بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم بارك لنا في جمعنا هذا وارزقنا فيه يا ذا الجلال والاكرام ما تحب وترضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال. اللهم الهمنا رشد انفسنا ولا تكنا الى انفسنا طرفة عين واصلح لنا شأننا كله يا ذا الجلال والاكرام. اللهم واتنا نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انفعنا بما وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انا نعوذ بك ان نضل او نضل او نذل او نذل او نظلم او نظلم او نجهل او يجهل علينا ثم اما بعد ايها الاخوة الكرام هذه ساعة كريمة ولحظات مباركة نلتقي فيها في هذا المجلس مجلس الخير و التذاكر والحديث ايها الاخوة الكرام سيكون عن خصائص هذه الامة. امة محمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. ولا شك ان الحديث عن خصائص هذه الامة امة محمد صلوات الله وسلامه عليه حديث جدا وثمراته كثيرة وعديدة. ولعل الله عز وجل ييسر الاشارة الى شيء من الثمار والاثار التي تجنى من معرفة هذه خصائص وهي خصائص كثيرة اكرم الله سبحانه وتعالى بها امة الاسلام امة محمد عليه الصلاة والسلام الامة التي جاءت في اخر الامم من حيث الزمان وفي مقدمة الامم من حيث المكانة. وعلو المنزلة والسب في الدرجات يوم القيامة. وعندما يتحدث عن خصائص هذه الامة امة محمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ينبغي ان يعرف من هي هذه الامة التي خصت بتلك الميزات وميزت بتلك الخصائص. ولا شك ان المعرفة بهذه الامة المعنية بهذه الخصائص امر ينبغي ان ان يستحضر بين يدي الحديث عن خصائص هذه الامة امة محمد صلوات الله وسلامه عليه. والامة عندما تظاف الى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عندما يقال امة محمد صلى الله عليه وسلم فان لها اطلاقين اذ انها تارة تطلق ويراد بها امة الدعوة وتارة تطلق ويراد بها امة الاجابة. وينبغي ان يفرق بين هذا وذاك. تارة تطلق ويراد بها امة الدعوة. وهذا يتناول البر والفاجر والمؤمن والكافر والظال والمهتدي كلهم من امة محمد عليه الصلاة والسلام باعتبار ان دعوته عليه الصلاة والسلام دعوة للجميع لا تختص بشأن ولا تختص بفئة ولا تختص بجنس بعث عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين وارسله الله تبارك وتعالى للعالمين بشيرا ونذيرا. ولهذا جاء في الصحيح في صحيح مسلم عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني من هذه الامة ثم لا يؤمن بالذي جئت به الا كان حقا على الله ان يدخله النار. فاليهود والنصارى والمجوس وغيرهم كلهم من امة محمد عليه الصلاة والسلام بهذا الاعتبار. امة الدعوة اي ان الخطاب في دعوة النبي عليه الصلاة والسلام موجه لجميع هؤلاء. والنوع الثاني في اطلاق الامة تطلق ويراد بها امة الاجابة. اي من اكرمهم الله عز وجل فاستجابوا لهذا الرسول. عليه الصلاة والسلام وامنوا به. ودخلوا في هذا الدين الذي دعا اليه صلوات الله وسلامه عليه بقطع النظر عن حالهم في الاستجابة قوة وظعفا زيادة ونقصا كلهم يعدون من امة الاجابة ويتفاوتون في مدى اجابتهم لدعوة هذا الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. كما قال الله وتعالى في ذكر اصناف هؤلاء وطبقاتهم ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها اي باقسامهم الثلاثة. فهؤلاء كلهم امة اجابة جابوا لهذا الرسول عليه الصلاة والسلام لكنهم تفاوتوا في مدى حظهم ونصيبهم من الاستجابة لهذا الرسول صلوات الله وسلامه عليه فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم بالخيرات باذن الله. وهؤلاء الاصناف الثلاثة كلهم من اهل الجنة. لان الله قال جنات عدن يدخلونها فالواو تتناولهم اجمعين. لكن قال العلماء رحمهم الله تعالى ان المقتصد وهو الذي فعل الواجب وترك المحرم والسابق بالخيرات هو الذي زاد على ما قام به بالمسابقة في النوافل والرغائب والمستحبات كل منهما يدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب اما الظالم لنفسه فانه يدخل الجنة لكن قد يمر قبل ذلك بمرحلة تطهير وتمحيص وتنقية بالنار ثم يكون من بعد ذلك دخوله للجنة من قال لا اله الا الله دخل الجنة يصيبه قبل ذلك ما يصيبه. ما دام انه استجاب لله وللرسول صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فانه داخل في هذه الامة امة الاجابة للرسول الكريم صلوات الله وسلامه بركاته عليه وعلى جميع النبيين وعندما نتحدث عن الخصائص خصائص هذه الامة امة محمد الصلاة والسلام فان المراد بالامة هنا امة الاجابة. فامة الاجابة هذه الامة الكريمة المباركة التي شرفها الله جل وعلا بالاستجابة لهذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام خص بخصائص عظيمة وميزت بميزات كريمة. جاء ذكرها في كتاب الله تبارك وتعالى نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. واعظم ما يكون في ذلك بل هو جماعه في هذا الباب باب خصائص هذه الامة امة محمد صلى الله عليه وسلم ما عليه قول الله سبحانه وتعالى كنتم خير امة اخرجت للناس. تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. ولو امن اهل الكتاب لكان خيرا لهم فهذه الاية هي الجماع ما جاء في فضل هذه الامة وتشريفها وتعلية قدرها حيث ان الله جل في علاه اخبر ان هذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام خير الامم على الاطلاق وقد جاء عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال انتم توفون سبعين امة وانتم خيرها واكرمها على الله. وجاء ايضا في الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال نحن الاخرون الاولون يوم القيامة. الاخرون اي في ترتيب الامم الزمني. فهم اخر الامم زمنا امة محمد صلوات الله وسلامه عليه الا انهم الاولون يوم القيامة في الفضائل والكرامات وعبور ودخول الجنات مما يأتي الاشارة الى شيء منه باذن الله تبارك وتعالى انظر رعاك الله لما ذكر الله عز وجل خيرية هذه الامة في الاية الكريمة كنتم خيرا امة اخرجت للناس ذكر مناط هذه الخيرية وسبب حصولها فهي خيرية جاءت عن وصلاح واصلاح جدا واجتهاد. ليست خيرية خالية عن اصول يعملون بها واسس يقيمون عليها امورهم واعمالهم بل هي خيرية قائمة على اصول عظيمة ودعائم كريمة ترتكز على صلاح النفس اولا والعمل على صلاح الاخرين. كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. ولو تأملت في هذه الامور التي نالت بها هذه الامة هذه الخيرية في ضوء هذه الاية تجد انها راجعة الى امرين. الاول صلاح النفس وذلك في قوله وتؤمنون بالله. فهذا فيه صلاح النفس بالايمان اذا اطلق قول واعتقاد وعمل. قول باللسان اعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح. فقوله تؤمنون بالله هذا فيه صلاحهم. في انفسهم ايمانا بالله وايمانا بكل ما يأمرهم تبارك وتعالى بالايمان به وعملا بما يقتضيه هذا الايمان من عبودية وذل وخضوع وطاعة لله سبحانه وتعالى. والامر الثاني العمل على اصلاح الاخرين. وذلك في قوله سبحانه وتعالى تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وهذا المعنى الذي ذكر في خيرية هؤلاء هو الذي ذكر في سورة العصر في قوله سبحانه والعصر ان انسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا صبر اولها يتعلق بصلاح النفس واخرها يتعلق بصلاح الاخرين. وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر اي اوصى بعظهم بعظا بذلك وصبروا على ما يلحقهم من اذى بسبب ذلك. فاذا هذه الامة خير امة اخرجت للناس وخيريتها بسبب ما اكرمها الله سبحانه وتعالى به من ايمان ما اكرمها الله سبحانه وتعالى به من امر بالمعروف ونهي عن المنكر استفادوا من ذلك ان المرء المسلم كلما ازداد حظا من الايمان والامر بالمعروف والنهي عن المنكر زاد حظه ونصيبه من هذه الخيرية. خيرية امة محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا ايضا يفيدنا ان في هذا الباب يتفاوتون زيادة ونقصا قوة وظعفا بحسب ما يؤتيهم الله سبحانه وتعالى من ايمان وما يوفقهم اليه من دعوة الى هذا الايمان. وقد قال الله سبحانه وتعالى ولكن الله احبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم. ومن خصائص هذه الامة العظيمة امتي محمد صلى الله عليه وسلم ما دل عليه قول الله سبحانه وتعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. فانظر هذه الفضيلة العظيمة لهذه الامة وثناء الله سبحانه وتعالى العاقر عليها بذلك. قال كذلك جعلناكم وهذا ينبغي ان يدرك من خلاله المنة الالهية والفضل الرباني سبحانه جعلناكم لولا جعلوا الله سبحانه وتعالى العبد كذلك لما كان من اهل هذا الفضل واهل هذا الاصطفاء فهو منة الهية وكذلك جعلناكم امة وسطا وسطا اي خيارا لا افراط ولا تفريط ولا غلو ولا جفاء ولهذا من خصائص هذه الامة وميزة الوسطية والاعتدال حتى انك اذا نظرت الى هدي الاسلام وتوجيهاتنا العظام لهذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام وقارنته بحال الامم السابقة تجد ان الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام جاءت وسط بين الامم في غلو الامم وجفائها. في افراط الامم وتفريطها. جاءت امة محمد عليه الصلاة والسلام وسطا بين الامم متوازنة معتدلة جعلت الامور في مواضعها واعطت كل ذي حق حقه بدون ولا تفريط وبدون غلو ولا جفاء. وهذا له امثلة كثيرة جدا عندما يقارن بحال الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام بحال الامم قبلها سواء في باب العلم والايمان او في باب التعبد والعمل. واهل العلم رحمهم الله تعالى ذكروا لذلك امثلة كثيرة. مثلا عيسى عليه السلام ففي حقها اليهود وقالوا عنه قاتلهم الله ان يؤفكون انه ابن بغي وغلا فيه النصارى عدوه ابنا للاله فانظر طرفي النقيض افراط وتفريط وجاءت هذه الشريعة والهدي في هذه الامة امة محمد بان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه. وهذه اهل الاسلام وهي وسط بين العقائد الباطلة التي هي بين الغلو والجفاء والافراط والتفريط ومثل ذلك ايضا في الامور العملية. ايضا جاءت هذه الامة هدي وسط. بين الامم السلام عليكم. هذه الوسطية والاعتدال الذي شرف الله سبحانه وتعالى به. امة محمد عليه الصلاة والسلام جعل لهذه الامة مكانة وشرفا شرفهم الله الله سبحانه وتعالى به بان يكونوا شهداء على الناس. شهداء على الناس وهذا مما خص الله به امة محمد عليه الصلاة والسلام وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس. انظر هذا الشرف وهذه التكرمة كرم الله سبحانه وتعالى بها امة محمد صلوات الله وسلامه عليه. فهم شهداء على الناس. وجاء النصوص الكثيرة التي توضح هذا التشريف الذي جعله الله سبحانه وتعالى لهذه الامة امة محمد الله عليه وسلم ومن ذلكم ما جاء في الحديث الصحيح قال نبينا صلى الله عليه وسلم يأتي النبي يوم القيامة ومعها الرجل ويأتي ومعه الرجلان ويأتي وليس معه احد فيقال له هل بلغت؟ فيقول فيقال لامته هل بلغكم؟ فيقولون لا. فيقول الله عز وجل ان النبي من يشاء قال محمد صلى الله عليه وسلم وامته فيشهدون له فيقال لامته ما ادراكم انه بلغ ان قبلكم بقرون فكيف عرفتم ما ادراكم انه بلغ؟ يقولون ان نبينا صلى الله عليه وسلم اخبرنا انه بلغ ونحن نؤمن بانه بلغ. وهذا فيه تصديق. تصديق المرسلين تصديق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وتلقي كل ما جاء به صلى الله عليه وسلم بالقبول على القاعدة المعروفة من لسانه على الرسول البلاء وعلينا التسليم. ولهذا فان هذه الامة امة الاجابة هي امة التسليم. والتصديق والانقياد والاذعان لهذا الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه بخلاف من كانوا يقابلون انبيائهم والانتقاد والجدال والخصام وغير ذلك. فامة الاجابة هي الامة التي سلمت وصدقت وامنت بما جاء به الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. لاحظ هنا في هذا المقام الارتباط بين الشهادة والوصف قضية لانهما وصفان مقترنان قال وسطا شهداء فثمة ارتباط بين هذا وهذا ولهذا الشهادة هذه التي هي شرف لمن اه يكون من اهلها يوم ويكرمه الله سبحانه وتعالى بها يوم القيامة. هذا الشرف ليس لكل احد. وانما يكون لاهل الاعتدال والتوسط اهل الاعتدال والتوسط. ولهذا جاء في الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ان اللعانين لا يكونوا شهداء ولا شفعاء يوم القيامة. فالذي في هذه الحياة الدنيا تعامله مع الناس انما هو طعن ولعن طعن بذكر المعايب والمثالب وتتبع ما كان من هذا القبيل ولعن الدعاء على الاخر سواء بلفظة اللعن نفسها او بما كان يؤدي الى معناها. فمن كان حاله مع الناس هذه الصفة ليس اهلا يوم القيامة ان يكون شفيعا ولا شهيدا. الشفيع هو الذي يدعو للناس بالخير. والشهيد هو الذي يشهد للناس بالخير والناس في الدنيا ما سلموا منه. فكيف يكون شفيعا لهم او شهيدا؟ وهم في الدنيا لم يسلموا من لسانه لعنا وطعنا. ولهذا الشهادة مرتبطة بالوسطية. والاعتدال ولزوم المنهج الحق الذي كان عليه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام رضي الله عنهم وارضاهم. من خصائص هذه الامة التي اكرم الله بها محمد صلى الله عليه وسلم انهم اكثر اهل الجنة. وهذي من نعم الله على هذه الامة امة محمد صلوات الله وسلامه عليه. ولهذا جاء في الصحيح في صحيح مسلم ان نبينا عليه الصلاة والسلام قال اترضون ان تكونوا ربع اهل الجنة اي مقارنة بالامم قبلكم؟ قالوا نعم. قال اترضون ان تكونوا ثلث اهل الجنة؟ قالوا هذا اكثر قال ترضون ان تكونوا من شطر اهل الجنة يعني النصف؟ قالوا هذا اكثر. قال اني لارجو ان تكونوا تطر اهل الجنة. صلاة الله وسلام عليه. اني لارجو يقول عليه الصلاة والسلام اني لارجو ورجاء سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه عند الله له مكانة. صلوات الله وسلامه عليه فاعطاه الله سبحانه وتعالى ما يرجو واعظم مما يرجو. قال اني لارجو ان تكونوا شطر اهل الجنة اعطاه الله سبحانه وتعالى ما يرجو واكثر مما يرجو. لانه ثبت في الترمذي ومسند الامام احمد عن نبينا عليه الصلاة انه قال ان اهل الجنة مئة وعشرون صفا. ثمانون منهم من امتي. اذا اذا كانوا ثمانون منهم من امته اذا امته الثلثان. ولهذا قال النووي رحمه الله وقد ذكر الحديثين الاول في الصحيح الثاني في الترمذي والمسند وهو حديث صحيح قال الثاني لا يعارض الاول. لانه قال اني لارجو ان اكون واهل الجنة فكان هذا رجاؤه ثم اخبر بعد ذلك عليه الصلاة والسلام بان امته ثلثي اهل الجنة. بهذا الحديث العظيم وهو في مسند احمد وسنن الترمذي وغيرهما وهو حديث صحيح ثابت عن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام. ثم من الامور المتعلقة بذلك ان الله عز وجل شرف هذه الامة ارتباطها بهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام اتباعا له واستجابة له وسيرا على هديه ولزوما لنهجه صلوات الله وسلامه عليه اكرمهم الله عز وجل بشفاعته. وينبغي ان نستحضر هنا قول الله عز وجل لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم. بالمؤمنين رؤوف رحيم وفي الاية الاخرى في سورة الاحزاب قال النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم. اولى بنفسك منك واحرص على نفسك منك صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. ولهذا وجب على كل فرد من افراد امته صلى الله عليه وسلم ان يقدم محبة هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام على محبته لنفسه. كما قال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين. وجاء في البخاري ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي. قال لنفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه. قال والله لانت الان احب الي من نفسي. قال الان يا عمر. انظر التحول السريع من سرعة الاستجابة لهذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. فهو نبي حريص على امته صلى الله عليه وسلم اشد الحرص. انظر مثالا في مقامنا هذا الذي نتحدث عنه وان كانت الامثلة لا حصر لها. لكن ثبت في الحديث ان نبينا عليه الصلاة والسلام قرأ في سورة ابراهيم قول الله سبحانه وتعالى فيما ذكره عن إبراهيم الخليل عليه السلام في ذكر الأصنام ربي انهن اضللن كثيرا من الناس. فمن تبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم. لما قرأ هذه الاية اخذ عليه الصلاة والسلام يبكي ويقول امتي امتي. فانظر هذا الحرص. انظر هذا الحرص العظيم من هذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه على امته. امتي امتي. فبعث الله اليه جبريل وقال سله ما يبكيه والله اعلم به. فسأله فاخبره. فرجع الى جبريل ذكر لله عز وجل ما قال والله اعلم بذلك فقال ارجع اليه واخبره ان في امتك ولا نسوؤك. شفع عليه الصلاة والسلام لامته هذه الشفاعة المباركة فجاء هذا الجواب سريعا نزل به جبريل في لحظات انا سنرضيك في امتك ولا فهو نبي حريص على امته. عليه الصلاة والسلام اشد الحرص. هذا ولا شك يستوجب من القلوب المؤمنة القلوب الصادقة ان تعمر محبة لهذا الرسول صلوات الله وسلامه عليه. الذي هذا شيء من وصفه ومكانته العلية العظيمة صلوات الله وسلامه عليه. وان ترجم هذه المحبة الى واقع عملي يصدق فيه العبد باتباع هذا النبي الكريم والسير على نهجه القويم صلوات الله وسلامه عليه. لان العبد والانسان ان لم يوفق للاتباع لم يوفق لهذه الخيريات العظيمة. ولم يحظ بها. وتأمل في هذا المقام عندما يقف الصلاة والسلام على حوضه المورود يوم القيامة. ويأتي الناس في في ذلك اليوم ولكل نبي حوض مورود وجاء ايضا اوصاف لحوظه عليه الصلاة والسلام ان طوله شهر وعرضه شهر وكيزانه عدد نجوم السماء وانه احلى من العسل وان من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. جاء في الحديث انه يذاد عنه اقوام. يذادون عن الحوض فيهتف عليه الصلاة والسلام اصحابي اصحابي. فيقال انك لا تدري ما احدث بعدك. يجب ان ينتبه لهذا انك لا ادري ما احدثوا بعدك الحدث بعده عليه الصلاة والسلام امر خطير جدا على الانسان. ويورده الموالد ومن ما يترتب على ذلك الحرمان من ورود هذا الحوض والزود عنه يذادون عنه فيقول اصحابي اصحابي فيقال انك لا تدري احدثوا بعدك فيتجنب الانسان آآ الحدث ويحرص على الاتباع والملازمة لهدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. مما يتبع ذلك كل شغف و فضيلة في ذلك اليوم للنبي عليه الصلاة والسلام ولامته السبق في ذلك. ولهذا جاء في اه مسلم عن نبينا عليه الصلاة والسلام اه انه قال اه ان امتي اول من يجيز الصراط يوم القيامة ان فاول الامم عبورا للصراط هم امته. واول الامم دخولا الجنة امته كما ثبت في البخاري وغيره. قال عليه الصلاة والسلام نحن الاخرون الاولون ونحن اول من يدخل الجنة. وفيما يتعلق بالشفاعة التي مضى ذكرها شفاعته لامته عليه الصلاة والسلام جاء في حديث الشفاعة في المسند وغيره ان النبي عليه الصلاة والسلام عندما يخر ساجدا في ذلك اليوم ويحمد الله بالمحامد التي يعلمه الله اياها في ذلك الوقت فيقول الله له ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع. فيقول امتي امتي. هذي شفاعته حريص عليكم صلوات الله وسلامه عليه. فيقال امتي امتي. فيقول الله له ادخل من امتك من لا حساب عليهم من الباب الايمن من الجنة. ادخل من امتك من لا حساب عليهم من الباب الايمن للجنة وهم شركاء مع غير في ابواب الجنة. لكن هذا من الخصائص. من لا حساب عليهم. كم هؤلاء الذين لا حساب عليهم من امته؟ في حديث ابن عباس رضي الله عنه لما قال النبي صلى الله عليه وسلم يأتي النبي يوم القيامة ومعه الرجل والنبي ومعه الرجل ان والنبي ومعه النبي وليس معه احد ثم يرفع لي السواد. فاقول هذه امتي فيقال لا. هذا موسى وقومه. ثم يرفع سواد في الافق فيقال هذه امتك. وفيهم سبعون الف يدخلون الجنة بدون حساب ولا عذاب. فخاض الصحابة فيهم. قالوا هم الذين ولدوا في الاسلام وقالوا هم والذين لم يشركوا بالله شيئا ذكروا اخوانا. خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هم الذين لا يكتوون ولا يتطيرون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون. بادر عكاشة بن محصن رضي الله عنه قال قال يا رسول الله ادعو الله ان يجعلني منهم؟ قال انت منهم. فقام رجل اخر قال يا رسول الله ادع الله ان يجعلني منهم. قال سبقك بها عكاشة في حديث صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهو كله داخل في الباب الذي تحدثنا عنه حرصه على امته عليه الصلاة والسلام انه استزاد ربه قال فيهم سبعون الف يدخلون بدون حساب فاستزدت ربي هذا من حرصه على امته. قالوا سبعين الف. ما سكت واكتفى بهذا وقال وانما حرصه على امة استمر معه في كل وقت صلاة الله عليه وسلم. ولهذا قال فاستزدت ربي فزادني مع كل الف سبعين الف. فزادني معه الف سبعين الف هذا كله من حرصه عليه الصلاة والسلام على امته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. هذا كله كما ذكرت يستوجب على العبد ان يدرك هذه الفضائل يدرك هذه الخيرات يدرك هذه يدرك هذه آآ الميزات لهذه الامة وتحدثت بما سبق ان المراد بها امة في الاجابة الذين استجابوا لهذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فيدخل في هذا الخير. ويدخل في باب الاستجابة والعمل. ومن نعمة على هذه الامة وهذا ايضا باب اخر من الخصائص لهذه الامة وهو امر عجب شرف الله به هذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام والحديث في البخاري يقول عليه الصلاة والسلام ان مثل امتي ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل ناسا اي في عمل. فقال من يعمل؟ من اول النهار الى الظهر واعطه قيراط قيراط. فعملت اليهود. ثم قال من يعمل من الظهر الى العصر واعطيه قيراط قيراط فعملت النصارى. ثم قال من يعمل من العصر الى المغرب واعطيه قيراطين قيراطين. فعملت امة محمد عليه الصلاة والسلام. عملهم قليل واجرهم كثير. جاء في الحديث ان اليهود والنصارى غضبوا وقالوا عملنا كثيرا قليلا يعني مسافة العمل اكثر والاجر اقل. يقول الله لهم هل نقصت من اجلكم شيء؟ قالوا لا. قال هذا فضلي اوتيه من اشاء. حديث البخاري. فالعمل الذي كلفت به هذه الامة عام القليل والاجر كثير ومضاعف. ولهذا ينبغي على العبد ان يحرص على العمل. يقول عليه الصلاة السلام بعثت بالحنيفية السمعة. الحنيفية في باب العقائد والسمحة في باب الاعمال. فالحنيفية في باب العقائد دين حنيف اي مائل عن الشرك والباطل والخرافة والضلال بعيد عن هذا كله. فهي عقيدة صافية وتوحيد خالص كل ذريعة تفظي الى هذا الباطل سده عليه الصلاة والسلام اتم سد وحمى حمى التوحيد اتم حماية صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وسمح في باب الاعمال. لما يقارن بين العمل في هذه الامة والاعمال التي كلفت يجد ان هذه امة خفف عليها ورفع عنها امور يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ما جعل عليكم في الدين من حرج يسر الله على هذه الامة امورا لم تكن عندنا قبلنا. كان على من قبلنا اثار واغلال وامور عن هذه الامة وتجاوز الله عن هذه الامة امور لم يكن متجاوزا عنها في الامم التي قبلها. ومن ذلك مما جاء في الحديث ان رفع عن امة خطأ والنسيان هم الستر هو عليه. وفي الحديث الاخر ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها. ما لم تتكلم او الى غير ذلك من الاحاديث التي تدل على سماحة هذا الدين الذي بعث به النبي عليه الصلاة والسلام واذا تأملت فرائض الاسلام التي عليها قيام الدين ما هي؟ ما هي فرائض الاسلام التي عليها قيام هذا الدين قال عليه الصلاة والسلام بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام من استطاع اليه سبيلا. هذه الخمس شهادتان والصلوات الخمس في اليوم الليلة والزكاة على من عنده آآ النصاب الذي آآ يستوجب الزكاة وهو شيء قليل جدا من ما كثيرة اعطاه الله اياه. وصوم رمضان شهر في السنة والحج في العمر كله مرة واحدة. وما زاد على ذلك فهو تطوع سماحة ويسر ان هذا الدين يسر. يقول عليه الصلاة والسلام ولن يشاد الدين احد الا غلبه. فسددوا وقال طيب وابشر. فهو الدين يسلم ودين سماحة في هديه في تعاليمه في عباداته. ولهذا لما قال معاذ يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار. ذكر له هذه الخمس. لم يزد عليها. ولما ذكرها للاعرابي في القصة المعروفة وقال الاعرابي والله لا ازيد على هذا ولا انقص قال دخل الجنة ان صدق. هذي خمس هي فرائض فرائض الاسلام. من حافظ هيا وائتن بها ولم يفرط فيها كان من اهل الجنة. وفي الحديث قال ارأيت ان احللت الحلال وحرمت الحرام ادخل الجنة؟ قال نعم. فاذا اتى بهذه الخمس وتجنب الامور التي اه حرمها الله سبحانه وتعالى على عباده دخل الجنة يوم قيامة بلا حساب ولا عذاب لان المقتصد كما مر علينا في آآ اثناء الحديث هو الذي فعل الواجبات وترك المحرمات والمقتصد يدخل الجنة يوم القيامة بدون حساب ولا عذاب. الشاهد ان مثل هذه الخصائص عندما يقف عليها المسلم ويتأمل فيها وهي كثيرة وعديدة وما ذكرته من شيء قليل من خصائص وميزات هذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام عندما يقف على هذه الخصائص اولا يفرح بمنة الله عليه وكرمه وان جعله من امة محمد اتباع النبي الكريم عليه الصلاة والسلام منها انه يزداد حبا لهذا النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة بقدره وفضله ومكانته وحرصه على امته صلوات الله وسلامه عليه. منها انه يزداد اتباعا له وسيرا على نهجه القويم وصراطه المستقيم صلوات الله وسلامه عليه منها انه يحذر من آآ البدع والضلالات الاهواء التي تخفي الانسان وتبعده من هذه الخيرية. منها انه يحرص على الوسطية والاعتدال والبعد عن الغلو والجفاء والافراط والتفريط منها انه يحرص على معاني الايمان وثوابت هذا الدين واصوله نظام وفرائظ الدين وواجباته ويحرص على التجنب اه الحرام والبعد عن الاثام. كل هذه المعاني يستفيدها العبد من آآ مذاكرة هذه الخصائص آآ الفضائل لهذه الامة الكريمة امة محمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. واسأل الله العظيم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يوفقنا اجمعين لحسن الاتباع لهذا النبي الكريم وان يعمر قلوبنا بمحبته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وان يحشرنا تحت لوائه وفي زمرة اتباعه السائرين على نهجه يوم لقاء الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وان يكرمنا سبحانه وتعالى بشفاعته صلى الله عليه وسلم وان يجعلنا ممن يكرمهم الله بان يشفع لهم هذا الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. واسأل الله عز وجل ان يكرمنا بمرافقته ورؤيته في جنات نحن ووالدينا وذرياتنا والمسلمين والمسلمات وان يغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا ان تعز هذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام وان تمكن لها وان تنصرها وان ترد كيد اعدائها في نحورهم. اللهم من ارادنا او اراد ديننا او ايماننا او اسلامنا او سلامنا بسوء فاشغله في نفسه. ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره يا ذا الجلال والاكرام اللهم عليك باعداء هذا الدين امين اللهم انا نجعلك في نحورها ونعوذ بك اللهم من شرورهم اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم انصر اخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان اللهم كن لهم ناصرا ومعينا وحافظا ومؤيدا. اللهم انصرهم في ارض الشام وفي كل مكان. اللهم كن لهم ناصرا ومعنا دينا وحافظا ومؤيدا اللهم احفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين. اللهم احفظهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم يا ذا الجلال والاكرام اللهم احقن دماءهم اللهم امن روعاتهم اللهم استر عوراتهم يا رب العالمين اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنته. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا. ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين