الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين وقيوم السماوات والاراضين واشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد ولد ادم اجمعين صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فاولا ايها الاخوة الكرام هذه ساعة طيبة ولحظة كريمة اجتمع فيها باخوة افاضل واحبتي الاكارم على مأدبة مباركة. في اشرف امر واعظم مقصد الا وهو الاعتقاد وتوحيد رب العالمين جل شأنه ولا يفوتني في بدء هذا اللقاء ان اشكر لدائرة الاوقاف في دولة الكويت تكرمهم بالترتيب والتهيئة لهذا اللقاء سائلا الله جل وعلا ان يثيبهم على هذا الجهد وعلى ما يقومون به من جهود مبارك في خدمة دين الله تبارك وتعالى. كما انني ايضا اشكركم ايها اخوة الكرام على حضوركم واستماعكم واسأل الله عز وجل ان يجعل ذلك في موازين حسناتكم وان يتقبل منكم هذا الحضور وهذا الاستماع بقبول حسن والا يكيلنا جميعا الى انفسنا طرفة عين وان يصلح لنا شأننا كله ما شاء الله لا قوة الا بالله ايها الاخوة الكرام ايضا انبه في بدء هذا اللقاء انني لست في هذا المكان معلما فالاخوة على مستوى ولله الحمد من العلم والفهم والدراية والاطلاع ولكنني اعتذر نفسي بين اخواني ومع احبتي اتذاكر معهم مسائل العلم مما قد يكون جل الاخوة او اكثرهم اعلم بذلك مني لكننا على سبيل المذاكرة والمراجعة آآ التأمل في معاني هذا الباب الذي الحاجة الى مذاكرتها ماسة في كل وقت وحين ولعل من اللطائف الشريفة العلية في هذا الباب ان الله عز وجل اعقب قوله في خواتيم سورة الذاريات وذكر فان الذكر تنفع المؤمنين بقوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وفي هذا لفتة عظيمة الى ان اعظم ما يذكر به وتعقد المجالس لتذاكره هو التوحيد الذي خلق الخلق لاجله واوجدوا لتحقيقه اذ هو اعظم المطالب واجل المقاصد وانبل الاهداف فهو الغاية العظمى التي خلق الله تبارك وتعالى الخلق لاجلها. واوجدهم تحقيقها وهو الذي لاجله ارسل الله عز وجل رسله الكرام وانزل كتبه العظام ولاجله خلق الجنة والنار وانقسمت الخليقة الى فريقين مؤمنين وكفار والحديث في لقاؤنا هذا حول منهج اهل السنة والجماعة في هذا الباب الشريف. وفي هذا المطلب المنيف وبيان المسلك الذي كانوا عليه رحمهم الله تعالى ووفقنا لحسن اتباعهم وسلوك منهاجهم. والسير على منوالهم وقد اورد الامام ابن ابي شيبة في كتابه الايمان وكذلك في كتابه المصنف المعروف اثرا صحيح الاسناد الى الصحابي الجليل ابي الدرداء رضي الله عنه انه كان يقول في دعائه اللهم اني اسألك ايمانا دائما وعلما نافعا وهديا قيما قال معاوية ابن قرة راوي هذا الاثر عن ابي الدرداء قال فان من الايمان ما ليس بداء ومن العلم ما ليس بنافع. ومن الهدي ما ليس بقيم وهذا كما انه دعاء فهو في الحقيقة رسم منهج للمسلم في هذا الباب العظيم والاصل المتين قال اللهم اني اسألك ايمانا دائما وعلما نافعا وهديا قيما واشرع الان في بعض التفاصيل حول فهذا المنهج وان كان الحديث في هذا الباب واسع ويطول والمدة المحددة اللقاء هي قصيرة في جلستين هذا اليوم ويوم الغد لكن نسأل الله عز وجل بمنه ان يبارك لنا ولكم في اوقاتنا واعمالنا وان يجعلنا جميعا مباركين اينما كنا اولا ينبغي ان يعلم في باب الاعتقاد ان العقيدة التي بها نجاة المرء وفلاحه في دنياه واخراه هي العقيدة التي نزل بها وحي رب العالمين هذا ضابط الباب الجامع. العقيدة التي بها نجاة العبد هي العقيدة التي نزل بها وحي رب العالمين. وما سوى ذلك من العقائد. مما لم ينزل به الله تبارك وتعالى سلطانا لا تكون به نجاة ولا يتحقق به فلاح. ولهذا يمكن ان نقسم العقائد التي يعتقدها الناس الى قسمين لا ثالث لهما عقيدة النازلة وعقيدة نابتة يمكن ان نقسم العقائد التي عليها الناس الى قسمين عقيدة نازلة وعقيدة نابتة وامارة العقيدة النازلة قيام الدليل عليها من وحي الله تبارك وتعالى وتنزيله سبحانه وتعالى كتابا او سنة بحيث يقول المعتقد اعتقد كذا لقول الله تعالى كذا واعتقد كذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا. فيذكر المعتقد مضموما الى دليله من كتاب الله او سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ومن يطالع كتب ائمة السلف رحمهم الله في تقرير الاعتقاد يجد انهم مضوا على هذا المنهج وساروا في هذا الطريق. يذكرون العقيدة ويذكرون دليلها او ادلتها من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فالعقيدة التي هي بهذا الوصف هي العقيدة الصحيحة التي بها نجاة العبد وفلاحه يوم يلقى الله سبحانه وتعالى والدين لله الدين لله سبحانه وتعالى رب العالمين. له من جهة الاذن به وشرعه بين الناس ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله وايضا له سبحانه وتعالى من جهة وجوب التقرب. به اليه وحده دون سواه. فالدين لله اذنا به وهو لله سبحانه وتعالى فلا يتقرب به الا اليه فمن جاء بدينه لم يأذن به الله سبحانه وتعالى واذن الله به. يكون بنزول وحي جل وعلا وتنزيله بشرع هذا الدين والاذن به فان فان من جاء بدين ليس قائما على الابن من رب العالمين بالوحي والتنزيل فانه مردود عليه. وليس مقبولا منه فالعقيدة النازلة اي التي نزلت بوحي من الله عز وجل هذه امارتهم. والعقيدة النابتة التي نبتت في الارض لها ايضا امارة واحدة جامعة وهي عدم وجود الدليل عليها من الكتاب اب والسنة فكل ما لا دليل عليه من الكتاب والسنة من العقائد التي بين الناس فهي عقائد نابتة وكل عقيدة نابتة فهي باطلة. هذا تقعيد في الباب والانبياء عليه صلوات الله وسلامه في ابطالهم للعقائد الزائفة التي بين الناس سلكوا هذا المنهج. وترى هذا في القرآن فيه ايات من ذلكم على سبيل المثال قول يوسف عليه السلام لصاحبي السجن. يا صاحبي السجن فارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان فنص عليه السلام على عدم نزول السلطان بتلك العقيدة. في معرض ابطاله عليه بعقيدته قال ما انزل الله بها من سلطان ويفهم من هذا ان العقيدة الصحيحة والعقيدة القوام هي التي نزل بها سلطان من رب العالمين وما سوى ذلكم من العقائد فهي باطلة لكونها لم ينزل بها من الله سلطان نظير هذا قول الله سبحانه وتعالى في سورة النجم اترأيتم ان اللات والعزى ومناف الثالثة الاخرى الكم الذكر وله الانثى تلك اذا قسمة بيزا ان هي الا اسماء سميتموها ها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ما انزل الله بها من سلطان ولهذا نظائر عديدة في القرآن الكريم ولهذا كل من جاء بعقيدة يطالب بالسلطان والسلطان هو الحجة وسميت الحجة سلطانا بان لها هيبة وقوة وسلطة بحيث لا يكون عنها مناص ويجب ان تتلقى بالقبول والاستسلام فكل عقيدة لم ينزل بها سلطان من الله اي حجة وبرهان من الله رب العالمين فهي عقيدة باطلة فهي عقيدة باطلة والعقائد النابتة التي لا سلطان عليها ولا برهان ولا حجة نازلة من رب العالمين تتفاوت بتفاوت او تتباين بتباين مصادرها وتنوع منابعهم ولهذا من يطالع العقائد النابتة التي بين الناس يجد بينها تفاوتا كبيرا راجع اه اه تفاوتا كبيرا راجعا الى تفاوت المصادر وتباين المنابع فهناك من اقام عقيدته على العقل المجرد وهناك من اقامها على الدور وهناك من اقامها على التجربة وهناك من اقامها على الحكايات والمنامات والقصص والاخبار وهناك من اقامها على الفلسفة وهناك وهناك من مصادر كثيرة جدا اقيمت عليها عقائد اقيمت عليها عقائد لكن الوصول الى الحق والعقيدة الصحيحة من جهتها مسدود بشهادة اساطيل من دخلوا في تلك المسالك ثم اعلنوا ذلك صراحة والسعيد كما يقال من وعظ بغيره والسعيد من وعظ بغيره واذا علم ذلك يتبين اهمية الارتباط الوثيق والاعتصام الكامل بكتاب الله عز وجل وسنة نبي صلوات الله وسلامه عليه في تلقي المعتقد واخذ الديانة وقد صح في الحديث ان نبينا عليه الصلاة والسلام قال تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا. كتاب الله ولتأكيد هذا المعنى ولتأكيد هذا المعنى اشير الى اية وحديث هما عظيمان في هذا الباب الاية هي قول الله عز وجل في خواتيم سورة الشورى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان يقول الله عز وجل مخاطبا نبيه وصفوة خلقه محمد ابن عبد الله صلوات الله والسلام عليه يقول ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا اي الوحي. نهدي به من نشاء من عبادي وانك لتهدي الى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض الا الى الله الامة فقوله جل شأنه لنبيه عليه الصلاة والسلام ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان فيه البيان البين ان الايمان لا يمكن ان تعرف تفاصيله الا هذا النور الذي هو وحي الله جل شأنه وتنزيله لا يمكن ان يعرف بالعقل المجرد او بالرأي او بالدور او بغير ذلك من الامور التي جعلت معتمدا او مستندا او اساسا لمعرفة الايمان. قال ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان والمراد بالايمان تفاصيله. تفاصيل الايمان وما يطلب من المؤمن من عقائد على وجه التفصيل كذلك ما يطلب منه من اعمال اعمال الايمان على وجه التفصيل هذه كلها لا سبيل الى العلم بها الا بالوحي وحي الله عز وجل واما الحديث فهو في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما في ذكر مجيء وفد عبدالقيس الى النبي عليه الصلاة والسلام وقبل قولهم له ان بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضى وانا لا نستطيع ان نأتيك الا في الشهر الحرام فمر بقول فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة فقال امركم بالايمان بالله. قال امركم بالايمان بالله. اتدرون ما الايمان بالله ماذا قالوا قال اتدرون ما الايمان بالله وهؤلاء المخاطبون بهذه الكلمة اهل فصاحة واهل عقل واهل لغة واهل فكر قال اتدرون ما الايمان بالله؟ قالوا الله ورسوله اعلم هذا جوابهم. قالوا الله ورسوله اعلم لماذا قالوا هذه الكلمة الجليلة العظيمة التي حقيقة تبين ما ينبغي ان يكون عليه المسلم من منهج تجاه امور الايمان. قالوا الله ورسوله اعلم قالوا ذلك لانه مستقر في النفوس وثابت في القلوب ان الايمان وتفاصيله انما تعلم من جهة الوحي. ولهذا قال الله ورسوله اعلم والا كان باستطاعتهم ان يشرحوا معنى كلمة الايمان لغة ويوجد في بعض كتب العقائد من يفسر الايمان الشرعي بمدلول هذه اللفظة اللغوي فحسب. ويقصر معنى ايمان على ذلك ومما يبين فساد هذا المسلك ان هؤلاء الوفد المبارك بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لما سألهم عن الامام كانوا يعرفون معنى الايمان لغة ويعرفون مدلول هذه الكلمة من حيث اللغة لكن كما ان الانسان لا يمكن ان يبين معنى الصلاة الشرعية بما يعرفه من مدلول لغوي لكلمة الصلاة ولا الزكاة ولا الحج ولا الصيام فكذلك هم في الايمان لا يمكن ان يبين وتشرح تفاصيله وتذكر اموره الا بالوحي. ولهذا قالوا الله ورسوله اعلم ففسر لهم عليه الصلاة والسلام الايمان بشرائع الدين الطاهر قال الايمان شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة الى اخر الحديث. ففسره بشرائع الاسلام الظاهرة بينما قد فسر عليه الصلاة والسلام الايمان في حديث جبريل المشهور بعقائد الدين الباطنة التي في القلب فلما سأله جبريل عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره ويؤخذ من مدلول الحديثين حديث جبريل وحديث وفد عبد القيس ان الايمان يشمل عقائد الدين الباطنة ويشمل شرائع الدين الظاهرة وهذا كله انما يعلم وتعلم تفاصيله بتلقي ذلك ان وحي الله سبحانه وتعالى وتنزيله عن كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله كلامه وبركاته عليه ويمكن في ضوء ما تقدم وبناء على ما تقدم ان نقف مع بعض القواعد الجامعة التي تجمع امر المسلم في هذا الباب العظيم باب المنهج الصحيح والمسلك القويم في معرفة الايمان والاستدلال له والمنهج الذي كان عليه اهل السنة. والجماعة رحمهم الله تعالى في امر الاعتقاد بل في امور الدين كلها. فمن الجامعة في هذا الباب ان الدين كله اصوله وفروعه قد بينه الرسول عليه الصلاة والسلام الدين كله ان الدين كله اصوله وفروعه قد بينه الرسول عليه الصلاة والسلام فلم شيئا من الدين من عقائد الدين او اعماله او اخلاقه وادابه الا وقد بينها ولهذا قال الامام مالك رحمه الله كلمة عظيمة جدا قال محال ان يكون ان يكون النبي عليه الصلاة والسلام قد بين الامة اداب قضاء الحاجة تفصيلا ولم يبين لهم التوحيد. محال ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم بين الامة اداب قضاء الحاجة تفصيلا ولم يبين لهم التوحيد. عندما نطالع السنة نجد احاديث كثيرة جدا تفصل تفصيلا بديعا في ذكر الاداب التي ينبغي ان يكون عليها المسلم في قضاء للحاجة فمحال ان يكون في السنة هذا البيان المفصل لاداب قضاء الحاجة ولا يكون فيها البيان المفصل للتوحيد الذي هو اعظم المطالب واجل المقاصد فالنبي عليه الصلاة والسلام بين الدين كله اصوله وفروعه ولم يمت عليه الصلاة والسلام حتى انزل الله في ذلك تنصيصا وتبيينا قوله سبحانه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا هذه الاية مفخرة امة الاسلام وبشارة لاهل هذا الدين. وكرامة لاتباع محمد عليه الصلاة والسلام حتى ان اليهود جاءوا الى عمر ابن الخطاب كما جاء في الصحيح وقالوا لقد نزلت عليكم معشر المؤمنين اية لو نزلت علينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا تعرفون قيمة هذه الاية لاتخذنا ذلك اليوم قال ومالي؟ قالوا اليوم اكملت لكم دينكم. قال اني اعلم اليوم الذي نزلت والعشية التي نزلت على نبي على نبي الله صلى الله عليه وسلم نزلت عشية عرفة يوم عرفة وهو واقف بعرفة نزلت هذه الاية الكريمة في اشرف يوم في سيد الايام وخير الايام يوم عرفة وعاش بعدها عليه الصلاة والسلام مدة تزيد على الشهرين بقليل ولم ينزل بعد نزول هذه الاية حلال ولا حرام لانه بنزولها تم دين الله كاملا اصوله وهمه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. دينكم بلا ريب يتناول العقائد ويتناول ايضا الاعمال. ولهذا في حديث جبريل ذكر فيه عقائد الدين ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره. وذكر ايضا اعمال الدين من اقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام وفي تمامه قال صلوات الله وسلامه عليه هذا جبريل اتاكم يعلمه دينكم. فالشاهد ان الرسول عليه الصلاة والسلام بين الدين كله اصوله وفروعه ينبغي على هذه القاعدة وعلى هذا الاصل وجوب التحاكم اليه. والتعويل على ما جاء عنه ورد النزاع اليه ولهذا قال الله سبحانه وتعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وقال جل شأنه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك. فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا وقال جل شأنه يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله الرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا والايات في هذا المعنى كثيرة فالواجب في هذا الباب وفي عموم ابواب الدين ان فيكون التعويل على الكتاب والسنة وان يكون ردا النزاع والاختلاف الى الكتاب والسنة وان يكون الكتاب والسنة هو الحكم. وهو الفيصل بين الناس ايضا يتبع ذلك الا يعترض على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم برأي او عقل او ذوق او وجد او غير ذلكم من الامور. وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى في اول اية من سورة الحجرات يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله. ان الله سميع عليم. لا تقدموا بين يدي الله ورسوله وهذه الاية كما قرر اهل العلم تتناول باب العلم وباب العمل ومعنى لا تقدموا بين يدي الله ورسوله اي لا تقولوا حتى يقول ولا تفعلوا حتى يأمر. هذا معناها او هذا جماع اقوال السلف وخلاصة اقوال السلف رحمهم الله في معناهم. كما لخص ابن القيم رحمه الله تعالى عبارات السلف في تفسير الاية في هاتين الكلمتين اي لا تقولوا حتى يقول ولا تفعلوا فيأمره في باب العقائد لا تقولوا حتى يقولوا. وفي باب الاعمال والشراح لا تفعلوا حتى يأمر ولهذا جاء في صحيح مسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ما بعث الله من نبي الا كان له من امته حواريون واصحاب يستنون بسنته ويهتدون بهديه. ثمان يخلف من بعدهم قلوب يقولون ماذا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون. فذكر في هذا الحديث الخلل الذي يوجد في اه بعظ الناس من اتباع الانبياء من حيث العلم ومن حيث العمل. من حيث العلم ومن حيث العمل وقد قال الله سبحانه وتعالى لا تقدموا بين يدي الله ورسوله اي ذاك القول ولا في العمل ففي باب العقائد يكون المعول هو كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وفي باب العمل يكون ايضا المعول هو كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام كذلكم من الاصول في هذا الباب العظيم ان يضرب او يدرأ المسلم اي تعارض بين كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه فاذا وجد تعارض في فهم الانسان فهذا ليس راجعا الى الكتاب والسنة وانما هو راجع الى فهم الانسان وانما هو راجع الى فهم الانسان. اما الكتاب والسنة ليس بينهما تعارض وهذا فيه تنبيه للمسلم اذا اشكل عليه امرا او ظن في فهم ان بين هذه الاية والاية تعارض او بين هذا الحديث والان نتعارض فالتعارض انما هو في فهمه وليس في كتاب الله وقد قال الله سبحانه وتعالى اه كتاب اه اه قام تنزيل من حكيم حميد لا يأتيه الباطل من بين يديه اذا قال نعم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وقال كتابا متشابها اي لا تعارض بين اياته بل يموت جانسا متاون متوائمة يؤيد بعضها بعضا ويعرض بعضها بعضا ويشهد بعضها بعضها لبعض فما قد يحصل مثلا من تعارض هو راجع لفهم الانسان فيداوي هذا الفهم بالرجوع الى كلام الائمة واهل العلم في الجمع بين النصوص كذلكم من القواعد المهمة في هذا الباب العناية بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم باحسان وقد مر معنا قول الله سبحانه وتعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى اتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى. ونصله جهنم وساءت نصره وقال الله تبارك وتعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها النواجذ فيحرص المسلم في هذا الباب على مراعاة فهم اه ادلة الكتاب والسنة في ضوء فهم الصالح حتى لا يشتط به الامر ويبعد به الفهم عن الحق المعنى الحق المستفاد من كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وايضا ولعل بهذا اختم العناية بهذا الباب وفي كل باب بالدعاء وحسن الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى ان يلهم العبد التوفيق وان يمن عليه بالهداية والصواب. وهذا من اهم ما يكون واعظم ما يكون واجل ما يكون الدعاء مفتاح كل خير. ولا ينبغي ان نغفل عنه وقد كان اكثر دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت ام سلمة رضي الله عنها او ان القلوب لتتقلب؟ قال نعم. ما من قلب الا هو بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء شاء فان شاء اقام وان شاء ازاغه وفي القرآن قول الله عز وجل ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتهم وهب لنا من لدنك رحمة. وفي صحيح مسلم من دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي هذي فيها معاني واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر وفي صحيح مسلم لما سأل علي رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن دعاء يدعو الله به قال قل اللهم اني اسألك والسداد ومر معنا الدعوة العظيمة المباركة التي كان يدعو بها اه ابو الدرداء رضي الله عنه اللهم اني اسألك ايمانا دائما وعلما نافعا وهديا قيما والدعوات في هذا الباب المأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام كثيرة. ونسأل الله عز وجل ان يلهمنا جميعا الهدى والصواب. وان يصلح لنا شأننا كله. وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ووسع الهدى لنا وانصرنا على من طغى علينا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم ذات بيننا وان بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وازواج وذرياتنا واموالنا واوقاتنا واجعلنا مباركين اينما كنا. اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. اللهم وفقنا لما تحب وترضاه من الاقوال وصالح الاعمال اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد. ونسألك يا ذا الجلال والاكرام يا من بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض ان تصلح احوال المسلمين اللهم اصلح احوال المسلمين. اللهم اصلح احوال المسلمين واجمعهم على طاعتك. وعلى كتابك وسنة نبيك عليه الصلاة اللهم اعد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم اعذهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم واحفظ المسلمين في اديانهم وانفسهم واعراضهم واموالهم يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم يا رب العالمين والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين تفضل الاعمال الصالحة اذا كان الانسان في هذا العمل فاراد به اراد طول العمر والعمل يعني ارادة آآ اولا سؤال الاخ يعني يمكن ما سمع لو كان في مكبر حتى يسمع الاخوان والجميع وليد في ممكن مكبر للاخواني الاسئلة ولا ما في؟ نقال نكبر نقال على كل سؤال الاخ اه الشيخ جزاه الله خير يقول فيما يتعلق بمسألة ارادة آآ ارادة الدنيا بالعمل. في الاعمال التي تصدر من العبد مخلصا فيها لله يبتغي بها وجه الله سبحانه وتعالى لكن حسب تعبير اخي السائل المقصد الاول في العمل هو الدنيا. وضرب على ذلك مثال ما جاء مثلا في الحديث من اراد ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اجله فليصل رحمه يقول مثلا يصل الرحم وليس له مقصد او غرض في ثواب الاخرة وانما يريد بذلك طول آآ العمر وسعة الرزق هكذا السؤال ولا انا مخطي؟ هذا السؤال الاخ السائل والجواب ان ارادة الدنيا بالعمل ارادة الدنيا بالعمل تكون بفساد النية يعني ليس اه لا يكون العمل متقرب به الى الله والاخ ذكر في سؤاله انه مخلص لله انه مخلص لله ولا يكون مخلصا لله سبحانه وتعالى الا اذا قصد بالعمل التقرب الى الله عز وجل به هذا هو الاخلاص. ولا يمنع ان يكون الانسان مع اخلاصه وتقربه الى الله سبحانه وتعالى بالعمل ان يرجو الله على عمله هذا ثواب الدنيا والاخرة خير الدنيا والاخرة ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة لا يمنع ذلك. فكونه قصد بعمل وجه الله متقربا به الى الله عز وجل وهو يطلب على هذا العمل آآ سعة الرزق او ومثلا يطلب على العمل طول العمر مثلا في في طاعة الله عز وجل او نحو ذلك هذا لا يضر اذا كان آآ مخلصا لله اما اذا كان ليس له غرظ فالله عز وجل يقول من كان يريد حرث الدنيا لوته منها ويقول من كان يريد العاجل عجلنا له فيها ما نشاء لمن يريد. اي ليس له غرض في الاخرة اطلاقا. والذي يصل الرحم الذي يصل الرحم وهو بصلة رحمه يفعل ذلك طاعة لله لان الله امره بذلك ومخلصا بعمله لله جل شأنه ويطلب على ذلك ثواب الدنيا والاخرة لا غير في ذلك والله اعلم نعم اتفضل ايش نعم. اي عمل من اعمال ديني يريد وفي نفس الوقت طول العمر الان سؤالك الله يحفظك تفرع يعني تفرع لامور عديدة في هذا الباب تداخلوا فالذي آآ مثلا مثلته الان في بعض الامثلة الذي يطلب العمل يريد به ثناء الناس به ثناء الناس. اذا كان هذا هو الذي اراده بالعمل ومقصده بالعمل هذا يتنافى مع الاخلاص نحن بحثنا في امور يطلبها الانسان بعمله لا تتلاحى مع اخلاصه لله. نعم كون الانسان الامل مخلصا لله واثني عليه بخيرا ففرح بانه يثنى عليه بخير لا غير في ذلك. اما ان يكون هو غرضه الاصل في في هذا الباب طلب ثناء الناس هذا يدخل في باب الرياء. يدخل في باب الرياء والسمعة وارادة الناس بالعمل وعلى كل الواجب في اعمال الدين آآ كلها ان يبتغى بها وجه الله وان يقصد بها التقرب الى الله سبحانه وتعالى ولا يتنافى مع الاخلاص الطمع فيما عند الله سبحانه وتعالى من فضله محير واجرم وثواب في الدنيا والاخرة. نعم نعم وهذه يقول الاخ السائل ثبت في النصوص ان لله سبحانه وتعالى يدا كما في قوله سبحانه وتعالى اه يد الله فوق ايديهم بل يداهم مبسوطتان ما ما منعك ان تسجد لما خلقت اه بيدي وكما في الحديث يمين الله ملأى وبيده الاخرى القسط يخفض ويرفع الادلة في هذا الباب كثيرة جدا وايضا ثبت في النصوص ذكر الاصابع منها الحديث الذي مر قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن وجاء في صحيح مسلم في الصحيحين من حديث ابن مسعود ان حبرا من احبار اليهود جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال ان آآ في التوراة ان الله يضع السماوات على اصبع الثرى على اصبع والجبال على اصبع الى اخر الحديث فضحك النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن مسعود رضي الله عنه تصديقا تصفيقا لقوله اي تصديقا منه عليه الصلاة والسلام لقول الحق لانه محال ان يكون الحبر يكون في امر الله امرا لا يصح فيضحك النبي. عليه الصلاة والسلام. ولهذا من الخطأ الفادح ان يقال ضحك النبي انكارا لقوله. هذا لا يليق وقام النبي. اطلاقا لا يليق بمقامه الشريف عليه الصلاة والسلام اطلاقا ان يقال في حضرته في ما لا يليق به فكما ان في هذا القول اساءة فهم النص ففيه اساءة في معرفة قدر النبي عليه الصلاة كلام تعظيمه لربه. من المحال ان يقارن بين يديه في الله ما لا يليق بالله ويضحك ولهذا مو الخطأ ان يقال ان انه قال ضحك انكارا لقوله بل كما قال ابن مسعود رضي الله عنه ضحك تصديقا لقوله ولهذا تلا عليه الصلاة والسلام الاية قال ما قدروا الله حق قدره والارض وجميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون. و آآ من دلالة النصوص آآ يفهم ثبوت اليد صفة لله سبحانه وتعالى وثبوت الاصابع صفة بيد الله سبحانه وتعالى كما دلت على ذلك الدلائل الصحيحة والواجب في هذا الباب اثبات اليد واثبات الاصابع لله على الوجه اللائق به عز وجل دون تشبيه بيده جل شأنه بيد المخلوقين. فالتشبيه كفر ناقل من الملة. من يقول يد الله كايدينا كافرة لان الله يقول هل تعلم له؟ سميا. ويقول ليس كمثله شيء. ويقول فلا تضربوا لله ويقول ولم يكن له كفوا احد فالتشبيه كفر وظلال. وكذلك التعقيد باطل وبهتان. من يعطل الصفة بان يجحدها ينفيها ولا يثبتها ايضا هذا قول باطل. وقول على الله بلا علم. فنثبت لله اليد ونثبت لله الاصابع اخذا من النصوص الصحيحة الثابتة ونمرها كما جاءت ونؤمن بها كما وردت. على قاعدة السلف رحمهم الله تعالى امروها كما جاءت بلا شك