السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين. احمده تبارك وتعالى حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضاه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا واصلح لنا كله يا ذا الجلال والاكرام. بسم الله ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله وبعد ايها الاخوة الكرام هذا حديث عن اصل عظيم من اصول الايمان. وركن جليل من اركانه العظام. الا وهو الايمان بالقضاء والقدر ومن المعلوم ايها الاخوة الكرام ان الايمان الذي خلقنا الله عز وجل لاجله واوجدنا بتحقيقه يقوم على اركان ستة. وهي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والايمان بالقدر خير وسلم وقد جمعها عليه الصلاة والسلام في حديث جبريل المشهور عندما سأل النبي صلى الله عليه صلى معنا الايمان قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره وقد جاء ذكر هذا الاصل في القرآن الكريم في مواضع عديدة منه. منها قول الله سبحانه وتعالى وكان امر الله قدرا مقدورا. قول الله عز وجل ان كل شيء خلقناه بقدر. وقال جل وعلا سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى وقال جل وعلا ثم جئت على قدر يا موسى. وقال جل وعلا ان الله على كل شيء قدير وقال جل وعلا لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين والايات في هذا المعنى كثيرة في كتاب الله عز وجل والايمان بالقدر اصل جاء تبيانه في السنة. وتبيان مكانته العظيمة ومنزلته العلية الشريفة قد جاء عن نبينا صلى الله عليه وسلم احاديث كثيرة جدا في بيان ان الامور وكلها بقدر الله عز وجل وان كل ما يقع وسيقع وكان وسيكون كل ذلك بقدر الله جل وعلا جاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كل شيء بقدر حتى العجز والكيس. كل شيء بقدر حتى العجز والكيس. الكيس هذا هو الفطنة والذكاء والعجز معروف. فكل ذلكم بقدر. ولهذا شرع لنا فيما شرع من دعوات ان نقول اللهم انا نعوذ بك من العجز ومن الكسل. لان الذي يعيذ من العجز هو الذي بيده ازمة الامور. ومقاليد السماوات والارض. فلا يسلم عبد من الكسل ولا يسلم من العجز الا اذا سلمه الله لان الامور بيد الله عز وجل. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وجاء في مسند الامام احمد وسنن الترمذي وغيرهما عن الوليد ابن الصحابي الجليل عبادة ابن الصامت قال دخلت على والدي يوما وانا اتخايل فيه الموت. يعني كان مريضا مرض الموت. يقول دخلت على والدي يوما وانا اتخايل فيه الموت. فقلت له يا ابتاه اوصني واجتهدني. اوصني واجتهدني اي في الوصية فقال اجلسوني. فاجلسوه. فقال يا بني اعلم انك لن تبلغ صريح الايمان وحقيقة المعرفة بالله سبحانه وتعالى حتى تؤمن بالقدر كله خيره وشره من الله تعالى لن تبلغ صريح الايمان ولا حقيقة المعرفة بالله حتى تؤمن بالقدر كله خيره وشره من الله تعالى فقال وكيف اعرف القدر خيره وشره من الله قال ان تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك. وما اخطأك لم يكن لي رصيدك فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما خلق الله القلم قال له اكتب. قال اكتب قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. يا بني اعلم انك ان مت على ذلك دخلت النار. يا بني اعلم انك اذا مت على غير ذلك دخلت النار فالايمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى اصل لا ينتظم دين العبد ولا يستقيم امره الا به وقول عبادة رضي الله عنه لا تبلغ صريح الايمان ولا حقيقة المعرفة بالله حتى تؤمن بالقدر. هذا يبين ان الذي لا يؤمن بالقدر ما عرف الله. الذي لا يؤمن بالقدر ما عرف الله سبحانه وتعالى ولا عرف عظمة الله ولا قدر الله سبحانه وتعالى حق قدره وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات مطويات بيمينه. فالذي لا يؤمن لم يعرف الله. قد قال الامام احمد رحمه الله تعالى القدر قدرة الله. القدرة الله فالذي لا يؤمن بقدر هو في الحقيقة لا يعرف الله. ولا يؤمن بالله وليس من الموحدين ولا من المؤمنين بل يكون من الكفار اهل النار. ولهذا جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما انه قال القدر نظام التوحيد قدر نظام التوحيد. فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا. اي انه بتكذيبه بالقدر ينتقد توحيده. فلا يكون مؤمنا بل يكون كافرا بالله واذا كان الايمان بالقدر نظام التوحيد بمعنى ان توحيد العبد لا ينتظر الا بالايمان بالقدر فان التوحيد نفسه نظام الحياة. فحياة الانسان لا تنتظر الا بتوحيد الله. ومن لم يوحد الله سبحانه وتعالى ولم يكن من اهل توحيده جل وعلا تكون اموره وحياته وشؤونه كلها فرطا كما قال الله سبحانه وتعالى ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا فاذا انهدم التوحيد انفرطت الحياة. وضاع الزمام وانفلت الخطاب. وتبددت الامور وعاش الانسان في ضياع واصبحت حياته كلها كباب. لا قيمة لها. خسران في خسران. وحرمان في حرمان وضياع في الحياة. فلا تنتظم الحياة الا بتوحيد الله سبحانه وتعالى. ولا ينتظم توحيده جل وعلا الا بالايمان بقدره. وان الامور كلها بتقديره عز وجل وان الامور كلها بمشيئته. وان ما شاء جل وعلا كان وما لم يشأ لم يكن. كما قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى في ابيات عظيمة له جميلة في تقرير الايمان بالقدر قال ما شئت وان لم اشاء وما شئت ان لم تشأ لم يكن. خلقت العباد على ما علمت. وفي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وما لم تعن. فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن. هذا كله بمشيئة الله. وبقدرة الله سبحانه وتعالى ثم ان الايمان بالقدر لا يكون الا بالايمان بمراتبه. ولا يكون العبد مؤمنا بالقدر الا اذا امن بمراتب القدر وهي راتب اربعة لا يكون العبد مؤمنا بالقدر الا اذا امن بها. المرتبة الاولى الايمان بعلم الله عز وجل الشامل المحيط الواسع لكل شيء. العلم الايمان بعلم الله سبحانه وتعالى وان الله عز وجل احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا علم ما كان وعلم ما سيكون وعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض. وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير. يعلم في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور. وقال الذين كفروا لا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب. لا يعزف عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين فالايمان بعلم الله جل وعلا المحيط بكل شيء اصل من اصول الايمان بالقدر وركن من اركانه قال الله تعالى هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم مما ينجي في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم. والله بما تعملون بصيرا هذا الاصل الاول او الركن الاول او المرتبة الاولى من مراتب الايمان بالقدر. المرتبة الثانية الايمان بالكتابة وان الله سبحانه وتعالى كتب كل ما هو كائن في المحفوظ ومر معنا قول الله سبحانه وتعالى ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير وقال جل وعلا وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطاع وقال جل وعلا انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم وكل شيء احصيناه في امام مبين هذه الاية من سورة ياسين ذكر فيها نوعان من الكتابة نوعان من الكتاب. النوع الاول كتابة الملك. وهي الكتابة المقارنة للفعل. انا نحن الموتى ونكتم ما قدموا. هذه الكتابة مقارنة للفعل. كل فعل يفعله العبد مباشرة يكتبه ملك ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. هذه كتابة مقارنة للفعل وقت الفعل يكتب الملك. ان كانت حسنة كتبت حسنة وان كانت سيئة كتبت سيئة وقول الله جل وعلا في ختم الاية انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا اثارهم وكل شيء احصيناه في ايمان هذه كتابة التي كانت في اللون المحفوظ. والامام هنا اللوح المحفوظ. يقال له الامام ويقال له الزبر ويقال له اللوح المحفوظ والله سبحانه وتعالى كتب في اللوح المحفوظ كلما هو كائن الى قيام الساعة قد جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. ان الله كتب مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. هذا المجلس الذي جلسناه الان نسأل الله عز وجل الذي من علينا به ان يتقبله منا بقبول حسن هذا المجلس كتب في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. يقول عبدالله بن عباس وانظروا ايها الاخوة رعاكم الله فقه الايمان بالقدر. يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كل شيء بقدر وضعك كفك على ذقنك هكذا بقدر. كل شيء بقدر. حتى وضعك كفك على ذقنك هكذا بقلبك فالامور كلها مقدرة وكلها مكتوبة في اللوح المحفوظ كتب الله سبحانه وتعالى ما هو كائن قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. هذه المرتبة الثانية. المرتبة الثالثة من مراتب الايمان بالقدر الايمان بمشيئة الله جل وعلا النافذة. وقدرته سبحانه وتعالى الشاملة. ان الله على كل شيء قدير والايمان بمشيئته النافذة لان ما شاء الله كان طبقا لما شاء في الوقت الذي شاء على الوجه الذي شاء سبحانه وتعالى. ما شاء الله كان. حتى وان لم يشأ ذلك العبد ما شئت كان وان لم اشاء. وما شئت الا امتسى لم يكن. فالشيء الذي يشاءه الله يقع طبقا لما شاءه سبحانه وتعالى في الوقت الذي شاء على الهيئة والصفة التي شاءها سبحانه وتعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين يقول الله سبحانه وتعالى في اواخر سورة هل اتى سورة الانسان؟ يقول جل وعلا ان هذه تذكرة ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما يدخل ومن يشاء في رحمته والظالمين اعد لهم عذابا اليم. ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا. وما تشاؤون الا ان يشاء الله. ان الله كان عليما حكيما جل وعلا فاذا الايمان بمشيئة الله تبارك وتعالى النافذة وقدرته جل وعز الشاملة عن الاصل ومرتبة عظيمة من مراتب الايمان بالقدر. المرتبة الرابعة الايمان بان الله الخالق كل شيء وان جميع ما وجد ويوجد فالله خالقه قال تعالى والله خلقكم وما تعملون. وقال تعالى الله خالق كل شيء وهو وعلى كل شيء وكيل. وقال جل وعلا الحمد لله رب العالمين فالايمان بان الله هو الخالق لكل شيء هذا اصل من اصول الايمان بالعبادة خالق كل شيء اي خالق الاشخاص خالق الدواك وخالق ايضا الصفات وخالق الاعمال فاعمال العباد من خير وشر كلها مخلوقة لله سبحانه وتعالى لان الله خلق العباد وخلق اعمال العباد والله خلقكم وما تعملون. فالله جل وعلا خالق كل شيء. فالعبد مخلوق حركات العبد. وسكناته لله الله هو الخالق لكل شيء. الخالق للعبد والخالق لحركاته. فكل حركة تتحركها وقيام وقعود ونوم وركون وركوب آآ عدم ركوب وغير ذلك من حركاتك هذه كلها مخلوقة لله. الله سبحانه وتعالى خالق جل وعلا كل شيء. وجميع ما في هذا الكون وجميع في هذه ما في هذه المملكة مملكة رب العالمين كله خلق لله. ولا يمكن ان يكون في ملك الله سبحانه وتعالى شيء لم يخلقه. ولم يوجده سبحانه وتعالى فكل شيء مخلوق لله. فهذه اربع مراتب عظيمة لا يكون العبد مؤمنا بالقدر الا بالايمان بها. العلم والكتابة والمشيئة علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاده وتكوينه. فهذه مراتب الايمان بالقدر الاربعة عندما يسمع المسلم هذا الحديث وهذه النصوص وهذه الدلائل وهذه البراهين ينقدح في ذهنه سؤال سؤال مهم للغاية ينبغي ان ننتبه له وان ننتبه جيدا لجوابه. ففيه خير عظيم ونفع عظيم عندما يقف المسلم على هذه الادلة الدالة على ان الامور كلها بقدر. يأتي في ذهنه سؤال الا وهو اذا كانت الامور كلها مقدرة وكلها مكتوبة ولا يكون امر الا بمشيئة الله لماذا نعمل؟ فيما العمل؟ هذا سؤال كما يقال يطرح نفسه هذا السؤال يطرح نفسه والصحابة الكرام رضي الله عنهم طرحوه على النبي عليه الصلاة والسلام في غير مناسبة وفي غير معانيه ولهذا جاء في حديث علي رضي الله عنه انهم سألوا النبي عليه الصلاة والسلام قالوا انعمل في امر قدر وقضي او في امر مستأنف. يعني لم يقدر ولم يقضى نعمل في امر قدر وقظي او في امر مستأنف يعني لم يقدر ولم يقضى. فقال عليه الصلاة والسلام بل فيما قدر وقظي فقالوا ففيم العمل؟ وجاء في بعض الروايات قالوا الا نتكل على القدر ما معنى نتكل على القدر؟ يعني كل واحد يجلس لا يعمل ويقول المقدر يأتيني الا نتكل على قدر؟ وفي رواية قال ففيما العمل؟ فماذا قال وهذي مسألة كبيرة جدا ومطروحة والاراء فيها كثيرة. لكن ليس هناك جواب شافي هذه المسألة التي من عظيم المسائل ومهمها ليس هناك جواب شافي عليها الا كلمتين قالها عليه الصلاة والسلام للصحابة ففهموها ووعوها وعملوا بها ولا سعادة لعبد ولا نجاة الا بذلك فلما قالوا له يا رسول الله فيما العمل قال اعملوا اعملوا فكل ميسر لما خلق له. اعملوا فكل ميسر لما خلق له. فمن كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشقاوة ثم تلا قول الله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى. وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى اذا الجواب يتلخص في كلمتين. اعملوا فكل ميسر لما خلق له يتلخص الجواب في هاتين الكلمتين. جملة طلبية وجملة خبرية. الجملة الطلبية اعمل اعمل ولا يقال اعمل الا لمن له مشيئة. والعبد له مشيئة. العبد له له قال لمن شاء منكم ان يتقدم ويتأخر. فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا ولهذا يقال له اعمل. والا لو لم يكن له مسيئة ما يقال لمن لا مشيئة له اعمى. فاذا قوله عليه الصلاة والسلام اعملوا هذا اثبات مشيئة العبد وان العبد في حركاته وتنقلاته وقيامه وقعوده وطاعاته او والعياذ بالله ومعاصيه كل هذه المال يمارسها بمشيئته يمارسها بمشيئة يقوم بها بمشيئته وهديناه النجدين اي طريق الخير وطريق الشر فمن ذهب الى طريق الخير ذهب له بمشيئة ومن ذهب الى طريق الشر ايضا ذهب اليه بمشيئته. فله مشيئة ولهذا قال اعملوا ولا يقال اعمل الا لمن له وسيلة الامر الثاني قال فكل ميسر لما خلق له فكل ميسر لما خلق له. يعني الامور كلها بمشيئة الله ومشيئة العبد تحت مشيئة الله. وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. فتلخص الجواب ايها الاخوة الكرام في امرين. الامر الاول ان العبد يجاهد نفسه على الاعمال الصالحات والطاعات الزاكيات والبعد عن الاعمال المحرمات. وفي الوقت نفسه يلجأ الى الله. لا تكلني الى نفسي طرفة عين اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين اصلح لي شأني كله. لا اله الا انت في الدعاء الاخر قال يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. في الدعاء في القرآن ربنا لا تسب قلوبا بعد اذ هديتنا قبلنا من لدنك رحمة وفي الدعاء المأثور اللهم اني اسألك الهدى والسداد في الدعاء المأثور اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفة والغنى فالامور بيد الله اذا العبد يجتهد ويجد في الاعمال الصالحات والطاعات الزاكية وفي الوقت نفسه يطلب العون من الله فاعبده وماذا وتوكل عليه فاعبده وتوكل عليه. اياك نعبد واياك نستعين. جاء رجل الى النبي عليه الصلاة السلام وقال يا رسول الله يسأل عن ناقة كانت معه قال يا رسول الله اعقلها واتوكل او اطلقها واتوكل اي الامرين افعل؟ هل ابذل الاسباب واتوكل على الله؟ ام اعطل الاسباب واتوكل على الله قال اعقلها وتوكل. يعني ابذل السبب فالعبد مطلوب منه ان يبذل السبب وفي الوقت نفسه لا يعتمد على السبب وانما يعتمد على مسبب الاسباب رب العالمين جل وعلا. ولهذا قال له اعقلها وتوكل لماذا؟ لان الامور بمشيئة الله سبحانه وتعالى وقد جمع هذا عليه الصلاة والسلام في حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن ولا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل قال ولا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا فان له فافتح عمل الشيطان ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. اي الامور كلها بقدرته الله سبحانه وتعالى ومشيئته عز وجل والايمان بالقدر ايها الاخوة الكرام يفيد العبد فوائد عظيمة يعطي القلب قوة ويزيد العبد معرفة بالله سبحانه وتعالى ويذلل له الصعاب ويرزقه الله جل وعلا بايمانه بالقدر السلوان في المصائب. فاذا اصيب بالمصاب تجد المؤمن بالقدر يسلو بايمانه بالقتل. كما قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي الله قلبه قال علقمة رحمه الله تعالى هو المؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى يسلم. يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه. وانما اخطأه لم يكن ليصيبه. ولهذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله عنهما يا غلام احفظ الله احفظه. احفظ الله تجده تجاهك. تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف. رفعت الاقلام وجفت الصحف يعني الامور كلها مكتوبة ومقدرة. ولهذا المؤمن بالقدر اذا اصيب بالمصاب سلاه وفزع الى هذا الامام فارشده الى ان الامور كلها بتقدير الله وان ما اصاب العبد لم يكن ليخطئه وما معه لم يكن يصيبه. وهنا تظهر الميزة عظيمة للايمان يقول عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ظراء صبر فكان خيرا له. وذلك لا يكون الا فالمؤمن في سرائه شاكر وفي ضراءه صابر في سرائه يفوز بثواب الشاكرين. وفي يفوز بثواب الصابرين فهو فائز رابح غانم في كل احواله. واسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يوفقنا جميعا للاعمال الصالحات ان يزيننا جميعا بزينة الايمان. وان يجعلنا هداة مهتدين. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة من كل شر اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نعوذ بك من سوء القضاء وشماتة الاعداء ودرك الشقاء. اللهم انا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين