الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فيكون هذا اللقاء في الكلام على حديث عظيم رواه الامام الترمذي رحمه الله في سننه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة. ويباعدني من النار. قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال الا ادلك على ابواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل من جوف الليل ثم تلا تتجافى جنوبهم عن المضاجع. يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون ثم قال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله قال رأس الامر الاسلام. وعموده الصلاة. وذروة سنامه الجهاد ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله. فاخذ بلسانه قال كف عليك هذا. قلت يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ثكلتك امك. وهل يكب الناس في النار على وجوههم او على مناخرهم الا حصائد السنتهم. هذا الحديث معدود في جوامع كلم نبينا صلوات الله وسلامه عليه وفيه حرص اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على الخير. وعنايتهم به ورغبتهم في تحصيله. وسؤالهم نبي الله صلى الله عليه وسلم عن جوامعه ولهذا نرى معاذا رضي الله عنه وهو من صغار الصحابة يسأل هذا السؤال العظيم الجامع الدال على علو الهمة وصدق الرغبة والحرص على الخير قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار فهذا فيه حرصهم رضي الله عنهم على موجبات دخول الجنة وموجبات النجاة من والمباعدة منها. وقد جاء في حديث ان اعرابيا اتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال اما والله اني لا احسن دندنة دندنة كولدا دنة معاذ. اي لا اخت الذكرى والدعاء الذي تقوله ويقوله معاذ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وماذا تقول قال اقول اللهم اني اسألك الجنة واعوذ بك من النار. قال حولها ندندن. يعني حول الجنة ندندن انا ومعاذ عموم الصحابة ومن الدندنة حول الجنة والنار اتى هذا السؤال عن معاذ رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة. ويباعدني من النار. وهكذا ينبغي ان يكون كل مسلم يمضي في حياته وفي اعماله وفي طاعاته مدندنا حول الجنة والنار. يبحث عن الاسباب التي تدخله الى الجنة فيفعلها ويبحث عن الاسباب التي توصله الى النار فيجتنبها وبهذا يعلم ان المسلم مطالب بمعرفة اسباب الجنة ليفعلها وليحققها. ومطالب كذلك بمعرفة اسباب دخول النار ليتقيها. وقد قيل كيف يتقي من لا يدري ما يتقي وقد جاء هذا السؤال جامعا في هذا الباب جامعا في معرفة اسباب دخول الجنة ومعرفة اسباب دخول النار ليكون في ضوء ذلك ممتثلا لاسباب دخول الجنة مبتعدا عن اسباب دخول ثم ان النبي عليه الصلاة والسلام عظم من شأن هذا السؤال قال لقد سألت عن عظيم. قال لقد سألت عن عظيم. اي ان هذا السؤال الذي طرحته سؤال عظيم وامره جلل وهذا فيه افادة من النبي صلى الله عليه وسلم وتنويه بهذا السؤال الذي طرحه معاذ رضي الله عنه. وهذا يستفاد منه فائدة قوية وهي ان المعلم والمربي عندما يطرح عليه سؤال نافع مفيد يسد على يد السائل. وينوه بسؤاله ويبين مكانته كما فعل نبينا صلوات الله وسلامه عليه. قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه. الذي سألت عنه امر عظيم وامر دليل لكنه في التطبيق والعمل شأنه يسير على من يسره الله تبارك وتعالى عليه وهذا يستفاد منه ان العبد وان عرفت الخيرات والفضائل وابواب البر فانه لا يستطيع القيام بها الا اذا يسر الله تبارك وتعالى له ذلك. فالتيسير بيده جل وعلا. وهو جل وعلا الميسر قال فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى بالحسنى فسنيسره للعسرى. فالتيسير بيد الله وهذا نستفيد منه فائدة عظيمة ومهمة وهي ان الواجب على العبد ان يكون دائما مستعينا بالله. طالبا منه سبحانه وتعالى التيسير. طالبا منه العون طالبا منه التوفيق لان ذلك كله بيد الله جل وعلا. ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال معاذ راوي هذا الحديث قال له اني احبك يا معاذ فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فارشده عليه الصلاة والسلام الى الاكثار من هذه الدعوة. اللهم اني اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادته. وهذه الدعوة يؤتى بها ادبار الصلوات. كما هو في هذا الحديث يدعو بها المسلم دعاء مطلقا غير مقيد بوقت كما جاء في حديث اخر يدل على هذا المعنى. يدعو بها في اي وقت. يقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. لان العبد اذا لم يعن على الطاعة لا يستطيع القيام بها ولهذا نبه صلوات الله وسلامه عليه على هذا الامر بقوله وانه ليسير على من يسره الله عليه قال تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت. ذكر هنا عليه الصلاة السلام اركان الاسلام الخمسة وهي فرائض فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده. وكتبها عليهم وامرهم بها امر ايجاد. وافترضها جل وعلا على العباد وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان رمضان وحج البيت الحرام فهذه الخمس تعد اركانا للاسلام واعمدة عليها قيامه. وكما ان البيت لا يقوم الا على عماده فكذلك الاسلام لا يقوم الا على هذه الاركان وهي اعظم سبب لدخول الجنة. بل هي اساس لدخولها. قال تعبد الله لا تشرك به شيئا وهذا هو التوحيد وهو اصل الاصول واساس السعادة والفلاح في الدنيا والاخرة. تعبد الله لا تشرك به شيئا وهذا هو معنى لا اله الا الله. فان معناها ان نعبد الله ولا نشرك به شيئا. نفي واثبات نفي للعبودية عن كل من سوى الله واثبات للعبودية بكل معانيها لله تبارك وتعالى وحده. قال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال جل وعلا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وقال جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين قال وتقيم الصلاة وهذا الركن الثاني من اركان الاسلام واقامتها يكون بالمحافظة عليها في اوقاتها اوقاتها والمحافظة على شروطها واركانها وواجباتها وهي خمس صلوات افترظها الله سبحانه وتعالى على عباده في اليوم والليلة. قال وتؤتي الزكاة اي زكاة المال المفروضة. وهو قدر قليل في المال. اوجبه الله سبحانه وتعالى على الاغنياء صدقة تؤخذ من الاغنياء وترد على الفقراء. وسميت زكاة لان انها تزكي المال وتنميه. وايضا فيها تزكية لصاحب المال من الشح والبخل. ومن يوقن صح نفسه فاولئك هم المفلحون قال وتصوم رمضان وهو شهر واحد في السنة امر الله تبارك وتعالى عباده بصيامه. وكتب عليهم صيامه في كل يوم من ايام رمضان يمتنع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس ايمانا واحتسابا وتقربا لله تبارك وتعالى ومن اعظم اسباب التقوى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. قال وتحج البيت والمراد بحج البيت اي الفريضة. وحج البيت الفريضة هو مرة واحدة في العمر كله. كما قال عليه الصلاة والسلام الحج مرة. فمن زاد فهو تطوع فالحج الذي هو فريضة وركن من اركان الاسلام لا يجب على العبد في عمره كله الا مرة واحدة فهذه مباني الاسلام واركانه وهي سبب دخول الجنة والنجاة من النار فهذه الامور الخمسة من حافظ عليها واعتنى بها فانه يدخل الجنة ويباعد من النار فانه يدخل الجنة ويباعد من النار ثم بين له النبي عليه الصلاة والسلام اعمالا يترقى بها في درج الخير. ومنازل الفلاح والرزق قال الا ادلك على ابواب الخير وهذا الذي سيبينه عليه الصلاة والسلام هو من الرغائب والمستحبات وليس من الفرائض والواجبات. قال الا ادلك على ابواب الخير؟ يعني انتهى الجواب اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار انتهى الجواب بقوله تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت لكن زاد النبي عليه الصلاة والسلام امورا يترقى بها الانسان وتعلو درجاته ومنازله في الجنان وهذا من كرم النبي عليه الصلاة والسلام في التعليم والبيان اتى بالجواب وبامور عديدة اخرى نافعة مكملة ومتممة للمقصود والمطلوب. قال الا ادلك على ابواب الخير وقوله عليه الصلاة والسلام الا ادلك هذا من جمال بيانه وكمال نصحه صلوات الله وسلامه عليه الا ادلك هذا اسلوب حظ وترغيب وحث على الخير وتشويق للعلم وظبطه الا ادلك على ابواب الخير قال الصوم جنة اي جنة لصاحبه من النار ودنة لصاحبه من الذنوب والمعاصي. الصوم جنة يستجن به صاحبه من النار من صام يوما في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفا وفي الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام يا ايها الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فمن لم يستطع فعليه بالصيام فانه له وجاء. اي له جنة ووقاية. يباعده عن فعل الحرام الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. وهذا فيه فضل الصدقة النافلة. قوله الصيام جنة في فضل التنفل بالصيام والصدقة تطفئ الخطيئة فيه فضل التنفل بالصدقة والنفقة في سبيل الله والمذكور هنا في قوله الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل من جوف الليل هذه كلها نوافل زائدة على الفرائض بفعل العبد لها ترتقي درجاته وتعلو منازله عند الله. قال والصدقة تطفئ خطيئة كما يطفئ الماء النار. ونحن نعلم اننا اذا صببنا الماء على النار طفأت تماما والماء عدو النار اذا صب عليها اطفأها وهنا يقول عليه الصلاة والسلام الصدقة تطفئ الخطيئة. كما يطفئ الماء النار. وهذا فيه ان الصدقة من اعظم الاسباب في تكفير السيئات والتطهير منها والتنقية من دنس الذنوب. قال وصلاة الرجل من جوف الليل وهذا فيه فظل قيام الليل. وقيام الليل نافلة. لكن ثوابه عند الله سبحانه وتعالى عظيم. واجره جزيل وفي جوف الليل ينزل الله سبحانه وتعالى الى سماء الدنيا كل ليلة. يقول من يسألني فاعطيه من يدعوني فاستجيب له. من يستغفرني فاغفر له قال وصلاة الرجل من جوف الليل ثم تلا تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم فهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون ثم قال صلوات الله وسلامه عليه الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروتي وهذا ايضا من جمال البيان وكمال التعليم والتشويق الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه هذه امور ثلاثة الا تريد ان ان اخبرك عنها وان ابينها لك؟ قلت بلى يا رسول الله. قال رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد قال رأس الامر الاسلام ومعلوم مكانة الرأس من الجسد وجسد بلا رأس لا حياة له. جسد فصل منه رأسه لا حياة له. فمعلوم مكانة الرأس من الجسد قال رأس الامر الاسلام. والمراد بالامر هنا اي الدين. دين الله سبحانه وتعالى مثل ما قال عليه الصلاة والسلام في حديث اخر من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. امرنا اي ديننا. المراد بالامر اي الدين. من في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اي من احدث في ديننا فقول هنا رأس الامر الاسلام الامر اي الدين. رأس الدين الاسلامي. والمراد بالاسلام استسلام لله بالتوحيد والاخلاص فهذا تأكيد لمقام التوحيد قد مر معنا مقام التوحيد في قوله فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا هذا هو رأس الامر ان تكون مسلما مخلصا لله تبارك وتعالى. متذللا خاضعا لله محققا العبودية لله جل وعلا. الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والبراءة من الشرك. والانقياد له بالطاعة هذا هو الاستسلام. ان يكون العبد منقادا مخلصا بريئا من الشرك بعيدا عنه فهذا وراء في الامر وهذا فيه بيان مكانة التوحيد والاخلاص من الدين. وانه اساس لا يقوم الدين الا عليه قال وعموده الصلاة. والمراد بالصلاة هنا اي الصلاة المفروضة التي مر ذكرها قريبا وعموده الصلاة. وهذا فيه ان الصلاة مكانتها من الدين مكانة العمود من البناء وكما ان البناء لا يقوم الا على عماده فكذلك الدين لا يقوم الا على الصلاة وقد دلت النصوص ان تارك الصلاة كافر. قال لقد قال عليه الصلاة والسلام العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. فاذا لم يكن هذا العماد قائما موجودا فان الدين يبطل فالصلاة لها مكانتها العظمى ومنزلتها العليا من دين الله فمكانتها من الدين مكانة العماد من البناء. والبيت لا يبتلى الا باعمدة ولا عماد اذا لم ترسل اوتادوا. قال وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. والسلام يأتي في اعلى آآ يكون في الاعلى ويكون له الرفعة. فذروة سنام الدين لا تبلغ الا جهاد ذروة سنام الدين لا تبلغ الا بالجهاد. والجهاد يتناول جهاد النفس على كما قال عليه الصلاة والسلام والمجاهد المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ويتناول مجاهدة الشيطان بالبعد عن مكره وكيده ووساوسه ويكون بمجاهدة الاعداء ثم قال عليه الصلاة والسلام الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ يعني هل تريد ان اخبرك بامر يجمع لك كل ذلك ويكون فيه جماع الامر وحيازة الخير؟ قلت بلى يا رسول الله. فاخذ بلسانه قال كف عليك هذا فاخذ بلسانه قال كف عليك هذا. اي احفظ لسانك. وكن على خيانة عظيمة للسان ومحافظة عليه. قال كف عليك هذا. اي كف لسانك من الكلام ومن الحديث الا في امر تتحقق من خيريته وفائدته. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. ينظر فيما يقول ويتفكر ان كان خيرا قال والا صمد لان الكلام عندما تتفكر فيه او عندما تتفكر فيما ستقول اما ان تبين لك انه خير فتقل ولا حرج عليك تقوله ولا حرج عليه واما ان يتبين لك انه فتمتنع من قوله واما ان يشتبه عليك لا تدري هل هو من الخير او من الشر وهذا ايضا يجب عليك ان تبتعد عنه. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال فمن اتقت شبهات وقال دع ما يريبك الى ما لا يريبك فاذا فاذا عندما تريد ان تتكلم تتفكر في الكلام اولا. ان كان خيرا قله ولا حرج ان كان شرا اياك واياه. وان كان مشتبها عليك لا تدري هل هو من الشر او من الخير فاتقه. فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه قال كف عليك هذا. اي امنع لسانك من الكلام الا فيما فيه خير. معاذ لما بين له عليه الصلاة والسلام هذه المكانة للسان والخطورة العظيمة له قال كف عليك هذا اخبره ان هذا النداء ملاك الامر قال يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به اي هل سيحاسبنا الله ويعاقبنا يوم القيامة على الكلام؟ الذي نتكلم به ويخرج من السنتنا قالت ثكلتك امك. وهل يكب الناس في النار على وجوههم او على مناخرهم الا حقائد الالسنة حصائد السنتهم فهذا فيه ان اكثر ما يكون سببا لدخول الناس النار يوم القيامة قصائد اللسان اي ما يقوله المرء بلسانه. و قوله عليه الصلاة والسلام حصائد اللسان المراد به جزاء الكلام المحرم وعقوبته وهذا فيه ان الانسان عندما يتكلم بمثابة الزارع الذي يزرع فان زرع خيرا حصد يوم القيامة ما زرع حصد خيرا. وان زرع شرا حصد يوم القيامة ما زرع من زرع خيرا من قول او عمل حصد يوم القيامة الكرامة ومن زرع شرا من قول او عمل حصد غدا يوم القيامة الندامة. فاذا كلمات الانسان اقواله التي يتكلم بها هي بمثابة الذرع. ولهذا يجب على الانسان ان يكون لسانه عن كل كلام يفضي به الى نيل العقوبة. وحصول الاثم يوم القيامة ومعصية اللسان يدخل فيها الشرك وهو اعظم الذنوب. ويدخل فيها القول على الله بغير علم. وهو قرين الشرك. ويدخل فيها شهادة في الزور التي عدلت الاشراك بالله ويدخل فيها السحر والقذف ويدخل فيها الكذب والنميمة والغيبة وانواع المعاصي القولية قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا يفخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون. يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن. ان الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا. ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم ومما ينبغي ان يعلم هنا ان اللسان خطورته بالغة ومن خطورته ان خطره ليس مقتصرا عليه بل على الاعضاء كلها. لان اعضاء الانسان من يد وقدم وسمع وبصر تتأثر باللسان تأثرا شديدا. كما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان. تقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا. الشاهد ان هذا الحديث حديث معاذ رضي الله عنه جدير بان يحفظ وجدير بان يفهم وجدير بان يعمل به فمن حفظ هذا الحديث وفهمه وعمل به دخل يوم القيامة الجنة. اسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه وان يصلح لنا شأننا كله وان يمن علينا بالجنة وما قرب اليها من قول وعمل وان يعيذنا من النار وما قرب اليها من قول وعمل وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا. وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم الاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم. جواد كريم. والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. هنا السؤال ما هي كفارة بالغيبة وكذلك كفارة النميمة. اولا هذا السؤال يدل على ويدل على استفادة من هذا الحديث حديث النبي عليه الصلاة والسلام ولا شك ان المرأة العاقلة اذا تأملت في هذا الحديث وتأملت في مضامينه فانه يحدث في قلبها توبة ورغبة في الخير وبعدا عن الشر. فنسأل الله عز وجل ان يوفق هذه السائلة والاخوات جميعا الى التوبة النصوح والى حسن الاستفادة من كلام رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. هذه السائلة تقول ما هي كفارة الغيبة؟ وكذلك كفارة النميمة وهل ذكر المرأة لسوء معاملة زوجها لها او وتقصيره معها يعتبر غيبة آآ اولا كفارة الغيبة بالتوبة الى الله تبارك وتعالى من هذا الذنب وكذلك بالتوبة اليه سبحانه وتعالى من النميمة. وقد جاء في الحديث لا يدخل الجنة قتات اي نمام. والنمام هو الذي ينقل الكلام بين الناس على وجه الافساد بغية ايقاع العداوات بين الاخوان وبين المصطفافين والمتحابين ليفرق بينهم وقد قال بعض السلف النمام يفسد في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة و كفارة الغيبة والنميمة تكون بالتوبة الصادقة النصوح الى الله جل وعلا من هذا الذنب وان يكون صادقا في توبته. ثم هل يعتذر ممن اغتابه؟ او لا يعتذر اذا كان اعتذاره منه يترتب عليه شيء من المفاسد فان درء المفاسد مطلوب واذا كان يخشى ان يترتب على ذلك مفسدة فانه يكتفي بذكر محاسن من اغتابه في المجالس التي اغتابه فيها. والثناء عليه الخير والدعاء له. واما النميمة فاذا كان افسد فان من توبته يسعى في اصلاح ما افسده بدل ان كان مفسدا لذات البين يكون مصلحا لذات البين والحسنات يذهبن السيئات وذكر المرأة لسوء معاملة زوجها او لتقصيره معها يكون على حالتين. اما ان تكون تذكر ذلك في المجالس مع النساء للتسلية اه مجرد ذكر الاخبار وهذه تتحدث عن زوجها وتلك عن زوجها ليس على سبيل المشاورة والتبصر في الامر بل بعض النساء ربما تذكر المساوئ لتضحك وتضحك فهذه ولا تكريبة وذكر للزوج بما يكره فيدخل في الغيبة التي حرمها الله جل وعلا. اما اذا كانت المرأة يعاملها زوجها معاملة سيئة فلقيت اختا ناصحة فعرظت عليها تلك المعاملة من باب المشاورة في الحل وكيفية التعامل معه فهذا ليس غيبة الذم وليس بغيبة في ستة متظلم ومعرف ومحذر ولمظهر فسقا ومستفت ومن طلب الاعانة في ازالة منكر. فاذا كان المراد المشاورة والبحث عن الحل آآ آآ الاستنصاف فهذا لا بأس به. اما اذا كانت تذكر مساوئ الزوجة وتقصيره على سبيل التندر وملء المجالس وكل مرأة تأتي وتذكر شيئا من اعمال زوجها او تصرفاته فهذا امر لا يجوز وهذه تقول هل يجوز السفر الى بلاد الكفار اذا كان هناك ضرورة لذلك السفر مع وجود دين يحجز صاحبه عن الشهوات وعلم يقي صاحبه من الشبهات فانه لا بأس به. وهذا سؤال عن الاستخارة تكون مع التردد بين امرين هل تكون مع التردد بين امرين؟ ام عند العزيمة على فعل احدهما يستقيل؟ الاستخارة تسرع للمسلم الامر الذي يقدم عليه ولم يستدل له امره اما زواج او تجارة او سفر او نحو ذلك فانه يستخير الله فيه. اما الامور الواضحة البينة التي امرها واضح بالادلة فهذه لا يفعلها المرء بدون استخارة الاستخارة تكون في الامر الذي يتردد فيه هل يتزوج بفلانة او لا هل يسافر الى المكان الفلاني او لا؟ ونحو ذلك هل يدخل في هذه التجارة او لا يدخل وهذه تقول ما هي الكتب المختصرة في العقيدة التي تصلح للمبتدئ وتنصحون بقرائتها؟ الكتب في هذا الباب كثيرة لكن اول ما يعتنى به يعتني به المبتدئ آآ الاصول الثلاثة شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وكذلك كتاب الاربعين للامام النووي انصح كثيرا بهذا الكتاب حفظا ومدارسة له هذا سؤال اخير تقول السائلة ما حكم من ابتليت بالهم والحزن؟ فلا تستطيع الصلاة في وقتها وتصلي فلا تستطيع القيام مما لاحساسها بالثقل ومن اسباب مرضها من اسباب همها انها مرضت بالسحر وظلم زوجها واهلها واتهامها بالجنون على كل حال آآ على هذه السائلة ان تعالج هذا الذي اه اصابها باللجوء الى الله هو سبحانه وتعالى الشافي لا شفاء الا شفاؤه وان تعتني بالاذكار التي تتعلق بالهم. والغم والكرب ولا سيما ما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اصاب عبد هم ولا حزن قال اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك. اسألك بكل من هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب وغمي ولي شريطين لو ان الاخت السائلة حصلت عليهما ارجو ان يكون فيهما فائدة لها اثر في الاذكار في طرد الهموم والغموم وعسرة اسباب في علاج السحر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله