اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين وبعد ايها الاخوة الكرام لقاؤنا هذه الليلة التي نسأل الله عز وجل ان يجعلها ليلة مباركة علينا اجمعين عن فقه الاذكار او شيء من فقه الاذكار ومعلوم ان الكلام على فقه الاذكار باب واسع ومجالاته عديدة ورحبة والكلام عن ذكر الله تبارك وتعالى حبيب الى القلوب المؤمنة كما انه حبيب للرحمن سبحانه وتعالى وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم فالذكر حبيب الى الله عز وجل والله يحب الذاكرين ومجالس الذكر مجالس مباركة تغشاها الرحمة وتتنزل عليها الملائكة وتحف الملائكة اهل تلك المجالس باجنحتها والله رب العالمين يذكرهم فيمن عنده كما جاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله او في من عنده ومن ذكر الله ذكره الله عز وجل قال الله في القرآن الكريم اذكروني اذكركم وكفى بذلكم دلالة على شرف الذكر ورفيع قدره وعلو منزلته وفي الحديث وفي صحيح البخاري وغيره يقول الله تبارك وتعالى من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وفي الحديث يقول الله تعالى انا عند ظن عبدي بي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه فالذكر عمل جليل وطاعة عظيمة بل هو مقصود العبادات الدينية فالعبادات انما شرعها الله سبحانه وتعالى لاقامة ذكر الله قال الله جل وعلا في شأن الصلاة اقم الصلاة لذكري فالصلاة شرعت لاقامة ذكر الله جل وعلا وفي شأن الحج يقول عليه الصلاة والسلام انما شرع الطواف والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله فالذكر هو مقصود العبادات مقصود العبادات وانما شرعت العبادات لاقامة ذكر الله سبحانه وتعالى ولهذا كلما كان حظ العبد من ذكر الله عز وجل في عبادته لله اعظم كان اجره في عبادته تلك اعظم كلما زاد حظ العبد ونصيبه من ذكر الله في عبادته زاد اجره ولهذا يتفاوت الناس في العبادات من حيث الاجر بحسب تفاوتهم في الذكر لله جل وعلا في تلك العبادات فرج الامام احمد في مسنده وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل اي المجاهدين اعظم اجرا قال اكثرهم لله ذكرا قال اي الحجاج اعظم اجرا؟ قال اكثرهم لله ذكرا قال اي المعتمرين اكثر اجرا؟ قال اكثرهم لله ذكرا وسأله عن الصلاة وعن الصيام وعن الصدقة كل ذلكم يقول فيه عليه الصلاة والسلام اكثرهم لله ذكرا. فقال عمر وكان حاضرا المجلس لابي بكر رضي الله عنه اذا ذهب الذاكرون بالاجر كله. قال ابو بكر اجل ذكر الله عز وجل منزلته في العبادات الدينية ان العبادات الدينية انما شرعت لاجل اقامة ذكر الله عز وجل ولهذا يحسن ان يضبط العابد في هذا الباب قاعدة شريفة وعلية القدر الا وهي ان اعظم الناس اجرا في كل طاعة اكثرهم لله ذكرا فيها اعظم الناس اجرا في كل طاعة اكثرهم لله ذكرا فيها فاعظم الناس اجرا في الصلاة اكثرهم ذكرا لله في صلاتهم واعظم الناس اجرا في الصيام اكثرهم ذكرا لله في صيامهم واعظم الناس اجرا في الحج اكثرهم ذكرا لله في حجهم وهكذا قل في كل الطاعات وهذا مما يبين المكانة العلية والمنزلة الرفيعة لذكر الله سبحانه وتعالى ولهذا تكاثرت الايات وتنوعت الدلائل في القرآن والسنة حثا على الذكر وترغيبا فيه وبيانا لفضله وذكرا لثواب اهله عند الله سبحانه وتعالى وتحذيرا من ضده وهو الغفلة وبيان الثمار وبيان الثمار والاثار التي يجنيها الذاكرون في الدنيا والاخرة وقد سمعنا في صلاتنا آآ صلاة المغرب قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وهذه الاية فيها امر الله امر الله لعباده بذكره بالكثرة اذكروا الله ذكرا كثيرا هذا امر للذكر بالكثرة اي اكثروا من ذكر الله وكونوا من المكثرين من ذكر الله ثم ذكر الثواب اذكروا الله ذكرا كثيرا هو الذي يصلي هذا الثواب هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور فهذا ثواب كثرة الذكر ان الله سبحانه وتعالى يصلي على الذاكرين وصلاة الله على الذاكرين هي ثناؤه عليهم في الملأ الاعلى بناؤه جل وعلا عليهم في الملأ الاعلى من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم يذكرهم جل وعلا في الملأ الاعلى وهذا شرف وفضل اعظم به من شرف وفضل ان يفوز العبد بذكر الله تبارك وتعالى له وبثنائه سبحانه وتعالى عليه وقد جاء في الحديث القدسي المخرج في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قسمت الصلاة اي الفاتحة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فاذا قال العبد الحمد لله قال الله حمدني عبدي فاذا قال العبد الرحمن فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي فاذا قال العبد الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي فاذا قال العبد مالك يوم الدين قال الله مجدني عبدي تنظر هذا الذكر من الله سبحانه وتعالى لعبده في الملأ الاعلى. حمدني عبدي اه اثنى علي عبدي مجدني عبدي هذا ذكر من الله سبحانه وتعالى لعبده وثناء عليه في الملأ الاعلى قال هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وهذه ثمرة عظيمة من ثمرات آآ صلاة الله سبحانه وتعالى على عبده وايضا صلاة الملائكة علي وان الله سبحانه وتعالى يخرج العبد من الظلمات الى النور بمعنى انه كلما ازداد ذكرا لله ازداد بعدا عن الظلمات وازداد حظوة بالنور. ولهذا النور ولهذا الذكر نور للذاكر ولهذا الذكر نور للذاكر وظياء لقلبه وبرهان على صلاح نفسه واستقامة واستقامة قلبه وبراءة له من النفاق لان الله سبحانه وتعالى وصف المنافقين بانهم لا يذكرون الله الا قليلة وصفهم بانهم بانهم لا يذكرون الله الا قليلا ولهذا في الاية او في السورة التي آآ خصت لبيان المنافقين وكشف حالهم المعروفة بسورة المنافقون في اثناء هذه الاية امر الله بالذكر والمحافظة عليه امر الله بالذكر والمحافظة عليه. يا ايها الذين امنوا آآ هل ادلكم على هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم تؤمنون آآ قال الله سبحانه وتعالى في اثناء سورة المنافقون آآ يا ايها الذين امنوا نعم قال يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله اشار اهل العلم الى ان مجيء هذا التوجيه العظيم من الله سبحانه وتعالى في هذا السياق الذي يحذر فيه من المنافقين وصفات المنافقين مجيء هذا في هذا السياق قوله لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله فيه التنبيه الى ان حال المنافقين انهم لا يذكرون الله الا قليلا وان من حافظ على الذكر كان ذلك براءة له من النفاق ولهذا لما سئل علي رضي الله عنه عن قوم قيل اهم منافقون؟ قال هؤلاء يذكرون الله والمنافقون لا يذكرون الله الا قليلا فذكر الله ذكر الله عز وجل فيه امان باذن الله عز وجل العبد من النفاق ومن طرائق المنافقين ولهذا ينبغي على العبد ان يحرص على ذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة اذا حرص على ذلك فاز بثواب الله العظيم وموعوده الكريم الذي اعده الله سبحانه وتعالى للمكثرين من ذكره قال والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما وكان من الذين اثنى الله عليهم بقوله سبحانه ان في خلق السماوات والارض لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا آآ باطلا سبحانك فقنا عذاب النار سنة النبي عليه الصلاة والسلام تكاثرت فيها الدلائل والشواهد في بيان فضل الذكر وعظيم اجره عند الله سبحانه وتعالى وجاء في حديث رواه الترمذي وغيره ان النبي عليه الصلاة والسلام قال الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وخير لكم من انفاق الذهب والورق يعني خير لكم من انفاق الذهب والفضة وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضرب اعناقهم ويضرب اعناقكم قلنا بلى يا رسول الله قال ذكر الله قال ذكر الله وهذا فيه دلالة ظاهرة على شرف الذكر وعظيم مكانته ورفيع منزلته وكثرة ثوابه وانه كما تقدم مقصود العبادات الدينية ومنزلة الذكر في العبادات الدينية المنزلة العلية والدرجة الرفيعة لان العبادات انما شرعت لاجل اقامة ذكر الله سبحانه وتعالى والذكر معاشر الاخوة الكرام عبادة من اعظم العبادات وقربة من اجل القرب ونحن نعلم ان العبادات كلها لا يقبلها الله سبحانه وتعالى الا اذا كانت خالصة لله مطابقة لسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ولهذا قال اهل العلم الذكر شأنه شأن كل عبادة مبناه على التوقف والاتباع فواجب على كل ذاكر ان يقصد بالذكر التقرب الى الله سبحانه وتعالى وان يكون الذكر مطابقا للسنة وهذان شرطان لا قبول لاي عمل من الاعمال اي الذكر وغيره الا بهما الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فمن اكثر من الاذكار من اكثر من الاذكار الشرعية المأثورة ولكنه قصد باكثاره منها مرآة الناس وقصد بذلك ثناء الناس وقصد بذلك السمعة فهذا لا يقبل الله منه ذكره ولو كان ذكره تلاوة للقرآن ولو كان ذكره بالكلمات الاربع التي هي احب الكلام الى الله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. لا يقبل الله منه ذلك وقد جاء في الحديث ان اول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة وذكر منهم رجل قرأ القرآن ليقال قارئ فيقال له يوم القيامة وقد قيل فذكر الله بتلاوة القرآن ذكر الله بالتسبيح والتحميد والتهليل وغير ذلك لا يكون مقبولا عند الله ولو كثر وتعدد لا يكون مقبولا عند الله الا اذا قصد به وجه الله سبحانه وتعالى قال عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. وقال جل وعلا الا لله الدين الخالص وفي الحديث القدسي قال الله سبحانه وتعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه اي يترك العمل للشريك الذي جعل مع الله واذا ترك العمل للشريك هل الشريك بيده ثواب؟ هل بيده عطاء؟ هل بيده اجر قال تركت وشركه ولهذا جاء في بعض الروايات للحديث قال انا خير الشريكين او انا اغنى الشريكين او خير الشريكين من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه يعني يترك العمل للشريك لا يقبل الله منه شيئا فالله سبحانه وتعالى لا يقبل العمل الا اذا قصد به وجه الله سبحانه وتعالى بحيث لا يبتغي به الا الله ولهذا سيأتي معنا ان من اداب الذكر ان يكون دون الجهر بالقول بمعنى ان يكون مخافته بين العبد وبين ربه بين العبد وبين ربه يأتي به مخافة بينه وبين الله سبحانه وتعالى ويحرص ان ان تكون ان يكون ذكره لله خفيا ويكون بينه وبين الله سبحانه وتعالى يرجو به ثواب الله. اما اذا تصنع والعياذ بالله الذكر وتظاهر به ورأى به الناس وقصد به محمدة الناس وثنائهم فهذا لا يقبل الله عز وجل منه ذكره آآ لا يقبل الله منه ذكره لانه فقد شرط الاخلاص والاخلاص شرط واساس لا قبول لاي عمل من الاعمال الا به والامر الاخر هو المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام بحيث يكون اه الذاكر مقتفيا اثار الرسول عليه الصلاة والسلام بالذكر في صفته في اعداده ان كان له عدد في الفاظه الى غير ذلك مما جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه فاذا اختط الانسان لنفسه في ذكره لله جل وعلا طريقة ليست على طريقة الرسول او مسلكا ليس على مسلك الرسول عليه الصلاة والسلام فان الله عز وجل لا يقبله منه. ولهذا قال الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. اي مردود على صاحبه غير مقبول منه من عمل عملا عملا نكرة في سياق الشرط تفيد العموم والذكر من جملة الاعمال التي يتقرب بها الذاكر الى الله. فاذا كانت الاذكار ليست مشروعة ولا مأثورة ولا على هدي النبي عليه الصلاة والسلام فانها ترد على الذاكر ولو كثرت ولو امضى في الذكر آآ آآ الوقت الطويل والساعات الكثيرة لا يقبل الله سبحانه وتعالى منه ذكره. ولهذا قال اهل العلم رحمهم الله تعالى قالوا الذكر عبادة والعبادات مبناها على التوقف والاتباع بمعنى ان يتوقف الانسان فيها على ما جاء عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. والسلف رحمهم الله تعالى ورضي عنهم انكروا ما قد يقع من بعض الناس من اذكار اه وطرائق في الذكر لله سبحانه وتعالى بغير المأثور عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بل ان الصحابة رضي الله عنهم انكروا على من كان يذكر الله بالكلمات الاربع التي هي احب الكلام الى الله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر لما كان طريقتهم في ذكرهم لله بهذه الكلمات الاربع طريقة مخالفة للطريقة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهدها الصحابة من الرسول صلوات الله وسلامه عليه ونقف على لذلك على قصة عظيمة جدا رواها الامام الدارمي رحمه الله تعالى في كتابه اه اه السنن من حديث عمر ابن سلمة آآ رحمه الله تعالى آآ اه من طريق عمرو بن سلمة الهمداني قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود كنا نجلس على باب عبد الله ابن مسعود قبل صلاة الغداة يعني قبل صلاة الفجر ينتظرون عبد الله ابن مسعود ليخرج لصلاة الفجر فيخرجون معه قال كنا نجلس على باب عبد الله ابن مسعود قبل صلاة الغداة فاذا خرج مشينا معه الى المسجد فجاء ابو موسى الاشعري رضي الله عنه فقال اخرج اليكم ابو عبدالرحمن بعد فقلنا لا فجلس معنا حتى خرج فلما خرج قمنا اليه جميعا فقال له ابو موسى يا ابا عبد الرحمن اني رأيت في المسجد انفا امرا انكرته اريد ان نقف هنا وقفة عندما قال ابو موسى انفا انفا في المسجد متى في الثلث الاخير من الليل في الثلث الاخير من ليلة هؤلاء عباد في الثلث الاخير من الليل مجتمعين في المسجد على ماذا على ذكر الله بماذا؟ بسبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر في الثلث الاخير من الليل مجتمعين يقول انفا وهذا قبل صلاة الغداة يقول انفا اذا في الثلث الاخير من الليل مجتمعين في المسجد في بيت من بيوت الله فهم الان في مسجد هذي ننتبه لها وفي افضل الاوقات في الثلث الاخير من الليل يقول ولم ار والحمد لله الا خيرا رأيت امرا انكرته ولم ارى الا خيرا لانه رأى ذكر لله لكن يقول انكرته لان الطريقة التي كانوا يذكرون الله سبحانه وتعالى بها طريقة ليست معهودة في هدي النبي صلوات الله وسلامه عليه قال له فما هو؟ قال له ابن مسعود فما هو قال ان عشت فسترى ان عشت فسترى يعني سترى بعينك الذي رأيت قال رأيت في المسجد قوما حلقا يعني حلقات جلوس المسجد في حلقات جلوسا ينتظرون الصلاة اي صلاة الفجر في كل حلقة الرجل مجموعة من الحلقات في المسجد في كل حلقة الرجل وفي ايديهم حصى وفي ايديهم حصى فيقول كبروا مئة فيكبرون مئة يعني بصوت واحد جماعة فيقول هللوا مئة فيهللون مئة ويقول سبحوا مئة فيسبحون مئة قال ابن مسعود لابي موسى فماذا قلت لهم ماذا قلت لهم طالما قلت لهم شيئا انتظر رأيك قال افلا امرتهم ان يعدوا سيئاتهم افلا امرتهم ان يعدوا سيئاتهم القوم ماذا يفعلون حتى يقال لهم عدوا سيئاتهم يسبحون الله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وفي الثلث الاخير من الليل وعبدالله يقول له افلا امرتهم ان يعدوا سيئاتهم لماذا لان هذا تعبد لله بطريقة لم تشرع ولم تعهد والنبي عليه الصلاة والسلام اعظم الذاكرين واعظم المرغبين في ذكر الله سبحانه وتعالى ولم يعهد عنه امثال هذا الصنيع وفي في مثل هذه الطريقة التي عليها هؤلاء. قال افلا امرتهم ان يعدوا سيئاتهم وظمنت لهم الا يظيع من حسناتهم شيء ثم مضى ومضينا معه. حتى اتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال ما هذا الذي اراكم تصنعون ما هذا الذي اراكم تصنعون قالوا يا ابا عبدالرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح عصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح في زمن النبي عليه الصلاة والسلام الحصى موجود فلم يحضره للمسجد ليعد به التسبيح ولا ارشد الصحابة الى ان يحضروا المسجد ليعدوا به التسبيح قال حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قال فعدوا سيئاتكم فانا ظامن الا يظيع من حسناتكم شيء. ويحكم يا امة محمد وكلمة ويحك هذه يؤتى بها في مقام التهديد ويحكم يا امة محمد ما اسرع هلكتكم ما اسرع وقوعكم في الهلاك ويحكم يا امة محمد ما اسرع هلكتكم هؤلاء اصحاب نبيكم متوافرون هؤلاء اصحاب اصحاب نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون. وهذه ثيابه لم تبلى الصحابة موجودون وثياب النبي صلى الله عليه وسلم لم تبلى وانتم سارعتم الى هذه الهلكة وانيته لم تكسر ينبهم الى انهم قريبي الى انه قريب العهد في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ومع ذلك سارعوا الى مثل هذه الهلكة فكيف بمن يأتي في قرن متأخر من الزمان قال ويحكم يا امة محمد ما اسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون. وهذه ثيابه لم تبلى. وانيته لم تكسر. والذين نفسي بيده انكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم او مفتتحوا باب ضلالة والذي نفسي بيده انكم لعلى ملة اهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم او مفتتحوا باب ضلالة وهذا حقيقة تعيد عظيم نافع في رد البدع عندما يرد على انسان ببدعة ايا كانت يقال له هل هذا العمل من ملة محمد عليه الصلاة والسلام ان قال نعم يقال هات الدليل من سنته ان هذا من ملته وهديه عليه الصلاة والسلام. ان قال لا ليس من ملته ولكنه سيء حسن او عمل طيب او نحو ذلك يقال له انت مفتتح بهذا باب ضلالة لان النبي عليه الصلاة والسلام قال وكل بدعة ضلالة واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار قال والذي نفسي بيده انكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم او مفتتحوا باب ضلالة يا ابا عبد الرحمن ما اردنا الا الخير والله يا ابا عبدالرحمن ما اردنا الا الخير يعني لم نرد بهذا الصنيع ولا بهذا العمل الا الخير ما اردنا الشر ولا اردنا الباطل ولا اردنا الضلال انما اردنا الخير وهذه كلمة تأتي على لسان كل من يأتي بمحدثات الذي يأتي بالمحدثات اذا سئل عنها لا يقول انا اريد الشر بل يقول انا اريد الخير اريد التقرب الى الله اريد ثواب الله اريد اجر الله سبحانه وتعالى اريد النجاة من عقاب الله فقالوا يا ابا عبد الرحمن والله ما اردنا الا الخير فقال رضي الله عنه وكم من مريد للخير لن يصيبه وكم من مريد للخير لن يصيبه اي ان اصابة الخير لا تكون الا بموافقة امام الخير. محمد صلوات الله وسلامه عليه فاذا كان الانسان موافقا لهدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه سائرا على نهجه القويم صلى الله عليه وسلم فانه حينئذ يكون اه اه اصاب الخير اما اذا كان يعمل بما يمليه عليه هواه او تميل اليه نفسه او يسمعه من بعض اشياخه او نحو ذلك ولا يكون للعمل اي مستند او اي دليل من هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فان العمل اذا كان بهذه الصفة يرد على صاحبه ولا يقبل منه لان الله سبحانه وتعالى انما يقبل من الاعمال ما كان خالصا لوجهه موافقا لهدي نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه كذلك من فقه الذكر لله سبحانه وتعالى ان الذاكرة لله ينبغي عليه ان يكون ذكره لله قائما على اركان التعبد القلبية الثلاثة المطلوبة في كل عبادة والتي جمعها الله سبحانه وتعالى في قوله من سورة الاسراء اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا فذكر الله عز وجل في هذه الاية اركانا ثلاثة للتعبد الا وهي ان تكون العبادة قائمة على حب الله ورجاء ثوابه وخوف عقابه سبحانه وتعالى والذكر شأنه شأن كل عبادة. وهذه اركان للتعبد مطلوبة من العابد في كل عبادة يتقرب الى الله الله سبحانه وتعالى بها. فالذاكر عندما يذكر الله يذكر الله حبا لله سبحانه وتعالى ورجاء لثوابه سبحانه وتعالى وخوفا من عقاب عز وجل وقد جمعت هذه الاركان في سورة الفاتحة فان في قول الله عز وجل الحمد لله رب العالمين الحب لان الحمد هو الثناء مع الحب للمثنى عليه وللممدوح والرحمن الرحيم فيه الرجاء يرجون رحمته ومالك يوم الدين فيه الخوف ويخافون عذابه وبهذه الامور الثلاثة قال اياك نعبد اي نعبدك يا الله بالحب الذي دل عليه قوله الحمد لله رب العالمين وبالرجاء الذي دل عليه قوله الرحمن الرحيم وبالخوف الذي دل عليه قوله مالكي يوم الدين فهذه اركان عظيمة للتعبد مطلوبة من المسلم في كل عبادة وطاعة يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها. وهي يسميها اهل العلم اركان التعبد القلبية وهي مطلوبة في كل عبادة نأتي الى امر اخر في باب فقه اه الذكر لله سبحانه وتعالى واسلفت لكم ان الموضوع موضوع واسع وجوانبه واطرافه عديدة ولكنني اشير اشارات سريعة الى بعض مهمات هذا الموضوع وجوانبه العظيمة التي يحتاج الى التذكير بها والتنبيه عليها فمن الامور المتعلقة بفقه الذكر العناية باداب الذكر العناية باداب الذكر وذكر الله سبحانه وتعالى له ادابه التي ينبغي على الذاكر لله سبحانه وتعالى ان يعنى بها ليكون ذلك اعظم في اجره وثوابه وفوزه بموعود الله سبحانه وتعالى العظيم للذاكرين واداب اه الذكر واداب الذكر كثيرة والحديث عنها يطول لكنني ساتحدث عن سبعة اداب لذكر الله سبحانه وتعالى اجتمعت في اية واحدة اه من القرآن الكريم وهي اداب عظيمة ومهمة ينبغي على الذاكر لله سبحانه وتعالى ان يراعيها في ذكره لله عز وجل والاية هي قول الله سبحانه وتعالى واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولا تكن من الغافلين فهذه الاية عظيمة جدا في باب الذكر وبيان ادابه التي ينبغي على المسلم ان يتحلى بها وقد اجتمع في هذه الاية العظيمة المباركة سبعة اداب لذكر الله عز وجل الادب الاول مما اشتملت عليه هذه الاية الكريمة من اداب الذكر ان يكون الذكر في ان يكون ذكر العبد لربه في نفسه قال واذكر ربك في نفسك واذكر ربك في نفسك الذكر عندما يكون بهذه الصفة يكون ادخل في الاخلاص عندما يكون بهذه الصفة يكون ادخل في الاخلاص وادعى لتحقيق الاخلاص في الذكر لله سبحانه وتعالى والاخلاص كما تقدم اساس لقبول الاعمال كلها الذكر وغيره ولهذا قال الله عز وجل واذكر ربك في نفسك فاذا كان الذكر بهذه الصفة فانه ادخل في الاخلاص وابلغ في تحقيق العبد له والبعد عن المراءات سمعة ونحو ذلك من محبطات الاعمال ومبطلاتها الادب الثاني من اداب الذكر مما هو مستفاد من هذه الاية الكريمة ان يكون ذكرك لله سبحانه وتعالى تضرعا كما قال عز وجل واذكر ربك في نفسك تضرعا فان يكون بان يكون ذكرك لله على وجه التظرع وهو التذلل والخضوع لله سبحانه وتعالى والانكسار بين يديه عز وجل فيكون الذاكر في ذكره لله سبحانه وتعالى على هذه الحال. يذكر الله متضرعا بذكره الى الله اي متذللا خاضعا منكسرا بين يدي ربه سبحانه وتعالى الادب الثالث من اداب الذكر مما هو مستفاد من هذه الاية الكريمة ان يكون ذكرك لله خيفة قال عز وجل واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة مر معنا ان من اركان الذكر واركان كل عبادة ان تكون العبادة قائمة على الخوف وهذا هو معنى قوله خيفة ان تذكر الله خيفة اي تذكر الله عز وجل ذكر الخائف ذكرى الخائف الخائف من ماذا خائف من عقاب الله طائف من سخط الله خائف من النار خائف من ان ترد عليك اعمالك ومنها ذكرك لله سبحانه وتعالى ولهذا قال الله جل وعلا في ذكر صفات المؤمنين الكمل بسورة سورة المؤمنون قال والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون وجل اي خائفة خائفا من ماذا عائشة رضي الله عنها كما في المسند وغيره سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية قالت يا رسول الله اهو الرجل يزني ويسرق ويقتل ويخاف ان يعذب هل هذا المراد بقوله يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة ان يفعلون ما يفعلون من معاصي وادام واثام وكبائر وهم خائفون من ان يعذبهم الله عليها هل هذا المراد؟ قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ان لا يقبل ولكن الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ان لا يقبل. ولهذا هنا قال في الاية وخيفة. يعني تذكر الله وانت خائفا لا تقبل منه صلاتك الا يقبل منك صيامك الا يقبل منك ذكرك لله سبحانه وتعالى وهذه الصفة في الذكر هي صفة كمال في الذاكر لله سبحانه وتعالى عندما يكون ذكره لله عز وجل على هذه الحال يذكر الله خيفة فهذا كمال في ذكره لربه سبحانه وتعالى ولهذا دعا الله عبادة ان يذكروه على هذه الصفة الادب الرابع من الاداب المطلوبة في الذكر مما هو مستفاد من اه من من هذه الاية الكريمة مستفاد من قوله سبحانه وتعالى ودون الجهر من القول ودون الجهر من القول وهذا يستفاد منه آآ ادب من آآ من اداب الدعاء وهو ان الذكر كما انه يكون بالقلب اذكر ربك في نفسك كما هو مستفاد من كما انه يكون بالقلب ايضا يحرك اللسان بالذكر ما يقتصر الانسان في الذكر بان يكون يذكر الله بقلبه بل يحرك لسانه بذكر الله ولهذا قال دون الجهر من القول فقوله دون الجهر من القول يستفاد منه ان من ان من اداب الذكر ان يحرك الذاكر لسانه بالذكر ولهذا قال العلماء ومنهم ابن القيم في كتابه الوابل الصيب ان ذكر الله عز وجل على مراتب وهي ثلاث ثلاث مراتب ان يكون بالقلب واللسان معا وان يكون بالقلب وحده وان يكون باللسان وحده. واكمل مراتب الذكر واعلاها وارفعها شأنا ان يكون بالقلب واللسان بالقلب واللسان وهذان مستفادان من هذه الاية الكريمة فقوله سبحانه وتعالى ودون الجهر من القول يستفاد منه ادب من اداب الذكر وهو ان يحرك الذاكر لسانه بالذكر الادب الخامس من اداب الذكر العظيمة ايضا هو مستفاد من قوله ودون الجهر من القول ودون الجهر من القول هذا يستفاد منه ان من اداب الدعاء عدم رفع الصوت فيه عدم رفع الصوت فيه فقوله ودون الجهر من القول اي ليكن ذكرك لله سبحانه وتعالى بلسانك ولكن لا تجهر لا ترفع صوتك بل يكن ذكرك لله بلسانك مخافته بينك وبين الله سبحانه وتعالى الادب السادس من اداب الذكر مما هو مستفادة مما هو مستفاد من هذه الاية ان يعتني الذاكر بالاوقات المفضلة للذكر الاوقات المفضلة للذكر وافضل اوقات الذكر ولهذا قال بالغدو والاصال بالغدو والاصال وهذا فيه التنبيه الى العناية بهذين الوقتين الفاضلين لذكر الله سبحانه وتعالى. بالغدو والغدو اول النهار والاصال هو اخر النهار وفي السنة النبوية اذكار كثيرة معروفة عند اهل العلم باذكار طرفي النهار باذكار طرفي النهار فهناك اذكار يسن للمسلم ان يواظب عليها اذا اصبح واذكار يسن للمسلم ان يواظب عليها اذا امسى بالغدو والاصال فهذا فيه التنبيه على ان الذاكر ينبغي ان يعتني بهذين الوقتين الفاظلين العظيمين لاقامة ذكر الله سبحانه وتعالى وان يعتني في الوقت نفسه مأثور والثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما كان يذكر ربه سبحانه وتعالى به في هذين الوقتين الفاظلين اول النهار واخر النهار. وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سددوا وقاربوا وابشروا نعم سددوا وقاربوا وابشروا وعليكم الدلجة والدلجة يعني في في اخر الليل وايضا ذكر في في هذا الحديث عليه الصلاة والسلام الغدوة والروحة. ذكر عليه الصلاة والسلام في في هذا الحديث قدوة والروحة وشيء من الدلجة. والغدوة هي اول النهار والروحة هي اخر النهار وهما افضل الاوقات اقامة ذكر الله سبحانه وتعالى والى اه عظم هذين الوقتين واهمية ذكر الله سبحانه وتعالى بهما الاشارة في قوله سبحانه وتعالى في هذه الاية بالغدو والاصال الادب السابع من الاداب اداب الذكر العظيمة مما هو مستفاد من هذه الاية الكريمة الحذر من ضد الذكر وهو الغفلة ولهذا ختم الله سبحانه وتعالى هذه الاية الكريمة بقوله ولا تكن من الغافلين ولا تكن من الغافلين. فيحذر الانسان من الغفلة ومن اسبابها ومن ان يكون من اهلها والانسان تكون سلامته من الغفلة بالمواظبة على ذكر الله. وبالحرص على ذكر الله وبمجاهدة النفس على ذكر الله سبحانه وتعالى لتذهب عنه الغفلة ولان لا يكون من الغافلين وليكون باذن الله سبحانه وتعالى من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات الذين اعد الله سبحانه وتعالى مغفرة واجرا عظيما ايضا مما يتعلق بفقه هذا الباب باب الذكر لله سبحانه وتعالى ان العبد يحتاج بهذه العبادة وفي كل عبادة الى امرين عظيمين لابد منهما في جميع العبادات الا وهما بذل الاسباب بمجاهدة النفس والاستعانة بالله سبحانه وتعالى كما قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله فاذا اراد العبد لنفسه ان يكون من اهل الذكر من الذاكرين الله عز وجل الذين لهم الاجر العظيم والثواب الجزيل فعليه فعليه اولا ان يجاهد نفسه والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا يجاهد نفسه على الذكر ويمرن نفسه ويعودها على ذكر الله اذا اصبح يجاهد نفسه على اذكار الصباح اذا امسى يجاهد نفسه على اذكار المساء اذا اراد ان ينام يجاهد نفسه على اذكار النوم. اذا قام من نومه جاهد نفسه على الاذكار التي تشرع في القومة من النوم اذا صلى يجاهد نفسه على الاتيان باذكار الصلاة وافية كاملة. اذا فرغ من صلاته يجاهد نفسه على اه الاتيان بالاذكار المشروعة ادبار الصلوات. اذا خرج من بيته يجاهد نفسه على اذكار الخروج. اذا دخل بيته يجاهد نفسه على اذكار الدخول. اذا بقي في بيته يجاهد نفسه على الذكر في البيت ومثل البيت الذي يذكر فيه الله مثل الحي والبيت الذي لا يذكر فيه الله مثل ميت. فيجاهد نفسه على ذكر الله في كل مقام وفي كل مناسبة قياما وقعودا وعلى جنوبهم فيكون حياته مجاهدا لنفسه على اقامة ذكر الله عز وجل. هذا الاول الامر الثاني ان يستعين بالله لانك لا يمكن ان تكون من الذاكرين ولا ولا ان تكون من العابدين ولا ان تكون من الشاكرين ولا ان تكون من المصلين ولا ان تكون من الصائمين الا اذا اعانك الله سبحانه وتعالى على ذلك ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى يقول الله عز وجل ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. ولكن الله يزكي من يشاء ويقول الله عز وجل ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم ولهذا العبد يحتاج الى عون الله ليستطيع ان يذكر الله ليستطيع ان يصلي ليستطيع ان ان يعبد الله واذا لم يكن من الله عون للعبد لا يستطيع ان يذكر لا يستطيع ان يذكر الله ولهذا يقول معاذ ابن جبل رظي الله عنه اخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي وقال يا معاذ اني احبك وقال يا معاذ اني احبك فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وتأمل هنا لطيفة وهي ان النبي عليه الصلاة والسلام ارشد معاذ الى ان الى ان يقول دبر كل صلاة الى ان يقول دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وهذا فيه لفت انتباه الى ان اتيانك للصلاة وذكرك لله سبحانه وتعالى فيها هذا عون من الله لك لولا الله ما صليت ولولا الله لما كنت من الذاكرين. فاذا فرغت من صلاتك جدد الطلب جدد الطلب وجدد السؤال سؤال الله سبحانه وتعالى المعونة فاذا فرغت من الصلاة تقول في دبر صلاتك اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. يعني كما اعنتني على هذه الصلاة ووفقتني لها ولذكرك فيها اعني على اه العبادات التي استقبلها في اوقات القادمة لاكون فيها من الذاكرين من المصلين من الشاكرين من العابدين قال اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. لم يقل وعبادتك وانما قال وحسن عبادتك. وهذا فيه التنبيه الى ان العبادة اتكون مقبولة عند الله سبحانه وتعالى الا اذا كانت متصفة بالحسن كما قال الله عز وجل ليبلوكم ايكم احسن عملا قال الفضيل ابن عياض رحمه الله في معنى هذه الاية الكريمة قال ليبلوكم ايكم احسن عملا اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل. واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة. وبهذا اه نأتي الى اه خاتمة هذا اللقاء حول اه اه موضوع اه الذكر الذي هو من اعظم الاعمال واجلها واحبها الى الله سبحانه وتعالى. واسأل الله الكريمة رب العرش العظيم ان يرزقنا جميعا الاخلاص في الاعمال والاصابة والاتباع لسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وان يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته ان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها مع وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اعنا ولا تعن علينا. وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم واصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا واوقاتنا وازواجنا وذرياتنا واموالنا واجعل واجعلنا مباركين اينما كنا واخر دعوانا ان الحمد لله لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين