من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا. اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا يا ذا الجلال والاكرام ونبدأ بموضوعنا في هذا اللقاء وهو لقاء ايمان وتعاون على طاعة الرحمن والحديث في هذا اللقاء عن زينة الايمان. تلكم الزينة العظيمة والحنية البهية الجميلة التي من وفق للتحلي بها والتجمل بها زيوني بها فقد وفق لاعظم الخير. وسعد في دنياه واخراه فالايمان هو الزينة الحقيقية والحمية التي لا نظير لها ولا مثيل ومن عري من هذه الزينة فانه فاقد للجمال وان كان متحليا بابهى الحلل واحسن الثياب اذ الايمان هو الزينة الحقيقية ولما ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة الاعراف نعمة اللباس وانزاله للناس ليكون لهم زينة وسترا وجمالا قال عز وجل في ذلكم السياق الكريم ولباس التقوى ذلك خير. اذ ان لباس التقوى وحلية الايمان هو في الحقيقة الحلية الحقيقية والزينة التامة الكاملة التي من فقدها فقد الخير والفضيلة وفقد الحسن والجمال فاي جمال يتصور بدون ايمان واي حلاوة وحسن تتصور بدون تقوى الرحمن سبحانه وتعالى نعم قد تكون هناك مظاهر زائفة وقد تكون امور يفتن بها الناس ويظنون انهم بها على اكمل زينة واحسن حلية وبفقدهم لزينة الايمان وحلاوة الايمان يكونون بذلك فاقدين للزينة الحقيقية والجمال الحقيقي ولقد امتن الله سبحانه وتعالى على اهل الايمان بان اكرمهم بهذه الزينة وجملهم بهذه الحلية واصبحوا لمخالطة الايمان قلوبهم ولتذوقهم طعمه وحلاوته ولمعرفتهم بقدره ومكانته اصبحوا يحسون بمكانة هذه الزينة ويجدون ذلك في قلوبهم قال الله تعالى في سورة الحجرات ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله وعليم حكيم والشاهد قول الله عز وجل وزينه اي الايمان في قلوبكم فاصبح قلب المؤمن الذي من الله سبحانه وتعالى عليه بذوق هذه الحلاوة وشهود هذا الطعن والهناءة بهذه اللذة يجد هذه الزينة في قلبه ويحس بها. وزينه في قلوبكم ويحس ان هذه الزينة التي من الله سبحانه وتعالى عليه بها واكرمه بان جعله من اهلها هي الزينة الحقيقية والجمال الحقيقي فلا يغتر بالمظاهر الزائفة التي تكون لاناس واناس معوقا وحائلا وصارفا عن تحقيق الايمان وتتميمه وتكميله بل لقد ال الامر ببعض الناس الى ان اصبحوا في البحث عن الزينة الموهومة يخالفون شرع الله ويعصون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخالفون الفطرة السليمة التي خلقهم الله سبحانه وتعالى عليها وهم في ظنهم الخاطئ يظنون انهم بذلك يحققون الزينة والحلية لانفسهم وانهم يكتسبون بذلك فحسنا وجمالا وهيهات ثم هيهات ان يكتسب الجمال بعصيان الرحمن وان تنال الحلية بمخالفة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وواقع هؤلاء انهم يعيشون اوهاما زائفة وظنونا فاسدة وتحولات في الفطر القويمة وكذلك في العقول المستقيمة والعاقل يبني حليته وزينته في ضوء ما حد له في شرع الله المطهر وسنة نبيه الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهو في السنن الكبرى للنسائي وغيره بسند ثابت من حديث عمار ابن ياسر وهو من جملة ادعية الصلاة يقول عليه الصلاة والسلام اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين فيسأل عليه الصلاة والسلام ربه هذا السؤال العظيم والمطلب الجليل والمقصد النبيل وهو التزين بزينة الايمان والتجمل بجمال التقوى ولباس التقوى ذلك خير وهذا التزين والتجمل بحلية الايمان وزينته يتطلب من العبد الموفق مجاهدة للنفس واستعانة بالرب كما قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله فيجاهد نفسه على التحقق بحقائق الايمان وشرائع الاسلام ساعيا في تكميل نفسه بذلك وتتميم جماله الظاهر والباطن بتحقيق ذلك وهو في كل ذلك يطلب من الله مده وعونه وفي هذا الباب ينقل عن نبينا صلى الله عليه وسلم دعوات عظيمة مباركة يحسن بالمسلم ان يعنى بها منها الدعوة المشار اليها انفا ومنها ما ثبت في صحيح مسلم من دعائه عليه الصلاة والسلام اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري الى اخر الدعاء وكذلك ما جاء في دعاء الكرب اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين واصلح لي شأني كله لا اله الا انت وهنا تتحقق السعادة والهناءة واللذة والطمأنينة وراحة النفس ونيل ثواب الله سبحانه وتعالى واجره والفوز برضاه عز وجل وزينة الايمان فهي زينة تتناول ظاهر العبد وباطنه فهي زينة للقلب بحقائق الايمان واصول الدين واعظم ذلكم اصول الايمان التي يقوم عليها دين الله وتقوم عليها هذه الزينة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره وهذه اصول وقواعد واسس يقوم عليها هذا الجمال العظيم والزينة العظيمة زينة الايمان قال الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وقال الله تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وقال الله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظل ضلالا بعيدا فهذه اصول وقواعد واسس يبنى عليها هذا الجمال العظيم وتبنى عليها هذه الزينة العظيمة فهي اصول تقوم عليها شجرة الايمان وقد قال الله تعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء فهذه الشجرة الجميلة البهية الحسنة التي لا ازين منها واحسن قيامها على اصل ثابت ومن هذا الاصل تتفرع الفروع الجميلة البهية الحسنة فروع الايمان وهي انواع الطاعات وصنوف القربات التي يتقرب بها المسلم لربه جل وعلا ثم بعد ذلك تأتي الثمار الجميلة الحسنة البهية التي يجنيها المؤمن تؤتي اكلها كل حين باذن ربها فلا يزال المؤمن يجني من ثمار هذه الشجرة الجميلة البهية في كل وقت وحين في دنياه واخراه من سعادة وراحة قلب وقرة عين وهناءة نفس وسعة رزق وذهاب هم وزوال غم الى غير ذلك من الثمار في هذه الحياة الدنيا وثواب الاخرة خير وابقى ثم كذلكم تزيين الظاهر وتجمله بزينة الايمان بلزوم فرائض الدين وواجبات الاسلام والشرائع التي امر بها العبد. وفي مقدمة ذلكم مباني الاسلام الخمسة التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام في حديث ابن عمر بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان. وحج بيت الله الحرام فان هذه الاعمال المباركة والطاعات العظيمة هي في الحقيقة زينة للمسلم وجمال اضافة الى كونها سبب فلاحه وسعادته في دنياه واخراه فالصلاة نور لصاحبها وبهاء وحسن وكذلك عموم الطاعات لا يزال العبد يزداد بها حسنا وبهاء بخلاف المعرض عن دين الله سبحانه وتعالى فان الخطيئة والمعصية والبعد عن طاعة الله سبحانه وتعالى ظلما في الصدر ووحشة ظلمة في الوجه ووحشة في الصدر وكذلك النكوص عن شرع الله سبحانه وتعالى بممارسة البدع المحدثات يسبب ذلك كما قال عبدالله بن المبارك رحمه الله صاحب البدعة على وجهه ظلمة وان ادهن في اليوم ثلاثين مرة اي وضع الدهون التي توضع للتجميل والتحسين لا تذهب ظلمة البدعة وظلمة المعصية لله سبحانه وتعالى كذلكم عناية المسلم باداب الشريعة واخلاق الاسلام. هذه جمال عظيم واذا اكرم الله سبحانه وتعالى عبده بالتحلي بالاداب الفاضلة والاخلاق الكاملة والمعاملات الرفيعة فان كل من يخالطه يحس بهذا الجمال ويحس بهذه الروعة ويحس بهذا الحسن الذي يكسو من كان كذلكم متصفا متحليا متجملا متزينا باخلاق الاسلام الفاضلة وقد جاء نبينا عليه الصلاة والسلام بالاداب الكاملة والاخلاق الرفيعة الفاضلة التي تسمو بصاحبها في عالي الدرجات ورفيع الرتب اضافة الى ما اعده الله سبحانه وتعالى لذوي الاخلاق الرفيعة من اجر وثواب حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن اعظم ما يدخل به او يدخل به الجنة فقال تقوى الله وحسن الخلق وقال عليه الصلاة والسلام انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق او صالح الاخلاق وقال اقربكم مني منزلة يوم القيامة احاسنكم اخلاقا والاحاديث في هذا الباب عديدة ثمان فظاظة الاخلاق وسوء التعامل الاتصاف بالاخلاق الغليظة الفظة الجافية والاساليب الغليظة النابية يظلم بصاحبه ويبعده عن حقيقة الزينة وحقيقة الجمال فينفض عنه من من حوله ولا يطيقون سماع حديث له او رؤية لشخصه لفظاظة اخلاقه وغنظته وعنفه وشدته حتى ولو كان اقرب قريب له فان الناس ينفرون منه ولا يطيقون رؤيته ولا سماع حديثه وهذا مما يوضح ويبين ان الخلق الاسلامي والاداب الاسلامية جمال للشخص وزينة تزيد من مكانته وتعلي من قدره وترفع من شأنه وتمكن ايضا لمحبته في قلوب الاخرين وسماع حديثه والانس ملاقاته فالأدب والخلق الفاضل في التعامل ايضا كل بحسب احقيته من ذلك واحق الناس بحسن الادب وجمال الصحبة الوالدة كما جاء في الحديث من احق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من قال ثم اباك ثم ادناك فادناك وليس ادب الاسلام تصنعا يمارس في مواضع معينة لمصالح معينة يزول هذا الادب بزوالها وانما هو شيء ينصبغ به العبد المؤمن ويتحلى به ويكون ديدنا له في حياته وفي تعاملاته بتوفيق من ربه سبحانه وتعالى ثمان مما هو داخل في هذه الزينة زينة الايمان وجمال هذا الدين بعد العبد عن المنكرات وبعده عن المحرمات فان الله سبحانه وتعالى لم يحرم على عباده شيئا الا لما فيه من المضرة عليهم في العاجل والاجل فالمعصية وان مالت اليها النفس وتطلعت في بعض الاوقات لفعلها وتسوى تشوفت للوقوع فيها هي في الحقيقة هلكة للانسان في دنياه واخراه واذهاب لبهائه وحسنه واذا خطأ في المعصية خطوات كان بكل خطوة يخطوها في المعصية يفقد حظا ونصيبا من زينة الايمان وجماله بحسب ذلك ولنتأمل في هذا المعنى ما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن مشيرا ومنبها عليه الصلاة والسلام ان ممارسة الانسان لهذه الكبائر وفعله لها ووقوعه فيها يضعف وينقص حظ العبد ونصيبه من جمال الايمان وزينته وفي الحديث الاخر قال اذا زنا العبد نزع منه الايمان وكان عليه كالظلة والايمان الذاهب هنا عن من وقع في الكبائر هو الايمان الكامل الواجب لا اصل الايمان فهذه المعاصي التي ذكرت في هذا الحديث او هذه الكبائر التي ذكرت في هذا الحديث ذكرت على سبيل المثال التنبيه على هذه الكبائر العظيمة ويكون في حكمها ما كان نظيرها من كبائر الاثم وعظائم الذنوب والموبقات عموما المهلكات لصاحبها فاستبقاء العبد لزينة الايمان وحلاوته وحسنه وجماله يتطلب منه مجاهدة للنفس على البعد عن هذه الاثام والبعد عن هذه المحرمات والكبيرة حدها عند اهل العلم ما صدر بلعن او عدم دخول الجنة او وعيد بعدم دخول الجنة او تهديد بدخول النار او قيل عن فاعلها لا يؤمن او ليس منا او اشتد غضب الله على من فعل كذا او لعنة الله على من فعل كذا فهذه عظائم والشيطان في هذا الباب يزين للانسان هذه المحرمات حتى يقع فيها فيذهب عنه حظه ونصيبه من زينة الايمان بحسب وقوعه في تلك المخالفات بحسب وقوعه في تلك المخالفات افمن زين له سوء عمله كثير من هذه المعاصي يمارسها بعض الناس لانها زينت له زينها له الشيطان وزينتها له نفسه الامارة بالسوء والا لو ابصرها ونظر اليها بنور الايمان لوجدها نقصا لا كمال وبهذا يعلم سبب وقوع الكثير من الناس في مخالفات يعلم هذا المخالف حرمتها والوعيد الذي فيها ومع ذلك يمارسها ولو نظرنا في احاديث ومنها احاديث عديدة تخص النساء صدرت بلعن ومن هي المرأة العاقلة الحصيفة التي ترضى لنفسها بهذا اللعن الذي جاء في احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام كقوله لعن الله الواشمة والمستوشمة لعن الله النامصة والمتنمصة الى غير ذلكم من احاديث عديدة في هذا الباب ثم تضعف المرأة وتنهزم امام دواعي النفس ووساوس الشيطان وقرينات السوء فيصبح هذا الامر الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعله امرا تستحسنه وتراه امرا جميلا وامرا حسنا وتظن انها تزداد بفعله جمالا والحقيقة انها لو نظرت الى هذا نظرة ايمانية بصفاء الايمان وصحة الاعتقاد وحسن الصلة بالله تبارك وتعالى لما رأته كذلك لان شرع الله سبحانه وتعالى ليس فيه محاربة للجمال وليس فيه محاربة للحسن وانما هذه الامور هي من قبائح الافعال وزينت لفاعلها اما زينها له الشيطان او زينتها نفسه الامارة بالسوء والا فان شرع الله سبحانه وتعالى كله جمال وكله حسن وكله زينة ولا يمنع من جمال ولا حسن وانما يمنع من امور هي تحول في الفطر تحولا في الفطر وانحراف عن الطريق السوي الذي ينبغي ان يكون عليه العبد فتكون هذه الممارسات التي قد تقع هي من اجتيال الشيطان للانسان عن فطرته ومما يؤكد ذلك ان المجتمعات التي لم تصل اليها الوسائل الحارثة للفطرة تبقى نافرة من هذه الاعمال كارهة لها مبغظة لفعلها واذا انفتح الانسان اتاح لنفسه وبصره وسمعه الى نظر محرم ربما سارقه ذلك مع الوقت فاحب هذه الاشياء ومالت اليها نفسه فحدث عنده حينئذ التحول في الفطرة ورؤية الحسن قبيحا والقبيح حسنا وهذا هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المخرج في صحيح مسلم قال تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا قال فاي قلب قبلها نكت فيه نكتة سوداء فهذه النكت السوداء التي تنكت في القلب هي التي تصل بالقلب الى درجة الظلمة يظلم بالمعصية وحين اذ يرى المعروف منكرا والمنكر معروفا والحسن قبيحا والقبيح حسنا الى غير ذلكم ومن اكرمه الله سبحانه وتعالى بالعناية بالاصل الذي وجد لاجله وخلق لتحقيقه وسأل ربه سبحانه وتعالى العون على ذلك والتوفيق لتحقيق ذلك هدي باذن الله عز وجل الى صراط الله المستقيم وفاز بعون الله عز وجل ومده وتوفيقه بالزينة الحقيقية والجمال الكامل الذي يفوز باثاره الدنيوية والاخروية كمثل ما جاء في قوله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا وقوله جل وعلا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا وقوله جل وعلا ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر وقوله جل وعلا ان للمتقين مفازا حدائق واعنابا الى اخر الايات وقوله جل وعلا وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ولا يبدلنهم من بعد خوفهم امنا وقوله سبحانه وتعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون وهذا الباب المبارك كتب فيه اهل العلم كتابات نافعة وافردوا فيه مصنفات مفيدة ومن احسن وانفع واجود المختصرات النافعة في هذا الباب رسالة للعلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى عنوانها التوضيح والبيان لشجرة الايمان ذكر فيها اولا حد الايمان وتفسيره ثم ذكر فيها ثانيا الامور التي يستمد منها الايمان ثم ختم ثالثا بفوائد الايمان وثمراته وقراءة هذه الرسالة بتمعن نافع في هذا الباب غاية النفع واسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يزيننا اجمعين بزينة الايمان والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين