ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الاخوة في الله ان نعم الله عز وجل علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وان اجل نعم الله على عباده الهداية لهذا الدين الحنيف وشرح الصدر للاسلام والالتزام باوامره والتمسك بهديه ولزوم نهجه القويم والواجب على من هداه الله لهذا الدين ومن عليه بهذه النعمة ان يحمد الله عز وجل وان يشكره وان يسأله الثبات. على دينه القويم يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء فالهداية فالهداية بيد الله والثبات من الله وصلاح الامور كله من الله عز وجل ولهذا لزم كل مسلم ان يفوض اموره الى الله عز وجل وان يسأل ربه دائما وابدا صلاح امره والتوفيق والاعانة لكل خير وان يصرف عنه الشرور والافات وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه ينيب وصلاح المرء في دينه او دنياه او اخرته انما هو من الله عز وجل والعبد فقير الى الله جل وعلا من كل وجه في ان يصلح له دينه وان يصلح له دنياه وان يصلح له اخرته ومن الدعوات العظيمة الثابتة عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام قوله اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشد واصلح لي اخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الدعوة العظيمة اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري فهو عليه الصلاة والسلام يسأل ربه جل وعلا صلاح دينه صلاح دينك منة من الله وتوفيق تطلبهم من الله والجأ الى الله عز وجل في تكميله وتتميمه وحفظه والثبات عليه وتأمل قوله الذي هو عصمة امره فالدين عصمة الامر ولا يكون للعبد في هذه الحياة ولا في الحياة الاخرة رشاد وسلامة واستقامة وراحة ونعيم الا بهذا الدين فالدين هو عصمة الامر من كل افة فيه انضباط للامور وصلاح للاحوال وبعد عن الشرور والافات واما من ضيع دينه فان امره يكون فرطا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه. وكان امره فرطا اي انفرط عليه امر وانفلت منه الزمام فاخذ يمشي بهذه الحياة بلا خطام ولا زمام ليس هناك قواعد شرعية ولا توجيهات الهية ولا احكام مرعية تضبط اموره وتسير شؤونه فالدين عصمة الامر. الدين عصمة الامر من كل افة وشر ولهذا لزم كل مسلم من الله عليه بهذا الدين ان يجتهد كل الاجتهاد في ان يضبط اموره على وفق اصول الشريعة وقواعدها معلومة وينهج هذا النهج القويم مستمدا تعاليمه وتوجيهاته من كتاب ربه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم فمن كانت اموره كذلك فهي منضبطة وهو من خير الى خير ومن سلامة الى سلامة ومن رفعة الى رفعة اما من تخلى عن تعاليم هذا الدين فانه يضر نفسه ويضر غيره ولهذا نحمد الله عز وجل على نعمة الهداية لهذا الدين ونسأله جل وعلا ان يثبت قلوبنا عليه وان يجعلنا من عباده المتقين وان يزيننا بزينة الايمان وان يجعلنا هداة مهتدين وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. وان يتولانا بمنه وكرمه بما تولى به عباده الصالحين والاسلام ميزان ميزان عدل لا ظلم فيه ولا جور ميزان منصف والله عز وجل امر بالقسط وامر بالعدل ولم يأمر عباده بشيء الا وفيه خير لهم ورفعة في الدنيا والاخرة ولم ينهاهم عن شيء الا وفيه ضرر ووبال عليهم في الدنيا والاخرة لم يأمر سبحانه وتعالى بشيء وقال ذوو العقول الرصينة ليته لم يأمر به ولا نهى عن شيء وقال ذوو العقول الرصينة ليته لم ينه عنه فالاوامر والنواهي كاملة مكملة وكيف لا تكون كذلك وهي وحي رب العالمين وتنزيل احكم الحاكمين البصير بعبادة العليم بخلقه جل وعلا الشريعة ميزان ميزان توزن به الامور توزن به الحركات والسكنات والاقوال والافعال والقيام والقعود كل هذه الامور يجب ان توزن بميزان الشريعة وكل امر يريد العبد ان يقدم عليه لابد ان يزن بميزان الشريعة ويمضأ هل هو موافق للاسلام فهل هو من هدى هذا الدين هل هو مما امر به رب العالمين فان كان كذلك اقدم عليه وان لم يكن كذلك الواجب عليه ان يحجم وان يمنع نفسه من اي امر يخالف دين الله عز وجل حتى وان كان يريد بعمله نوايا حسنة او مقاصد طيبة او نحو ذلك الواجب عليه ان يعرض اموره كلها على ميزان الشريعة وعلى قواعد دين الله تبارك وتعالى ولا يتيح لفهمه وعقله وفكره ورأيه المجال في ان يتخوض في هذا الامر فاذا كان كذلك في افعاله وحركاته منطلقا من احكام الاسلام ومن قواعد هذا الدين وتعاليمه فان امره كله الى رشاد. وفلاح في الدنيا والاخرة ولهذا رأيت ان يكون هذا اللقاء تحت عنوان حكم التفجيرات في ميزان الاسلام او حكم التفجير في ميزان الاسلام ولا يخفى على الاخوة ما قد حصل في الاونة الاخيرة في مدينة الرياض وكذلك ما حصل بعد ذلك في المغرب من تفجيرات استهدفت فيها اماكن سكنية اهلة بالسكان ومليئة بالناس استهدفت في وقت متأخر من الليل وفجرت تهجيرا اودى بحياة كثير من الناس واضر بكثيرين وعدد من المستشفيات ملئت وزحمت باعداد المرضى والجرحى والمصابين جراء تلك التفجيرات وربما ان فاعلي هذه التفجيرات يريدون او يقصدون امورا يخيل اليهم بعقولهم القاصرة وافهامهم المنحرفة انها باب اصلاح او باب نفع او نحو ذلك فقاموا بهذا الامر وفجروا انفسهم مع غيرهم واهلكوا انفسهم مع غيره وربما انهم يظنون ان هذا العمل من دين الله وانه امر يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى ولهذا رأيت ايها الاخوة عرض هذا الامر على ميزان الاسلام الذي توزن به كل الاعمال وكل الاقوال وكل الحركات والسكنات لننظر ماذا يكون هذا الامر في ميزان الاسلام وشريعة الله تبارك وتعالى المباركة ومن يعلم الاسلام ويعرف هذا الدين بقواعده العظيمة واسسه المتينة وتوجيهاته الحكيمة وارشاداته القويمة وادابه الرفيعة واخلاقه المباركة يعلم علم يقينا لا شك فيه ان هذا العمل ليس من الاسلام في شيء وليس من دين الله تبارك وتعالى بل هو مخالف للاسلام مباين لدين الله تبارك وتعالى ومن ومن يطالع احكام الله واوامره ونواهيه يعلم ان هذه في الاسلام تعد جريمة تعد جريمة جريمة عظيمة فهؤلاء اجرموا في حق انفسهم واجرموا في حق اناس اخرين كثيرين واجرموا في حق اموال معصومة جرائم متعددة جناها هؤلاء على انفسهم وعلى غيرهم فهي اعمال ليست من دين الله جل وعلا وليست نابعة من الدين وليس في الدين ما يدعو الى مثل هذا الاجرام والى مثل هذه الاعمال الاجرامية ليس في دين الله تبارك وتعالى ما يدعو الى ذلك ولعلي اعرض عليكم نقاطا سريعة ننظر فيها امر الاسلام من جهة وما وقع فيه هؤلاء من مخالفة ومخالفات لدين الاسلام من جهة اخرى فاقول اولا الاسلام فيه امر بالعدل والاحسان ونهي عن المنكر والبغي كما قال الله تبارك وتعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فيه امر بالعدل وامر بالاحسان واي عدل في فعلة هؤلاء واي احسان فيها بل ان هذا العمل منكر من القول بل ان هذا العمل منكر وبغي ولا عدل فيه ولا رحمة ولو طبق فاعلوا هذا العمل هذه الاية الكريمة لحجزته ومنعتهم من جريمتهم تلك ثم ثانيا في الاسلام تحريم للعدوان ونهي عن الظلم قال الله تعالى اقاتل في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين والايات في النهي عن العدوان لا تعد والايات والاحاديث في النهي عن العدوان لا تعد وكذلك النهي عن الظلم يقول الله عز وجل يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا والظلم ظلمات يوم القيامة وهذا العمل الذي قام به هؤلاء هو عدوان وظلم لا يحبه الله عز وجل ونهى عباده عنه وحذرهم منه ثم ثالثا ان الله عز وجل حرم على عباده الفساد في الارض قال جل وعلا واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل. والله لا يحب الفساد ويقول جل وعلا واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون وقال تعالى والله يعلم المفسد من المصلح ولا يشك عاقل رأى هذا الامر او سمع به او بلغته اخباره انه من الافساد في الارض ومما حرمه الله تبارك وتعالى على عباده ونهاهم عنه رابعا من قواعد الاسلام العظيمة دفع الضرر ويشهد لهذه القاعدة نصوص كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث في الحديث الجامع لا ظرر ولا ضرار هو حديث مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه عن غير واحد من الصحابة لا ضرر ولا ضرار فالاسلام جاء بدفع الظرر قبل ان يقع وبرفعه ان وقع وهذا العمل الذي فعله هؤلاء قائم على الاضرار وهو اظرار بين بالانفس والارواح والاموال والممتلكات وقد جاء في سنن ابي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من ظار بار الله به ومن شاق شق الله عليه من ضار بالاخرين ضر الله به ومن شق على غيره شق الله عليه وهذا الحديث وان كان في سنده كلام الا ان معناه صحيح تشهد له عمومات كثيرة فان الجزاء من جنس العمل. وكما تدين تدان ولهذا قال الله تعالى وهل جزاء الاحسان الا الاحسان وقال تعالى ثم كان عاقبة الذين اساؤوا السوء فمنظار ضر الله به وهذا فيه اضرار بين واجرام وتعدي والحاق الظرر بالارواح والممتلكات ثم خامسا من قواعد هذا الدين العظيمة ومقاصده الكريمة جلب المصالح ودفع المفاسد ومن يتأمل هذا العمل لا يرى فيه اي مصلحة وفيه من المفاسد ما لا يعد فليتأمل هذا العمل الذي قام به هؤلاء لا يرى فيه اي مصلحة ويرى فيه من المفاسد ما لا يعد ثم سادسا في الاسلام تحريم لقتل النفس ان يقتل الانسان نفسه وان يزهق روح نفسه وهو ما يسمى بالانتحار وهؤلاء عصوا الله جل وعلا وخالفوا وقاموا بما نهاهم عنه قال الله جل وعلا ولا تقتلوا انفسكم ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا. وكان ذلك على الله يسيرا نهى جل وعلا عبادة ان يقتلوا انفسهم وهؤلاء اقدموا على قتل انفسهم وفجروا بانفسهم وغيرهم وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجه بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ومن تردى من ساهر فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا وهذا فيه وعيد شديد لمن يقدم على قتل نفسه وقد ثبت في حديث صحيح ان رجلا في بعض غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ابلى في القتال والنكاية بالكفار بلاء عظيما حتى ان الصحابة لما رأوا بلاءه قالوا هو من اهل الجنة فقال عليه الصلاة والسلام بل هو من اهل النار بل هو من اهل النار ودهش الصحابة من ذلك. رجل بهذا البلاء وبهذه النكاية بالعدو ثم يقول عليه الصلاة والسلام هو من اهل النار فاحد الصحابة اراد ان ان يعرف خبره. فاخذ يتابعه يتابعه فاصابه في القتال جرح المه واشتد عليه المه فاخذ ذئابة سيفه ووضعها في نحره وقتل نفسه وقتل نفسه فرجع ذلك الصحابي الى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له خبر هذا الرجل قال اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل النفس لا يجوز وهؤلاء الجناة اقدموا على قتل انفسهم وفجروا بانفسهم وبمن حولهم في تلك المجمعات السكنية سابعا في الاسلام تحريم لقتل النفس المعصومة بغير حق قال الله تعالى ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق وجاء في هذا المعنى ايات كثيرة وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة وذكر جل وعلا من صفات عباد الرحمن من صفات المؤمنين عباد الرحمن عدم قتلهم للنفس بغير حق قال جل وعلا والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا وقد ثبت في الترمذي باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل رجل مسلم لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل رجل مسلم وكم من مسلم قتل في هذه الجريمة ثامنا الاسلام جاء بالرحمة وحث عليها وان الراحمين يرحمهم الرحمن وفي الحديث ارحموا ما في الارض يرحمكم من في السماء ورحمة الاسلام شاملة ليست خاصة بالناس بل حتى للبهائم والدواب فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تنزع الرحمة الا من سقيم ونزع الرحمة من الانسان علامة على شقائه. والعياذ بالله وجاء في الاسلام احاديث عديدة في في رحمة بهيمة الانعام قال صلى الله عليه وسلم من من رحم ولو ذبيحة رحمه الله وجاء في الادب المفرد للامام البخاري رحمه الله ان رجلا قال يا رسول الله اني لارحم الذبيحة. اني لارحم الشاة عندما اذبحها عندما يذبح الشاة يقع في قلبه رحمة له قال والشاة اذا رحمتها رحمك الله والساة اذا رحمتها رحمك الله. وهذا ثابت في الادب المفرد للامام البخاري. يقول هذا الصحابي رضي الله عنه يا رسول الله اني اذا ذبحت الشاة ارحمها يقع في قلبي رحمة لها. قال والشاة اذا رحمتها رحمك الله ولهذا جاء في الحديث الصحيح اذا ذبحتم تحسن الذبحة واذا قتلتم فاحسنوا القتلة وليحد احدكم صفرته وليرح ذبيحته فانظر هذه الرحمة انظر هذه الرحمة التي دعا اليها الاسلام ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا غفر له بكلب غفر له بكلب رحم ذلك الكلب فغفر الله له برحمته للكلب رأى كلبا يأكل الثرى من شدة العطش. فيه عطش شديد ولم يكن مع ذلك الرجل وعاء يحمل به الماء فنزل في بئر وملأ خفه ماء وامسك بخفه بفمه وصعد وسقى ذلك الكلب فشكر الله عمله فغفر له وثبت في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم مرة كان في بعض اسفاره فجاءت عمر طائر واخذت ترث بجناحيها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم كانها تشتكي فقال عليه الصلاة والسلام من فجع هذه في بيضها انظر رحمة الاسلام من فزع هذه في بيضتها او في بيضها فقال احد الصحابة انا يا رسول الله اخذت بيضها فقال عليه الصلاة والسلام اردده رحمة لها رحمة للحمرة ورحمة للشياة ورحمة للكلاب ورحمة للحيوانات رحمة شاملة في دين الله تبارك وتعالى. والراحمون يرحمهم الرحمن سمعنا قصة الرجل يا يا رسول الله اني اذبح الشاة وارحمها يقع في قلبي رحمة لا. قال والشاتة رحمتها رحمك الله اذا تأملت هذه الاحاديث ونظائرها كثيرة جدا. ولكن هذه امثلة وتأملت في في مقابل ذلك ما وقع من هؤلاء الجناة تجد المفارقة لهدي الاسلام وتعاليمه. اين الرحمة اين رحمة الاسلام لو كان يعقل هؤلاء اين الرحمة التي دعا اليها الاسلام اطفال يتموا ونساء رملت وارواح ازهقت واموال اتلفت اين رحمة الاسلام بين رحمة الاسلام سادسا او تاسعا ان الاسلام فيه نهي عن ترويع المسلمين ويرعاه بالمؤمنين واخافتهم جاء في سنن ابي داوود ان النبي عليه الصلاة والسلام كان مرة في بعض اسفاره فنام احد الصحابة وكان معه او عنده حبل فذهب بعد بعض الصحابة وجرا الحبل فقام الرجل مرتاعا قام مرتعا فقال عليه الصلاة والسلام لا يحل لمسلم ان يروع مسلما لا يحل لمسلم ان يروع مسلما كم من مسلم روع في تلك الليلة وفجئ الى كيلو مترات بعيدة من مكان التفجير دوا صوت التفجير وقام الاطفال والنساء والصغار والكبار من نومهم في غاية الفزع اين هؤلاء من قولي النبي عليه الصلاة والسلام لا يحل لمسلم ان يروع مسلما وكان هذا الترويع وهذه الفاجعة في الليل وقت السكون ووقت الراحة الهدوء وقد ثبت في المسند وغيره باسناد ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من رمانا بالليل فليس منا رمي المسلمين لا بالليل ولا بالنهار. لا يجوز لكنه في الليل اشد نكاية. واعظم اظرار واشد في الارهاب ولهذا خصه عليه الصلاة والسلام بالذكر من رمانا بالليل فليس منا عاشرا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن عن حمل السلاح على المؤمنين وثبت عنه انه قال من حمل علينا السلاح فليس منا من حمل علينا السلاح فليس منا رواه الامام احمد في مسنده عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا مر احدكم في مسجدنا او سوقنا بنبل يعني ومعه نبل في يده فليضع او فليمسك بيده على انصارها يعني فليضع يده على مقدمة النبل المكان الحاد المكان الذي يكون به الطعن فليضع يده على انصارها وهو يمشي في وسط السوق يضع يده على انصالها لئلا يؤذي مسلما يمشي في وسط الناس وهو في غاية الاحتياط وهذا كل من المحافظة على على الناس وعدم التعرض او تعريضهم لاي اذى حتى ولو خطأ غير مقصود حتى ولو اظرار غير مقصود غير متعمد فقال عليه الصلاة والسلام ليضع يده على انصارها. اين هذه التوجيهات المباركة؟ والتوجيهات العظيمة من اولئك كالذين جاؤوا في وسط الليل وفجروا تلك المتفجرات الضخمة التي تهلك ومن من حولهم او من هو قريب من من المكان ومن هو ايضا بعيد عنه فالامر الحادي عشر الاسلام جاء فيه النهي عن الاشارة الى المسلم بسلاح او نحوه سواء كان مازحا او او غير ذلك لا يشير الى اخيه بالسلاح في الصحيحين من حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يسر احدكم الى اخيه بالسلاح فانه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار فيقع في حفرة من النار. وفي رواية لمسلم من اشار الى اخيه بحديدة. فان الملائكة لعنه حتى ينزع وان كان اخيه اخاه وان كان اخاه لابيه وامه احيانا في البيوت الاخ مع اخيه يمزح يحمل سكين مازحا يحمل حديدة مازحا من فعل ذلك يقول عليه الصلاة والسلام فان الملائكة تلعنه حال فعله لهذا الامر هذا هذا جانب الجانب الاخر الشيطان قد ينزع في يده فيجعل المزاح يتحول الى جد فيطعن من امامه فبالاسلام فيه نهي عن الاشارة بالسلاح الاشارة بالسلاح ولو ولو على سبيل المزاح. بل جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عليه الصلاة والسلام ان يتعاطى السيف مسلولا يعني ما يمد السيف الى صاحبه وهو مسنون. ومثله السكين السكين لا يصلح ان تمد عندما تعطيها للاخر تمدها بهذه الطريقة مسهرة اليه وانما تعطيه السكين من المقبرة كل هذا محافظة محافظة لان يقع اضرار غير مقصود او اخافة غير مقصودة او حتى لا ايضا ينزغ الشيطان فيتحول المزاح الى جد انظر هذه التوجيهات التي دعا اليها الاسلام وقارنها بتلك الجريمة تعلم عظم المفارقة وشدة جاء في الاسلام تحريم هذا الامر الثاني عشر تحريم الخيانة والغدر قال الله تعالى ان الله لا يحب الخائنين وقال تعالى ان الله لا يحب من كان قوانا اثيما وجاء في الصحيح صحيح مسلم عن ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدرته وثبت في صحيح البخاري عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل لواء يوصف بغدرته او بقدر غدرته وكان عليه الصلاة والسلام اذا جهز الجيوش اوصاهم ومن ذلك ما جاء في حديث بريدة قال عليه الصلاة والسلام اغزوا باسم الله ولا تغنوا ولا فنهى عليه الصلاة والسلام عن الغدر ونهى عن الخيانة والله جل وعلا لا يحب الخائنين وهذا العمل فيه خيانة وفيه غدر وهذا امر واضح لا يخفى الامر الثالث عشر ان الاسلام فيه نهي عن قتل الصغار والنساء والشيوخ الكبار عندما يقاتل المسلمون اعداء الدين لا يجوز لهم قتل الصبي الصغير ولا المرأة ولا الشيخ الفاني الله عز وجل وقد مرت معنا الاية قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم فالصبي ما يكتب ولا والمرأة ما تقتل الا اذا قاتلت والشيخ الفاني لا يكتب وقد جاء في هذا الاحاديث عديدة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها ما ثبت في صحيح مسلم عن بريدة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا ولا تقتلوا وليدا وجاء في الصحيحين عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة مقتولة رأى في بعض الغزوات امرأة مقتولة فانكر عليه الصلاة والسلام قتل النساء والصبيان وجاء في سنن ابي داوود عن انس ابن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم انطلقوا بسم الله. هم متوجهين للغزو. قال انطلقوا بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة فانظر هذه التوجيهات ثم انظر الى فعل في هؤلاء وجريمتهم الشنعاء لم يفرقوا في هذه في هذه الجريمة بين صغير وكبير ورجل وامرأة بل دمروا الجميع ورأيت في بعض الصور التي نشرت في الجرايد اطفالا صغار اعمارهم من ابناء المسلمين فاعمارهم في حدود خمس سنوات ست سنوات تفحموا تماما حتى اخوان ضم بعضهما الى بعضا وماتا متعانقين وتفحما تماما ست سنوات وسبع سنوات من ابناء المسلمين وهنا في الاحاديث ابناء الكفار لا تقتلوا وليدا يعني من ابناء الكفار لا تقتلوا امرأة من نساء الكفار. لا تقتلوا شيخا فانيا من شيوخ الكفار وهؤلاء قتلوا من ابناء المسلمين وقتلوا من نساء المسلمين ولم يفرقوا بين شيخ طفل صغير كبير امرأة رجل دمروا الجميع هؤلاء الصغار باي ذنب قتل وباي ذنب يفجع ابوه وامه والاباء الذين قتلوا باي ذنب والاطفال الذين يتموا باي ذنب ييتم ويفقد ويفقد اباه والمرأة التي رملت باي ذنب اين تعاليم الاسلام؟ اين الانطلاق من توجيهات الدين عسى ان الاسلام فيه تحريم لقتل المعاهدين والمستأمنين وفيه امر بحفظ العهود والمواثيق والايات والاحاديث في هذا المعنى كثيرة. منها قول الله تعالى واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود والايات في هذا المعنى كثيرة وقد ثبت في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وان ريحها لتوجد من مسيرة اربعين سنة ناهي صريح عن قتل المعاهدين وثبت في سنن النسائي باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من امن رجلا على دمه فقتله. فانا بريء من القاتل وان كان المقتول كافرا وان كان المقتول كافرا اذا اعطي الامان على دمه لا يجوز ان يقتل ولهذا ولي الامر اذا اذن لبعض الكفار دخول ديار المسلمين واعطاهم الامان واعطاهم العهد لا يجوز الاعتداء عليهم لا في اموالهم ولا في انفسهم ومن كان عنده شيء في هذا فليناصح كما قال عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم اذا كان عنده ملاحظة او شيء من هذا القبيل يسلك المسلك الشرعي لا يحل قتل الذمي او المعاهد الذي اعطي العهد او اعطي الامانة قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المسلمون تتكافئ دمائهم ويسعى بذمتهم ادناهم ولهذا لما جاءت ام هاني الى النبي عليه الصلاة والسلام تشتكي استجار بها احد المشركين طلب ان تجيره. فاتى احد الصحابة يريد ان يقتله فذهبت الى النبي عليه الصلاة والسلام تشتكي فقال عليه الصلاة والسلام قد اجرنا من اجرتي يا ام هانئ قد اجرنا من اجرت يا ام هانئ. المسلمون تتكافئ دماؤهم ويسعى بذمتهم ادناهم اذا كان هناك ذمة وهناك عهد وهناك امان فالواجب المحافظة على عهود والتزام بالمواثيق ولا يحل قتل المعاهد. وقد مر معنا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان من قتل معاهدة لم يرح رائحة الجنة وهؤلاء استهدفوا عددا من المعاهدين والمستأمنين وقتلوا عددا منهم وقد ثبت في حديث صحيح رواه البخاري في الادب وغيره ان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله يوم القيامة انا الملك. انا الديان لا يحل لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة. ولاحد من اهل النار عليه مظلمة حتى اقتصها منه ولا شك ان في هذا ظلم وعدوان. والله جل وعلا قال ولا تعتدوا ان الله لا يحب معتدين الخامس عشر الاسلام فيه تحريم للاعتداء على الاموال تحريم على تحريم الاعتداء على على اموال الاخرين ولما خطب الناس عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع قال ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم. كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا. في شهر كم هذا ثم قال الا الاهل بلغت اللهم فاشهد بلغ عليه الصلاة والسلام البلاغ المبين فالاموال محرمة الاعتداء عليها وكم من اموال اتلفت وممتلكات دمرت وبيوت خربت سواء منها ما كانت في مكان الجريمة او بعيدا عنها. حتى الى مسافة كيلوات تأثرت كثير من البيوت تحطم الزجاج وتلفت كثير من الممتلكات غير الرعب الذي حصل والفزع والخوف فاين هذا من توجيهات الاسلام الامر السادس عشر لعلنا نكتفي بهذه النقاط فيها كفاية لان ليس المقصود بسط هذا الامر واستيفاء مدى المخالفة ومعرفة حجم هذه الجريمة من خلال بعض ادلة النصوص ولهذا ايها الاخوة من يتأمل هذه النصوص والقواعد والادلة توجيهات المباركة المعلومة من دين الله عز وجل يعلم علم يقين براءة الاسلام من هذه الاعمال وان هذه الاعمال تعد في الاسلام جريمة جريمة عظيمة جريمة عظيمة وتعد نوعا من الفساد في الارض. تعد بغيا وعدوانا وظلما والاسلام لا يقر ذلك بل يحرمه وهو معدود في الاسلام من الجرائم العظام والاسلام بريء من ذلك كله. ولا يحل لاحد كائنا من كان ان ينسب مثل هذه الاعمال للاسلام فهي ليست نابعة منه وليست منطلقة من احكامه وحكمه وغاياته وتوجيهاته بل هي افعال شادة وتصرفات تمثل اصحابها والجناة الفاعلين لهذه الجريمة ولا تمثلوا الاسلام لا من قريب ولا من بعيد. ولا ولا يحل لاحد ان يحاول من خلال مثل هذه الاعمال من خلال هذه الجرائم ان يلصق شيئا بالاسلام او باحكام الاسلام كان يتكلم بعض الناس عن مناهج التعليم في في الكتاب والسنة. في العقيدة والاحكام. مناهج التعليم في المدارس والجامعات قائمة على الاعتدال والاتزان والانطلاق من توجيهات الاسلام الحكيمة وارشاداته المباركة. وقد اطلعنا على جانبا منها ولا يحل ان تلصق هذه الاعمال بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر لان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر له ضوابطه وله توجيهاته وله قيود في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ولهذا من الظلم ان ان يلصق ان تلصق مثل هذه الاعمال بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر او بمناهج التعليم او بالكتاب والسنة او باهل السنة هذه الاعمال عرفنا ما فيها ولا يجوز ان تلصق بالملتحين والمحافظين على سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام كل هذه الاعمال لا تمثل هؤلاء ولهذا العلماء والدعاة والخطباء والمربون والموجهون والمعلمون في المدارس الكل قابل هذه الاعمال بالاستنكار الشديد وتحجيم هذا العمل وعدي من الجرائم فلا تنسى والصاقها بالاسلام او بتعاليم الاسلام او بالمناهج الاسلامية او بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر او بالمتدينين كل ذلك تعد وظلم. والاسلام براء من ذلك ونسأل الله عز وجل ان يعز دينه وان وان يعلي كلمته وان يحفظ على المسلمين امنهم وامانهم. وان يجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن. وان يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة وامرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. ونسأله تبارك وتعالى ان يبرم لهذه الامة امر رشد يعز فيه اهل الطاعة ويذل فيه اهل الاضاعة. ونسأله تبارك وتعالى ان يوفق ولاة ولاة امرنا لكل خير. وان يأخذ بنواصيهم للخير وان يعينهم على طاعته وما يقرب اليه سبحانه وتعالى. وان يهدينا جميعا سواء السبيل. ونسأله جل على ان يثبت قلوبنا على الايمان. وان يسدد اقوالنا واعمالنا والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يحفظنا جميعا من مظلات الفتن ما ظهر منها وما بطن بمنه وكرمه انه سميع مجيب. ونسأله جل وعلا ان يوفقنا لكل خير يحبه ويرضاه في الدنيا والاخرة. نسأله من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ به تبارك وتعالى من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. وان يجعل كل قضاء قضاه لنا خيرا بمنه وكرمه وجوده واحسانه. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين