بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان الله عز وجل شرع لعباده حج بيته الحرام ورتب جل في علاه على هذه الطاعة العظيمة والعبادة الجليلة وافر الاجر وجزيل الانعام ولقد تكاثرت الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان فضل الحج وعظيم ثوابه عند الله سبحانه وتعالى وانه باب عظيم من ابواب الغفران والعتق من النيران وعشية عرفة تلك العشية المباركة لله عز وجل فيها عتقاء من النار بل ما من يوم لله عتقاء من النار اكثر من عتقائه جل في علاه في تلك العشية المباركة وصح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال والحج يهدم ما كان قبله وقال تابعوا بين الحج والعمرة فانهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والاحاديث بهذا المعنى كثيرة والله عز وجل شرع الحج لعباده ليحصلوا في حجهم الارباح العظيمة والمغانم الكبيرة والاجور الوفيرة وغفران الذنوب والعتق من النار الى غير ذلك من المنافع العظيمة التي يكتسبها ويحصلها الحاج الموفق وقد قال الله تعالى واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ظامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم قد قال اهل العلم اللام في قوله ليشهدوا لام التعليل اي اذن فيهم بالحج من اجل ان يشهدوا منافع الحج العظيمة ومعنى شهود المنافع اي حضورها بحيث يحصل الحاج اكبر قدر واوفر نصيب من منافع الحج الكثيرة وقد نكر جل وعلا المنافع في قوله ليشهدوا منافع لهم تنبيها على فخامة هذه المنافع وعظمها وكثرتها وتعددها وتنوعها فالحج مليء بالمنافع والعبر والعظات النافعات والله عز وجل شرع هذا الحج لمقاصد عظيمة وغايات جليلة ينبغي ان تكون نصب عيني الحاج حتى يتحقق له في حجه تمام الانتفاع واعظم ما يكون في هذا الباب ان الحج باب مبارك لتحقيق التوحيد والاخلاص لله جل وعلا والبراءة من الشرك والخلوص منه وهذه الغاية والمقصد العظيم هو الامر الذي خلق الله الخلق لاجله واوجدهم لتحقيقه كما قال الله سبحانه وتعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ولاجله ارسل الرسل وانزل الكتب كما قال سبحانه وتعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال جل وعلا وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون والحج قائم على التوحيد واذا لم يكن قائما على التوحيد فانه لا يقبل كما ان الطاعات كلها لا تقبل الا اذا كانت قائمة على التوحيد والاخلاص لله تبارك وتعالى قد قال الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقال جل وعلا الا لله الدين الخالص ولما وصف جابر ابن عبدالله رضي الله عنهما حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال فاهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك وهذه الكلمات كلمات التلبية كلمات توحيد واخلاصا لله عز وجل وبراءة من الشرك ولذا كان من المتأكد على كل ملبي وهو يردد هذه الكلمات العظيمات ان يعي معناها وان يعرف مدلولها وان يحقق ما دلت عليه من التوحيد والاخلاص لله تبارك وتعالى والبراءة من الشرك والخلوص منه وفي الميقات عندما اهل صلوات الله وسلامه عليه قال اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة ولهذا ينبغي على الحاج ان يجعل ذلك من اكبر مقاصده واجل اهدافه ان يحقق التوحيد لله في الحج وفي كل عبادة وان يحذر اشد الحذر من نواقض التوحيد ونواقصه يحذر اشد الحذر من كل قادح في التوحيد سواء في اصله او في كماله ومن مقاصد الحج العظيمة تحقيق التقوى لله عز وجل فان في الحج من الاسباب العظيمة لتحقيق التقوى ما ليس في غيره وقد تكررت الوصية بتقوى الله سبحانه وتعالى بايات الحج في سورة البقرة في سورة الحج ففي الاية الاولى من ايات الحج في سورة البقرة قال الله سبحانه وتعالى واتقوا الله واعلموا ان الله شديد العقاب وفي الاية التي تليها قال الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقوني يا اولي الالباب وفي خاتمة هذه الايات قال الله سبحانه فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون وفي ايات الحج بسورة الحج قال الله سبحانه ومن يعظم ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب وقال جل وعلا لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم فهذه الوصية المتكررة بتقوى الله سبحانه وتعالى بايات الحج في سورة الحج وفي سورة البقرة يدلنا دلالة بينة على ما في الحج من مكانة عظيمة وسبب عظيم لتحقيق تقوى الله عز وجل لمن جاهد نفسه على ذلك والمقام مقام مجاهدة كما هو واضح في قوله وتزودوا وفي قوله لمن اتقى وهذا باب يتفاوت فيه الحجاج تفاوتا عظيما والحج يربي على تحقيق التقوى تربية عجيبة لان تقوى الله سبحانه وتعالى هي فعل ما امر الله سبحانه وتعالى به وترك ما نهى تبارك وتعالى عباده عنه كما قال احد التابعين في تعريف التقوى قال تقوى الله ان تعمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله فهي فعل للاوامر وترك للنواهي وانظر ماذا لقول الله عز وجل فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله كم فيه من الرياظة للنفوس والميران للقلوب على تحقيق التقوى ومجاهدة النفس على تكميلها ومن مقاصد الحج العظيمة ان في الحج اقامة لذكر الله جل وعلا اقامة لذكر الله جل وعلا وانما شرعت اعمال الحج كلها من اجل اقامة ذكر الله فهو من مقاصد الحج العظيمة هو غاياته الجليلة واذا تأملت الايات الكريمات ايات الحج في سورة البقرة تجد ان الوصية بالذكر ذكر الله جل وعلا جاءت متكررة في تلك الايات قال الله عز وجل فاذا افقتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعل الحرام واذكروه كما هداكم وان كنتم من قبله لمن الضالين ثم قال الله عز وجل بعد ذلك فاذا قضيتم مناسككم تذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا ثم قال جل وعلا بعد ذلك واذكروا الله في ايام معدودات ومثل ذلك ايضا تكررت الوصية بالذكر في ايات الحج من سورة الحج قال الله عز وجل واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ظامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام فكلوا منها واطعموا البائس الفقير قال الله سبحانه وتعالى فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر فانت ترى الوصية بالذكر ذكر الله عز وجل والامر بذلك جاء متكررا في ايات الحج مما يدل دلالة واضحة بينة ان ذكر الله عز وجل من مقاصد الحج العظيمة بل ان الحج باعماله انما شرع لاقامة ذكر الله كما ثبت في المسند للامام احمد وغيره من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما شرع الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله عز وجل فهذه الاعمال انما شرعت لاقامة ذكر الله ولهذا فان الحجاج يتفاوتون تفاوتا عظيما في ثوابهم واجرهم في حجهم بحسب ذكرهم لله سبحانه وتعالى فيه فمن كان ذكره لله اكثر كان ثوابه اعظم ومن كان ذكره لله اقل كان ثوابه اقل قد جاء في حديث صحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام سئل اي الحجاج اعظم اجرا قال اكثرهم لله ذكرا وهذا ايضا يكون في كل طاعة فان اعظم الناس اجرا في كل طاعة اكثرهم فيها ذكرا لله سبحانه وتعالى ولهذا ينبغي على الحاج ان يعتني في حجه بذكر الله عناية دقيقة وان يهتم به اهتماما كبيرا يعتني بالاذكار المقيدة ويعتني ايضا بالاذكار المطلقة ويكثر من الكلمات الاربع التي هي احب الكلام الى الله سبحانه وتعالى سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ومن قراءة كتاب الله سبحانه وتعالى ويشغل اعمال المناسك بالذكر ذكر الله عز وجل ولا يكون همه الخلاص من تلك الاعمال والمناسك وانما يكون همه ان يحصل نصيبا اعظم وحظا اوفر من الذكر لله جل وعلا واكمل الذكر واعلى مراتبه ذكر الله بالقلب واللسان معا لان الذكر ثلاث مراتب اعلاها الذكر بالقلب واللسان معا ثم يليه الذكر بالقلب وحده ثم الذكر باللسان وحده فيحرص على ان يكون ذاكرا لله بلسانه وقلبه ومن مقاصد الحج العظيمة تقوية الايمان وزيادة اليقين وقوة الصلة بالله تبارك وتعالى وكم في الحج من المعاني الجليلة والمواقف المؤثرة والعبر المتنوعة التي من شأنها ان تزيد الموفق ايمانا وقوة بعبادة الله سبحانه وتعالى وطاعته وكم فالحج من دعوات صادقة وحسن اقبال على الله والحاح عليه جل وعلا بالدعاء كم من دمعة في الحج اريقت وكم من دعوة صادقة قبلت وكم من رقبة من النار اعتقت وكم من خطيئة حطت والحج باب عظيم مبارك وكم كان الحج لكثير من الحجيج نقطة تحول من سيء الى حسن ومن حسن الى احسن لا سيما اذا وفق العبد حسن الاقبال على الله عز وجل وتحقيق تقوى الله سبحانه وتعالى في حجه وفي الحج مواطن عديدة لاجابة الدعاء بل ان الحاج كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد الله دعاهم فاجابوه وسألوه فاعطاهم. اي ان دعوته مستجابة ولهذا الحاج الموفق ينتهز فرصة حجه ليقبل على الله في الدعاء ان يثبته على الايمان وان يعيذه من الضلال وان يثبت قلبه على الحق والهدى وان يصلح له دينه وان يحسن خاتمته وان يغفر ذنبه وان يعتق رقبته من النار يقبل على الله عز وجل بالدعوات الصادقات والله لا يخيب عبدا دعاه ولا يرد مؤمنا ناجاه فيجاهد نفسه مجاهدة تامة على تحقيق هذه المعاني حتى يزداد ايمانا ويقوى ايمانه ويخرج من التقوى بحصيلة عظيمة من الايمان تنفعه حتى بعد الحج لان من ثواب الاحسان في الحج التوفيق للحسنات والطاعات بعد الحج كما قيل ان من ثواب الحسنة الحسنة بعدها والله يقول هل جزاء الاحسان الا الاحسان ومن مقاصد الحج العظيمة استشعار منة الله عز وجل على عبده بالهداية والتوفيق والنجاة من سبيل اهل الضلال والزيغ والكفر والشرك واستحضار هذه النعم من اعظم الامور وهي تحرك في قلب العبد شكر المنعم فاذا ذكر العبد نعمة الله عليه بالهداية تحرك في قلبه شكر المنعم سبحانه والله يقول واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد وقد جاء في ايات الحج ما يشتمل على التنبيه على هذا المعنى وانه من المقاصد العظيمة التي ينبغي التنبه لها ومن ذلكم قول والله سبحانه وتعالى في اثناء ايات الحج في سورة البقرة فاذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وان كنتم من قبله لمن الضالين اي تذكروا منة الله عليكم بالهداية وان جائه لكم من الضلال ولولا منة الله عليكم بالهداية لما اهتديتم لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا قال الله تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء وقال بل الله يزكي من يشاء وقال ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة وفي خاتمة ايات الحج من سورة الحج قال الله سبحانه وتعالى كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم لتكبروا الله على ما هداكم فذكر نعمة الهداية ومنة الهداية هذا مطلب من مطالب المهمة التي ينبغي ان يذكرها الحاج وان يشكر المنعم سبحانه وتعالى عليها لولا الله ما اهتديت لولا الله ما حججت ولا صمت ولا صليت لكن الله عز وجل هداك وشرح صدرك للاسلام ومن عليك بالطاعة وجعلك من اهلها فلابد ان يكون هذا الامر من المسلم على بال وان يذكر نعمة الله سبحانه وتعالى الهداية ويسأل ربه سبحانه وتعالى الثبات على الحق والهدى ومن مقاصد الحج التذكير باليوم الاخر والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى والحاج اول ما يبدأ به التجرد من ملابسه المعتادة ثم يغتسل ويلبس ازار ورداء ابيظين نظيفين وهذان يذكران بلباس الكفن الذي يخرج به الانسان من هذه الحياة الدنيا ثم اذا وقف الناس من كل انحاء الدنيا على صعيد عرفة الذي جمعهم في هذه العشية من كل الدنيا سيجمع الاولين والاخرين الى ميقات يوم معلوم يقفون بين يدي الله سبحانه وتعالى ولهذا الوقوف بعرفة يذكر بالوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة فيتذكر العبد وقوفه بين يدي الله ومحاسبة الله له ويحرص على اخذ الزاد ليوم المعاد قد قال الله في اثناء ايات الحج وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقوني يا اولي الالباب وختم جل وعلا ايات الحج من سورة البقرة بقوله واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون مثل ما ان الوقوف بعرفة ذكركم بالحشر وذكركم بالوقوف بين يدي الله عز وجل فاتقوا الله يا عباد الله اتقوا الله يا حجاج بيت الله الحرام وعودوا الى بلدانكم واوطانكم وانتم تتذكرون انكم تحشرون الى الله ولهذا جاءت في الخاتمة خاتمة الايات واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون واعلموا انكم اليه تحشرون. ومن كان على علم بانه سيحشر وانه في الحشر والوقوف بين يدي الله سيسأل فانه يعد للمسألة جوابا وهذا الامر كل ما قوي الايمان ورسخ الايمان فيه بالقلب صلحت حال العبد ولهذا جاء في القرآن قول الله عز وجل فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا انا كنا قبل في اهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم. كنا قبل مشفقين من البعث من الحشر من الجزاء من الحساب كنا خايفين من ذلك وهذا الخوف هو الذي يحرك في الانسان العمل والاستعداد ليوم المعاد ومن يؤتى كتابه بيمينه يوم القيامة يقول مخبرا عن سبب نيلة لكتابه بيمينه اني ظننت اني ملاق حسابي. كنت اعتقد انني ساحاسب وانني اقف بين يدي الله فاذا كان العبد يتذكر الحساب الوقوف بين يدي الله والحشر والمجازاة هذا كله يحرك في قلبه العمل والجد والاجتهاد في طاعة الله سبحانه وتعالى ومن مقاصد الحج تمرين النفس على الاحسان في العمل والعبادة والطاعة لله عز وجل وقد ختمت ايات الحج في سورة الحج بقوله وبشر المحسنين وبشر المحسنين ولم يذكر بما والقاعدة في ذلك ان الاطلاق اطلاق البشارة وعدم تقييدها بشيء معين يفيد العموم اي بشرهم بكل خير ونعمة وفضل في الدنيا والاخرة والمحسنين اي في عبادة الخالق سبحانه وفي معاملة الخلق والحج ربي على الاحسان الاحسان في عبادة الخالق اخلاصا لله ومتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام والاحسان بمعاملة الخلق ولهذا ايظا فان من المقاصد والامور المكتسبة والتي يحصلها الحاج في حجه مران النفس على الاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة في التعامل مع الناس والنبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي بذلك لما خرجوا من عرفات ودفعوا من عرفات قال السكينة السكينة ولما تزاحموا عند الجمرات قال لا يقتل بعضكم بعضا وقال عز وجل فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج هذا كله مران للنفس وتربية على الاخلاق الفاضلة والاداب العظيمة الكاملة ومن مقاصد الحج العظيمة الفوز بالغفران ونيل الرضوان من الله عز وجل والعتق من النيران وهذا المعنى جاءت فيه احاديث تقدم شيء من منها في اول هذه الكلمة منها قول النبي عليه صلوات الله وسلامه من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه رجع كيومي ولدته امه اي بلا ذنب ولا خطيئة ولهذا ينبغي ان ليحرص الحاج على تتميم حجه وتكميل اعماله ومناسك مخلصا لله مجاهدا نفسه على تحقيق هذه المكاسب العظيمة الارباح العديدة التي ينالها في حجة تحقيقا لقول الله سبحانه وتعالى ليشهدوا منافع لهم واسأل الله الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ييسر لحجاج بيت الله حجهم ان يتقبل سعيهم وان يغفر ذنبهم وان يعتق رقابنا ورقابهم من النار وان يغفر لنا اجمعين وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين واكتب الصحة والسلامة والغنيمة والعافية والاجر الموفور للحجاج والمعتمرين ولعموم المسلمين اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا واجب دعوتنا وثبت حجتنا وصل سخيمة صدورنا اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. ونعوذ بك من الشر كله. عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم انا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره هو علن اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما اسرفنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت. اللهم انا نسألك العافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والاخرة اللهم احفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا وعن ايماننا وعن شمائلنا ونعوذ بعزتك ان نغتال من تحتنا. ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين