السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ايها الاخوة الكرام احمد الله الكريم اليكم ان يسر هذا الجمع وان من علينا جميعا بهذا اللقاء في هذه الليلة الطيبة من ليالي رمضان وفي هذه الواحة واحة الايمان جعل الله سبحانه وتعالى لهذه الواحة من اسمها اوفر نصيب وبارك في هذه الجهود التي تقدم في هذه الواحة والتي تنظمها القصباء شكر الله جهود القائمين على هذه الترتيبات وثقل بها موازينهم اجمعين ونفع بها انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل ثم ايها الاخوة الكرام حديثنا هذه الليلة في هذه الواحة واحة الايمان عن زينة الايمان تلكم الزينة العظيمة التي لا توازيها زينة ولا ولا تدانيها وهذه الزينة هي منة الله سبحانه وتعالى على من شاء من عباده فليس كل الناس يوفقون لهذه الزينة العظيمة وينالون هذه الحلية المباركة. وانما ينالها من يكرمهم الله سبحانه وتعالى ويمن عليهم بهذا المن العظيم وهو المال وحده وبيده الفضل يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وتأملوا ايها الاخوة الكرام بهذا المقام العظيم قول ربنا عز وجل في سورة الحجرات واعلموا ان فيكم رسول الله لو نطيعكم في كثير من الامر لعنتم ولكن الله حبب اليكم الايمان ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان قال جل شأنه حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وهذه منة لا ينالها كل احد وانما ينالها من عباد الله من يفوز بهذا الاكرام ويحظى بهذا المن حبب زينه فهذا من الله سبحانه وتعالى وفضله عز شأنه يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم ولما ذكر الايمان لم يعطف عليه اعمال الايمان ورغائب الدين والاخلاق التي يدعى اليها المسلم لانها كلها داخلة فالايمان ويشملها مسماه فمعنى قوله جل شأنه حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم يتناول الايمان الذي هو في القلب عقيدة وايمانا واقرارا ويتناول كذلك اقوال اللسان وما يكون باللسان من ذكر وشكر وثناء وحمد وتكبير وتهليل وغير ذلك من اقوال الايمان وكذلك تتناول هذه الزينة زينة الايمان بالجوارح او تزيين الجوارح بالايمان بان تكون الجوارح عاملة باعمال الايمان مواظبة على طاعات الدين. فهذه حلية المؤمن حق وزينته. وجماله ومن علي من هذه الزينة فلا زينة له ولو كان يلبس اجمل حلة ويكتسي اطيب الثياب ويركب احسن المراتب من عري من زينة الايمان عري من حقيقة الزينة بان زينة الايمان ولباسه باق مع العبد في دنياه واخراه يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ولباس التقوى ذلك خير. ولباس التقوى هو لباس الايمان. ووزينة الايمان. وهو التحلي بالايمان قال ولباس التقوى ذلك خير فمن كان متحليا بهذه الحلية حلية الايمان فانها حلية باقية وزينة مستمرة مع صاحبها في دنياه واخراه لكن اصحاب الزينة التي هي الزينة الحلل والثياب واللباس والريش فهذه ليس منها شيء يدخل معهم في قبورهم اطلاقا الا لفافة يلف بها ويدرج في قبره ثم سريعا ما تبلى. وتأكلها الارض لكن زينة الايمان زينة باقية ومستمرة ولهذا لا مقارنة بين الزينتين لا مقارنة بين الزينتين ولا بين هاتين الحليتين العظيمتين ومن من الله سبحانه وتعالى عليه بالامرين معا فهذا خير على خير. فهذا خير على خير اما اذا ضاعت حلية الايمان وزينته فهذا عين الضياع. وتمام الخسران وحقيقة قال ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم لما ذكر الايمان لم يعطف عليه شيئا ولكنه جل شأنه لما ذكر الكفر قال وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان وهذه الامور الثلاثة المذكورة في مقابل الايمان مقابل زينة الايمان مقابل علية الايمان هذه الامور الثلاثة منها ما ينقض الايمان من اصله ومنها ما ينافي كمال الايمان الواجب. ومنها ما ينافي كماله المستحب ذلك ان امور الايمان الداخلة في مسماه تنقسم الى ثلاثة اقسام قسم هو من اصل الايمان واساس في الدين وقسم هو من كمال الايمان الواجب وقسم هو من كمال الايمان المستحب. وكلها يتناولها الايمان بمشموله العام وينتظمها في مسماه ومدلوله ولهذا لما ذكر ما يضاد الايمان ذكر ما ينقض الايمان وما ينقص الايمان لان الايمان له نواقض وله نواقص له نواقض تهدمه من اساسه وله نواقص وهي على قسمين قسم نقص في كمال الايمان الواجب وقسم نقص في كمال الايمان المستحب وتأمل هذا التفصيل في قوله وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان لان من الامور التي تتنافى مع الايمان سواء في اصله او في كماله الواجب او في كماله المستحب منها ما هو كفر وبدأ به لخطورته قال وكره اليكم الكفر منها ما هو كفر ومنها ما هو فسوق وليس بكفر وهو ما ينافي كمال الايمان الواجب ومنها ما هو عصيان وليس فسقا ولا كفرا. وليس فسقا ولا كفرا ومنة الله سبحانه وتعالى على المؤمن الصادق انه كره الى قلبه هذه الامور الثلاث كلها وانتبه لهذا رعاك الله من منة الله سبحانه وتعالى على المؤمن الصادق انه جل شأنه كره اليه هذه الامور الثلاثة كلها كره اليه ما ينقض الايمان وما ينقص كما له الواجب وما ينقص كماله المستحب. قال وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان ومن كانوا بهذا الوصف اي زين الايمان في قلوبهم وحبب اليهم وكره اليهم الكفر والفسوق والعصيان من كانوا بهذا الوصف اولئك هم الراشدون والرشاد ضد الغيب كما ان الضلال ضد الهداية والراشد من عباد الله هو الذي وفقه الله سبحانه وتعالى للعلم النافع فهما له وعملا به فاذا كان على عناية بالعلم النافع وعمل به فهو راشد فاذا كان على علم بدون عمل فهو ظالم واذا فهو ضال لعدم علمه اذا كان لا يعلم فهو ظال. واذا كان يعلم ولا يعمل فهو غاوي وهنا وصفهم الله سبحانه وتعالى بالرشاد. قال اولئك هم الراشدون. اي الذين ازدانوا بالايمان علما به وعملا علما به وعمله ثم توج ذلك سبحانه وتعالى بقوله فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم اي ان هذا التوفيق للتزين بزينة الايمان والتحلي بحليته المباركة في هذه الحياة الدنيا هذا فضل الله سبحانه وتعالى ومنه جل شأنه على من شاء من عباده. فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم. وفي القرآن ايات عديدة تقرر هذا المعنى. وتؤكد على ان حصول العبد على الايمان الله عليك ومحض فضله وتيسيره سبحانه وتعالى كقوله جل شأنه في السورة نفسها يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين ويقول جل شأنه ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء ولكن الله يزكي من يشاء فهي منة الله وفضله سبحانه وتعالى على من شاء من عباده والله ذو الفضل العظيم وها هنا عندما يدرك العبد هذه الحقيقة العظيمة ويستشعر هذا المدلول يستشعر في الوقت نفسه افتقاره الشديد الى ربه سبحانه وتعالى في ان يمن عليه بالهداية وان يمن عليه بالثبات وان يسلم قلبه من زيغ الغلو ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ولهذا جاء في الحديث الصحيح حديث ام سلمة وغيرها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما فيقول في دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت قلت يا رسول الله او ان القلوب لتتقلب قال ما من قلب الا هو بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء ان شاء اقام وان شاء ازاغه. ولهذا كان كثيرا ما يدعو صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء العظيم والله تعالى يقول يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء والشاهد ان العبد اذا استشعر ذلك احس بعظيم افتقاره الى الله وشديد احتياجه اليه. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد وتأمل تأكيد هذا المعنى وتقريره في قول ربنا جل شأنه في الحديث القدسي المخرج في صحيح مسلم يا عبادي كلكم ضال. الا من هديته كلكم عار الا من كسوته وتأمل ذكر ربنا جل شأنه في هذا الحديث القدسي بالزينتين. وان كلا منهما منة الله كلكم ضال الا من هديتم. وكلكم عار الا من كسوته فمن وفق للزينة الايمان فهذه منة الله عليه ومن وفق لزينة اللباس فهذه ايضا نعمة الله سبحانه وتعالى عليه. فان الله عز وجل هو الذي اطعم واكسب واغنى واعطى ومنع وخفض ورفع. والامر له جل شأنه. ما لك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويظل من يشاء ويهدي من يشاء. تبارك وتعالى فاذا استشعر العبد هذا المعنى قوي في تحقيق الافتقار والافتقار عبودية عظيمة جدا ومنزلة مباركة من منازل السائرين الى الله سبحانه وتعالى والصحب الكرام يوم الاحزاب وكانوا يحفرون الخندق يقولون والله لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا. فانزل سكينة علينا وثبت الاقدام الاقينا اي ان هذا كله فظله ومنه سبحانه وتعالى واذا ادرك العبد هذه الحقيقة احتاج في هذا المقام الى امرين عظيمين واصلين جامعين هما اساس الخير الاول الاستعانة بالله وحسن التوكل عليه واظهار الافتقار اليه ودعاؤه وسؤاله وطلبه والالحاح عليه دعاء فقير ذليلا منكسر بين يدي ربه سبحانه وتعالى يرجو رحمته. ويخاف عذابه. اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. ان عذاب ربك كان والامر الثاني ان يجاهد نفسه على تحقيق الايمان وتقوية الصلة بالرحمن والمواظبة على طاعة الله سبحانه وتعالى ولا سيما فرائض الدين وواجباته لان الله سبحانه يقول في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما فرضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها. ورجله التي يمشي عليها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذ بي لاعيذنه وهذان الاصلان العظيمان جمعا في قوله تعالى فاعبده وتوكل عليه. وفي قوله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله فاذا وفق العبد لهذين الاصلين حاز الخير ونال السعادة وتحقق له الفلاح باذن الله سبحانه وتعالى ان يكون دائما ملحا وسائلا وطالبا من الله وفي الوقت نفسه ان يكون مجاهدا نفسه على فعل الاسباب النافعة المقربة الى الله عز وجل. والله يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبل وان الله لمع المحسنين وقد جاء في السنن الكبرى لابن ماجة السنن الكبرى للنسائي وغيره من حديث عمار ابن ياسر رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يقول في دعائه في صلاته اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خير الليل الى ان قال اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير راء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين وهذا دعاء كان يقوله نبينا عليه الصلاة والسلام في صلاته ويأتي به قبل السلام وهم من او من من المواضع العظيمة في الصلاة التي يتحرى فيها الدعاء فكان يسأل الله عز وجل هذا السؤال اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين فما اجمل ان تتكره ان تتكرر هذه الدعوة المباركة على لسان العبد مستشعرا معناها مستشعرا افتقاره الى هذه الزينة العظيمة التي هي منة الله عز وجل على من شاء من عباده وثبت في صحيح مسلم من حديث زيد بن ارقم رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه ثم اتي نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها قال وزكها انت خير من زكاها. زكها اي بالايمان واعمالك. انت خير من زكاها انت وليها ومولاها وتأمل ختم هذا الدعاء بهذا التوسل الى الله بهذين الاسمين الولي والمولى. وهما اسمان لله جل وعلا من اسمائه الحسنى وفي التوسل بهذين الاسمين العظيمين استشعار لولاية الله الخاصة وتوليه لعبده المؤمن بالتوفيق للايمان والتثبيت على الدين والحفظ من الفتن والاعادة من زيغ القلوب. هذا كله بيد الله عز وجل بيد الولي المولى سبحانه الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت. يخرجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون فهذه دعوة عظيمة صحت وثبتت عن نبينا عليه الصلاة والسلام وزكها انت خير من زكاها والله يقول في القرآن الكريم بل الله يزكي من يشاء التزكية بالايمان هذه فظل الله ومنته سبحانه وتعالى والايمان هذه الزينة المباركة والحمية العظيمة تتناول كما اسلفت تزين القلب بعقائد الدين واعمال القلوب فمن زينة الايمان بل من الاصول التي لا تقوم زينة الايمان الا عليها اركان الايمان الستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره فهذا اساس زينة الايمان الذي عليه تقوم فاذا انتفى شيء من هذه الاصول او انتفت بطلت الاعمال كلها وانهدمت الزينة من اساسها كما قال الله سبحانه وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد هبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين وقال جل شأنه ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا فهذه الامور او هذه الاصول اسس لزينة الايمان لا قيام عليه لا قيام للايمان الا عليها او لا قيام لزينة الايمان الا عليها ثم يأتي بعد ذلك اعمال الدين ولا سيما فرائض الدين وواجباته الصلاة زينة والصيام ونحن في شهره زينة والحج زينة والزكاة زينة وكل طاعة يتقرب بها المسلم الى ربه تبارك وتعالى هي زينة للمؤمن. وحين له وجماله وبهجة لقلبه وقرة لعينه وزكاة لحاله وحياته وكذلك اقوال الدين اقوال الدين الذي التي باللسان كلها داخل وهي زينة للعبد وجمال له ونور وضياء كذلك ما يكون في القلب من الاعمال الفاضلة كالحياء الحياة زينة والخشية والانابة والتوكل والرجاء والخوف وغير ذلك. هذه كلها من زينة الايمان وجماله اخلاق الدين وادابه عنوان على جمال العبد ودليل على حلاوة سلوكه وزين مسلكه وجماله بينما من كان منزوع الاخلاق عاريا من الاداب فهو بعيد عن الزينة والجمال ارأيت لو قابلت شخصا لقيك باجمل حلة واطيب لباس واحسن رائحة عطر ثم عاملك بخلق فضل واسلوب غليظ وعبارات قاسية لا ترى فيه جمالا ما ترى عينك فيه جمالا اطلاقا لان الانسان اذا انتزعت منه اخلاق الدين وجماله واثابه اصبح علي من الزينة وان تجمل بانواع من اللباس فهذا معنى عظيم كم هو جميل بعبدالله المؤمن ان يستشعره في هذه الحياة وان يجاهد نفسه على التحلي بهذه الحلية المباركة والزينة العظيمة زينة الايمان التي تجمع كما اسلفت الدين كله واختم بتلخيص فهذه الزينة وجماع امرها وشمولها بجميع معانيها في خمسة احاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام قد جمعت هذه الاحاديث الخمسة جميع ما تحتويه زينة الايمان وحليته وقل ان يخلو منها كتاب لاحد من ائمة السلف الف في بيان الايمان. سواء منها المتقدم او المتأخر اول هذه الاحاديث حديث ابن ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين في ذكر وفد عبد القيس وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال امركم بالايمان بالله اتدرون ما الايمان بالله؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال الايمان بالله شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الى اخر الحديث والحديث الثاني حديث جبريل المشهور وفيه ان جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان فقال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره فدل هذان الحديثان على ان الايمان يشمل ويتناول في مدلوله ومسماه يتناول اه عقائد الدين التي قيامها في قلب المؤمن ومنها تنبع اعمال الدين وطاعاته الزاكية واخلاقه الفاضلة ويتناول ايضا في الوقت نفسه يتناول ايضا في الوقت نفسه اعمال الدين ولا سيما فرائض الاسلام وواجبات الدين العظيمة فهي داخلة في زينة الايمان وجماله كما يشهد لذلك حديث وفد عبد القيس والحديث الثالث حديث ابي هريرة في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان والحياء شعبة من شعب الايمان. هذا حديث مبارك في شرح زينة الايمان وحميته والكلام في معنى الحديث ودلالاته يطول والحديث الرابع حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن وفي هذا دلالة بينة على ان هذه الحقرات والامور السافلات والافعال الشنيعات تؤثر في الايمان تأثيرا عظيما حتى ان النبي عليه الصلاة والسلام نفى الايمان عن مرتكبي هذه الامور والمراد بنفي الايمان عن نفي كمال الايمان الواجب لا نفي اصله واساسه كما هو معلوم ومتقرر في عقيدة اهل السنة والجماعة ويستفاد من هذا الحديث فائدة عظيمة الا وهي ان الايمان كما انه يشمل الاعمال الزاكية والطاعات الفاضلة فانه كذلك يشمل البعد عن المحرمات واجتناب الاثام واذا وقع الانسان في شيء من هذه الخسائس والحقارات فان هذا تسبب منه لنفسه بالبعد عن زينة الايمان وجماله وكم لهذه الاعمال من ضرر بين حتى في صورة الانسان الظاهرة حتى في صورة الانسان الظاهرة وهذا تحدث عنه اهل العلم كثيرا كيف ان المعصية تؤثر على الانسان في جمال وجهه وجمال هيئته فان اهل المعاصي كما قال الحسن البصري او الفضيل ابن عياض قال انهم وان طقطقت بهم البغال املجت بهم البراذين يأبى الله الا ان يكون ذل المعصية ظاهر على وجوههم فهذه من حقارات تؤثر على الانسان في حليته وجماله والحديث الخامس من هذه الاحاديث حديث سفيان ابن عبد الله الثقفي الذي قال فيه للنبي صلى الله عليه وسلم قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيره. قال قل امنت بالله ثم استقم وهذا فيه التأكيد على ان العبد اذا وفق للايمان فليحرص على الاستقامة عليه لان من الايمان ايمان لا يثبت من الايمان ايمان لا يثبت. روى ابو الدرداء في دعاء كان يدعو به رواه عنه ابن ابي شيبة في كتابه الايمان يرويه ابن ابي شيبة في كتاب الايمان عن معاوية ابن قرة عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه كان يقول في دعائه اللهم اني اسألك ايمانا دائما وعلما نافعا وهديا قيما. هذا دعاء عظيم جدا قال معاوية في تعليق على هذا الحديث وبيان معناه قال فان من الايمان ما ليس بذلك ومن العلم ما ليس بنافع ومن الهدي ما ليس بغيره فسأل ابو الدرداء ربه سبحانه وتعالى ان يمن عليه بالايمان الدائم والعلم النافع والهدي القيم. وهذه الثلاث اذا اجتمعت للعبد المؤمن اجتمع له الخير وبهذه الدعوة المباركة اختم هذا الحديث اللهم انا نسألك ايمانا دائما وعلما نافعا وهديا قيما. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموتى راحة لنا من كل شر ووفقنا اللهم لما تحبه وترظاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال سميع الدعاء يا مجيب النداء والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ. واحسن وشكرا وشكرا لكم ايها الاخوة على الحضور و في ختام هذه المحاضرة نعلن للاخوة عن اسم فارس بالامس وهو يحيى احمد محمد واما سؤال المسابقة لهذه المحاضرة الشيخ نعم فهو ما هي الاحاديث الخمسة؟ التي جمعت سيرة الامام. ذكر الشيخ خمسة احاديث جمعت زينة الامام. فضيلة الشيخ هل المبادرة والتكلف في الحياء والكرم من الايمان المبالغة والتكلف في الحياء والكرم من الايمان اذا كان اذا كان الحياء في حدود ما يقتضيه الحياة من لزوم لاداب الشريعة واخلاقها الفاضلة لان الحياء خلق يقوم بقلب المؤمن يترتب عليه تحليه بالفضائل وتخليه من الرذائل فاذا كان هذا مؤدى الحياة فهذا امر حسن وعظيم. اما اذا كانت هذه المبالغة في الحياء تخرج الانسان عن هذا النطاق او توقعوا في الاخلال بهذه الامور فهذا لا يحمد وكذلك الكرم اذا وصل الى حد الاسراف والتبذير واضاعة المال والمفاخرة بذلك ونحو ذلك هذا ايضا يكون خروج عن حد الكرم المطلوب. نعم احسن الله اليكم فضيلة الشيخ وسؤال اخر ما هي احب الاعمال الى الله التي تزيد في معنى جاء احاديث كثيرة في هذا الباب وكل في مقامه وكل في مدلوله. فمثلا جاء الحديث القدسي المتقدم الاشارة اليه ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته اليه عليه. هذا دليل على ان احب العمل الى الله الفرائض والواجبات فرائض الدين وواجباته وتأتي ايضا في مقام اخر في باب المفاضلة بين الاعمال وفضلها يقول عليه الصلاة والسلام احب العمل الى الله ادومه وان قل فهذا السؤال له جوانب عديدة وفي كل جانب من تأتي احاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين الامر نعم