بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا. وانصرنا على من بغى بين اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مطيع اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. ثم اما بعد ايها الاخوة الكرام لن يكون الحديث في هذا اللقاء عن بيان خطر الذنوب وعظم مضرتها على العبد في دنياه واخراه. وقد اجاد في هذا الباب كثيرا وافاد الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه العظيم الجواب الكافي. ولن يكون ايضا الحديث في هذا اللقاء عن التوبة واهميتها وعظيم مكانتها. ووجوب المبادرة اليها. وخطورة ويفي التوبة وتأجيلها. وان تأخير التوبة نفسه ينبغي للعبد ان يتوب الى الله سبحانه وتعالى منه ولكن سيكون الحديث مباشرة فيما عنون هذه المحاضرة وهو البواعث على الخلاص من الذنوب. والمراد بالبواعث اي الامور. والاسباب التي تدفع العبد الى التوبة وتعينه الى وتعينه على المبادرة اليها. وتدفعه الى مجانبة الذنوب والبعد عنها اذا ما حدثت النفس اذا ما حدثت النفس صاحبها بارتكاب ذنب او فعل خطيئة وهذا باب مهم جدا نحتاج كثيرا الى مدارسته والتأمل فيه. وذلك ان يجد من نفسه ويعلم من حاله وقوعا في بعض الذنوب وارتكابا لبعض الخطايا ويجد من نفسه رغبة في تركها الا انه ولا يزال يرى نفسه مع الايام تقع في تلك الذنوب. فما البواعث والدوافع التي تعين العبد باذن الله سبحانه وتعالى على الخلاص من الذنوب والبعد عنها والمسارعة الى التوبة الى الله سبحانه وتعالى من فعلها وارتكابها. وهو ما ترون موظوع عظيم الاهمية جليل القدر ثمة بواعث كثيرة تطرق لها اهل العلم في كوني الكتب وفي مصنفاتهم النافعة مؤلفاتهم المفيدة تعين العبد باذن الله سبحانه وتعالى اذا عرفها واعملها في حياته على الخلاص من من الذنوب والبعد عنها ورأيت الامام العلامة المربي ابن القيم رحمه الله تعالى اجاد في هذا الباب اجادة عظيمة. كما هو رحمه الله تعالى في عموم تصانيفه ومؤلفاته. فذكر رحمه الله تعالى في كتابه عدة الصابرين. وذخيرة الشاكرين في فصل خاص البواعث التي تعين اب على الخلاص من الذنوب. وذكر رحمه الله تعالى عشرين باعثا جمعها جمعا عجيبا واوردها ايرادا متينا وآآ بينها رحمه الله تعالى بيانا نافعا في هذا الفصل الذي اشرت اليه من كتابه انف الذكر. وفي لقائنا هذا عرض لهذه البواعث التي ذكرها الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه المتقدم مع شيء من التفاصيل سائلا الله جل وعلا ان يمدنا اجمعين بعونه وتوفيقه وهدايته وتسديده والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يرزقنا العلم النافع وان ينفعنا فبما علمنا وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب الاول من هذه البواعث للخلاص من الذنوب مشهد اجلال الله تبارك وتعالى. ان يشهد المرء في قلبه جلال الله سبحانه وتعالى وعظمته. وقد قال الله تعالى ما لكم لا ترجون لله وقارا. وقد خلقكم اطوارا. وقال جل وعلا وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات مطويات بيمينه. فاذا ما حدثت النفس صاحبها ان يرتكب ذنبا او خطيئة عليه ان يشهد بقلبه جلال الله وعظمته سبحانه. وان يذكر ان ربه الجليل العظيم سبحانه عليه يرى فعاله ويسمع مقاله. فاذا ما تحرك في القلب هذا الباعث حجز صاحبه ومنعه باذن الله تبارك وتعالى من ارتكاب الذنوب. الثاني من هذه البواعث ان يشهد القلب الله ان يشهد القلب محبة الله سبحانه وتعالى. وثمة امور طه اهل العلم تحرك في القلب هذه المحبة. وتعظم من مكانتها في قلب العبد واذا شغل المرء قلبه بمحبة الله سبحانه وتعالى صرفه هذا الانشغال عن الوقوع فيما يغضبه جل وعلا. لان المحبة الصادقة تدفع صاحبها الى البعد عما يسخط من يحب. ولهذا قيل تعصي الاله وانت تزعم حبه هذا لعمري في القياس شنيع. لو كان حبك صادقا لاطعته. ان المحب لمن احب مطيعا. الامر الثالث من هذه البواعث ان يشهد القلب نعمة الله واحسانه الى عبده وفضله عليه فظله على عبده بالصحة والعافية والمال والمسكن والمركب والسمع والبصر والقوى. في ذكر فضل الله سبحانه وتعالى عليه. وليحذر العبد ان تكون حاله تلك الحال البئيسة فضل الله لا يزال عليه نازل و الملائكة تصعد صاعدة اعمال سيئة اقوال وامور محرمة ارتكبها هذا العبد ومما يذكر عن بعض اهل العلم ان رجلا من العصاة ونفسه تحدثه في المعصية. فقال له كلاما معناه لا بأس ان تعصي لكن اذهب في مكان لا يراك الله قال ولا لا يمكن ذلك. قال اذا لا تستعمل شيئا من نعم الله عليك في معصيته. قال وكيف يكون ذلك؟ فذكره بامرين. بنعم الله عليه واطلاعه سبحانه وتعالى له. هذا معنى كلامه. ولا شك ان عندما يذكر نعمة الله عليه بالصحة والعافية والمال ونحو ذلك وان هذا كله من فظل الله عليه سبحانه وتعالى ويذكر في الوقت نفسه خطورة هذه الذنوب فان ذكره للنعمة والفضل والاحسان يعد من البواعث العظيمة التي تدفع العبد الى البعد عن الذنوب وارتكابها الامر الرابع مشهد الغضب والانتقام. ان الله سبحانه وتعالى يغضب ممن ويسخط ممن ارتكب ما نهى عنه. فلما اسفونا انتقمنا منهم. فالله عز وجل يغضب ويسخط وينتقم فليذكر ذلك اذا حدثته نفسه بمعصية الله تبارك وتعالى ليذكر غضب الله. وان غضب الله وانتقامه لا شيء فكيف بهذا العبد الضعيف؟ فذكر غضب الله سبحانه وتعالى فيه اعظم رادع وزاجر للعبد وحاجز له من ارتكاب الذنوب الامر الخامس مشهد الفوات. عندما يطاوع نفسه بان ترتكب الذنب الذي دعته اليه كم سيفوته؟ من الخير كم سيفوته من الفضل؟ كم سيكون لهذه المعصية من الاثر على فوات حظه ونصيبه من تمام الايمان وكماله. انظر هذا المعنى وهذا الفوات في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. فكم فوت على نفسه هذا الفضل وهذا الخير وهذا الاسم التام الكامل اسم الايمان فاذا كان بهذه المعاصي وبهذه كبائر لا يصبح اهلا الا ان يقال مؤمن فاسق او مؤمن فاجر او مؤمن عاصي او نحو ذلك من الكلمات التي تدل على هذا الامر الذي ارتكبه فيكون بارتكابه للمعاصي فوت على نفسه خيرا عظيما. فوت على نفسه حظه ونصيبه من تمام الايمان وكماله الواجب وما يترتب على ذلك ايضا من اجور وخيرات. كم يكون فوت على نفسه حظها ونصيبها من قول الله جل وعلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون كم فوت نفسه المعاصي والاثام من امور آآ عظيمة وخيرات جليلة في دنياه واخراه. فاذا شهد مشهد الفوات وذكر نفسه عندما حدثه بالمعصية ماذا سيفوتني عندما ارتكبها؟ عندما افعلها. كم سيفوتني من خير من فظل من نعم من بركة في دنياي واخراي. فلا شك ان شهود النفس بهذا المشهد العظيم مشهد الفوات فيه نفع عظيم جدا في مجانبة الذنوب والبعد عنها. الامر السادس مشهد قهر النفس وارغام الشيطان قهر النفس وارغام الشيطان. والنفس والشيطان هما مصدر الاثام. ومن الشرور فاذا ابتعد عن النفس عن المعصية والخطيئة التي تدعوها اليه نفسه تدعوه اليه آآ تدعوها اليه نفسه الامارة بالسوء ويدعوه اليها الشيطان الرجيم فانه يكون بذلك قهر نفسه وارغم الشيطان ذاق حلاوة العزة بطاعة الله واتباع رضاه والبعد عن ما يسخطه جل في علاه. قد جاء في الدعاء المأثور الذي يستحب للمسلم ان يقوله اذا اصبح واذا امسى واذا اوى الى مضجعه اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ان ومليكه اشهد ان لا اله الا انت اعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وان اقترف على نفسي سوءا او اجره الى مسلم. وهذا تعوذ من مصدري الشر ومن نتيجتيه فان مصدري الشر هما النفس والشيطان ومطلوب منك في هذا الدعاء المبارك ان تتعوذ بالله في اليوم والليلة ثلاث مرات اذا اصبحت واذا امسيت وعندما تأوي الى فراشك من مصدري الشر النفس الامارة بالسوء والشيطان وان تتعوذ من آآ نتيجتين وهما ان تجر الى نفسك سوءا ان تقترف سوءا آآ ان تقترف سوء في نفسك او ان تجره اي السوء الى غيرك. فاذا ذكرت هذا المعنى وتركت المعصية قهرا للنفس الامارة بالسوء وارغاما لعدوك الشيطان واعتزازا محافظتك على طاعة الله سبحانه وتعالى فهذه غنيمة اعظم بها من غنيمة. الامر سابع مشهد العور. عندما تترك المعصية. خوفا من الله وطلبا لرضاه. ورعاية لايمانك. وطلبا اه الفوز برضا ربك سبحانه وتعالى هذا الترك الذي هو جزء من ايمانك كم سيعوضك الله عليه؟ من لذة القلب. وهنائته وقرة العين والبركة في الحياة. الى غير ذلك من انواع الخيرات. ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. فاذا حدثت النفس صاحبها بان يرتكب المعصية ذكر نفسه ترك هذا الذي تدعوه اليه نفسه طلبا للعوظ. من خيرات دنيا والاخرة التي يكرم الله سبحانه وتعالى بها عبده المؤمن الذي ترك المعصية خوفا من ربه ورجاء ثوابه واملا بالفوز بموعوده جل في علاه ترك للمعصية هو نفسه طاعة وقربة لله وجزء من ايمانك الذي تتقرب به الى الله وتعالى وهذا المعنى قد دلت عليه دلائل وشواهد منها حديث ابي هريرة المتقدم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. الامر الثاني الامر الثامن مشهد المعية الخاصة. مشهد المعية الخاصة. اعني الله سبحانه وتعالى التي اختص بها جل وعلا عباده الصابرين المتقين محسنين فاذا دعته النفس الى المعصية صبر واتقى الله عز وجل وخاف عقابه سبحانه فيفوز بمعية خاصة معية الله خاصة كما قال الله تعالى ان الله لمع ان الله مع الصابرين. قال الله جل وعلا ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وهذه معية خاصة تقتضي النصر والحفظ والعون والتأييد والتسديد فيشهد هذه المعية ويحرص على ان يكون من اهلها فيصبر عن المعصية التي تدعوها اليه نفسه ويتقي الله سبحانه وتعالى بتجنب ما يسخط الله عز عز وجل ويحسن في عباداته واعماله ليكون من اهل هذه المعية الخاصة الامر التاسع من هذه المشاهد التي ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى مشهد معاجلة الاجل. معاجلة الاجل والله سبحانه وتعالى يقول لكل اجل كتاب ولا يدري الانسان متى تفجأه المنية ومتى يحضر اجله. وربما ظن في نفسه ولا سيما في قوة وشبابه انه يعيش الى ما بعد الستين وما علم انه ربما يموت غدا. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت. فمشهد معاجلة الاجل ومباغته ومباغتة للعبد ما مشهد عظيم اذا ذكره العبد والنبي صلى الله عليه وسلم قال تذكروا هادم اللذات. لان هذا التذكر ينفع العبد ينفع العبد باتقاء الذنوب ومجانبتها والبعد عنها. واذا حدثته مثلا ان ينطلق الى مكان كذا وكذا سواء بسفر او بدون سفر مكانا قريب او بعيد يقول لنفسه هب يا نفس انك مت في الطريق. او مت في بهذا السفر فعلا هذا حصل خرج انسان من بلده وسافر ولم يكن لهم النية في سفره الا ارتكاب بعظ المعاصي ومات في الطريق. ومات في الطريق. فشهود هذا معنى وتخويف النفس به وتذكيرها له وان الاجل قد يفاجئ الانسان قد يأتيه بغتة ثم والعياذ بالله يخرج من هذه الدنيا وكانت همته متجهة الى المعصية والى ارتكاب بالذنب هذا جد امر خطير. ولا يحب انسان عاقل لنفسه ان يموت وهو في هذه وان يهلك وهو في هذا السبيل والعياذ بالله فهذا مشهد مهم اذا احضره الانسان في نفسه وتفكر فيه كان باذن الله سبحانه وتعالى حاجزا له ومانع من ارتكاب الذنب. الامر العاشر مشهد البلاء والعافية. مشهد البلاء والعافية. وهذا ايضا من المشاهد العظيمة التي اذا شهدها المرء بقلبه اه اعمل ذهنه في التفكر فيها اعانه ذلك الى الحرص اه او الى المجاهدة مجاهدة النفس على البعد عن معصية الله تبارك وتعالى البلاء والعافية. والذنوب هي اعظم البلاء العافية هي الطاعة طاعة الله سبحانه وتعالى فاهل الطاعة هم اهل المعافاة واهل الذنوب هم اهل البلاء فالبلاء في الذنوب والعافية في طاعة الله. سبحانه وتعالى قد يكون الانسان مصاب في في بدنه لكنه في اتم ما يكون عافية في دينه. واحسن ما يكون عافية في دينه وقد يكون الانسان على العكس من ذلك. صحيحا في بدنه وليس معافا في دينه اعطاه الله قوة وجسم وصحة ومال ولكنه ليس في عافية في امر الدين اهلكته الذنوب واوبقته. فيتفكر في هذا المقام فان فيه باذن الله سبحانه وتعالى نفعا عظيما له. الامر عشر مما ذكره الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ان يعود الباعث الديني معارضة داعي الهوى على التدريج. بمعنى ان يعود نفسه على المجاهدة. والله سبحانه وتعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين. المسلم فيه باعث ديني بل بواعث كما تقدم وفي دواعي للشر ونوازع للشر تأتي من هنا وهناك فيحتاج ان يعالج ويدافع ويصارع تلك البواعث التي تدعوه الى الشر بالباحث الديني. وهو ما يسمى بالمجاهدة. المجاهدة المقاومة قاومت تلك البواعث التي تحرك في في نفسه الشر وتدعوه اليه الامر الثاني عشر مما ذكره رحمه الله تعالى كفوا الباطل عن حديث النفس. كف الباطل عن حديث النفس لان المعصية اول ما تبدأ في العبد غالبا تبدأ خاطئة تبدأ خاطرة في في نفسه ثم تصبح امنية ثم تتحول الى هم يتحرك في قلب العبد ثم تتحول يتحول هذا الهم الى ارادة سيئة ثم يتحول بعد ذلك الى عزم يقارن الفعل. فمن الخير ان يقطع هذه الخواطر السيئة في اولها لانها لانها ان لم يحرص على قطعها في اولها آآ تزايدت وتحولت من شيء الى اخر كما سبق بيانه فمن السهل عليه ان يدفعها ان يدفعها عن نفسه وان يقومها وهي خاطرة مجرد خاطرة قبل ان تزيد وتتنامى في نفسه الى ان تصبح هما قويا او ارادة سيئة او عزما على ارتكاب الذنب وفعله. الامر الثالث عشر مما ذكره رحمه الله تعالى قطع العلائق والاسباب التي الى موافقة الهوى. بصرف هواه فيما يحبه الله بصرف هواه فيما يحبه الله. وذلك ان ثمة اسباب عديدة وكثيرة تحرك في قلب الانسان الهوى. الهوى في الباطل والاثم آآ الحرام فيحرص على قطع هذه العلائق و الاسباب التي تحرك في به داعي المعصية وذلك ليس بصرف الهوى عن مطلقا وانما بجعل هواه فيما يحبه الله. كما في الحديث المروي من حديث انس ايؤمن احدكم حتى يكون هوى تبعا لما جئتوا به. الامر الرابع صرف الفكر الى عجائب ايات الله سبحانه وتعالى المتلوة التي هي كلامه سبحانه وتعالى القرآن العظيم واياته المجلوة في التفكر في ايات الله سبحانه وتعالى الكونية. ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض. ربنا ما خلقت هذا باطنا سبحانك فقنا عذاب النار ولا شك ان شغل القلب بهذا التفكر شغل القلب بهذا التفكر يفتح للعبد من ابواب الاقبال على الخير والبعد عن الباطل واللهو والضلال وتأمل هذا المعنى في قول اولي الباب ربنا ما خلقت هذا باطلا. فاحدث هذا التفكر وحسن النظر والتأمل هذا الايمان القوي ربنا ما خلقت هذا باطلا مما يدل على ان تفكر العبد في ايات الله اه العظيمة يقوي ايمانه ويزيد من صلته بالله سبحانه وتعالى ويكون طاردا للوساوس الرديئة طاردا للوساوس الرديئة. فهذا ايضا من الامور العظيمة النافعة في هذا الباب الامر الخامس عشر مما ذكره رحمه الله تعالى التفكر في الدنيا وسرعة زوالها. وانها دار ابتلاء وامتحان وانها دار الغرور. اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث. اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا. ثم يكون حطاما وفي القرآن ايات عديدة في بيان مثل هذه الحياة الدنيا وكذلك في احاديث الرسول اه الكريم عليه صلوات الله وسلامه. والله يقول وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. اي اعزائي الفاني فاذا تذكر في سرعة زوال هذه الدنيا وسرعة انقضائها وان الحياة انما هي الحياة الاخوية وان الدار الاخرة لهي الحيوان اما هذه الحياة فهي حياة سريع انقظاؤها سريع زوالها لو تفكرت في هذا الباب في اليوم الذي يقفه الناس بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة. في انتظار بدء الحساب. كم يقفون في يوم كان مقداره خمسين الف سنة. في يوم كان مقداره خمسين الف سنة ماذا يقارن خمسين الف سنة بالمدة التي عاشها الانسان في الحياة الدنيا؟ كم عمر الانسان؟ ما اعمار امتي الستين والسبعين. نفرظ ان الشخص ان شخصا ما عمره ستين سنة ان شخصا ما عمره ستين سنة. اذا حذفت منها خمسطعش او دونها قبل البلوغ واذا حذفت منها ثلثها كاملة في النوم ان من عاش ستين سنة وينام في اليوم والليلة ثمان ساعات يكون في خلال ستين سنة ما يعادل عشرين سنة. يكون نام ما يعادل عشرين سنة. فالذي صفى لك من العمر قليل جدا ماذا يقارن هذا القليل في يوم كان مقداره خمسين الف سنة في يوم كان مقداره وخمسين الف سنة فاذا تفكر في سرعة زوال الدنيا وسرعة انقضائها كان ذلك ايضا باعثا عظيما له للبعد عن الذنب. وانظر هذا المعنى في قول النبي صلى الله عليه لم كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. الامر السادس عشر مما ذكره الامام ابن القيم رحمه الله تعالى العبد الى من القلوب بين اصبعين من اصابعه ومن ازمة الامور بيده من العباد طوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى عندما تتعرض القلوب الى من هذا شأنه سبحانه. التجاء اليه وتوكلا عليه واعتصاما به ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم فقين والحاحا عليه بان يعينك ان يعيذك ان يقيك ان يعافيك وفي هذا المعنى دعوات كثيرة مأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام. ومن اعطي الدعاء وصدق الالتجاء اعطي الاجابة. قال الله سبحانه وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. وقال سبحانه واذا لك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. ولهذا شرع لك في كل مرة تخرج من بيتك ان تستعيذ بالله اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او اذل او اذل او اظلم او اظلم او واجهل او يجهل علي. فهذا باب عظيم جدا. ومن وفق لي هذا الامر وصدق في التجائه الى الله سبحانه وتعالى اعاده رب اعاذه ربه وعافاه ووقاه واذا قال كما جاء في الحديث من خرج من بيته بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله قيل هديت وكفيت ووقيت. وقال الشيطان لاخر كيف لك السبيل؟ بمن هدي من هدي وكفي ووقي وهذا يبين لنا مكانة الاوراد الشرعية والاذكار المأثورة وحسن الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى في باب في هذا الباب العظيم باب وقاية من اه الذنوب والمجانبة لها. الامر السابع عشر مما ذكره رحمه الله تعالى ان يعلم ان فيه جاذبين ان يعلم العبد ان فيه جاذبين متظادين. جاذب الى الرفيق الاعلى. وجاذب الى اسفل سافلين والعياذ بالله. فهو يتنازعه هذان الجاذبان. جاذب الى الرفيق الاعلى في الطاعة لان الطاعة هي التي تعني العبد وترفع شأنه ومقامه يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات اليه يصعد الكلم الطيب. وجاذب اخر الى اسفل سافلين وهو جذب النفس الامارة بالسوء له والشيطان وخلطاء الشر وقرناء الفساد فان كان مع جاذب الخير سعد وافلح ونجا وان كان والعياذ بالله مع جاذب الشر هلك عياذا بالله. فهذا ايضا جانب اذا استحضره العبد وتفكر فيه. وانه بين جاذبين ينظر فداء الشر ويذكر نفسه ان هذا من مما يجذبه الى اسفل سافلين. فينأى بنفسه ويربأ بها عن ان يسلك مسلكا يحطه او يجعله في الحقيقة والعياذ بالله الامر الثامن عشر ان يعلم ان تفريغ المحل شرط لنزول غيث الرحمة. وتنقيته من الدغن شرط لكمال فمتى تم ذلك اي تفريغ آآ المحل وآآ تنقيته صار مهيأ لنزول الرحمة والخير والبركة وخذ مثالا المح اليه رحمه الله تعالى بحال الزرع. اذا لم يتعهده صاحبه بابعاد النباتات المؤذية. التي تزاحم الزرع. على الماء وربما شربت اكثر الماء الذي للشجر وربما كانت نباتات ضارة وربما كان ايضا حشرات تؤثر على اه اه الشجر وتنخر فيه وتسبب موته ومرضه. فيحتاج هذا الزرع حتى يقوم وينهض على اتم ما يكون يحتاج الى ان ينقى من ذلك وان يبعد عنه الدغل او النباتات الغريبة والاشادة التي تؤذيه وتزاحمه. بعد ذلك اذا وظع فيها الماء كان له الاثر الكبير في حياته ونباته وقوته ونمائه وقوته ومثل المؤمن مثل الشجرة كما في القرآن الكريم الم ترى كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال الناس لعلهم يتذكرون اي ان هذا مثل محسوس مرئي مشاهد وهو الاشجار لمعرفة حقيقة اه الايمان وان مثله مثل الشجرة. الامر التاسع عشر مما ذكره رحمه الله تعالى ان يعلم ان الله سبحانه وتعالى خلق لبقاء لا فناء له. لعز لا ذل له. ولامن لا خوف معه ولغنى لا فقر معه. وذلك في الدار الاخرة فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. خلقه الله سبحانه وتعالى لذلك لكن امتحنه في هذه الدار امتحنوا في هذه الدار امور واشياء ربما فتنته او فتنت كثيرا من الناس عن الحياة الحقيقية والعز الحقيقي والغنى الحقيقي واللذة اه الحقيقية الى غير ذلك من اه النعم النعم الاخرة التي لا تزول ولا تحول فتذكير النفس بذلك بما في الاخرة من عز وغنى ولذة اه نعمة وامن وغير ذلك. وان هذه المعاصي ستكون سببا للاضرار به في تحصيل تلك المقامات العلية الرفيعة فيعمل على مقاومة النفس ومجاهدتها ليفوز آآ لذة الاخرة وهناء وامنها وخير الاخرة وبركاته والمعاصي لها اثرها على العبد اه يوم يلقى الله سبحانه وتعالى بخلاف من اكرمه الله عز وجل برعاية ايمانه و الاقبال على ربه جل وعلا فيكون من اهل الجنة الذين يدخلونها يوم القيامة بلا حساب ولا عقاب ومن كان سوى ذلك فانه عرظة اه الحساب وعرظة العقاب وعرظة لدخول النار وان كان من اه اهل الايمان فانه اذا دخل النار فانه لا يخلد فيها لان الخلود انما هو للكفار المشركين لكنه بمعاصيه واثامه خاطر بنفسه مخاطرة عظيمة اه جعلها عرظة لمثل ذلك في قبره حشره ويوم ويوم يلقى ربه سبحانه وتعالى. الامر وبه ختم رحمه الله تعالى هذه البواعث الا يغتر العبد الا يغتر العبد باعتقاده ان مجرد العلم بما ذكر كاف في حصول المقصود. مجرد العلم بما ذكر اي هذه البواعث التي ذكرها رحمه الله مجرد العلم بها لا يكفي. مجرد العلم بها لا يكفي. بل لا بد مع العلم من مجاهدة على العمل بها. وهذا تنبيه منه رحمه الله تعالى غاية في الاهمية. وان هذه البواعث ليست مجرد مجلس علمي تتذاكر فيه وانما امور ينبغي ان تستحضر في مثل هذه المقامات عملا على مجاهدة النفس لتكون لها السلامة عافية بالبعد عن الذنوب والوقاية منها. هذا اه ما ما ملخص لما ذكر مع شيء من التوظيح والاظافة والبيان وانصح كثيرا مراجعة هذا الفصل النافع في كتاب آآ اغاثة آآ في كتاب عدة وذخيرة الشاكرين اه الامام ابن القيم رحمه الله تعالى. ولخصت اه كلامه رحمه والله تعالى في اه اه في ورقتين ونصف اه تقريبا اعطيها اه الاخوان آآ وانا لا احسن ذلك لكن من اهل ما يسمى مثلا بالتغريدات او ما ادري كذا في لا تنشر ان شاء الله ويستفيد منها الحاضرون وغيرها من خلال هذه الوسائل المتيسرة ونسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبان والله الذي لا اله الا هو ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبي محمد واله وصحبه اجمعين