بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فانه قد ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه وهو ايها الاخوة الكرام حديث عظيم في بيان عظيم ثواب الحج وعظيم اجره عند الله سبحانه وتعالى وانه باب عظيم من ابواب غفران الذنوب والعتق من النار ولهذا فان عشية عرفة وهي عشية مباركة لله عز وجل فيها عتقاء من النار بل انها اعظم ليلة لله سبحانه وتعالى فيها عتقاء من النار وهذا مما يدل على شرف الحج وعظيم فضله وانه باب من ابواب غفران الذنوب ولهذا ينبغي على من اكرمه الله سبحانه وتعالى بالحج ويسر له المجيء لاداء هذه الطاعة العظيمة ان يحرص في ادائه لحجه على هذا المعنى نيل هذا المعنى العظيم والثمرة العظيمة الا وهي تحصيل الغفران فيدخل حجه هو طامع وراج ان يكون من اهل الغفران ومن اهل العتق من النيران ويجاهد نفسه على بذل الاسباب التي ينال بها هذا المطلب العظيم وهذا الحديث العظيم المبارك حديث ابي هريرة رضي الله عنه فيه بيان واف لما ينال به هذا الغفران وان يخرج العبد والمرء من حجه كيوم ولدته امه ومعلوم ان من ولدته امه يخرج الى الدنيا بلا ذنب ولا خطيئة يخرج الى الدنيا بلا ذنب ولا خطيئة فمن حج محققا في حجه هذه الامور العظيمة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فانه باذن الله فانه باذن الله تبارك وتعالى يخرج من حجه كيوم ولدته امه اي بلا ذنب ولا خطيئة قد يكون هذا الحاج عمره ستين سنة او سبعين او ثمانين وقد يكون اذنب ذنوبا كثيرة في حياته فان حقق هذه المعاني في حجه وحرص على توفيتها فان جميع ذنوبه السالفة وخطاياه المتقدمة كلها تغفر له. ويخرج بصفحة بيضاء ولا شك ان هذا ثواب عظيم تتشوف النفوس الصادقة لتحصيله ونيله ولهذا ينبغي على كل من اكرمه الله سبحانه وتعالى بالحج ان يحرص على تحقيق هذه المعاني العظيمة التي اشتمل عليها هذا الحديث لينال هذا الموعود الكريم والثواب العظيم الا وهو الخروج من الحج بلا ذنب ولا خطيئة واسأل الله عز وجل ان ييسر لحجاج بيت الله حجا مقبولا تغفر لهم فيه الذنوب وتقال العثرات وينالون به العتق من النيران ويفوزون فيه برضا الرحمن تبارك وتعالى والا يخيب سعيهم انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب واذا تأمل المسلم فيما ينال به هذا الموعود مما ذكر في هذا الحديث يجد انها امورا ثلاثة وجدير بنا ايها الاخوة الكرام ان نتأملها جيدا. وان وان نرعيها اهتمامنا اما الامر الاول فهو اخلاص العمل لله عز وجل والا يبتغي به الا وجه الله سبحانه وتعالى وقد قال في هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه من حج لله بهذا القيد اي مخلصا لم يبتغي بحجه الا وجه الله سبحانه وتعالى والاخلاص شرط في قبول الاعمال كلها فان الله سبحانه وتعالى لا يقبل العمل الا اذا كان خالصا لوجهه جل في علاه وقد قال الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقال جل وعلا الا لله الدين الخالص وقال جل وعلا فادعوا الله مخلصين له الدين والايات في هذا المعنى كثيرة والخالص هو الصافي النقي الخالص هو الصافي النقي ومعنى ان يكون حجك خالصا لله اي ان يكون صافيا نقيا لم يرد به الا الله سبحانه وتعالى ولم يرد باعماله الا نيل رظاه جل في علاه ولهذا صح عن نبينا عليه صلوات الله وسلامه انه لما وصل الميقات في حجة الوداع ولبى عليه الصلاة والسلام بالحج والعمرة قال اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة. فسأل الله عز وجل الاخلاص فالحج لان الاخلاص فيه امر يتوقف عليه قبول الحج كما انه يتوقف عليه قبول جميع الاعمال ولهذا يجب على الحاج في حجه وفي جميع طاعاته وعباداته ان يحرص على الاخلاص واصلاح النية وقد قال نبينا صلوات الله وسلامه عليه انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى اي الاعمال معتبرة بنياتها فمن كانت نيته لله تقبل الله سبحانه وتعالى منه عمله ومن كانت نيته لغير الله فله ما نوى وفي الحديث القدسي يقول الله سبحانه وتعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه والمراة في العمل تكون بتزيين العمل تجميله وتحسينه من اجل نظر الناس ومدحهم وثنائهم ونيل اعجابهم فاذا وجد ان الناس ينظرون اليه او يشاهدونه اخذ يحسن العمل ويزين العمل من اجل ان يحمده الناس او ان يراه الناس يمدحونه على العمل فيرائي ان يزين العمل من اجل ان يراه الناس فيحمدوه على ذلك والسمعة هي ان يسمع بعمله ومن رأى رأى الله به ومن سمع سمع الله به كما جاء في الحديث لان الله سبحانه وتعالى يفضحه ويخزيه ويرد عليه عمله فلا يقبل منه شيء وهذا يفيدنا ان الرياء اذا خالط العمل افسده والرياء نوعان رياء خالص يبطل الاعمال كلها وهو رياء المنافقين الذين يظهرون الايمان ويبطلون الكفر ورياء دون ذلك وهو يسير الرياء الذي يخالط اعمالا معينة كان يخالط الحج او يخالط الصلاة او يخالط نحو ذلك من الاعمال فاذا خالط الرياء العمل ابطل العمل الذي خالطه لان الله لا يقبل العمل الا اذا كان خالصا صافيا نقيا واذا ادركنا هذا المعنى وفهمناه ووقفنا على هذه الدلائل والشواهد من من كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام فلنتأمل ايها الاخوة الكرام في حالة وصورة مريرة نراها تتكرر من كثير من الحجاج اصلحنا الله عز وجل واياهم وهدانا الى ارشدي امرنا اعني اولئك الذين يحملون في تنقلاتهم في الحج الات للتصوير يحملون الات للتصوير ثم في كل منسك وفي كل شعيرة وفي كل موضع من مواضع الحج يلتقط لنفسه صورة حتى انا رأينا بعضهم في عرفات وعند الجمرات وعند بيت الله تبارك وتعالى الحرام يلتقط لنفسه صورة فيصلح من هيئته ومن مظهره ثم يمد يديه على هيئة الداعي ثم تلتقط له الصورة ثم يخفظ يديه وغرضه من هذه الصورة ان يريها الناس وان يشاهده الناس وهو في عند بيت الله وهو في رمي الجمرات وهو آآ في في عرفات وفي جميع هذه الاماكن هل هذا يستقيم مع قوله جل في علاه واتموا الحج والعمرة لله هل هذا يستقيم مع قول الله جل في علاه؟ ولله على الناس حج البيت هل يستقيم مع قول نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث من حج لله فلم يرفث ولم يفسق وهذا يدلنا على ان الامر جد خطير وان المرء ليأسف يألم لحال هؤلاء الذين تكلفوا جهدا وسفرا ونفقة وعملا وتعبا ونصبا وغربة ثم يأتون بهذه الاعمال التي يخشى عليهم ان تكون موجبا لرد حجهم وعدم قبوله. لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل الحج الا اذا ابتغي به وجه الله سبحانه وتعالى ولهذا ينبغي على الحاج ان يتنبه لهذا المعنى حتى يفوز بالغفران المذكور في تمام الحديث رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه فيجاهد نفسه في اعمال الحج كلها على الاخلاص للمعبود جل في علاه ومن اهم ما يكون في هذا الباب الحذر من الشرك بالله عز وجل فان الشرك يبطل العمل كله الحج وغيره كما قال الله سبحانه وتعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين فاذا وجد الاشراك بالله عز وجل سواء بدعاء غير الله او النذر لغير الله او الاستغاثة بغير الله او الذبح لغير الله او غير ذلك من العبادات التي هي حق الله على عباده سبحانه وتعالى اذا صرف شيء منها لغير الله ابطلها هذا الصرف للعبادة لغير الله جل وعلا ابطل العمل كله ابطل العمل كله وقد سمع بعض الحجاج ممن نشأوا في بعض الاماكن التي لم يكن فيها بيان للاعتقاد الصحيح والتوحيد والاخلاص لله تبارك وتعالى سمع بعضهم حتى في عرفات وفي المزدلفة وفي آآ عند بيت الله الحرام يدعو غير الله يدعو غير الله حتى حدثنا مرة احد الافاضل قال كان الى جنبي رجل في المسجد الحرام وهو ساجد سمعت وهو ساجد يستغيث بغير الله هذا والعياذ بالله هدم للدين كله وهدم للاعمال كلها ومبطل لها كلها ليس للحج فقط. بل للاعمال كلها الله جل وعلا يقول واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ويقول جل وعلا وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين سمى جل وعلا الاستكبار عن دعائه استكبارا عن عبادته ولهذا في الحديث الصحيح قال نبينا عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة وتلا هذه الاية الكريمة فمن دعا غير الله من دعا غير الله ايا كان هذا الغير فان دعاءه لغير الله هدم لعمله كله والله جل وعلا يقول ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ويقول جل وعلا قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا ويقول جل وعلا قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما لهم منهم من ظهير ويقول جل وعلا وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا اي احد كان ويقول جل وعلا والذين تدعون من دونه ما يملكون من تطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ويقول الله تبارك وتعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون والايات في هذا المعنى كثيرة وهذه والله مصيبة عظيمة ورزية كبيرة عندما يكون الانسان يأتي الى هذه الاماكن المقدسة والمواضع الشريفة ويأتي بنية الحج الا انه متلبس بهذا الضلال وهذا الباطل وهذا الاشراك بالله سبحانه وتعالى من دعاء المخلوقين او الاستغاثة بالمخلوقين او الالتجاء للمخلوقين او نحو ذلك والله جل وعلا يقول قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين ولهذا ينبغي على كل حاج ان يكون اهتمامه بالتوحيد والاخلاص لله سبحانه وتعالى في اولويات اهتماماته. لان اهذا هو الاساس الذي يبنى عليه دين الله تبارك وتعالى دين الله تبارك وتعالى كله يبنى على هذا الاساس توحيد الله واخلاص الدين لله تبارك وتعالى جل في علاه ولهذا جاءت كلمة التوحيد في اهلا لنبينا عليه الصلاة والسلام كما قال جابر رضي الله عنه قال فاهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد فقال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. وهذه كلمات توحيد واخلاص لله سبحانه وتعالى وكيف يستقيم من انسان ينطق بهذه الكلمات كلمات التوحيد والاخلاص لبيك لا شريك لك ثم اذا اراد ان يدعو مد يديه وقال مدد يا فلان او ادركني يا فلان او انا عائد بك يا فلان او غير ذلك اين قوله لبيك لا شريك لك وكان نبينا عليه الصلاة والسلام والانبياء من قبله اكثر كلامهم في يوم عرفة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وهذه كلمة التوحيد اعظم الكلمات على الاطلاق ويوم عرفة هو سيد الايام وخيرها وكان من المناسب غاية المناسبة الاكثار من خير الكلام في خير الايام والاكثار من هذه الكلمة كلمة لا اله الا الله في الحج هو تجديد للتوحيد والايمان والاخلاص لله تبارك وتعالى. اذا هذا اساس عظيم واصل متين لا بد من العناية به والاهتمام مستفاد من قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث العظيم حديث ابي هريرة من حج لله اي مخلصا فيحرص الحاج على اخلاص اعماله لله عز وجل مبتغيا بها وجه الله تبارك وتعالى فان الاخلاص اساس قبول الاعمال ولا قبول لاي عمل من الاعمال الا اخلاصه لله جل وعلا واذا وجد الشرك فانه يبطل العمل كله ويحبطه باجمعه الامر الثاني من الامور المستفادة من هذا الحديث مما يترتب على تحقيقها والاتيان بها في الحج نيل الغفران وان يخرج من حجه كيوم ولدته امه ان يبتعد عن الرفث قال من حج لله فلم يرفث ان يبتعد عن الرفث والرفث هو الجماع ومقدمات الجماع الرفد هو الجماع ومقدماته مقدماته من لمس او تقبيل او غير ذلك فجميع هذه الامور من جماع او مقدمات جميعها توقف من حين دخول الانسان في النسك وشروعه في الحج وتلبيته به فان هذه كلها تمنع بل جاء في الحديث في صحيح مسلم عن عثمان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب فهذه كلها امور من محظورات آآ الاحرام وينهى عنها الحاج ويجاهد نفسه عن البعد عنها عن الرفث الذي هو آآ الجماع وعن الامور التي هي مقدمات له وتأتي بين يديه. فيجتنب ذلك كله هذا فيما يتعلق ما يكون بين المرء واهله وزوجة لكن اذا كان يحصل منه في اثناء حجه شيء من اللمس او نحو ذلك مع امرأة اجنبية له مستغلا مثلا الزحام او نحو ذلك فهذا من الفسوق والعياذ بالله فهذا من الفسوق ويأتي معنا في قوله ولم يفسق ولهذا ينبغي على الحاج في حجة لبيت الله تبارك وتعالى ان يحرص على ظبط نفسه وذمها بزمام الحق والهدى لزوم طاعة الله سبحانه وتعالى والخضوع لله عز وجل والتواضع بين يديه والانكسار لجنابه جل وعلا ومجاهدة النفس على تكميل الاعمال تتميمها خوفا من الله وطلبا لنيل رضاه سبحانه وتعالى حتى يفوز بهذا الموعود الكريم والثواب العظيم المذكور في هذا الحديث والامر الثالث قوله صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث ولم يفسق والفسق هنا المراد به الخروج عن طاعة الله. فهو يتناول جميع الذنوب جميع المعاصي يتناول جميع الذنوب وجميع المعاصي وهذا يتطلب من الحاج حتى يحقق هذا المعنى ولم يفسق يتطلب منه ان يدخل حجه تائبا لله من جميع الذنوب ولهذا تجد ان عامة اهل العلم في كتب المناسك اول ما يبدأون في الوصايا التي يوصى بها الحاج يوصونه بالاخلاص لله عز وجل ويوصونه بالتوبة الى الله. التوبة النصوح. توبوا الى الله توبة نصوحة اي من جميع الذنوب والتوبة لا تكونوا نصوحا مقبولة عند الله عز وجل الا بالاقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العودة اليه واذا كان الذنب يتعلق بحق من حقوق الادميين فانه يعيد الحق الى اهله او يطلب منهم العفو والمسامحة فالشاهد ان آآ الحاج ليسلم من الفسوق وليحجج وليحقق حجا لا فسوق فيه يدخل تائبا الى الله يدخل حجه وهو تائب الى الله سبحانه وتعالى من كل ذنب وخطيئة ولهذا قال العلماء رحمهم الله تعالى ولنتنبه لهذه الفائدة فانها مهمة وثمينة قال العلماء رحمهم الله ان من حج وتوقف عن الذنوب في اثناء الحج الذنوب التي يعملها توقف عنها في اثناء الحج وهو في نيته وعزمه عازم انه اذا رجع الى وطنه بعد الحج ان ان يرجع الى تلك الذنوب عازما يرجع دخل الحج لكنه في اثناء الحج توقف عنها توقف عنها في اثناء الحج ولكنه في نية من الداخل انه اذا رجع الى الى بلاده سيرجع الى تلك الذنوب. قال اهل العلم هذا من الفسق هذا من الفسق الذي نهى عنه وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ولم يفسق ولم يفسق فاذا كان من عزمه ونيته انه يعود لذنوبه بعد حج وعاقد العزم على ذلك هذا فسق فاذا اراد ان يخرج من ذنوبه كيوم ولدته امه لا يجعل قلبه مصرا على الذنوب بل يجعل حجه باب من ابواب التوبة الى الله سبحانه وتعالى من من هذه الذنوب التي توبق العبد وتهلكه في دنياه واخراه ولهذا فان الحج لمن وفقه الله سبحانه وتعالى يعد نقطة تحول وهذا حصل في حياة كثير من الناس ممن وفقهم الله يعد نقطة تحول وتغير من سيء الى حسن ومن حسن الى احسن وهذا كما قال اهل العلم من علامات بر الحج وقد قال عليه الصلاة والسلام والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة قال اهل العلم من علامات بر الحج ان تحسن حال الانسان بعد الحج فان كانت قبل الحج سيئة تكون بعد الحج حسنة واذا كانت قبل الحج حسنة تكون بعد الحج احسن لكن اذا كانت حال الانسان وهو في اثناء حجه النية معقود فيها العزم على العودة للذنوب ومصر على على تلك الذنوب ولم يقلع عنها وانما توقف عنها توقفا مؤقتا في فترة الحج فهذا ليس من علامات بر الحج وليس مما ينال به الغفران والخروج من الحج كيوم ولدته امه ولهذا عناية الحاج بالتوبة والاكثار من الاستغفار والندم على فعل الذنوب وايضا سؤال الله سبحانه وتعالى الهداية والثبات على الحق والهدى هذه من المطالب المهمة التي ينبغي على حاج بيت الله تبارك وتعالى ان يعتني بها. وان يجاهد نفسه على تحقيقها قال عليه الصلاة والسلام من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه اي بلا ذنب ولا خطيئة وقد جاء في رواية لهذا الحديث خرجها مسلم رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه. اخذ اهل العلم من هذا الحديث ومنهم الحافظ ابن حجر في كما في كتاب فتح الباري ان الحديث بهذا اللفظ يتناول حتى العمرة يتناول حتى العمرة لانه قال من اتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولادته امه. وهذا نستفيد منه ان وهذا المعنى ايضا في القرآن قال عز وجل الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج. فمن اكرمه الله سبحانه وتعالى حج بيت الله الحرام او الاعتمار فليحرص على هذه الامور الثلاثة اه العظيمة التي بينها النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث العظيم راجيا ان يكون من اهل الغفران وراجيا ان يكون من عتقاء الله تبارك وتعالى من النيران وان يحسن الظن بالله تبارك وتعالى ان يحسن الظن بالله تبارك وتعالى لان بعض الحجاج وسمعنا كثيرا منهم من يحدث بشيء من هذا شفقة وخوفا مستعظما ذنوبه مستعظما ذنوبه وان كثيرة حتى ان بعضهم لا لا يحدث عن نفسه انه منذ صغره وقد اه شاخ وكبر منذ صغره وهو لم يترك ذنبا الا اقترف ولا خطيئة الا فعل وفعل وفعل الى اخره متعاظما ذنوبه لكن عليه ان يحسن الظن بالله وان الله سبحانه وتعالى لا يتعاظمه ذنب ان يغفره مهما عظم الذنب ومهما كبر الجرم وهو القائل جل في علاه قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ان الله يغفر الذنوب جميعا ومعنى قوله لا تقنطوا اي لا يدخل قلوبكم يأس من المغفرة والرحمة والفوز برظوان الله تبارك وتعالى اياكم وان يدخلكم يأس وقنوط مهما كانت الذنوب فالله تواب رحيم لا يتعاظمه ذنب ان يغفره ولهذا ينبغي على الحاج ان يحسن ظنه بالله فيتوب من جميع الذنوب ويرجو من الغفار ان يغفرها له كلها وان يتجاوز عنها جميعها وان يخرج من حجه بصفحة بيضاء وقد غفرت له جميع ذنوبه وقد جاء في الصحيح عن في صحيح مسلم بل في الصحيحين من حديث ابي هريرة عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال قال الله تعالى انا عند ظن عبدي بي انا عند ظن عبدي بي زاد احمد رحمه الله تعالى ان ظن بي خيرا فله وان ظن شرا فله وجاء في المسند من حديث واثلة بن الاصقع رظي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء فليظن بي ما شاء ولهذا ينبغي على الحاج ان يظن بالله خيرا مهما كانت ذنوب العبد ومهما كانت خطاياه فالله عز وجل تواب غفور رحيم لا يتعاظمه ذنب ان يغفره ولا يتعاظمه حاجة يسألها تبارك وتعالى ان يعطيها ولهذا اسأل الله واعظم الرغبة واعزم في المسألة ولا تقل اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت فان الله سبحانه وتعالى لا مكره له بل ادعوا الله عز وجل وانت موقن بالاجابة ادع الله وانت موقن بالاجابة. واثق بالله وفي عفو الله ومغفرة الله وان الله عز وجل تواب رحيم واجتهد ان تكون في حجك ذلك العبد الذي يخرج من الحج ويعود الى الى بلده شخص اخر غير الذي كان قبل الحج شخص اخر في عبادته وفي طاعته وفي تقربه الى الله وبعده عن الخطايا والذنوب واقباله على عبادة الله عز وجل ومواظبته على فعل اوامر الله عز وجل وبعده عن نواهيه فتكون فيكون الحج نقطة تحول وانتقال وهذا من اعظم منافع الحج وعوائده. والله عز وجل يقول واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم وهذا من منافع الحج العظيم بل ان من اكبر المنافع التي تنالها في حجك ان ترجع فعلا بدون ذنب ولا خطيئة والله عز وجل يقول فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى قال غير واحد من المفسرين في معنى قوله فلا اثم عليه ان يرجع لا اثم عليه بلا بلا اثم كما في الحديث هنا اذا اتقى الله في حجه اذا اتقى الله في حجة لمن اتقى فمن اتقى الله في حجه رجع بلا اثم اي كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديثنا هذا من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه اي بلا ذنب ولا خطيئة وعندما يتفكر الحاج ولا سيما كبير السن وكثير من القادمين من البلدان البعيدة كثير منهم كبار سن كثير منهم كبار السن وكثير منهم لم يتحقق له هذا الحج الا بعد سنوات طويلة منذ شبابه وهو يجمع القليل والقليل من النقود حتى اصبحت كثيرة عندما كبر سنه فاصبح عنده مال يستطيع ان يحج به كثير منهم كان يجمع منذ شبابه يجمع القليل مع القليل فلما بلغ الثمانين او السبعين او الستين اصبح عنده شيء من المال يكفيه لان يحج واسأل الله عز وجل الا يخيب سعيهم وان يقبل طاعتهم وان يقبل جمعهم لهذا المال وان يقبل جهدهم والا يردهم خائبين لكن امل الناصحين لحجاج بيت الله الحرام ان ان يحقق الحاج ما ما في حجه وطاعته وعبادته لله سبحانه وتعالى ما ينال به الغفران والعتق من النيران هذا الذي جاء للحج في هذا السن الكبير سبعين ثمانين تسعين ما بقي له من العمر اقل من الذي مضى وهو كان في طريق وقد اوشك ان يبلغ نهايته ولنستمع في هذا المقام الى قصة مفيدة جدا ونافعة ومن الجميل ايضا استحضارها بين يدي اداء هذه الطاعة الحسن البصري رحمه الله تعالى وكما تعلمون من ائمة التابعين وفقهاء المسلمين رحمه الله تعالى لقي رجلا مقصرا بلغ الستين سنة فاراد ان يعظه ان يوجه ان ينصح ان يلفت انتباه للاصلاح من حاله فيما بقي من عمره واغتنام هذا الذي بقي من عمره فقال له كم تبلغ من العمر قال ستين سنة قال اوما علمت انك في طريق وقد اوشكت ان تبلغ نهايته اوما علمت انك في طريق وقد اوشكت ان تبلغ نهايته فقال الرجل انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون قال له الحسن اوتعلم تفسيره هذا الكلام الذي قلته الان هل تعلم تفسيره؟ انا لله وانا اليه راجعون. هل تعرف معنى هذا الكلام قال الرجل وما تفسيره اي انه كان يقول هذه الكلمة لكنه لا يدرك تفسيره وهذا حال كثير من عوام المسلمين مع الاذكار المشروعة تجده يقول مثلا سبحان الله ولا يدري معناها تجده يقول مثلا لا حول ولا قوة الا بالله ولا يدري معناها. يقول انا لله وانا اليه راجعون لا يدري معناها والعلماء رحمهم الله نبهوا ان هذه الاذكار عندما تقال دون فهم للمعنى تكون ضعيفة الاثر ضعيفة الاثر لان هذا ذكر يحمل معاني عظيمة وجليلة والتعبد لله عز وجل ليس بالفاظ مجردة بل تعبد لله بهذه الالفاظ مع تحقيق المعاني الذي التي دلت عليه فان قلت سبحان الله تنزه الله واذا قلت الله اكبر تؤمن وتعتقد انه لا اكبر من الله واذا قلت لا اله الا الله توحد الله وتخلص دينك لله ولهذا يوجد في بعظ الناس مما يجهل هذه الحقيقة تجده يقول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير قدير. ثم بعدها بقليل يرفع يديه يقول مدد يا فلان لو كان يعي هذه الكلمة وانها توحيد واخلاص لله عز وجل لم يقل لم يلجأ الى غير الله ولم يستغث بغير الله ولم يمد يديه لغير الله يدعوه مما هو ينافي هذه الكلمة كل المنافاة فقال له وما تفسيره فقال الحسن انا لله اي انا لله عبد انا لله عبد انا لله اي انا لله عبد وانا اليه راجعون اي انا لله راجع تتركب من امرين هذه الكلمة ان لله وانا اليه راجعون اي انا لله عبد وانا اليه راجع قال فاذا علمت انك لله عبد وانك اليه راجع فاعلم انه سائلك اي سائلك عما قدمت في هذه الحياة فاعلم انه سائلك واذا علمت انه سائلك فاعد للمسألة جوابا ادرك الرجل حينئذ تقصيره وتفريطه ادرك ذلك تماما فاراد الحل قال ما الحيلة ما الحيلة فقال الحسن كلمة عظيمة جدا تكتب كما يعبر بماء الذهب وماء العيون قال رحمه الله احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى لنحفظ هذه الكلمة العظيمة الجميلة قال احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى فانك ان اسأت فيما بقي اخذت فيما بقي وفيما مضى كلام عظيم جدا كلام عظيم جدا قال احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى. الذي مضى قد يكون ثمانين سنة. والذي بقي قد يكون ثلاثة ايام اربعة ايام شهر شهرين وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت وما يدري الانسان ايضا هل يتم حجه او لا يتم حجه؟ لكن اذا تاب الى الله وندم على ما فعل من ذنوب وعقد العزم على الا يعود اليها ومشى في طريق الاحسان لو عاش يوما واحدا لو عاش يوما واحدا ومات يعتبر احسن فيما بقي فيغفر له كل ما قد مضى انظر فظل الله سبحانه وتعالى وانظر ايضا في الوقت نفسه الخسارة الفادحة العظيمة التي اه تصيب بعض الناس فيستمر في الاساءة فيما بقي الى ان يموت والعياذ بالله يستمر في الاساءة فيما بقي من حياته الى ان يموت والعياذ بالله فقال له الحسن رحمه الله تعالى احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى فانك ان اسأت فيما بقي اخذت فيما بقي وفيما وفيما مضى وجاء هذا المعنى في حديث يرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم وحسنه بعض اه اهل العلم فهذا معنى جليل ومهم للغاية ينبغي ان ان ان يدرك من اكرمه الله سبحانه وتعالى الحج لبيته الحرام فيحرص على ان يكون هذا الحج ان يكون هذا الحج نقطة تحول وان يكون بداية احسان لما بقي له من حياته وترك للاساءة التي مضت وندم وتوبة الى الله سبحانه وتعالى فيدخل حياة جديدة عامرا بطاعة الله سبحانه وتعالى مستعينا بالله في تحقيق ذلك لا يدري ما الذي بقي له ولا يدري هل يكمل حجه وان عاش بعد الحج لا يدري كم؟ كم بقي له من العمر شهر شهرين سنة سنتين ما يدري كم الذي بقي. فعليه ان يجاهد نفسه في الاحسان من حاله والاصلاح من من عمله وان يكون هذا الحج نقطة تحول حتى يكون من اهل الغفران ممن اه عناهم النبي عليه الصلاة والسلام بقوله من حج فلم يرفث من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه اي بلا ذنب ولا خطيئة. والله تبارك وتعالى وحده المسؤول والمرجو جل في علاه ان يوفقنا اجمعين لسديد الاقوال وصالح الاعمال. وان يصلح لنا اجمعين شأننا كله. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين واكتب الصحة يا ربنا والغنيمة والعافية والاجر الموفور للحجاج والمعتمرين ولجميع المسلمين قيل يا رب العالمين اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم عن عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم والمسلمين اجمعين امين. يقول السائل في قوله صلى الله عليه وسلم رجع كيوم ولدته امه فليدخل في هذا الكبائر من الذنوب؟ نعم. نعم تدخل الكبائر لان الغفران هنا غفران لجميع الذنوب بما في ذلك الكبائر لكن على الوصف الذي سبق بيانه في تحقيق هذا الحديث وتتميمه وتكميله فالكبائر داخلة في ذلك لان آآ من حج ولم يفسق لم يفسق تجنب الفسوق وندم ايضا على الفسوق وعزم على الا يعود الفسوق وتاب الى الله تبارك وتعالى من فسوقه فانه باذن الله تبارك وتعالى اه يرجع كيوم ولدته امه بلا ذنب ولا خطيئة. ومن رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه فمن ولدته امه صفحته بيضاء لا صغائر ولا كبائر نعم يقول يا شيخ عندي ذنوب كثيرة ومنها اني لم اكن ارضى باختيار الله وقضائه انتكاسات وغيرها واعظم واكثر من ذلك. هناك ذنب يؤلمني كثيرا في حق امرأة لن استطيع ان اوفيها حقها لانها صارت ليست حلالا لي. ابتليت ابتلاء شديدا لم ارجع استكبرت. فهل لي من توبة؟ انا اخشى ان احج ولن يغفر الله لي اخادع الله اتبع شهواتي. اخترت الدنيا على الدين. اخشى الا يقبل الله حجي ولا صلاتي ولا صيامي اولا اسأل الله عز وجل ان يعيذك من الشيطان الرجيم ومن وساوسه وان يعيذك من شر نفسك واسأله جل وعلا ان يغفر لك وللسامعين اجمعين ذنبك كله ان يعيدك من الشيطان وصده لعباد الله تبارك وتعالى عن الحق والهدى واذا كانت هذه الوساوس تجول في خاطرك استعظاما للذنوب ومن ثم وصولا الى القنوط واليأس وان مثل هذه الذنوب لا تغفر ولا تنال بها الرحمة ولا مجال غفرانها من الله سبحانه وتعالى فهذا كله من الشيطان ومن النفس الامارة بالسوء حتى يبقى الانسان على ظلمة المعاصي الذنوب الى ان يموت وهو على هذه الحال لكن احمد الله عز وجل الذي يسر لك المجيء الى بيته الحرام ويسر لك اه الاتيان لهذه الطاعة العظيمة. واعلم ان الحج من اعظم الابواب التي تنال بها الغفران وتقال بها العثرات ولله فيه تبارك وتعالى عتقاء من النار فاحسن ظنك بالله وظن بالله تبارك وتعالى خيرا وجاهد نفسك على التوبة النصوح من جميع الذنوب واعلم ان الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب جميعا. وانه عز وجل لا لا يتعاظمه ذنب ان يغفره. وقد مر مع قول الله سبحانه وتعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا وقوله عز وجل يغفر الذنوب جميعا يتناول جميع الذنوب بما في ذلكم الاشراك بالله عز وجل الذي هو اعظم الذنوب لان قوله ان الله يغفر الذنوب جميعا هذا في حق من تاب بدليل قوله لا تقنطوا من رحمة الله اما قول الله جل وعلا في سورة النساء ان الله لا يغفر ان يشرك به فان ذلك في حق من مات على ذلك فان ذلك في حق من مات على ذلك فالله عز وجل يغفر للتائب جميع ذنوبه والتوبة تهدم ما كان قبلها والحج يهدم كما ما كان قبله كما صح بذلكم الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام الحج يهدم ما كان قبله. يهدم ما ما كان قبله من ذنوب وخطايا. والتوبة تهدم ما كان قبلها فاجمع لنفسك في هذه اللحظات المباركة في حجك لبيت الله الحرام وقد يسر الله تعالى لك الحج اجمع لنفسك بين العناية بالحج وتكميله وتتميمه والاتيان به خالصا لله سبحانه وتعالى موافقا لهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وايضا تائبا الى الله عز وجل من كل ذنوبك وخطاياك تائبا الى الله من كل ذنوبك وخطاياك ولا تسيء الظن بربك انصحك لوجه الله ان تسيء الظن بنفسك ولا تسيء الظن بربك جل وعلا. اسيء الظن بنفسك ان نفسك فيها ظلم وفيها تقصير لكن لا تسيء الظن بالله الله عز وجل تواب رحيم مهما كانت الذنوب ومهما كانت الخطايا ان تبت وصدقت معه في توبتك فان الله عز وجل يغفر لك ذنبك يغفر لك ذنبك وقد جاء في الحديث عن جابر وهو في صحيح مسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بثلاث يقول لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بربه لا يموتن احدكم الا ويحسن الظن بربه فانت احسن الظن بربك ان يقبل توبتك مهما كانت ذنوبك تب الى الله صادقا واحسن الظن بربك ان يقبل توبتك. اجتهد في تكميل حجك واحسن الظن بربك ان يقبل منك تبارك وتعالى حجك ادعوا الله والح عليه في الدعاء واحسن بالله الظن ان يستجيب لك تبارك وتعالى دعائك. وهكذا تمضي وانت احسن الظن بالله عز وجل وتجاهد نفسك على تكميل العمل وتتميمه وسترى باذن الله تبارك وتعالى خيرا ثم ايظا الامور التي تتحدث عنها مما تذكر انها كانت مسيطرة عليك آآ في ارتكابك للذنوب والخطايا تلك المنافذ التي اوصلتك الى تلك الامور اغلقها تماما. فاذا كان لك رفقة سوء او خلطاء فساد او اجهزة من الاجهزة الحديثة التي تحرك الفساد وتهيج الباطل فجميع هذه المنافذ تغلقها تماما وتوصدها حتى لا تكون سبب لعودتك الى الباطل وتتخير لك رفقاء خير اهل صلاح وفضل واهل طاعة وعبادة وتلزم نفسك بمصاحبتهم. والله يقول واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم تريد تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا. وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل ولهذا اذا رجعت بعد الحج اذا كان لك رفقة كانوا يعينونك على الشر وعلى الفساد وعلى المعاصي فهؤلاء كلهم تلغي اه صحبتهم وتلقي تلغي مرافقتهم ومخالطتهم ثم تختار من خلطاء الخير ورفقاء اه الصلاة من لا تصبر على مجالستهم ومصاحبتهم حتى يكونوا عونا لك على طاعة الله سبحانه وتعالى ولابد ايضا من ان تفتح لنفسك بابا في تحصيل العلم النافع الذي يضيء لك حياتك. وانصحك ان تشتري هذه الليلة كتاب الكبائر للامام الذهبي رحمه الله وان تقرأه في حجك ويكون ذلك معرفة منك بهذه الكبائر وخطورتها في ضوء كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بنية الاقلاع عنها وعدم العودة اليها وباذن الله عز وجل ترى التوفيق والتسديد والمعونة من الله عز وجل وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله. اسأل الله ان يوفقك والا يكلك الى نفسك طرفة عين. و ان يعيذك من شر نفسك وشر الشيطان وان يغفر لنا اجمعين ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره احسن الله اليكم يقول السائل هل من الرياء ان يفرح الانسان ان يراه الناس حيث امره ربه اذا كان عمل العمل من اجل ذلك اذا كان عمل العمل من اجل ذلك فان ذلك من الرياء اذا كان العمل قام به من اجل ذلك من اجل ان يراه الناس وآآ يحمده الناس اذا كان من اجل ذلك فان هذا من الرياء اما اذا كان لم يقع في في قلب هذه النية واثنى الناس عليه خيرا فهذا من اجل بشرى المؤمن ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من الفضل من حجه لم يرفث ولم يفسق. هل ينطبق على من حج بالنيابة عن غيره؟ من حج بالنيابة عن غيره له اجر الاحسان في الحج وتكميل الحج وتتميمه اما ثواب الحج فانه لذلك الغير الذي حج عنه ثواب الحج لذلك الغير ان كان مثلا حج عن امه فثواب الحج لامه لانه حج عنها فثواب الحج يكون لامه لكن هو له ثواب الاحسان لامه والقيام ببرها والصدقة عليها بهذا الحج فله اجر ذلك نعم ما حكم هذه المقولة ان يقول العبد ان شاء الله يجمعنا في مستقر رحمته ان شاء الله ان شاء الله تأتي تحقيقا وتأتي تعليقا والنبي عليه الصلاة والسلام في ما اوثر عنه في الدعاء للموتى قال السلام عليكم اهل الديار من المؤمنين والمسلمين انتم السابقون ونحن ان شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية ومن ذلكم الاية الكريمة لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله ان شاء الله تأتي تحقيقا وتأتي تعليقا فاذا قالها تحقيقا اه اه ان آآ ان سائرون الى الله وانا واقفون بين يدي الله تبارك وتعالى وذكر ذلك تحقيقا فان الشأن كما قال في المقابر اعد مرة ثانية ان شاء الله ان شاء الله يجمعنا الله في مستقر رحمته نعم يجمعنا الله في مستقر رحمته تكون هنا رجاء يعني يكون ذكره لها اما اذا كان المقصود الدار الاخرة والوقوف بين يدي الله فيكون اطلاقها من باب آآ التحقيق اما هنا يكون باب التعليق والرجاء في ان يحقق الله سبحانه وتعالى ذلك وان الامور بمشيئة الله جل في علاه واما لفظة مستقر الرحمة اما لفظة مستقر الرحمة فهذه لاهل العلم فيها خلاف واستقر الرحمة واذا قيل ان المراد بالرحمة اثر الرحمة لان الرحمة عندما تضاف الى الله تارة يراد بها الصفة وتارة يراد بها اثر الصلة تارة يراد بالرحمة الصفة وتارة يراد بالرحمة اثر الصفة ومن اطلاق الرحمة ويراد بها اثر الصفة ما صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى يقول للجنة انت رحمتي فالمراد بقوله للجنة انت رحمتي اي الاثر اثر رحمة الله ليست هي الصفة وانما هي اثر الصفة فعلى هذا المعنى الجنة مستقرة آآ الرحمة التي هي اثر اه الصفة واما اذا قصد في اه الرحمة التي هي صفة الله تبارك وتعالى فالمعنى لا يكون مستقيما الله اليك يقول ما كيفية التلفظ بالنية في الحج او العمرة بحسب النسك اذا كان اذا كان مثلا يريد العمرة متمتعا الى الحج يلبي بالعمرة لبيك اللهم عمرة واذا كان يريد الحج مفردا يلبي لبيك اللهم حجا واذا كان يريد ان يقرن بينهما يقول لبيك اللهم حجا نعم هذا عنده اشكال في قضية الهدي. يقول الهدي الان ندفعه للشركات مدفوع القيمة لكن لا نراه يذبح فهل هذا جائز؟ نعم هذا جائز لان هذه الشركة تعد وكيلا عنك تعد وكيلا عنك. ان كنت تستطيع ان تشتري الهدي وتذبحه بيدك وتأكل منه وتهدي وتتصدق لا شك ان هذا اكمل لكن اذا كنت لا تستطيع واكثر الحجاج لا يستطيع ذلك في مشقة عظيمة عليهم ولا سيما في هذه الازمان والاعداد الكثيرة وتباعد الامكنة وعلى كل فالشركة هي بمثابة الوكيل عنك بمثابة الوكيل عنك تقوم بتوفير الهدي وذبحه في وقته وفي المكان المحدد وايضا توصل الى الفقراء والمحتاجين وايضا لا حرج عليك سواء دفعت آآ القيمة هنا في المدينة او دفعتها في مكة الامر في ذلك واسع لا حرج عليك نعم احسن الله اليك يقول لي خال من رؤوس الصوفية فكيف العمل في صلة الرحم به؟ انا ليس لي علم لكي انصحه اولا تعتني بالدعاء له تعتني بالدعاء له ان يهديه الله عز وجل وان يشرح له ان يشرح صدره للسنة سنة النبي عليه الصلاة والسلام وان يبعده عن الخرافة والظلالة والبدعة التي في مثل هذه الطرق التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان فتكثر من الدعاء آآ دعاء الله سبحانه وتعالى له ان يهديه. وما دمت لست قادرا على النصيحة لعدم وجود العلم عندك فلا لا تتحدث معه في في هذا الباب لان قد يكون عندهم من الشبه والتلبيسات ما يوقعك في اه الشك والاضطراب ولكن اسلم ما يكون في هذا الباب ان تشتري بعظ الكتب الكتب المفيدة وان تجعلها هدية لخالك هدية لخالك بعد عودتك من الحج تقول هذه كتب آآ نافعة ومفيدة وتهديها خالك لعل الله سبحانه وتعالى ان هي يجعلها سببا لهدايته. وليكن الكتاب الذي اه تشتريه له كتابا جامعا في اه ابواب مثلا الاعتقاد والايمان توحيد الله سبحانه وتعالى واخلاص الدين له فتهديه اياه ولعل الله سبحانه وتعالى آآ مع اجتهادك آآ بالدعاء له واهداءك لهذا الكتاب ولعله يقرأه ويكون ذلك باذن الله سببا لهدايته يقول احسن الله اليكم شخص اتى من الجزائر قاصدا المدينة عن طريق جدة وعند وصوله الى المطار اخبرتهم البعثة بانهم سيذهبون الى مكة فاحرموا من المطار واشترطوا ثم غيرت البعثة وجهتها فاتت بهم الى المدينة هل هو محرم الى الان؟ وهل عليه شيء نعم هو محرم الى الان ومحرم الى الان واذا كان غيرت الوجهة يبقى على احرامه ويأتي الى اه يأتي الى المدينة باحرامه وهو الان وقع في نوعين من الخطأ الاول احراما من جدة احرامه من جدة وهذا احرام بعد مجاوزة الميقات وكان الاصل عندما قالوا لهم اه في جدة ان ان سنذهب الى مكة انا سنذهب الى مكة يطلبون منهم ان يذهبوا بهم اه يذهبوا بهم الى الميقات ويحرموا من اه الميقات ويحرموا من آآ الميقات فهذا خطأ وفيه اه احرام بعد مجاوزة الميقات ثم اذا احرم الحاج حتى وان كان هذا الاحرام بعد المجاوزة الميقات ليس له ان يخلع الاحرام لكون الشركة غيرت الوجهة الى المدينة بل يأتي الى آآ المدينة ان لم يتمكن من مطالبتهم الوفاة بالترتيب والتنظيم والزموه بمجيء المدينة يأتي الى المدينة باحرامه ولهذا على الحاج ومن كان مع ان يعودوا الى احرامهم كلهم لا يزالون ما اه محرمين نعم شخص افطر في رمضان لمرض وتيسر له الحج قبل ان يقضي الايام التي افطرها فما حكم حجه؟ لا حرج عليه لكنه لا لا ينبغي له ان ان يؤخر صيام القضاء لا يؤخر صيام القضاء ولا يدري ماذا يعرض له فعليها ان ان يبادر لصيام الايام او اليوم او الايام التي هي عليه واما حجه فلا فلا شيء عليه لا حرج عليه نعم هو ذكر يوم واحد ولا شخص افطر رمظان لمرض ورمظان نعم ايه على كل حال يحرص على ان ان يبادر ويصوم هذه الايام ولو مفرقا يوم يصوم ويوم ما يصوم او يومين يصوم وهكذا الى ان يوفي بهذه الايام التي هي في ذمته اما الحج فان اه فانه لا يؤثر عليه ذلك ما دام اه باذن الله عز وجل سيعتني قضاء ما عليه من صيام نعم امرأة ذاهبة للحج توفي زوجها قبل عشرة ايام من مغادرة بيتها وماذا عليها؟ اعد امرأة ناوية او جاية للحج. نعم. توفي زوجها قبل عشرة ايام من مغادرة بيتها تحركت من بيتها بعد وفاته هذا ما يقول توفي زوجها قبل عشرة ايام من مغادرة بيتها قبل عشرة ايام توفي قبل عشرة ايام من المغادرة. نعم. نعم. يعني بعد ان غادرت ووصلت بلغها وفاة الزوج هكذا ها؟ لا بعد ان تغادر بيتها بعشرة ايام توفي زوجها. وهي في البيت؟ ايه. نعم اي نعم. اذا كان كذلك فلا يجوز لها ان تغادر لا يجوز لها اه ان تغادر تؤجل الحج الى وقت اخر هذا الذي كان الواجب عليها ان تبقى اه مدة الحداد ولا ولا تغادر وتؤجل الحج الى عام اخر. لكن ما دام انها وصلت الان وآآ هي في في طريقها للحج تكمل اعمال الحج وتتوب الى الله سبحانه وتعالى مما كان منها نعم يقول شيخنا الفاضل حفظك الله كيف يكون ترتيب الامور التي في الميقات فعندنا يقول عندنا الاهلال بالاحرام التلبية آآ التكبير والتحميد الاشتراط عند الحاجة