ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات ياتي اعمالنا وبجهد الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم عليه. وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا. اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما ما نتعلمه حجة لنا لا علينا. ووفقنا لما تحب وترضاه. من سبيل الاحوال وصالح الاعمال ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله ايها الاخوة الكرام موضوع هذا اللقاء موضوع عظيم ومهم. والحاجة ماسة الى التبكير به في المذاكرة لمضامينه. لان الصدق مع الله تبارك تعالى مطلب اعلى ومقصد جليل للغاية يصاحب المؤمن في اموره واحواله كلها فيما يتعلق بالقلوب واللسان والجوارح وكما ان القلب يصدق فان اللسان كذلك والجوارح كذلك فليس الصدق مع الله جل وعلا امر يكون في القلب بل الصدق مع الله سبحانه وتعالى يكون في القلب عقيدة وايمانا وباللسان نطقا وتلفظا وبالجوارح عملا وانقيادا. ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله تعالى في وصف الايمان قال ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال. الاعمال تصدق. وتصديقها لما في القلب يتبع ما قر بالقلب. فان كان الذي قر في القلب ايمانا وصلاح صدقته الجوارح بالايمان والصلاح. وان كان الذي استقر في القلب ضياع وفساد صدقه مطهور الجوارح في الضياع والفساد. كما قال عليه الصلاة والسلام اللسان يزني وزناه النظر اللسان يزني وزناه الحديد والعين تزني وزناها النظر واليد تزني وزناها اللمس والفرج يصدق ذلك او يكذبها. سمى عمل الجوارح تصنيفها. فالجوارح تصدق. تصدق ما استقر في القلب من صلاح او فساد فاذا كان الذي قر في قلب الانسان ايمان صادق بالله جل وعلا وبكل ما امره سبحانه وتعالى بالايمان فان الجوارح تصدق ذلك بالقيادها. واستسلامها رعيتها لله تبارك وتعالى. واذا كان الذي استقر في القلب فساد وضياع فان الجوارح ايضا تصدق ما في القلب بممارسة الضياع والفساد. وهذا المعنى واضح في قول نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله. الا وهي القلب ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه الايمان يقول الجوارح لا يمكن ان تتخلف عن مرادات القلوب. اي ان حال الجوارح مع القلوب حال التبعية والطواعية والانقياد. فافعال الجوارح تبع لامر القلب فان كان القلب صالحا امر بخير وان كان القلب فاسدا امر بشر يبرز اهمية العناية بالصدق مع الله تبارك وتعالى بصلاح القلوب بحيث تستقيم كما امرت وتعمل بما خلقت له وتحقق الاخلاص لله جل وعلا والاذعان له حيث تكون قلوبا مسلمة لله وبحيث تكون قلوبا سليمة مما يغضب الله ويسخطه تبارك وتعالى بحيث تكون تقية. راضية محبة مقبلة على الله عز وجل وعلى شرعه. فاذا استقام القلب كما امر وصدق مع الله تبارك وتعالى تبعته الجوارح صدقا وصلاحا ولهذا كما ان الصدق مع الله يكون ضيقا فانه كذلك يكون باللسان وهذا يدل عليه احاديث. منها حديث شداد ابن اوس رضي الله عنه لما قال له النبي عليه الصلاة والسلام اذا الناس الدراهم والدنانير تكتنز انت هذا الدعاء اللهم اني اسألك العزيمة على الرشد والغنيمة من كل ذنب. واسألك رحمتك وعزائم مغفرتك. واسألك شكر نعمتك. وحسن عبادتك واسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. واسألك من خير ما تعلم واعوذ بك من شر ما تعلم. واستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب وهذا الدعاء من الدعوات العظيمة الجامعة للخير كله. الجامعة للصلاة في همته وارادته. وسره وعلانيته. وفي كلها. وقد ارشده النبي عليه الصلاة والسلام الى اكتناز هذا الدعاء عندما الناس بالكناز الدراهم والدنانير. لان هذا الدعاء اذا قاله العبد بصدق مع الله جل وعلا في الطلب وصدقا في التوجه الى الله جل وعلا صلحت حاله باذن الله. واستقامت على امر الله وزكت نفسه سلم قلبه وكان لسانه لسان صدق. وكان من اهل الصدق في مخرجه خلاص. وسلم ايضا من الامور التي كانت من من تقصير او ذنوب او اخلال لان فيه استغفار جامع مما يعلمه الله سبحانه وتعالى وهي سهلة وما اكثر الذنوب التي فعلها العبد ونسي احصاه الله ونسوه. فهذا الدعاء دعاء جامع وفيه لسان الصدق. ولسان الصدق هو الذي يستوي مع القلب هو الذي يستوي مع الظن. بحيث يكون قال عن القلب بما قام فيه من صدق وايمان واظهار لله تبارك وتعالى. ولهذا فان لا اله الا الله التي هي اعظم الكلمات واجلها على الاطلاق لا تقبل من قائلها ان كان قوله لها بطرف لسانه دون ان تقوم حقيقتها في قلبه. ولهذا جاء عن النبي صلى الله عليه انما انه قال من قال لا اله الا الله صادقا من قلبه دخل الجنة. من قال لا اله الا الله صادقا من قلبه دخل الجنة بمعنى انه لو قالها بطرف لسانه لا تنفعه. وانما تكون نافعة له اذا صدق والصدق هنا هو تواطؤ الغم مع اللسان. بحيث يكون ما نطق به اللسان بكلمة التوحيد مستقرا في القلب. ثابتا به. بخلاف المنافقين قال الله سبحانه وتعالى اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله. والله اعلم انك لرسول والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. كاذبون بان ما قالوه بالسنتهم ليس قائما ولو مستقرا في قلوبنا. فاخذ هذا ان هنا لا يكون الا باستواء القصد مع اللسان وتطابق القلب واللسان من قال لا اله الا الله صدقا بقلبه. ولهذا في شروط لا اله الا الله التي جمعها اهل العلم من الكتاب والسنة الصدق. وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي حقا وردت فانه لا ينتفع قائلها بالنطق الا حيث يستكملها العلم والقبول والانقياد بدر ما اقول والصدق والاخلاص والمحبة. وفقك الله لما احبه الصدق شرط لقبول لا اله الا الله. بمعنى ان من قالها ولم يكن صادقا لا تقبل منه بمجرد قوله لها. فالصدق يكون باللسان. كما انه يكون بالقلب ويكون كذلك بالجوارح. ويكون كذلك بالجوارح. فان استسلام الجوارح لله. بفعل الامر وترك النهي هذا امارة الصدق مع الله ودلالة صدق الايمان. وصحة الاستسلام لله جل وعلا. كما ان يقول باللسان فانه كذلك يكون بالجوارح. يجب ان يفهم المسلم ان الصلاة صدق مع الله. وان زكاته لماله صدق مع الله. وان صبره مخاطرته بفعل ما امره الله تبارك وتعالى به وبعده عما نهاه الله عنه كل ذلك صدق مع الله. وهذا من اراد الصادقين. ولهذا فان صدق مع الله يستوعب الدين كله. يستوعب الدين كله ويشمله اجمع. عقيدة وسريعة. فامارة الصادق مع الله تبارك وتعالى الصلاة وعقيدته بالايمان وصلاح اعماله بفعل شرائع الاسلام. هذه اعمال امارته صلاح عقيدته. بامور الايمان وصلاح اعماله بشرائع الاسلام اذا صلح منه هذا وهذا فهذا امارة الصدق. واقرأ هذا المعنى في قوله تبارك وتعالى في الاية الكريمة من سورة البقرة المعروفة عند اهل العلم باية البر قال الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. واتى قال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وفي الرقاب. واقام الصلاة واتى الزكاة والموقون بعهدهم اذا عاهدوا. والصابرين في البأساء والضراء وحين اولئك الذين صبروا. واولئك هم المتقون. اولئك الذين اي الذين اتصفوا بما ذكر بهذه الاية. واذا نظرت الى ما ذكر في هذه الاية تجد يتناول جانبيه جانب بالقلب وهو امور الايمان وجانب في جوارح وشرائع الاسلام. وكل ذلكم من المواقي الصدق. اولئك الذين صدقوا الذين تحقق فيهم امور الايمان وشرائع الاسلام. اولئك الذين صدقوا اي مع الله سبحانه وتعالى بصلاح قلوبهم. بامور الايمان. ولكن من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. وهذه اصول الايمان التي عليها قيام. واذا الدين بمثابة الوصول للاشجار القواعد البنيان المتر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء كما ان الشجرة لها اصل لا تقوم الا عليها فالايمان كذلك له اصول لا يقوم الا عليها وصول الايمان مكانها القلب. وهي المذكورة هنا. من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. امن بالله ربا خالقا متصوفا مدبرا لهذا الكون وامن باسمائه جل وعلا الحسنى وصفاته العلى وامن به معبودا بحق ولا معبود بحق سواه واخلص له الدين واخرجه تبارك وتعالى بالعبادة وخلص من السر وتبرأ منه ومن اهله وامن بالملائكة. وهم جند لله جل وعلا. امن باسمائهم وباعدادهم وباوصافهم وبرأيتهم كما امره الله. وكما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وامن بالكتب المنزلة من الله جل وعلا هداية للعالمين. وصلاحا للعباد امن بانها مشتملة على الحق والهدى. وان من امن بها فاز وسعد. ومن لم يؤمن خاب وحسد وامن باليوم الاخر اليوم الموعود يوم الجزاء ويوم الحساب. وامن المتعلقة بذلك اليوم الواردة في الكتاب والسنة. وامن بالنبيين. الذين بعثهم الله وتعالى مبشرين ومنذرين. فهذه الايمانيات بتفاصيلها المذكورة في الكتاب والسنة تحقق الايمان بها من العبد امارة صدق منه مع الله جل وعلا. ثم بعد ذلك ويأتي صلاح الاعمال. بحسن الانقياد. والاستسلام. لله تبارك وتعالى بفعل ما شرع والبعد عما نهى الله تبارك وتعالى عنه. هذا كله من صدق العبد مع الله جل وعلا. ولهذا كما قدمت يجب ان نفهم ان اقام الصلاة وايتاء الزكاة وفعل فرائض الاسلام التي امر العبد بها هذا من امارة الصدق مع الله جل وعلا ولا تكون حاله في العبادة واداء الفرائض حال الانتقائية. بحيث يفعل من الفرائض ما اقبلت عليه نفسه. وما لم تقبل عليه نفسه من الفرعون لا يفعله. هذا ليس من علامات الصادقين مع الله. ولكي يتضح هذا المقام اضربوا مكانا انا يوجد في من يحج البيت يؤدي هذه الفريضة ويتكبد مشاق مشاق الحج. والنفقة والغربة يوجد منهم من من لا يصلي. حتى في اثناء الحج. وربما يصلي بعضا ويترك بعضا. وبعضهم ربما صلى وقت الحج. اي وقت ادائه للحج. واذا دعا الى بلده يرجع على حاله. غير محافظ للصلاة. يعطي الصلاة ما فضل من وقته. اما اذا كان في في زحمة عمل كما يقال او في مجلس مع الاصدقاء طاق له او في مشاهدات للقنوات ونحو ذلك لا يصلي. لا يصلي. وانما اذا كان في الوقت قبلة صلى هل هذه امارة صدق مع الله في تدينه؟ والله جل وعلا ذكر اقام الصلاة في الاية التي ذكر فيها سبحانه وتعالى اوصاها الصادقين معنا. ولهذا ذكرت ذات مرة عند النبي عليه الصلاة والسلام فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة. ما معنى برهانا كانت له نورا وبرهانا ونسوق يوم القيامة. برهانا على صدق ايمانه. وحسن صلته بالله والصلاة انما سميت صلاة لانها صلة بين العبد. وبين الله. فمن ترك الصلاة قطع الصلة. ومن اضاع الصلاة فهو لمن سواها اضيع قال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة. الصلاة فريضة. من فرائض الاسلام ولو تأملت في نزول الفرائض على نبينا صلوات الله وسلامه عليه تجد ان فريضة الحج جاءت في مرحلة متأخرة من نزول الموارد اول ما فرض على النبي صلى الله عليه وسلم التوحيد. والايات التي بها واصبح بها رسولا صلى الله عليه وسلم هي قول الله تعالى يا ايها المدثر قم فانذروا ربك فكبر وثياب في التوحيد. والاخلاص والبراءة من الشرك. ومضى على هذه الفريضة تنزل عليه فريضة اخرى عشر سنوات كاملة. لم ينزل عليه فريضة الا التوحيد. وبعد ثم عشر سنوات كاملات عرج به عليه الصلاة والسلام الى فوق السماء السابعة بليلة واحدة اسري به من مكة الى بيت المقدس وعرج به الى فوق السماء السابعة. في ليلة واحدة. وجاء في بعض الاثار ان تخن كل سماء خمسمائة عام. وبين كل سماء وسماء مئة عام هذه المسافات الشاسعة الطويلة كلها قطعها عليه الصلاة والسلام في ليلة واحدة عليه الصلاة فرضت خمسين صلاة ثم نزلت الى خمس صلوات في اليوم والليلة. فكانت خمسين في العمل وخمسون في الاجر والثواب نزل عليه الصلاة والسلام بهذه الفريضة في السنة العاشرة من البعثة. وبقي الامر على هذه الحال حتى هاجر الى المدينة وبقي فيها سنتين. ثم فرض عليه قيام الزكاة السنة الثانية من الهجرة. اي بقي على التوحيد والصلاة خمس سنوات. بعد ان فرضت الصلاة بقي خمس سنوات لم يفرض عليه شيء اخر. ثم بعد فريضة الصيام والزكاة بخمس سنوات في السنة التاسعة من الهجرة فرض الحج. ثم ترى من يحج او بعض من يحج يحج ولا يصلي هل عرف الاسلام حقيقة؟ بل ترى من يحج ويأتي بما التوحيد بتوجه قلبه الى غير الله وتوجهه بالدعاء والسؤال الى غير الله تبارك وتعالى فتراه يحج وفي اثناء الحج يطلب المدد من غير الله. ويلتجأ باستغاثته الى غير الله ويلتزم في دعائه الى غير الله. هل هذا اقام الدين لله سبحانه وتعالى كما امر حقق الصدق في العبودية لله جل وعلا باخلاص العمل لله وصدق المتابعة لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه ولهذا الصدق مع الله تبارك وتعالى صلاح للعبد في قلبه التوحيد والايمان والاخلاص والاذعان والمحبة لله تبارك وتعالى والطواعية والامتثال وصلاح في اللسان. وصلاح في الجوارح. استقامتها. وامتثال وانقيادها لامر الله تبارك وتعالى. والله عز وجل ذكر الصدق في مواضع عديدة من القرآن الكريم. ينبغي على المسلم اذا مر بها حين تلاوته لكتاب الله تبارك وتعالى ان يتدبر وان يتأمل وان يحاسب في تحقيقه لهذا الامر. يعني تأمل في القرآن قول الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام وقل ربي ادخلني مدخل صدقا واخرجني مخرج صدق. واجعلني من منك سلطانا نصيرا. متى يكون مدخلك ومخرجك صدق؟ متى تكون في دخولك وخروجك صادقا مع الله. تبارك وتعالى. وقل ربي ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق. وقال الله جل وعلا ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق مليك مقتدر مدخل الصدق ومخرج الصدق ومقعد الصدق ولسان الصدق ومقام الصدق هذه معاني عظيمة جدا. يسعى المسلم في استصلاح نفسه. وايضا يتوجه الى ربه سبحانه وتعالى. لانك لن تكون صادقا يوما من الايام الا اذا اعانك الله على الصدق. لن يكون قلبك صادقا ولا لسانك صادقا ولا اعمالك صادقة. الا اذا اعانك الله على ذلك ولهذا مر معنا في الدعاء قلبا سليما ولسانا صادق وفي القرآن ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق. فلا يمكن ان يكون الاب من الصادقين مع الله. في قلبه ولسانه واعماله الا اذا اعانه الله سبحانه وتعالى ووفقه. وكذلك لا يمكن ان يكون من الصادقين الا بالمجاهدة والمجاهدة تكون بان يقدم اعمال الصادقين. يجاهد نفسه على تقديم اعمال الصادقين مع الله سبحانه وتعالى. ولهذا قال بعض المفسرين في معنى قدم الصدق اي ما يقدمه العبد ما يقدمه العبد في حياته الدنيا من الطاعات الزاكية والاعمال الصالحة التي يتقرب بها الى ربه سبحانه وتعالى. وقدموا لانفسهم. لان وجوده في هذه الحياة الدنيا فرصة لان يقدم. في ايات الحج قال الله سبحانه وتعالى الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعل من خير يعلمه الله وما تفعل من خير يعلمه الله. التي ندب وحث على ان يفعل الانسان بالخيرات ما دام في دار العمل ان يقدم لنفسه ما دام في دار العمل قبل ان ينتقل منها الى دار الجزاء فيبدأ الحساب وينتهي العمل. قال علي رضي الله عنه ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الاخرة مقبلة. ولكل منهما بنون. فكونوا من ابناء الاخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا فان اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل. ولهذا من حقيقة الصدق مع الله تبارك وتعالى ان يكون هم الانسان او ان يكون اكبر هم الانسان الاخرة. ليس من امارات الصدق مع الله ان يكون اكبر هم الانسان الدنيا بحيث لا يعطي الاخرة الا ما فضل من وقته. هذا ليس من الامراض الصدق مع الله امارة الصدق مع الله تبارك وتعالى ان تكون الدار الاخرة اكبر هم الانسان. لا مانع ان يهتم الانسان بدنياه هذا مباح وجاهز. لكن لا يجوز ان تكون الدنيا اكبر هم الانسان. ولا ان الدنيا مبلغ علم الانسان. وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام. اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا. الان يوجد في الناس يوجد في من ايه اذا سئل عن بعض الدقائق والتفاصيل فالامور الدنيوية يتقنها. تمام الاتقان ويجيدها تمام الاجادة. واذا سئل عن بعض الفرائض التي خلق لاجلها واوجد لتحقيقها لا يعرفها والله سبحانه وتعالى لما وصف الكفار قال يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون. ولهذا يجب على الانسان ان يخشى الله عز وجل وان يتقيه اذا كانت حاله في الدنيا لا يعرف الفرائض التي خلق لاجلها اكبر الفرائض التي هي فريضة التوحيد يوجد في بعض الناس من لا يعرفها. ولهذا تراه ينقضها في كلامه وفي فعاله وفي توجهاته وعباداته والتزائاته ينقض فريضة بل هي اعظم الفوائد اعظم ما فرض الله سبحانه وتعالى على عباده التوحيد. ثم يليه الصلاة الصلاة اعظم من الفرائض بعد التوحيد. بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام ولهذا تحقق الصدق مع الله تبارك وتعالى بمعرفة الدين عقيدة وسريعة وبالطواعين والامتثال والانقياد لله تبارك وتعالى. كلما زاد الانسان علما بدينه وعمل به زاد صدقه. زاد صدقه. ولهذا اعلى رتبة في الدين وهي الرتبة التي تلي رتبة الانبياء مرتبة الصديقية. ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من والصديقين والشهداء والصالحين. مرتبة الصديقية اعلى من مرتبة الشهيد ومن مرتبة وخير هذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام ابو بكر اشتهر بهذه الصيغة الصديقية وهو رضي الله عنه افضل الناس كلهم بعد الامن وهو رضي الله عنه افضل الناس كلهم بعد الانبياء في جميع الامم ليسوا افضل امة محمد عليه الصلاة والسلام فقط. بل ابو بكر رظي الله عنه افظل الناس بعد الانبياء في جميع الامم فليس في امم الانبياء شخص افضل من ابي بكر الصديق رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام الحديث الصحيح ابو بكر وعمر سيد قبور اهل الجنة من الاولين والاخرين عدد نبيين سيدة قبور اهل الجنة من الاولين والاخرين اذى النبيين. هذا الحديث يدل على ان ابا بكر افضل الناس بعد الانبياء في جميع الامم. وهذا في لفتة الى من كان مخذولا ممن ينتسب لهذا الدين ويطعن في صديق الامة صباحا ربع ساعة. ويطعن في صديق الامة رضي الله عنه وارضاه. صباحا ومساء. اين الصدق مع الله؟ واين عقيدة الصلاة وحقيقة الايمان بالله تبارك وتعالى. اذا كان افضل الامة وصديقا الامة رضي الله عنه وارضاه لا يرى قدره بل يطعن فيه اشد الطعن ويضع في بعض الناس اشد الوقيعة اين حقيقة الصدق؟ مع الله تبارك وتعالى. ولهذا الصدق مع الله امر تحقق للصحابة الكرام وحسب الانسان في صدقه مع الله ان يكون على نهج الصحابة. من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فمنهم من طبعا احباب ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذبهم المنافقين ان شاء او يتوب عليهم. ان الله كان غفورا رحيما. حسب الانسان فضيلة ومكرمة ومكانة ان يكون سليم القلب تجاه الصحابة وسائرا على نهج الصحابة والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان الاية الاخرى قال سبحانه وتعالى ومن يشاق في الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما ونفني لجهنم وساءت مصيرا. ولهذا حسم المرء خيرية وسلطا مع الله ان على طريقة الصحابة رضي الله عنهم. واما من كان في قلبه غل للصحابة ولخيار الصحابة فما عن الصدق مع الله تبارك وتعالى. وما ابعده عن الصدق مع الله تبارك وتعالى. لان اصلح الناس او اصلح امة محمد كن مع الله جل وعلا اصحاب النبي. كما قال الله من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. وفي ايات عديدة في القرآن اخبر وعلا عن رضاه عنهم ورضاهم عنه. واثنى عليهم رضي الله عنهم وارضاهم قبل ان يخلقوا في التوراة واثنى عليهم قبل ان يخلقوا بالانجيل. اقرأ هذا في اخر اية من سورة الفتح محمد رسول الله. والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم. تراهم موقعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود. ذلك مثلهم التوراة ومثلهم في الانجيل كمثل زرع ومثلهم في الانجيل كمثل كمثل زرع اخرج نعم ومثل في الانجيل كزرع اخرج سبأه فازره فاستغرب فاستوى على سوقه يعجب الزراع. ليغيظ بهم الكفار هذا ثناء عاطر من رب العالمين جل وعلا على الصحابة قبل ان تطأ اقدامهم على الارض وقبل ان يخلقوا اثنى الله عليه كتاب التوراة الذي انزله على موسى واثنى عليهم في كتابه الانجيل الذي انزله على عيسى عليهما السلام ثم في القرآن ايات ما اكشرها بالثناء على الصحابة رضي الله عنهم. فاذا اصيب قلب انسان بغل تجاه الصحابة هذا ليس صادق مع الله جل وعلا. وليس صادق في ايمانه بالقرآن كيف يكون صدق في الايمان بالله وبالقرآن؟ من قلب امتلأ غلا من اثنى الله عليه في القرآن واثنى عليه في التوراة واثنى عليه في الانجيل. ولهذا اعود واقول حسب خيرية خيرية ان تكون حاله كحال الصادقين مع الله خيار هذه الامة اصحاب النبي الكريم الصلاة والسلام. ولهذا في سورة الحشر اثنى الله عز وجل على الصحابة مهاجرين وانصار في يتيم قال للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم ماذا؟ الصادقون. هذه شهادة من رب العالمين لهم بالصدق اولئك هم الصادقون والذين جاءوا والذين تبوأوا الدار وهؤلاء الانصار والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. ومن يوق سبحانه نفسك واولئك هم المفلحون. ان ننظر حال الصادقين الذين جاءوا بعدهم من اهل الايمان الصادق قال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في بلا غلا للذين امنوا ربنا انك غفور رحيم. فاذا كان في قلب الانسان غل لمن قال الله جل وعلا فيهم اولئك هم الصادقون شهد الله لهم بالصدق اذا كان في قلبه غل تجاه من شهد لهم رب العالمين بالصدق فما ابعده عن حقيقة الصدق مع الله سبحانه وتعالى. وحقيقة الصدق التصديق بكتابة وبنبيه عندما تقرأ الاحاديث الكبيرة عنه عليه الصلاة والسلام. في الثناء على الصحابة ذكر فضلهم ومناقبهم مقامهم من الدين ونهي عن سبهم والنيل منهم والوقيعة فيهم احاديث كسرها تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في بيان مكانة الصحابة فعندما يتحدث عن الصدق مع الله جل وعلا لابد لتحقيق هذا المقام من العودة الى الحياة المجيدة حياة الرعيل الاول اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فان من كان بهم اشبه كان الى الصدق مع الله تبارك وتعالى اقرب. ومن كان بعيدا عن هذا المقام وفي قلبه امور وامور على اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فقد قطع بين نفسه وبين حقيقة الصدق مع الله جل وعلا وهذا المعنى انتبه له كثير من اهل العلم المتقدمين ونبهوا عليه بالفاظ عديدة. منها كلمة لبعظ المتقدمين قال فيها الطعن في الناقل طعن فالمنقول الصحابة هم نقلوا الدين لنا. فاذا طعن فالصحابة ماذا بقي لنا من الدين اذا فالصحابة الذين هم نقلة الدين فماذا بقي لنا من الدين؟ وبهذا يعرف ان الطعن في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر قاطع تماما وحائل بين الانسان وبين تحقيق الصدق مع الله لان الذين نقلوا لنا حقيقة الصدق مع الله تبارك وتعالى هم اصحاب النبي. عليه الصلاة والسلام اذا طعن فيهم كيف يحقق الانسان صدقا مع الله تبارك وتعالى وقد طعن في نقلته. وقطعنا في نقلته. ولهذا ايضا قال ابو زرعة الرازي رحمه الله اذا رأيتم الرجل ينتقص احدا من اصحاب النبي صلى الله وسلم فاعلم انه زنديق لان الدين حق والقرآن حق وانما ادى الينا ذلك الصحابة. يعني هم الذين نقلوا لنا الله سبحانه وتعالى في مسجد الخير خطب النبي عليه الصلاة والسلام خطبة في يوم النحر وفي خطبته تلك دعا بدعوة مباركة قال فيها نظر الله سمع مقالتي فوعاها فحفظها فاداها كما سمعها. وهذه الدعوة المباركة الميمونة اكثر الناس نصيبا منها الصحابة الكرام. رضي الله عنهم وارضاهم. اكثر الناس نصيبا من هذه الدعوة المباركة الميمونة اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام. بل لا يمكن تروي حديثا عن النبي عليه الصلاة والسلام الا طريق من؟ الصحابة لا يمكن. احظى الناس واحراهم بهذه الدعوة المباركة هم اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام صدقوا مع الله باخلاص الدين له صدقوا مع الله باتباع النبي عليه الصلاة والسلام صدقوا مع الله بحفظ الدين صدقوا مع الله بنقل الدين الى الامة تاما. كاملا ولسان حال يقول هذا ما اداه الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نؤديه اليكم كما اداه الينا تبلغوه كما سمعوه. بعد ان حفظوه ووعوه رضي الله عنهم وارضاه. وموضوع الصدق مع الله تبارك وتعالى موضوع واسع وشخص مدري لا يحسن ان يعطي مثل هذا الموضوع حقه من البيان والايضاح المقام مقام عظيم من مقامات الدين ولو قرأ طالب العلم ما كتبه ابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى انزلت الصدق في كتابه مدارج مدارج السالكين يتبين له من خلال ما ساقه من ايات صوما عجيبا وما علقه عليها بتعليقات نافعة وما بينه رحمه الله من المغامين المفيدة يتبين له جوانب وجوانب عظيمة من منزلة الصدق مع الله تبارك وتعالى واختم بقول الله سبحانه وتعالى ولو صدقوا لكان خيرا لهم ولو صدقوا الله لكان خيرا لهم لكان خيرا لهم. انتبه لهذا المعنى حقيقة الخيرية التي تفوز بها عند الله سبحانه وتعالى. وانها مرتبطة بصدقك مع الله وانك كلما صدقت مع الله سبحانه وتعالى فزت بالخير. ولا فوز بالخير الا بالصدق مع الله جل وعلا. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام خير الناس قرني. ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم لان الصحابة فعلا حققوا هذا المقام على احسن حال واطيب مقام فكان ذلك خير لهم وشهد لهم النبي عليه الصلاة والسلام بذلك. وشهد لهم رب العالمين بذلك. قال كنتم خير امة اخرجت الناس والصحابة يدخلون في هذه الاية رضي الله عنهم اعظم دخولا اوليا. والموضوع له اطراف واسعة وكما ذكرت مثلي لا يحسن الكلام حول هذا الموضوع استغفر الله العلي العظيم واتوب اليه واسأله جل وعلا ان يصلحنا اجمعين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم انا نسألك العزيمة على الرشد والغنيمة من كل بر. اللهم انا نسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك اللهم انا نسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. اللهم انا نسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. واغفر لنا انك انت الغفور الرحيم وتب علينا انك انت التواب الرحيم. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ذنبنا كله برده وجله اوله واخره سره وعلنا. اللهم اغفر لنا فين هو لمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين