بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الاخوة الكرام حجاج بيت الله الحرام ابدأ لقائي هذا بتحية الاسلام القيها عليكم جميعا فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته اسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يوفقنا جميعا لكل خير وان يلهمنا رشد انفسنا وان يهدينا سواء السبيل وان يستعملنا جميعا في طاعته والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح وان ينفعنا بما علمنا وان يجعل ما علمناه تبارك وتعالى حجة لنا لا حجة علينا ايها الاخوة الكرام موضوع الدعاء موظوع كبير الاهمية دليل القدر عظيم الفائدة وينبغي على كل مسلم ان يكون دائما وابدا عظيم العناية بالدعاء كثير الاقبال على الله والالحاح عليه تبارك وتعالى واظهار الفاقة والافتقار اليه جل وعلا والتذلل بين يديه وطلب الرحمة والمغفرة والعون منه جل وعلا فان الدعاء مفتاح بكل خير في الدنيا والاخرة كل خير في الدنيا والاخرة مفتاحه الدعاء لان ازمة الامور وتصريف شؤون الناس تدبير احوالهم بيد الرب جل وعلا يدبر امر الخلائق ويتصرف فيهم بما يشاء ويحكم فيهم بما يريد لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ولهذا الدعاء مفتاح كل خير الدنيا والاخرة واي خير ترجوه وفلاح تؤمله في الدنيا والاخرة فعليك بهذا المفتاح العظيم التوجه الى الله جل وعلا والانطراح بين يديه وسؤاله جل وعلا والالحاح عليه والله عز وجل امر عباده في كتابه بالدعاء وحثهم عليه ورغبهم فيه وبين عز وجل انه قريب ممن دعاه يجيب دعوته ويحقق رجاءه ويعطيه سؤله وهو القائل سبحانه واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان ان يستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون وهو القائل تبارك وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي فيدخلون جهنم داخرين والايات في كتاب الله عز وجل في بيان شأن الدعاء وعظيم قدره ورفيع مكانته كثيرة جدا وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم احاديث كثيرة يرغب فيها صلوات الله وسلامه عليه بالدعاء ويحث عباد الله المؤمنين على المحافظة عليه والمواظبة عليه في كل وقت وحين قد ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه في السنن حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة ثم تلا قول الله تبارك وتعالى فقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي يدخلون جهنم داخرين وثبت في مسند الامام احمد وغيره من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس شيء اكرم على الله من الدعاء الدعاء كريم عند الله وعظيم عند الله وهو تبارك وتعالى يحب من عباده ان يدعوه بل يحب منهم ان يلحوا عليه في الدعاء وان يكثروا من سؤاله تبارك وتعالى والتذلل بين يديه بل انه سبحانه كما ثبت في الحديث الذي في المسند يغضب ممن يترك سؤاله ولا يقبل على الله تبارك وتعالى بالدعاء والسؤال ففي المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من لم يسأل الله يغضب عليه فهو جل وعلا يحب من عباده ان يدعوه وان يقبلوا عليه داعين راجين طامعين مؤمنين راغبين فيما عنده تبارك وتعالى وهو عز وجل خزائنه ملأى وفضله عظيم جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يمين الله ملأى لا يغيظها نفقة صحاء الليل والنهار وهو تبارك وتعالى عطاؤه كلام ومنعه كلام وعذابه كلام انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده الدعاء ايها الاخوة شأنه عظيم وانت ايها المؤمن مفتقر الى الله جل وعلا في كل شؤونك وفي جميع احوالك مفتقر الى الله جل وعلا بصلاح دينك وصلاح دنياك وصلاح اخرتك وتأمل معي هذا الدعاء العظيم الذي كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم هو ثابت في صحيح مسلم لتعلم من خلاله مكانة الدعاء وشدة حاجتك الى الدعاء في صلاح دينك ودنياك واخرتك كان صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها معادن واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر هذا من الدعوات الجامعة التي كان يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هذا الدعاء ونظائره مما جاء في السنة من دعوات النبي صلى الله عليه وسلم الجوامع تعلم شدة حاجتك للدعاء في هدايتك وسداد امرك وصلاح دينك ودنياك واخرتك وسلامتك من الافات والشرور وحسن عاقبتك وطيب مآلك وحسن احوالك انت فيك انت في ذلك كله مفتقر الى الله جل وعلا من كل وجه لا غنى لك عن ربك طرفة عين ثم اننا ايها الاخوة الكرام نستقبل غدا بعون الله عز وجل يوما مباركا عظيما هو خير ايام الدعاء وافضلها اسأل الله جل وعلا ان يبلغنا واياكم اياه على احسن حال. وان يعيننا واياكم فيه على كل خير وطاعة تقربنا منه تبارك وتعالى نستقبل يوما عظيما يوم تقال فيه العثرات وتغفر فيه الزلات وترتفع فيه الدرجات ولله تبارك وتعالى فيه عتقاء من النار وهو عز وجل في هذا اليوم يوم عرفة يدنو تبارك وتعالى من عباده ويباهي بهم ملائكته ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ايام اكثر من ان يعتق فيه عبدا من النار من يوم عرفة وانه ليدنو ويباهي بهم ملائكته ويقول ماذا اراد هؤلاء وهذه فضائل عظام بهذا اليوم العظيم الرب جل وعلا يدنو من الخلائق دنوا يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه ويباهي بهم ملائكته ويعتق ويعتق فيه خلقا كثيرا من النار اسأل الله جل وعلا ان يعتق رقابنا ورقابكم من النار ثم يقول ماذا اراد هؤلاء قال اهل العلم هذه المباهاة دليل على مغفرة الله لهم بانه لا يباهي باهل الذنوب والخطايا فهذه فضائل عظام في هذا اليوم الكريم وهو خير ايام الدعاء وهو افضل يوم طلعت عليه الشمس ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خير الدعاء دعاء يوم عرفة خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير هو حديث ورد يا سنيد عديدة يسد بعضها بعضا وهو يدل على فضيلة هذا اليوم ومكانته عند الله عز وجل وانه خير ايام الدعاء ومعنى ذلك ان العبد الذي اكرمه الله عز وجل بالوقوف في عرفة في هذا اليوم العظيم عليه ان يستغل هذا الموقف بالاقبال على الله عز وجل ذاكرا شاكرا مسبحا مهللا معظما لله عز وجل كثير الدعاء له والسؤال له تبارك وتعالى وان يحرص تمام الحرص الا يفوت هذا اليوم العظيم وان يواظب فيه تمام المواظبة على ذكر الله تلاوة كتابه والتهليل والتسبيح والدعاء فما هو الشأن في فعل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم من بعده ومن اتبعهم باحسان ثبت عن اسامة ابن زيد رضي الله عنه انه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات اي راكبا مع النبي صلى الله عليه وسلم في راحلته فوقف عليه الصلاة والسلام يدعو ورفع يديه يدعو الله تبارك وتعالى فمالت به ناقته فسقط منه خطامها فتناوله باحدى يديه ويده الاخرى مرفوعة يدعو الله عز وجل تناوله باحدى يديه ويده الاخرى مرفوعة يدعو الله تبارك وتعالى وهذا يدلكم على ادت المحافظة وعظيم العناية بالوقت في هذا اليوم والدعاء فيه والاقبال على الله عز وجل فيه وعدم تفويت لحظة من لحظاته ويكون المرء مقبلا على الله مؤملا طامعا واثقا بالله تبارك وتعالى عالما بانه سبحانه وتعالى يغفر الذنوب ويقبل التوبة ممن تاب ويعفو عن السيئات يقول جل وعلا في الحديث القدسي يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا ابالي يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا فلقيتك بقرابها مغفرة. خرجه الترمذي واسناده جيد فالمؤمن يكون عظيم الثقة بالله. عظيم الرجاء شديد الاقبال على الله. حسن الظن بالله تبارك وتعالى يؤمن في ربه ويرجو رحمته ويخاف عذابه جل وعلا وقف الفضيل ابن عياض رحمه الله وهو من اجلة السلف ومن ائمة التابعين وقف بعرفات ورأى الناس وقوفا يدعون الله عز وجل باكين خاشعين متذللين فقال للناس ارأيتم لو ان هؤلاء بهذه الصفة ذهبوا الى رجل ذا مال كثير وسألوه دانقا. الدانق مبلغ قليل من المال وسألوه دانقا ايردهم قالوا لا والله قال لله ارحم بعباده من هذا بدانته الله عز وجل رحيم بعباده ولهذا ينبغي على العبد ان يقبل على الله عز وجل وهو واثق بالله. حسن الظن بالله عنده يقين بالله يطمع في رحمة الله ومغفرته وفضله وان يعتق من النار ولهذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة واعلموا ان الله لا يستجيب لقلب لاه ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة تدعو وتسأل وتلح على الله عز وجل وعندك يقين بان الله تبارك وتعالى يجيب دعاءك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول اما اني لا احمل هم الاجابة ولكن احمل هم الدعاء الاجابة وعد الله عز وجل بواسطة القائلين بانه يجيب من دعاه امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض هيلاهم مع الله قليلا ما تتذكرون فالله عز وجل يجيب من دعاه. ولهذا يدعو المؤمن ربه وعنده يقين وثقة بالله تبارك وتعالى وحسن ظن به جل وعلا وان يحذر اشد الحذر من اليأس والقنوط يقول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين يستجاب لاحدكم ما لم يعجل يستجاب لاحدكم ما لم يعجل يقول دعوت ولم يستجب لي هذه عجلة مذمومة عجلة مذمومة في الانسان يمد يديه الى الله مرة او مرتين ثم يقول دعوت ولم يستجب لي فيقنط من رحمة الله. وييأس من رح الله. وينقطع عن دعاء الله تبارك وتعالى ولهذا امرنا ان نعزم المسألة وان نجد في الطلب وان نعظم الرغبة في الله تبارك وتعالى قال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي في الصحيحين لا يقل احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت وليعزم المسألة فان الله لا مكره له يعزم الانسان مسألته ويلح على الله تبارك وتعالى كان عليه الصلاة والسلام اذا دعا دعا ثلاثا اكرر الدعاء ولو تتأمل ادعية القرآن وادعية الانبياء تجد الدعاء يتكرر ربنا ربنا ربنا تأمل الايات الاخيرة من سورة ال عمران ربنا ربنا ربنا تكرار والنتيجة فاستجاب لهم ربهم يكرر الانسان ويلح على الله تبارك وتعالى ويأمل في ربه جل وعلا خيرا ويسن لك عندما تقف في عرفات ان تستقبل القبلة ولا يشترط ان تقف عند جبل الرحمة او مستقبلا لجبل الرحمة وقد قال صلى الله عليه وسلم وقفت ها هنا وعرفته كلها موقف فقف في اي مكان في عرفة اهم شيء ان تستقبل القبلة ويستحب ان تكون على طهارة وان تمد يديك الى الله عز وجل كما فعل نبينا صلى الله عليه وسلم من المواطن التي يستحب فيها رفع اليدين الدعاء يوم عرفة كما فعل صلوات الله وسلامه عليه رفع يديه الى الله عز وجل ورفعك يديك الى الله عز وجل هذا فيه ايمان منك بعلو الله تبارك وتعالى على خلقه وانه تبارك وتعالى بيده ازمة الامور وانك فقير اليه محتاج متذلل تمد يديك اليه تبارك وتعالى مد الفقير المحتاج المتذلل المنكسر بين يدي الغني الحميد واسع الفضل جزيل العطاء فتمد يديك الى الله عز وجل يقول صلى الله عليه وسلم كما في حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه ان الله حيي كريم يستحيي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا ان الله حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا هذا مع غناه عنا تبارك وتعالى لا تنفعه طاعتنا ولا ينفعه دعاؤنا ولا ينفعه رجاؤنا من دعا وسأل واقبل على الله فلنفسه. من اهتدى فانما يهتدي لنفسه. ومن ظل فانما يضل عليه فهو غني تبارك وتعالى عن دعوة الداعين وسؤال السائلين ومع ذلك يفرح جل وعلا ويحب من عباده ان يدعوه وكما في هذا الحديث يستحيي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا اي خائبتين فهو جل وعلا لا يخيب عبدا دعاه. ولا يرد عبدا ناجاه. من دعا الله عز وجل وتوجه اليه بصدر وسأله بالحاح واقبل عليه بيقين لا يرد الله تبارك وتعالى دعاءه يقول ابن القيم رحمه الله كلاما معناه ثلاثة امور اذا اجتمعت فيك لا ترد دعوتك اجتماع قلبك قلبك ان يكون قلبك حاضر بعض الناس يرفع يديه يدعو ويحرك لسانه ببعض كلمات الدعاء لكن قلبه مشتت هنا وهناك وفي امكنة كثيرة ليس حاضرا اجتماع القلب الامر الثاني الصدق الفاقة والظرورة والاحتياج الى الله عز وجل ان يكون صادقا بينه وبين الله تبارك وتعالى في افتقاره واحتياجه ولجوءه الى الله تبارك وتعالى والامر الثالث قوة رجائه بالله عز وجل اذا اجتمعت هذه الامور الثلاثة يقول ابن القيم رحمه الله لا تكاد ترد الدعوة ولهذا ينبغي على من يدعو الله عز وجل ان يأتي بشروط الدعاء واداب الدعاء وان يكون مقبلا على الله تبارك وتعالى مخلصا لله جل وعلا في دعائه لا يسأل الا الله ولا يرجو الا الله ولا يتوكل الا على الله. ولا يعتمد الا على الله. ولا يطلب الشفاء والعون والمدد والنصر والعافية الا من الله ويكون عظيم الثقة بالله تبارك وتعالى فاذا كان كذلك اجيبت دعوته وتحقق رجاؤه واعطاه الله تبارك وتعالى سؤله ومما اذكر به اخواني فيما يتعلق بالدعاء في يوم عرفة ان تحرص على الدعاء لاخوانك المسلمين بالخير والعزة والرحمة والعافية والنصر والتأييد تدعو لاخوانك ودعوة المؤمن لاخيه في ظهر الغيب مستجابة وكما انك تحب من اخوانك ان يدعو لك بالخير فاحب لهم ما تحب لنفسك من الخير ولهذا جاء في صفة المؤمنين انهم يقولون في دعائهم ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. ربنا انك رؤوف رحيم وقال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين فامره ان يستغفر للمؤمنين واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم فيستغفر استغفر لاخوانك المؤمنين تسأل الله عز وجل ان يغفر لهم واذا قلت في دعائك وتأمل معي رعاك الله. اذا قلت في دعائك اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات كان لك من الحسنات بعدد كل مسلم ومسلمة حي او ميت من لدن ادم عليه السلام الى ان يرث الله الارض ومن عليها ليست الاف ولا ملايين هذه الكلمات اذا قلتها جاء في حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه الطبراني وغيره واسناده جيد انه قال الله والسلام عليه من استغفر للمسلمين والمسلمات كان له بكل واحد منهم حسنة من استغفر للمسلمين والمسلمات كان لهم بكل واحد منهم حسنة فانت تدعو لاخوانك وتؤجر وليس اجرا واحدا بالاجور كثيرة جدا وتذكر ان في اخوانك من هو فقير من هو مريض من هو مبتلى من هو ضال من هو كذا تذكر وادعوا الله عز وجل للمسلمين ان يغني فقيرهم وان يشافي مريضهم وان يعافي مبتلاهم وان يهدي ضالهم وان ينصرهم على عدوهم وان يغفر لهم ذنبهم. فانت تدعو لاخوانك المؤمنين والله عز وجل يأجرك على ذلك اجورا لا تخطر لك على بال. ولا تدور لك في خيال ولهذا لا لما تدعو لنفسك اكثر من الدعاء لاخوانك وانت لما تدعو لهم وتكون مشفقا عليهم رحيما بهم يجازيك الله تبارك وتعالى من جنس عملك فيكون ذلك سببا لرفعتك وعلو لسانك عند الله تبارك وتعالى وعلى المسلم في هذا اليوم العظيم ان يكثر من تكرار كلمة التوحيد لا اله الا الله كما تقدم معنا خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وعندما تقول هذه الكلمة عليك ان تستحضر معناها وان تتذكر مدلولها فهي كلمة عظيمة بل هي اعظم الكلمات واجلها على الاطلاق فانت ترددها وتستحضر معناها ففيها التوحيد والاخلاص لله عز وجل والبعد عن الشرك كله صغيره وكبيره دقيقه وجليله وعليك ان تتخير من الدعاء اجمعا وكان صلوات الله وسلامه عليه كما جاء عن عائشة رضي الله عنها تقول كان عليه الصلاة والسلام اذا دعا الله تخير من الدعاء اجمعه ويترك ما سوى ذلك ولهذا عليك ان تحرص على الادعية الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومما ثبت عنه من ادعية اقول ذلك مذكرا ان يقول المسلم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار فان هذا الدعاء كان من اكثر ادعية النبي صلى الله عليه وسلم وان يقول اللهم اني اسألك الهدى والسداد ويقول اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفة والغنى ويقول اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت. وما انت اعلم به مني. انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت ويقول اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه ويقول اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها معادي. واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل في شر فهذه الادعية الثابتة عنه صلوات الله وسلامه عليه يحرص المسلم على هذه الادعية الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فانها مشتملة على غاية المقاصد العلية ونهاية المطالب الرفيعة وسالمة من كل زلل ونقص وخطأ بينما ادعية الناس فقد يكون فيها خطأ قد يكون فيها نقص قد يكون فيها مخالفة قد يكون فيها مجاوزة وقد تكون سليمة اما ادعية النبي صلى الله عليه وسلم كلها ادعية معصومة مأمونة سالمة جامعة لكل خير فعليك ان تحرص على دعوات النبي صلى الله عليه وسلم وان تنتقل منها جملة تكررها وترددها في هذا الموقف العظيم فهذا ايها الاخوة تذكرة لي ولكم فيما يتعلق بالدعاء فيما يتعلق بيوم الدعاء الذي هو خير الايام واذكركم ختاما بامر الا وهو انه قد اجتمع لك يوم عرفة امران او شرفان شرف الزمان فيوم عرفة خير ايام الدعاء كما مر معنا في الحديث وشرف الحال فانت على حال عظيمة طيبة فانت محرم بالحج والحاج منا او الحج من مظان اجابة الدعاء وقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الحجاج والعمار وفد الله دعاهم فاجابوه وسألوه فاعطاهم دعاهم فاجابوه وسألوه فاعطاهم فانت في يوم عرفة اجتمع لك الشرفان ترى في الزمان وشرف الحال فعليك الا تضيع هذا اليوم بالذهاب هنا وهناك. والحديث مع هذا وذاك بل تقف بين يدي الله عز وجل متذللا خاضعا مقبلا على الله تبارك وتعالى ارجوه وتطمع في مغفرته وتسأله ان يعتق رقبة رقبتك ورقاب اخوانك المسلمين من النار ختاما اسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يوفقنا واياكم لكل خير وان يهدينا جميعا سواء السبيل. وان يصلح ذات بيننا وان يؤلف بين قلوبنا. وان يهدينا سبل السلام. وان من الظلمات الى النور وان يبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وقواتنا واموالنا وازواجنا وذرياتنا ان يجعلنا مباركين اينما كنا. ونسأله تبارك وتعالى ان يهدينا سواء السبيل وان يرزقنا الهدى والسداد وان يوفقنا لكل خير يحبه ويرضاه في الدنيا والاخرة وان يجعلنا ممن يستمعوا القول فيتبعوا احسنه. فاولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب. واخر دعوانا ان لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين