السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين نسألك يا ربنا الهدى والسداد والمعونة على الخير والتوفيق لما تحبه وترضاه عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله اما بعد ايها الاخوة الكرام يسرني هذه الليلة المباركة الكريمة ان التقي بكم فهذا اللقاء الذي اسأل الله عز وجل الذي يسره بمنه وكرمه ان يبارك لنا فيه وان يجعله لقاء خير وبركة وان ينفعنا بما نقول ونسمع وان يجعل ما نقوله ونسمعه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين ولا يفوتني في بدء هذا اللقاء ان اشكر لمعالي مدير الجامعة الاسلامية على ما تفضل به جزاه الله خيرا من رغبة في هذه المشاركة واسأل الله عز وجل ان يجزيه خير الجزاء وان يبارك فيه وان يجعل هذا اللقاء في ميزان حسناته فان الدال على الخير كفاعله كما انه يطيب لي ان ازكر جميع من حضر من الاساتذة الفضلاء المشايخ الكرام واحبتي طلاب هذه الجامعة واسأل الله عز وجل ان يجزي الجميع خيرا معاشر الاخوة الكرام لقاء هذه الليلة او موضوع هذه الليلة موضوع مهم للغاية وجدير بان تعقد لتذاكره والوقوف على مضامينه المجالس تلو المجالس لكبر هذا الموضوع واهميته ومساس الحاجة اليه وتوقف سعادة العبد في دنياه واخراه على تحقيقه وانه لا نجاة له ولا سعادة في الدنيا والاخرة الا اذا كان من اهله ومن يطالع كتاب الله عز وجل وسنة نبيه الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه يدرك الاهمية البالغة العظيمة لهذا الموضوع الجليل الصدق مع الله والصدق معاشر الكرام منزلا عظيما جليلة منازل السائرين الى الله تبارك وتعالى والى هذه المنزلة ترجع جميع اعمال القلوب كما انه الى ضدها وهو الكذب يرجع كل فساد يقع في القلب فكل صلاة في ظاهر المرء وباطنه مرجعه الى الصدق وكل فساد في غافل المرء وباطنه مرجعه الى الكذب فعاد الصلاح والفساد اليهما. فالصلاح كله عائد الى فصل والفساد كله عائد الى الكذب وهذه الحياة الدنيا جعلها فالله تبارك وتعالى دارا للتمحيص والابتلاء حتى يتميز الصادق من الكاذب والمحب من المبطل قال الله تبارك وتعالى الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يبتلون ولقد قتلنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الهاذبين اي ان هذه الحياة ميدان امتحان ودار ابتلاء ابتلى الله سبحانه وتعالى فيها من كان قبلنا من الامم وهذه الامة عرضة للابتلاء نفسه ولقد فتنا الذين من قبلهم فتن الله سبحانه وتعالى من قبلنا ابتلاهم وامتحنهم جل وعلا بما يتميز به اهل الحق من اهل الباطل اهل الصدق من اهل الكذب والابتلاء في هذه الحياة الذي يتميز به هذا الامر العظيم يرجع الى امرين ابتلاء بالشبهات القابحة في العلم والاعتقاد وابتلاء بالشهوات القاذحة في الارادة والعمل فمن وفقه الله جل وعلا عند وروث الشبهات الى السلامة منها بما اتاه الله من اعتقاد صحيح وايمانا راسخ وصلت صلة بالله تبارك وتعالى والتجاء اليه فانه يفوز بهذا الامتحان وينجح كذلك اذا وردت عليه دواعي الشهوات فابتعد عنها ولاذ بالطاعة والاقبال على الله سبحانه وتعالى وطلب النجاة منها والمرار من دروبها وسبلها فانه يجوز اما والعياذ بالله من تقطفته الشبهات او اهلكته الشهوات فهذا من امارات وعلامات عدم صدقه مع الله او ضعف ذلك وبهذا يتميز الناس وينقسمون الى فريقين الصدق وطريق الكذب ولننصح لنفسه يحرص على الزمنها بزمام الشرع واخذها بقيوده وضوابطه لتسلم من الهلكة وللنموزج لهذا الامتحان العظيم والتوفيق بيد الله تبارك وتعالى لا شريك له قد قال الله جل وعلا ليجزي الله الصادقين بسلكهم ويعذب المنافقين ان شاء او يتوب عليهم. ان الله كان غفورا رحيما ولما كان الصدق في هذه المكانة العلية والمنزلة الرفيعة تكاثرت النصوص بالحث عليه والتغيير دين وبيان مكانته العادية ومنزلته الرفيعة وانه لا نجاة للعبد الا به ومن ذلكم على سبيل الاشارة قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين وهذا امر للعباد بان يكونوا مع الصادقين وذلك بان يكونوا من اهل الصدق اذ لا يكون معهم الا اذا تحلى بحليتهم واتصف بصفتهم فيكون بذلك منهم قد جاء هذا الامر الالهي بعد ذكر توبة الله سبحانه وتعالى على الثلاثة الذين خلقوا في غزوة تبوك وانهم لم تتحقق نجاتهم الا بصدقهم مع الله سبحانه وتعالى وسلبهم مع رسوله صلوات الله وسلامه عليه ومجانبتهم للكذب وبعدهم عني فالصدق نجاة والكذب خيبة وعلكة وفي قصة الثلاثة النفر الذين اطبقت عليهم صقرة في الغار ممن كانوا قبلنا وقصتهم في الصحيحين من حديث ابن عمر و ابي هريرة وانس وغيرهم في الصحيحين وغيرهما وفي رواية لهذا الحديث في صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان هؤلاء الثلاثة عندما اطبقت عليهم الصخرة قال بعضهم لبعض انه والله يا هؤلاء لا ينجيكم من هذا الا الصدق فليدعو كل رجل منكم بما يعلمه من عمله انه صدق. تنبه لهذا اذ ليست كل الاعمال الظاهرة صدق مع الله تبارك وتعالى وانما الصدق مع الله امر يرجع الى القلب وباطن الانسان واي شيء كان يهزم في هذا العمل وما مقصده به ولهذا قال كل واحد من هؤلاء لما ذكر صالح عمله احدهم توسل الى الله ببره لوالديه والاخر بعفته عن الزنا بعد تمكنه في سابق رغبة عظيمة وحرص شديد والثالث توسل الى الله بتوفية الاجير حقه وافيا مع اعطائه ايضا ما حصل اجرة هذا الاجير من نماء وزيادة وقال كل واحد من هؤلاء بتوسله الى الله تبارك وتعالى ان كنت تعلم انني فعلت ذلك لاجلك فافرج عنا ما نحن فيه فالصدق هو من شاف العبد في فتن الدنيا ومنجاته بما يلقاه من شدائد واهوال ومصائب ومنجاته يوم يقف بين يدي الله تبارك وتعالى قال الله عز وجل هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم فدخول الجنة والفوز برضا الله سبحانه وتعالى ونيل رضاه جل وعلا انما هو بالصدق معه عز وجل وفي هذا المعنى يقول الله عز وجل فاذا عزم الامر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم فارتبط الملاهي والنجاح والخيرية والسعادة والفوز كل ذلك ارتبط بالصدق مع الله عز وجل والنصوص في هذا المعنى كثيرة وكلها تؤكد هذه الحقيقة العظيمة الجليلة التي هي اهمية الصدق وضرورة العناية به والاهتمام وانه لا مجال للعبد ولا فوز له في الدنيا والاخرة الا به ومما يدل على عظم مكانة الصدق ان الصدق ركن يقوم عليه توحيد الله فان توحيد الله جل وعلا يقوم على ركنين الصدق والاخلاص يقوم على ركنين عظيمين واساسين متينين هما الصدق والاخلاص كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته والصدق والاخلاص ركنا ذلك التوحيد كالركنين للبنيان فتوحيد الله عز وجل يقوم على الاخلاص والصدق والفرق بينهما اما الاخلاص توحيد المراد. المقصود المعبود المنتدى اليه. بان لا يجعل معه شريك وان يبرده بالعبادة واما الصدق فبتوحيد الارادة وتوحيد الطلب وذلك بجمعية القلب والهمة والعزيمة على الوقاء بالعبادة وتكميلها وتثمينها والا يسخن القلب بغيرها فالاخلاص توحيد المراد والصدق توحيد الارادة وفي هذا المعنى يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته فلواحد كن واحدا في واحد اعني سبيل الحق والايمان وهذه اركان ثلاثة يقوم عليها الايمان الاول في قوله رحمه الله تعالى فلواحد اي مخلصا كن واحدا اي صادقا في واحد اي متبعا وهذه الثلاث ليلتفي عليها مدار النجاة وعليها قيام الايمان ان تكون لواحد هو الله جل وعلا مخلصا. فلا تجعل معه شريكا وان تكون واحدا بهمتك وعزيمتك وجلدك واجتهادك وصدقك مع الله سبحانه وتعالى في واحد الذي هو طريق الحق وطريق الايمان فبهذه الامور الثلاثة ينال العبد السعادة والفلاح والفوز والنجاة في الدنيا والاخرة. ولهذا فان الصدق هو الاخلاص القرينان وانظر باقترانهما قول الله عز وجل فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور والفراغ الرجز بلزوم الاخلاص واجتهاد قول الزور بلزوم الصدق وبهذين نجاة العبد بهذين نجاة العبد وفلاحه في دنياه واخراه وكلمة التوحيد لا اله الا الله التي هي اس السعادة والفلاح لا تقبل من قائلها الا بالصدق والاخلاص فهما شرط لقبول هذه الكلمة ففي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اسعد الناس بشفاعتي من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه وفي الصحيحين من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يشهد ان لا اله الا الله واني عبد الله ورسوله صادقا من قلبه الا حرم الله عليه النار فاشترط بالاول الاخلاص واشترط في الثاني الصدق فمن لم يكن مخلصا الى اله الا الله فهو مشرك ومن لم يكن صادقا في هذه الكلمة فهو منافق كما قال الله سبحانه وتعالى عن المنافقين اذا جاءك المنافقون قالوا نسأل انك لرسول الله. والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون وقول العبد للا اله الا الله هذه الكلمة العظيمة لابد ان ينبع من قلب صادق ليتقبلها الله سبحانه وتعالى منه وليكون من اهلها حقا وصدقا فان لم يقلها من قلب صادق ونطقها نطقا مجردا بلسانه لم ينتفع بها ولم يكن بذلك من اهلها وقد جاء في الترمذي من حديث ابي هريرة وابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قال العبد لا اله الا الله والله اكبر قال الله صدق عبدي لا اله الا انا وانا اكبر فاذا قال العبد لا اله الا الله وحده قال الله صدق عبدي لا اله الا انا وحدي اذا قال العبد لا اله الا الله وحده لا شريك له قال الله صدق عبدي لا اله الا انا وحدي لا شريك لي واذا قال العبد لا اله الا الله له الملك وله الحمد وعلى كل شيء قدير قال الله صدق عبدي لا اله الا انا وحدي لا شريك لي لي الملك ولي الحمد وانا على كل شيء قدير واذا قال العبد لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله. قال الله صدق عبدي لا اله الا انا ولا حول ولا قوة الا بي تأمل في كل ذلك مع تكرر كلمة التوحيد لا اله الا الله بهذا الحديث العظيم تأمل قول الله عز وجل صدق عبدي وقف عند قوله عبدي فان فهذه العبودية المظافة الى الله عز وجل المقتضية للتسريح والتكريم والفضل والانعام انما يناله من صدق في قوله لا اله الا الله اما من قالها بلسانه ولم يكن صادقا في قولها من قلبه فانها لا تنفعه بل يكون مع قوله لها ان مات على ذلك من اهل الدرك الاسفل من النار فلابد في لا اله الا الله من الصلة والناس بهذا فريقان كاذب مكذب وصادق مصدق والله يقول فمن اظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق اذ جنى اليس في جهنم مكوى للكافرين والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين فذكر جل وعلا ان الناس صادق مصدق هو الذي جاء بالصدق وصدق به وكاذب مكلف الذي كذب بالحق وكذب على الله والصادق المصدق الذي جاء بالسلك وصدق به هو من صلح منه العلم والعمل فصلاح العلم بالتصديق بالحق وصلاح العمل بالمجيء بالصدق وبهذا ايضا يعلم ان الصدق مع الله جل وعلا كما انه عبودية محلها القلب الا انها تنعكس على الجوارح كلها وكما انه يطلب من القلب ان يكون صادقا فكذلك اللسان وكذلك الجوارح ولهذا كما يوصف القلب بالصدر فان اللسان ايضا يوصف بالصدق وجواره ايضا توصف بالصدق ومن وسط اللسان بالصدق ما جاء في الدعاء العظيم في حديث سدان ابن اوس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له اذا اكتنز الناس الذهب والفضة تكتنز هذه الدعوات اللهم اني اسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد واسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك واسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك واسألك قلبا سليما ولسانا صادقا واسألك من خير ما تعلم واعوذ بك من شر ما تعمل واستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب فقال لسانا صادقا واللسان الصادق هو الذي يتواطأ ويتفق مع القلب بان يستوي السر والالم. اللسان هو القلب لا ان يقول بلسانه ما لا يؤمن به ويعتقده في قلبه وبمناسبة الذكر لهذه الدعوة العظيمة فان فيها منجاة للعبد ولا سيما عندنا تنفرد القلوب الى الدنيا وتكتم بها والنبي صلى الله عليه وسلم نبه على هذه الدعوة العظيمة في هذا الموضع قال اذا اكتمز الناس الذهب والقطة هاي اصطدمت قلوبهم الى الدنيا وفتن وفتنوا بها وكانت الدنيا اكبر همهم ومبلغ علمهم وشغلهم الشاغل تكتنز هذه الدعوات وفعلا اذا تأملت في مضامين هذه الدعوات وما اشتملت عليه من مطالب عليا ومضامير رفيعة تجد ان فيها منجاة للعبد وشرح ذلك يطول واما وصف الجوارح بالصدق والكذب ففي الحديث الصحيح عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم كتب على ابن ادم حظه من الزنا وهو مدرك ذلك لا محالة فالعينان تزنيان وزناهما النظر والاذنان تزنيان وزناهما الاستماع واليدان تزنيان وزناهما البطش والرجلان تزنيان وزناهما المشي والفرج يصدق ذلك او يكذبه فوصف عمل الجوارح بذلك بالصدق او الكذب. قال والفرج يصدق ذلك او يكذبون ولهذا الاعمال نفسها انا قسمين اعمال صادقة واعمال كاذبة. واذا قيل ان الصدق نجاة فان معنى ذلك ان نجاة العبد بالصدق بالقلب اعتقادا واللسان نطقا والجوارح عملا لابد ان تكون هذه كلها صادقة وتأملوا في هذا المعنى الاية التي ترغب عند اهل العلم باية البر وهي قول الله سبحانه وتعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واكل مال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن الصغير والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة وينوبون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين املأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون تتأمل قول ربنا جل في علاه اولئك الذين صدقوا بعد ان ذكر نعوتهم واخبر بصفاتهم واذا رجعت الى هذه الصفات التي ذكرها الله سبحانه وتعالى عنه ثم اتبع ذلك بقول اولئك الذين صدقوا تجد انها ترجع الى امرين الاول صحة الاعتقاد بالايمان بالله ربا قال من وباسمائه وصفاته وانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه وافراده سبحانه وتعالى وحده بالعبادة والايمان بالملائكة ذلك الجند العظيم والخلق من خلق الله تبارك وتعالى ايمانا باسمائهم واوصافهم واعدادهم ووظائفهم اجمالا لما اجمل وتفصيلا والإمام بالكتاب اي بكل كتاب انزله الله على كل رسول وقل امنت بما انزل الله من كتاب ولماذا النبيين بان يؤمن ويصدق بكل رسول ارسله الله وانه بلغ البلاغ المبين ومن ترك خيرا الا دل امته عليه ولا سرا الا حذرها منه والايمان باليوم الاخر وهو كل ما يكون بعد الموت مما اخبرت به رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه قال ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبي وهذه كلها عقائد مكانها القلب ثم اتبع ذلك بذكر الاعمال واتى المال على حبه الى تمام الاية فعلموا بذلك ان الصدق مع الله علم وعمل. عقيدة وسريعة ليس الصدق مع الله شيء يكون في القلب ولا يكون له اثر ومظهر في جوارح العبد بل الصدق مع الله جل وعلا صلاح في الباطن والظاهر في السر والعلن كما يوضح هذا المعنى قول نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه الا ان في الجسد مرة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب وهذا فيه تبيان اما صلاح القلب بالصدق مع الله تبارك وتعالى ينعكس على لسان المرء بان يكون لسانا صادقا وانا اؤكد ايضا على جوارح العبد بان تكون صادقة لقيامها بطاعة الله سبحانه وتعالى وايضا يفهم من هذه الاية ان اعمال الدين وشرائع الاسلام الظاهرة كلها مظاهر للصدق مع الله اذا نبعت من قلب المرء ولم يكن مظاهرا بنا ولهذا تأمل على سبيل المثال قول النبي عليه الصلاة والسلام والحديث في المسند بسند جيد عندما ذكرت عنده صلى الله عليه وسلم الصلاة يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له ونور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع قارون وفرعون وهامان وابي ابن خلع فهؤلاء الاربع الصناديد الكفر واعمدتهم واجتهدوا من هذا الحديث قوله من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة. فقوله وبرهانا اي على صدقه في ايمانه مثل ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام والصدقة برهان ولهذا نظائر كثيرة احاديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فاذا صح من العبد صدقه مع الله تبارك وتعالى وكان في قلبه صادقا مع الله تبارك وتعالى فان الجوارح ولا بد تستقيم باستقامة هذا القلب اذ ان الجوارح لا يمكن ان تتقلب عن مراداة القلوب اهو وما يكون على الجوارح سواء اللسان او اعضاء الانسان يلبسان فهذا راجع الى فساد في القلب وخلل الدين القلب. وظائف الدين اثقل مع الله تبارك وتعالى وصدق اقباله عليه جل وعلا وهذا كله مما يؤكد اهمية هذا الموضوع وكبر شأنه وان الواجب على العبد ان يصدق مع الله تبارك وتعالى وان تتخطفه فتن هذه الدنيا وملهياتها وشواغلها الكثيرة التي تعقب بالانسان اذا قطن بها عن طريق الصدق مع الله تبارك وتعالى الى دروب معوجة وسبل منحرفة وطرائق ملتوية تؤدي بصاحبها الى الهلاك يظنها بادئ ذي بدء انها انها جمال وزينة وخير يحصله ثم يجدها كسراب بقيعة. يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا فكلها تعطف المرء عن الصدق مع الله تبارك وتعالى الى سبل كثيرة تحرقه عن صراط الله تبارك وتعالى المستقيم ونبينا ينبه على هذا المعنى في الحديث الذي خرجه الامام احمد في المسند وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ضرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران ودستورين ابواب وعلى الابواب سكون مرآة ومناد ينادي من اول الصراط يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا ومناد ينادي من جوق الصراط يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلج وهذا المثل العظيم يوضح لنا المحك في هذا الباب ويتبين من خلاله مدى صدق العبد يستورده على هذا الصراط ولزومه له او انه لا ينجح في هذا الامتحان كما تقدم معنا في الاية الكريمة ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. ومعنى قوله وليعلمن اي وليرين المراد بالعلم الرؤية هيا يرى ذلك او يعلمه علم رؤية ووقوع لهذا الشيء لان علم الله سبحانه وتعالى اعمال العباد علم ازلي سابق قبل ان ان تفعل وعلم بعد الوقوع وهو المراد هنا وعلم بعد وقوعها وهو الذي يترتب عليه الحكم ويترتب عليه الثواب والعقاب يترتب على العلم العلم باعمال العباد واقعة من العباد. باشروا فعلها والا فان الله عز وجل علم في الازل كل ما هو كائن. وكتب ذلك باللوح المحفوظ قبل ان يخلق السماوات. والارض بخمسين الف زمن كل ذلك في كتابه فهذا المثل يوضح للعبد هذه الحقيقة ويجلي له هذا الامر تستائر الى الله عز وجل والى نيل رضوانه سبحانه وتعالى هو بمثابة الرجل الذي يسير في طريق مستقيم بين جدارين والجزاران حدود الله لان النبي عليه الصلاة والسلام وضح المثل قال اما الصراط فهو الاسلام واما الجداران فحدود الله واما الابوال التي من الستور المرخاة فمحارم الله واما المنادي الذي ينادي من اول الصراط فكتاب الله واما المنادي الذي ينادي من جوف الصراط فواعظ الله في قلب كل مسلم فهذا المثل يوضح هذا هذا الامتحان وان العبد يسير في طريق مستقيم جادة واضحة ان استمر عليها وواصل السير فيها اوصلته الى رضوان الله تبارك وتعالى والجنة. وعلى جنبتيه بهذا الصراط ابواب عليها الستور مرآة ومن المعلوم ان الباب الذي ليس عليه اكل ولا يحتاج عند الفتح الى معالجة وانما عليه ستارة دخوله لا يكلف وقتا وهذا يدل على ان هذه الابواب التي تخرج الانسان عن طريق الصدق مع الله كثيرة عن يمينه وشماله فالمقام يحتاج من الاب الى مجاهدة النفس واستعانة بالرب والله جل وعلا يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزه وان الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين ذكر من ضمن منازل السائرين الى الله تبارك وتعالى منزلة الصدق وتحدث حديثا نابعا في اول كلامه على هذه المنزلة عن عظيم اهميتها ورفيع مكانتها وبين ان اعمال القلوب كلها ترجع الى الصدق وان اضداد ذلك كله يرجع الى الكذب وفي جملة ما اشار اليه رحمه الله في حديثه عن الصدق مع الله ذكر اما اشياء خمسة جاءت في القرآن مضافة الى الصدق وهي مدخل الصدق ومخرج الصدق وقدم الصدق ولسان الصدق ومقعد الصدق اما مدخل الصدق ومخرجه ففي قول الله تبارك وتعالى وقل ربي ادخلني مدخل صدق واخرجني مفردة سر ويمكنها خلاف بين ائمة القراءة وائمة القرآن بضم الميتهما من ادخل يدخل مصدر للفعل ادخل يدخل ادخالا واما قدم الصدق فبقوله تبارك وتعالى وبشر الذين امنوا ان لهم قدم صدق الا ربهم واما لسان الصدق ففي دعاء ابراهيم واجعل لي لسان صدق في الاخرين واما مقعد الصدق فبقوله تبارك وتعالى في اخر اية من سورة القمر في مقعد صدق عند مليك مقتدر وهذه الخمس التي جاءت في القرآن مظافة بعضها اخذ ببعض فهي فهي كعقد ثمين كل خرزة منه توصل الى الاخرى وتفضي اليها بدءا من مدخل الصدق ومخرج الصدق وذلك بان يكون العبد في تحركاته وتنقلاته ودخوله وخروجه وذهابه وايابه بالله ولله ووضح امر الله سبحانه وتعالى وهذا اذا كان العبد عليه ملتزما به ملازما له فانه يكون بذلك قد قدم لنفسه قد قدم لنفسه يوم يلقى ربه امرا تكون به نجاته يوم يلقى الله وهو قدم الصدق ومن احسن ما قيل في معنى ان لهم قدم صدق اي اعمال صالحة وفقهم الله سبحانه وتعالى لتقديمها بهذه الحياة وقدموا لانفسكم وهذا يثمر في الدنيا لسان الصدق بالناس وفي الاخرين ذكرا حسنا وثناء عاطرا ومعرفة ما ادري الشخص وفضائله فكم من اناس توفاهم الله سبحانه وتعالى من قرون طوال ولا تزال مع مر الايام ومر الليالي لا ينقطع الناس من ذكرهم والثناء عليهم والافادة منهم ذكرهم بالجميل وهذا من عازل البشرى في هذه الحياة الدنيا واما في الاخرة هؤلاء مقعد الصدق عند مليك مقتدر في مقعد سب عند مليك مقتدر فارتبطت هذه الخمس التي اضيفت الى الصدق ارتبط بعضها ببعض وكل منها يفضي الى الاخر ويؤدي اليه والتوفيق بيد الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له هو وحده المعين. وهو وحده الهادي الى السواء السبيل. وهو تبارك وتعالى الموفق لمن شاء من عباده الى الصدق معه لا حول ولا قوة الا به فكم هو جميل بالمرء ان ليحقن اللجوء الى الله سبحانه وتعالى ان يوفقه الى الصدق معه وان يجاهد نفسه على تحقيق هذا المقام الرفيع والمنزلة العلية حريصا على ما ينفعه مستعينا بالله تبارك وتعالى وحده لا شريك له والموضوع كما لا يخفى موضوع كبير وموضوع جليل وما اظن ان مثلي يستطيع ان يوفي هذا الموضوع حقه لكنها مدارسة ومذاثرة ودلالة على اهمية هذا الموضوع ومكانته العظيمة وحاجتنا جميعا الشديدة الى العناية به والاهتمام ليتحقق بذلك لنا النجاة والفوز يوم ان نلقى الله سبحانه وتعالى واسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يوفقنا اجمعين لما يحبه ويرضاه من سبيل الاقوال وصالح الاعمال وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا واوقاتنا وازواجنا وذرياتنا واجعلنا مباركين اينما كنا اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم امتعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا نكرر في خاتمة هذا اللقاء الشكرة لمعالي مدير هذه الجامعة الجامعة الاسلامية الشيخ الاستاذ الدكتور عبد الرحمن السند وجميع منسوبي هذه الجامعة وطلاب الكرام واحسب ان هذه الجامعة المباركة وموضوعنا عن الصدق مع الله تبارك وتعالى تأسست وقامت على الصدق مع الله من اول يوم فانها كما لا يخفى قامت على ايدي علماء اكابر وائمة اجلاء منذ ذلك الوقت والجامعة تخرج الدفع تلو الدفع من ابناء المسلمين ومن انحاء العالم من نفع الله سبحانه وتعالى بهم نفعا عظيما. واينما يذهب الانسان في انحاء الدنيا يثق في الغالب ومن اثار هذه الجامعة وهي بحرف من حسنات هذه الدولة المباركة ومن مآثرها العظيمة. نسأل الله عز وجل ان ولاة امرنا خير الجزاء وان يبارك في جهودهم وان يوفقهم لخدمة دين الله تبارك وتعالى وان ينفع بهم دينه وعباده وان يصلح بهم انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين شكر الله لكم فضيلة شيخنا على هذه المحاضرة القيمة جميعا من عباده الصادقين المصدقين المصدقين فضيلة الاستاذ الدكتور عبدالله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه اه حقيقة استوقفني في بداية المحاضرة آآ انك الفساد بالكذب عموما فانه يوجد استثناءات تبرر او تجوز الكذب اه كمثل اه عند اه الايقاع مثلا وخاصة على الكفر على سب الله عز وجل وسب رسوله صلى الله عليه وسلم او آآ اوكل لصلاح بين الناس فهل الكذب والصدق ذاتي او بما يؤول اليه نعم؟ ادي الكذب ذاتي او الصدق ايضا او بما يؤول اليه من خير او من فساد حتى الصدق قد يكون احيانا فيه مهلك للنساء اذا صدق فيها اذا صدق فيه قد تؤدي تؤدي به الصنف الى اشكاليات فيؤدي كما يقول بعض العلماء الموالية بالشيء وهو لا وهو لا يكون يعني صادقا فيما طرحه فهل الصدق ذاتي بمعنى ان والكذب بمعنى ان الانسان آآ يطرق الباب او الصدق وباب الكلب وان كان فيه مهلك له او مضر عليه او انه فيه ممدوحة وهذا الذي حصل عند التعارض بينما ضعفته اولا وبين مخزون الثقافي ويجزيك خيرا اولا بمناسبة الكلمة الاخيرة المخزون الثقافي فاسأل الله عز وجل ان يخزن قلبك صدقا معه على ما تفضلت به من مشاركة ورغبة في الفائزة ما ذكرته من تعارض يظهر والله تعالى اعلم ان ذلك بسبب عدم التنبه فيما يظهر لي الصدق الذي تحدثت عنه والكذب الذي تحدثت عنه والذي ذكرت مشيرا الى ما قرره اهل العلم ان مرجع الصلاة في الظاهر والباطن الى الصدق ومرجع الفساد كالظاهر والباطن الى الكذب كل ذلك ليس منه شيء فيما طلبته من امثلة وانما كان الحديث واظحا في بدء الكلام عن عمل القلب واما هذه الامثلة التي ذكرتها كلها اشياء تتعلق بالظاهر وانما المقصود بما تحدثت عنه وعليه قام هذا الموضوع الصدق الذي هو في قلب الانسان والكذب الذي هو في قلب الانسان على هذين ينبغي صلاح القلوب فمثلا ان الحياء والخشية والانابة والتوكل والرجاء الى غير ذلك من اعمال قلوب كلها للصدق مع الله التأثير بهذه الاعمال والاثر فيها كما ان الذي هو فساد القلب بالكذب عليه ايضا مرجع الفساد في الماضي مثل ما نبه العلماء فمثلا الرياء والكبر والغرور كل هذه الاعمال القلبية الفاسدة كلها راجعة للكذب الذي في القلب الانسان في قلبه مثل ما قال الله عز وجل اه اه اذا جاءك المنافقون قالوا انك لرسول الله والله يعلم انك لرسول والله يشهد ان المنافقين لكاذبون وهم كاذبون ليس فيما نطقوه بالسنتهم هو رسول الله هذا خبر صحيح لكن كاذبون في مقام في قلوبهم لان الذي في قلبهم هو الكذب ليس فيه من الصدق شيء. فهذا الكذب الذي في القلب هو الذي يرجع اليك فسادا الانسان في ظاهره وباطنه والصدق الذي في القلب هو الذي ايضا يرجع اليه الصلاة في ظاهر انسان وباطنه وايضا وضحت ذلك بحديث اه عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهو قوله الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت طرح الجسد كله والى فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. شكر الله لكم بارك الله فيكم فضيلة الشيخ هنا سائل يقول مع حكم ترك العمل خوفا من الرياء وعلى المسلمين كما انه لا يجوز للعبد ان يفعل العمل رياء فانه كذلك لا يجوز له ان يتركه خوف الرياء. فكل من هذين الامرين باطل فلا يجوز ترك العمل من اجل الخوف من الرياء ولا يجوز ايضا فعل العمل رياء لعل من فوائد هذا الموضوع ان الصدق مع الله جل وعلا كما قال العلماء ينفي العجب وينفي الرياء فاذا المطلوب من العبد هو ان يباشر العمل ان يجاهد نفسه على المحافظة على العمل وان يصدق مع الله فيه وان يأتي به مخلصا لله تبارك وتعالى. اما انفتح على نفسه هذا الباب فكم من الاعمال الصالحة والطاعات الزاكية سيدعوه الشيطان الى تركها بحجة ان ذلك اه من باب خوف عدم المراعاة نعم المنافسة ان يكون كيف يرى العبد انه صادقا مع الله؟ وما هي علامات صدق العبد لا يستطيع ان يزكي نفسه مهما جد واجتهد ومهما بذل لا يستطيع ان يزكي نفسه والله سبحانه وتعالى يقول الا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى. وان اعظم ما تزكى به النفس الصدق. مع الله. لكن انها مجاهدة وجهاد والانسان يغالب على ذلك مثل ما قال الاوزاعي رحمه الله ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي فالمقام مقام مجاهدة وجهاد مع النفس والله تعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله ولهذا يقول الله تبارك وتعالى في وصفه للمؤمنين الكمل والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. جاءت المبتدئ وغيره باسناد صحيح ان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى هذه الاية قالت اهو الرجل يزني ويسرق ويقتل ويخاف ان يعذب؟ قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الا يقبل فهذا شأن المؤمنين الكمل ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله تعالى ان المؤمن جمع بين احسان ومقامة والمنافق جمع بين اساءة وامن والله جل وعلا يقول انما يتقبل الله من المتقين فلا يزكي العبد نفسه لكنه يجاهد نفسه على الصدق مع الله تبارك وتعالى ويسأل الله عز وجل التوفيق لذلك والثبات عليه الى ان يتوفاه الله على ذلك واما العلامات فمر معنا في ثنايا هذا اللقاء اشارة الى شيء منها فضيلة الشيخ هذا بعض الكتب التي تسمحون بقراءتها بما يتعلق باعمال القلوب في اعمال القلوب آآ كتب آآ رسائل آآ كثيرة فان شاء السائل رسالة مختصرة فليقرأ كتاب طرح منظومة السير الى الله للشيخ عبد الرحمن ابن السعدي رحمه الله ابيات هذه المنظومة في حدود اه العشرين بيتا لكنها جمعت جمعا عجيبا في هذا الباب باب اعمال علو منها الصدق وشرحها الشيخ رحمه الله في رسالة مختصرة وحقيقة اعتبرها رسالة ثمينة ومهمة للغاية في هذا الباب العظيم. فمن اراد رسالة مختصرة في هذا الباب فليقرأ هذه الرسالة واما من اراد التوسع والبغظ فيجد ذلك في كتاب ابن القيم الحافل مدارج السالكين فضيلة الشيخ هذا السائل يقول كيف يتجنب الانسان الوقوع فيما لا يرضي الله جل وعلا عدة محاولات لحفظ هذه المعصية. صحيح الانسان الوقوع فيما لا يرضي الله. مع انه حاول مرات عديدة لترك هذه المعصية. العلماء يقولون ان اكبر زاجر بل قال الشيخ الصنبيقي رحمه الله تعالى اتفق العلماء على ذلك ان اكبر زاجر هو ان تعلم ان الله يراك وانه سبحانه وتعالى مطلع عليك. الم يعلم بان الله يراك؟ هذا اكبر زاجة باتفاق اهل العلم كما ذكر ذلك الشيخ الشنقيطي رحمه الله وهذا زاجر معك اينما كنت من ليل او نهار هي سفر او حضر اينما تكون معك هذا الزائر فاحرص على ان تكون دائما مستذكرا رؤية رب العالمين لك. ولا يكن جل وعلا اهون الناظرين اليك ولا تكن ممن قال الله فيهم يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول فاكبر زاجر للعبد ان يتذكر رؤية الله له وفي قصة الثلاثة التي مرت الاشارة اليها قالت تلك المرأة لما اشتدت بها الحاجة قالت لابن عمها اتق الله ولا تقب الخاتم الا بحقه ذكرته بالله فنهره وكان هذا العمل وهذا النهوض وهذا التجنب تقوى لله سببا من الاسباب التي كان بها تفريج ذلك الهم لانه صدقة صدق مع الله تبارك وتعالى لتركه هذه المعصية خوفا من الله وخشية من الله ومن اجل الله تبارك وتعالى فكان نجاة له عند الله سبحانه وتعالى فاكبر زاجر ينفعك في هذا الباب هو باب المراقبة وان تتذكر رؤية رب العالمين لك والجأ اليه سبحانه وتعالى بالدعاء ان يجنبك الفتن وان يبعدك عن المعاصي وان يصلح لك شأنك كله وكن صادقا معه في دعائك والله جل وعلا لا يرد من دعاه ولا يخيب من ناجاه اكثر من طالب يطلبون منكم ان هذا الدرس اسبوعيا لمسجد الجامعة والله آآ الامر ان شاء الله آآ يعني آآ متاح باذن الله عز وجل ان يسر الله ذلك يكون باذن الله جل وعلا ومن فظل الله كان لي في مسجد الجامعة كل خميس اه دروسا استمرت اقول ذلك متحدثا بنعمة الله من بينها شرح كتاب الادب المفرد للامام البخاري رحمه الله تعالى امضيت به تسع سنوات بمسجد الجامع وختمناه وادركه مني بعض الدفع ثم جاءت بعض الدفع الاخرى واكملنا بفضل الله سبحانه وتعالى آآ الكتاب وايضا انهينا عددا من الكتب وان يسر الله عز وجل من الوقت افعل ذلك باذن الله جل وعلا. نعم الله ونسأل الله تعالى للجميع وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته