السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. واصلح لنا شأننا كله اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وهمومنا وغمومنا اللهم علمنا منه ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا وارزقنا حسن تلاوته اناء الليل واطراف النهار. على الوجه الذي يرضيك عنا وبعد ايها الاخوة الكرام موضوع هذه الليلة موضوع عظيم للغاية لانه يتعلق بكتاب الله تبارك وتعالى ذلكم الكتاب العظيم. الذي انزله الله تبارك وتعالى رحمة للعالمين وهداية للبشرية. وصلاحا للناس وجعل فيه سعادتهم وفلاحهم فمن اتبع هذا الكتاب لا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن هذا الكتاب فان له معيشة ضنكا فلا سعادة الا به. والشقاء كل الشقاء بالاعراض عنه. من اعرض عنه سقي ومن اقبل عليه سعد. طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى اي انما انزلناه عليك لتسعد ليسعد به كل من وفق لهذا القرآن عناية به وفهما لمعانيه وتحقيقا لغاياته ومقاصده وتقوية للصلة بالله تبارك وتعالى من خلال هدايات في القرآن المباركة وتوجيهاته العظيمة والله جل وعلا يقول ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا فهو كتاب هداية يهدي للتي هي اقوم ويدل للتي هي ارشد وكتاب بشارة يبشر المؤمنين بماذا؟ بكل خير وسعادة وفلاح ورفعة في الدنيا والاخرة وهذا القرآن فيه كفاية للعباد وصلاح لهم ولهذا قال الله سبحانه وتعالى او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم اي ان القرآن الكريم فيه الكفاية للعباد في تحقيق سعادتهم وفلاحهم في الدنيا والاخرة. لكن كيف يتحقق للعبد نيل هذه السعادة التي جاء القرآن مشتملا على تحققها ونيلها لمن كان من اهل القرآن حقا وصدقا ويأتي ايها الاخوة الكرام هذا الموضوع موضوع هذه الليلة مذاكرة حول هذا الموضوع العظيم. اثر القرآن في تعزيز الاخلاق والسلوك وهو موضوع واسع وجوانبه عديدة ولا يتسنى ولا سيما لمثل في مثل هذه الجلسة الاتيان على جوانب هذا الموضوع التي يتحقق ببيانها هذا المقصد الجليل لكن حسبي ان اقف معكم ايها الاخوة الكرام وقفات ارجو الله سبحانه وتعالى ان ينفع بها حول اثر القرآن الكريم في تعزيز الاخلاق والسلوك واول ما ينبغي ان نلاحظه في هذا الباب ان هذا القرآن ايها الاخوة الكرام يقوي صلة العبد بالله فهو كتاب يعرف العبد بربه. وبخالقه ولماذا خلقه؟ ومن غاية وما الغاية من وجود هذا العبد؟ فيعرف العبد بربه العظيم وخالقه الجليل يعرفه باسمائه الحسنى وصفاته العليا يعرفه بعظمته وجلاله ما له؟ يعرفه بانه هو المعبود بحق. ولا معبود بحق سواه. يعرفه بوجوب اخلاص الاعمال. كلها له وتعالى والاتيان بها خالصة لوجهه الكريم. يعرفه بان الرب سبحانه وتعالى هو الذي يحكم بين عباده. وهو الذي يشرع ما ما يشاء. ويحكم ما يريد شرع الشرائع واحكم الاحكام لا حكم الا لله. ان الحكم الا لله. امر الا تعبدوا الا اياه. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا فيعلمه القرآن انه عبد لله. وليس للعبد الا ان يطيع سيده ويأتمر بامره وينتهي عن نهيه ويخضع لشرعه ويتأدب بالاداب التي يأمره بها سيده وخالقه ومولاه سبحانه وتعالى ويأتي القرآن الكريم في تربية الناس على الاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة باجمع واشمل ما يكون ترغيبا وترهيبا ولهذا ترى القرآن الكريم مشتملا على ايات الترغيب وايات الترهيب. وتأتي مجتمعة ومتفرقة. نبئ عبادي ان انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم تذكر العقوبة ويذكر ايضا الثواب والانعام والاكرام ولهذا فان العبد وهو يقرأ القرآن سواء في باب تعلم الاداب وتعلم الاخلاق او في عموم مسائل الدين واموره المتنوعة وفي باب ترك النواهي والمحرمات ونحو ذلك يجد القرآن ايات مرغبة وايات اخرى مرهبة. فيحيى مع هذا القرآن بين ترغيب رغبة ورهبة رجاء وخوف وبهذا يكون التوازن في الاخلاق. توازن في التعامل التوازن في السلوك. التوازن في الامور قل لها ولهذا قال العلماء رحمهم الله تعالى ان الرجاء والخوف والرغبة والرهبة في حق السائر الى الله جل وعلا كالجناحين للطائر. لا يستتم طيرانه الا جناحين وكذلك السائر الى الله تبارك وتعالى لا يستتم له سيره الى الله سبحانه وتعالى الا بهذين الامرين الرجاء والخوف. الرغبة والرهبة والقرآن الكريم في تربيته للعباد على الاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة لهم عن سيء الاخلاق ورديئها جاء جامعا بين هذين الامرين العظيمين. الرجاء والخوف الرغبة والرهبة ليكون العبد في تمام التوازن وكماله. في باب الاخلاق والسلوك. ثمان هذا القرآن له تأثير عظيم على القلوب وله اثر بالغ على العباد. لمن وفقه الله سبحانه وتعالى واكرمه بان كان القرآن حياة لقلبه لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون وتفكر في هذا المثل الذي يبين لك قوة تأثير القرآن. وان هذا القرآن لو انزل على جبل لتصدع من خشية الله على جبل لكان بهذه الصفة متصدعا من خشية الله اذا فما بال هذا القلب ما بال هذا القلب تتلى عليه الايات ويمر عليه الوعيد ويسمع ايات التخويف والتهذيب ولا ينصدع ولا يخاف وهذا راجع ولا شك الى عطب في القلب نفسه. ومرض فيه. والا فان القرآن نفسه تأثيره عظيم للغاية فمن لم يتأثر بالقرآن فليفتش عن ادواء قلبه. واسقامها وامراضها وسمومها التي حالت بينه. وبين التأثر بالقرآن الكريم ثم ان هذا القرآن العظيم المبارك مع ما فيه من قوة في التأثير والاثر على سامعيه وهذا باب لو طالع المطالع وتأمل المتأمل ما حصل للناس من هدايات يرى في هذا عجبا يرى في الباب عجبا من قوة تأثير القرآن. كم من انسان دخل هذا الدين اثرت فيه اية واحدة واقرأ التاريخ كم من انسان قويت صلته بالله بسماع اية من كتاب الله كم من انسان تعدلت اخلاقه واستقام سلوكه وحسنت حاله عندما اكرمه الله سبحانه وتعالى بوقوع الاية في قلبه موقعها الصحيح. فكان لها الاثر البالغ والثمرة العظيمة عليه في اخلاقه وسلوكه ومع هذا التأثير القوي للقرآن جاء جامعا للهداية كلها في الاخلاق والسلوك والتعاملات وقد مر معنا قول الله سبحانه وتعالى ان هذا القرآن يهدي للتي اقوم للتي هي اقوم في الاخلاق في السلوك في الاداب في التعاملات في العبادات في جميع شؤون العباد ليس هناك خلق فاضل ولا ادب كريم ولا معاملة حسنة الا وجاء القرآن هاديا اليها وداعيا الى فعلها وليس هناك ادب سيء وخلق رديء وتعامل فج فظ الا وجاء هذا القرآن محذرا من ذلك اشد التحذير فالقرآن فيه جماع الاخلاق. وسيأتي معنا اشارة الى جملة من الايات الجوامع في تهذيب الاخلاق وتأديب النفوس وتربيتها على الاداب الفاضلة والاخلاق الكاملة. وتحذير بها من سيء الاخلاق وسفسافها ورديئها وتأمل رعاك الله في هذا المقام عندما سئلت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام جاء في المسند وغيره ان سعد بن هشام قال سألت ام المؤمنين عائشة عن خلق رسول قول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن الم تقرأ قول الله تعالى وانك لعلى خلق عظيم فهم رحمه الله تعالى ان يقوم ولا يسألها عن شيء بعد ذلك ما معنى ذلك؟ اي ان الذي قالته جاء جامعا وافيا في بيان هذا هذه مسألة عظيمة سألها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام قالت كان خلقه القرآن. معنى ذلك ان حياة النبي عليه الصلاة والسلام في ادابه وفي معاملاته وفي جميع شؤونه ترجمة واقعية لتوجيهات القرآن. وتطبيق تام لهدايات القرآن فما من خلق ولا ادب اشتمل عليه القرآن حثا عليه وترغيبا فيه الا جاء به نبينا صلوات الله وسلامه عليه على التمام والكمال وليس هناك خلق ذميم حذر منه القرآن الا وكان صلوات الله وسلامه عليه ابعد الناس عنه فكان صلى الله عليه وسلم قدوة للعباد. في جميع ابواب الخير ومجالاته. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا ولهذا ايها الاخوة من اراد ان يحقق في نفسه هذه الاخلاق العظيمة التي دعا اليها القرآن فلينظر الحياة العملية حياة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. في ادابه في اخلاقه في تعاملاته فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك لينظر في سيرته عليه الصلاة والسلام العطرة. وادابه الكاملة واخلاقه عظيمة وحياته الشريفة صلوات الله وسلامه عليه. يتفيأ من ظلالها ويجني من ثمارها ويفيد من عبق عطرها وجمال تلك الحياة المباركة التي كان عليها صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والاخلاق التي جاء القرآن مشتملا عليها اخلاق متنوعة جامعة شملت كل باب من ابواب الاخلاق وكل مجال للمجالات فما ترك بابا من ابواب الاخلاق ولا مجالا من مجالاته الا ودعا العباد الى اصلح ما يكون في ذلك انظر ما في القرآن الكريم. من ايات تعلم حقوق الوالدين وما ينبغي ان يكون عليه الابناء من حسن تعامل مع الاباء والامهات انظر ما في القرآن من ايات فيها الدعوة الى صلة الارحام ومراعاة حقوق الاقارب والجيران انظر ما في الاخلاق من اداب تتعلق بالعشرة بين الزوجين انظر ما في الاخلاق ما في القرآن من اداب بين العالم والمتعلم الى غير ذلك من المجالات الكثيرة والمتنوعة التي تعرفك باشتمال القرآن الكريم على الاداب والاخلاق في كل مجالات الحياة واعطى كل ذي حق حقه ودعا رب العالمين عباده الى الاحسان واحسنوا ان الله يحب المحسنين دعاهم الى الاحسان ورغبهم فيه سواء الاحسان في عبادة الخالق سبحانه وتعالى او في معاملة المخلوقين فجاء كتاب الله سبحانه وتعالى شاملا على جماع الامور. في الاخلاق بجميع مجالاتها وتنوع ابوابها واعظم ما يكون في هذا الجانب جانب حسن الخلق صلاح العبد بينه وبين ربه. لان الادب كما انه يكون في معاملة المخلوقين فانه يجب ان يكون في اتم صوره وابهى حلله في معاملة الخالق رب العالمين ولهذا قسم العلماء الاداب الى اقسام من ثلاثة ادب مع الله وادب مع رسوله صلى الله عليه وسلم وادب مع عباد الله ولهذا اعظم ما يكون في باب الخلق والادب الادب مع الله سبحانه وتعالى ان من يعبد غير الله او يستغيث بغير الله او يصرف نوعا من انواع العبادة لغير الله او يعطل شيئا من اسماء الله. او يحرف شيئا من صفاته سبحانه وتعالى. او يخوض في دينه بغير علم او يقول على الله بلا علم او نحو ذلك فهذا انما هو ناشئ عن ضعف الاخلاق او انعدامها اي خلق عند من خلقه الله ورزقه وتفضل عليه بالنعم ثم يصرف ذله وخضوعه الى غير خالقه ومولاه. سبحانه وتعالى. اين الاخلاق اين الادب؟ ولهذا ينبغي ان يعلم ان الادب في اعظم ابوابه واتم مجالاته الادب ومع الله بتوحيده واخلاص الدين له واثبات اسمائه الحسنى وصفاته العليا والبعد عن القول على الله او في دين الله تبارك وتعالى بلا علم. وصيانة اللسان والقلب عن اي امر فيه سوء ظن برب العالمين. او تنقص لمقام الالوهية او هضم لما يتعلق بربوبية الله تبارك وتعالى. ليحذر من ذلك اشد الحذر لان هذا هدم للاخلاق وتعجب عندما يتحدث بعض الناس عن الاخلاق والمعاملات فييممون شرقا وغربا. ذاكرين نماذج من تعاملات للكفار يمدحونها ويثنون عليها ويرشدون بها ونسي هؤلاء ان الكافر عديم الاخلاق لان الكفر بالله تبارك وتعالى هدم للاخلاق. لان الكفر بالله تبارك وتعالى هدم للاخلاق افر منهدم خلقه وما يكون من الكافر من من تعاملاتها جميلة او اساليب حسنة في التعامل ليست مبنية على ديانة يرجو بها موعود الله. وثوابه يوم يلقاه اين تلك الاخلاق في الكافر ممن قال الله سبحانه وتعالى عن اخلاقهم انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. فرق بين بصاحب خلقه يأتي باخلاقه الفاضلة وادابه الكاملة ومعاملاته الحسنة مع عباد الله لا يرجو بذلك الا وجه الله. ولا يطمع في فعل ذلك الا ليل ثواب الله سبحانه وتعالى وبين من يأتي بهذه المعاملات لمصالح دنيوية. ومقاصد دنيئة. واذا انقضت مصالحه ذهب اخلاقه فاين الخلق ولهذا قال العلماء رحمهم الله في قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم قالوا الخلق الدين كله هذا نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن غيره من المفسرين. فالخلق هو الدين كله. ولهذا اذا وجد الكفر بالله سبحانه وتعالى فان الاخلاق منهدمة وما وجد عند الكافر من تعاملات لطيفة او اساليب جميلة لا تنفعه عند الله ولا تفيده يوم يلقى الله سبحانه وتعالى. لماذا؟ لانه ما قام بهذه الاخلاق يرجو بها شيئا عند الله ولا قام في قلبه يوما ما ان لا ينال خزيا يوم يبعثون. يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. وانما كان اخلاقه تقع منه لمطامع دنيوية انتهت تلك المطامع بموته ومفارقته للحياة فلا يجد شيئا على تلك الاخلاق يوم يلقى الله. كما قال الله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل. فجعلناه هباء منثورا وقال تعالى وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله وقال تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين ايها الاخوة الكرام ان من اعظم ما ينبغي ان يعنى به في باب الاخلاق اصلاح القلب. ان اعظم ما ينبغي ان يعنى به في باب الاخلاق اصلاح القلب. والعمل على تزكيته والقرآن الكريم جاء بهدايات عظيمة ومباركة في هذا الباب باب تزكية القلب واصلاحه والقلب هو الاصل اذا صلح تبعه البدن واذا فسد تبعه البدن. فالبدن يتبع القلب صلاحا او فسادا كما قال نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. فالقلب هو الاساس. القلب اساس الاخلاق القلب معدن الفضائل. القلب منبع الكمالات. القلب رائد الخيرات ولهذا فان ظاهر الانسان كما انه مطلوب منه ان يتحلى باخلاق فاضلة فان باطن الانسان الذي هو قلبه وسره ينبغي ان يتحلى باخلاق فاضلة. جاء القرآن يربي العباد عليها وايضا عودا لما سبق فرق بين من يتحلى باخلاق فاضلة في ظافره وقلبه خراب شباب وبين من استوى سره وظاهره قلبه وعلانيته بالتأدب بالاداب الفاضلة والاخلاق الكاملة طلبا لرضى الله سبحانه وتعالى ولهذا يأتي في الدرجة الاولى والاساس في هذا الباب العظيم التحلي بالاخلاق والتزكي بالاداب الفاضلة اصلاح القلب اولا. اصلاح القلب اولا والعمل على تزكيته وتنقيته وابعاده عن كل ما يشين وكل ما يقبح واذا تحلى القلب اذا تحلى القلب بالاداب الفاضلة الحياء الصدق التوكل والبعد ايضا عن الاخلاق السيئة والذميمة وما يكون في القلوب من اسقام وسخائم وامراض اذا اكرم الله سبحانه وتعالى هذا القلب بالصلاح والزكاة الجوارح كلها تتبعه صلاحا كلها تتبعه صلاة ولهذا تبدأ الحياة الحقيقية. ولهذا تبدأ الحياة الحقيقية في الاخلاق والاداب من القلب ومنه تنبع فاذا تحل هذا القلب بالخلق والادب الجوارح تبعته في ذلك ولا يكون الادب الذي يظهر على الجوارح امرا يتصنعه العبد وانما يكون امرا نابعا من قلبه والله سبحانه وتعالى يقول يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم فاذا وجدت الحياة في القلب حي البدن واذا مات مات القلب مات البدن ولهذا يأتي كما قدمت في الدرجة الاولى في باب الاخلاق اصلاح القلب بالاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة. وانظر رعاك الله ما بين الحياء والحياة انظر ما بين الحياة والحياء من تلازم وتطابق وان الحياة الحقيقية لا تكون في القلب الا اذا كان فيه الحياء والحياء شعبة من شعب الايمان وان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت فاذا كان القلب عديم الحياء اين الاخلاق اذا كان القلب عديم الحياء اين الاخلاق؟ اين الاداب بل يكون والعياذ بالله متمردا ترى في الناس من نشأ بين ابوين كريمين احسنا في تربيته وفي معاملته وفي تأديبه وفي الاحسان اليه فاذا شب عوده وقوي عظمه فمرد على والديه وعملهما اسوأ معاملة لماذا؟ لانه عديم الحياء لو كان في قلبه حياء لكان فيه حياء. ولسرى ذلك في بدنه كله ولظهر على لسانه وعلى اقواله وعلى اعماله ولهذا الحياة الحقيقية انما تكون باصلاح القلب اولا ان يحيا الايمان بطاعة الرحمن جل وعلا فيتبعه البدن في ذلك قال الله تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون اي كما ان الله سبحانه وتعالى يحيي الارض الميتة بالماء فانه سبحانه وتعالى يحيي القلوب الميتة بالوحي يحيي القلوب الميت بالوحي. في هذا المقام يقول الامام مالك رحمه الله تعالى يا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم يا حملك القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ فان القرآن ربيع المؤمن كما ان الغيث ربيع الارض ماذا زرع القرآن في قلوبكم لان القرآن فعلا اذا زرع في القلب اخلاقا فاضلة وادابا كاملة وزكاء وصلاحا انبت من كل زوج بهيج وكل خلق فاضل وازدان البدن بذلك القلب الزكي الذي كان فيه اثر القرآن. تأديبا له وتزكية له وتطهيرا له من الاضران والاسقام ولهذا فالقرآن شفاء للقلوب من اسقامها وادوائها. وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. قل هو للذين امنوا هدى وشفاء وشفاء لما في الصدور القرآن يداوي يداوي القلوب. يعالج النفوس فيه طب لامراضها واسقامها لمن اكرمه الله سبحانه وتعالى بحسن الاستشفاء بالقرآن وحسن تعب ايها الاخوة الكرام ينبغي ان نعلم والحديث ماضيا عن هدايات القرآن. واثاره العظيمة المباركة في التزكية والاخلاق والسلوك ان نعلم امرا عظيما دل عليه القرآن الا وهو ان الاخلاق هبة الهية ومنة ربانية وان القلوب بيد خالقها وطوع مدبرها ومن ادعية القرآن العظيمة ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ولهذا قال بعض السلف ان هذه الاخلاق وهائب فاذا احب الله عبده وهبه منه. ان هذه الاخلاق وهائب اي هبات ومنن فاذا احب الله عبده وهبه منه قد قال الله تعالى وان الفضل بيد الله. يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. قال الله تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا وقال ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. ولكن الله يزكي من يشاء وقال سبحانه وتعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق عصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم ولهذا اقبل على الله بصدق. والح عليه بالدعاء. وفي القرآن ان من دعا الله اجابه ومن سأله اعطاه وانه سبحانه وتعالى لا يخيب عبدا دعاه. ولا يرد مؤمنا ناجاه. كما قال سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وقال الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم الى غير ذلكم من الايات ولهذا ينبغي على المسلم ان يكثر الضراعة والسؤال ومن الادعية المأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت ومن الادعية المأثورة عنه عليه الصلاة والسلام اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي دون تقييد له بالنظر في المرآة. وهو من الدعوات المطلقة وكذلكم اللهم اني اعوذ بك من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء فيحتاج العبد فعلا في هذا المقام ان يكثر من الدعاء والسؤال والاقبال على الله تبارك وتعالى تدبر القرآن عون للعبد على تحقق التأثر بالقرآن ولهذا جاء في القرآن الكريم ايات عديدة حث على تدبر القرآن وان المتدبر لكتاب الله عز وجل المتأمل لمعانيه ودلالاته هو الذي ينتفع به كما قال الله سبحانه وتعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب وقال جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيها اختلافا كثيرا وقال تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وبين جل وعلا ان عدم تدبر القرآن من اعظم اسباب الهلاك والنكوس على العاقبين. قد كانت اياتي عليكم فكنتم على اعقابكم تنكصون مستكبرين به سامرا تهجرون افلم يتدبروا القول اي لو انهم تدبروا القول وهو كلام الله سبحانه وتعالى صلحت قلوبهم زوازكت نفوسهم وسلموا من الهلاك ولهذا ينبغي على قارئ القرآن اذا قرأ القرآن ان يكون مهتما بالانتفاع بالقرآن والارتفاع بالقرآن والاهتداء بهدايات القرآن. لا يكن همه متى اختم الاية. او متى اختم السورة او متى اختم المصحف؟ وليكن همه كيف انتفع بالقرآن كيف اهتدي بهداية القرآن ان بعض الناس قد يقرأ اية فيتفنها ويجيد مخارجها ويتقن تجويدها وتلاوتها وحفظها. لكنه في الناحية العملية ليس من اهلها فلا يكون من اهل القرآن الا بفهمه والعمل به. ارأيتم لو ان شخصا حفظ قول الله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. لو حفظها حفظا متقن واجاد ترتيلها وتجويدها لكنه في بيته يعامل والديه بالعقوبة. وكثيرا ما يقول لهما اف ايكون بمجرد حفظه المتقن لهذه الاية من اهلها؟ لا والله ولهذا قد يكون اخر لا يحفظ هذه الاية ولو قيل له اقرأها لم يحسن قراءتها ويكون من اهلها لانه يعمل بها برا بالوالدين والقرآن انزل ليعمل به كما قال الحسن البصري رحمه الله انزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا القرآن انزل ليعمل به ليتأدب بآدابه ليتخلق بالاخلاق التي دعا اليها. ليتربى العبد على هذه المائدة المباركة. اما ان يكون حظه من القرآن مجرد تلاوة مجرد قراءة مجرد حفظ دون فهم للمعاني. ودون عمل بالمقاصد. والدلالات لا يكون بذلك من اهل القرآن الكريم ولهذا يحتاج العبد في هذا المقام الى عناية عظيمة بتدبر القرآن وتأمل معانيه ليتحقق له فعلا الانتفاع بالقرآن. وتأمل معي في هذا الباب قول الله سبحانه وتعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين من ينتفع به من الذي يتحقق له الانتفاع بهذا الكتاب بهذا النور بهذا الظياء؟ بهذا مبين لكل خير وفلاح وسعادة في الدنيا والاخرة. من هو الذي ينتفل؟ فكل احد ينتفع قد جاءكم من الله وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ليس كل احد يتحقق له الانتفاع وانما الذي ينتفع هو الذي يتبع رضوان الله يتبع رضوان الله ان يقرأ القرآن يقرأ القرآن وهو يطلب رضوان الله يقرأ القرآن وهو يعمل على تحقيق مرضاة الله. يقرأ القرآن وهو يسعى للفوز برضا الله سبحانه وتعالى يقرأه متبعا لمرضاة الله عاملا على نيل مرضات الله ورضا الله سبحانه وتعالى لا ينال بمجرد قراءة حروف القرآن. مع هجر القرآن في التدبر لمعانيه وهجر القرآن بالعمل بما دل عليه. ولهذا جاء في الحديث في صحيح مسلم ان نبينا صلوات الله وسلامه عليه قال ان الله يرفع بهذا القرآن اقواما ويضعوا اخرين ان الله يرفع بهذا القرآن اقواما ويضع اخرين يعني هذا يقرأ القرآن وهذا يقرأ القرآن وهذا يرفعه الله بالقرآن وهذا يضعه الله بالقرآن ان الله يرفع بهذا القرآن اقواما ويضع اخرين. كيف يكون ذلك وهذا يبين لك تفاوت الناس مع هذا الكتاب كما قال في الحديث الاخر وكلاهما في صحيح مسلم القرآن حجة لك او عليك. اي ان عملت به كان حجة لك. وان لم تعمل به كان حجة ولهذا قال بعض السلف اخذا من هذين الحديثين ما جلس احد الى هذا القرآن الا قام منه اما او بنقصان بزيادة ان عمل به وبنقصان ان هجر القرآن وهجر العمل بالقرآن وهجر ما دعاه اليه القرآن الكريم من ايات مباركة وتوجيهات عظيمة ولهذا جاء رجل الى ابن مسعود رضي الله عنه يطلب الوصية قال اوصني اوصني قال اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانه اما خير تؤمر به او شر تنهى عنه. اذكر والكلام هذا له اكثر من خمس وعشرين سنة. كنت ادرس في المرحلة المتوسطة فجاءني طالب وبيده اوراق تبلغ الثلاث مئة ورقة مكتوب عليها الاوامر والنواهي في القرآن وقدمها طالب في الاولى متوسطة والثانية متوسطة قلت ما هذا قال هذه الاوامر في القرآن والنواهي جمعتها فقلت له مرحلة التأليف ليست الان قال انا لا اؤلف انا احفظ القرآن واجد ان الله يأمرني فيه باوامر وينهاني عن عن نواهي فاردت ان افقه ما يأمرني الله سبحانه وتعالى به وما ينهاني عنه فاخذت اجمع كل امر يمر علي في القرآن وكل نهي وارجع الى كلام الامام بن سعدي في تفسيره والامام ابن كثير في تفسيره وانقل كلامهم لاتفقه في ذلك واريد ان تصحح لي هذه الطريقة يقول اه ابن مسعود اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارقيها سمعا. فانه اما خير تؤمر به او شر امتناع عنه. اما اذا كان يمر العبد على يا ايها الذين امنوا مشتملة على امر او مشتملة على نهي ويمضي وكأن هذا لا ولا يقف ليعرف ما هذا الذي امره الله به؟ وهل قام به؟ وهل فعله؟ وما هذا الذي نهاه الله عنه وهل تركه واجتنبه يحاسب نفسه في ضوء هدايات القرآن ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في وصية له نافعة من اجل الانتفاع بالقرآن. كيف تنتفع بالقرآن؟ يقول رحمه الله اذا اردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه. اذا اردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه. والقي سمعك. واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه اليه. ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. فمن كانت هذه حاله مع كتاب الله سبحانه وتعالى فانه ينتفع فعلا ويستفيد وتؤثر فيه هدايات القرآن الكريم اذا اردت الانتفاع يقول رحمه الله اذا اردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسمائه والقي سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه ايه ده احد العلماء اراد ان يوضح هذا المعنى وقال لو قدر ان انسانا جاءه خطاب بلغة لا لا يحصنها من ملك من ملوك الدنيا او رجل من العظماء في هذه الحياة الدنيا والكبار موجه اليه ووصله الخطاب قيل له هذا خطاب وصلك من فلان ماذا يصنع به اترون انه يلقيه جانبا ولا يبالي او انه يبحث عن من يترجم له هذا الخطاب ومن يبين لهم مفاد هذا الخطاب والقرآن وحي من رب العالمين والفرق بين كلام الله وكلام خلقه كالفرق بين الله وبين المخلوقين. ولهذا ينبغي على العبد ان يستشعر هذا المعنى وان يستشعر ان هذا القرآن هدايات للبشر في صلاح احوالهم عندي صلاح امور في صلاح شؤونهم في تهذيبهم تأديبهم تربيتهم على الاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة ثم يجاهد نفسه على تحقيق ذلك والتحلي به والتأدب باداب القرآن الكريم واختم هذا الحديث حول هذا الموضوع واشرت في مقدمته الى انه موضوع واسع بذكر بعض الايات الجوامع للاداب والاخلاق وكنت ايظا ارغب بالحديث ببعظ البسط في معاني بعظ هذه الايات ولكن يبدو ان الوقت ظاق علينا لكنني اذكرها للاخوة الكرام وليكن هذا اللقاء دعوة الى تدبر هذه الايات وامتدادا لهذا الحديث تراجع كتب التفسير ولا سيما تفسير الامام ابن كثير والامام ابن سعدي وغيرهما من التفاسير المعتمدة من الايات الجوامع في باب الاداب والاخلاق قول الله سبحانه ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي قول الله سبحانه وتعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. واقرأ كلام الامام بن سعدي رحمه الله تعالى عن هذه الاية ودلالاتها في كتابه التفسير وايضا في كتابه الرياظ الناظرة وقول الله سبحانه ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن. فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. قول الله سبحانه وتعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا الى تمامها وقول الله سبحانه وتعالى وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم. وقول الله سبحانه وتعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها. فمن عفا واصلح فاجره على الله انه لا يحب الظالمين وليقرأ في هذا الباب وصايا لقمان الحكيم لابنه وليقرأ غير ذلك من الايات والهدايات في كتاب رب العالمين. واسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو لا هو الذي وسع كل شيء رحمة وعلما ان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وصلاح نفوسنا وهداية لنا وزكاء ورفعة. وان يجعلنا بمنه وكرمه وفضله من اهل القرآن. الذين هم اهل الله وخاصته واسأله تبارك وتعالى ان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت اللهم انا نعوذ بك من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير ومن زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تنفر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين. اليك اواهين اليك منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهد قلوبنا وسدد صلتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين