السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي فرض الحج على عباده الى بيته الحرام ورتب سبحانه وتعالى على ذلك وافر الاجر وجزيل الانعام فمن حج البيت ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه طاهرا نقيا من الذنوب والاثام واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الاله الاحد الصمد السميع العلام واشهد ان محمدا عبده ورسوله خير من حج البيت واعتمر وخير من صلى لله وصام صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واصحابه الهداة الاعلام اما بعد ايها الاخوة الكرام لقاؤنا هذه الليلة التي نسأل الله عز وجل ان يجعلها علينا ليلة طيبة مباركة بما يمن به سبحانه من هباته ومننه وعطاياه فهو الموفق وحده لا شريك له فما شاء الله كان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم والحديث ايها الاخوة الكرام عن مدرسة الحج والحج يعد مدرسة ايمانية تربوية مباركة والناس مع هذه المدرسة وفي تحقيق الاستفادة منها متفاوتون بين مقل ومستكثر والتوفيق بيد الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له وقلوب الناس اوعية وشأنهم مع العلم كشأن الاودية مع الماء فمنها قلوب يكرمها الله سبحانه وتعالى ويعينها فتحفظ شيئا كثيرا وتعمر بمعان جليلة وفوائد وزيرة عظام ومنها ما يكون نصيبها من ذلك دون ذلك والحج مليء بالعبر العبر التي ينبغي على كل مسلم حج او لم يحج ان يحرص على معرفتها والانتفاع بها ويتأكد هذا المعنى على من اكرمه الله سبحانه وتعالى بالحج لانه سيقف عن كسب على تلك الدروس المؤثرة والعظات البالغة والمنافع الجليلة والحكم الباهرة التي اودعها الله سبحانه وتعالى في هذه الطاعة العظيمة الجليلة حج بيته الحرام ولهذا قال الله سبحانه واذن في الناس بالحج واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم قال اهل العلم اللام في قوله ليشهدوا منافع لهم لام التعليل وهي متعلقة بقوله عز وجل واذن في الناس بالحج هيأذن فيهم بالحج من اجل ان يشهدوا منافع الحج ويقف على منافعه وعبره ودروسه العظام فيكون بذلك حجهم لبيت الله الحرام نقطة تحول في حياتهم وبوابة خير ومسيرة فلاح وطريق انتقال اما من سيء الى حسن او من حسن الى احسن والحج باب مبارك على كل من يكرمه الله سبحانه وتعالى بحسن الاستفادة من هذه الطاعة العظيمة والعبادة الجليلة ومن اكبر مغانم الحاج في هذه الطاعة العظيمة اذا احسن الاداء وجاهد نفسه على التمام ان يخرج من حجه قافيا نقيا من الذنوب والاثام كما جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه فذكر امورا ثلاثة امورا ثلاثة لابد منها الاول ان يكون لله اي خالصا لا يبتغي به الا وجه الله لان الحج قربة وطاعة جليلة من اعظم الطاعات وهو من امهات العبادات الدينية ويشترط فيه ما يشترط في كل طاعة ان يبتغي به العامل وجه الله ولهذا قال الله عز وجل ولله على الناس حج البيت قال في الاية الاخرى واتموا الحج والعمرة لله ومراعاة الاخلاص فالحج من اوله الى اخره مطلب عزيز ومقصد جليل ولما اهلا نبينا وقدوتنا صلوات الله وسلامه عليه بالحج قال اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة لان الرياء وكذلك السمعة يخدشان بالاخلاص والله سبحانه وتعالى لا يقبل العمل الا اذا كان صافيا نقيا كما قال جل وعلا في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه والرياء يتعلق بالاعمال والسمعة تتعلق بالاقوال بهذا ان الواجب على من اكرمه الله سبحانه وتعالى بالحج ان يراعي في اعماله واقواله كلها الاخلاص فيأتي بالاعمال اعمال الحج لا يبتغي بها الا وجه الله ويأتي ايضا باقواله لا يبتغي بها الا وجه الله عندما يلبي او يكبر او يسبح او يهلل او يدعو او يتلو كلام الله كل ذلكم يراعي فيه الاخلاص لله سبحانه وتعالى متجنبا في حجه الرياء والسمعة وارادة الدنيا بالعمل والله تعالى يقول من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا فالله جل وعلا لا يشكر عمل العامل الا بهذه الامور الثلاثة من اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن قال فاولئك كان سعيهم مشكورا فاذا جاء العمل او ادى الحاج عبادته ادى حجه خالصا لله وتجنب فيه الرفث وهو الجماع ومقدماته الرفث كل ما يتعلق الجماع او ما يسبق الجماع من مقدمات فيتجنبها الحاج في حجه كله ويتجنب الفسوق وهو الخروج عن طاعة الله عز وجل بفعل شيء من المعاصي والذنوب ويدخل في ذلك كما نبه اهل العلم الذنوب التي كان عليها قبل الحج بان يتوب منها اما من كان مصرا على فعلها عازما على القيام بها حتى وان لم يباشر شيئا منها اثناء حجه فهذا نوع من الفسوق ولهذا ينصح ينصح كل حاج ان ان يستقبل حجه بتوبة صادقة الى الله سبحانه وتعالى من كل ذنب وخطيئة لينال هذا اجر العظيم والثواب الجزيل اقول ذلك لان مدرسة الحج وفوائده العظيمة لا تتحقق للحاج الا بهذه الطمأنينة طمأنينة الايمان وطمأنينة الاخلاص طمأنينة الاقبال على الله سبحانه وتعالى وطمأنينة الصدق الالتجاء اليه وطلب الهدى منه وتمام التقرب اليه سبحانه وتعالى فدروس الحج ليست مجرد دروس نظرية او كلمات تقال يقولها قطيب مفوه او واعظ مؤثر وانما هي علوم عظيمة ودروس جليلة يجدها الحاج الموفق في هذه المدرسة المباركة العظيمة مدرسة الحج قال الله سبحانه وتعالى ليشهدوا منافع لهم فمع هذه الطمأنينة المباركة وحسن الاداء مجاهدة النفس على التمام في اداء هذه الطاعة العظيمة الجليلة مع العناية بالعلم النافع والصلة باهل العلم الذين يبينون اعمال الحج وحكمه ودروسه وعظاته تبرز هذه الفوائد للحاج وتتعمق في قلبه وتتسع مساحتها في فؤاده وتزداد او يزداد انتفاعه بها ويكون اثرها عليه ليس في حجه فقط بل في حياته كلها وكم هم اولئك الذين اكرمهم الله سبحانه وتعالى بحسن الاستفادة من مدرسة الحج استفادوا منه فوائد عظيمة جليلة عادت على حياتهم كلها بالخير والبركة والنفع العظيم فكانت مدرسة الحج لهؤلاء بوابة خير بتحصيل العلوم النافعة وتحصيل العقائد الصحيحة والاقبال على العبادات الصالحة والاستكثار من القربات الزاكية وتجنب المعاصي والذنوب كم هم اولئك الذين اكرمهم الله سبحانه وتعالى ومن عليهم في مدرسة الحج بالعود الى ديارهم على خير حال والانقلاب الى اوطانهم على احسن مآل حامدين شاكرين الرب سبحانه وتعالى ذي الكرم والجلال ولهذا يتأكد على كل حاج يريد لنفسه ان ينتفع بمدرسة الحج ان يهيئ نفسه تمام التهيئة لحسن الاستفادة وليتذكر دائما فهذه الاية واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ظامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ليشهدوا منافع لهم فيبدأ مهيأ نفسه لاكتساب منافع الحج وتحصيلها وهي تبدأ مع الحاج من اول مراحل الحج من اول مراحل الحج وفي اول خطوة يخطوها وفي اول عمل يقوم به وتأمل رعاك الله ذاك المنظر العظيم البهيج عندما يصل الحجيج من انفجار الدنيا وانحاء المعمورة الى المواقيت التي هي بمثابة البوابات والمداخل التي يتم من خلالها الدخول الى بيت الله العتيق دخولا فيه الانكسار واظهار الافتقار وتمام الالتجاء وحسن التواضع وقوة الاقبال على الله سبحانه وتعالى والاعلان باجابة النداء حتى ان اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام يرفعون اصواتهم بالتلبية ويعجون بها حتى تبح اصواتهم في مسافة قريبة من المدينة اذا وصلوا بئر الروحاء بحت اصواتهم والحج كما قال عليه الصلاة والسلام العج والثج والعج ورفع الصوت بالتلبية لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك يصل الحاج الى الميقات ثم يتجرد من المخيط ويغتسل ويأخذ من بدنه ما تدعو الحاجة الى اخذه ويدهن بما تيسر معه من الطيب ثم يلبس ازارا ورداء ابيظين نظيفين يلف بازاره جزء بدنه الاسفل ورداءه يغطي جزء بدنه الاعلى وهذا لباسه مقبلا على ربه جل وعلا والكل يستوي في هذا اللباس مع ان الناس في بلدانهم كل اعتاد على لباس وكل يعجبه لباس بلده ولباس اهله يعجبه مألوفه من اللباس وما اعتاد عليه لكنهم في ذلك المكان جميعهم يتجردون كل من لباسه الذي الفه واعتاد عليه ثم جميعا يلبسون ازارا ورداء ابيظين ازارا ورداء ابيظين وخلفوا وراءهم الدنيا خلف وراءه تجاراته مزارعه مساكنه مصالحه كلها خلفها وراءه وبرداء وازار ابيظين نظيفين ينطلق من الميقات ملبيا وهذه الهيئة يستوي فيها الجميع الرئيس والمرؤوس الصغير والكبير والغني والفقير الجميع كلهم على هيئة واحدة ثم يعلن لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك يردد هذه الكلمات وهذه الكلمات بحد ذاتها مدرسة عظيمة مدرسة عظيمة جدا تحتاج من الملبي الى وقفة بل وقفات نحتاج فعلا من الملبي ان يقف مع هذه الكلمات والا يكون ترداده لها مجرد ترداد لكلمات لا يعي معناها ولا يفهم مقصودها ولا يعقل دلالتها بل يجب عليه ان يعي معاني هذه الكلمات وما تعنيه من التوحيد والاخلاص وتمام الاستجابة والطواعية والامتثال لله رب العالمين والاقرار لله عز وجل بالفضل والنعمة وان الفضل فضل الله والمنه والعطاء عطاؤه وان الحمد كل وان الحمد كله لله رب العالمين فيتأمل في هذه الكلمات لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ذكر اولا التلبية وهي تعني الاستجابة لله والطواعية لامره مكررا هذه الكلمة اي استجابة من بعد استجابة وامتثال من بعد امتثال مؤكدا بهذه الكلمات انه عبد ذليل مطيع لسيده ومولاه وملبي لندائه سبحانه وتعالى قال له امره ربه سبحانه وتعالى بالحج ودعاه الى هذه الطاعة فكان منه ان قال لبيك وقد كلفته هذه الكلمة امورا كلفته اموال كلفته جهد كلفته سفر كلفته اغتراب كلفته امور عديدة جدا ولم يبالي بذلك رغبة في اجابة النداء فيصل الى الميقات ويقول مغتبطا فرحا بنعمة الله عليه لبيك اللهم لبيك هنا مدرسة بالمدارس من يقول في الميقات لبيك اللهم لبيك مستجيبا لنداء الله عز وجل له باداء الحج يجب عليه ان ينظر يجب عليه ان ينظر فعلا الى حياته ما شأنه مع اوامر الله وهناك وهناك طاعات عظيمة جليلة افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده اعظم من الحج فما شأنه مع تلك الطاعات هل هو يلبي النداء هل هو يمتثل هل هو يستجيب او لا دعاه الله الى الحج فقال لبيك الصلاة اعظم من الحج الصلاة اعظم من الحج هل هو يحافظ على هذه الفريضة او مضيع لها اذا نادى المنادي حي على الصلاة حي على الفلاح هل هو من المستجيبين للنداء هل هو من الملبين لهذا النداء ام انه من المضيعين وامور الاسلام وامهات الدين وفرائضه قائم بعضها على بعض اول ما فرض الله سبحانه وتعالى على عباده التوحيد واول ما فرض على نبينا صلى الله عليه وسلم التوحيد ومضى على التوحيد عشر سنوات السنة العاشرة من الهجرة فرضت الصلاة ثم بقي الامر على التوحيد والصلاة مضى على التوحيد الى السنة العاشرة من البعثة صلوات الله وسلامه عليه الى السنة العاشرة من البعثة ثم فرضت الصلاة ثم مضى الامر على ذلك الى السنة الثانية من الهجرة مضى الامر على ذلك الى السنة الثانية من الهجرة ثم فرض الصيام وفرضت الزكاة ولم يفرظ الحج الا في السنة التاسعة وقيل العاشرة من الهجرة فكيف يستقيم حج بدون صلاة او حج مع اضاءة للتوحيد وهذه ادهى وامر فاذا عندما يلبي الملبي لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك يراعي هذه المعاني ويستحضر هذه الامور ويداوي بتلبيته نفسه يداوي حاله ليبدأ في مرحلة التغير ليبدأ في مرحلة الدخول في الصلاح والطواعية والامتثال لاوامر الله سبحانه وتعالى رب العالمين لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك نفي الشريك الذي يتكرر على لسان الملبي مرات وكرات لا شريك لك يجب ان يقول هذه الكلمة وهي وهو يعي معناها ونفي الشريك اي نفي المساوي والمماثل لان الشرك التسوية تسوية غير الله بالله في شيء من حقوق الله او شيء من خصائصه سبحانه وتعالى بشيء من حقوقه على عباده او شيء من خصائصه سبحانه فمن اعطى غير الله ايا كان شيئا من خصائص الله من ربوبيته عظمته جلاله كماله اسمائه وصفاته سبحانه لو اعطى غير الله شيئا من حقوق الله على عباده كالدعاء والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من العبادات اتخذ مع الله الشركاء وجعل لله الانداد والله يقول يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اي لا تجعلوا لله شركاء في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله فعلم الانسان بتفرد الله بالخلق والرزق والانعام تصرف والتدبير يستلزم افراده تبارك وتعالى وحده بجميع انواع العبادة وهذا النوع من الاستدلال ظاهر في التلبية التي يرددها الحاج لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك هذا هو التوحيد ثم ذكر براهينة قال ان الحمد والنعمة لك والملك النعمة لله والملك لله اذا لم الشركاء لم الانداد؟ النعمة لله وما بكم من نعمة فمن الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء لله ملك السماوات والارض. الملك ملك الله والنعمة نعمة الله والفضل فضل الله. فلما الالتجاء الى غيره لم طرف العبادة لغيره لماذا التوجه في السؤال والطلب والالتجاء الى غيره لماذا تلك النداءات؟ مدد يا فلان ادركني يا فلان الحقني يا فلان اغثني يا فلان ان لم تأخذ بيدي من يأخذ بيدي او الاخر يقول ما لي من الوذ به سواك ونحو ذلك من الالتجاءات التي حق لله قال يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قلت الله ورسوله اعلم قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق الله وحق وحق الله على العباد وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا فاذا هذه الكلمات كلمات عظيمة لها معاني جليلة وكبيرة فلا يكفي ان يرددها الانسان دون عقل للمعاني وفهم للدلالات لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك هذه الكلمات اذا رددت بعقل للمعاني وفهم للدلالات تملأ القلوب ايمانا وتعمرها تعظيما لله واجلالا وخضوعا وتذللا وانكسارا وهذا من الحكم من حكمي واسراري هذا التكرار يكرر الحاج هذه الكلمة الى ان يصل مكة ويكررها في تنقلاته بين المشاعر حتى مع هذا التكرار في طريقه الى مكة وفي تنقلاته بين المشاعر يمتلئ تحققا بما تعنيه هذه الكلمات فيرجع وقد وعى درسا عظيما وعى درسا عظيما يؤثر فعلا في حياته يؤثر فعلا في سلوكه يصبح بابا مباركا عليه في حياته ودائما يتذكر هذه الكلمات الجليلة التي كان يرددها ولهذا فعلا من كان يلبي صادقا ويكرر هذه الكلمات بصدق مع الله لابد ان يكون لها اثر عليه في حياته وفي سلوكه لابد ان يكون لها اثر عليه في حياته وفي سلوكه واذا سمع النداء الى الصلاة وهو ذلك الرجل الذي ترددت على كلمة على لسانه كلمة لبيك اللهم لبيك عشرات بل مئات المرات وهو مقبل على بيت الله الحرام وهو متنقل بين المشاعر العظام ويردد ويردد ان كان صادقا في تلك التلبية ونابعة من قلبه ويعيش معها ومع معانيها ودلالاتها الايمانية العظيمة لا بد ان تؤثر عليه لابد ان يكون لها اثر عظيم عليه في حياته ترتاض نفسه على المسارعة الى الاستجابة لاوامر الله والانقياد والامتثال لما يدعوه الله سبحانه وتعالى لفعله لبيك اللهم لبيك اذا نودي الى الصلاة تبقى معها التلبية والاستجابة اذا نودي الى الصيام تبقى معها التلبية والاستجابة اذا نودي الى اداء الزكاة تبقى معها التلبية والاستجابة وهكذا يبقى لها الاثر البالغ على حياته في الميقات عندما يلبي الحاج عندما يلبي الحاج بهذه التلبية العظيمة مستشعرا التوحيد والاخلاص لله تبارك وتعالى بعد دخوله في هذا النسك يأتيه المحظورات محظورات الاحرام التي ينهى حال احرامه عن اه فعلها او الوقوع في شيء منها ويبدأ ذلك معه من الميقات ويبدأ ذلك معه من الميقات الى ان يتحلل من النسك القارن والمفرد تبقى معه الى يوم العيد والمتمتع تبقى معه الى ان يتحلل من عمرته فيبقى حلالا الى ان الى ان يهل بالحج في اليوم الثامن من ذي الحجة ايضا تلك المحظورات هي في الحقيقة مدرسة مدرسة يتربى عليها الحاج يتربى عليها في باب اجتناب ما نهى الله عنه ونفس الانسان في الحياة متفلتة نفس الانسان في في حياته متفلتة وفيها اتباع للشهوات وتتبع للفضول ووقوع في المناهي فيأتي الحج باذن الله تبارك وتعالى ليذم الانسان من خلال حجه نفسه لتنهض لتنهض فتكون نفسا مستجيبة ممتثلة لامر الله سبحانه وتعالى ممتثلا للاوامر مبتعدا عن النواهي وليتأمل الحاج وليكثر التأمل من حسن استجابته وغيره من حجاج بيت الله الحرام حتى من هو مفرط على نفسه بفعل المعاصي واقتراث المناهي ليتأمل في حسن استجابته بعدم الوقوع في شيء من محظورات الاحرام هذه هذه حقيقة فيها رياضة للنفس وتربية لها على الابتعاد عن ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه وهذا باب الدخول في امثلة يطول لكن بالاشارة الى القليل دلالة على الكثير الان مما ينهى عنه المحرم بل اخذ من شيء من شعره ان يأخذ شيئا من شعره لا نتف ابط ولا حلق عانة ولا يأخذ شيئا من سعره قال احراما تجد جميع الحجاج بامتثال تام لذلك امتثال تام حتى ان من امتثال الحاج لذلك ان كثيرا من الحجاج يأتي لبعض اهل العلم ويسأل يقول حككت جلدي فسقطت مني شعرة واحدة. والله يا شيخ شعرة واحدة فقط والله واحدة يا شيخ وفقط حقيقة الجلد وسقطت هل علي شيء ونظير هذه الاسئلة تتكرر يريد ان يمتثل نهاها الشارع عن ان يأخذ من شعره فيريد ان يمتثل بدقة والنبي صلى الله عليه وسلم نهاه عن ان يحلق لحيته فما يبالي وهو هو نفس الرجل اليست هذه مدرسة توقظ القلب انا هنا استجيب وهناك ماذا انا الذي ينهاني هنا هو الذي ينهاني هناك والذي يأمرني هنا هو الذي يأمرني هناك. والذي يجب ان اطيعه هنا هو الذي يجب ان اطيعه هناك فلم التفرقة فلم التفرقة ايضا يمتثل في اللباس يمتثل في اللباس امتثالا دقيقا وتجد الاسئلة المتكررة الكثيرة اذا لبست كذا هل علي كذا؟ اسئلة متكررة تدل على الحرص الشديد في المقابل تجد بعض بعض الناس ما يبالي في امور تتعلق باللباس محرمة عليه ما يبالي لا يبالي بذلك جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم احاديث عديدة في النهي عن الاسبال لو لم يأتي في هذا الباب الا قول النبي عليه الصلاة والسلام وهو في صحيح مسلم ثلاثة لا ينظر الله اليهم ولا يكلمهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم وذكر منهم المسبل لو لم يأتي الا هذا لكفى قد جاء في باب الاسبال احاديث متكاثرة جدا عن نبينا عليه الصلاة والسلام ففي غير الحج يسبل ولا يسأل وفي الحج يلبس ويسأل حريص على العبادة حريص على الامتثال حريص على التلبية والطاعة لله سبحانه وتعالى فهذا من الدروس التي تجعل الحاج من خلال حجه يمضي في مدرسة تربيه بمدرسة تروضه على الانقياد والامتثال والطواعية لله سبحانه وتعالى بفعل امره واجتناب نهيه واتباع رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والله جل وعلا يقول قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ثم اذا وصل الحاج الى بيت الله الحرام اذا وصل الى بيت الله الحرام يبدأ اول ما يبدأ بعبادة الطواف وليطوفوا بالبيت العتيق فيبدأ بهذه العبادة يدور حول البيت عبادة لله وخضوعا له وذلا بين يديه وامتثالا لامره سبحانه وتعالى طاعة له في قوله وليطوفوا بالبيت العتيق واتباعا لنبيه صلوات الله وسلامه عليه في حجته وعمره صلى الله عليه وسلم بطوافه ببيت الله والطواف عبادة لم يشرعه الله سبحانه وتعالى الا حول بيته العتيق فكل طواف يفعل كل طواف يفعل في غير هذا الموضع هو من وحي الشيطان هو من وحي الشيطان قوام بالاضرحة والقباب وما يسمى بالمزارات وغير ذلك كل ذلك من وحي الشيطان فالله جل وعلا دعا عباده الى الطواف ببيته وليطوفوا بالبيت العتيق والنبي صلى الله عليه وسلم امتثل امر ربه وطاف ببيت الله والمسلمون من بعدهم مثلوا ذلك فهي عبادة انما تشرع في هذا المكان وعندما يقبل الحاج الحجر الاسود ويستلم الركن اليماني يفعل ذلك اتباعا واقتداء لا اعتقادا في الحجر انه يضر او ينفع فان الضر والنفع بيد الله ولهذا لما قبل امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحجر الاسود قال واسمع من حوله اما اني اعلم اما اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع اما اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك تقبيل المسلمين للحجر الاسود اتباع للنبي عليه الصلاة والسلام لا لطلب نفع من الحجر او طلب دفع ضر منه لان النفع والضر بيد الله. قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا فالنفع والضر بيد الله سبحانه وتعالى واما ما يروى ان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال بل هو حجر بل هو يضر وينفع فهذا باطل لا يصح قد بين اهل العلم ان اسناده واهن ولا يصح الاعتماد عليه وكلام عمر رضي الله عنه كلام واضح وسنده اليه ثابت وهو وبراهينه وشواهده في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ظاهرة بينة فالحجر الاسود حجر لا يظر ولا ينفع والذي بيده النفع والضر والعطاء والمنع والقبض والبسط والخفظ والرفع رب العالمين قال اما والله اما اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك يستفيد المسلم من ذلك ان تقبيل الحجر الاسود او استلامه لمن لم يتمكن من ذلك واستلام الركن الايماني عبادة واتباع للرسول صلوات الله وسلامه عليه واقتداء به صلى الله عليه وسلم وهذا العمل لم يشرع في اي مكان في الدنيا لم يشرع في اي مكان في الدنيا وما يمارس في امكنة كثيرة من التمسح ببعض المزارات او الامكنة او البقاع او اشجار او احجار او نحو ذلك في اي مكان في الدنيا ليس هناك دليل البتة على مشروعية ذلك واذا كان يفعل ذلك طالبا البركة منها معتقدا ان انها تجلب له نفعا او تدفع عنه ضرا فهذا باب من الشرك ينقل صاحبه من ملة الاسلام وحظيرة الدين والعياذ بالله واذا مضى الحاج في نسكه ووقف ذلك الموقف العظيم على ارض عرفات اذا وقف ذلك الموقف العظيم على ارض عرفات في ذلك اليوم العظيم المبارك الذي هو خير الايام وسيدها واعظمها يقول عليه الصلاة والسلام خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وتأمل هذا التوافق العظيم بين سيد الايام وسيد الاذكار فكان نبينا عليه الصلاة والسلام في سيد الايام اي خيرها وافضلها يوم عرفة يكثر من سيد الاذكار وافضلها كلمة التوحيد لا اله الا الله وهكذا النبيون من قبله خير وخير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله فيخرج من ذلك بمعرفة بالمكانة العلية والمنزلة العظيمة لكلمة التوحيد لا اله الا الله التي هي افضل الكلمات وخيرها على الاطلاق فتعظم عنايته بهذه الكلمة تكرارا لها وعناية بها وفهما لمعناها تحقيقا لما دلت عليه من التوحيد والاخلاص فلا اله الا الله هي كلمة التوحيد وهي وهي العروة الوثقى وهي كلمة الحق وهي كلمة الاخلاص وهي خير الكلمات على الاطلاق اعلى تعب الايمان وافضل مباني الاسلام كما قال عليه الصلاة والسلام الايمان بظع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله قال عليه الصلاة والسلام بني على بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فيعتني بهذه الكلمة ولا اله الا الله كلمة عظيمة دالة على توحيد الله لا اله الا الله تعني نفي الالوهية عن كل من سوى الله واثبات الالوهية بكل معانيها لله وحده اولها نفي عام واخرها اثبات خاص النفي العام للالوهية عن كل من سوى الله والاثبات الخاص للالوهية بكل معانيها لله وحده فقائل لا اله الا الله لا يدعو الا الله ولا يستغيث الا بالله ولا يطلب المدد الا من الله ولا يذبح الا لله ولا ينذر الا لله قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين فهذه هذا هو معنى هذه الكلمة وهذا هو مدلولها والمسلمون يقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم دبر كل صلاة دبر كل صلاة مكتوبة بتلك التهليلات المباركة التي كان يقولها عليه الصلاة والسلام وهي ثلاث تهليلات كل واحدة منها متبوعة ببيان وتأكيد وايظاح لمعنى لا اله الا الله. ليرسخ التوحيد في القلوب لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا اله الا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. هذه نكررها كل يوم خمس مرات دبر كل صلاة مكتوبة وهذا كله ترسيخ للتوحيد وتعميق لما تدل عليه كلمة التوحيد لا اله الا الله فقولك لا اله الا الله وحده لا شريك له وحده لا شريك له هذا تأكيد للتوحيد الذي دلت عليه كلمة التوحيد فهي قائمة على النفي والاثبات وفي قولك وحده تأكيد للاثبات وقولك لا شريك لك تأكيد للنفي ثم قولك في التهليلة الاخرى لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه هذا معنى لا اله الا الله. الا نعبد الا الله لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه ثم قولك لا اله الا الله مخلصين له الدين هذا هو معناه ان تخلص الدين لله سبحانه وتعالى فتحصل من هذه التهليلات معنى جامع للا اله الا الله الا هو الا نعبد الا الله وحده لا شريك له مخلصين له الدين فهذا تعميق تعميق التوحيد في القلب وتوسيع لمساحته فيه وهكذا يعيش الحاج في عرفات مع هذه الكلمات العظيمة الجليلة ما يقوي التوحيد في قلبه ويعظم من اقباله على الله واخلاصه الدين لله تبارك وتعالى مقبلا على الله جل وعلا وحده لا يرجو الا الله ولا يدعو الا الله ولا يستغيث الا بالله ولا يطلب المدد والعون الا من الله ثم ينتقل ايضا الى بقية المشاعر والشعائر والاعمال في ادائه لحجه وهو لا يزال يستفيد دروسا وعبرا وعظات بالغات والحديث عن هذه الدروس المستفادة من الحج والكلام حولها حديث واسع وحديث ذو سجون اسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو الذي وسع كل شيء رحمة وعلما ان يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال وان يهدينا جميعا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم جواد كريم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واصحابه اجمعين هذا احد اخوة يقول بعض الباعة ولعلهم قلة او نادر يقول بعض الباعة يغشون الحجاج بعملة او بغيرها فما هو توجيهك ينبغي على الباعة وغيرهم ممن لهم تعامل مع حجاج بيت الله الحرام ان يعوا ان حجاج بيت الله الحرام وفد الله جل وعلا وتكفي هذه الكلمة ردعا وزجرا الحجاج وفد الله قد صحفي الحديث عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه انه قال وفد الله ثلاثة الغازي والحاج والمعتمر وصح عنه صلوات الله وسلامه عليه انه قال الحاج والعمار وفد الله دعاهم فاجابوه وسألوه فاعطاهم فالحاج وافد كريم واضاف الله عز وجل هذا الوفد لنفسه تشريفا لهم لان هذه الاظافة اظافة تكريم وتشريف فيجب على كل من يتعامل مع الحاج ببيع او شراء او اجارة او اي نوع من المعاملة ان يتذكر ان هؤلاء وفد وفد الله عز وجل شرفهم رب العالمين باظافتهم الى نفسه. قال وفد الله وهذا تشريف لهم وتعلية لمكانتهم وبيان لشرف الامر الذي جاءوا لاجله بذلوا اوقاتهم واموالهم وجهودهم لتحقيقه فيتقي الله عز وجل في التعامل مع هؤلاء يعاملهم معاملة فيها الاحترام فيها العدل هي الانصاف البعد عن الاجحاف والظلم والاساءة اليهم باي نوع من الاساءة او الاذى يتقي الله عز وجل في حجاج بيت الله الحرام ثم يتذكر ان هؤلاء كثير منهم هذا المال الذي جاء ليحج به جمعه في سنوات طويلة يعني بعضهم اخذ يجمع ليحج مالا لمدة ستين سنة او خمسين سنة يجمع القليل مع القليل حتى اصبح كثيرا يعينه على اداء الحج فيتقي الله عز وجل مع هؤلاء ويتقي الله في التعامل معهم يعاملهم بالرفق يعاملهم بالمساعدة بالحلم بالاعانة ويحذر اشد الحذر من تعامل معهم بالغش او التدليس او الخيانة او الكذب او السباب او البذاء او غير ذلك يتقي الله عز وجل هذا من اشنع العمل