بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان في القرآن الكريم سورة عظيمة عرفت بسورة الحج وذلك ان من جملة اياتها الكريمات ايات تتعلق ببيان الحج وذكر حكمه العظيمة ومقاصده الجليلة وبيان كثير من احكام الحج العظيمة وان قيام الحج على توحيد الله واخلاص الدين له والبراءة من الشرك كله وانه شرع لاقامة ذكر الله عز وجل وتعظيمه والخضوع له والذل بين يديه وتحقيق تقواه الى غير ذلك من الحكم والمقاصد التي اشتملت عليها تلك الايات الكريمات في سورة الحج بدءا من قوله سبحانه وتعالى واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الى قوله وبشر المحسنين وعدد هذه الايات اثنتا عشرة اية وهذه وقفة نتأمل في مضامين هذه الايات الكريمات سائلين الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين للفقه في كتابه والعمل بسنة نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. نعم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الا تشرك بي شيئا ان لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين ميم والقائمين من ركع السجود هذه الاية الكريمة اولى هذه الايات الكريمات فيها ذكر الله سبحانه وتعالى منته العظيمة على خليله ابراهيم عليه صلوات الله وسلامه بان بوأه مكان البيت اي هداه جل وعلا الى مكان البيت الذي هو قبلة المسلمين وهو بيت الرحمن اضافه الله سبحانه وتعالى في بعض الايات الى نفسه عز وجل تشريفا له وتعلية لمكانه تبوأ الله عز وجل نبيه وخليله ومصطفاه إبراهيم عليه صلوات الله وسلامه مكان البيت اي هداه وارشده ودله الى مكان البيت ونهاه تبارك وتعالى عن الشرك بالله سبحانه وتعالى وامره ان يكون بناؤه للبيت قائما على التوحيد لله مبتغيا بذلك وجه الله سبحانه وتعالى واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الا تشرك بي شيئا اي ليكون بناؤك له وتشييدك لاركانه ابتغاء وجه الله عز وجل وطلب مرضاته سبحانه وامره جل وعلا ان يطهر البيت من كل نجس وقذر كل شرك وظلال حتى يكون بقعة طاهرة نقية تكون قبلة للمؤمنين ومكانا للمتقربين الى الله عز وجل بالطواف والذكر والركوع والسجود وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وتطهيره اي تنقيته من درن الشرك والضلال والباطل وذكر الطائفين اولا لان هذه العبودية عبودية تختص بهذا المكان ولا تكون الا عند البيت لا تكون الا عند بيت الله الحرام فالطواف لا يشرع في اي مكان في الدنيا الا بالبيت العتيق كما سيأتي معنا قول الله وليطوفوا بالبيت العتيق فلا طواف الا ببيت الله تبارك وتعالى كالعتيق ثم ذكر القائمين والركع والسجود القائمين اي في صلاتهم خاشعين لله سبحانه وتعالى الركع السجود وهذه الاعمال اعمال الصلاة القيام والركوع والسجود ذكر الطواف ذكر اعمال الصلاة بعد الطواف لان ايضا للصلاة خصوصية بالبيت من حيث انه قبلة المسلمين فهم يتجهون الى هذا البيت في انحاء الدنيا فذكر الطواف لانه عند البيت ثم ذكر اعمال الصلاة القيام والركوع والسجود لان الاستقبال فيها انما يكون الى البيت العتيق واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامرين يأتين من كل فج عميق واذن في الناس هذا امر من الله سبحانه وتعالى لخليله ابراهيم عليه السلام ان يؤذن في الناس اي ان ينادي فيهم اعلاما واعلانا بوجود هذا البيت قبلة لهم ومكانا يتوجهون اليه ويقصدونه بالحج تقربا الى الله سبحانه وتعالى واذن في الناس بالحج معلما اياهم بان الله عز وجل جعل هذا البيت قبلة لهم وامرهم بحج هذا البيت اي قصده على صفة مخصوصة وفي اوقات مخصوصة تقربا الى الله سبحانه وتعالى وطلبا لرضاه جل وعلا واخبر عز وجل ان الله عز وجل سيوفق لهذه العبادة من شاء من عباده قال يأتوك رجالا وعلى كل ظامر رجالا اي على ارجلهم مشاة وعلى كل ظامر اي ناقة ضامر وضامر لكونها معدة للسفر والارتحال لا لكونها هزيلة وضعيفة فمنهم من يأتي على مشيا على قدميه ومنهم من يأتي راكبا ومنهم من يأتي راكبا وقد اخذ بعض اهل العلم تقديم المشاة على الراكبين ان المشي افضل لكن الصحيح ان الركوب افضل لانه فعل النبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ظامر يأتين من كل فج عميق الفج هو الطريق والعميق اي البعيد معنى ذلك ان الناس يأتون الى هذا البيت من امكنة بعيدة وبلدان شتى كلهم ميمين هذا البيت قاصدين هذه البقعة المباركة متقربين الى الله سبحانه وتعالى بهذا العمل الجليل والطاعة العظيمة ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فيه ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام. فكلوا منها واطعموا الفقير. ليشهدوا منافع لهم اللام هنا كما بين اهل العلم لام التعليل وهي متعلقة بقوله واذن في الناس بالحج اي اذن فيهم بالحج من اجل ان يشهدوا منافع لهم ليشهدوا منافع لهم وشهود المنافع اي حضورها ليشهدوا منافع لهم شهود المنافع حضورها وهذا فيه ان الحج مليء بالمنافع وقوله منافع نكر منافع اشارة الى فخامتها وعظم شأنها وكثرتها وتنوعها وان الحج مليء بالمنافع الكثيرة الدينية والدنيوية اما منافع الحج الدينية فكم فيه من هداية هداية القلوب وصلاح العباد وزكاء النفوس وغفران السيئات وتكفير الخطيئات والعتق من النيران بل قال نبينا عليه الصلاة والسلام من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه اي بلا ذنب ولا خطيئة. انظر هذه المنفعة ما اعظمها وما اجلها وما اكبر شأنها وفيه من المنافع من حيث الدروس العظيمة والعبر البالغة التي يفيدها الحجاج من حجهم لبيت الله الحرام شيء لا حصر له اضافة الى المنافع الدنيوية قد قال الله سبحانه وتعالى في اثناء ايات الحج من سورة البقرة ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم كما يكون في الحج من تجارة وطلب الرزق وتعارف تبادل لمصالح ونحو ذلك هذا كله من منافع الحج العظيمة ليشهدوا منافع لهم وهذا فيه ان من حج البيت ينبغي ان يهيئ نفسه تهيئة كاملة لشهود منافع الحج لشهود منافع الحج وعبره العظيمة وفوائده الكثيرة ودروسه المتنوعة ليرجع باكبر غنيمة واعظم ربح في هذه الزيارة المباركة الميمونة لبيت الله العتيق ليشهدوا منافع لهم ويذكر اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام والايام المعلومات هي يوم النحر والايام الثلاثة التي بعده ايام التشريق شرع ذكر الله سبحانه وتعالى فيها وهي ايام اكل وشرب وذكر لله كما جاء بذلكم الحديث ومن جملة ذكر الله عز وجل في هذه الايام المعلومات ذكره جل في علاه عند ذبح عند ذبح او نحر بهيمة الانعام ويذكر اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام. وبهيمة الانعام هي ثمانية ازواج الابل والبقر والغنم والظان الذكور والاناث ففي ذلك اليوم يوم النحر وايام التشريق التي بعده كلها ايام ذبح ونحر تقرب لله وعند كل ذبيحة يذكر اسم الله فتذبح على اسم الله ويسمي الذابح عند ذبحها يقول بسم الله وهذه البسملة عند الذبح تيمنا بذكر اسمه واستعانة به جل في علاه ويذكر اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام وهذا فيه استحضار المنة منة الله سبحانه وتعالى على عباده وان من شكر الله على منته ذبح هذه الهدايا من الابل والبقر والغنم والظأن تقربا الى الله سبحانه وتعالى وشكرا له سبحانه وتعالى ويذكر اسم الله بايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام فكلوا منها واطعموا البائس الفقير كلوا منها اياما تقربتم الى الله سبحانه وتعالى بذبحها والامر هنا للاستحباب وليس للوجوب كلوا منها اطعموا منها انتم واهليكم وايضا اهدوا من تحبون وتصدقوا على الفقراء ولا سيما من اشتد فقره وعظمت حاجته واطعموا البائس الفقير والبائس الفقير هو الذي اشتد فقره وعظمت حاجته ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا ندورهم وليطوفوا في وليطوفوا بالبيت ثم اي بعد ذلك بعد ان ينحروا اه الهدايا وقبل ذلك في يوم النحر ترمى جمرة كالعقبة ومن بعد رميها تنحر الهدايا بعد ذلك يقضي الحاج التفته التفته ثم ليقضوا تفثهم والتفث هو ما كان ملتصقا بالحاج من تراب او نحوه وشعث ففي ذلك اليوم بعد ان يرمي الجمرة جمرة العقبة وينحر هديه يحلق رأسه ويغسل بدنه ويتطيب ويلبس ثيابه المعتادة ثم ليقضوا تفتهم يقلم اظفاره وفي الازمان الاولى لطول المسافة تكون الاظفار طالت والشعور الاخرى ايظا طالت فازالة هذه الاشياء كله داخل في قضاء التفث ثم ليقضوا تفثهم. وليوفوا نذورهم من كان الزم نفسه ذبيحة قربة لله عز وجل في ذلك اليوم او في ايام التشريق فانه يفي بنذره والنذر هو ان يوجب المسلم على نفسه ما ليس واجبا عليه في اصل الشرف ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم. وليطوفوا بالبيت العتيق وليطوفوا بالبيت العتيق وهذا الطواف هو طواف الزيارة ركن الحج طواف الزيارة ركن الحج وهذا الطواف يأتي بعد الرمي وبعد النحر وبعد قضاء التفث لان الانسان بعد ان يرمي الجمر ينحر الهدي ويحلق رأسه يكون تهلل التحلل الاول فيلبس ثيابه يغسل بدنه يقلب مثلا اظافره الى غير ذلك يمس الطيب ثم يذهب الى البيت العتيق ليطوف طواف الزيارة الذي هو ركن من اركان فالحج وليطوفوا بالبيت العتيق والعتيق اي القديم وايضا العتيق الذي اعتقه الله عز وجل من تسلط الجبابرة وليطوفوا بالبيت العتيق. نعم ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه واحلت لكم الانعام الا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور. ذلك الاشارة الى ما تقدم ذكره من اتيان البيت وشهود منافعه العظيمة وذكر الله عز وجل في الايام المعلومات وقضاء التفث والوفاء بالنذور والطواف بالبيت العتيق ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وحرمات الله اي ما شرعه سبحانه وتعالى لعباده وامرهم سبحانه وتعالى به فهي حرمات لها حرمة تحترم ويعتنى بها وتعظم وتحب ويعتنى بادائها كما شرع الله فكل ذلك من التعظيم لحرمات الله. ذلك ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. كلما ازداد العبد عناية بهذه الشعائر واهتماما بها واتماما لها وتكميلا لها كما امر الله سبحانه وتعالى فهو خير له عند ربه فهو خير له عند ربه اي رفعة وعلو عند الله عز وجل وهذا فيه حث للنفوس المؤمنة والقلوب الصادقة ان تعظم عنايتها بهذه الحرمات وهذه الشعائر وهذه العبادات لا يكن هم الانسان التخلص من هذه الاعمال وليكن همه تكميلها وتتميمها كما امر الله وارشد عباده ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه تعظيمها بمحبتها باحترامها بالعناية بها بالعمل على تتميمها وتكميلها تقربا الى الله سبحانه وتعالى قال عز وجل واحلت لكم الانعام الا ما يتلى عليكم احلت لكم الانعام ان تذبحوها وان تستفيدوا من لحمها وان تنتفعوا اكلها احل الله سبحانه وتعالى لكم الانعام الا يستثنى من ذلك ما يتلى عليكم اي في القرآن الكريم بمثل قوله سبحانه وتعالى حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير الى اخر الاية فهذا فيه تلاوة للمحرمات التي حرمها الله سبحانه وتعالى علينا احلت واحلت لكم الانعام الا ما يتلى عليكم اي الا ما يتلى عليكم تحريمه في كتاب الله سبحانه وتعالى فاجتنبوا الرجز من الاوثان. نعم واجتنبوا قول الزور. فاجتنبوا الرجز من الاوثان واجتنبوا قول الزور اجتنبوا اي ابتعدوا وكونوا في جانب بعيد مثل ما قال خليل الرحمن في دعائه لربه سبحانه واجنبني وبني ان نعبد الاصنام اي اجعلني في جانب بعيد عن عبادة الاصنام وعباد الاصنام فلا اقربها واكون بعيدا عنها تجتنب الرتس من الاوثان. الردس الخبث والقذر واخس القدر واقبحه واشنعه الاصنام والاوثان فهي اعظم الرجس اشد القدر واعظم النجس تجتنب الرجس من الاوثان اي ابتعدوا عنها واحذروها اشد الحذر واجتنبوا قول الزور وقول الزور اي كل باطل فالزور هو كل باطل فاجتنبوا الباطل كله واحذروا ويدخل في ذلك شهادة الزور والكذب على الله والقول على الله بلا علم وغير ذلك فهذا كله يجب على المسلم ان يحذره اشد الحذر وفي هذه الاية قرنت قرن قول الزور بالاشراك بالله كما جاء ايضا القرن بينهما في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام قال الا انبئكم باكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس وقال الا وقول الزور الا وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت نعم حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فكأنما خر من السماء فتخطف الطير او تهوي به الريح في مكان دحيق حنفاء لله الحنيف هو المائل عن الشرك والضلال والباطل المقبل على الله بالاخلاص والانابة وحسن التذلل والخضوع لله سبحانه وتعالى حنفاء لله اي مقبلين على الله عز وجل مجانبين ومبتعدين عن كل ظلال وباطل حنفاء لله غير مشركين به خلفاء لله غير مشركين به اي بعيدين عن الشرك كله صغيره وكبيره دقيقه وجليله والشرك هو عدل غير الله به وتسوية غير الله به سبحانه وتعالى حنفاء لله غير مشركين به وتأمل هذا السياق المبارك الذي امر الله سبحانه وتعالى فيه قليله عليه السلام ان يؤذن في الناس بالحج وان الناس يأتون الى بيت الله رجالا ركبان وعلى كل ظامر هذا السياق الذي هو فيه الامر امره لنبيه مناداة الناس لحج بيت الله مسبوق بالنهي عن الشرك ومتبوع ايضا بالنهي عن الشرك فقبله قال الا تشرك بي شيئا وبعده قال غير مشركين به وهذا فيه ان الحج وكل طاعة يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها لابد ان تكون صافية لله خالصة لا شرك فيها لا شرك فيها بل تكون قائمة على التوحيد والاخلاص لله عز وجل واذا لم تكن العبادة قائمة على التوحيد والبراءة من الشرك والخلوص منه لا يقبلها الله وقد قال الله في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه قال عز وجل ومن يشرك بالله اي من يقع في هذا الذنب الوخيم والجرم العظيم فان مثله كمثل الذي يخر من السماء ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء وهذا فيه ان التوحيد والايمان هو السماء هو العلو هو الرفعة وان الشرك هو السقوط وهو الدناءة وهو التدنس وهو الانحطاط الايمان والتوحيد هو السماء هو العلو هو الرفعة ومثل المشرك كمثل الذي خر من السماء وهذا فيه ان الشرك سقوط الى الهاوية الى المكان السحيق الى نار جهنم والعياذ بالله اذا مات الانسان على الشرك بالله سبحانه وتعالى ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء ماذا يكون شأنه هذا الذي خر من السماء اما ان تخطفه الطير بخرورة وسقوطه فتقطعه اشلاء وتوزعه وتمزقه اوصال فتخطفه الطير او تهوي به الريح تأتي الريح العاصفة الشديدة فتلقيه بقوة وشدة في مكان سحيق وهذا مثل ضربه الله سبحانه وتعالى لبيان قبح الشرك وشناعته وان هذا مثل المشرك واذا كان هذا مثل المشرك فان مثل الموحد المؤمن بايمانه وتوحيده واخلاصه لله عز وجل مثل الذي يعلو ويرتفع الى السماء الى ارفع الدرجات الى اعلى المنازل بحسب قوة ايمانه وتوحيده واخلاصه لله عز وجل ذلك ومن يعظم شعائر شعائر الله فانها من تقوى القلوب. ذلك الاشارة الى ما سبق واعظمه توحيد الله واخلاص الدين له والبراءة من الشرك وان يكون المرء حنيفا مخلصا دينه لله لا يبتغي باعماله الا وجه الله عز وجل ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ومن يعظم شعائر الله شعائر شعائر الله هي علامة الدين الظاهرة ومناسكه العظيمة ويدخل في ذلك اعمال الحج مثل ما قال الله عز وجل ان الصفا والمروة من شعائر الله ويأتي قول الله عز وجل والبدن جعلناها لكم من شعائر الله فشعائر الله هي اعلام الدين الظاهرة ومن جملتها اعمال المناسك العظيمة وشعائره المباركة فهذه كلها تعظم تعظم من تعظيمها ان تحبها ان تفرح بها ان يقبل قلبك على هذه الاعمال وهذه الطاعات بمحبة وصدق ورغبة ان تحرص على تتميمها وتكميلها والوفاء بها ان تقوم بها متقربا الى الله متبعا رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه. ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب فانها من تقوى القلوب وهذا فيه ان صلاح العبد في اعماله الظاهرة راجع الى صلاح قلبه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فمن يعظم شعائر الله يحبها يقبل عليها يعتني بتتميمها وتكميلها يجاهد نفسه على الاخلاص بها لله يبعده عن الرياء والسمعة وغير ذلك من الامور. كل ذلك من تقوى القلوب من تقوى القلوب اي امارة وعلامة على تقوى القلب لله عز وجل وهذا فيه ايضا ان تقوى القلب لابد ان تظهر اماراتها وعلاماته على البدن خلافا لما يدعيه بعض الناس عندما يفرط في كثير من الواجبات وينتهك الكثير من المحرمات واذا نوصح قال العبرة بالقلب نعم العبرة بالقلب لكن ما يكون في القلب من زكاء واستقام وصلاح لابد ان يظهر على البدن لان القلب امير البدن ولا يمكن للبدن ان يتخلف عن مراد القلب ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. فالمرء الذي يتقي الله عز وجل حقا وصدقا بقلبه وفي قلبه تقوى لله لابد ان يظهر عليه في تعظيم شعائر الله اما الشخص الذي يستخف بالشعائر ويستهين بها ولا يبالي باتمامها وتكميلها هل هذا من علامات عمارة قلبه بالتقوى؟ لا والله وانما هذا من ضعف تقوى القلب ونقصها في قلبه لكم فيها منافع الى اجل مسمى ثم محلها الى البيت العتيق. لكم فيها اي البدن بهيمة الانعام لكم فيها منافع منافع اي فوائد عظيمة ومن ذلكم ما يسوقه الانسان الى البيت العتيق ما يسوق من بهيمة الانعام له فيها منافع قبل ان تصل الى البيت العتيق اذا كانت مطيقة له ان يركبها في سيره وفي سفره وفي صحيح البخاري لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقود ناقة قال اركبها قال انها بدنة. قال اركبها قال انها بدنة. قال ويحك يركبها هذي من المنافع من المنافع ان الانسان يركبها اذا كانت مطيقة يشرب من حليبها اذا كان في ضرعها في ضرع الناقة حليبا يستفيد منها لكم فيها منافع لكم فيها منافع منافع متنوعة لكم فيها منافع ثم من بعد ذلك محلها الى البيت العتيق محل محلها اي هذه الهدايا التي سقتموها تقربا الى الله سبحانه وتعالى وطلب الرضا محلها الى البيت العتيق فلا تذبح الا في الحرام لا تذبح الا الحرم في يوم النحر المبارك وايام التشريق الثلاثة التي تلي يوم النحر نعم ولكل امة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام فالهكم اله واحد. فله اسلموا وبشر المخبتين ولكل امة جعلنا منسكا ليذكروا الله ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام. لكل امة اي من الامم المؤمنة اتباع الانبياء جعلنا منسك في ذلك المنسك شرع الله سبحانه وتعالى لهم ذبح بهيمة الانعام نحر ما ينحر منها واراقة دمائها تقربا الى الله وهذا فيه هذه الاية فيها ان التقرب الى الله بذبح بهيمة الانعام ونحرها قربة موجودة في الامم التي قبلنا امم الانبياء. والله عز وجل شرع الله لهم ذلك كما شرعه لهذه الامة ولكل امة اي من الامم التي قبلكم امم الانبياء الامم المؤمنة جعلنا منسكا ماذا يكون في هذا منسك اي شيء يفعلون لذلك المنسك ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام فيذبحون في ذلك اليوم بهيمة الانعام وينحرون ما ينحر منها تقربا الى الله وطلبا لرضاه سبحانه وتعالى ذاكرين اسم الله على ما ينحرونه ويذبحونه وهذا فيه ان هذا الذبح الذي يفعله المسلمون من ذبح الهدايا ذبح الحجاج الهدايا في يوم العيد وايام التشريق الثلاثة وذبح المسلمين في انحاء الدنيا للضحايا في يوم العيد وايام التشريق الثلاثة كان نظيره مشروعا في الامم مم الانبياء قبلنا جعل الله لهم منسكا يذبحون فيه بهيمة الانعام وينحرون ما ينحر ذكرا ويذكرون اسم الله عليه شكرا لله سبحانه وتعالى وتقربا اليه وطلبا لرظاه سبحانه وتعالى فالهكم اله واحد معبودكم معبود واحد وهذا فيه ان الانبياء اجمعين متفقون في التوحيد واخلاص العبادة لله وان المعبود معبود واحد لا اله الا هو هذا امر متفق عليه بين الانبياء لكل منهم له طريقة معينة في التعبد والتقرب لله لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا فلكل امة من الامم امم الانبياء جعل الله مناسك وشعائر واعمال قد تختلف الطريقة من نبي الى اخر والشرعة من نبي الى اخر لكن كلهم مجتمعون على التوحيد فالهكم اي انتم اجمعين هذه الامم الامة والامم اما الذين من قبلكم الهكم معبودكم معبود واحد وهذا فيه اتفاق الشرائع على التوحيد اتفاقهم على لا اله الا الله كما قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وكما قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وكما قال الله عز وجل واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون وقال جل وعلا واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر اي الرسل من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله. كلهم مجتمعون على ذلك فهذا فيه اتفاق الشرائع شرائع الانبياء على التوحيد فالهكم اله واحد فله اسلموا اسلموا اي استسلموا انقادوا ادعنوا كل ما يأمركم به اطيعوا منقادين مستسلمين مسلمين ومستسلمين لله ربكم مطيعين له جل في علاه في كل ما يأمركم به فله اسلموا اي له جل وعلا وحده انقادوا وامتثلوا فانه الرب المعبود المطاع لا رب سواه سبحانه وتعالى فله اسلموا وبشر المخبتين المخبتين اي الخاضعين المتواضعين لله المنكسرين بين يديه جل في علاه. بشرهم بماذا لم يقل بشرهم بالجنة او بشرهم بالنجاة من النار او بشرهم برضى الله او بشرهم بالراحة والسعادة في الحياة الدنيا لم يذكر البشارة اذا اطلقت تعم كل خير في الدنيا والاخرة. لان البشارة تأتي تارة مقيدة وتارة مطلقة فاذا اطلقت البشارة ولم تقيد فانها تعم كل خير في الدنيا والاخرة بشر وبشر المخبتين اي بكل خير في الدنيا من راحة قلب وهناء عيش وسعادة والرزق الطيب وغير ذلك وايضا في الاخرة النجاة من النار والفوز برضا الله ودخول جنته الى غير ذلك من فالخيرات والبركات وبشر المخبتين ثم ذكر سبحانه وتعالى اوصاف هؤلاء المخبتين فقال الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما اصابهم والمقيم الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. هذه اربع صفات عظيمة ذكرها الله سبحانه وتعالى للمخبتين الصفة الاولى انهم اذا ذكر الله وجلت قلوبهم اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والوجل هو الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى. فاذا ذكر الله اصاب قلوبهم الوجل الخوف من الله عز وجل وهذا لعظم معرفتهم بالله ولهذا قال الله سبحانه وتعالى انما يخشى الله من عباده العلماء فكلما ازداد العبد معرفة بالله ازداد خشية من الله عز وجل كما قال بعض السلف من كان بالله اعرف كان منه اخواف فهؤلاء المخبتين من صفاتهم العظيمة ونعوتهم الجليلة انهم اذا ذكر الله وجلت قلوبهم كما قال الله عز وجل في سورة الانفال انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك اي المتصفون بهذه الصفات هم المؤمنون هنا حقا هذه الصفة الاولى الصفة الثانية الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما اصابهم الصبر على البلاء ومر القضاء ومن المعلوم ان الدنيا ميدان امتحان ودار ابتلاء كما قال الله سبحانه وتعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون والصابرين على ما اصابهم اي من الشدائد والبلاء وما يقدره الله عليهم مثلا من فقر او مرض او فقد محبوب او حصول مكروه او غير ذلك فهم يتلقون ذلك كله بالصبر وهذا فيه ان الصبر من الايمان ومن اوصاف اهل الايمان وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن الصفة الثانية من اوصاف المخبتين الصبر على البلاء الصبر على البلاء والصبر هو حبس النفس الصبر هو حبس النفس اي منعها منعا للسان من التسخط والدعاء دعوة الجاهلية ومنع للقلب من الجزع وعدم الرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره ومنع الجوارح من لطم الخدود وشق الجيوب وغير ذلك من الاعمال اعمال اهل الجاهلية التي يفعلونها عند المصائب الصفة الثالثة للمخبتين اقام الصلاة والمقيم الصلاة واقام الصلاة يعني المحافظة عليها والعناية والعناية باوقاتها ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتة العناية بشروطها واركانها واجباتها والعمل على تكميلها وتتميمها هذه من اوصاف آآ المخبتين الصفة الرابعة ومما رزقناهم ينفقون اي انهم يؤدون ما امر الله سبحانه وتعالى ما امرهم الله سبحانه وتعالى بادائه وقوله ومما من للتبعيض ليس كل ما رزقهم وانما يؤدون شيئا قليلا من كثير اعطاهم الله اعطاهم الله سبحانه وتعالى اياه فالصدقة قليل يخرجه الغني من كثير اعطاه الله سبحانه وتعالى اياه. قال ومما رزقناهم ينفقون اي قليل مما رزقهم الله ينفقونه في سبيل الله يدخل في ذلك النفقة الواجبة المفروظة الزكاة التي افترضها الله على العباد ويدخل ايضا ما اوجبه الله على العبد من نفقة على الاهل وعلى الاولاد ومن تجب عليه النفقة عليهم ويدخل في ذلك ايضا النفقات المستحبة وهذا ميدان للتنافس بالبذل والعطاء والسخاء والبعد عن شح النفس ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون وذكر هذه الاعمال ذكر هذه الاعمال في ضمن ايات الحج ذكر هذه الاعمال اوصافا للمخبتين في ضمن ايات الحج له دلالته وهي له دلالته الا وهي ان الحاج لا يمكن ان يكون حاج في قصد لا لا يمكن ان يكون صادق في حجه وقصده لبيت الله الا ان يكون مخبتا مصليا آآ صابرا اه مزكيا الزكاة التي افترضها الله سبحانه وتعالى عليه. اما ان يأتي الى الحج لبيك اللهم لبيك وهو لا يصلي او لا يزكي الزكاة المفروضة او نحو ذلك اين صدقه في في تلبيته لله وطواعية وامتثاله لامر الله. اين صدقه فيما ذكره الله عز وجل قبل قليل في قوله فله اسلموا هذه فرائض افترضها الله على العباد ولهذا صح في الحديث بمسند الامام احمد وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبه او فيما خطب به في حجة الوداع قال اتقوا ربكم وفي رواية اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وادوا زكاة ما لكم وصوموا شهركم واطيعوا ذا امركم تدخلوا جنة ربكم ففي اثناء الحج ما خطب به عليه الصلاة والسلام اه المسلمين في اثناء الحج اوصاهم بهذه الفرائض العظيمة ومثل هذا هذه الاية وعليه فان الحاج يجب عليه ان ينتبه لا يكون صادق في حجه ولا يكون صادقا في تلبيته الا اذا كان مخبتا مستسلما فاذا كان تاركا للصلاة ليس صادقا في تلبيته ليس صادقا في تلبيته لله عز وجل والصلاة اعظم فرائض الدين بعد الشهادتين بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام. الصلاة فرضت قبل الهجرة بثلاث سنوات والحج فرض بعد الهجرة بثمان سنوات ومع ذلك يوجد في بعض من يأتي الى الحج من يضيع الصلاة حتى في الحج وينادى للصلاة ويضيع حتى في الحج حتى في ادائه فحتى في اثناء ادائه الحج يضيع الصلوات وربما يؤخر كثير من الصلاة عن اوقاتها بعضهم حتى في اثناء الحج لا يصلي الفجر الا اذا طلعت الشمس هل هذه هي اقامة الصلاة؟ والله يقول ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا نعم والبدن جعلناها لكم من شعائر شعائر الله لكم فيها خير تذكروا اسم الله عليها صواب. فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها. فكلوا من واطعموا القانع والمعتر. كذلك سخرنا لكم لعلكم تشكرون. والبدن اي الابل وفي قول لبعض اهل العلم ايضا البقر والبدنة جعلناها لكم من شعائر الله اي من جملته شعائر الله التي يجب ان تعظم كما مر معنا قول الله عز وجل ومن يعظم شعائر الله فانها فمن تقوى القلوب ولهذا البدن من من جملة شعائر الله التي تعظم وتحترم من تعظيمها ان الانسان لا يكون همه الخلاص منها وان يبحث عن ارخص شيء واقل شي سعرا لو هزيلا لو كذا المهم يريد ان يتخلص من تعظيمها ان ان يشتري الانسان النفيس السمين الطيب ويفرح بتقديمه ويتقرب بنفس طيبة يحرص ان ان تكون سليمة من العيوب يحرص على العناية بها وتقديمها هدية وصدقة وان يأكل منها كل ما استطاع من التعظيم لهذه الشعيرة يفعله والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير لكم فيها خير. هذه البدن التي تذبح تقربا الى الله لكم فيها خير عظيم في الدنيا والاخرة لكم فيها خير اي في الدنيا والاخرة. في الدنيا تأكلون وتهدون وتتصدقون وفي الاخرة اجور عظيمة وثواب جزيل اعده الله سبحانه وتعالى لكم لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف اذكروا اسم الله عند عند ارادتكم لنحر البدن وهي الابل صواف اي قائمة على ارجلها وتعقل اه اه رجلها او يدها اليسرى فتكون قائمة على ثلاثة قوائم معقولة القائمة اليسرى الامامية ثم يأتي من اراد ان ينحرها يأتيها من جهة اليمين وينحرها في لبتها في نحرها فيكون سقوطها الى اي جهة الى جهة من ينحرها او الجهة الاخرى الجهة الاخرى لانها الجهة الاخرى هي الضعيفة انتهاء قائمة واحدة فيكون سقوطها على الجهة اليسرى فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها اي سقطت على جنبها الذي هو الايسر فاذا وجبت جنوبها حينئذ يسلخ الجلد ويقطع اللحم فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها اياما تقربتم الى الله عز وجل بنحرها كلوا منها كلوا منها. النبي عليه الصلاة والسلام في يوم النحر نحر مئة بدنة ثلاث وستين منها نحرها بيده وكان من لطيف الموافقة ان ذلك كان بعدد ايام سنواته سنوات عمره عليه الصلاة ثلاث وستين منها نحرها بيده وبقيتها امر عليا ان يكمل نحرا ثم اخذ من كل واحدة منها قطعة يسيرة وطبخت واكل منها ما تيسر وشرب من مرقتها هذا كله حرصا على فكلوا منها فكلوا منها والامر هنا ليس الوجوب وانما للاستحباب لا شك انه يستحب للمسلم ان يذبحها بيده وان يأكل منها وان يهدي وان يتصدق هذا هو الافضل لكن اذا كان لا يستطيع ويعجز عن ذلك يوكل الجهات التي آآ تقوم بهذا الامر نيابة عنه وكثير من الناس لا يستطيع لا يستطيع يعجز عن ذلك فيوكل الجهات المعتمدة فتقوم بذلك نيابتنا. اما اذا كان مستطيع لا شك ان ان الاولى ان يذبحها بنفسه وان يأكل منها يهدي ويتصدق اقول منها واطعموا القانع والمعتر اطعموا القانع قيل القانع هو الفقير الذي لا يسأل عنده تعفف الفقير المتعفف الذي لا لا لا يتعرظ للسؤال والمعتر اي من اشتد به فقره وحاجته فتعرض لسؤال الناس وقال بعض اهل العلم ان قوله فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر يتناول ما جاء في الحديث فكلوا اهدوا وتصدقوا فكلوا واهدوا وتصدقوا يتناول هذه الجوانب الثلاثة ان يأكل منها وان يهدي منها لاقاربه وجيرانه وان يتصدق ايضا على الفقراء والمساكين قبلها فكلوا فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر كذلك سخرها لكم كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون. كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون. اي سخر لكم هذه البدن وذللها لكم تنحرونها وتطعمون من لحمها وتتصدقون وتهدون لعلكم تشكرون اي الله سبحانه وتعالى على عظيم منه وجزيل انعامه نعم لن ينال الله لحومها ولا دماؤها. ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين قال عز وجل لن ينال الله لحومها ولا دماءهم لان الله عز وجل هو الغني الحميد يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. فالله غني عن العباد ويطعم ولا يطعم سبحانه وتعالى غني عن العباد جل في علاه فلن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم وهذا فيه حث على تحقيق التقوى وان من اعظم مقاصد الحج ومن جملة اعماله نحر البدن تقربا لله من اعظم المقاصد ذلك تحقيق التقوى وانت تلاحظ ان الوصية بتقوى الله عز وجل جاءت متكررة في اثناء ايات الحج في سورة البقرة قال في الاية الاولى واتقوا الله واعلموا ان الله سديد العقاب وفي التي بعدها قال وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا اولي الالباب. وفي الاية الاخيرة من تلك الايات قال واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون مر معنا قوله ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب وهنا قال ولكن يناله التقوى منكم فمن مقاصد الحج العظيمة تحقيق التقوى تحقيق التقوى وان يكون العبد متقيا الله عز وجل مخلصا دينه لله مبتغي بعمله وجه الله مجاهدا نفسه على فعل ما امر الله سبحانه وتعالى به واجتناب ما نهى سبحانه وتعالى عنه ولكن يناله التقوى منكم فاحرصوا على تحقيق التقوى وتكميلها وتتميمها كذلك سخرها لكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم سخر لكم هذه البهيمة تنحرونها تنحرونها متقربين الى الله عز وجل بها شاكرين له جل وعلا لتكبروا الله تعظموه سبحانه وتعالى جل في علاه مؤمنين بانه لا اكبر منه ولا اعظم منه عز وجل لتكبروا الله على ما هداكم وقوله على ما هداكم هذا فيه تنبيه الى مقصد من مقاصد الحج العظيمة ان تذكر يا عبد الله منة الله عليك بالهداية نظير ذلك قول الله عز وجل بالايات ايات الحج في سورة البقرة ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم فاذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وان كنتم من قبله لمن الضالين فمن مقاصد الحج ان تذكر منة الله عليك بالهداية الهداية لهذا الدين والهداية للحج واعماله والتقرب الى الله عز وجل فلولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين قوله وبشر لم يذكر بماذا وهو كما تقدم يتناول كل خير في الدنيا والاخرة. يتناول كل خير في الدنيا والاخرة. والمحسنين يتناول الاحسان في عبادة الخالق والاحسان في معاملة المخلوق بشر من كان محسنا في عبادته لله والاحسان في عبادة الله ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك والاحسان في معاملة المخلوق ان تحب له ما تحب لنفسك وان تأتي له الشيء الذي تحب ان يؤتى اليك ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بهدي كتابه وان يوفقنا اجمعين لاتباع سنة نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين واكتب الصحة والسلامة والعافية والغنيمة والاجر الموفور للحجاج والمعتمرين ولعموم المسلمين يا رب العالمين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اكرمكم الله والصواب ووفقكم الحق ونفع الله بكم الاسلام والمسلمين يقول السائل ما المراد بقوله تعالى في سورة محمد والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل اعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم فكيف يهدى للانسان بعد موته الهداية لا تقف عند الهداية اه امور الدين والعبادة والتقرب في هذه الحياة بل الهداية تتناول ما هو اعظم من ذلك ولهذا اذا دخل اهل الجنة الجنة يقولون الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. نعم يقول السائل يقرأ المصلي احيانا الذكر بين السجدتين وقد يطيل الامام هل يكرر الذكر عدة مرات؟ وكذلك عند القيام من الركوع. نعم اذا اطال الامام الجلوس بين السجدتين يستمر في آآ قوله رب اغفر لي ربي اغفر لي ربي اغفر لي وكررها ما شاء الله وكذلك عند الرفع من الركوع يكرر ربنا لك الحمد او لك الحمد يكررها ويأتي الذكر المشروع المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم فان استمر القيام يكرر حمد الله سبحانه وتعالى نعم. يقول السائل نريد تبيين لنا كيف جمع المفرد كاملا من النية الى الوداع وفقك الله هذا السائل يريد شرحا لحج الافراد من النية الى الوداع والشرح التفصيلي مظنته اه اه كتب المناسك التي بسطت ذلك والكلام عليه يحتاج الى وقت لكن الحاج اه المفرد الحاج المفرد هو من يلبي من الميقات بالحج وحده من يلبي من الميقات بالحج وحده يقول لبيك اللهم حجا لبيك اللهم حجا ثم يذهب الى مكة ويطوف طواف القدوم ان شاء سعى بعده سعي الحج ثم يأتي باعمال الحج يبقى على احرامه يأتي باعمال الحج آآ يكون بذلك مفردا. والمفرد ليس عليه هدي وانما الهدي على المتمتع والقارن نعم. يقول السائل شيخنا هل من يخير من الاضحية والهدي السمين الحسن الكامل من تقوى القلوب؟ نعم الانسان من تعظيمه للهدي وتعظيمه للاضحية ان يحرص على الطيبة السمينة الجيدة السليمة من اه العيوب يستثمرها يحرص على العناية بها لا يكون همه البحث عن الارخص ولو كان كانت هزيلة ولو كانت ظعيفة فمن تعظيم هذه الشعيرة العناية العظيمة بتتميمها وتكميلها. نعم. يقول اه هل يمكن لاهل مكة ان يحجوا متمتعين نعم لاهل مكة على الصحيح الحج حج التمتع لكن ليس عليهم هدي فالله عز وجل قال فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام من في الحج وسبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن اهله حاضر المسجد الحرام. فاهل المسجد الحرام ليس عليهم هدي لكن من شاء منهم ان يتمتع له ذلك ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يوفقنا اجمعين لكل خير سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا لان استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين