرآن القرآن الكريم كتاب ربنا سبحانه وتعالى ولهذا جاء في القرآن ايات عديدة فيها امر الله سبحانه عباده بتدبر هذا القرآن حتى يذوقوا حلاوته لانه لا يذوق حلاوة القرآن ولا ينتفع به الا من تدبر اياته وعاقل مضامينه وفهم معانيه ولهذا يقول امام المفسرين وشيخ المفسرين الامام الطبري رحمه الله يقول كلاما معناه كيف يذوق حلاوة القرآن من لا يفهم معناه من لا يفهم معناه ولهذا جاء في القرآن ايات كثيرة فيها الامر بتدبر القرآن الكريم يقول الله تعالى افلا يتدبرون القرآن افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ويقول جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها ويقول جل وعلا كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب واخبر سبحانه وتعالى ان سبب ظلال من ضل وهلاك من هلك وضياع من ضاع البعد عن القرآن وعن تدبره وبين سبحانه وتعالى ان هؤلاء وامثالهم لو تدبروا القرآن لوجدوا فيه شفاء الصدور وصلاح القلوب وسعادة الدنيا والاخرة قال الله تعالى قد كانت اياتي تتلى عليكم فكنتم على اعقابكم تنكصون مستكبرين به سامرا تهجرون افلم يتدبروا القول كم جاءهم ما لم يأت ابائهم الاولين؟ قال افلم يتدبروا القول اي لو انهم تدبروا القول وعقلوا معناه وفهموا دلالته لما حصل لهم هذا النكوس على الاعقاب ولما حصل لهم هذا الضلال والضياع والفساد وهذا يدلنا دلالة بينة ان ضياع الانسان وفساده انحرافا وزيغة بحسب بعده عن هذا الكتاب العظيم وهذه الواحة الايمانية المباركة التي فيها سعادة العبد في دنياه واخراه وقد سمى الله عز وجل القرآن الكريم في في مواضع عديدة سماه ذكرى قد انزل الله اليكم ذكرا والقرآن ذي الذكر سماه بهذا الاسم لماذا لان القرآن فيه ذكر خبر من قبلنا ونبأي ما بعدنا فيه ذكر اسماء ربنا سبحانه وتعالى واوصافه فيه ذكر الجنة والنار فيه ذكر الاحكام والاوامر والنواهي فيه ذكر القلوب فيه ذكر ما فيه فلاح العبد هو صلاحه في دنياه واخراه. واذا كان القرآن سماه ربنا جل وعلا في مواضع عديدة ذكرا فان من ابتعد عن القرآن الكريم كان من الغافلين ولا يكون العبد بعيدا عن الغفلة سالما منها الا اذا كان له حظ ونصيب من هذا الكتاب المبارك الذي فيه حياة القلوب وذكر اه اه وذكر العالمين وفلاحهم وسعادتهم في الدنيا والاخرة وقد وصف الله عز وجل هذا القرآن الكريم بانه لو نزل على جبل لو انزله الله على جبل لتصدع قال الله تعالى لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله الجبل الاصم لو انزل عليه هذا القرآن لتصدع من خشية الله ثم تكون كثير من القلوب تلك المضغة الصغيرة اقسى عياذا بالله تبارك وتعالى من الجبل تكون اقسى من الجبل ترد عليها زواجر القرآن وقوارع القرآن ومواعظ القرآن وتذكير القرآن ولا يتحرك فيها ساكنا لا يتحرك فيها ساكنا بل تبقى على قسوتها فهي كالحجارة او اشد قسوة عياذا بالله ولهذا ذكر القلوب ويقظة النفوس وصلاحها انما يكون بارتباط العبد بهذا القرآن عندما يكون القرآن ربيعا للقلب يحيى معه العبد حياة جميلة حياة هنيئة حياة سعيدة وفي الدعاء المأثور دعاء طرد الهم والغم المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي وتأمل اخي وفقك الله هذه المعاني التي هي ثمار القرآن واثاره قال ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري لما ذكر القلب قال ربيع قلبي ولما ذكر الصدر قال نور صدري لان الصدر محيط بالقلب فاذا اضاء الصدر انعكس ضياؤه على كل ما في داخله. ولما ذكر القلب ذكر الربيع. لان القلب هو منبع الفضائل عندما يوفق للصلاح والزكاة الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب وهذا فيه اشارة لطيفة الى ان القلب عندما يصلح بالقرآن يكون ربيعا والربيع يثمر اطايب الثمر. واجمل الزهور واحسن الورود. وابهى الروائح يصبح ربيعا قال وان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وهذه فائدة عظيمة من فوائد القرآن ان جلاء ما يكون في القلب من احزان والام وهموم وغموم انما يكون بهذا الكتاب العظيم الذي هو في الحقيقة كتاب السعادة ما انزلنا عليك القرآن لتشقى ولا يمكن ان تسعد بالقرآن بمجرد وضعه مزخرفا في رف في البيت او في موضع جميل لا يمكن ان ان ان يذوق الانسان السعادة التي تستمد من هذا الكتاب بهذا. ولا يمكن ان يذوقها بمجرد هده قراءة بدون تدبر ولا تعقل ولا تفهم ولا عمل بهذا الكتاب بل السعادة القرآن وحلاوة القرآن وفناءة العيش المحصلة بالقرآن الكريم انما تكون بتدبر القرآن وتعقل معانيه والعمل بما فيه ولهذا قال غير واحد من اهل العلم في معنى قوله سبحانه وتعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به يتلونه حق تلاوته. اولئك يؤمنون به متى يكون العبد تاليا لهذا القرآن حق التلاوة قالوا بثلاثة امور ثلاثة امور يكون بها العبد تاليا لهذا القرآن حق التلاوة. الامر الاول قراءة القرآن وحسن ترتيله وحفظ حفظه او حفظ ما تيسر منه هذا الامر الاول الامر الثاني التدبر وفهم الخطاب كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. تدبر القرآن افلم يتدبروا القول افلا يتدبرون القرآن يتدبر القرآن ويكون همه وهو يتلو القرآن ليس متى اختم السورة متى انتهي من التلاوة وانما يكون همه وهو يتلو القرآن متى اعقل عن الله الخطاب متى افهم كلام الله متى يتأثر قلبي بالقرآن متى اعمل بالقرآن متى اكون من الصادقين الموصوفين بذلك بالقرآن؟ من التوابين من المنيبين من الذاكرين من المصلين من القانتين من آآ المتصدقين الى اخره متى اكون كذلك؟ يقرأ وهو يجاهد نفسه على هذه المعاني لا يكون همه ويقرأ متى اختم بل يكون همه ويقرأ متى اعقل متى افهم متى اتأثر بالقرآن الكريم ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في بعظ كتبه قراءة اية بتدبر خير من ختمة بدون تدبر. اية واحدة تقرأها تتدبرها وتداوي بها نفسك وتتأمل في معانيها. ولهذا كان بعض السلف يقوم الليل في اية واحدة. نبينا عليه الصلاة والسلام قام ليلة باية واحدة وجاء في الصحيح انه ذكر له رجل قام ليلة بقل هو الله احد وكأن السائل يتقال ذلك كأن السائل الذي يخبر النبي صلى الله عليه وسلم كانه يتقال ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انها لتعدل ثلث القرآن انها لتعدل ثلث القرآن فعندما يتدبر الانسان ويتأمل ولو اية واحدة تعيش معها ليلة تداوي بها نفسك تعالج بها مرض قلبك تقوي بها ايمانك تقوي بها توكلك. تقوي بها صدقك مع الله صلتك بالله. تبارك وتعالى خير لك من ان تمضي بدون عقل وبدون فهم فالامر الثاني التدبر والامر الثالث العمل بالقرآن الكريم العمل بالقرآن قال الحسن البصري رحمه الله تعالى انزل هذا القرآن ليعمل به انزل هذا القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا انزل هذا القرآن ليعمل به. فاتخذ الناس قراءته عملا. الذي انزل لاجل القرآن ان نعمل به ان نكون من اهل القرآن ولا يمكن ان يكون العبد من اهل القرآن بمجرد حفظ حروفه او تلاوة اياته وسوره فقط بل لا بد من الفهم للمعاني ولابد من العمل بهذا الكتاب العظيم وقد تحدث الامام الحسن البصري رحمه الله عن بعض قراء زمانه وانتم تعلمون ان الحسن البصري رحمه الله تعالى من كبار علماء التابعين من اهل القرن الذي يلي قرن الصحابة فكان يتحدث عن جماعة من القراء في زمانه يقول يقول احدهم قرأت القرآن ولم اسقط منه حرفا. قرأت القرآن كله ولم اسقط منه حرفا يعني ان مقصوده ظبطه للتلاوة للمخارج آآ الترتيل اتقان الحفظ لا يسقط منه حرفا يقول احدهم قرأت القرآن كله ولم اسقط منه حرفا. وقد اسقطه والله كله وقد اسقطه والله كله لا يرى عليه القرآن لا في خلق ولا عمل وقد اسقطه والله كله لا يرى عليه القرآن لا في خلق ولا عمل. ثم قال الحسن اذا كانت القراء مثل هذا لكن الله في الناس مثل هؤلاء. ما هؤلاء يقول بالقراء ولا العلماء ولا الورع. لو كانت القراء مثل هؤلاء لكفر الله في الناس مثل هؤلاء فليس ابتلاء ليست تلاوة القرآن بمجرد القراءة او الحفظ لحروفه بل لا بد من التدبر ولابد ايضا من العمل. والعمل بالقرآن يسمى تلاوة العمل بالقرآن الكريم يسمى تلاوة من تلاوة القرآن ان تعمل اذا صلينا صلاتنا هذه تلاوة للقرآن اذا صمنا صيامنا هذا تلاوة للقرآن اذا تصدقنا الى غير ذلك من الاعمال هذا يعد تلاوة القرآن. تلاوة للقرآن بمعنى اتباع وعمل والله عز وجل يقول في القرآن والقمر اذا تلاها يعني تبعها الاتباع من معاني التلاوة الاتباع من معاني التلاوة فاتباع القرآن يعد تلاوة للقرآن والقرآن انما انزل لاجل ذلك لان يعمل بها العبد تقرأ القرآن تمر بك اوامر وتمر بك نواهي وتمر بك زواجك وتمر بك قوارع وتمر بك مواعظ وتمر بك تذكيرات تمر بك بصائر ما حظك منها وما نصيبك منها اوامر الله في القرآن التي تقرأها وتمر عليها وتتلوها ما حظك منها نواهيه جل وعلا ما نصيبك منها وما حظك منها يقول ابن مسعود رضي الله عنه اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فارعها سمعك فانه اما خير تؤمر به او شر تنهى عنه اما اذا كنت لا ترعيها سمعك وتمر وكان الامر لا يعنيك وكأن الخطاب لغيره متى يستفيد الانسان من القرآن ومتى يكون للقرآن الاثر عليه ومتى يكون للقرآن الاثر عليه ولهذا يحتاج من هذا المقام من العبد الى مجاهدة لنفسه على تحقيق هذه المعاني الثلاثة لتلاوة القرآن الكريم بحسن القراءة والحفظ والتلاوة للقرآن وبحسن التأمل والتدبر والفهم لمعاني القرآن وبالعمل بالقرآن الكريم وبالعمل بالقرآن الكريم وقد مر معنا قول ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلق نبينا صلى الله عليه وسلم قالت انا خلقه القرآن ثم ان هذا القرآن وصفه الله سبحانه وتعالى بانه شفاء لما في الصدور وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا قل هو للذين امنوا هدى وشفاء ويقول جل وعلا وشفاء لما في الصدور القرآن شفاء القرآن شفاء يقول قتادة رحمه الله هذا القرآن فيه الداء ذكر الداء وذكر الدواء اما الداء فالذنوب واما الدواء الاستغفار القرآن شفاء لكن متى يحصل الاستشفاء بالقرآن متى يتحقق لك التداوي فعلا بالقرآن؟ متى تكون تداوي قلبك بالقرآن الامراض التي تكتنف القلوب تسقم الصدور وترهق القلوب وتؤذي النفوس متى يتخلص منها متى يتخلص منها العبد؟ وكيف يستشفي من هذه الامراض بكتاب الله سبحانه وتعالى والامراض التي تصيب القلب كثيرة لكنها ترجع الى نوعين ترجع الى نوعين مرض الشهوة ومرض الشبهة امراض الشهوات وامراض الشبهات ودواء المرظين الناجح والبلسم الشافي لهما في القرآن الكريم القرآن الكريم فيه مداواة القلوب شفاء لما في الصدور. لكن متى يشفى القلب من امراضه واسقامه وكيف يتحقق للعبد التداوي بهذا القرآن العظيم وهل يمكن ان يتحقق للقلب شفاء بالقرآن وواقع القرآن مع الانسان انه لا يجاوز تراقيه يتحرك به لسانه فقط اما قلبه فمحروم منه لا يمكن بل لا بد ان يصل القرآن الى القلب لابد ان يصل القرآن الى القلب لابد ان يتحرك القلب مع ايات القرآن مع معاني القرآن مع دلالات القرآن مع مضامين القرآن مع مواعظ القرآن مع تذكيرات القرآن لابد ان يتحرك القلب بذلك حتى تتحرك فيه الحياة. وحتى تزول عنه الامراض. حتى تزول عنه الاسقام ولهذا قدمت لو كان في الانسان مثلا مرض في قلبه احيانا يشتكي بعض الناس من مخاوف اوهام يخاف من اوهام ويقول انا في الليل افزع او انا كذا او اذا مشيت في كذا اخاف اخاف من كل شيء اخاف من كذا اتوقع تجد قلبه فيه مخاوف غير غير طبيعية اوهام يعيش معها ووساوس تعل قلبه وتمرضه مثل هذا يناسب ان يداوي نفسه ويتأمل ولو اية واحدة في مشكلة في مرضه يداوي نفسه بهذه الاية. مثلا يقرأ قول الله سبحانه وتعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. يكرر الاية حتى يمتلئ قلبه خوفا من الله ويذهب عن قلبه المخاوف التي يلقيها ويزرعها الشيطان في قلبه اذا وجد من نفسه ضعفا في التوكل على الله يردد ومن يتوكل على الله فهو حسبه على الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين اذا وجد في نفسه ضعفا في ايمانه يردد ايات يداوي بها نفسه ويحاول ان تصل هذه الايات في قلبه وان تتمكن والاية اذا وصلت القلب حصل الشفاء الاية اذا وصلت القلب وتمكنت منه حصل الشفاء وتحقق الدواء باذن الله تبارك وتعالى. ولهذا خلق كثير لا يحصيهم الا رب العالمين سبحانه وتعالى زالت وشفيت اسقامهم بعضهم باية واحدة. سمعها اية واحدة سمعها وزال منه مرضه. احيانا يكون مرض الكفر بالله سبحانه وتعالى فيتحول الى الاسلام. احيانا يكون مرضه النفاق. فيتحول الى الايمان احيانا يكون مرضه الفسق والفجور والمعاصي والاثام فيتحول الى استقامة وهداية وصلاح وعبادة لله تبارك وتعالى والقصص في هذا كثيرة جدا كثيرة جدا كثير من الناس يتحدث ان هدايته بسبب اية تجده سمعها واخذ يرددها يجيلها في نفسه تتكرر في قلبه حتى جعل الله سبحانه وتعالى فيها هدايته وصلاحه الفظيل ابن عياظ من ائمة التابعين امضى اربعين سنة من حياته وهو معدود في كبار المجرمين معدود في كبار المجرمين كان قاطع طريق وكانت القافلة بكاملها تخافه الى ان بلغ الاربعين وليلة من الليالي اتى الى بيت كما ذكر في ترجمته في سير اعلام النبلا وغيره اتى الى بيت يتسور البيت على عادته في اجرامه عدوانه يتسور البيت وهو يتسور البيت اذا اذا بصاحب البيت كان يقرأ القرآن في سورة الحديد وصل الى قول الله سبحانه وتعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل. فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون سمع الفضيل هذه الاية ودخلت قلبه دخلت قلبه وتأثر من لحظته تأثرا عظيما وقال في ساعته بلى اجاب الم يأني؟ قال بلى يعني جاء الوقت الذي تخشع فيه القلوب بذكر الله ونزل وعاهد نفسه ان يهاجر الى مكة وان يبقى فيها عابدا لله سبحانه وتعالى الى ان يموت وذهب الى مكة اية واحدة حولت مساره من اجرام الى من الى عابد من العباد وصالح من الصالحين ومن ساعتي بدأ يرتب وذهب الى مكة وبقي فيها عابدا الى ان توفاه الله سبحانه وتعالى وفي مكة يأتي العلماء والمحدثون ويتلقى عنهم العلم ويأخذ عنهم الفقه ويحفظ منهم الاحاديث ولا تفتح الان كتابا من كتب التفسير او كتابا من كتب الفقه او الحديث او غيرها الا وتجد النقول العظيمة عن هذا الامام. قال الامام الفضيل ابن عياض رحمه الله اية واحدة غيرت حياته ولهذا ينبغي على الانسان ان يتفكر في امراضه في اسقامه في مشاكله ويبدأ يداوي نفسه بالقرآن يداوي نفسه في القرآن. مثلا اذا كان الانسان مبتلى بعض الناس يشتكي من انه اه مثلا اه نظره يزيغ ونفسه تتطلع للنظر للنساء وربما يقصد اماكن فيها النساء للنظر ومبتلى بهذا وتتحرك فيه امور هو في صراع من نفسه مع نفسه في الخلاص منها داوي نفسك بالاية قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم. ان الله خبير بما يصنعون. ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون يكررها الانسان ويتأمل فيها ويحاول ان تصل الى قلبه اذا وصلت الى قلبه حصل الشفاء المشاكل كلها تأتي بسبب عدم وصول القرآن للقلب. اذا وصل القرآن للقلب حصل الشفاء فيبدأ يجاهد نفسه حتى يصل القرآن الى قلبه ويتفقد نفسه في اخطائه في مخالفاته في اذا كان متهاونا في الصلاة مقصرا يقرأ ايات تذكره بمكانة الصلاة بمنزلتها يرددها ويسأل ربه تبارك وتعالى ان يجعله من اهلها بهذه الطريقة يحيا قلبه باذن الله بهذا الكتاب العظيم كلام رب العالمين فهذه طريقة نافعة عظيمة جدا للمداواة بالقرآن ولعل كل واحد منا يستعين بالله تبارك وتعالى ويبدأ ذلك مع نفسه. اذا كان الانسان فيه عقوق لوالديه اذا كان فيه عقوق لوالديه وتقصير في حقهما يقرأ وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهم كما ربياني صغيرا لا يقرأها ويمضي وكأن الامر لا يعنيه يقف اذا كان عنده تقصير يقف ويتأمل ويتدبر استعين بكتب التفسير كلام اهل العلم ويداوي نفسه اذا وصلت اذا وصلت الاية للقلب حصل الشفاء اذا وصلت للقلب وتمكنت من من القلب حصل الشفاء باذن الله تبارك وتعالى هذا معنى قول الله عز وجل وشفاء لما في الصدور اما مجرد التلاوة والهد وعدم التدبر وعدم التعقل لكلام الله ولمعاني القرآن الكريم فهذا لا تتحقق به الفائدة المرجوة والثمرة المطلوبة التي ينبغي ان يظفر بها العبد مع هذا الكتاب العظيم مبارك كتاب الله سبحانه وتعالى. الكلام عن فالقرآن وفضله وثماره واثاره وايضا الاداب التي ينبغي ان يكون عليها العبد المؤمن الحديث في هذا واسع كثرة ايضا الكلام ينسي اخره اوله فلعل في هذا الكلام الذي سمعناه خير لنا ونفع وفائدة باذن ربنا تبارك وتعالى. واسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا وغمومنا وان يجعلنا جميعا من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته وان ينفعنا بالقرآن وان يرفعنا بالقرآن وان يجعل القرآن حجة لنا لا علينا وان يوفقنا لتدبره على الوجه الذي يرظيه وللعمل به وان يجعلنا من اهل السعادة من اهل اه الغنيمة من اهل الفوز في الدنيا والاخرة واسأله جل وعلا ان يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر واسأله جل وعلا ان يصلح ذات بيننا وان يؤلف بين قلوبنا وان يهدينا سبل السلام وان يخرجنا من الظلمات الى النور وان يبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وازواجنا وذرياتنا واموالنا واوقاتنا وان يجعلنا مباركين اينما كنا واسأله جل وعلا ان يجعلنا جميعا من عتقائه من النار في هذا الشهر الفضيل فان لله سبحانه وتعالى عتقاء من النار وذلك في كل ليلة من ليالي رمضان اللهم اصلح لنا شأننا كله واغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك انت الغفور الرحيم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين اللهم صلي وسلم وبارك عليك. بارك الله فيكم فضيلة الشيخ حقيقة الاخوة يستمر الشيخ في هذه الفضائل الجميلة والتي حقيقة تستحق منا هذا الانخفاض وهذا الجلوس جزاه الله خيرا وبارك فيه وجعل ما قاله في موازين حسناته وحسناتنا جميعا واسأل الله ان يجعلنا ممن يستمع القول فيتبعوا احسنه. اه ان سمحت فضيلة الشيخ في سقافة في عرض بعض آآ الاسئلة آآ فضيلة الشيخ بارك الله فيك. نعم. فضيلة الشيخ هذا الاخ يقول هو مدير مركز لتحفيظ القرآن الكريم آآ يشركون يقول من بعض المحفظين للقرآن صحيح انهم يحفظون حفظا جيدا ولكنهم يعانون منهم من ناحية السلوك. فما التوجيه لكم بارك الله فيكم؟ هذا يبين لنا آآ اهمية ما سبق الحديث عنه وهو ان ليس آآ المطلوب من العبد مجرد الحفظ لحروف القرآن وبعض الناس يكون نسى مع القرآن فقط حفظا لحروفه وربما ايضا اجبر على حفظه وقصر على ذلك قصرا بالعصا وبالسوط الظرب حتى اصبح محفوظا عنده حفظا متقنا لكن قضية التأدب باداب القرآن والتأثر به والانتفاع بدلالاته لم ينسى على ذلك ولم يتربى على ذلك ولم يتعود على ذلك فهنا تنشأ مثل هذه الشخصية الذي يتحدث عنها الاخ السائل وتوجد مثل هذه الشخصية يعني يحفظ القرآن حفظا متقنا لكنه مثلا لا يصلي او يتهاون في الصلاة او مثلا يفعل بعض المحرمات او يغشى بعض الاثام او نحو ذلك من المنكرات بسبب انه لم يعش مع القرآن آآ كما ينبغي ولم يتربى عليه كما ينبغي و اه الصحابة رضي الله عنهم ومن اتبعهم باحسان كانت طريقتهم في القرآن ولو طالت المدة يتعلم العشر ايات يتعقل معانيها ودلالاتها ويجاهد نفسه على العمل بها وينتقل الى غيرها وكانت طريقتهم ايضا تعلم الادب قبل القرآن يتعلم الاداب فيما يتعلق بالقرآن فيما يتعلق بالعبادة عموما وينسى على ذلك ويتربى على ذلك ويحيا على ذلك بينما اذا دخل الانسان ولم يعتنى به في نشأته وتنسيئه على هذه الطريقة يوجد مثل هذه الامور آآ ومثل هذه الازدواجية ان صحت العبارة في الشخصية يحفظ القرآن لكنه لا يرى عليه القرآن مثل ما عبر الحسن البصري رحمه الله قال ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا ولا الورعه لا يرى عليهم القرآن لا في خلق ولا في عمل لا يرى عليهم القرآن لا في خلق ولا في عمل اذا نظرت الى اخلاقه ليست اخلاق اهل القرآن واذا نظرت الى اعماله ليست اعمال اهل القرآن. لا ترى لا يرى عليه القرآن لا في خلق ولا عمل فلا يكون بذلك من اهل القرآن. ولهذا يحتاج الامر الى عناية جادة في معالجة هذا الامر والعناية به تمام العناية حتى يجمع التالي لكتاب الله بين معاني التلاوة ثلاثة التي هي القراءة والفهم والعمل. بارك الله فيك فضيلة الشيخ واحسن الله اليك. والسؤال الموضوع نفسه فضيلة الشيخ يقول كيف نجمع بين ما تفضلتم به من تدبر القرآن وبين من تلاوة القرآن في هذا الشهر وقد ورد عن بعض السلف انهم كانوا يدخنون القرآن في هذا الشهر نعم ورد عن عدد من السلف انهم يختمون القرآن مرات كثيرة وكانوا يفهمون القرآن وكانوا يفهمون القرآن لما يقال مثلا ان الامام مالك او الشافعي او احمد او سفيان الثوري او غيرهم من هؤلاء الائمة يختم القرآن يقرأ بتدبر وفهم بتدبر وفهم للقرآن وتعقل لمعانيه وودلالاته من يتلو القرآن ويهده هدا لا يفقه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام قال لا يفقه من قرأ القرآن في اقل من ثلاث لا يفقه اذا في مسألة مهمة ينبغي ان يعتنى بها وهي ان يفقه ليس ان يختم ان يفقه ان يتأثر بالقرآن ان يداوي نفسه بكتاب الله فالذي يقرأه في اقل من ثلاث لا يفقه لانه يهده هدا. ولهذا ينبغي على الانسان ان يوازن بين الامر يوازن بين الامرين يعني الاكثار من القراءة ومجاهدة النفس على الفهم لمعاني القرآن ومجاهدتها ايضا على العمل بكتاب الله سبحانه وتعالى ومن باب التوظيح لما سبق يعني لو ان انسان مر في اه قراءة للقرآن في رمضان او في غيره على قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكنا خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان. ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن. ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا. ايحب احدكم ان ليأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم. لو قرأ هاتين الايتين ثم مضى في مجالسه ساخرا لامزا مغتابا سيء الظن الى غير ذلك متجسسا الى غير ذلك مما ذكر الله هل انتفع بهذه الاية؟ وهل صار بمجرد تلاوتها من اهلها يجب ان ينتبه العبد لمثل هذا يجب ان ينتبه العبد لمثل هذا. قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم القرآن حجة لك او عليك وقال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم ان الله يرفع بهذا القرآن اقوام ويضع اخرين اخذ قتادة رحمه الله من هذين الحديثين اه معنى ذكره وهو مستفاد من هذين الحديثين قال ما جلس احد لهذا القرآن الا قام منه اما بزيادة او نقصان الا قام منه آآ اما بزيادة او نقصان فالقرآن اما حجة للعبد او على العبد اما ان يرفع يرفع بالقرآن او يوضع عياذا بالله فيجب على العبد ان ينتبه لهذا نعم. بارك الله فيكم فضيلة الشيخ واحسن الله اليك. ايضا هذا الاخ عن بعض القصص التي تعتني بجانب التدبر لكتاب الله. كتب التفسير عموما وينصح المبتدأ بتفسير العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تيسير الكريم المنان تيسير الكريم المنان في تفسير في تفسير القرآن للشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله وله ايضا خلاصة له نفسه تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن وله ايضا القواعد الحسان فمثل هذه الكتب لو بدأ بها ثم بعد ذلك انطلق الى آآ ما ورائها وغيرها من كتب التفسير لكن يكون هذا في البداية في البداية نعم. بارك الله فيك فضيلة الشيخ ونختم بهذا السؤال حيث نريد هذا الاخ ان بطريقة متلى آآ عن طريق لا يستطيع ان يحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى. اهم ما يكون في في هذا الباب تخصيص وقت تخصيص وقت ثابت يوميا قل هذا الوقت او كثر واذا ثبت لنفسه وقتا التزم به وارتبط بمن يحفظ عليه القرآن من اهل الخلق والدين والفضل والعبادة فانه مع الوقت باذن الله يحفظ ويتأدب ويكتسب الاخلاق والاداب والعبادة فبهذه الطريقة باذن الله عز وجل يحصل خيرا عظيما طال الوقت او قصر فالله اعلم بارك الله فيك فضيلة الشيخ واحسن الله اليك