بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا لقاء طيب ومبارك ان شاء الله نجتمع هذا الاجتماع ببيت من بيوت الله وعلى ذكر لله عز وجل بذكر شرعه وما امر جل في علاه عباده بذكره قد جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومجلسنا هذا اجتماع على هذا الشأن تذاكر كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم املين من الله عز وجل الذي يسر لنا هذا اللقاء ان يتقبله منا وان يجعله لنا نافعا واليه مقربا وان يعيذنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل وعنوان هذا اللقاء حقوق ولاة الامر ومن المعلوم ان هذا الحق الذي هو حق ولاة الامر ليس حقا افترظه الناس وانما هو حق اوجبه الله سبحانه واوجبه رسوله صلوات الله وسلامه عليه في احاديث كثيرة جاءت عنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه بل ان هذا الحق جاء في بعض النصوص مضموما الى حقوق الله على عباده من صلاة وصيام ونحو ذلكم من الطاعات مرتبا على ذلك كله دخول الجنة مما يفيد ايها الاخوة الكرام ان هذا الحق حق عظيم وان الواجب على كل مسلم في سماعه للادلة الشرعية المأثورة المبينة لهذا الحق العظيم والمقررة لهذا الواجب ان يكون تعامله مع هذه النصوص نظير تعامله مع النصوص الاخرى التي فيها الامر مثلا بالصلاة او الامر بالصيام او الامر الصدق والصلة والبر وغير ذلك لان الامر بذلك واحد والذي اوجب هذا الحق واحد والطاعة واجبة في ذلك كله ولا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الاخر ان يجد في نفسه حرجا او حزازة من الاحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان حق ولي الامر ووجوب السمع والطاعة له بل عليه ان يتلقى هذه الاحاديث بالقبول وانشراح الصدر نظير تلقيه لا الاحاديث التي جاءت في اوامر اخرى واحكام اخرى اذ ان بعض الناس قد يستمع الى احاديث في الصلاة فالصيام في الصدق في الصبر في الصلة ولا يجد في نفسه وحشة او حرجا او حزازة او نحو ذلك فاذا سمع الاحاديث التي تتعلق بولي الامر وجد في نفسه شيئا تأثر بسماع ذلك مما يدل على ضعف الايمان ظعف الصلة باحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وقد قال الله تبارك وتعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجد في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وفي معنى هذه الاية الكريمة ودلالتها العظيمة نستمع الى كلمة للعلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في رسالته المعروفة بالتبوكية حيث اورد رحمه الله تعالى هذه الاية الكريمة ثم قال فاقسم سبحانه باجل مقسم به اقسم بنفسه فلا وربك لا يؤمنون فاقسم سبحانه باجل مقسم به وهو نفسه عز وجل على انه لا يثبت لهم الايمان ولا يكونون من اهله حتى يحكموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع موارد النزاع في جميع ابواب الدين فان لفظة ما من صيغ العموم فانها موصولة اي بمعنى الذي فانها موصولة تقتضي نفي الايمان او يوجد تحكيمه في جميع ما شجر بينهم ولم يقتصر على هذا حتى ظم اليه انشراح صدورهم بحكمه حيث لا يجدون في انفسهم حرجا وهو الضيق والحصر من حكمه فليقبلوا حكمه بالانشراح ويقابلوه بالتسليم لا انهم يأخذونه على اغماظ ويشربونه على قدا فان هذا مناف للايمان بل لا بد ان يكون اخذه بقبول ورضا وانشراح صدر ومتى اراد العبد ان يعلم هذا ان يعلم هذا من نفسه ومتى اراد العبد ان يعلم هذا فلينظر في حاله ويطالع قلبه عند ورود حكمه اي النبي عليه الصلاة والسلام على خلاف هواه وغرضه او على خلاف ما قلد فيه اسلافه من المسائل الكبار وما دونها بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره فسبحان الله كم من حزازة في نفوس كثير من الناس من كثير من النصوص فسبحان الله كم من حزازة في نفوس كثير من الناس من كثير من النصوص وبودهم ان لو لم ترد وبودهم ان لو لم ترد وكم من حرارة في اكبادهم منها وكم من شجى في حلوقهم منها ومن موردها ستبدو لهم تلك السرائر بالذي يسوء ويخزي يوم تبلى السرائر هذا كلام عظيم متين لهذا الامام رحمه الله تعالى وغفر له ذكرت ايها الاخوة الكرام ان الاحاديث التي جاءت بهذا الباب جاءت في بعض موارد الادلة مضمومة الى الطاعات العظيمة حقوق الله سبحانه وتعالى على عباده ومن ذلكم على سبيل المثال ما رواه الترمذي واحمد والحاكم وغيرهم وهو حديث صحيح عن ابي امامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال اتقوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وادوا زكاة مالكم واطيعوا ذا امركم تدخل جنة ربكم فتأمل هذا الحديث كيف ان النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ذكر هذه الخصال الخمس الموجبة لدخول الجنة فذكر الصلاة ذكر عبادة الله والصلاة والصيام والزكاة وهي اركان الاسلام التي عليها يبنى واعمدته التي عليها يقوم وضم اليها صلوات الله وسلامه عليه طاعة ولي الامر واطيعوا ذا امركم ظم طاعة ولي الامر الى اداء الصلاة اداء الصيام واداء الزكاة والقيام بهذه الفرائض العظيمة من فرائض الاسلام مما يدل دلالة بينة على اهمية طاعة ولي الامر في هذا الدين وانه واجب من واجبات هذا الدين اوجبه الله سبحانه وتعالى على عباده واوجبه رسوله صلى الله عليه وسلم باحاديث كثيرة صحت عنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ويأتي الاشارة الى شيء منها باذن الله تبارك وتعالى واذا تأملت هذا الحديث حديث ابي امامة يذكر النبي عليه الصلاة والسلام الصلاة ويذكر الصيام ويذكر الزكاة وهي فرائض الاسلام واجبات الدين التي عليها يبنى ويضم اليها طاعة ولي الامر فكما ان المسلم يتلقى الاحاديث الواردة في الصلاة او الصيام او الزكاة بالقبول وانشراح الصدر فان الواجب عليه ان يتلقى ايظا الاحاديث الواردة في طاعة ولي الامر بالقبول وانشراح الصدر دون ان يكون في قلبه شيء من ذلك او حرج من ذلك او حزازة من ذلك او ضيق من ذلك بل عليه ان يتلقاها بالقبول لانها جزء من الدين الذي امرنا الله سبحانه وتعالى به وامرنا به رسوله ومصطفاه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فهذا امر من الله تبارك وتعالى بطاعة اولي الامر وجاء عن نبينا صلى الله عليه وسلم في ذلك احاديث كثيرة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وجماع ما ينبغي ان يكون عليه المسلم في هذا الباب العظيم ما يتعلق بولي الامر ان يكون ناصحا لا ان يكون غاشا خائنا فان الدين كله قائم على النصيحة ومبناه على النصيحة فليس فيه غش ولا غل ولا خيانة بل هو دين قائم على النصيحة ولهذا جاء في صحيح مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم فنص صلوات الله وسلامه عليه في جملة ابواب النصيحة المطلوبة النصح لولي الامر وفي هذا المعنى جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه عدد من الاحاديث منها ما رواه الامام احمد في مسنده ومالك في موطئه عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله يرظى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرظى لكم ان تعبدوه لا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا وان تناصحوا من ولاه الله امركم وجاء في المسند للامام احمد بسند صحيح عن زيد بن ثابت في حديث طويل وفيه ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم ابدا اخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الامر ولزوم الجماعة فان دعوتهم تحيط من ورائهم فهذه الاحاديث كلها في بيان وجوب النصح لولاة الامر والنصح بمعناها العام ارادة الخير للغير وان يحب للخير ما للغير ما يحبه لنفسه وان يعامله بما يحب ان يعامل به والمعاملة التي ينبغي ان يرضاها كل فرد لولي الامر هي المعاملة التي يرظاها لنفسه لو كان هو ولي الامر وقد قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه الدين قائم على النصيحة ومن النصيحة التي هي من دين الله تبارك وتعالى النصح لولي الامر والنصيحة لولي الامر تتناول السمع والطاعة له بغير معصية الله تتناول الدعاء له بالصلاح والهداية والمعافاة تتناول البعد عن سبه وايغار الصدور عليه تتناول معان عديدة نص عليها اهل العلم رحمهم الله تعالى في بيان هذا الحديث وشرحه ومن ذلكم ما قاله ابو عمرو ابن الصلاح رحمه الله تعالى قال والنصيحة لائمة المسلمين معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وتذكيرهم به وتنبيههم في رفق ولطف ومجانبة الوثوب عليهم والدعاء لهم بالتوفيق وحث الاغيار على ذلك وقال النووي رحمه الله تعالى في شرحه لصحيح مسلم واما النصيحة لائمة المسلمين فمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وامرهم به وتنبيههم وتذكيرهم بلطف ورفق واعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم وتألف الناس لطاعتهم وقال ابن حجر رحمه الله تعالى والنصيحة لائمة المسلمين اعانتهم على ما حملوا القيام به وتنبيههم عند الغفلة وسدوا خلتهم عند الهفوة وجمع الكلمة عليهم ورد القلوب النافرة اليهم ومن اعظم نصيحتهم دفعهم عن الظلم بالتي هي احسن ومن جملة ائمة المسلمين ائمة الاجتهاد اي العلماء وتقع النصيحة لهم ببث علومهم ونشر مناقبهم وتحسين الظن بهم تقدم معنا ايها الاخوة الكرام قول نبينا عليه الصلاة والسلام في حديث زيد ابن ثابت ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم اي لا يجد غلا او ضغينة او حزازة او بغظا او كراهة بل يتلقاها بالقبول والانصراف مما يدل على صدق اخلاصه وجميل نصحه وحسن طاعته لربه ومولاه سبحانه وتعالى قال ثلاثة لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم فذكر الاخلاص للمعبود بتوحيده والبراءة من الشرك والخلوص منه وذكر لزوم جماعة المسلمين وذكر النصيحة لولاة امر المسلمين فاذا كان في قلب العبد شيء من الغل تجاه لزوم الجماعة مثلا او تجاه النصح لولي الامر مثلا فهذا دليل على وهاء ايمانه وظعف دينه لان النبي عليه الصلاة والسلام وصف قلب المسلم بانه لا يغل على هذه الامور بل يتلقاها بالقبول والانشراح والرضا يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة معنى لا يغل عليهن قلب مسلم اي لا يحمل الغل اي لا يحمل الغل ولا يبقى فيه مع هذه الثلاثة اي ان وجدت في المسلم هذه الخصال الثلاث الاخلاص لله والمناصحة لولاة الامر ولزوم الجماعة فهذا دليل على ذهاب الغل من قلبه ولا يبقى فيه مع هذه الثلاثة اذا يبقى الغل فانها تنفي الغل والغش وفساد القلب وسخائمه الى ان قال رحمه الله وقوله ومناصحة ائمة المسلمين هذا ايضا مناف للغل والغش فان النصيحة لا تجامع الغل اذ هي ضده فمن نصح الائمة والامة فقد برئ من الغل قال وقوله ولزوم جماعتهم هذا ايضا مما يطهر القلب من الغل والغش فان صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لها ويسوءه ما يسوؤهم ويسره ما يسرهم هذه ايها الاخوة الكرام مقدمة بين يدي جملة من الاحاديث المأثورة الثابتة عن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه في بيان هذا الحق العظيم والاحاديث في هذا الباب باب حقوق الامر والسمع والطاعة لهم الى غير ذلكم من حقوقهم المأثورة عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه كثيرة جدا جمعها اهل العلم بل افردها بعضهم في مصنفات خاصة وضمنت ايضا في ابواب خاصة في دواوين السنة وكتب الحديث المشهورة وفي هذا المقام رأيت الاقتصار على احد عشر حديثا في هذا الباب جمعها النووي رحمه الله تعالى في كتابه المشهور رياض الصالحين وهو كتاب قل ان يخلو بيت منه جعل الله سبحانه وتعالى له قبولا واسعا وانتشارا كبيرا ونفعا عظيما ولا يزال يقرأ في كثير من مساجد المسلمين في بلدان الدنيا ولا يزال الناس يستمعون الى تلك الاحاديث التي جمعها رحمه الله تعالى في ذلك الكتاب المبارك فلشهرة هذا الكتاب ومكانته ولحسن الجمع ودقته في ابواب هذا الكتاب اقتصرت على هذه الاحاديث التي ساقها رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين وهي جمعت باختيار دقيق وانتقاء متقن جملة من الاحاديث المتعلقة حقوق ولاة الامر اوردها رحمه الله تعالى في باب وجوب طاعة ولاة الامر في غير معصية الله وتحريم طاعتهم في المعصية الحديث الاول حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال على المرء السمع والطاعة فيما احب وكره الا ان يؤمر بمعصية فاذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة متفق عليه وقول نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث على المرء السمع والطاعة هذا من صيغ الوجوب بل كما ذكر اهل العلم ان على من اوكد الفاظ الوجوب عند العرب فاذا قال قائل لفلان علي كذا هذا يدل على انه حق لازم وامر واجب وشيء متحتم ومتعين مثل قول الله عز وجل ولله على الناس حج البيت. هذا يدل على وجوبه فقوله على المرء المسلم السمع والطاعة اي يجب عليه ان يسمع ويطيع يسمع في ماذا ويطيع في ماذا قال فيما احب وكره فيما احب وكره اي قد يؤمر قد يأمره ولي الامر بامور توافق غرضه وتتوائم مع ميوله ورغبته وقد يأمره بامور لا توافقوا رغبته ولا تتوافق مع ميوله وليس فيها مخالفة لشرع الله لانه ان كان فيها مخالفة لشرع الله وامره بها فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق قال فيما احب وكره اي فيما احبه المأمور وكرهه لا ان تكون الطاعة بما يوافق هوى الانسان ورغبته او ميولة بل تكون الطاعة فيما احب وفيما كره ايضا الا ان يؤمر بمعصية قال فاذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة والمراد بقوله فلا سمع ولا طاعة اي في هذا الشيء المعين الذي امره به وفيه معصية لله وليس المراد انتفاء السمع والطاعة مطلقا لولي الامر. وانما في هذا الشيء المعين الذي امره به وفيه معصية الله لا سمع له ولا طاعة كان يأمره بفعل حرام او تعاطي حرام او ارتكاب حرام او نحو ذلك لا سمع ولا طاعة لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى الحديث الثاني حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا اذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا فيما استطعتم متفق عليه وهذا الحديث فيه المبايعة على السمع والطاعة وفيه ان هذا الباب منوط بالاستطاعة قد قال الله سبحانه وتعالى فاتقوا الله ما استطعتم قال لا يكلف الله نفسا الا وسعها والدين مبني على ذلك قال عليه الصلاة والسلام فيما استطعتم اي ان الطاعة واجبة في حدود ما يستطيعه العبد ولا يتعلق هذا كما سبق بما يميل اليه العبد او يرغبه العبد بل فيما يستطيعه العبد ويقدر عليه الحديث الثالث حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية رواه مسلم وفي رواية له ومن مات وهو مفارق للجماعة فانه يموت ميتة جاهلية وهذا الحديث فيه التحذير الشديد والتهديد والوعيد لمن نزع اليد من الطاعة وخلع يدا من طاعة ونابذ ولاة الامر وافتات عليهم وامتنع من الطاعة لهم فاذا كان الانسان بهذا الوصف فانه يلقى الله كما اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ولا حجة له يلقى الله يوم القيامة ولا حجة له اي في هذا الفعل لماذا لانه فعل لا مستند له من الشرع ولا مبنى عليه ولا مستند عليه من دين الله تبارك وتعالى بل النصوص جاءت محذرة من ذلك فيأتي ولا حجة له ليس عنده اي حجة وهذا حقيقة فيه فائدة عظيمة ان ما عند الذين يتبنون نزع اليد من الطاعة ومفارقة الجماعة وخلع اليد ومنابذة ولاة الامر ليس عندهم الا شبهات ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان فمن مات على ذلك يلقى الله يوم القيامة ولا حجة له. لان الحجة والدليل والبرهان جاء بضد ذلك فيلقى الله بلا حجة فاذا كان لا حجة له لا عذر له فيكون عرظة لعقوبة الله تبارك وتعالى ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية قيل بمعنى قوله مات ميتة جاهلية اي ان من كان كذلك يخشى عليه ان يموت مرتدا يخشى عليه ان يتمادى به الامر الى ان يرتد عن دين الله وقيل مات ميتة جاهلية اي ان هذا من اعمال اهل الجاهلية وخصالهم واوصافهم الجاهلية لا يرضخون لامير ولا يسمعون ولا يطيعون وكل يركب رأسه فيموت على هذا العمل الذي هو من اعمال الجاهلية وليس من اعمال الاسلام والدين في شيء الحديث الرابع حديث انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا واطيعوا وان استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة رواه البخاري وان استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة واهل الحبشة معروف شعرهم بانه اه متجعد تجعدا يصبح بهذه الصفة كأنه زبيبة اي وان كان الذي استعمل عليكم عبد حبشي. والمخاطب بهذا الخطاب عرب من قريش وغيرهم يقول لهم النبي عليه الصلاة والسلام وان استعمل عليكم عبد حبشي لماذا هذا التأكيد حتى في بعض روايات الحديث قال مجدع الاطراف لماذا هذا التأكيد لما يترتب على السمع والطاعة من مصالح عظيمة دينية ودنيوية ولما يترتب ايضا على نزع اليد من الطاعة من مفاسد عظيمة جدا دينية ودنيوية الحديث الخامس حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك واثرة عليك عليك السمع والطاعة اي الزم السمع والطاعة وحافظ عليها واعتني بها وكن دائما كذلك تسمع وتطيع للامير تسمع كلامه وتطيعه فيما يأمرك به ما لم يكن فيه معصية لله تبارك وتعالى قال في عسرك ويسرك في عسرك اي ان كان ان كنت مثلا فقيرا معوزا محتاجا مريظا الى غير ذلك في عسرك ويشرك اي في غناك وصحتك وعافيتك فالسمع والطاعة للامير لا يتعلق بحال الانسان لا يتعلق بحال انسان يعني بعض الناس يقول ان كان مثلا اعطاني من الدنيا انا اسمع واطيع اما ابقى فقيرا لا سمع ولا طاعة مثلا فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك اي حال نشاطك وحال كراهتك لانه قد تؤمر بشيء تنشط له ونفسك ميالة اليه وقد تؤمر بشيء لا تنشطنه له ونفسك ليست بميالة اليه فيلزمك الطاعة في المنشط والمكره كما انه يلزمك ذلك في العسر واليسر لا ان تكون الطاعة في اليسر فقط ولا ان تكون الطاعة ايضا في المنشط فقط والطاعة في اليسر والمنشط كل يقدر عليها لانها توافق شيئا عند الانسان وتوافق ميولا عنده لكن الطاعة في العسر والمكرة لا يقوى عليها الا من وفقه الله جل وعلا لحسن الالتزام بدين الله تبارك وتعالى وشرعه وقولا في تمام هذا الحديث واثرة عليك اي وان حصل من ولاة الامر استئثار واثرة عليك اي وان حصل من ولاة الامر استئثار اي استأثروا بالدنيا استأثروا بالاموال اصبحوا مثلا يركبون المراكب الفارهة ويسكنون القصور العظيمة ويمتلكون ويمتلكون ليس هذا هو المقياس واثرة عليك النبي صلى الله عليه وسلم قال في الزمان الاول للانصار انكم ستلقون بعدي اثرة انكم ستلقون بعدي اثرة فامرهم بالصبر واوصاهم عليه الصلاة والسلام بالسمع والطاعة حتى وان استأثر الوالي بالمال فانها الطاعة لازمة واذا اطعت اديت الذي عليك اذا اطعت اديت الذي عليك واذا كان استأثر الوالي بما هو حقوق للناس الله حسيبه يوم القيامة لكن الذي عليك لا تفرط فيه والذي اوجبه الله عليك لا تضيعه فاذا ظيع مثلا ولي الامر حقك فلا تظيع حقها اذا لم يتق الله فيك فاتق الله فيه اذا لم يتقي ولي الامر الله فيك فاتق الله فيه لان الله سيسألك ويسأله يوم القيامة وستقف انت بين يدي الله وهو ايضا سيقف بين يدي الله وكل يحاسبه الله انت حملت السمع والطاعة فعليك ان تؤدي الشيء الذي حملت وان تقوم به محتسبا مطيعا راجيا بذلك ثواب الله سبحانه وتعالى وفضله الحديث السادس عن عبدالرحمن ابن عبد رب الكعبة قال دخلت المسجد فاذا عبد الله ابن عمرو ابن العاص جالس في ظل الكعبة والناس مجتمعون عليه فاتيتهم فجلست اليه فقال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتظر ومنا من هو في جسره اذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فاجتمعن يقول نزلنا منزل وعادة عندما يرحلون ورحلتهم على الابل والنوق اذا نزلوا منزل كل يكون مشتغل بمصلحة ما وكل في مهمة ما وكل في عمل فيقول تفرقنا كل في عمله فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فاجتمعنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وان امتكم هذه جعل عافيتها في اولها وسيصيب اخرها بلاء وسيصيب اخرها بلاء وامور تنكرونها وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه ومن بايع اماما فاعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ان استطعت فان جاء اخر ينازعه فاضربوا عنق الاخر فدنوت منه فقلت له انشدك الله اي اسألك بالله اانت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاهوى الى اذنيه وقلبه بيديه يعني وظع يديه على اذنيه وقلبه وقال سمعته اذناي ووعاه قلبي سمعته اذناي ووعاه قلبي اي من رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وتأمل رعاك الله قول نبينا صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث العظيم ما من نبي بعثه الله الا كان حقا عليه ان يدل امته الى خير ما يعلمه لهم وان ينذرهم شر ما يعلمه لهم فاذا قرأ المسلم الاحاديث الكثيرة عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه في السمع والطاعة لولاة الامر عليه ان يقيسها بهذا المقياس وان يزنها بهذا الميزان وانها من نصح نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام لامته فما من نبي بعثه الله الا ودل امته الى خير ما يعلمه لهم فهذه الاحاديث كلها خير وبركة وتترتب عليها مصالح العباد ومنافعهم الدينية والدنيوية والشاهد من هذا الحديث قول النبي عليه الصلاة والسلام ومن بايع اماما فاعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فليطعه ما استطاع وهذا نظير ما تقدم بحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال على قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا فيما استطعتم يقول لنا فيما استطعتم الحديث السابع حديث ابي هندة وائل ابن حجر رضي الله عنه قال سأل سلمة ابن سلمة وسأل سلمة ابن يزيد الجوع في رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ارأيت ان قامت علينا امراء ان قامت علينا امراء يسألون حقهم ويمنعون حقنا انتبه ان قامت علينا امراء يسألون حقهم ايطلبون منا ان نؤدي حقوقهم كاملة يطلبون من الرعية ان يؤدوا حقوق ولاة الامر كاملة ويمنعون حقنا اي حقنا لا يعطوننا اياه ماذا نصنع؟ اذا ابتلينا بولاة هذه صفتهم اي شيء نصنع يطلبون الحق الذي لهم ولا يؤدون الحق الذي عليهم. ماذا نصنع ما تأمرنا فاعرظ عنه الرسول عليه الصلاة والسلام قيل كأنه كره مسألته ولم يرد ان يفتح بابا في هذا قال فاعرض عنه ثم سأله في الثانية والثالثة اي اعاد عليه هذا السؤال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا واطيعوا اسمعوا واطيعوا فانما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم رواه مسلم عليهم ما حملوا حملوا العدل حملوا العدل الله عز وجل امرهم بالعدل ولهذا سبحان الله في الاية الكريمة التي مرت معنا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم الاية التي قبلها ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. بعض العلماء في كتب التفسير قال الاية الاولى تتعلق بولاة الامر والاية الثانية التي تليها يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فتعلق بالرعية فولاة الامر مأمورون بالعدل حملهم الله العدل في الرعية والرعية حملهم السمع والطاعة فولاة الامر حملوا العدل والرعية حملوا السمع والطاعة لولاة الامر هذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام فانما عليهم ما حملوا اي الولاة وعليكم ما حملتم فانتم حملتم السمع والطاعة فادوا هذا الذي اؤتمنتم عليه وقوموا به وافيا وادوه تاما حتى تجدوا ثوابه واجره وقد مر معنا حديث ابي امامة الباهل في هذا الباب فهم حملوا العدل والرعية حملت السمع والطاعة واذا قام الرعية بما حملوا وجدوا ثواب ذلك يوم القيامة وقد مر معنا حديث ابي امامة قال تدخلوا جنة ربكم الحديث الثامن حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها ستكون بعدي اثرة وامور تنكرونها انها ستكون بعدي اثرة وامور تنكرونها قالوا يا رسول الله كيف تأمر من ادرك منا ذلك كيف تأمر من ادرك منا ذلك قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم. متفق عليه قال عليه الصلاة والسلام انها ستكون بعدي اثرة اي من الولاة يستأثرون بالاموال. يستأثرون بحقوق الناس لا يؤدون الحق الذي للناس وايضا تجدون منهم امور تنكرونها فالصحابة اهل محبة للخير وارادة للخير فسألوا النبي عليه الصلاة والسلام كيف تأمر من ادرك منا ذلك؟ ماذا نصنع الان لو تركت هذه القضية لهوى الانسان انها ستكون بعدي اثرة وامور تنكرونها اذا وجد الاثرة والامور التي ينكرها نفسه الى ماذا تدعوه الى اي شيء تدعوه نفسه يدعوه نفسه الى عدم الطاعة وعدم الاستجابة ويقول كيف اطيع وقد اخذ حقي وتعدى على مالي واستأثر بالدنيا الى غير ذلك. فنفسه تأبى فقالوا ما تأمرنا اذا ادركنا ذلك قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم تؤدون الحق الذي عليكم وهو السمع والطاعة وتسألون الله سبحانه وتعالى الحق الذي لكم اي تطلبون من الله ان ييسر لكم الحصول على حقوقكم وبهذا تكون اديت واجبك الديني انت اديت الواجب الديني الذي سيسألك الله عنه يوم القيامة اديته. السمع والطاعة هذا الذي امرت به وحقك ان ضاع في الدنيا لا يضيع في الاخرة تسأل الله سبحانه وتعالى آآ آآ الذي لك اي الحقوق التي لك التي لم تحصل عليها او هضمتها او ظلمت فيها او نحو ذلك اسأل الله ذلك سبحانه او وتعالى الحديث التاسع حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الامير فقد اطاعني ومن يعصي الامير فقد عصاني متفق عليه قوله من يطع الامير فقد اطاعني ومن يعصي الامير فقد عصاني لماذا لان النبي صلى الله عليه وسلم امر بطاعة الامير ونهى عن معصية الامير فمن اطاع الامير اطاع الرسول عليه الصلاة والسلام ومن عصى الامير عصى الرسول عليه الصلاة والسلام والنبي صلى الله عليه وسلم عندما امر بطاعة الامير ونهى عن معصيته انما امر بذلك لما فيه من المصالح العظام والخيرات الكبيرة والمنافع العميمة ونهى عن معصيته لما يترتب على معصية من مفاسد لا حد لها ولا عد وقد ما مر معنا ما بعث الله من نبي الا دل امته الى خير ما يعلمه لهم وانذرهم من شر ما يعلمونهم فطاعة الامير خير ومعصيته شر ولهذا امر النبي صلى الله عليه وسلم بطاعة الامير وعدها من طاعته ونهى عن معصية الامير وعدها من معصيته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وهذا الحديث دليل على وجوب طاعة ولاة الامر لان طاعة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة والنهي عن معصية ولاة الامر لان معصية النبي صلى الله عليه وسلم محرمة الا ان امر ولي الامر بمعصية لله فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وما يأمر به ولي الامر لا يخلو من امور ثلاثة. اما ان يأمر بامور امر بها الله وامر بها الرسول عليه الصلاة والسلام وهنا واجب واجب لامر الله بها ولان من توفيق الله لولي الامر اكد عليها وعلى العناية بها او ان يأمر بامر فيه معصية لله هذا القسم الثاني فلا طاعة له في ذلك. اذا امر بامر فيه معصية لله لا طاعة له لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والقسم الثالث ليس فيه امر ولا نهي يعني لم يأتي بالنصوص امر به ولا نهي عنه وامر به ولي امر. فهنا تجب طاعته لانه طاعته واجبة ما لم يأمر بمعصية طاعته واجبة ما لم يأمر بمعصية وقد مر معنا التقييد بذلك في الحديث الحديث العاشر حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كره من اميره شيئا فليصبر فانه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية متفق عليه من كره من اميره شيئا اي اذا وجد امورا يكرهها لا يرضاها لا يحبها او مؤذية له او نحو ذلك فليصبر فليصبر على ذلك وليحتسب صبره ثوابا واجرا يوم يلقى الله سبحانه وتعالى وليحذر اشد الحذر من الخروج على ولي الامر او نزع اليد من الطاعة فانه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية وقد مر معنى ذلك الاذان وصل الحديث الحادي عشر وهو خاتمة هذه الاحاديث حديث ابي بكرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اهان السلطان اهانه الله من اهان السلطان اهانه الله رواه الترمذي وقال حديث حسن واهانة السلطان لها صور كان يستخف باوامره او يقلل من مكانته او يوغر صدور العامة عليه او غير ذلكم من الصور التي هي داخلة في الاهانة للسلطان والعقوبة كما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ان يهينه الله من اهان السلطان اهانه الله اي ان عقوبته ان يهينه الله فان كانت اهانة الله له في الدنيا فهذه عقوبته في الدنيا معجلة والا فالعقوبة يوم القيامة اشد واعظم وهذا مما يجعل اه الانسان يحترز تماما ويحذر اشد الحذر من اه ان يفعل امرا يعرض به نفسه الى ان يهينه الله. ومن يهن الله فما له من مكرم فيحذر من ذلك اشد الحذر ويؤدي الذي عليه ويسأل الله تبارك وتعالى الذي له ويكون ناصحا غير غاش قائما بواجبه الديني كما امره الله سبحانه وتعالى به ويجعل حسيبه في كل اعماله رب العالمين ورقيبه فيكون محاسبا لنفسه يزنها بموازين الشرع ويزم نفسه بزمام الشرع ويتقيد باحاديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يرجو بذلك ثواب الله سبحانه وتعالى واجره واسأل الله العظيم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يوفقنا اجمعين لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يعيذنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يوفقنا لاتباع سنة نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه والسير على نهجه القويم وان يهدينا اليه صراطا مستقيما ونسأله تبارك وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم وفق ولي امرنا لما تحبه وترضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال اللهم وارزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه على الخير وتدله عليه وتحذره من الشر اللهم وفق جميع ولاة امر المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم اللهم ولي على المسلمين اينما كانوا خيارهم واصرف عنهم شرارهم يا رب العالمين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا اصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم يا ربنا انصر اخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان اللهم كن لهم ناصرا ومعينا وحافظا ومؤيدا اللهم احفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين اللهم امن روعاتهم واستر عوراتهم واحقن دماءهم اللهم وعليك باعداء الدين فانهم لا يعجزونك اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين