بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فنسأل الله الكريم ان يمن علينا اجمعين بالعلم النافع والعمل الصالح وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكفلنا الى انفسنا طرفة عين وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل ايها الاخوة الافاضل طلاب هذا المعهد معهد المسجد النبوي المبارك هذه ساعة طيبة بهذا الصباح وفي هذا المكان المبارك فنسأل الذي يسر لنا هذا الجمع ان يبارك لنا فيه وان يرزقنا اجمعين الاخلاص في القول والعمل والحديث ايها الاخوة الكرام وانتم في بدء عام دراسي جديد حديث عن العلم وفضله ومكانة اهله وعظيم ثوابهم عند الله سبحانه وتعالى وشيء من الاداب العظيمة والاخلاق الفاضلة التي ينبغي ان يتحلى بها طالب العلم والعلم ايها الافاضل اشرف المواهب واعظم المطالب وبه سعادة الدنيا والاخرة ومن شرح الله صدره للعلم فقد اوتي خيرا عظيما واذا قوبلت هذه النعمة نعمة التوفيق لطلب العلم بحمد المنعم والاعتراف بمنه سبحانه وتعالى وفضله وتيسيره كان ذلك موجبا للمزيد كما قال الله سبحانه وتعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ولا شك ان التوفيق لطلب العلم من اعظم المواهب واجل العطايا واكبر النعم وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما فاذا وفق العبد لسلوك طريق العلم ولزوم سبيله فليستشعر نعمة الله سبحانه وتعالى عليه وتوفيقه له وليحمد الله جل وعلا على منه وفضله وليسأله سبحانه وتعالى المزيد وقد قال الله جل وعلا لنبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقل ربي زدني علما وقد اخذ العلماء رحمهم الله تعالى من هذه الاية فظيلة طلب العلم حيث ان الله سبحانه وتعالى لم يأمر نبيه عليه الصلاة والسلام بطلب الزيادة من شيء الا من العلم وقل ربي زدني علما وعليه فان طالب العلم الذي وفق للطلب عليه ان يحمد الله جل وعلا على هذا التوفيق وعليه ايضا ان يكثر من سؤال الله الزيادة في العلم التوفيق لحسن تحصيله والعمل به وقد كان من هدي نبينا عليه الصلاة والسلام كما في السنن والمسند من حديث ام سلمة انه صلى الله عليه وسلم يدعو كل يوم اذا اصبح بعد ان يسلم من صلاة الفجر بدعوات ثلاث اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا وهذه الدعوات الثلاث جمعت مقاصد المسلم في يومه كلها اذ ان مقاصد المسلم في يومه واهدافه فيه لا تخرج عن هذه الثلاث المذكورات في هذه الدعوة العظيمة وهذا فيه فائدة مهمة لطالب العلم في مسيره منهجه وتنظيمه لوقته الا وهو ان تكون اهدافه في ايامه واضحة حتى يعمل على تحقيقها مستعينا بالله سبحانه وتعالى اما من يصبح كل يوم وليس عنده اهداف واضحة في يومه فان ايامه تضيع عليه سدى واوقاته تذهب بلا فائدة ولهذا فان هذا الدعاء العظيم كما ان فيه توجه الى الله عز وجل بالسؤال والطلب فيه استحضار لاهداف المسلم في يومه ويأتي في مقدمة اهداف المسلم في يومه طلب العلم وهو هدف الرئيس بل مقدم على غيره كل يوم ينبغي ان يحظى طلب العلم بنصيب وافر من يومك واهتمام بالغ بحيث لا تزداد مع الايام الا علما وخيرا وفضلا ونبلا وان تجعل الحياة زيادة لي في كل خير ولهذا يعتبر كما ذكر ذلك السلف رحمهم الله تعالى ان يوما يمضي من ايامك ولو يوما واحدا لا تحصل فيه علما يعد خسارة عظيمة لانك اضعت هدفا عظيما من اهدافك في يومك ولهذا لا بد ان يكون المسلم في كل يوم من ايامه عناية بالعلم واهتمام به وانظر كيف ان النبي صلى الله عليه وسلم قدم العلم على العبادة وعلى طلب الرزق قال اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا وفي رواية صالحة والصالح هو المتقبل قدم العلم لانه هو الاساس وهو الذي يميز به المرء بين طيب الرزق وخبيثه وبين صالح العمل من فاسده لان العلم نور لصاحبه يضيء له الطريق ويهتدي به في الظلمات قال الله سبحانه وتعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا فالعلم نور لصاحبه يهتدي به في الظلمات يميز بالعلم بين الخبيث والطيب بين الصالح والفاسد بين الهدى والضلال بين السنة والبدعة ومن لا علم عنده تختلط عليه الامور وتلتبس عليه فلا يميز وربما مارس اعمالا يظنها طيبة حسنة وهي لا تزيده عن الحق والخير والهدى الا بعدا قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ولقد دلت الدلائل الكثيرة في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على عظيم فضل العلم وشريف قدره ورفعة مكانته وفضل اهله وحملته في اية كثيرة في كتاب الله عز وجل واحاديث عديدة في سنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ويكفي اهل العلم شرفا وفظلا ومكانة ونبلا ان الله سبحانه وتعالى قرن شهادتهم بشهادته في اعظم مشهود به لقوله سبحانه شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم فهذه شهادة عظيمة في اعظم مشهود به هو توحيد الله الذي هو اعظم المقاصد واجلها على الاطلاق وفي هذا السياق المبارك قرن الله سبحانه وتعالى شهادة اهل العلم بشهادته وشهادتي ملائكته وهذا القرن يدل على فضل الملائكة وعلى فضل اهل العلم ولهذا خص من بين الناس بان قرنت شهادتهم بشهادة الله وشهادة الملائكة وذلك لان اهل العلم هم الذين ابصروا الطريق وعرفوا السبيل واستضاءت لهم الجادة واستنار لهم الطريق وعرفوا الحق وعلموه وعملوا به ودعوا الناس اليه فكانوا بهذه المكانة العلية والرفعة كما قال الله سبحانه وتعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وقال الله سبحانه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب وقال سبحانه وتعالى افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى قال جل وعلا افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى امن يمشي سويا على صراط مستقيم والايات في هذا المعنى كثيرة والقرآن فيه ايات عديدة اشتملت على الحث على العلم والترغيب فيه وبيان فضله واهمية الازدياد منه وهكذا ايضا سنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وانظر في هذا المقام الخيرية العظيمة التي انما ينالها من وفق للعلم وتحصيله في حديث معاوية في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ومفهوم المخالفة لهذا الحديث ان من لم يفقه في الدين هذا من علامة عدم ارادة الخير به من عدم من عدم ارادة الخير به لان من اراد الله سبحانه وتعالى به خيرا فقهه في الدين اي وفقه للتفقه في الدين فهذه فظيلة لاهل العلم شهادة لهم بهذه الخيرية العظيمة وان الله سبحانه وتعالى اراد بهم خيرا وهنا لابد ان تقف متأملا وايضا مستمدا العون من ربك جل وعلا قول النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا وهذا فيه ان الامور بيد الله وانه عز وجل هو الذي يشرح الصدور وييسر الامور ويعين العبد على ابواب الخير وسبله وان العبد اذا اراد الله سبحانه وتعالى به الخير شرح صدره للعلم وتحصيله وهذا انما هو فضل الله سبحانه وتعالى. ومنه جل في علاه وهذه الحقيقة المهمة لا ينبغي ان تكون غائبة عن ذهن طالب العلم لان لان هذه الحقيقة ان غابت عن الذهن ان غابت عن ذهن طالب العلم ربما اذا حصل من العلم قدرا ما اعجب بنفسه واغتر بما عنده من علم ونسي فضل الله عليه ونسي فضل الله سبحانه وتعالى عليه وهذه مصيبة عظيمة وهي خادشة للنية ومخلة بالمقصد الذي يتوقف عليه قبول العمل فان وفق العبد للعلم قليل او كثير فهذا فضل الله عليه عليه ان يستحضر ذلك جيدا وان ذلك من تيسير الله ومنه وتوفيقه ولهذا فان طلب العلم من اشرف المواهب من اشرف المواهب واجل العطايا واكبر المنن والله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم ويوفق للعلم وتحصيله وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيمة. قال سبحانه وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ومما جاء في السنة في فضل العلم ومن الاحاديث الجوامع في فضل العلم حديث ابي الدرداء وهو في السنن والمسند وافرده الحافظ ابن رجب في رسالة نفيسة مستقلة شرح فيها هذا الحديث يحسن الوقوف عليها والافادة منها عن ابي الدرداء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وان العالم ليستغفر له من في السماوات والارض. حتى الحيتان في الماء وان فظل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وان العلماء ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ اخذ بحظ وافر فهذه خمس جمل عظيمة جدا اشتمل عليها هذا الحديث كل جملة منها مشتملة على فضيلة لطلب العلم الاولى فيها ان طلب العلم وتحصيله سبيل لدخول الجنة وذلك ان الجنة انما تنال بعد فضل الله سبحانه وتعالى ورحمته بالاعمال الصالحات والطاعات الزاكيات كما قال الله سبحانه وتعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون والباء هنا سببية اي بسبب الاعمال التي آآ عملتموها وفعلتموها في الحياة الدنيا اي الاعمال الصالحة والطاعات الزاكية المقربة الى الله سبحانه وتعالى والاعمال الصالحة انما يهتدى اليها وتعرف ويعرف فضلها وعظيم ثوابها اهمية المحافظة عليها بالعلم فمن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة والفظيلة الثانية ان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع تضع اجنحتها حقيقة وان كان طلبة العلم لا يرون ذلك لا يرون الملائكة تضع الاجنحة لكن المؤمن على يقين من ذلك. لان هذا خبر الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه ومن المعلوم ان الايمان بالملائكة جزء من الايمان بالغيب الذي اثنى الله سبحانه وتعالى على اهله ومدحهم بقوله هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب اي يؤمنون بكل ما غاب عنهم مما اخبرتهم به رسل الله. ومن ذلكم الملائكة ومن ذلكم الملائكة والايمان بهم اصل من اصول الايمان ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين فالملائكة تظع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع. وهذه فضيلة شرف طالب العلم بها وخص بها دون غيره من الناس ودون غيره من العاملين والفظيلة الثالثة ان العالم آآ تستغفر له او يستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في الماء حتى الحيتان الاسماك التي داخل الماء تستغفر للعالم تسأل الله عز وجل ان يغفر له سبحان الله الكون كله يستغفر للعالم من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان التي في آآ جوف الماء تستغفر له وقد قيل قال بعض اهل العلم ان ذلك لان نفع العالم نفع العالم للناس بدعوتهم الى التوحيد والسنة والحق والهدى وتحذيرهم من الباطل فيه اصلاح للكون لان المعاصي تفسد الكون ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس فالمعاصي تفسد ويكون اثرها حتى على الماشية والاسماك وغيرها فالعالم يعمل على صلاح الناس يعمل على صلاح الناس وعلى هدايتهم ونصحهم ودلالتهم الى صراط الله المستقيم فكان جديرا فضلا من الله سبحانه وتعالى ومنا ان يستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في الماء والفظيلة الرابعة ان فظل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر ليلة البدر وهي ليلة التمام في وسط الشهر عندما يكتمل نور القمر وضياؤه وحسنه وجماله ففظل العالم على العابد كفظل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ومن المعلوم ان النجوم زينة للسماء وجمال لكنها لا تضيء للناس الارض ولهذا اعتبر عندما يكون القمر في في وقت الاصرار في اخر الشهر في الليل يظلم تظلم الدنيا لكن في وقت الابذار تضيء فالنجوم هي زينة للسماء وجمال في نفسها وحسن لكن القمر يتميز بانه ضياء للكون وهكذا العالم العالم ضياؤه ليس كالعابد خاص به وجمال له بل هو ينعكس ويضيل الاخرين ولهذا قيل ان مثل العالم مع الناس مثل اناس في طريق مظلمة فيها الحفر وفيها الحيات وفيها الى اخره فجاء رجل ومعه مصباح جاء رجل ومعه مصباح واضاء لهم الطريق فاخذ الناس يمشون وراءه وهم يأمنون من العثار فهذا مثل للعالم لانه باذن الله سبحانه وتعالى وفضله يضيء للناس سبيلهم وطريقهم والفضيلة الخامسة ان العلماء ورثة الانبياء واكرم بها وانعم من وراثه فان فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر ولهذا من طريف ما يروى في هذا الباب ما رواه الطبراني بسند جيد ان ابا هريرة رضي الله عنه مر على الناس وهم في السوق يبيعون ويشترون ويتاجرون قال ما بالكم هنا اه ما بالكم هنا جالسون وميراث النبي صلى الله عليه وسلم يقسم في المسجد ظن القوم ان الذي يقسم ماذا اموال قالوا ميراث النبي صلى الله عليه وسلم يقسم في المسجد فانطلقوا تركوا السوق وانطلقوا الى المسجد وبقي في مكانه ينتظرهم عرف انهم سيرجعون دخلوا المسجد ما وجدوا احد يوزع عمال دراهم بحثوا ما وجدوا فرجعوا اليه قالوا لم نجد شيئا قال لم نجد شيئا وكان مراده رضي الله عنه حلق العلم قلق العلم التي في المسجد التي يعلم فيها الحلال والحرام والاحكام هذه هي ميراث النبي صلى الله عليه وسلم وان من اخذه اخذ بحظ وافر وقد جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام احاديث كثيرة في الحث على طلب العلم والترغيب فيه وبيان فضله وتحصيله ومن المفيد ان يقف عليها طالب العلم حتى تكون عونا له باذن الله سبحانه وتعالى على مواصلة الطلب والجدي والاجتهاد في تحصيل العلم ومن كان طلبه للعلم في هذا المسجد المبارك مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فان له مزيد خصوصية ومزيد فضل لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ان من اتى هذا المسجد لعلم يتعلمه او يعلمه فهو كالمجاهد في سبيل الله او كما روي عنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولا شك ان وقوف طالب العلم على مثل هذه الفضائل الواردة في القرآن والسنة مما يزيد حرصا وجدا ومثابرة وهمة في نيل العلم وتحصيله ثم ايها الاخوة الكرام ينبغي على طالب العلم ان يتحلى باداب الطلب واخلاق طلبة العلم لان الادب عنوان على فضل صاحبه ونبله بل قال عبدالله ابن المبارك رحمه الله تعالى كاد ان يكون الادب ثلثي الدين لعظيم مكانة الادب ولهذا تلاحظ ان الادب يحتاج اليه في كل امر من الامور الصلاة لها اداب الحج له اداب الصيام له اداب طلب العلم له اداب فالادب امر يصاحب المسلم في كل اعماله وكلما ازداد ادبا زاد فضلا وخيرا ونبلى قد قال عليه الصلاة والسلام انما بعثت لاتمم صالح الاخلاق وقال اقربكم مني منزلة يوم القيامة احاسنكم اخلاقا ولما سئل عن اكثر ما يدخل به الناس الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق والاحاديث في هذا المعنى كثيرة فطالب العلم ينبغي ان يتحلى باداب الطلب يحرص على الاتصاف بها واهل العلم افردوا فيها مصنفات خاصة مطولة ومختصرة ومن احسن المختصرات وانفعها في هذا الباب كتاب حلية طالب العلم للشيخ بكر ابو زيد رحمه الله تعالى فانه كتاب نافع جدا في بابه جمع الشيخ رحمه الله فيه جمعا نافعا فيما يتعلق بهذا الباب وسماه حلية طالب العلم لان الادب هو جماله جمال الطلب وزينة طالب العلم واعظم ما ينبغي ان يتحلى به طالب العلم الاخلاص لله عز وجل لان طلب العلم عبادة لان طلب العلم عبادة كما قال بعض السلف ما عبد الله بمثل العلم فطلب العلم عبادة والعبادة لا تقبل الا بالاخلاص كما قال الله سبحانه وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقال تعالى الا لله الدين الخالص والاخلاص اساس لقبول الاعمال ومن ذلكم طلب العلم ولهذا ينبغي على طالب العلم ان يجاهد نفسه دوما على الاخلاص وليعلم ان النية تتفلت ويشوبها ما يشوبها فيحتاج الى مداومة مستمرة في معالجة نيته كما قال الاوزاعي رحمه الله ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي لانها تتقلب لانها تتقلب وهذا يعني ان معالجة النية ينبغي ان يكون مستمرا دائما مع المسلم في مجاهدته لنفسه في اصلاح نيته والنية والعياذ بالله اذا فسدت النية اذا فسدت لم ينتفع الانسان بطلب العلم ولا يؤجر عليه بل يعاقب ولهذا صدر عدد من اهل العلم كتبهم في العلم بحديث عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه والنية امرها عظيم جدا وتحتاج الى معالجة دائمة ومستمرة وسؤال لله سبحانه وتعالى واستعانة به وصدق في الالتجاء اليه عز وجل ومن اعظم ما يعين على ذلك ان تعلم ان طلب العلم عبادة مثل ما ان الصلاة عبادة والصيام عبادة والحج عبادة لا تقبل الا بالاخلاص فطلب العلم عبادة ولا يقبله الله سبحانه وتعالى الا بالاخلاص وثمة امور يحذر منها طالب العلم تخرم النية ثمة امور يحذر منها طالب العلم تخرم النية من خوارم النية ومفسداتها ومن ذلك ان يطلب العلم ليقال عالم وان يحفظ القرآن ليقال حافظ وان يكون هذا هو نهمته في الطلب وقصده في التحصيل وقد جاء في صحيح مسلم ان اول من يقضى عليهم يوم القيامة وذكر منهم ثلاثة او ذكر ثلاثة منهم رجل يؤتى به فيقول اه رجل حفظ القرآن وتعلم العلم وعلمه هذه الثلاث حفظ القرآن وتعلم العلم وعلمه فيؤتى به ويعرف نعمة الله عليه ويقال له ماذا عملت فيقول تعلمت العلم وعلمته وقرأت القرآن فيك وقرأت القرآن فيك اي من اجلك مخلصا فيقال كذبت يقال كذبت انما تعلمت ليقال عالم وحفظت القرآن ليقال حافظ وقد قيل ثم يؤخذ به ويلقى في النار ثم يؤخذ به ويلقى في النار تعلم وعلم وحفظ لكن لما فسدت النية كان من اول من يقضى عليهم يوم القيامة كان من اول من يقضى عليهم يوم القيامة ويلقى في النار عياذا بالله سبحانه وتعالى من ذلك وهذا هو الرياء هذا هو الرياء ان يعمل الاعمال الصالحة الاعمال الطيبة لا يريد بها الا السمعة والثناء المدح وان يقال فلان كذا وفلان كذا الى اخره وكل هذه الاشياء تنتهي في في هذه الحياة الدنيا لكن لا تدخل معه في قبره من صالح عمله لانه اه لان الرياء افسدها وابطلها وفي الحديث القدسي يقول الله سبحانه وتعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه ومن خوارم النية ان يطلب العلم ليجاري به العلماء وليماري به السفهاء وليصرف وجوه الناس اليه بهذه النية وقد جاء في الحديث الصحيح عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال من طلب العلم ليجاري به العلماء ويماري به السفهاء ويصرف وجوه الناس اليه في النار او كما قال عليه الصلاة والسلام ومعنى يجاري به العلماء اي انه يحصل من العلم قدرا ويقصد به ان يبرز وان يشتهر وربما انه مثلا اشتغل ببعض الدقائق من مسائل العلم ثم يأتي في حضرة عالم ويتحدث عن هذه الدقائق ويثيرها حتى يقال عنه يقال عنه ان ان انه عالم او انه عنده علم اكثر من فلان او نحو ذلك فيكون هذا غرظه وهذا قصده يجاري به العلماء وليس منهم لكنه يحصل شيئا من العلم ليجاري العلماء حتى يعرف او يمدح او يشار اليه بذلك ويماري به السفهاء اي يشتغل به مع السفهاء في الخصومة والجدل ويصرف وجوه الناس اليه يصرف وجوه الناس اليه اي يلتفتون اليه مدحا وثناء واشارة اليه فهذه كلها من الامور التي تخرم النية ومن خوارم النية ارادة الدنيا بطلب العلم وان تكون وان يكون مقصده من طلب العلم الدنيا لا الاخرة وقد قال الله سبحانه وتعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشهورا فارادة الدنيا بطلب العلم هذا من خوارم النية ومفسداتها ولهذا ينبغي على طالب العلم ان يقصد به وجه الله سبحانه وتعالى والدراسة النظامية التي يكون فيها تحصيل شهادات لا تتنافى مع الاخلاص بل ان طالب العلم الصادق اذا دخل في الدراسة النظامية وقصد بتحصيل الشهادة والتفوق ايضا فيها وجه الله سبحانه وتعالى اثيب على هذه النية ولا سيما ان الشهادات في هذا الزمان هي المعتبرة في الاعمال اه المجالات المختلفة فاذا قصد بذلك ان يحصل الشهادة حتى يتمكن اكثر من نفع الناس ومن الدعوة والخطابة والتعليم واستصحب هذه النية الصالحة في طلبه لا شك ان هذا من الاخلاص وفي هذا الكرسي تحديدا الذي اجلس عليه الان سمعت الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه يحث على ذلك حثا عظيما على الشهادات وتحصيلها بنية صالحة وخالصة حتى يتمكن الانسان من نفع الناس وافادتهم خطابة وتعليما وتدريسا وتأليفا وغير ذلك ومن خوارم النية العجب العجب والعجب مهلكة لصاحبه قد قال الناظم والعجب فاحذره ان العجب اعمال صاحبه في سيله العرم شبه العجب بالسيل الجارف ولا شك ان العجب مهلكة لصاحبه مهلكة لصاحبه من الناس من اذا حصل شيئا من العلم اصيب بشيء من العجب والعجب ان يرى نفسه ويرى تميزه وينظر لنفسه نظرة فيها الغرور وفيها العجاب وهذا مهلكة للانسان وضياع ودمار والخلاص من ذلك باستحضار ان ما حصله الانسان من العلم قليلا او كثيرا انما هو فضل الله عليه ولهذا قال العلماء في دواء العجب استذكار ذلك كما قال الله سبحانه وتعالى بسورة الكهف ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله فهذه الكلمة ما شاء الله لا قوة الا بالله طاردة للعجب اذا اعجبت بمالك بصحتك ببيتك بولدك ببستانك سيارتك الى غير ذلك قل ما شاء الله لا قوة الا بالله مستحضرا فضل الله عليك ومنته وان هذه امور انما وجدت وكانت وحصلت لك بمشيئة الله واذنه سبحانه وتعالى الكوني القدري اما انت عبد ضعيف وانسان عاجز ولولا فضل الله سبحانه وتعالى عليك لما حصلت شيئا من ذلك الشاهد ان طالب العلم ينبغي ان يكون دوما وابدا حريصا على نيته ومجاهدا نفسه في اصلاحها مبتغيا باعماله ومنها طلب العلم وجه الله سبحانه وتعالى مجاهدا نفسه على ذلك جهادا مستمرا والله سبحانه وتعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ومما ينبغي على طالب العلم ان يعنى به التدرج في طلب العلم وتحصيله تدرج في طلب العلم وتحصيله. وقد قيل في العالم الرباني الذي يعلم او يربي طلاب العلم على صغار العلم قبل كباره قال الحافظ ابن حجر اي بالتدرج بالتدرج ومن الخطأ ان الانسان في الطلب او في اول الطلب يجمع على نفسه اشياء كثيرة جدا ثم يستثقل العلم فيتركه ولهذا قيل من رام العلم جملة اظاعه جملة لكن اذا تدرج شيئا فشيئا مع الايام والوقت يبارك في القليل ويكثر ولا سيما مع صلاح النية كما قال عبدالله ابن المبارك رحمه الله تعالى كلاما معناه ان صلاح النية يجعل اه الصغير كثيرا وفسادها يجعل الكثير صغيرا فيتدرج طالب العلم بطلب العلم شيئا فشيئا حتى يحصل منه قدرا ونصيبا وحظا وافرا حتى ايضا في الحفظ احيانا بعض المهتدين في اول هدايتهم يسأل ماذا اقرأ؟ ماذا احفظ؟ يملى عليه قائمة طويلة من الكتب فيستثقل ويترك ذلك كله لكن اذا ارشد الى كتاب واحد ومن احسن ما يرشد اليه المبتدئ الاربعين للنووي رحمه الله وهي من انفع ما يكون للمبتلي يحفظها حفظا متقنا ويبدأ بها ثم بعد ذلك يتدرج ويترقى في مسائل العلم شيئا فشيئا حتى يحصل منه خيرا كثيرا ومع تحصيل الطالب للعلم يحتاج الى همة مثل ما عبر ابن القيم علم يهديه وهمة عالية ترقيه علم يهديك وهمة عالية ترقيك فاذا وجد العلم والتحصيل له ثم وجدت الهمة حصل الانتفاع وتحققت الفائدة ولهذا قال آآ عبد الله بن مبارك رحمه الله تعالى اول العلم النية اول العلم النية ثم الاستماع ثم الفهم ثم الحفظ ثم العمل ثم النشر اتت هكذا متدرجة مرتبة مترتبة ينبني بعضها على بعض فمن قدم شيئا على شيئا اخطأ المسلك وبعض الناس تجده ينتقل الى اخر رتبة التي هي النسر مبتدئا بها ولم يحصل شيئا ومن دعا بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح ومن استعجل الشيء قبل اوانه عوقب بحرمانه فينبغي على طالب العلم ان يأخذ الامور مرتبة على هذا النحو على ما بينه السلف رحمهم الله تعالى يبدأ بالنية الصالحة الطيبة يستمع الى العلم استماعا جيدا يفهم ما يقال فهما جيدا يحفظ ذلك ثم يعمل بما علم يعمل بما علم ومعالم اما فرائض او سنن والسنن اذا تعلمها لا يجعل حظه منها مجرد العلم بل يجعل لنفسه حظ ونصيب من العمل بها ولو كان قليلا كما قال بعض السلف اذا سمعت بالحديث فاعمل به ولو مرة تكن من اهله والمراد من ذلكم السنن والرغائب المستحبات وما لم يوجبه الله سبحانه وتعالى على عباده ومما يحتاج اليه طالب العلم حاجة ماسة الصبر لان جادة الطلب طويلة وليست قصيرة والامام احمد رحمه الله رؤيا في في اواخر حياته يحمل الاوراق والمحابر فقيل الى متى؟ قال من المحبرة الى المقبرة فطلب العلم امر مستمر فليروض نفسه وليتحلى بالصبر وان ان العلم ليست مرحلة دراسية كما يظن ثم ينتهي الامر بل العلم عبادة وقربة تتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى مستمرا في ذلك الى ان يتوفاك الله وانت طالب علم الى ان يتوفاك الله سبحانه وتعالى وانت طالب للعلم ولا تزال متقربا الى ربك سبحانه وتعالى بطلب العلم واذا كان العبد بهذه الصفة صبورا مستمرا حتى لو مع نصيب قليل يبقى لك وتستمر معه فهذا من احب الاعمال الى الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم احب العمل الى الله ادومه وان قل وقليل يبقى خير من كثير يفعل في وقت يسير ثم ينقطع الانسان عنه او يمل منه ويسأل وفي الحديث اعملوا من الاعمال ما تطيقون فان الله لا يمل حتى تملوا فلا ينبغي للانسان ان يستكثر على نفسه اشياء آآ يتبعها السآمة والملل بل يتدرج في العلم ويصبر عليه ويترقى في رتبه ومنازله الى ان ينيله الله سبحانه وتعالى منه نصيبا وافرا وحظا عظيما ومن الامور المهمة التي ينبغي ان يتحلى بها طالب العلم ان يحترم العلم فالعلم محترم وحملته ايظا محترمون ولهم حرمتهم ومكانتهم وقد قال عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه فمراعاة حرمة العلم قدر ومكانة حملته وايضا قدر ومكانة كتب العلم كتب العلم محترمة ينبغي على طالب العلم ان يتعامل معها باحترام ليس من ادب طالب العلم ان يرمي بكتاب العلم وهو واقف في الارض بعض الطلاب حتى ربما احيانا في الصلاة والكتاب بيده ما ينزل بهدوء ويضعه في في مكانه وانما يرميه رميا ويلقيه القاء فكتب العلم محترمة والعلم نفسه محترم وله حرمة وله مكانته وحملة العلم الذين اكرمهم الله سبحانه وتعالى بذلك ايضا لهم حرمتهم ومكانتهم واذا وفق الطالب الى مراعاة هذه الحرمة احترام حملة العلم وتقديرهم وفق الى المزيد من الخير والتحصيل للعلم بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ومن الامور المهمة التي ينبغي ان يعتني بها طالب العلم كثرة الدعاء لان العلم هبة من الله ومنة منه سبحانه وتعالى فليكثر من الدعاء ويسر الله سبحانه وتعالى ان يوفقه ولا سيما بالدعوة المباركة التي مر ذكرها وان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقولها كل يوم اذا اصبح وينبغي على طالب العلم ان يكون حسن الادب حسن الخلق حسن التعامل يلقى اساتذته واخوانه وزملاءه بالاخلاق الفاضلة والاداب الرفيعة واذا كان طلب العلم في المسجد وفي هذا المسجد خاصة مسجد النبي عليه الصلاة والسلام فان الحرمة تزداد والامر يعظم لشرف المكان وفضيلة ومن دخل من باب هذا المسجد لطلب العلم عليه ان يستشعر شرف المكان وفضله ومنزلته العالية ويدخل بالادب والوقار ومراعاة حرمة المكان وشرف القصد والغاية ويبتعد عن كل ما يتنافى مع ذلك من اللعب او العبث او الكلام الذي الا يليق مما قد يحصل من بعض صغار السن ممن ربما يجهلون ذلك ويحتاجون الى مزيد توجيه مزيد نصح مع الدعاء لهم التوفيق والصلاح الهداية وعلى كل اسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يأخذ بنواصينا اجمعين الى الخير وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنا. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعل الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ولا يفوتني في خاتمة هذا اللقاء ان اشكر الاخوة الكرام الافاضل القائمين على هذا المعهد على تكرمهم بتهيئة هذا اللقاء فشكر الله سعيهم وجعل ذلك في ميزان حسناتهم واسأل الله الكريم ان يثيبكم انتم ايها الاخوة الكرام على حسن الجلوس وحسن الاستماع وان يزيدكم اجمعين توفيقا وتسديد انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين