السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا يا ذا الجلال والاكرام واصلح لنا شأننا كله اللهم فقهنا في الدين ووفقنا لطاعتك يا ذا الجلال والاكرام واعذنا من الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن ايها الاخوة الكرام موظوعنا في هذه الليلة الطيبة في هذا المسجد المبارك موضوع عظيم عظيم للغاية يحتاج اليه كل مسلم ومسلمة الا وهو واجبنا نحو ما امرنا الله تبارك وتعالى به ما الذي يجب علينا نحو ما امرنا به في كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وبين يدي هذا الموضوع الجليل اذكر بامر يحسن التذكير به بين يدي هذا الموضوع الا وهو ايها الاخوة ان الله عز وجل لم يخلق هذا الخلق باطلا ولم يوجده عبثا ولعبا تنزه وتقدس ربنا عن ذلك بل خلق تبارك وتعالى الخلق بالحق وللحق قال الله تعالى خلق السماوات والارض بالحق تعالى عما يشركون ونزهها تبارك وتعالى نفسه في اية كثيرة من كتابه سبحانه عن ان يكون خلق هذا الخلق باطلا او اوجده لعبا قال الله عز وجل وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين كالفجار فبين سبحانه وتعالى ان هذا ظن الكافرين وعقيدة اهل الكفر يظنون ويعتقدون ان انهم انما خلقوا للهو واللعن والعبث وانهم انما خلقوا للباطن وان الله سبحانه وتعالى انما خلق هذه المخلوقات باطلا اي لا لحكمة ولا لغاية ولهذا قال ذلك ظنوا الذين كفروا اي هم الذين يظنون برب العالمين هذا الظن الاثم ويعتقدون فيه هذا الاعتقاد الباطل. ذلك ظن الذين كفروا ثم تهددهم قال فويل للذين كفروا من النار وقال جل وعلا في اية اخرى وما خلقنا السماء والارض وما بينهما لاعبين لو اردنا ان نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا ان كنا فاعلين وجاء في القرآن ثناء الله تبارك وتعالى على عباده المتقين واولياءه المؤمنين وحزبه المقربين اولي الالباب السليمة والعقول المستقيمة وانهم من اعمالهم او جلائل اعمالهم التفكر في خلق السماوات والارض التفكر في خلق السماء السماوات والارض والايمان الراسخ بانها لم تخلق باطلا ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا ما خلقت هذا باطلا اي لم توجد هذا الخلق وهذه الكائنات وهؤلاء الناس وهذه المخلوقات لم توجدها باطلة تعاليت وتنزهت وتقدست عن ذلك ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك. اي ننزهك ونقدسك يا ربنا قنا عذاب النار وتأمل هنا هذه الوسيلة العظيمة التي يتوسل بها اولو الالباب الى الله بان يقيهم عذاب النار فقنا عذاب النار يتوسلون الى الله بطلبهم الوقاية من عذاب النار يتوسلون الى الله بتنزيهه تبارك وتعالى من ان يكون خلق هذه المخلوقات باطلا ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار وهذه وسيلة عظيمة يتوسل بها اهل الايمان الى الله تبارك وتعالى بان يقيهم من عذاب النار وفي هذا سر عظيم يحسن التنبه له الا وهو ان هذه العقيدة عقيدة اهل الايمان بان الله لم يخلق هذا الخلق باطلا لها اثرها عليهم باعمالهم في اخلاقهم في سلوكهم في عباداتهم وفي الوقت نفسه عقيدة اهل الكفر ان هذه المخلوقات خلقت باطلة لها اثرها عليهم في اعمالهم واخلاقهم وعباداتهم وسلوكهم فالمؤمن الذي يؤمن بان هذا الخلق لم يخلق باطلا ولم يوجد عبثا ايمانه هذا يجعله يجد ويجتهد وينشط فيما خلق له واوجد لتحقيقه ومن يعتقد ان هذه المخلوقات خلقت باطلة ويظن هذا الظن فان عقيدته وظنه توقعه في اعظم الردى واشد الهلاك في دنياه واخراه ولهذا كان من اعظم الوسائل الى الله تبارك وتعالى في طلب الوقاية من النار الايمان الراسخ لان الله لم يخلق هذا الخلق باطلا بل خلقه بالحق وللحق مما يثمر في المؤمن عملا صالحا وطاعات زاكية وحسن تقرب الى الله تبارك وتعالى والكفار الذين ظنوا بالله هذا الظن الاثم المساري اليه لقول الله تبارك وتعالى ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار تهددهم الله بالنار يوم القيامة تهددهم الله تبارك وتعالى بالنار يوم القيامة ودخول جهنم والخلود فيها ابد الاباد ولهذا اذا دخلوا النار يوم القيامة اذا دخلوا النار يوم القيامة وذاقوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب وضاقت به ملحيل يقول الله تبارك وتعالى لهم وهم في النار افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا اله الا هو رب العرش الكريم هذا كلام يقوله الله تبارك وتعالى يوم القيامة لاهل النار وهم في النار واذا تأملت السياق الذي وردت فيه هذه الاية من خواتيم سورة البقرة ادركت ذلك لان الله سبحانه وتعالى ذكر حال الناس يوم القيامة حين يقومون لرب العالمين وحين يقدمون على الله تبارك وتعالى وانهم ينقسمون الى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير وبين تبارك وتعالى حال كل منهما في ايات عظيمات قال الله تبارك وتعالى فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون تلفحوا وجوههم النار وهم فيها كالحون الم تكن اياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا اخرجنا منها اي من النار ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون. قال اخسئوا فيها قال اخسئوا فيها ولا تكلمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون انه كان فريق من عبادي يقولون ربنا امنا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى انسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون اني جزيتهم اليوم بما صبروا انهم هم الفائزون قال اي الله كم لبثتم في الارض عدد سنين والخطاب للكفار اهل النار كم لبثتم في الارض عدد السنين كم مدة بقائكم في الدنيا قال كم لبثتم في الارض عدد سنين؟ قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فاسأل العادين اسأل الملائكة الذين كانوا يعدون علينا الايام والاعمال والاوقات ويكتبون قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فاسأل العابدين قال ان لبتم الا قليلا لو انكم كنتم تعلمون افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون فهذا كلام يقوله الله تبارك وتعالى لاهل النار وهم في النار افحسبتم انما خلقناكم عبثا اي لا لحكمة ولا لغاية اهكذا ظنكم برب العالمين انه انه يخلق الخلق ويوجد هذه الكائنات عبثا لا لحكمة ولا لغاية هذا قول للمفسرين في معنى هذه الاية وقول اخر افحسبتم انما خلقناكم عبثا اي للعبث اي اظننتم واعتقدتم انكم انما خلقتم لاجل ان تعبثوا وتلعبوا لاجل هذا خلقكم الله افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون فتعالى الله اي تنزه وتقدس عن ذلك فتعالى الله الملك الحق. الحق اسم من اسماء الله ولهذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام كان يقول اذا تهجد لقيامه لليل يقول انت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق قال انت الحق قال الله جل وعلا ذلك بان الله هو الحق قال جل وعلا له دعوة الحق قال فتعالى الله الملك الحق لا اله الا هو اي لا معبود بحق سواه لا اله الا هو رب العرش الكريم ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون وقل رب اغفر وارحم وانت خير الرحمين. نسأل الله ان يغفر لنا وان يرحمنا اجمعين رب اغفر وارحم وانت خير الراحمين ايضا مما بينه الله تبارك وتعالى في القرآن في هذا الامر العظيم قوله جل وعلا ايحسب الانسان ان يترك سدى ايحسب الانسان ان يترك سدى ايظن ويعتقد ان يترك سدى قيل اي لا يؤمر ولا ينهى هذا قول وقيل سدى اي لا يبعث يوم القيامة قال ابن كثير رحمه الله والاية تحتمل المعنيين ايحسب الانسان ان يترك سدى اي لا يؤمر ولا ينهى ايحسب الانسان ان يترك سدى اي لا يبعث يوم القيامة هذا لا يكون بل خلق الله تبارك وتعالى الانسان ليأمره وينهاه ثم انه تبارك وتعالى يبعث الناس يوم القيامة ويقومون بين يدي رب العالمين ليجازي المحسن المحسن باحسانه والمسيء باساءته وهيهات ان يسوي رب العالمين بين محسن ومسيء بين بر وفاجر بين مطيع وعاصي ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين كالفجار لا يكون هذا لا يكون هذا امر ينزه عنه ربنا تبارك وتعالى ايها الاخوة الكرام هذه الايات ونظائرها في كتاب ربنا عز وجل فيها ايقاظ للقلوب وتبصرة للناس فيها تنبيه للغافل وتذكير للمؤمن فيها بيان لحقيقة عظيمة ينبغي ان تكون حاضرة في الذهن ان تكون حاضرة في الذهن كي لا تمضي بالانسان سنونه وايامه اوقاته في الضياع والباطل فالانسان لم يخلق للباطل ولم يوجد للعبث واذا ادرك المسلم هذا الامر واستحضره وايقن انه مخلوق ليؤمر وينهى خلقه الله تبارك وتعالى ليأمره وينهاه فما الذي يجب عليه تجاه او نحو ما امره الله به ونحو ما نهاه الله عنه وهذا موضوع الحديث في هذا اللقاء الواجب على كل مسلم ومسلمة نحو ما امر ما امره الله تبارك وتعالى به امور سبعة امور سبعة عظيمة تجب علينا نحو كل ما امرنا الله تبارك وتعالى به جميع الاوامر وايضا تجب علينا نحو جميع النواهي فكل ما امرنا الله به وكل ما نهانا الله عنه يجب علينا نحوه امور سبعة لابد منها نعتني بها حفظا وفهما وتطبيقا وقد بين هذه الامور السبعة بيانا عظيما ووضحها توظيحا نافعا الامام المجدد شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله وغفر له امور عظام يجب على كل مسلم ان يعرفها وان يعيها وان يطبقها نحو كل ما امر ما امرنا الله تبارك وتعالى به اما الامر الاول فيما يجب علينا نحو ما امرنا الله تبارك وتعالى به هو ان نتعلمه. وهذا اول واجب وبه يبدا ان نتعلمه ولهذا قال الله تبارك وتعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فبدأ بالعلم قبل القول والعمل ومن لم يتعلم ما امره الله تبارك وتعالى به ولم يتعلم ما نهاه الله تبارك وتعالى عنه كيف يفعل المأمور وكيف يترك المنهي كما يقال فاقد الشيء لا يعطيه كما يقال كيف يتقي من لا يدري ما يتقي ولهذا اول واجب علينا نحو ما امرنا الله تبارك وتعالى به ان نتعلمه ولهذا جاءت الايات الكثيرة والاحاديث العديدة عن رسولنا صلى الله عليه وسلم في في الحظ على العلم والحث عليه الترغيب فيه وبيان فضله وذكر فوائده وثماره واثاره ومن ذلكم قول نبينا عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة قوله عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وقد صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه كان يقول كل يوم بعد صلاة الصبح اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا يسأل الله تبارك وتعالى كل يوم قد قال الله له في القرآن وقل رب زدني الما واول اية نزلت عليه اقرأ امر بالقراءة والتعلم وطلب العلم ولاحظ هنا في هذا الدعاء بدأ عليه الصلاة والسلام بالعلم النافع قبل الرزق الطيب وقبل العمل الصالح او العمل المتقبل لان العلم النافع هو الذي يميز به المسلم بين الرزق الطيب والخبيث وبين العمل الصالح وغير الصالح ومن لم يكن عنده علم نافع كيف يميز بين حق وباطل وطيب وخبيث قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى ام من يمشي سويا على صراط مستقيم فاذا العلم اساس عظيم ومطلب جليل يجب على كل مسلم ومسلمة ان يحرص عليه ولهذا نصح العلماء ان يكون للمسلم حظ من العلم في ايامه كلها يحرق الا تغيب عليه شمس يوم لا يحصل فيه علما العلم مطلوب منك يوميا ودليل ذلك واضح في دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم كل يوم بعد صلاة الصبح اللهم اني اسألك علما نافعا ولهذا ينبغي ان يكون في برنامج المسلم اليومي طلب العلم وان يكون له حظ من التعلم وطلب العلم بايامه لا يفوت ومن نعمة الله علينا في هذا الزمان ان وسائل تحصيل العلم قد فضلت في سيارتك تسمع الموعظة النافعة المحاضرة المفيدة الكلام المسدد الفتاوى تسمع كلام الله تسمع بيان اياته واحديث رسوله عليه الصلاة والسلام تسمع الاذاعة المباركة اذاعة القرآن الكريم وهي جامعة للعلم وافاد منها خلق كثير في العالم لا يحصيهم الا الله جل وعلا يحرص المسلم ان يكون له في ايامه نصيب من العلم وهذا الجهاز الذي اكرمه اكرمك الله به في سيارتك جهاز التسجيل والمذياع اياك ان تشغله في باطل اياك ان تستعمل هذه النعمة العظيمة في باطل وفي حرام بل تستفيد من هذه الوسيلة المفيدة في تحصيل العلم ومن الناس من انهى كتبا او انهى دراسة كتب وسماع كتب بصراحات اهل العلم في في سيارتي في اسفاره اصلوا علما الزمن الاول لم تكن هذه الوسيلة مهيئة هذه نعمة من نعم الله تبارك وتعالى التي انعم بها علينا الشاهد ان اول واجب علينا نحو ما امرنا الله تبارك وتعالى به العلم التعلم معرفة الامر معرفة النهي امرنا الله بالتوحيد نتعلم التوحيد وهو اعظم شيء امرنا الله به امرنا بالصلاة ويعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين نتعلم الصلاة بشروطها اركانها واجباتها الم يقل نبينا عليه الصلاة والسلام صلوا كما رأيتموني اصلي كيف يصلي المسلم كما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون ان يطلب علما وهكذا قلت الصيام في الزكاة في عموم الطاعات يجتهد المسلم بتعلم ما امره الله تبارك وتعالى به ومن العلم ما هو فرض ارض عين يجب على كل مكلف الامر الثاني مما يجب علينا نحو ما امرنا الله تبارك وتعالى به ان نحبه ان نحبه ان يعمر قلوبنا بمحبته والمحبة وهي في القلب سائق الى كل خير وداعية الى كل فضيلة قد قال عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب ولهذا ينبغي على المسلم ان يعمر قلبه دائما وابدا بمحبة الله ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبة شرع الله ويحرك هذه المحبة ويقويها ويوسع مساحتها في قلبه يحب الصلاة يحب الصيام يحب البر الصلة الاحسان يحب الصدق يكره المحرمات والاثام والفواحش اذا كان القلب محبا لله مبغضا لله صلحت حال الانسان من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان اوثق عور الايمان الحب في الله والبغض في الله ولهذا يحتاج المسلم دائما ان يقوي في في قلبه محبة الله ومحبة رسوله عليه الصلاة والسلام ومحبة شرعه وان يبذل الاسباب التي تمكن هذه المحبة في قلبه ونحاول ان يبعد عن قلبه مرضه وزيغه وغفلته يجتهد الان والعياذ بالله بسبب زيغ القلب ومرضه تجد بعض الناس لا لا يقبل قلبه على امور الخير ولا ينشرح لها ولا يسعد بسماعها ويتظايق من ذكرها واذا دعي الى الباطل اقبل اقبلت نفسه و اتجه اليها قلبه وتطلع اليها وربما يقول نفسي ما ترتاح لكذا من الخيرات ومن الطاعات وقلبي لا منقبض هذا مرض هذا زيغ في القلب ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا هذا شيخ ومرض في القلب لهذا يحتاج العبد ان ان يجاهد نفسه على عمارة قلبه محبة محبة الله ومحبة دينه ومحبة شرعه محبة الاوامر واذا وجدت هذه المحبة صلح صلحت حال الانسان ومن عظيم الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهو ثابت عنه اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني الى حبك هذه الدعوة يدعو بها المسلم ويكررها في حياته وايضا يبذل الاسباب التي تقوي وتوسع مساحة المحبة لله ولرسوله ولدينه في قلبه واذا كان القلب محبا للخيرات اقبل عليها وسعى في فعلها والقيام بها الامر الثالث مما يجب علينا نحو ما امرنا الله تبارك وتعالى به هو ان نعزم على فعله علمته واحببته اعقد في قلبك العزم احضر في قلبك النية المصممة و اجتهد في ان تكون عندك ارادة قوية نحو ما امرك الله به احببته علمته واحببته فاعقد في قلبك عزما على فعله ومن عظيم الدعاء الثابتة عن نبينا صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك العزيمة على الرشد العزيمة على الرشد والغنيمة من كل بر واسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك الى اخر الدعاء قد قال النبي عليه الصلاة والسلام لشداد ابن اوس اذا اجتنب الناس الدراهم والدنانير فاكتنز هذا الدعاء اللهم اني اسألك العزيمة على الرشد والغنيمة من كل بر واسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك واسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك واسألك قلبا سليما ولسانا صادقا واسألك من خير ما تعلم واعوذ بك من شر ما تعلم واستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب هذا كذب كنز من اثمن الكنوز وانفسها والشاهد منه اللهم اني اسألك العزيمة على الرشد ابن القيم في مفتاح دار السعادة يقول هذا الدعاء اعظم الدعاء اللهم اني اسألك العزيمة على الرشد والغنيمة من كل بر اذا اعطاك الله عز وجل هذا المطلب فزت بسعادة الدنيا والاخرة وتأمل قوله هنا اسألك العزيمة على الرشد قد يعرف الانسان الرشد قد يعرفه وقد يحبه لكن تكون عزيمته ماذا قد يعرف الانسان الرشد نعرفه على سبيل المثال قد يعرف الصلاة ومكانتها. هو يحب الصلاة يعرف ان الصلاة ترتب عليها من الخيرات العظيمة والاثار والثمار في الدنيا والاخرة الشيء الكثير ويعرف عقوبة تارك الصلاة واذا سألته عن الصلاة ومكانتها في نفسه يقول يحبها ولا ابغضها لكن عزيمته ما هي ضعيفة فاجرة بعض الناس يعرف مكانة الصلاة ويعرف قيمة الصلاة وفي قلبه محبة للصلاة لا يبغضها لا يكرهها لكن عزيمته فاترة قال اللهم اني اسألك العزيمة على الرشد كثير من الناس يوعظون ويذكرون ويسمعون من التبكير والوعظ ولكن العزيمة ذاكرة ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا اذا الانسان يحتاج بعد معرفته بالمأمور ومحبته له يحتاج الى ماذا العزيمة ولاحظ هنا ان العزيمة منة الله منة الله تبارك وتعالى على من شاء من عباده. ولهذا اطلبها من الله اطلب من الله سبحانه وتعالى العزيمة على الرسل اسأله ان يعينك اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اطلب من الله اذا كانت عزيمتك فاترة همتك متدنية اطلب من الله اصدق مع الله تبارك وتعالى في الطلب وهو تبارك وتعالى يجيب من دعاه ولا يخيب من ناداه سبحانه وتعالى فهذا الامر الثالث الامر الرابع العمل علمت واحببت وعزمت اعمل اعمل وواظب على العمل وكل عمل تأتي به في وقته وتواظب عليه في ساعته واياك والتسويف والتأجيل بل تبادر الى الاعمال وتسارع اليها سارعوا الى مغفرة من ربكم فيبادر العبد بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم يبادر الانسان ويسارع واذا جاء وقت العمل لا يؤجل سئل عليه الصلاة والسلام اي العمل احب الى الله؟ قال الصلاة لوقتها اذا جاء وقت الصلاة يترك كل شيء ويبادر اليهم وهكذا كل طاعة يبادر ويسارع اليها ويعود نفسه على المواظبة على الاعمال والعناية بالعبادات والطاعات قد مر معنا في دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا وفي رواية وعملا صالحا وايضا جاء في حديث معاذ اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ومر معنا في حديث شداد اللهم اني اسألك قال اللهم اني اسألك اه وحسن اللهم اني اسألك وحسن عبادتك قال اللهم اني اسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك واسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك حسن العبادة فالشاهد هذا الامر الرابع الامر الرابع وليحذر الانسان من الصواد والصوارف والملهيات والشواغل يحذر عن كل امر يصرفه عن العمل ويشغله عن الطاعة التي خلق لاجلها اوجد لتحقيقها. والله يقول وما خلقت الجن والانس الا ليعبدوه الامر الخامس ان يقع العمل خالصا صوابه ان يقع العمل خالصا صوابا خالصا لله صوابا على السنة قد قال الله تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا لابد في العمل من اتصافه بالحسن ولهذا قال في الدعاء حسن عبادتك لابد ان يتصف بالحسن ولا يكون متصفا بالحسن الا بالاخلاص والمتابعة ولهذا قال الحسن ولهذا قال الفضيل بن عياض رحمه الله لقوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصابه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالص صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة فاذا العبد اذا علم واحب وعزم وعمل يحرص ان ان تكون اعماله خالصة لله وان تكون في الوقت نفسه طوابا على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فان العمل ان لم يكن خالصا لا يقبله الله ولو كان كثيرا قال الله تعالى في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه واذا لم يكن العمل صوابا على السنة لم يقبله الله قال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فالعمل ولو كان كثيرا لا يقبل الا اذا كان خالصا للمعبود موافقا لهدي الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه الامر السادس مما يجب علينا نحو ما امرنا الله تبارك وتعالى به ان نحذر من مبطلات الاعمال ومحبطات الاعمال علمت احببت عزمت عملت وجئت بالعمل خالصا صوابا احذر بعد بعد ذلك من محبطات الاعمال ومبطلات الاعمال ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون احذر ان تأتي بامر يحبط عملك ويبطله فان من الناس من يأتي يوم القيامة ويرج عليه عمله وتكون اعماله باطلة واعظم مبطل للاعمال هادم لها الشرك بالله قال الله تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين فيحذر الانسان من مبطلات الاعمال ومما يبطل العمل الرياء والسمعة ان ان يأتي بالعمل على وجه المراءات او السمعة والذكر عند المخلوقين لا تكون نيته في العمل خالصة لله تبارك وتعالى فالشاهد ان العبد يجب عليه ان يحذر من مبطلات الاعمال ثم الامر السابع مما يجب علينا نحو ما امرنا الله تبارك وتعالى به وهو الاخير الثبات يحرص الانسان على الثبات على الحق والهدى والاستقامة على دين الله الى الممات قال سفيان ابن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك؟ قال قل امنت بالله ثم استقم فيحرص الانسان على الاستقامة والثبات على دين الله ويسأل الله تبارك وتعالى دوما ان يثبته قال الله تعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويجب على المسلم ان يخاف من سوء الختام يقول عليه الصلاة والسلام ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار يدخلها ولهذا كان السلف يخافون من السوابق والخواتيم السوابق اي ما سبق له في علم الله والخواتيم اي ما يختم عليه بايامه الاخيرة ولحظاته الاخيرة التي يودع فيها الدنيا قد قال عليه الصلاة والسلام من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة ولهذا يحتاج المسلم دوما وابدا ان يسأل ربه تبارك وتعالى ان يثبته ودوما يسأل الله تبارك وتعالى ان لا يزيغ قلبه يقول تقول ام سلمة رضي الله عنها كان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت قلت يا رسول الله او ان القلوب لتتقلب قال ما من قلب الا هو بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء فان شاء اقامه وان شاء ازاغه وجاء في الصحيحين ان نبينا صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تظلني انت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون وكان في كل مرة يخرج فيها من بيته يقول صلوات الله وسلامه عليه اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او اذل او اذل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي الشاهد ان العبد يدعو ربه تبارك وتعالى الا يضله الا يزيغه يدعو ربه تبارك وتعالى ان يثبت قلبه على الايمان ويأخذ باسباب الثبات والاستقامة ومن ذلكم ان يحرص دوما وابدا على اصلاح سريرته يحرص دوما وابدا على اصلاح سريرته واصلاح باطنه بينه وبين الله ولهذا قال اهل العلم لا يعرف ان من صلحت سريرته وحسنت عقيدته بينه وبين الله ان يختم له بخاتمة نقل ذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه الجواب الكافي عن بعض اهل العلم وشاهدوا ذلك في الحديث في بعض رواياته قال عليه الصلاة والسلام ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس قال فيما يبدو للناس اذا السريرة يكون فيها شيء ولهذا الانسان في اصلاح سريرته وتنقيتها بالاخلاص بالصدق بالمحبة بالخير ايضا يبعد عن قلبه الغل والحقد دفائن القلوب وسخائم النفوس وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام واسن سخيمة صدورنا فيصبح الانسان باطنة ويدعو ربه تبارك وتعالى ان يثبته على الحق والهدى وان يحييه مسلما وان يتوفاه مؤمنا وان يصلح له دينه الذي هو عصمة امره ان يصلح له دنياه التي فيها معاشه وان يصلح له اخرته التي فيها معاده وان يجعل الحياة زيادة له في كل خير والموت راحة له من كل شر وفي هذا المعنى دعوات كثيرة عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه فهذه ايها الاخوة الكرام امور سبعة تجب علينا نحو ما امرنا الله تبارك وتعالى به وكما قدمت بين هذه الامور ووظحها وجمعها الامام المصلح المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وفيما يلي اقرأ عليكم نص كلامه الى تمامه ولنتأمله فانه عظيم الفائدة. قال رحمه الله تعالى اذا امر الله العبد بامر وجب عليه فيه سبع مراتب الاولى العلم به الثانية محبته الثالثة العزم على الفعل الرابعة العمل الخامسة كونه يقع على المشروع خالصا صوابا السادسة التحذير من فعل ما يحبطه السابعة الثبات عليه قال اذا عرف الانسان ان الله امر بالتوحيد ونهى عن الشرك او عرف ان الله احل البيع وحرم الربا او عرف ان الله حرم اكل مال اليتيم واحل لوليه ان يأكل بالمعروف ان كان فقيرا وجب عليه ان يعلم المأمور به ويسأل عنه الى ان يعرفه ويعلم المنهي عنه ويسأل عنه الى ان يعرفه واعتبر ذلك بالمسألة الاولى وهي مسألة التوحيد والشرك اكثر الناس علم ان التوحيد حق والشرك باطل ولكن اعرض عنه ولم يسأل وعرف ان الله حرم الربا وباع واشترى ولم يسأل وعرف تحريم اكل مال اليتيم وجواز الاكل بالمعروف ويتولى مال اليتيم ولم يسأل المرتبة الثانية محبة ما انزل الله وكفر من كرهه لقوله ذلك بانهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم فاكثر الناس لم يحب الرسول صلى الله عليه وسلم بل ابغضه وابغض ما جاء به ولو عرف ان الله انزله المرتبة الثالثة العزم على الفعل وكثير من الناس عرف واحب ولكن لم يعزم خوفا من تغير دنياه المرتبة الرابعة العمل وكثير من الناس اذا عزم او عمل وتبين عليه من يعظمه من شيوخ او غيرهم ترك العمل المرتبة الخامسة ان كثيرا ممن عمل لا يقع خالصا فان وقع خالصا لم يقع صوابا المرتبة السادسة ان الصالحين يخافون من حبوق الاعمال لقوله تعالى ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون وهذا من اقل الاشياء في زماننا المرتبة السابعة الثبات على الحق والخوف من سوء الخاتمة لقوله صلى الله عليه وسلم ان منكم من يعمل بعمل اهل الجنة ويختم له بعمل اهل النار وهذه ايضا من اعظم ما يخاف منه الصالحون وهي قليل في زماننا فالتفكر في حال الذي تعرف من الناس في هذا وغيره يدلك على شيء كثير تجهله والله اعلم فهذه ايها الاخوة الكرام رسالة عظيمة ومشتملة على فائدة جليلة وكبيرة يحتاج اليها كل مسلم وهي من بيان وايظاح وجمع هذا الامام رحمه الله وغفر له واسكنه جنات جنات النعيم وجزاه عن المسلمين خير الجزاء ولي على هذه الرسالة شرح مختصر اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ييسر اكماله ونشره وان يوفقنا جميعا لكل خير وان يهدينا سواء السبيل وان يصلح لنا شأننا كله وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا الى حبك اللهم انا نسألك العزيمة على الرشد والغنيمة من كل بر ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك اللهم انا نسألك قلبا سليما ولسانا صادقا اللهم انا نسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك اللهم انا نسألك قلبا سليما ولسانا صادقا اللهم انا نسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله. اوله واخره سره وعلنه. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر وانت على كل شيء قدير ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم واغفر لنا انك انت الغفور الرحيم وتب علينا انك انت التواب الرحيم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين