بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله. نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وسلم تسليما كثيرا. اما بعد معاشر الاخوة الكرام انها لساعة طيبة ومناسبة كريمة نلتقي فيها اجمعين في هذا المخيم الذي نسأل الله جل وعلا ان يطرح فيه البركة وان يعظم النفع وان يجعل قيامه لوجه الله تبارك وتعالى خالصا ولعباده نافعا ونجزي القائمين عليه افضل الجزاء. وان يثيبهم اعظم الثواب على هذا الترتيب والتهيئة لالتقاء الاخوان على العلم النافع والتذاكر المفيد في امور دينهم وما يقربهم الى الله جل وعلا واشكر للاخوة في جمعية احياء التراث الاسلامي في دولة الكويت المنظمين في هذا المخيم اتاحتهم لهذه الفرصة للمشاركة من خلال هذا الموضوع الذي بعنوان امن البلاد ووسائل تحقيقه وحفظه واسأل الله جل وعلا لي ولكم التوفيق والسداد والهداية والرشاد والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يمن علينا اجمعين بالعلم النافع والعمل الصالح وان ينفعنا بما علمنا وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا حجة علينا. وان يكتب لنا الاخلاص في القول والعمل. واصابة سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. وان يجنبنا الزلل وان يأخذ بنواصينا الى الخير. وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. لا ربنا لنا سواه ولا حول ولا قوة الا بالله وموضوع الامن موضوع حبيب الى النفوس موضوع له جوانب وله مجالات عديدة والحديث عنه سيق كيف لا والامن مقصد جليل وهدف النبيل ومطلب عظيم يسعى اليه الناس اجمعهم الكل يحب الامن له ولاقربائه ولمجتمعه الا شداد الناس ومن اجل تحقيق الامن وتحصيله والحصول عليه ونيله تعقد مؤتمرات وتؤلف مؤلفات وتلقى دروس ومحاضرات ويجتهد اصحاب الرأي والفكر والنظر فيما يحقق الامن ويجلبه للناس الامن مقصد يسعى اليه وهدف يطلب وغاية تنشد وهو ضد الخوف قرارا في القلب وسكون في النفس وطمأنينة في البال وزوال للخوف والضجر فيأمن الانسان على ماله على عرظه على عقله على حياته وممتلكاته فهذا امر يطلبه الجميع ويسعون فيه وتتفاوت افهام الناس ومداركهم في الحديث عن الامن والطريقة التي يحصل بها والوسيلة التي ينال بها ولربما اقترح بعض الناس في تحصيل الامن ونيله ما يكون به حصول ضده ونقيضه ونظرية ونظريات الناس واراؤهم حول الامن وبما ينال متفاوتة لتفاوت عقول البشر وتباين ارائهم وتمايز مداركهم وهذه طبيعة في البشر معروفة لكن المسلم الذي من الله جل وعلا عليه بهذا الدين وهداه الى صراط مستقيم يدرك حقيقة في هذا الباب ظل عنها اكثر العالمين فهدى الله عز وجل اليها اكثر هدى الله اليها اهل الاسلام وظل عنها من انحرف عن صراط الله المستقيم الا وهي ان الامن منة الهية ومنحة ربانية وعطية من الله جل وعلا الامن من الله يمن به على من شاء متى ساء سبحانه وتعالى لان الامر امره والخلق خلقه وازمة الامور معقودة بقضائه وقدره لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع لا باسط لما قبض ولا ولا قابضة لما بسط لا معز لمن اذل ولا مذل لمن اعز. الامر امره جل وعلا فالامن منة من الله وهو جل وعلا الذي يؤمن الخائف ويدير المستجير وهو نعم المولى ونعم النصير المسلم يدرك ذلك جيدا ويعلم علما لا شك فيه ان الامن من الله جل وعلا فلا يطلبه الا منه ولا يلجأ في تحصيله الا اليه ولهذا يسعى المسلم في تحصيله لامنه بالوسائل الشرعية التي بينها الله تبارك وتعالى لعباده واوضحها لهم ودعاهم لتحقيقها لينالوا بها منة الامن وعطية الامن والقرآن الكريم دل في مواضع كثيرة منه على هذه الحقيقة المباركة ومن ذلك ما ورد في قول الله تبارك وتعالى اولم نمكن لهم حرما امنا او لم يروا ان جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم افبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون وتأمل هنا قوله نمكن لهم حرما امنا فالامن انما يكون بتمكين الله وتيسيره وتذليله سبحانه وتعالى اولم نمكن لهم او لم يروا اولم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم. افبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون وهنا خطاب للمشرك الذي يؤمن بالباطل ويكفر بنعمة الله جل وعلا وامره عجب في هذا الباب ولا سيما من هم معنيون بهذا الخطاب وهم كفار قريش الذين يعيشون في مكة البلد الامن الذي قال الله عنه ومن دخله كان امنا والذي استجاب الله تبارك وتعالى فيه لدعوة نبيه وخليله ابراهيم عليه السلام واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا امنا واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا البلد امنا في موضعين من القرآن فاستجاب الله جل وعلا دعوة ابراهيم الخليل عليه السلام وجعله حرما امنا وكان وكان اولئك الكفار يعيشون في هذا البلد الامن والناس يتخطفون من حولهم. قتلا ونهبا وتشريدا وسفك دماء. وهم يعيشون عيشة الامن لذلك البلد المبارك لكنهم مع ذلك كله يؤمنون بالباطل ويكفرون بنعمة الله. افبالباطل يؤمنون وبنعمة الله اي يكفرون وكان جديرا بهم وقد من الله عليهم بالامن ومكن لهم بتحصيله ونيله ان يخضعوا لله. وان يذلوا له وان يصرفوا له وحده الطاعة والعبادة ولا يعبد سواه ممن لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فظلا عن ان يملك شيئا من ذلك لغيره ولما دعاهم النبي صلى الله النبي صلى الله عليه وسلم للاسلام والدخول في دين الله واخلاص العبادة له ماذا كان امرهم معه قال الله تعالى وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطط من ارضنا اولم نمكن لهم حرما امنا؟ يجبى اليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن اكثرهم لا يعلمون فذكرهم الله تبارك وتعالى بهذه المنة وقد ادعوا ان دخولهم في دين الله واستجابتهم لطاعة الله وقبولهم للاسلام الذي يدعوهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سبب خلخلة الامن ولهذا الدعوة هذه الدعوة الفاجرة الظالمة في حق هذا الدين وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من ارضنا فيا سبحان الله الدين والايمان والاسلام وطاعة رب العالمين الذي هو اساس الامن وسبب تحصيله يدعي هؤلاء انه سبب القلاقل والمحن والبلايا والفتن وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطى من ارضنا نتخطف من ارضنا وكيف يقال ذلك مع ان الذي مكن لهم الامن وهيأه لهم هو رب العالمين الباعث لهذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وفي موضع اخر من القرآن ذكرهم الله جل وعلا بالامن الذي هو منته وعطيته فقال في اخر سورة قريش فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف وكانوا في وقت تعيش فيه الدنيا قتلا ونهبا وسفك دماء. وقلاقل وفتن. وهم يعيشون في مكة في امن وامان لكنهم لم يشكروا نعمة الله ولم يعرفوا منة الله جل وعلا وصرفوا النعمة في غير سبيلها وفي غير ذابها يخلقهم الله ويؤمن خوفهم ويسد جوعهم ليكسوا عاريهم ثم يصرفون العبادة الى غيره جل وعلا من احجار واشجار وغيرها مما لا يملك موتا ولا حياة ولا نزورا ولهذا كان امرهم في غاية العجب وغاية الجحد لنعمة الله تبارك وتعالى وذكر الله جل وعلا لذلك في القرآن ليس ليكون امرا معلوما لدى الناس فقط وانما ليعوا هذه الحقيقة وليفهموا هذا الامر العظيم وهو ان الامن منة الله تبارك وتعالى فلا تطلب الا منه ولا ينسج في تحصيلها الا اليه سبحانه وتعالى ومر معنا دعوة إبراهيم الخليل عليه السلام لمكة التي استجاب استجابها الله تبارك وتعالى له ولبى فيها نداءه وطلبه. عندما قال رب اجعل هذا بلدا امنا في سورة البقرة قال جل وعلا واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر وفي سورة إبراهيم قال الله تعالى واذ قال إبراهيم ربي اجعل هذا البلد امنا واجنبني وبني ان نعبد الأصنام في سورة البقرة نثر البلد وفي سورة إبراهيم عرفه وقد قال غير واحد من المفسرين لعل ذلك بسبب ان ابراهيم دعا لمكة مرتين مرة عندما كانت واد غير ذي زرع. لا سكان فيها ولا ماء ولا ناس فدعا لها بهذه الدعوة فناسب حينئذ التنكير. قال ربي اجعل هذا بلدا امنا واما التعريف فهي دعوة عندما ترك فيها ولده اسماعيل وامه وكانت يعني اهلة وفيها الزرع ثمار فدعا لها بالتعريف قال رب اجعل هذا البلد امنا. واستجاب الله دعاءه ولبى نداءه فاصبحت مكة بلدا امنا وبلدا حراما وهي بلد امن قدرا وشرعا قد اه كتب الله عز وجل لهذا البلد الامن والامان وايضا دعا في كتابه الى المحافظة على امن ذلك البلد وحذر جل وعلا اشد التحذير ممن يسعى للاخلال بامنه والاخلال بالطمأنينة. او يسعى في ايجاد الخوف والذعر والقلق. بين اهله وساكنيه بل ان الله عز وجل جعل امن ذلك البلد يشمل الماشية والدواب ويشمل الزروع فلا يصاد صيدها ولا ينفر ولا تقطع اشجارها ولا تعضج وكل ذلك من امن هذا البلد ومن دخله كما قال الله ومن دخله كان امنا فهو امن قدرا وشرعا والايات في الامر بالمحافظة على امنه كثيرا. ومن اوضحها قوله تبارك وتعالى ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم والايات في هذا المعنى كثيرة مما سبق نعلم ايها الاخوة الاكارم اهمية الامن من جهة وانه منة من الله تبارك وتعالى وعطية لا تنال الا بالوسائل التي شرعها وبالطرائق التي بينها في كتابه وبينها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته ولعلي ايها الاخوة ادخل في جانب الموضوع الاهم وهو وسائل تحقيق الامن وسائل المحافظة عليه على ضوء ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقد تأملت في هذا الباب والنصوص الواردة فيه في الكتاب والسنة وظهر لي وظهر لي والعلم عند الله ان اسباب تحقيق الامن ووسائل المحافظة عليه ترجع الى عشرة اسباب اما السبب الاول وهو الاساس وهو السبب الاعظم الذي لا امن الا به هو الايمان والايمان اساس الامن بل ان الايمان في اشتقاقه اللغوي مشتق من الامن الذي هو ضد الخوف والايمان امن وطمأنينة وسكون. وثقة بالله تبارك وتعالى وقرار ورضا واستسلام وانقياد لله جل وعلا والامن والايمان اساس الامن وكلما عظم حظ العبد من الايمان عظم حظه من الامن قد قال الله تبارك وتعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون فانظر هذا الترتيب لحصول الامن والاهتداء. وان ذلك انما يكون بالايمان الذين امنوا ولم يلبثوا ايمانهم بظلم. اي اي لم يخلطوه بشرك بالله تبارك وتعالى. فهؤلاء ثوابهم وثمرة ايمانهم الامن والاهتداء في الدنيا والاخرة الامن التام والاهتداء التام في الدنيا والاخرة ولهذا حظ الناس من الامن والاهتداء بحسب حظهم من الايمان ويمكن تقسيمهم على ضوء هذه الاية في تحصيلهم للامن الى اقسام ثلاثة قسم هم اهل الامن الكامل وهم اهل الايمان الكامل وقسم لا امن لهم وهم من لا ايمان لهم وقسم لهم مطلق الامن لانهم اهل مطلق الايمان وحظ وحظ العبد من الامن بحسب حظه من الايمان والايمان والامن مترابطان اذا وجد هذا وجد ذاك كما ان السلامة مرتبطة بالاسلام وتأمل في هذا الباب ما رواه الترمذي وغيره من حديث طلحة ابن عبيد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال طلحة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رأى الهلال قال اللهم اهله علينا باليمن والايمان والسلامة والاسلام ربي وربك الله وروى الدارمي هذا الحديث عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأى الهلال قال الله اكبر اللهم اهله علينا بالامن والايمان. والسلامة والاسلام ربي وربك الله فالامن لزيم الايمان وقرينه والسلامة لزيمة الاسلام وقرينته فمن طلب الامن والسلامة فعليه بالايمان والاسلام ولهذا يربي الايمان اهله على ما يحقق امنه وتأملوا ذلك في حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من امنه الناس على دمائهم واعراضهم وبهذا الحديث نعلم ان تحقيق اهل الايمان واهل الاسلام للايمان والاسلام على صورته الصحيحة بقواعده وضوابطه الشرعية هو الذي يحقق لهم الامن. وهو الذي يجلب لهم السلامة المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده فاذا كان المسلم لا يسلم المسلمون من لسانه ويده. فهذا من نقص اسلامه واذا كان المؤمنون لا يأمنون على اموالهم وعلى اعراضهم فهذا من نقص ايمانه وظعف دينه وضعف صلته بالله تبارك وتعالى فالايمان اذا وجد بين اهله على ضوء كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وجد امنهم وسلامتهم وطمأنينتهم وسعادتهم في الدنيا والاخرة السبب الثاني وهو متصل بالسبب الاول ولكنه جدير بالافراج الا وهو الاخلاص اخلاص الدين لله وافراد الله تبارك وتعالى وحده في العبادة والخضوع له جل وعلا والمحافظة على طاعته والبعد عما نهى عباده عنه فهذا من اعظم ما ينال به الامن كما قال الله تبارك وتعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ولا يمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم. وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا. يعبدونني لا تشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون تنظر بما يبدل الخوف امنا. والرعب طمأنينة والقلق هدوءا وسكونا وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات فهذا موعود الله جل وعلا لاهل الايمان واهل الاعمال الصالحة والاعمال الصالحة وعبادة الله جل وعلا والذل بين يديه هو الذي يجلب للناس الطمأنينة وكم يغفل الناس عنه والله كم يغفل الناس عنه مع انه الجالب للطمأنينة والراحة والامن والايمان وقد ثبت في صحيح مسلم عن معقل ابن يسار رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العبادة في الهرج كهجرة معي العبادة في الهرج كهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والهرج هو اختلاط امور الناس وحصول الفتن والقلاقل ونسوب المحن بينهم ووجود القتل الى ماذا يرشد عليه الصلاة والسلام؟ الى العبادة العبادة في الهرج كالهجرة معي وقد قال بعض شراح هذا الحديث لعل سبب عظم شأن العبادة ومكانتها في الهرج ان اكثر الناس يغفلون عنها اذا وجد الهرج ينشغل الناس بالهرج والقيل والقال. والخوف في الفتن. والتصدر لها ويغفلون عن عبادة الله تبارك وتعالى ولهذا عظم صلى الله عليه وسلم من شأن العبادة في الهرج. وجعلها كالهجرة معه صلوات الله وسلامه عليه طيب وجاء في صحيح البخاري عن ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه قالت فزع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة وقال سبحان الله ماذا انزل الله من الخزائن وماذا انزل الله من الفتن من يوقظ صواحب الحجرات يعني ازواجه صلى الله عليه وسلم لكي يصليه من يوقظ صواحب الحجرات لكي يصلين فرب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة الى ماذا ارصد؟ صلوات الله وسلامه عليه في الفتن الى الصلاة الى العبادة الى طاعة الله جل وعلا. الى الاقبال على الله فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنه من خوف فارشد عليه الصلاة والسلام الى العبادة لكن الواقع ان اكثر الناس اذا حصلت الفتن انشغلوا انشغلوا بالقيل والقال. وكثرة الخصومات والتصدر للفتن. ويشغلون عن الخضوع للرد الجليل والخالق العظيم سبحانه وتعالى السبب الثالث لحصول الامن وتحصيل الامن الدعاء والدعاء كما قال اهل العلم مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة الدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة قال بعض السلف تأملت الخير فاذا ابوابه كثيرة الصلاة والصيام والبر ابواب الخير كثيرة ووجدت ان ذلك كله بيد الله. فايقنت ان الدعاء ان الدعاء مفتاح كل خير فاذا اردت اي خير في الدنيا والاخرة فاطلبهم الى الله جل وعلا. ومن اراد الامن لنفسه ولاهل بيته ولامته فليدعوا الله الله جل وعلا بذلك وقد مر معنا من النصوص ما يشهد لذلك ومن ذلك دعوة ابراهيم الخليل عليه السلام وقد تقدمت ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم في اول كل شهر وقد تقدمت وقد ثبت في سنن الترمذي عن عبد الله ابن عمر رظي الله عنهما قال لم يدع رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات حين يمسي ويصبح اللهم اني اسألك العافية في الدنيا والاخرة. اللهم اني اسألك العفو والعافية في ديني ودنياي واهلي ومالك اللهم استر روعاتي. اللهم استر عوراتي. وامن روعاتي. اللهم احفظني من بين يديك ومن وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي واعوذ بعظمتك ان اغتال من تحتي فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتنا واسوتنا صلوات الله وسلامه عليه كل يوم صباح في الصباح وفي المساء يدعو بهذه الدعوات وفيها سؤال الله الامن وفيها سؤال الله الحفظ وفيها سؤال الله العافية فهذه الامور لا تنال الا من الله. ولا تطلب الا منه سبحانه وتعالى قد جاء في المسند للامام احمد عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قلنا قلنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق هل من كلمات نقولها؟ هل من شيء نقوله فقد بلغت القلوب الحناجر لان الكفار اشتدت وطأتهم وعظم كيدهم فسأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هل من شيء نقوله؟ فقد بلغت القلوب الحناجر فقال عليه الصلاة والسلام نعم قولوا اللهم استر عوراتنا وامن روعاتنا فقالوا هذه الكلمات فالقى الله عز وجل في قلوبهم الرعب وارسل عليهم الريح واجلاهم انظر اثر الدعاء المبارك وفائدته العظيمة وحاجة الامة الامة اليه واكثر الناس يغفلون عنه. اللهم استر عوراتنا وامن روعاتنا والدعاء سبب عظيم ووسيلة مباركة لنيل الامن. كيف لا والله جل وعلا يقول واذا سألك عبادي اني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يقصدون ويقول جل وعلا ان ربي لا يستطيع الدعاء. ويقول واذا سألك عبادي عني فاني قريب. اجيب دعوة الداعي اذا دعان. ويقول وقال ربكم ادعوني استجب لكم ولا يأتوا في هذا المعنى كثيرا السبب الرابع لتحقيق الامن والمحافظة عليه ان يرجع الناس في الفتن وفي الملمات وفي النوازل وفيما يمس مصالح الامة في امنها او في خوفها الى العلماء المحققين والائمة الراسخين اهل الاستنباط واهل الفقه واهل البصيرة في دين الله. اهل القدم الراسخة والا يرجعوا الى كل احد ولا الى كل من هب ودب وانما يرجع الى العلماء الاعلام والمحققين الراسخين من من اهل العلم ولهذا قال الله تبارك وتعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان قال العلامة ابن الناس وتربية لهم اذا حدثت الامور التي تمس امن الامة او خوفها لا يتكلم كل احد. ولا يستفتى كل احد ولا يرجع الى كل احد وانما يرجى الى العلماء الراسخين اهل الاستنباط واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول. والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم وعندما يرجع الناس الى غير العلماء الراسخين تحدث الفتن والشقاق والسرور والمهالك ويتحقق الردى في الناس لانهم يفتونهم بغير علم ويستعجلون في في الفتوى والاجابة على سؤالات الناس عن غير بصيرة وعن غير استنباط وعن غير تدبر وتأمل لكلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه وقد مرت الامة بمحن كثيرة وكان من اسبابها تصدر بعض الناس ممن لا دراية له ولا رسوخ له في العلم والفقه في دين الله تبارك وتعالى فاضر نفسه واضر من اضر معه من عامته النفس فاذا من وسائل حفظ الامن ان يكون الرجوع الى العلماء. لكن انظر عندما تحدث النوازل ماذا يكون في مجالس الناس ماذا يكون في مجالس الناس؟ باي شيء يتحدثون؟ كل يفتي؟ وكل يدلي بدلوه وكل يقترع وكل يبدي رأيه. بل احيانا يقوم الجهلة او المبتدئين من طلاب العلم او انصاف المتعلمين يقومون ويلقون الخطب او التي فيها تحديد لما يجب ان يفعل وما ينبغي ان يكون عليه الناس ويتسرع في هذا الطرح. بينما العلما الراسخون عندما تطرح عليهم عليه مثل هذه المسائل يجتمعون ويتأنون ويتدارسون ويتبصرون في الامر ثم يبدون لهم ما ظهر لهم من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بدون تعجب وبدون تسرب فقد جاء في الادب المفرد عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه بسند ثابت انه قال لا تكونوا عدلا مذاييع فان من ورائكم امورا متماحلة ربحا. يعني في فتن ثقيلة في امور متطاولة في فتن مقلقة للناس فاحذروا يقول من هذه الثلاثة الامور العجلة واذاعة الفتنة وبدر الشر. لا تكونوا عجلا مباييع بذرا. اياكم والعجب لن تستعجل وانما كأن وعليك بالتؤدة. كما قال ابن مسعود رضي الله عنه انها ستكون امور مشتبهات عليكم بالثؤدة فانك ان تكون تابعا في الخير خير من ان تكون رأسا في الشر اذا لم تستعجل وكنت تابعا في الخير هذا اسلم لك. وابرأ لذمتك بينما اذا استعجلت واتخذت قرارا واديته للناس ربما تكون رأس الفتنة ورأس الشر. فلماذا فلما العجلة لا تكون عجلة الامر الثاني مفايير اي ممن يذيعون الفتنة. وانظر هذا المعنى في الاية التي مرت. اذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به يكثر في مجالسهم سمعتم كذا؟ انتبهتم بكذا؟ عرفتم لكذا؟ قيل كذا سمعنا كذا ينقل ولا ولا يتأمل هل ما ينقله للناس ينفعهم او يضرهم يفيدهم او لا يفيدهم لا يبالي بذلك. وانما يضيع الذي يأتي يدخل مع ابنه يخرجه من فمه نافع او ضار. متأكد من صحته او ليس متأكد قال لا تكونوا ملايين. والامر الثالث لا تكونوا بذرة. اي ممن يبذر الفتنة بين الناس ويذكي الشر وينشره بينهم ويضع بذور الشر بين الناس ثم تنتشر بينهم الفتن والشائعات والقلاقل والقيل والقال مما لا ينفع الناس بل يضرهم في انفسهم وفي دينهم هذا السبب الرابع السبب الخامس المحافظة على جماعة المسلمين والسمع والطاعة لولاة امره لان الامن لا يكون الا بدولة ولا تكون الدولة الا بالسمع والطاعة. فاذا كان الامير لا يسمع له ولا يطاع ولا تمتثل اوامر الله جل وعلا واوامر رسوله صلى الله عليه وسلم. في حق الامير ينتشر الناس الفساد والقلاقل والفتن والتطاحن والشرور. ولهذا جاءت النصوص الكثيرة في الكتاب والسنة بالتأكيد على طاعة ولاة الامر والنصيحة لهم والسمع والطاعة وان يصبر الانسان حتى وان كان منهم اثرا فانه يصبر ويسأل الله تبارك وتعالى ان يصلح الاحوال ويدعو لهم بالهداية والتوفيق والسداد كما عليه منهج اهل السنة والجماعة. حفظ على جماعة المسلمين وسمع وطاعة لولاة امرهم للنصيحة الدين النصيحة. قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين ولعامته. ومن النصح لولاة الامر ان تدعو لهم بالصلاة وبالعافية وبالسداد وبحسن الرأي وبما ينفع العباد بان يكونوا على رحمة على رعاياهم من وان يصلحهم وان يصلح بهم هذا الذي جاءت به السنة وكان عليه سلف الامة وهذا مما ينشر الخير حتى قال بعض السلف لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها للامام. لان صلاح الايمان له ولرعيته بينما بعض الناس يخالف هذه القواعد ويؤلب على ولي امره وربما ينزع اليد من الطاعة. ويؤلب الناس على آآ على ترك الطاعة والسمع والطاعة. ويدعو على ولي امره. خلافا لما دلت عليه النصوص وكان عليه عمل السلف الصالح رحمهم الله. ولهذا من وسائل تحقيق الامن والمحافظة عليه تحقيق السنة فيما يتعلق فيما يتعلق بالمعاملة مع الولاة ومع الحكام. ويفعل العبد ذلك ديانة وتقربا لله تبارك وتعالى الف ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية كلاما معناه انه ينبغي ان تتخذ الولاية دينا تتقرب به الى الله تبارك وتعالى ان تكون متقيا لله جل وعلا قائما بما يجب عليك تجاه ولاة الامر على ضوء ما جاء في الكتاب والسنة لا على ضوء ما تهواه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ثلاث لا يضل عليهن قلب امرئ مسلم. اخلاص العبادة لله ولزوم جماعة المسلمين ولاة امرهم. يعني قلب المسلم لا يجد في في قلبه شيئا تجاه هذه الخصال الثلاث. بل هو مطمئن لها مرتاح لها لها طاعة لله تبارك وتعالى وتقربا اليه وطلبا لنيل ثوابه ومرضاته جل وعلا الامر السادس في لون الامن وتحصيله. نشر الوعي بين الناس وتفكيرهم في الدين وتعليمهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وامرا بالمعروف ونهيهم عن المنكر فان العلم والخير والهدى اذا انتصرت الناس تحقق فيهم الامن وهذا مطلب يلزم الدعاة والخطباء والمعلمين في في المدارس والمعلمات ان يحثوا الناس على طاعة الله وعلى تقواه وعلى فعل الاوامر. وعلى ترك النواهي وعلى الاقبال على الخير. لان هذه المعاني الجليلة والطاعات والقربات وانتشار الخير بين الناس يحقق لهم امنهم. ويحقق لهم ويحقق لهم سعادتهم ويأمنون به من الشرور والاضرار والافات والفتن والمحن هذا السبب السادس من اسباب تحصيل الاسباب بسطه يحتاج الى وقت وتفصيل لكن المقام لا يسع لذلك السبب السابع من اسباب نيل الامن وتحصيله هو مطلوب من كل فرد من افراد المجتمع الا وهو كف الاذى كل يحقق هذا الامر في نفسه حفاظا على امنه وامن مجتمعه كف الاذى والبعد عن الاعتدال. والاسلام جاء بهذا الامر وامر به ودعا عليه ودعا اليه ورطب عليه من الاجور العظيمة. والفظائل العميمة ما لا يعد ولا قبل هذا السبب لعل هذا السبب الثامن قبل هذا السبب السبب السابع الاخوة الايمانية تحقيق الاخوة الايمانية التي دل فيها قول الله تبارك وتعالى انما المؤمنون اخوة وهذه الاخوة الايمانية شأنها عظيم. اذا وجدت بين المجتمع وبين المسلمين. لكن تحقق على ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وتأمل في ذلك قول قول النبي عليه الصلاة والسلام لا لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ويقول عليه الصلاة والسلام من اراد ان يزحزح عن الجنة من اراد ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن واليوم الاخر وليأتي الى الناس الشيء الذي يحب ان يؤتى اليه ثم انظر معالم هذه الاخوة ومتطلباتها في السنة. ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجسوا ولا تباغضوا ولا وكونوا عباد الله اخوانا. المسلم اخو المسلم لا يسلموا ولا يقبله ولا يظلم التقوى هنا. ويشير الى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم فتأمل هذا الحديث ونظائره من الاحاديث الداعية الى تحقيق الاخوة الاسلامية بين المجتمع ليتحقق بينهم التراحم عاطف التكافل والتعاون حتى يكون المجتمع المسلم كما قال عليه الصلاة والسلام كالجسد الواحد. اذا منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. قال عليه الصلاة والسلام مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم مثل واحد كما اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر فهذه الاخوة الاسلامية ومنها انتقل الى السبب الداخل وهو من متطلبات هذه الاخوة لكنه جدير بالافراد الا وهو كف الاذى والنفس نفس الانسان فيها شر. وقد قال عليه الصلاة والسلام قد كان عليه الصلاة والسلام يقول في خطبة الحاجة ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وارشد عليه الصلاة والسلام الى الدعاء بالتعوذ من شر النفس في غير ما حديث اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه. اشهد ان لا اله الا انت اعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وان اقترف على نفسي سوءا او اجره الى مسلم وقد جاءت الاحاديث الكثيرة التي تضبط الانسان فلا يحصل منه شرا ولا عدوانا تجاه الاخرين. بكف اذاه عن الناس وكب شره عنهم والا يتعرض لاحد منهم باساءة قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اظمنوا لي ستا من انفسكم اضمن لكم الجنة اصدقوا اذا حدثتم واوفوا اذا وعدتم وادوا اذا اؤتمنتم واحفظوا فروجكم وغظوا وكفوا ايديكم وثبت في سنن الترمذي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على اناس الجلوس فقال لهم صلوات الله وسلامه عليه الا اخبركم بخيركم من شركم؟ قلنا بلى يا رسول الله قال عليه الصلاة والسلام الا اخبركم بخيركم من شركم؟ فسكت القوم. فسكت القوم. فاعادها عليهم ثلاث مرات فقال احدهم بلى يا رسول الله اخبرنا بخيرنا من شرنا. فقال صلى الله عليه وسلم خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره. وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره وثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر ومنهم ناس مفاتيح للشر مغاليق للخير. فطوبى لمن جعل الله مفتاح الخير على يديه. وويل لمن جعل الله مفتاح الشر على يديه. ولهذا يجب على العبد ان يتقي الله عز وجل. وان لا يعرض اي احد من المسلمين باي نوع من الاذى وان يتقي الله جل وعلا في عباد الله لا يتعرض لهم باذى ولا ينالون منه نساء بل يكفوا بل يكف شره عنهم ويتقي الله تبارك وتعالى فيهم الامر التاسع من وسائل حفظ الامن وهذا امر يتعلق بالولاة. تطبيق الحدود التي فيها ردع المعتدي وكب وبها يستتب امن الناس. ولهذا جاءت الشريعة بالقصاص بالقتلى قتل القاتل وايضا في الاعتداءات من اعتدى على الانسان باي نوع من الاعتداء يعاقب بمثل ما عقب به. من قطع يد غيره تقطع يده. ومن تعمد اتلاف عينه رأينا غيري تتلف عينه. السن بالسن والعين بالعين والاذن بالاذن. فكل ذلك جاءت به الشريعة لتحقيق في امن الناس وقطع يد السارق وجلد شارب الخمر وجلد الزاني اذا كان بكرا وقتله بالرجم ان كان ثيبا الى غير ذلك من الحدود. التي تحقق امن الناس في وانهم في اموالهم وانهم في اعراضهم وانهم على ديارهم. فهذه الحدود اذا طبقت على ضوء ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ثم الامر العاشر والاخير من وسائل حفظ الامن شكر نعمة الله تبارك وتعالى ونعمة الله جل وعلا او نعم الله على عباده لا تعد ولا تحصى ومن نعمه الامن الذي يعيشه اهل الايمان. والواجب على اهل الايمان ان يشكروا الله عز وجل على نعمة الايمان وعلى نعمة الامن وان يشكروا الله تبارك وتعالى على نعمة الاسلام وعلى نعمة السلامة. وان يكون وان يكونوا حامدين لله على انعمه شاكرين له تبارك وتعالى على عطاياه ومننه. اما اذا بدل الناس نعمة الله كفرا ولم يشكروا نعمة الله جل وعلا فان امنهم يتبدل خوفا وطمأنينتهم تتبدل قلقا وانزعاجا والنعمة اذا سكرت قرت واذا كفرت فرت. كما قال الله تبارك وتعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم فلنكن ولئن كفرتم ان عذابي لشديد فمن وسائل حفظ الامن شكر نعمة الله تبارك وتعالى. وتأمل هذا المثل المضروب في القرآن الكريم. في قول الله تبارك وتعالى وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة. يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. اي بسبب اعمالهم ومنها عدم شكر شكر نعمة الله وكفران نعمه تبارك وتعالى. والواجب على عباد الله المؤمنين ان يكونوا شاكرين لله تبارك وتعالى على نعمه العظام وعطاياه التي لا تعد ولا تحصى فهذه ايها الاخوة في تقديري وسائل تحقيق الامن وحفظه. وبعضه وبعض ما وقته يدخل في بعض ويجمع هذه الاسباب كلها السبب الاول. وهو الايمان بالله تبارك وتعالى فكل ما ذكرته داخل فيه لكن هذه التفاصيل المراد منها زيادة البيان وزيادة التوضيح وقد يعطف على الشيء بعض افراده تأكيدا عليه واهتماما به وتنويها بشأنه. واختم كلمتي هذه بسؤال الله تبارك وتعالى والتوجه اليه سبحانه وتعالى ونسأله فاسأله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يحفظ المسلمين امنهم وايمانهم وان يستر عوراتهم وان يؤمن روعاتهم وان يحفظ الجميع من بينهم عن ايمانهم وعن شمائلهم ونعوذ بالله تبارك وتعالى ان نغتال من تحتنا ونسأله جل وعلا ان يعيذنا واياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن وما بطن قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم انه قال تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قد قال الصحابة نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. ونحن نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. ونسأله تبارك وتعالى ان اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل ذات زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. ونسأله جل وعلا ان يصلح ولاة امرنا. وان يهديهم سواء السبيل وان يوفقهم لكل وان يعينهم على طاعته وما يقرب اليك وان يجعلهم رحمة على رعاياهم وان يسددهم فيما يأتون ويدعون ان ربي لسميع الدعاء واسأله تبارك وتعالى ان يصلح ذات بيننا وان يؤلف بين قلوبنا وان يهدينا سبل السلام وان لا الى انفسنا طرفة عين. واسأله جل وعلا من كل خير خزائنه بيده واعوذ به جل وعلا من كل شر خزائنه بيده. ان لسميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين