ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك معاشر الاخوة الكرام موضوع الحديث هذه الليلة عنوانه العبادات بين الاتباع والابتداع وهو موضوع واسع الاطراف عظيم الشأن جليل القدر حري بكل مسلم ان يعنى به كيف لا والعبادة هي الغاية التي خلقنا لاجلها واوجدنا لتحقيقها قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولاجل هذه الغاية ارسل الرسل وانزل الكتب وخلق الجنة والنار وانقسمت الخليقة الى فريقين ابرار وفجار مؤمنين وكفار. العبادة فهي الغاية العظمى الذي خلق الخلق لاجله وهذا يعني ان كل انسان يجب عليه ان يكون اهتمامه بعبادته اشد شيء وعنايته بها اشد شيء لانها حياته الحقيقية ولاجلها خلق يجب عليه ان يهتم بها اشد من اهتمامه بطعامه ومن اهتمامه بشرابه. ومن اهتمامه بلباسه على ان كثيرا من الناس شأن الطعام عنده والشراب واللباس اهم من العبادة ويعنى به او بها اشد من عنايته بالعبادة والعبادة هي حياة العبد الحقيقية التي يخرج بها عن الحياة البهيمية يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم او من كان ميتا فاحييناه. فحياة العبد حقيقة بعبادة الله والخضوع له والذل بين يديه والقيام بطاعته وامتثال امره واجتناب نهيه سبحانه وطاعة رسله والعبد هو الدليل الخاضع لاله ومعبوده والعبودية الذل والخضوع والحب للمعبود سبحانه وتعالى هي غاية الذل مع غاية الخضوع لله جل وعلا وتمام الحب له ولهذا قال اهل العلم ان العبادة تقوم على اركان اربع الحب والرجاء والخوف قال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. ان عذاب ربك كان محفورا فتقوم العبادة على هذه الاركان ان يكون العبد محبا لله راجيا رحمة الله خائفا من عذاب الله سبحانه وتعالى ثم يبنى على ذلك قيامه بطاعة الله وامتثال امره واجتناب نهيه جل وعلا لهذه الامور الثلاثة حبا ورجاء وخوفا انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين والعبادة التي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجلها واوجدهم لتحقيقها لا تقبل منهم الا بشرطين ان تكون لله خالصة ولهدي النبي صلى الله عليه وسلم موافقا وهذا هو معنى قول الله تعالى ليبلوكم ان يمتحنكم ايكم احسن عملا قال الفضيل ابن عياض رحمه الله اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ما كان والصواب ما كان على السنة قد جمع الله سبحانه وتعالى بين هذين الشرطين في قوله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا لا يشرك بعبادة ربه احدا واذا نظرت الى واقع الناس مع هذين الشرطين اللذين لا قبول للعبادة الا بهما وجدتهم ينقسمون الى اقسام اربعة الاول يعبد الله مخلصا متبعا وهؤلاء هم الذين تقبل اعمالهم. وينالون ثواب الله عليه وينجون من عقابه. يقومون بالاعمال مخلصين لله. ومتبعين فيها سنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم والقسم الثاني يخلص في العمل ولكن لا يتبع قد قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد والقسم الثالث يتبع ان يأتي بالعمل وفق السنة لكنه لا يخلص لله اما ان يأتي به على وجه الرياء او ارادة الدنيا او غير ذلك من الاغراظ وقد قال الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه والقسم الرابع لا اخلاص ولا متابعة لا يخلصون ولا يتبعون فهذه اقسام اربعة والله جل وعلا لا يقبل منها الا الاول وهو الاخلاص والمتابعة الاخلاص للمعبود بمعنى ان تكون العبادة خالصة صافية نقية لا يراد بها الا وجه الله والمتابعة اي ان تقع العبادة وفق شرع الله الذي بعث به رسوله عليه الصلاة والسلام وهذا هو معنى الشهادتين لا اله الا الله محمد رسول الله لا اله الا الله تعني توحيده واخلاص الدين له ومحمد رسول الله تعني تجريد المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام. لان الله قال وما ارسلنا من رسول الا ليطاع. باذن الله والا ما فائدة الرسول؟ وما فائدة الايمان به؟ اذا كان لا يتبع ولا يطاع. ولا يمتثل امره ولا ينتهج نهجه فهذه العبادة التي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجلها واوجدهم لتحقيقها لا تقبل الا بهذين الشرطين ان تكون لله خالصة وان تكون لسنة النبي صلى الله عليه وسلم موافقة والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة ولهذا قال العلماء تنقسم العبادة باعتبار متعلقها الى اقسام ثلاثة عبادات قلبية وعبادات باللسان وعبادات بالجوارح قلبك ينبغي ان يكون معبدا مذللا لله ولسانك ينبغي ان يكون معبدا لله تبارك وتعالى. وجوارحك ينبغي ان تكون معبدة. ذليلة خاضعة لله وتعالى. فالعبادة تكون بالقلب وتكون باللسان. وتكون بالجوارح والعبد لا يكون محققا للعبادة الا بهذه الامور. بالقلب وباللسان وبالجوارح. العبادة تكون بالقلب. فالقلب له عبوديات الرجاء عبادة. الخوف عبادة. المحبة عبادة. الاستعانة عبادة. التوكل عبادة هذه كلها عبادات ومكانها القلب. مكانها القلب. واللسان له عبادات. تلاوة القرآن عبادة الامر بالمعروف عبادة. النهي عن المنكر عبادة. ذكر الله تعالى تسبيحا وتهليلا وتحميدا وتكبيرا عبادة هذه كلها عبادات باللسان. والجوارح ايضا تعبد الله. بالصلاة وبالصيام وبالحج وبغير ذلك من العبادات فهذه الامور خلق العبد لاجلها واوجد لتحقيقها. خلق لاجل بها ووجد لتحقيقها ليكون عبدا لله بقلبه ولسانه وجوارحه. وتنقسم هذه العبادات باعتبار مكانتها وقدرها وشأنها الى قسمين فرائض ومستحبات وقد قال الله جل وعلا في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذ بي لاعيذنه فالعبادة منها فرض ومنها نفع والعبادات اصولها ترجع الى ثلاثة امور وهي الصلاة والصيام وقراءة القرآن العبادات ترجع اصولها الى عبادات ثلاث وهي الصلاة والصيام وقراءة القرآن وهي التي قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الصحيح لعبدالله بن عمرو الم يبلغني انك عنك انك قلت انني اصوم ولا افطر واصلي فلا انام واقرأ القرآن في ثلاث ثم اخذ يبين له النبي عليه الصلاة والسلام ما ينبغي ان يكون عليه في هذه العبادات الى ان وصل في الصيام من يصوم يوما ويفطر يوما لانه قال له تصوم في الشهر يوما قال اقدر على اكثر من هذا؟ قال ثلاثة ايام الى ان انتهى الى ان ان يصوم يوما وافطر يوما فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا افضل من هذا وهو صيام داوود وارشده في الصلاة ان ينام الليل وان يقوم ثلثه وينام سدسه وقيام داوود عليه السلام وارشده في قراءة القرآن الا يختم في اقل من سبع فهذه اصول العبادات ولهذا ايظا في الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام عن الخوارج تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامهم وصيامكم مع صيامهم وقراءتكم مع قراءتهم. فذكر هذه العبادات الثلاث وهذه العبادات وغيرها من العبادات منها ما هو فرض ومنها ما هو نفل والفرظ اذا لم يقم به العبد عاقبه الله جل وعلا واذا فعله اثابه عليه اعظم الثواب ما تقرب عبد الى الله سبحانه وتعالى بشيء احب الى الله مما افترظ الله على عباده. فالفرائظ هي اعظم القربات وتأتي النوافل في مرحلة بعد الفرائض وفي منزلة بعد منزلة الفرائض والنوافل عبادات مستحبات يثاب فاعلوها ولا يعاقب تاريخها ولما كانت العبادات بهذا الشأن وبهذه المكانة انقسم الناس مع هذه العبادات والاعمال الى اقسام فمنهم ظالم لنفسه بترك واجب او فعل محرم ومنهم مقتصد وهو من يفعل الواجب ويترك المحرم ومنهم سابق الخيرات هو الذي يزيد على ذلك بالحرص على الرغائب والنوافل والمستحبات ففهم حقيقة العبادة في ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه هو الطريق الذي يسلك وينتهج وينبغي ان يكون عليه كل مسلم ويأتي هذا العنوان العبادات بين الاتباع والابتداع اه يأتي معالجا شيئا ما في هذا الموضوع. لانك اذا نظرت الى واقع الناس مع العبادات التي شرع الله سبحانه وتعالى والتي يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها وجدتهم ينقسمون الى قسمين متبع ومبتدع مكتف ومبتدئ مقتذل للاثار ومبتدئ بعبادات لم يؤمر بها ولم تشرع له وينبغي على المسلم ان يفرق بين العبادات التي تشرع فيثاب عليها والتي لا تشرع فيحذر منها ولا يكونوا من اهلها لان من تقرب الى الله سبحانه وتعالى بعبادة لم يشرعها الله لا يقبلها الله منه كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وقال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ولهذا واجب المسلم مع العبادات الاتباع الاتباع الذين يتبعون الرسول النبي الامي. ينبغي ان يكون هذا شأنه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. يحببكم الله وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في القرآن ما يزيد على الاربعين موضعا. فيه الامر بالاتباع وطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام واخذ الدين عنه. وتحكيمه صلى الله عليه وسلم. ورد النزاع اليه فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول والرد الى الله هو الرد الى كتابه والرد الى الرسول عليه الصلاة والسلام هو الرد الى سنته وقال الله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم سئل الامام مالك رحمه الله اذا احرم الرجل قبل الميقات ميقات اهل المدينة ذو الحليفة قالوا اذا احرم من المدينة اذا احرم ودخل في النسك من المدينة هل عليه شيء قال اخشى عليه من الفتنة قال اخشى عليه من الفتنة ثم تلا هذه الاية فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة فقيل له واي فتنة وهي انما هي اميال اي فتنة وانما هي اميال يعني مسافة قليلة احرم قبل الميقات هذا زيادة خير قالوا اي فتنة وانما هي اميال قال اي فتنة اعظم من ان يفعل امرا يرى انه فيه افضل من امر النبي عليه الصلاة والسلام وهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا من الكلمات الجميلة التي تنقل عن الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله ان سائلا سأله عن لبس النعل الواحدة وقد جاء في السنة النهي عن ذلك ان يمشي بنعل واحدة فكان السائل قال له اذا كانت النعل قريبة خطوة واحدة اذا كانت النعل قريبة خطوة واحدة او خطوتين فهلا امشي بنعل واحدة قال ان استطعت الا تخالف السنة ولو بخطوة واحدة فافعل. ان استطعت الا تخالف السنة ولو بخطوة واحدة فافعل بمعنى ان العبد ينبغي ان يروض نفسه هل لزوم السنة ما يفتح على نفسه باب التساهل والتهاون ويمشي هذه ويتهاون في هذه ويتساهل في هذه هذا ماذا فيه وهذا كذا بل يحاول ان يعود نفسه ويلزمها ان تلزم هدي النبي عليه الصلاة والسلام. هكذا كان الصحابة عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه يقول اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ويقول رضي الله عنه انا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ولن نضل ما تمسكنا بالاثر هذا شأن الصحابة الكرام ولهذا فازوا بالخيرية لكونهم اتباع النبي عليه الصلاة والسلام حقا وصدقا لم يفتحوا لنفسهم ابوابا اراء العقول او اذواق النفوس او البناء على الظنون والاوهام لم يفتحوا على انفسهم بابا من ذلك بل الزموا انفسهم بهدي نبيهم وطريقته صلوات الله وسلامه عليه واسمعوا الى فهذه القصة التي حصلت في زمن الصحابة او في اواخر زمن الصحابة رواها الدارمي في كتابه السنن باسناد جيد وهي ان جماعة كانوا في مسجد مجتمعين ومتوزعين فرق وعليهم رجل قائم وامامهم حصى داخل المسجد وعليهم رجل قائم يقول سبحوا مئة فيبدأون يعدون الحصى الذي امامهم ويقولون سبحان الله سبحان الله سبحان الله سبحان الله مئة مرة ثم يقول كبروا مئة فيبدأون بالتكبير يكبرون مئة مرة ويعدون ذلك بالحصى هللوا مئة فيههللون مجتمعين لو نظرهم لو نظر اليهم ناظر لا خبرة له بالهدي القويم والصراط المستقيم قال قوم يذكرون الله قال قوم يذكرون الله واثنى عليهم ومدحهم مجتمعين في المسجد على ذكر الله باحب الكلام الى الله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر احب الكلام الى الله سبحانه وتعالى لما نقل لابن مسعود وكان الناقل له هو ابو موسى الاشعري رضي الله عنه لما نقل له قال ماذا قلت لهم؟ قال ما قلت لهم شيء انتظر قولك قال له هلا امرتهم ان يعدوا سيئاتهم هلا امرتهم ان يعدوا سيئاتهم فاني ضامن الا يضيع من حسناتهم شيء يعد سيئاته هم ماذا يفعلون ما هي اعمالهم هما جلوسهم في المسجد في تسبيح وتحميد وتهليل ويقول هلا امرت ان يعدوا سيئاتهم فذهب اليهم ابن مسعود وقف عليه المهم في المسجد وقال ما اسرع هلكتكم يا امة محمد ما اسرع هلكتكم يا امة محمد؟ هذه ثيابه بينكم لم تبلى وانيته لم تكسر وهؤلاء صحابته بينكم متوافرون في ذاك الزمان رضي الله عنه يقول ما اسرع هلكتكم يا امة محمد هذه ثيابه لم تبلى وانيته لم تكسى وهؤلاء صحابتهم متوافرون اما والله انكم قد جئتم ببدعة ظلمة او فقتم اصحاب محمد علما قال اما والله انكم افتتحوا باب ضلالة او انكم اهدى من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام اما انكم افتتحوا باب ضلالة او انكم اهدى من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ماذا يفعل هؤلاء غير انهم يسبحون ويحمدون ويكبرون لكن بطريقة محدثة لا دليل عليها ولا اصل لها وبطريقة غير مشروعة فانكر عليهم هذا الانكار وشدد عليهم القول رضي الله عنه وارضاه قال اما انكم افتتحوا باب ضلالة او انكم على ملة اهدى من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ماذا قالوا قالوا والله يا ابا عبدالرحمن ما اردنا الا الخير والله يا ابا عبد الرحمن ما اردنا الا الخير قال وهل كل مريد للخير يصيبه يعني كثير من الناس يريد الخير لكن لا يصيب الخير اذا من الذي يصيب الخير الا من كان ملزما نفسه ان تتمسك بهدي النبي عليه الصلاة والسلام ملزما نفسه ان يحافظ على ما يأتيه ويصل اليه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ويعود نفسه على الاقتفاء والاتباع والاهتداء بهدي النبي عليه الصلاة والسلام ولا يفتح لنفسه ابوابا وابواب قد قال الشافعي رحمه الله من استحسن فقد شرع الذي يفتح لنفسه ابوابا يستحسن فيها اعمالا او اذكارا او عبادات او نحو ذلك شرع دينا لم يأذن به الله وكيف يفتح لنفسه بابا يستحسن فيه عبادات لم يشرعها الله وربنا يقول في القرآن الكريم اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا لم يستحسن عبادات لم تشرع اليس دين الله كامل اليوم اكملت لكم دينكم هذه الاية نزلت على النبي عليه الصلاة والسلام عشية عرفة ومات بعدها بثمانين يوما او ازيد بقليل ولم ينزل بعدها حلال ولا حرام ولم ينزل بعدها عبادات وطاعات جديدة لانها نزلت هذه الاية عندما كمل الدين في الحلال والحرام والعبادات والاحكام والاوامر كمل الدين. اليوم اكملت لكم دينكم جاء في الصحيح ان نفرا من اليهود اتوا عمر رضي الله عنه وقالوا نزلت عليكم اية يا معشر المسلمين لو نزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال عمر انني اعرف هذه الاية ومتى نزلت؟ واين نزلت؟ نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة على صعيد عرفة اليوم اكملت لكم دينكم من يقرأ هذه الاية ويرى دلالتها على كمال الدين لماذا يأتي بعبادات او اذكار او طرائق او اعمال او تقربات الى الله سبحانه وتعالى وهي ليست بالقرآن والسنة. اين فهمه لهذه الاية وتطبيقه لها ولهذا جاء عن مالك رحمه الله تعالى كلمة قوية جدا استنبطها من هذه الاية الكريمة ونقلها عنه جماعة من اهل العلم قال رحمه الله من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لماذا؟ قال لان الله تعالى يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. ورضيت لكم الاسلام دينا. فما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم اصحابه فلن يكون اليوم دينا. ولن يصلح اخر هذه الامة ولن يصلح اخر هذه الامة الا بما صلح به اولها اول الامة بماذا صلحوا هل كل اخذ ركب رأسه واخذ يخترع وينسئ ام انهم لزموا هدي نبيهم ونهجوا منهاجه وساروا على طريقته وتمسكوا بغرزه صلوات الله وسلامه عليه ورضي الله عنهم وارضاهم اجمعين قال الله عز وجل عنهم كنتم خير امة اخرجت للناس وقال عليه الصلاة والسلام خير الناس قرني. ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فالخير هو ما كان عليه اصحاب النبي صلوات الله وسلامه عليه ولهذا وجب على كل مسلم في هذا الباب العظيم ان يكون متبعا والا يكون مبتدعا واذا نظرت في حال المستغلين بالعبادة المعرظين عن الاتباع ترى عجبا ترى عجبا ترى غرائب وعجائب في الناس مهيلة في كتب تقرأ وفي اعمال تفعل وفي اذكار يؤتى بها ما انزل الله بها من سلطان ولا دليل عليها من كتاب الله ولا من سنة رسوله عليه الصلاة والسلام واذا قلت لقائلهم من اين هذا؟ رأيك ايضا عجائب في المصادر كانه ليس هناك وحي متعبدون به وكتاب مأمورون بالرجوع اليه وسنة مأمورون بتحكيمها كانه ليس هناك شيء من ذلك فترى من يأتي بعبادات واذكار واذا قيل له من اين هذا؟ قال رأيته في المنام وما اكثر ما تنشر عبادات واذكار بين العوام وبين الجهال ومبناها رؤية منامية او تجربة يقول بعضهم في باب العبادة انا جربت وجرب فلان حتى الامر الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه استحسنوه بما يسمى بالتجربة عبادة القبور قال بعض الضلال ترياق المجربين ترياق المجردين جعلوا التجربة هي الحاكم في اذواق فاسدة تجد في في هذا الباب انواع وانواع من المصادر التي بنوا عليها عبادات واعمال واذكار ما انزل الله بها من سلطان اذكر مرة وقفت على كتاب في الذكر من اعجب ما يكون اذا قرأته لا تظن ان احدا يقبله او يقبل عليه كلام غامض وعبارات مطلسمة والفاظ ركيكة واستغاثات شركية وامور كثيرة من هذا القبيل فقلدت الكتاب بيدي قلت من يقبل هذا الكتاب ومن يرظى به فلما وصلت الى نهاية الكتاب واذا بمؤلف الكتاب يقول لما فرغت من تأليف هذا الكتاب وكتابته ترددت في نشره فاتاني النبي عليه الصلاة والسلام في المنام وقال لي لماذا تتردد وهذا كتاب عظيم ولا ينبغي ان تتأخر يقول واتاني ابو بكر في المنام واتاني عمر واتاني يقول فوجدتني مضطر انني انشر الكتاب واطبع الكتاب سريعا العوام لما يقرأون مثل هذا الكلام كل هذا الباطل يقبلونه وينفخ عنده. ولهذا ترى اشياء من هذا القبيل رأينا قريبا كتابا في الذكر طبع مثل المصحف ومثل غلاف المصحف ومثل تجليد المصحف وكأنك تنظر الى مصحف لكنه اذكار باطلة يطبعونه بهذه الطريقة حتى يكون له هيبة في قلوب العوام. الان عبر رسائل الجوال تنشر بين وقت واخر اذكار بعضها فاسدة المعنى ومبنية اما على حديث موضوع او على تجارب او على اشياء من هذا القبيل وانشر تؤجر وينشرونها بين العوام بهذه الطريقة اذكار محدثة وادعية باطلة وتروج بين العوام بمثل هذه الطريقة او عبادات ايضا فالشاهد ان المسلم في هذا الباب العظيم ينبغي ان يلزم نفسه بهدي النبي عليه الصلاة والسلام وان يجاهد نفسه على تعلم السنة ومعرفتها ومذاكرتها ومدارستها ورجوع الى الكتب الصحيحة التي تعلم السنة اليس عليه الصلاة والسلام قال في الصلاة صلوا كما رأيتموني اصلي قال في الحج لتأخذوا عني مناسككم قال في الطاعات عموما من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فهذا يستوجب من المسلم ان يحرص حرصا شديدا على ان تكون اعماله وفق سنة النبي عليه الصلاة والسلام وعلى منهاجه القويم وصراطه المستقيم. وهذا المعنى كان صلوات الله وسلامه عليه يؤكد عليه في كل مناسبة كان كل جمعة اذا خطب الناس قال اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة. هذا كان يكررها كل جمعة كما جاء في حديث جابر قال كان اذا خطب الناس على صوته واحمر وجهه كانه منذر جيش يقول صبحكم ثم يقول اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وفي السنن من حديث العرباظ ابن سارية رظي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون وجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله كانها موعظة مودع فاوصله قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد انه من يئس منكم فسيرى اختلافا كثيرا انه من يأس منكم فسيرى اختلافا كثيرا ما السؤال الذي يطرح نفسه هنا عندما قال عليه الصلاة والسلام انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ما السؤال الذي يطرح نفسه ما المخرج ما الحل؟ اذا رأينا الاختلاف الكثير ماذا نصنع فاجاب عليه الصلاة والسلام وهذا من كمال نصحه دون ان يسأل قال فعليكم بسنتي هذا المخرج فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فذكر عليه الصلاة والسلام المخرج في امرين لزوم السنة ومجانبة البدعة لزوم السنة قال فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ومجانبة البدعة في قوله واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وهذا فيه رد على من يقول هناك بدع حسنة. قال كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة كل محدثة بدءة وكل بدعة ضلالة فبين عليه الصلاة والسلام ان المخرج انما يكون بالاتباع والبعد عن الابتداع وانظر نعته عليه الصلاة والسلام للخلفاء بهذين النعتين الراشدين المهديين والراشد ضده القاضي والمهتدي ضده الضال والغاوي من فسد عمله والضال من فسد علمه فقوله عليه الصلاة والسلام الراشدين المهديين اي الذين صلحوا علما وعملا في جانب العلم علومهم نافعة وفي جانب العمل اعمالهم صالحة هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق. اي بالعلم النافع والعمل الصالح فوصفهم بانهم اهل الرشاد واهل الهداية والله سبحانه وتعالى قال عن نبيه في سورة النجم ما ضل صاحبكم وما غوى نفي الضلال فيه اثبات الهداية ونفي الغواية فيها اثبات الرشاد والضلال والهداية صلاح العلم والرشاد وصلاح العمل. وهذا كله لا ينال الا ب اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم والسير على منهاجه واقتفاء اثار صحابته الكرام رضي الله عنه قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا وقال الله تعالى ومن يساقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وقال الله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان فوجب على كل مسلم ان يروض نفسه وان يوقدها على ان تكون اه متبعة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسننه القويم. وان يحذر اشد الحذر من ان ينحرف عن السنة ذات اليمين وذات الشمال وفي هذا الباب رسم النبي عليه الصلاة والسلام لاصحابه رسما توضيحيا يبين لهم معالم هذا الامر كما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال خط النبي عليه الصلاة والسلام خطا مستقيما وخط على جنبتيه خطوط عن يمينه وعن يساره وقال هذا سبيل الله وهذه السبل وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو اليه ثم تلا قول الله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم لعلكم تتقون وهذه السبل المشار اليها في الحديث كلها خروج عن الاتباع وخروج عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم اما خروج الى محرم واتباع الشهوات او خروج الى باطل هو اتباع الشبهات التي يترتب عليها فعل البدع واتيان البدع عقيدة في جانب الاعتقاد او عبادة في جانب الاعمال والعبادات فهذا توضيح من النبي عليه الصلاة والسلام يؤكد على اهمية هذا الموضوع وايضا جاء عنه توضيح اخر وهذا من اهتمامه بهذا الموضوع العظيم في الحديث الذي رواه الامام احمد رحمه الله في مسنده وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران يعني جداران صراط مستقيم وعلى جنبتيه جداران قال وفي السورين ابواب يعني تمشي في هذا الطريق وعلى يمينك ويسارك جدارا وفيهما ابواب ابواب عديدة قال وعلى الابواب ستور مرفاة يعني عليها ستائر وداء من اول الصراط يدعو ودائم من جوف الصراط يدعو قال عليه الصلاة والسلام اما الصراط فهو الاسلام واما السوران فهما حدود الله واما الابواب المفتحة فهي محارم الله ولاحظ هنا ان طريق الحرام عبارة عن ابواب لا تكلف جهدا للدخول. الباب الذي عليه الستارة يختلف عن الباب الذي عليه قفل تحتاج الباب الذي تحتاج ان تقف ولو قليلا عند الباب لكي تفتح اما الباب الذي عليه الستارة ما بدون ان تقف وانت ماشي ادفع الستارة بكتفك وتدخل فابواب الحرام الدخول اليها ما يأخذ وقت من الانسان قد ينحرف في لحظة قد يزيغ في لحظة كان عليه الصلاة والسلام كل مرة يخرج من بيته يقول اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او اذل او اذل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي. فيحتاج الانسان الى حذر من هذه الابواب والطرق التي تخرج به عن الاتباع وعن صراط الله المستقيم قال والداعي من اول الصراط هو كتاب الله يقول يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا والداعي من جوف الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم وهذي من نعم الله سبحانه وتعالى على المسلم اذا ارادت نفسه ان تجنح او تميل الى شيء من الحرام وجد في قلبه انقباض وعدم انشراح وجد قلبه يألم تجد بعضهم يقول والله انا ماني مرتاح نفسي غير مطمئنة قلبي منقبض. قال واعظ الله في قلب كل مسلم لكن اذا دخل في الحرام ومضى فيه تبلد هذا الاحساس والعياذ بالله واصبح لا يشعر ولا ولا يحس وما لجرح بميت ايلام ولهذا ينبغي على المسلم ان يجاهد نفسه على ان يكون متبعا مقتديا مختفيا لاثار النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وان في باب العبادات من البدع والاهواء وان يحذر في باب المعاملات من المحرمات وما اكثر الزلل في هذين الجانبين في باب العبادات زلل في دخول الدخول الى البدع وفي جانب المعاملات زلل في الدخول الى آآ المحرمات الى الشبهات ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يصلح لنا عن ديننا الذي هو عصمة امرنا. وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. وان يجعل حياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. ونسأله جل وعلا ان يصلح ذات بيننا. وان يؤلف بين قلوبنا وان يهدينا سبل السلام وان يخرجنا من الظلمات الى النور. وان يبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وازواجنا وذرياتنا واموال واوقاتنا وان يجعلنا مباركين اينما كنا اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما لا ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اعنا ولا تعن علينا. وانصرنا ولا تنصر علينا. وامكر لنا ولا تمكر علينا اهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين. لك شاكرين اليك اواهين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا. واجب دعوتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشائخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة كعين واصلح لنا شأننا كله لا اله الا انت ولا حول ولا قوة الا بك ما شاء الله لا قوة الا بالله اخر دعوانا ان الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين