بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فان عنوان هذا اللقاء اقسام التوحيد. وهو يأتي ضمن سلسلة نافعة عن التوحيد وهي تحمل عنوانا عاما الا وهو امان الامة. ولا شك ان التوحيد اساس امان الامة. كما قال الله تبارك وتعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اي بشرك اولئك لهم الامن وهم مهتدون والكلام عن اقسام التوحيد الذي هو عنوان هذا اللقاء ينتظم نقاطا عديدة نرجو الله تبارك وتعالى ان ييسر لنا في لقائنا هذا حسن بيانها والاتيان على مهمات وان يكون ما نقوله ونسمعه علما نافعا مقربا الى الله تبارك وتعالى حجة لنا لا حجة علينا. واول ما نبدأ به في حديثنا هذا بمقدمة مختصرة عن اهمية التوحيد الذي نحن بصدد الكلام ما اقسانا. فالتوحيد معاشر الاخوة الكرام. هو اهم المهمات واعظم الغايات واجل المطالب على الاطلاق. فهو الغاية التي خلق الله الخلق لاجلها. واوجدهم لتحقيقها. فانه تبارك وتعالى ما خلق الخلق ليتكثر بهم من قلة. او بهم من ذلة او ليستغني بهم من فقر حاشاه وتقدس وتنزه تبارك وتعالى عن ذلك وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا. قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم بل رزقا وما اريد ان يطعمون. ان الله هو ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. فالله جل وعلا غني عن العباد وغني عن طاعاتهم وعباداتهم. وقد خلقهم جل وعلا ليوحدوه. وليقوموا بطاعته ويعبدوه. وليخلصوا الدين له تبارك وتعالى وكل ذلك لا ينفعه هو سبحانه. فهو الغني الحميد. لا ينفعه طاعة من اطاع. ولا معصية من عصى. لا ينفعه سبحانه وتعالى توحيد من وحد. كما لا يضره جل وعلى كفر من كفر وشرك من اشرك. وهو القائل عز وجل من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليه. وقال ومن كفر فعليه كفره. فكفر الكافر مضرته عليه وايمان المؤمن وتوحيده وطاعته لله جل وعلا نفعه له. اما جل وعلا فهو غني عن عباده وعن طاعاتهم وعن عباداتهم وعن كل ما يتقربون اليه به. والتوحيد هو الغاية. التي بعث رسل للدعوة اليها. وبيانها ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. قال الله تعالى واسأل من من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون. وقال الله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول. الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقال الله تعالى اتى الله فلا تستعجلون سبحانه وتعالى عما يشركون. ينزل الملائكة بالروح من امره. على ومن يشاء من عباده ان انذروا انه لا اله الا انا فاعبدون. والايات في هذا المعنى كثيرة والتوحيد هو الذي رتب الله عز وجل على قيام العباد به وفعلهم وفعلهم له وقيامهم بتحقيقه سعادتهم في الدنيا والاخرة. فالسعادة في الدنيا والاخرة منوطة بالقيام بالتوحيد وتحقيقه. قد مر معنا قول الله عز وجل امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اي لم يخلطوا توحيدهم بشرك هذا معنى اية اولئك لهم الامن وهم مهتدون. لهم الامن التام والاهتداء التام في الدنيا والاخرة جزاء توحيدهم ولقاء ايمانهم بربهم تبارك وتعالى والتوحيد يترتب عليه من الاثار الحميدة. والنتائج والفوائد المثمرة في الدنيا والاخرة ما لا حصر له ولا عد ولهذا كان اجل النعم وارفعها على الاطلاق. فليس في النعم نعمة اشرف واعظم وانبل من التوحيد. ولهذا سورة النحل ويسميها بعض اهل العلم سورة النعم لكثرة ما عدد فيها تبارك وتعالى من نعمه والائه على عباده بدأها سبحانه وتعالى بنعمة التوحيد بدأها بذكر نعمة التوحيد. اتى امر الله فلا تستعجلوه وتعالى عما يشركون ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده ان انذروا انه لا اله الا الا انا فاعبدوه. ثم استمر في السورة ذكر النعم. وعدوا وفيها قال تعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. الا ان اعظم النعم واجلها هي نعمة التي صدرت بها هذه السورة. وهي اول القرآن ومفتتحه. وهي القرآن فالقرآن افتتح بالتوحيد واختتم واختتم بالتوحيد بل ان القرآن كله في التوحيد. كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج قال القرآن كله في تقرير التوحيد. لان القرآن اما خبر عن الله وربوبيته وافعاله واسمائه وصفاته وهذا التوحيد العلمي او امر باخلاص الدين له. وطاعته سبحانه وامتثال اوامره التوحيد العملي واما بيان لما اعده الله تبارك وتعالى. لمن اخلص لله وقام بطاعة الله وهذا جزاء اهل التوحيد وثوابهم واما خبر عن ما اعده الله تبارك وتعالى من العقوبات العاجلة والاجلة. لمن عصوا الله واشركوا معه غيره كفروا به سبحانه وهذا عقاب من ترك التوحيد. او ذكر للجنة والنار. وما في الجنة من نعيم وما في النار من العذاب. وهذا فيه ثواب من حقق التوحيد وعقاب من خالف التوحيد فالقرآن كله من اوله الى اخره في الدعوة الى توحيد الله وتحقيقه والتحذير من ضده ونقيرا. ولهذا ينبغي علينا معاشر المسلمين ان يكون اهتمامنا توحيد مقدما على الاهتمام بكل امر. وان يكون في في اول وفي مقدمة مهماتنا. ولما كان الرسل يبعثون في الدعوة الى اقوامهم كان اول شيء يسمعه الاقوام منهم دعوة الى توحيد الله. ان اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. فكل نبي بعثه الله يفتتح دعوته بالدعوة الى توحيد الله عز وجل. ولما بعث النبي عليه الصلاة والسلام معاذا الى اليمن قال فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وفي رواية فليكن اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله. فالتوحيد اول الامر واخره وظاهره وباطنه وهو اساس السعادة. وسر الفلاح في الدنيا والاخرة. نأتي بعد هذا الى النقطة الثانية في موضوعنا وهي اقسام التوحيد او اركان التوحيد او انواع التوحيد. فان التوحيد الذي خلقنا لاجله واوجدنا لتحقيقه ينقسم الى اقسام ثلاثة جاء بيانها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هذه الاركان او الاقسام او الانواع الثلاثة للتوحيد هي في الحقيقة اركان للايمان بالله عز وجل الذي هو اصل اصول الايمان. وانتم تعلمون معاشر الاخوة الكرام ان الايمان له اصول ستة. اعظمها واجلها الايمان بالله. وبقية اصول الايمان هي تبع لهذا الاصل كما قال الله تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله هذا اصل اصول الايمان كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله هذه كلها تبع لهذا الاصل. لا نفرق بين احد من رسله. وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. فالايمان بالله الذي هو اصل اصول الايمان يقوم على اركان ثلاثة لا يكون مؤمنا بالله من لم يؤمن بها. وهي الايمان بوحدانية الله في ربوبيته والايمان بوحدانية الله في اسمائه وصفاته والايمان بوحدانية الله في الوهيته. فهذه الثلاثة تسمى اركان الايمان بالله. وتسمى اقسام التوحيد. او انواع التوحيد فالتوحيد ينقسم الى انواع ثلاثة او اقسام ثلاثة توحيد لله عز وجل في ربوبيته وتوحيد له سبحانه وتعالى في اسمائه وصفاته وتوحيد له جل وعلا في الوهيته. فمن لم يؤمن بهذه الاقسام الثلاثة للتوحيد لا يكون موحدا. ولا يكون ايضا مؤمنا بالله جل وعلا. لان الايمان بالله انما يقوم ويتأسس ويبنى على هذه الاصول الثلاثة. التي هي الايمان بوحدانية الله في ربوبيته واسمائه وصفاته والوهيته. بل ان دين الاسلام انما سمي توحيدا لان مبناه على الايمان بوحدانية الله الربوبية والالوهية والاسماء والصفات. والقسم الاول اول من هذه الاقسام الثلاثة توحيد الربوبية. وهو الاعتقاد الجازم والايمان التام بان الله تبارك وتعالى وحده هو الخالق الرازق المنعم تصرف المدبر لشؤون هذا الخلق. لا خالق سواه ولا رب الا هو ولا محي ولا مميت الا هو ولا متصرفا في هذا الكون الا الله جل وعلا قل من رب السماوات والارض قل الله قال جل وعلا الحمد لله رب العالمين وقال جل وعلا ذلكم الله ربكم والايات في هذا المعنى وفي بيان هذا النوع من التوحيد كثيرة جدا. وكل اية في القرآن فيها ذكر الخلق والاحياء والاماتة والتصرف في هذا الكون والانعام والتدبير والقضاء والقدر وما الى ذلك كلها من الايمان بهذا التوحيد الذي هو توحيد الربوبية. قال الله جل وعلا يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. خلق اوجد انعم احيا تصرف كل ذلك من معاني الربوبية والايمان به هو من الايمان بربوبية الله سبحانه وتعالى. وهذا النوع من التوحيد كان يقر به المشركون ولا يجحدونه. ولهذا قال الله تبارك وتعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون. قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل افلا تذكرون؟ قل من رب السماوات السبع ورب العرش سيقولون لله قل افلا تتقون؟ قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجيره ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل فانى تسحرون؟ فهم كانوا يقرون بربوبية الله يقرون بانه رب السماء ورب الارض ورب العرش ورب كل بشيء ومليكه يقرون بذلك ويعترفون. والاقرار بهذا التوحيد اجبلي وامر خطر الله سبحانه وتعالى الخلق عليه. ولهذا في الغالب الاعم لا ينكر هذا التوحيد الا جاحد معاند. حتى فرعون الذي قال وما رب العالمين وقال ما علمت لكم من اله غيري هو نفسه في قرارة نفسه يقر بان رب العالمين هو الله. ويقر بانه مربوب مخلوق لله سبحانه وتعالى. يقر في قرارة نفسه بذلك. كما في قوله جل وعلا قال اي موسى لفرعون قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصايا. واني لاظنك يا فرعون مثبورا موسى عليه السلام يقول لفرعون لقد علمت يعني في قرارة نفسك وفي كامل فؤادك ان الذي انزل هذه الايات رب السماوات والارض بصائر الناس. انت تعرف ذلك؟ جيدا اذا ما نوع هذا الجهد الذي كان من فرعون؟ قال الله جل وعلا وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا ومما ينبغي ان يعلم هنا ان الاقرار بهذا التوحيد توحيد الربوبية والايمان بان الله عز وجل وحده الخالق الرازق المنعم المتصرف لا يكفي في النجاة ولا يكفي في حصول التوحيد. لانه كما سبق معنا لا يكون المرء موحدا الا اذا ماذا وحد الله عز وجل بانواع التوحيد الثلاثة. اما من وحد الله في الربوبية ولم يوحدوا في الالوهية لا يكون بذلك مؤمنا ولا يكون موحدا. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى عن المشركين وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. وينبغي ان نفهم هذه الاية وان نطالع ما قاله ائمة السلف في تفسيرها وبيان معناها من امثال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد ومقاتل وغيره وغيرهم من ائمة السلف. وما يؤمن اكثرهم بالله الا الا وهم مشركون. ما معنى الاية؟ قال السلف في بيان معناها وما يؤمن اكثرهم اي ربا خالقا رازقا منعما متصرفا في هذا الكون الا وهم مشركون المشركون معه غيره في العبادة. هذا هو معنى الاية. وما يؤمن باكثرهم بالله اي ربا الخالق الرازقا منعما الا وهم مشركون اي مشركون معه غيره في العبادة. وهذا حال المشركين. هذا حال كفار قريش يؤمنون بان الذي خلقهم الله وان الذي رزقهم الله ويقرون ان الاصنام التي يدعونها والاوثان التي يعبدونه لا تملك نفعا ولا ظرا ولا عطاء ولا منعا ولا احياء ولا اماتة كل ذلك يقرون به ويقرون بان ذلك كله لله. وفي الوقت نفسه يشركون معه غيره في العبادة واذا قيل لهم لم تعبدون ما لا ينفع ولا يضر ولا يعطي ولا يمنع ولا يخفض ولا يرفع وليس بيده قول ولا قوة وتدعون عبادة الله عز وجل الواحد القهار ماذا يقولون؟ يقولون نحن نعلم ان هذه الاصنام شأنها كذلك. لا تنفع ولا تعطي ولا تمنع كل ذلك نعلمه. اذا لم؟ قالوا ما نعبده الا ليقربونا الى الله زلفى. فهم جعلوا هذه الاصنام وسائط بينهم وبين الله تقربهم الى الله جل وعلا وتدنيهم منه. فجعلوا الوسيلة التي تقربهم من الله فعل اعظم فعل اعظم شيء يبعد منه وهو الشرك بالله. فجعلوا الواسع او الوسيلة التي تدنيهم من الله وتقربهم منه شركهم به سبحانه وتعالى. واتخاذ الانداد الوسائط والشركاء. اذا النوع الاول من انواع التوحيد هو توحيد الربوبية. الاقرار الجازم بان الله سبحانه وتعالى وحده الخالق الرازق المنعم المتصرف المدبر لشؤون الخلائق كلها. النوع الثاني توحيد الاسماء والصفات وهو ان نؤمن ايمانا جازما وان نقر اقرارا تاما بالاسماء والصفات اسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة الواردة في كتابه وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه. كلنا يعلم كثرة الاسماء والصفات الواردة في القرآن والسنة. بل لا تكاد تقرأ اية في القرآن الا وتجدها في الغالب مختومة بماذا؟ باسماء او صفات لله سبحانه وتعالى. والقرآن فيه ذكر لاسماء الله وصفاته في مواضع كثيرة منه قال الله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائهم سيجزون ما كانوا يعملون. وقال الله تعالى الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى. وقال الله تعالى يقول ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى. وقال الله على هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون. هو الله الخالق البارئ له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. في هذا السياق المبارك من خاتمة سورة الحشر ذكر سبعة عشر اسما من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى ذكرت على التوالي واية الكرسي التي هي اعظم سورة في القرآن اشتملت على خمسة اسماء حسنى لله وما يزيد على عشرين صفة. من صفاته سبحانه وتعالى. ولهذا كانت هذه هذه الاية اعظم اية في القرآن وسورة الاخلاص التي تعدل ثلث القرآن سميت سورة الاخلاص اصل لانها اخلصت لذكر صفة الرحمن. ولعله قد مر عليكم قصة الصحابي الجليل الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية. فكان يؤم بمن معه. ويقرأ في كل ركعة من كل صلاة بعد الفاتحة بقل هو الله احد. وكان ذلك اشكل على من معه من الصحابة. في كل ركعة يقرأ بعد الفاتحة بقل هو الله احد. فاشكل ذلك على من معه واتوا النبي عليه الصلاة والسلام وذكروا له خبره. فقال لهم عليه الصلاة والسلام اسألوه. لاي شيء على ذلك فذهبوا اليه وسألوه فقال لهم لان فيها صفة الرحمن انا احب الرحمن هذا هو السبب لان فيها صفة الرحمن وانا احب الرحمن. فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام اخبروه ان حبك اياها ادخلك الجنة. وهذا فيها فائدة عظيمة ان حبك للاسماء والصفات وعنايتك بها واهتمامك بدراستها وفهمها باب عظيم لدخول الجنة. وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحد من احصاها دخل الجنة وتأمل قوله عليه الصلاة والسلام من احصاها وينبغي ان يفهم هذا هذا اللفظ على وجه صحيح. من احصاها بعض عوام المسلمين قد يحمل في في في جيبه ورقة فيها تسعة وتسعين اسما. وربما قد يكون بعضها في في ثبوته في اسماء الله نظر. ثم يخرجها من جيبه فيقرأها في ورده في الصباح والمساء ويظن ان ذلك هو الاحصاء المطلوب. في قوله من احصاها دخل الجنة. ولهذا ينبغي ان يفهم بالاحصاء وقد قال العلماء المراد بالاحصاء في الحديث تحقيق ثلاثة مراتب ليكون بذلك العبد محصيا لها على الوجه المطلوب. الاول ان يحفظه والثاني ان يفهم معناها. والثالث ان يقوم بالعبودية المختصة بها. فمثلا فاحفظ من اسماء الله السميع. وتفهم معناه معناه ثبوت السمع صفة لله جل وعلا على الوجه اللائق بجلاله وكماله. وانه سبحانه وتعالى يسمع جميع الاصوات جميع الاصوات على تفنن على تفنن الحاجات او على انواع الحاجات في اللغات بل لو قام العباد من زمن ادم الى ان يرث الله الارض ومن عليها. لو قاموا في لحظة واحدة وفي صعيد واحد وكلهم وفي لحظة واحدة سألوا الله كل بلغة وكل يذكر حاجته لسمعهم سبحانه وتعالى دون ان يختلط عليه صوت بصوت او لغة بلغة او حاجة بحاجة. ولهذا قالت ام المؤمنين عائشة لما نزل قول الله تعالى قد سمع الله قول التي ادلك تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير لما نزلت الاية قالت عائشة رضي الله عنها سبحان الذي وسع سمعه الاصوات. ان يسمع الاصوات فانت اذا امنت باسمه السميع امن بصفة السمع واذا امنت بصفة السمع وهو المعنى الذي دل عليه هذا الاسم اعبد الله تبارك وتعالى بمقتضى ذلك. ومقتضى ذلك الا يسمع منك ربك الا ما يسرك ان يسمعه منك من القول السديد والكلام المفيد وذكره تبارك وتعالى والكلام بالامور النافعة ارأيتم من يتكلم من الناس بالكلام البذيء او القول الساقط او الفحش او غير ذلك ان كان مسلما اكان في لحظته تلك السحبة سمع الله له؟ واطلاعه عليه ورؤيته له وعلمه به فاذا لا بد في ايماننا باسماء الله الحسنى ان نحقق العبودية التي تقتضيها ولهذا قال العلماء الايمان باسماء الله الحسنى له اركان ثلاث. وهي الايمان بالاسم والايمان بالصفة التي دل عليها الاسم. والايمان بالحكم القيام بالعبودية التي يقتضيها الاسم من التذلل والخضوع والانكسار وكل اسم من اسماء الله الحسنى له عبودية يقتضيها اه ذلك الاسم وهي من موجبات الايمان به توحيد الاسماء والصفات هو الايمان باسماء الله الحسنى وصفاته العلا الواردة في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعلماء يقولون نصحا للعباد وبيانا لهم يقولون ينبغي على كل مؤمن امن باسماء الله وصفاته ان يحذر من من امور اربعة وقع فيها اهل الضلال وانزلق فيها اهل الباطل واذا وقع فيها العبد اخرجته عن الايمان الحق باسماء الله وصفاته وهي التحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل ولهذا ترون في عامة كتب السلف في بيان في بيانهم للتوحيد يقولون نؤمن باسماء الله وصفاته من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل نؤمن باسماء الله وصفاته من غير تحريف. اي من غير صرف للألفاظ او المعاني عن حقيقتها لان من عدل بها عن مرادها ومقصودها فقد الحد وحرف والتحريف ذمه الله وجعله من خصال اليهود يحرفون الكلمة عن مواضعه فيحذر العبد من تحريف كلام الله عز وجل ولا سيما في اسمائه وصفاته سبحانه وتعالى ومن التحريف باسماء الله وصفاته ان يعطى الاسم منها او الصفة معنى اسم اخر او صفة اخرى سواء كانت تلك الصفة التي جعلوها معنى لهذا الاسم او لهذه الصفة ثابتة او غير ثابتة مثل ما يقول بعض المحرفة الرحمن على العرش استوى اي استولى هذا تحريف لكلام الله ومثل ما يقول بعض المحرفة وجاء ربك يقولون وجاء امر ربك. او جاء ملك ربك هذا تحريف لكلام الله مثل ما يقول بعض المحرفة قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا اي رحمته او امره او ملكه هذا تحريف لكلام الله لان وتحريف لكلام رسول الله عليه الصلاة والسلام فاذا قال الله وجاء ربك ماذا نقول نحن ماذا نقول نقول كما قال الله وجاء ربك قال عليه الصلاة والسلام ينزل ربنا ماذا نقول نحن؟ نقول كما قال رسولنا عليه الصلاة والسلام ينزل ربنا لا نحرك ولا نبدل ولا نغير وانما نثبت الصفات كما جاءت. ونؤمن بها كما وردت. وهذه قاعدة اهل السنة في الباب يقولون امروها كما جاءت. واثبتوها كما وردت. اي بدون تحريف. وبدون تغيير وبدون تبديل فاذا هذا المحذور الاول المحظور الثاني الذي ينبغي ان نحذر منه في هذا الباب التعطيل والتعطيل هو النذري نفي اسماء الله وصفاته او نفي بعضها او جزء منها. هذا كله حرام وباطل. وضلال فالمسلم لا يعطل شيئا اثبته الله ولا ينفي شيئا اثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل ما ثبت في الكتاب والسنة من الاسماء والصفات فهو حق على حقيقته نؤمن به كما جاء ونثبته كما ورد ولا ننفي شيئا من ذلك ولا نعطل والمحظور الثالث التمثيل فنحن اذا اثبتنا لله الاسماء والصفات نحذر غاية الحذر من ان نمثل شيئا منها صفات المخلوقين ونعوتهم ولهذا قال الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال تعالى فلا تضربوا لله الامثال. قال تعالى هل تعلم له سم يا والايات في هذا المعنى كثيرة والممثل هو الذي يقول يد الله كايدينا وسمعه كسمعنا وبصره كبصرنا وصفاته كصفاتنا تعالى الله عن ذلك وتمثيل صفات الله بصفات المخلوقين كفر بالله ناقل من ملة الاسلام لا يكون مؤمنا بالله من من يمثل الله تبارك وتعالى بخلقه بل قال السلف رحمهم الله الممثل يعبد صنما وقالوا ايضا والمعطل يعبد ادما ولا يكون المسلم موحدا الا بالاثبات بدون تمثيل وبالتنزيه بدون تعطيل وهذا ما سنبينه بعد قليل وهو الاصل الذي يقوم عليه عقيدة اهل السنة والجماعة في هذا الباب المحظور الرابع التكييف عندما نثبت الاسماء والصفات نحذر غاية الحذر من ان نكيف ما معنى نكيف؟ اي نحاول في اذهاننا وعقولنا ان نعرف كيفية هذه الصفات والتكييف باطل وينبغي على كل مسلم ان يقطع من قلبه الطمع في معرفة كيفية الله كيفية صفات الله سبحانه وتعالى. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار فالتكيف باطل ولا سبيل اليه بل ان الواحد منا عاجز عن ادراك كيفية المخلوقات فكيف الامر بخالقها احد السلف وهو عبدالرحمن بن مهدي لقي مرة غلاما خاض في التكييف وبدأ يتكلم في كيفيات وصفات الله بعقله القاصر وفكره الضعيف فقال عبدالرحمن بن مهدي دعنا من الكلام في كيفية صفات الله ولننظر في كيفية صفات المخلوقات فان استطعنا ان نعرف كيفيتها وتمكنا من ذلك انتقلنا للكلام في كيفية صفات خالقها وان عجزنا عن ادراك كيفية صفات المخلوقات وكثير منها فنحن عن معرفة كيفية صفات خالقها من باب اولى قال الغلام نفعل ذلك فقال عبد الرحمن بن مهدي ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه رأى جبريل في صورته الحقيقية وقد سد الافق وله ست مئة جناح اخبرني عن اماكن هذه الاجنحة كل جناح من هذه الاجنحة اخبرني عن مكانه اخذ يفكر يتأمل يحاول ان يعرف الكيفية ست مئة جناح فما استطاع ان يتكلم. قال له انا اهون عليك الامر انا اهون عليك الامر. قال الله تعالى في القرآن جاعل الملائكة اولي اجنحة مثنى وثلاثة ورباع. من الملائكة من اجنحته ثلاثة جناحان عن اليمين وعن الشمال. الثالث اين هو وكيف يطير به اخبرني قال الغلام لا ادري واشهدك انني تائب الى الله عز وجل من التكييف الذي كنت اخوض فيه العبد عاجز عاجز تمام العجز عن ان يدرك كيفية المخلوقات الروح التي بين جنبتي كل واحد منا لها صفات كثيرة تتحرك وتصعد وتقبر وتنتشر في البدن. لها صفات كثيرة. جاء بيانها في القرآن وفي السنة. ما وهي بين جنبتي كل واحد منا. يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا الا قليلا اذا هذه الامور الاربعة التحريف والتكييف والتمثيل والتعطيل نحذر منها ونبتعد عنها ونثبت اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى وصفاته العلا كما جاءت مع البعد عن هذه الافات والحذر من الوقوع في هذه المحاذير التي بينها اهل العلم وحذروا منها وتوحيد الاسماء والصفات يقوم على اصلين اثبات للاسماء والصفات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل على حد قول الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ففي قوله سبحانه وتعالى ففي هذه الاية ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فيها اثبات بلا تمثيل وفيها ايضا تنزيه بلا تعطيل. التنزيه في قوله ليس كمثله شيء والاثبات في قوله وهو السميع البصير وهذا نهج اهل السنة في هذا الباب. يثبتون بلا تمثيل وينزهون الرب تبارك وتعالى عن النقائص بلا بلا تعطيل القسم الثالث من اقسام التوحيد توحيد الالوهية وهو معنى لا اله الا الله توحيد الالوهية هو افراد الله تبارك وتعالى بالعبادة واخلاص الدين له والبراءة من الشرك واهله كما قال الله تبارك وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين كما قال جل وعلا الا لله الدين الخالص كما قال جل وعلا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وكما قال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وكما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولا يأتوا في هذا المعنى كثيرة توحيد الالوهية هو اخلاص الدين له وافراده تبارك وتعالى بالعبادة فلا نعبد الا الله ولا نسأل الا الله ولا نستغيث الا بالله ولا نذبح الا لله ولا ننظر الا لله ولا نطلب المدد والعون والنصر والشفاء الا من الله كما انه تبارك وتعالى تفرد وحده بخلقنا ورزقنا وتدبير امورنا نفرده نفرده تبارك وتعالى بالعبادة قال عز وجل وانا ربكم فاعبدون. اي كما انه وحده سبحانه وتعالى ربكم المتفرد بالربوبية فاعبدوه وحده كما انه لا شريك له في الخلق والرزق والاحياء والاماتة والتدبير فليكن كذلك لا شريك له في العبادة ايخلق هو ويعبد غيره فيرزق هو ويطلب الرزق والانعام من غيره يشفي هو ويعافي ويطلب الشفاء من غيره يقول عليه الصلاة والسلام في دعاء اللهم رب الناس اذهب البأس واشف انت الشافي لا شفاء الا شفاءك وابراهيم الخليل امام الموحدين يقول واذا مرضت فهو يشفين فتوحيد الالوهية ان يفرض الرب سبحانه وتعالى بالتذلل والخضوع والطاعة والعبادة والصلاة والحج والدعاء والذبح والنذر وكل طاعة وكل طاعة وكل عبادة والعبادة اسم جامع. لكل ما يحبه الله ويرضاه. من الاقوال والاعمال والباطل العبادة حق لله سبحانه وتعالى حق لله. من صرف شيئا منها لغير الله اشرك بالله العظيم اشرك بالله العظيم ولا احدا من المخلوقات يستحق شيئا من العبادة ايا كانت واريد ايها الاخوة ان تتابعوا معي بدقة ابطال القرآن الكريم للشرك في الالوهية من خلال اقرار من اقر بالربوبية وهذا يكثر في القرآن الكريم ومن ذلك ما مر معنا في قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذي من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وهنا تأملوا جيدا قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا والخطاب هنا لمن الخطاب هنا للمشرك الذي جعل لله الند والند هو الشريف قال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اي تعلمون ماذا؟ ماذا قال ابن عباس رضي الله عنهما فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اي لا تجعلوا لله شركاء في العباد ذكي وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله. اياما تعلم ان الخالق لك والرازق المنعم المدبر لشؤونك هو الله وحده لا تجعل له اندادا في العبادة تدعوهم وتسألهم وتستغيث بهم وتطلب منهم ما لا يطلب الا من الله سبحانه وتعالى فالواجب علينا ان نعرف للتوحيد حقه وان نرعى له مكانته والا نلتفت الى سوى ذلك. وقد وقد قال من قال قد هيؤوك لامر لو فطنت له فاربأ بنفسك ان ترعى مع الهمل لنحذر من دعاة الصلاة من ائمة الباطل ومن يشوشون على الناس ومن يشككونهم في امور دينهم ولنحافظ على هذا التوحيد الذي هو اساس ديننا وغاية مقصودنا واعظم امر آآ آآ خلقنا لاجله واوجدنا واعظم امر خلقنا الله جل وعلا لاجله واوجدنا لتحقيقه نحافظ تمام المحافظة ونرعاه تمام الرعاية لنلقى الله عز وجل على التوحيد والسنة غير مبدلين ولا مغيرين ونسأل الله عز وجل ان يحيينا مسلمين وان يتوفانا مؤمنين غير ضالين ولا مضلين وان يحفظنا بالاسلام قائمين وان يحفظنا بالاسلام قاعدين وان يحفظنا بالاسلام راقدين ونسأله تبارك وتعالى ان يصلح لنا عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. ونسأله تبارك وتعالى من كل خير خزائنه بيده. ونعوذ به تبارك وتعالى من كل شر خزائنه بيده ونعوذ به تبارك وتعالى من ان نشرك به ونحن نعلم ونعوذ به تبارك وتعالى مما لا نعلم ونسأله تبارك وتعالى ان يوفقنا لكل خير وان يهدينا سواء السبيل وان يجعلنا من عباده المتقين الذين يستمعون يلقون فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين