بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ايها الاخوة المؤمنون هذا جمع طيب ان شاء الله وملتقى خير في بيت من بيوت الله عز وجل وفي مذاكرة امر عظيم بل عبادة جليلة هي اعظم العبادات واجلها الا وهي عبادة الدعاء دعاء الله عز وجل وهذه العبادة العظيمة الجليلة المباركة تكاثرت النصوص في الكتاب والسنة الدالة على فضل هذه العبادة وعظم شأنها وعظم عوائدها واثارها على العبد في دنياه واخراه بل هي مفتاح كل خير وباب كل فضيلة وسبيل كل عز ولن تنال شيئا من خيرات الدنيا والاخرة الا بهذا المفتاح العظيم الدعاء مفتاح كل خير ينال في الدنيا والاخرة كما قال بعض السلف المتقدمين تأملت الخير فاذا هو كثير الصلاة خير والصيام خير والصدقة خير ووجدت ان ذلك كله بيد الله فعلمت ان الدعاء مفتاح كل خير لانك لا تستطيع ان ان تصلي ولا ان تصوم ولا ان تتصدق ولا ان تقوم باي مصلحة دينية او دنيوية الا اذا اعانك الله ويسرها لك وذللها لك والدعاء هو مفتاح هذه الخيرات التجاء منك الى الله عز وجل وتوكل عليه جل وعلا وحده وطلب ممن بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض الدعاء عبادة عظيمة لانه يظهر فيها ذل العبد وانكساره وخضوعه وافتقاره واحتياجه الى الله عز وجل كما ايضا يظهر فيها كمال الرب جل وعلا وكمال قدرته ونفوذ مشيئته وشمول قدرته جل وعلا وكمال علمه لانك عندما تدعوه وتمد يدك اليه وتطلب منه حاجاتك هذا ايمان منك به سبحانه وانه عليم بك مطلع عليك يسمع نداءك وانه تبارك وتعالى قدير على كل شيء له المشيئة النافذة والقدرة الشاملة وبيده تدبير هذا الكون وهذه المعاني والايمانيات كلها تتضمنها هذه العبادة عبادة الدعاء وما فيه من التذلل والانكسار والخضوع بين يدي الله تبارك وتعالى يدعوه راغبا راهبا يدعوننا رغبا ورهبا يدعوه متذللا وطامعا يدعوه مؤملا في عظيم نواله وسعة عطائه جل وعلا ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام كما في حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنه قال الدعاء هو العبادة قال الدعاء هو العبادة وتلا قول الله تبارك وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين فوصف تبارك وتعالى المستكبرين عن الدعاء بانهم مستكبرين عن عبادة الله فالدعاء عبادة عظيمة بل هو اعظم انواع العبادة كلها ويبين لك مكانة الدعاء في عموم العبادات بل في عموم المصالح والحاجات الدنيوية والاخروية ان كل ذلكم بيد الله جل وعلا ولا يمكن ان يصلح لك شيء من ذلك الا اذا اصلحه الله ولا يمكن ان يتحقق لك شيء من ذلك الا اذا يسره الله وهذا تأمله في عموم الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام وعن الانبياء قبله ولعله بمثال واحد من الدعاء المأثور يتضح هذا الامر ثبت في الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام انه كان يقول في دعائه اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر تأمل اصلح لي اصلح لي اصلح لي لا يمكن ان يصلح لك دين ولا ان يصلح لك دنيا ولا ان تصلح لك اخرى الا اذا اصلح الله تبارك وتعالى لك ذلك. لان الامر بيده عز وجل هو المعطي المانع الخافض الرافع القابض الباسط المعز المذل قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير قال تعالى كل يوم هو في شأن قال المفسرون في معناها ان يعطي ويمنع ويخفظ ويرفع ويقبظ ويبسط ويبسط ويعز ويذل الامر امره والخلق خلقه وهو تبارك وتعالى المدبر فلا يصلح لك دين ولا تصلح لك دنيا ولا تصلح لك اخرى الا اذا اصلح الله تبارك وتعالى لك ذلك وبهذا تعرف فضل الدعاء ومكانته وشدة الحاجة اليه وايضا تعرف بهذا كرم الدعاء عند الله ومكانته عنده سبحانه وتعالى قال صلى الله عليه وسلم ليس شيء اكرم عند الله من الدعاء يحب تبارك وتعالى من عباده ان يدعوه وان يتذللوا بين يديه وان يسألوه حاجاتهم وطلباتهم وامورهم ومصالحهم يحب من عباده ذلك والدعاء كريم على الله عز وجل بل انه سبحانه وتعالى يغضب ممن لا يدعو الله ولا يسأل الله ولا يطلب حاجاته من الله كما جاء في الحديث الصحيح من لم يسأل الله يغضب عليه الذي لا يسأل الله عز وجل يغضب عليه وفي الاية المتقدمة وصف تارك الدعاء بانه مستكبر ان الذين يستكبرون عن عبادته فالدعاء كريم على الله عز وجل ويغضب جل وعلا ممن يترك سؤاله كما قيل والله يغضب ان تركت سؤاله وبني وبني ادم حين يسأل يغضب ابن ادم عندما يسأل يغضب واذا تكرر عليه السؤال مرات وكرات ازداد الغضب عنده بينما الرب سبحانه وتعالى يحب الملح يحب الملح في الدعاء ويحب من عبده ان يلح عليه في الدعاء. ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين في حب الالحاح ويحب كثرة الطلب وكثرة السؤال ولا تزال بخير ما دمت سائلا طالبا متضرعا ملحا على الله تبارك وتعالى في طلب حاجاتك وامورك ومصالحك الدينية والدنيوية ولهذا الدعاء يصاحبك في كل الطاعات وفي جميع الاعمال وفي كل الامور لا تستغني عن عن دعاء الله في اي حاجة وفي اي مطلب وفي اي امر من امورك وكما قدمت الله جل وعلا يحب سؤال السائلين وطلب الطالبين ودعاء الداعين مع غناه الكامل عنهم من كل وجه وفقرهم الكامل اليه من كل وجه يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد ان الله على كل شيء قدير. ان يشأ يذهبكم ان يذهبوا الناس اجمعين ويأتي بخلق اخر كغير هذا الخلق انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فمشيئته نافذة وقدرته شاملة وعلمه تبارك وتعالى محيط وسع كل شيء رحمة وعلما فالعبد حاجته الى الدعاء والاضطرار الى الله تبارك وتعالى اعظم الحاجات والله جل وعلا لا ينفعه شيء او لا يبلغ العباد نفعه بشيء ان دعوه وعبدوه وسألوه وذلوا وخضعوا له لا يزيد ذلك بملكه وان عصوه ولم يطيعوا امره لا ينقص ذلك من ملكه تبارك وتعالى شيئا يا عبادي يقول الله في الحديث القدسي يا عبادي انكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني فهو جل وعلا لا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضره معصية من عصى بل من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها اما الله عز وجل وهو الغني الحميد لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين يقول جل وعلا في الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا هو سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعات العباد ولا تضره معاصي العباد ولا ايظا ينفعه مد العباد ايديهم اليه سائلين وتوجه قلوبهم اليه طامعين وراغبين كل ذلك لا ينفعه سبحانه. ومع ذلك كله ومع كمال غناه يحب تبارك وتعالى من عباده الدعاء يحب من عباده الدعاء والدعاء كريم اليه سبحانه ويغضب ممن لا يدعوه مع انه غني جل وعلا ثم ان عطاؤه تبارك وتعالى ومنه كلام كما ان منعه جل وعلا كلام وهذا واضح لقوله سبحانه وتعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون قد تضيق بك السبل وترى الابواب مؤصدة من كل جانب ويحيط بك الكرب وتغشاك الهموم ويشتد عليك الخطب ثم تلجأ الى الله عز وجل لجوءا صادقا لجوء المضطرين المكروبين الصادقين المخلصين الملحين فيأتيك الفرج من حيث لا تشعر ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب يرى الانسان الابواب مغلقة ولكن الفرج امامه لان الامر بيد الله سبحانه وتعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون فهو سبحانه وتعالى الذي بيده جل وعلا الامور ولهذا ينبغي على الداعي والسائل والطالب والملتجئ الى الله تبارك وتعالى ان يعمق في قلبه وفي نفسه هذه المعاني المرتبطة بالدعاء وما في الدعاء من كمال التذلل والافتقار والانكسار بين يدي الله تبارك وتعالى ومد اليدين اليه جل وعلا مد السائل المحتاج الفقير مد اليدين نفسه عبادة وتذلل والله جل وعلا يحب كل ذلك من عبده فهذه المعاني كلها توضح لنا مكانة الدعاء في الدين وعظم شأن هذه العبادة ومنزلتها في الدين وانه لا غنى لك عن الله تبارك وتعالى طرفة عين كما جاء في دعوة المكروب اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين واصلح لي شأني كل لا اله الا انت الامر بيده جل وعلا الامر بيده عندما تأوي الى فراشك لتنام روحك بيد الله تقول في فراشك ان امسكت نفسي فارحمها. وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين كل ذلك بيد الله جل وعلا لما تخرج من بيتك اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او اذل او اذل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي كل شيء بيد الله لا تسلم من شر لا تسلم من شر الناس ولا يسلم الناس من شرك الا اذا حفظك الله من ان تؤذي او تؤذى كان بعض السلف يقول في دعائه اللهم سلمني وسلم مني كان بعضهم يقول في دعاء اللهم سلمني وسلم مني وشبيه بهذا قول بعض العوام في دعائهم يكون الله الله لا يسلطنا ولا يسلط علينا وهذي من حيث المعنى جميلة من حيث المعنى جميلة وبعضهم يقصر في هذا الدعاء. بعض العوام يقصر يقول الله لا يسلط علينا الله لا يسلط عليه اذا خرج او يريد شيء يقول الله لا يسلط علينا طيب ايضا من جانبك الله لا يسلطك على احد تؤذيه او تضره ولهذا كان عليه الصلاة والسلام اذا خرج من بيته قال اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او ازل او اذل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي فانت بحاجة الى الله عز وجل بان يسلم الناس منك ومن من حصول اذى يصل اليهم منك او ظلم او جهل او غير ذلك وبحاجة ايضا الى ان تسلم من اذى الناس والذي يخرج من بيته عرضة لهذا ولهذا عرظة لان يصدر منه شيء يلحق الناس به اذى او شر او ايضا يلحقه من الناس فانت مفتقر الى الدعاء محتاج الى الدعاء عندما تخرج من بيتك مفتقر الى الدعاء عندما تأوي الى فراشك لتنام مفتقر الى الدعاء في اول النهار وفي نهاية النهار وتجد الادعية النبوية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم تصاحب المسلم في كل تقلباته وفي جميع احواله. الدخول له دخول البيت الخروج منه ركوب الدابة ملاقاة الاخوان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل هذه الاشياء تدلك على انك تحتاج الى الدعاء في كل مصالحك وفي جميع شؤونك يقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل يا معاذ اني احبك فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اكرمك الله عز وجل وجئت الى المسجد واديت الصلاة وانتهيت يسأله دعاء اسأله مجددا ان يعينك كما اعانك على هذه الصلاة ويسرها لك ان يعينك. فتقول دبر كل صلاة وباستمرار اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك تأتي بهذه الدعوة دبر كل صلاة تطلب من الله ان يعينك على الذكر والشكر وحسن العبادة فهذا كله يوضح لك احتياجك الى الدعاء في كل امورك ابراهيم الخليل يقول واذا مرضت فهو يشفين في زوال الامراض والاسقام زوال الهموم والاحزان زوال المصائب والاكدار كان عليه الصلاة والسلام من الادعية التي كان يواظب عليها عليه الصلاة والسلام ويكثر منها اللهم اني اعوذ بك من العجز ومن الكسل اعوذ بك من الجبن ومن البخل واعوذ بك من الهم ومن الحزن اعوذ بك من قهر الدين وغلبة الرجال لا تستطيع ان تسلم من الكسل ومن العجز ولا تستطيع ان تسلم من الهموم ومن الاحزان الا اذا سلمك الله ووقاك وحماك ونجاك تبارك وتعالى الشرور كلها والمضار جميعها لا تسلم من شيء منها الا اذا سلمك الله واقرأ في احاديث كثيرة تعوذات النبي عليه الصلاة والسلام التعوذ بالله من الشيطان التعوذ بالله من النفس وشر النفس التعوذ بالله من شماتة الاعداء من قهر الدين من غلبة الرجال تعوذات النبي عليه الصلاة والسلام كثيرة حتى ما يتعلق بحواسك اللهم اني اعوذ بك من شر سمعي وشر بصري وشر فؤادي تعود الانسان لانه لا يمكن ان تسلم ولا ان يسلم منك الا اذا اعانك الله فالدعاء تحتاج اليه في كل اوقاتك تحتاج اليه في كل اوقاتك وفي جميع امورك. ولا ولا يتحقق لك شيء من المصالح الا بهذا المفتاح الدعاء الذي من وفق لهذا المفتاح فتحت له ابواب الخير في الدنيا والاخرة ومن حرم منه حرم من خيري الدنيا والاخرة فالدعاء فضله عظيم ومكانته في دين الله تبارك وتعالى عالية وكما قدمت النصوص في فضله وعظم شأنه كثيرة جدا والدعاء له شروط واداب وضوابط لابد من عناية بها ولا سيما شروط الدعاء وشروط اجابة الدعاء وقبول الدعاء واعظم ما يكون في هذا الباب اخلاص هذه العبادة لله تبارك وتعالى اخلاص هذه العبادة لله جل وعلا فلا يدعى الا الله ولا يسأل الا الله ولا يلتجى الا الا الى الله ولا يتوكل الا على الله سبحانه وتعالى. الذي بيده ازمة الامور والحظ هذا المعنى في قوله جل وعلا هو الحي وانتبه لقوله هو الحي قال هو الحي لا اله الا هو فادعوه مخلصين له الدين قال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وقال تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم وفي الصحيح وفي الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تضلني فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون ابو بكر رضي الله عنه لما توفي نبينا صلى الله عليه وسلم قال من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت الدعاء الدعاء عبادة لا يتوجه فيها الا الى الحي الذي لا يموت كل شيء هالك الا وجهه كل من عليها فان الدعاء ابادة لا يتوجه فيها الا الى الحي الذي لا يموت. وهو الله سبحانه وتعالى هو الحي لا اله الا هو فادعوه مخلصين له الدين من سوى الله جل وعلا اما حي سيموت او حي قد مات او جماد لا حياة له اصلا وكل هؤلاء ايا كانوا ومهما كانوا لا يستحقون من هذه العبادة او غيرها من العبادات اي شيء ولا مقدار ذرة. وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين قل ادع الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا الضر الذي اصاب الانسان لا يملكون كشفه ولا يملكون نقله الى مكان اخر قل ادع الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وماله منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له الدعاء لا يكون الا للحي الذي لا يموت الدعاء لا يكون الا للرب العظيم الملك القدير السميع البصير الذي بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض وهنا تعجب غاية العجب من عقول من صرفوا عن الاخلاص وعن التوحيد وعن افراد الله تبارك وتعالى بهذه العبادة وهذه الطاعة العظيمة حتى بلغ الحال ببعضهم انه في توجهه الى من يتوجه اليه من مخلوقات الله التي لا تملك لنفسها نفعا ولا ظرا ولا عطاء ولا منعا فضلا عن ان تملك شيئا من ذلك لغيرها يخضع ويذل ويخشع ذلا وخضوعا وخشوعا لا يكون منه في في في دعاء في دعاء الله تبارك وتعالى والتوجه اليه ممن ابتلوا بالتوجه الى المخلوقين الاعتاب والقباب والاضرحة والاشجار وغيرها دعاء وطلبا ورغبا وسؤالا والحاحا لمصالح الدنيا ومصالح الاخرة يطلبون الشفاء يطلبون العافية يطلبون المال يطلبون الزوج الولد الذرية الى غير ذلك يتوجهون فيها الى مخلوقات لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا ولا عطاء ولا منعا ولا يخلصون في هذه العبادة التوجه الى الحي الذي لا يموت تبارك وتعالى فاهم ما يكون في باب الدعاء الاخلاص ان يخلص الانسان دعاءه لله والاخلاص مأخوذ من الخالص الذي هو الصافي النقي فالدعاء عبادة لا تقبل الا اذا كانت صافية نقية لم يتوجه فيها الا الى الله والله سبحانه وتعالى غني عن الشرك كما في الحديث القدسي قال انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه فهو لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا لوجهه. الدعاء وغير الدعاء لا يقبل الله تبارك وتعالى من العمل الا ما كان خالصا لوجهه اي لا يقبله الا ذاك الا اذا كان صافيا نقيا لم يبتغى به الا والله تبارك وتعالى فاهم ضابط واعظم ضابط في هذا الباب ان يخلص الانسان دعاءه لله فادعوا الله مخلصين له الدين الا لله الدين الخالص. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الشرط الثاني ان يتبع الداعي في دعائه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. القائل عليكم بسنتي والقائل من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد والقائل اياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة والنبي عليه الصلاة والسلام بين بقوله وفعله واقراره ما ينبغي ان يكون عليه الانسان في هذه العبادة العظيمة وفي غيرها من العبادات فبين الادعية العامة والخاصة وما يقوله المسلم في صباحه ومساءه وعند نومه وعند قيامه من نومه وعند ركوبه وعند دخوله وعند خروجه وفي كل شؤونه بين عليه الصلاة والسلام اتم البيان ونصح تمام النصيحة وما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه وخير الهدي هديه صلوات الله وسلامه عليه وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة فيجاهد الانسان نفسه على لزوم هدي النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء بالتزام اداب الدعاء وشروطه وضوابطه والبعد عن موانعه الى غير ذلك مما جاء مبينا وموظحا في سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام مما يأتي ان شاء الله الاشارة الى شيء منه كذلك يجب على الداعي ان يحذر من الاعتداء في دعائه قد مر معنا قول الله عز وجل ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا وطمعا ان رحمة الله قريب من المحسنين وهذا السياق المبارك من اجمع الايات لاداب الدعاء وضوابطه بهذا السياق الكريم قال الله تعالى انه لا يحب المعتدين وان كان هذا عام في النهي عن الاعتداء في كل شيء لكنه جاء هنا في سياق الدعاء وضوابطه فدل على حرمة الاعتداء في الدعاء بل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انه يأتي اقوام من امتي يعتدون في الدعاء يعتدون في الدعاء والاعتداء في الدعاء لا يكون بصورة واحدة معينة بل لهم صور كثيرة ذكرها اهل العلم واعظم ما يكون اعتداء في الدعاء ان يدعى غير الله وكذلك ان يشتغل بالبدع والخرافات والضلالات التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان وما اكثر ما يروج بين العوام والجهال كتبا سقيمة تلفق فيها ادعية تشتمل على استغاثات شركية وتوسلات باطلة وتكلفات والفاظ غامضة واشياء غير مفهومة ويتفننون في ترويجها على العوام اذكر مرة وقع في يد كتاب من هذه الكتب واخذت اتأمل فقلت في نفسي من يقبل ان يدعو بهذه الادعية ركيكة وفيها طلاسم وفي اشياء غير واضحة اضافة الى ما فيه من استغاثات شركية ودعوات باطلة فقلت في نفسي من الذي يقبل ان يدعو بمثل هذه الادعية اخذت اقلب الكتاب فلما وصلت الى اخر الكتاب واذا بمؤلفه ماذا يقول يقول لما فرغت من هذا الكتاب ترددت في نشره لما فرغت من تأليف هذا الكتاب ترددت في نشره فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي لماذا هذا التردد؟ بادر بنشره وجاءني ابو بكر في المنام وقال لي بادر وجاءني عمر يقول فوجدتني مضطر الى المبادرة في نشره. العامي اذا وقف العامي الجاهل اذا وقف على مثل هذا الدجل هذا الافتراء يبادر وهذا الرجل صاحب الكتاب لا يخلو من حالتين اما انه لم يرى شيئا اصلا ودعى هذه الدعوة انه رأى في في منامه ادعاها ليروج للكتاب وهذا ليس بغريب اذا كان بعظهم يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة. يقول قال صلى الله عليه وسلم كذا وهو وهو كاذب هناك كتب كثيرة معروفة بكتب ماذا الموضوعات الاحاديث التي تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم جمعها للعلم تحذيرا منها او يكون رأى في منامه شيطانا والنبي صلى الله عليه وسلم قال ان الشيطان لا يتمثل بي فيأتي بصورة غير صورة النبي صلى الله عليه وسلم وهيئة غير هيئته ويقول له انا رسول الله او يقول له انا ابو بكر او انا عمر ثم يمدح له الباطل ثم يمدح له الباطل حتى يروج عليه وعلى الجهال والعوام والعلما قالوا ان الاحكام لا تؤخذ من المنامات المنامات لا يؤخذ منها حكم الاحكام تؤخذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا تؤخذ من تجارب ولا من قصص ولا من حكايات ولا من منامات وانما تؤخذ من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولهذا لزم المسلم في دعائه وعموم عباداته ان يضبط نفسه بضوابط الشريعة وان يقيد نفسه بقيد الكتاب والسنة في تعلم شروط الدعاء واداب الدعاء وموانع الدعاء حتى يحقق الدعاء المستجاب قد كثر عن كثرت الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم التي نصح فيها امته ببيانه لاداب الدعاء مثل قوله بيبان لاداب الدعاء وشروط الدعاء واوقات الاجابة وموانع قبول الدعاء مثل قوله عليه الصلاة والسلام اه لا يقل احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت وليعزم المسألة فان الله لا مكره له ويقول عليه الصلاة والسلام ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة فان الله لا يستجيب من قلب لاه بعظ الناس اذا اذا دعا اذا دعا لا يكون بهذا المستوى وانتم موقنون بالاجابة بل يدعو وهو تجده في قرارة نفسه يقول يمكن احتمال ربما او نحو هذه العبارات يذكرون عن بعض الناس وبعض اهل العلم لما يخرجون للاستسقاء صلاة الاستسقاء بعظهم قبل الصلاة اذا كان عنده مزرعة يعدل مسارات الماء يعد المسارات الماء ويهيئ للماء القادم بعد الصلاة وبعضهم يحمل معه الشمسية حتى يتقي بها لما يخرج من من المصلى الامطار او نحو ذلك من المعاني والمقصود هو اليقين المقصود هو اليقين بالله عز وجل وانتم موقنون بالاجابة اما الدعاء بالقلب الغافل او اللا هي او المتردد ربما او نحو ذلك فهذا حري الا يجاب ادعوا ادعوا ربكم ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة فان الله لا يستجيب من قلب لاه وقال عليه الصلاة والسلام يستجاب لاحدكم ما لم يعجل قالوا وكيف يعجل يا رسول الله؟ قال يقول دعوت ولم يستجب لي العجلة في الدعاء ان يدعو مرة ومرتين ثم يقول دعوت فلم يستجب لي فيستحسن ويترك الدعاء ولهذا ينبغي على الداعي الا الداعي الا يسيطر عليه قنوطا ولا يأسا بل لا يزال راجيا طامعا راغبا مكررا الدعاء والسؤال والطلب كذلك ان يبتعد عن الامور التي تمنع القبول ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يقول يا رب يا رب هذه الان كلها اسباب للقبول اربعة اسباب اطالة السفر والمسافر مستجاب الدعوة لما في السفر من الانكسار اشعث اغبر ايضا لا اشعث اغبر ايضا متواضعا في في هيئته قلت لك لا يا اخي ما سمحت لك اشعث اغبر يمد هذي الثانية الحالة الثالثة يمد يديه الى السماء مد اليدين هذا من اسباب الاجابة والامر الرابع آآ آآ قال يقول يا رب يا رب الامر الرابع يا رب يا رب هذا ايضا من اسباب الاجابة تكرار الطلب والالحاح ثم قال عليه الصلاة والسلام آآ ثم قال عليه الصلاة والسلام ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب له فانى يستجاب له ولهذا قال بعض السلف اخذا من هذا الحديث لا تستبطئ الاجابة وقد سددت طرقها بالذنوب اطب مطعمك تستجب دعوتك ايضا جاء في السنة اه اداب فاضلة يتحراها العبد في دعائه ليكون بها مستجابا وليكون بها دعاؤه مستجابا وجاء في السنة ذكر اوقات تتحرى فيها الاجابة كل ذلكم جاء مبينا موضحا في سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام واهل العلم كتبوا كتابات نافعة ومفيدة في في هذا الباب باب اداب الدعاء ولعل فيما اه ذكر بهذه الكلمة كفاية لان لا نطيل على الاخوة واسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اعنا ولا تعن علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين اليك اواهين منيبين لك مطيعين لك مخبتين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا واجب دعوتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. الاحياء من منهم والاموات. اللهم اعز الاسلام والمسلمين وادل الشرك والمشركين. ودمر اعداء الدين واحمي حوزة الدين يا رب العالمين عالمين اللهم وانصر اخواننا المستضعفين في كل مكان اللهم كن لهم حافظا ومعينا ومؤيدا يا ذا الجلال والاكرام اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين واصلح لنا شأننا كله واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين