بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين وما ترك خيرا الا دل الامة عليه. ولا شرا الا حذرها منه. فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد معاشر الكرام لقاؤنا هذه الليلة التي نسأل الله جل في علاه ان يجعلها ليلة مباركة علينا اجمعين. عامرة بما يحبه جل وعلا ويرضاه وان يصلح لنا شأننا كله وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يعفو عنا تقصيرنا وزللنا وان يهدينا اليه صراطا مستقيما موضوعنا في هذه الليلة موضوع عظيم الاهمية كبير الفائدة انه حديث عن اعظم البشرية خلقا واكملهم ادبا واعظمهم عبادة ومعرفة بالله سبحانه وتعالى انه حديث عن سيد ولد ادم وخيرهم ومقدمهم وامامهم وقدوتهم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه انه حديث عن من شرفه الله سبحانه وتعالى بكمال الظاهر والباطن جمله ربه سبحانه. فكانت صورته الظاهرة. وهي وقوامه وصفته اجمل ما يكون. واحسن ما يكون. وكانت اخلاقه وادابه وتعاملاته اكمل الاخلاق واحسنها وارفعها انه حديث عن صفوة عباد الله وخيرهم عن رسول الله وعبده ومجتباه ومصطفاه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. انه حديث عن خلق نبينا الكريم ورسولنا وقدوتنا محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والحديث عن خلقه عليه الصلاة والسلام حديث عن احسن الخلق واجمله واطيبه حديث عن من كمل له ربه سبحانه وتعالى الخلق واتمه له ظاهرا وباطنا. سرا وعلانية وقد دعا نبينا صلى الله عليه وسلم ربه وسأل مولاه فاجابه سبحانه وتعالى واناله طلبته ومبتغاه فرفع له قدره واعلى له ذكره وعظم بين الخلائق شأنه ومكانته ومنزلته وكان من دعائه صلوات الله وسلامه عليه دعاء يقوله في مفتتح صلاته المكتوبة كما جاء في السنن من حديث علي وفيه قوله الصلاة والسلام اللهم اهدني لاحسن الاخلاق. لا يهدي لاحسنها الا انت. واصرف عني لا يصرف عني سيئها الا انت. ومن الدعاء الذي صح عنه صلوات الله وسلامه عليه اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ومن التعوذات الثابتة عنه صلوات الله وسلامه عليه ما جاء في الترمذي وغيره انه كان يقول اللهم اني اعوذ بك من منكرات الاخلاق والاعمال والادواء وقد اجاب الله عز وجل دعوته فرفع مقامه واعلى شأنه وكمل له خلقه وتممه. وقد صح عنه صلوات الله وسلامه عليه انه قال ان الله قسم بينكم اخلاقكم كما قسم بينكم ارزاقكم. قد جاء عن بعض التابعين ولعله المطرف ابن عبد الله ابن السخير قال ان هذه الاخلاق وهائب وان الله اذا احب عبده وهبه منها. ونبينا عليه الصلاة والسلام ليس حبيب الله فقط. بل هو خليله والخلة اعلى درجات المحبة قد قال عليه الصلاة والسلام ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا فقسم له جل وعلا من الاخلاق والاداب اوفر نصيب واكمل حظ واعلى درجة. فتمم له جل وعلا الخلق كله والادب اجمعه فكان صلوات الله وسلامه وبركاته عليه في كل خصلة تن من خصال الادب وكل خلة من خلال الخلق اماما قدوة كما قال الله جل وعلا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. لمن كان يرجو الله اليوم الاخر وذكر الله كثيرا وقد عرف عليه الصلاة والسلام بالخلق من اول نشأته وبداية حياته واذا تحدث الناس عن الاخلاق العالية والادب الرفيع والصدق والوفاء والامانة والنصح لم ينصرف حديثهم الى غيره. فكان يشار اليه منذ نشأته بالبنان في الحديث عن الخلق والاداب حتى اشتهر بذلك شهرة عجيبة. وعندما تقرأ سيرته العطرة تجد في كريم خلقه وجميل تعامله وعظيم امانته والصدق وفائه امورا لا يطيقها كل احد ولكن يطيقها من اعظم الله عز وجل له النصيب. بكمال الخلق وعظيم الادب ورفيعه وعليه وربما تطول الامثلة بذلك ولعله يأتي شيء منها لكنني اعجل بمثال عجيب عندما تآمر قومه على قتله وخططوا لذلك وعلم عليه الصلاة والسلام بتآمرهم عليه. خرج ليلا في الليلة التي هاجر فيها عليه الصلاة والسلام من مكة الى المدينة ولما خرج كانت عنده للمشركين لاعدائه لخصومه للذين تآمروا على قتله ودائع فانظر هذا الامر ما اعجبه. انظر هذا الامر ما اعظمه ودائعهم وثمين ممتلكاتهم وانفس سيا عندهم لم يجدوا في مجتمعهم شخصا يطمئنون الى امانته والى حسن حفظ لودائعهم مثله عليه الصلاة والسلام فالى اليوم الذي كان فيه في مكة وتشتد عداوتهم له وودائعهم عنده عليه الصلاة والسلام واماناتهم عند عليه الصلاة والسلام ولما اراد الخروج وكل لعلي رضي الله عنه ان يعيد لكل شخص امانته. وان عيد لكل شخص وديعة فهذا مثل لا يستطاع شخص اعتدي عليه واوذي في الله الى درجة التآمر على القتل ومع ذلك حفظ حقوقهم. وودائعهم واماناتهم. بكل دقة. وبكل وفاء صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فمن عليه ربه جل وعلا ومولاه باكمل الخلق. واعظم الادب وارفعه وسبحان الله لما جهر بدعوته واعلن فساد ما عليه قومه من عبادة الاوثان واتخاذ الشركاء والانداد وبارزه قومه بالعداء كثف قومه الدعاية ضده معاداة لدينه وصدا عن الحق والهدى الدعاية حوله تنفيرا للناس عنه. وصدا عن الحق والهدى الذي ادعوا اليه وكان من اكثر قالتهم وسعيهم لتشويه سمعته وتنفير الناس عنه ان قالوا في شأنه انه مجنون. نعم قالوا هذه المقالة واصبحوا في فجاج مكة وطرقاتها يكررون هذه الكلمة. واذا جاء شخص غريب الى مكة اسمعوه كثيرا هذه الكلمة. محمد مجنون. تنفيرا عن دعوته قال الله سبحانه وتعالى نون والقلم وما يسطرون. ما انت بنعمة ربك بمجنون وان لك لاجرا غير ممنون. وانك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون بايكم المفتون هذه الدعاية الفاجرة الاثمة الخاطئة الكاذبة محمد مجنون قالها هؤلاء فجورا وكذبا لا لشيء الا لمعاداة دينه عليه الصلاة والسلام وهذا من اعظم ومن فجور في الخصومة كل ذلك تنفيرا للناس عن الحق والهدى الذي جاء به صلوات الله وسلامه عليه. ويأبى الله لا ان يتم نوره وما امده الله سبحانه وتعالى به من خلق عظيم كان يعلو به على سفساف قول هؤلاء وسيئ فعالهم. والحق ولا يعلى عليه جاء في صحيح مسلم ان ضماد الازدي وكان سيدا في قومه دخل مكة فسمع الناس يقولون محمد مجنون فقال انني رجل قارئ اي اقرأ على من به مس او به جنون وان الله شفى على يدي من شاء من عباده لئن لقيتم محمدا لاقرأن عليه لعل الله يشفيه على يديه ولقي محمدا عليه الصلاة والسلام بهذا القصد فقال ظماد للنبي عليه الصلاة والسلام انني رجل قارئ وان الله شفى على يديه من شاء من عباده فهل لك في ذلك هل لك في ذلك؟ تحب اقرأ عليك انظر سعة الخلق وعظيم الاحتمال وجميل التعامل فقال النبي عليه الصلاة والسلام ان الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله قال اعد علي كلامك هذا فاعاده ثلاثا. صلوات الله وسلامه عليه فقال ضماد لقد سمعت كلام الكهنة والسحرة والشعراء ما هذا بكلامهم وقد بلغت كلماتك هذه ناعوسة البحر اي بلغت الصميم. اعطني يدك ابايعك على الاسلام. ومد يده وبايع النبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه تنظر هذا الخلق ما اعظمه والدعاية المكثفة ضده بانه مجنون لم تفنه اطلاقا بل لم يزدد الا خلقا وسموا بأدبه الرفيع. صلوات الله وسلامه عليه. فكان لهذا الخلق الذي حباه الله به ومن به عليه شأنا عظيما في انتشار دعوته وقبول الناس لما جاء به. كما قال الله سبحانه وتعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فهكذا كان شأن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فكان اماما قدوة في الخلق كله والادب اجمع ولما كانت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها قريبة من النبي عليه الصلاة والسلام قربا عظيما في تعاملاته وفي خلقه وفي ادبه وقفت من ذلك على ما لم يقف عليه غيرها تكرر عليها السؤال رظي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم تكرر عليها السؤال من غير واحد عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ذلكم ما جاء في صحيح مسلم عن سعد بن هشام قال قلت لام المؤمنين عائشة رضي الله عنها اخبريني او نبئيني عن خلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الست تقرأ القرآن قلت بلى قالت ان خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن فجاءت رضي الله عنها بجواب واف شاف حتى ان سعدا لما سمع هذا الجواب قال قيمة عجيبة من قوة انتفاعه وادراكه لعظيم شأن هذا الجواب الذي سمعه من ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قال فهممت ان اقوم ولا اسأل احدا عن شيء حتى اموت لقد هممت فهممت ان اقوم ولا اسأل احدا عن شيء حتى اموت قال ذلك لادراكه عظيم شأن هذا الجواب الذي سمعه رحمه الله تعالى من ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها والسؤال ذاته كما قدمت تكرر على ام المؤمنين قد جاء في فضائل القرآن لابي عبيد وغيره عن ابي الدرداء انه سأل ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن يرظى لرظاه ويسخط لسخطه وجاء ايضا في السنن سنن النسائي عن يزيد ابن بابونس انه سأل ام المؤمنين عائشة عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم رأت قد افلح المؤمنون الى قوله والذين هم على صلاتهم يحافظون ثم قالت هكذا خلق النبي صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن وتكرر عليها هذا السؤال تكرر عليها هذا السؤال من غير واحد فكان جوابها في كل مرة اذا سئلت عن هذا السؤال ان تقول كان خلقه القرآن وهو جواب واف شاف. يقول الامام ابن القيم رحمه الله تعالى كما في كتابه التبيان في اقسام القرآن يقول فهكذا كانت اخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم. المقتبسة من اسكات القرآن فكان كلامه مطابقا للقرآن تفصيلا له وتبيينا. وعلومه علوم القرآن واراداته واعماله ما اوجبه وندب اليه القرآن. واعراضه وتركه لما منع منه القرآن ورغبته فيما رغب فيه. وزهده فيما زهد فيه. وكراهته لما كرهه ومحبته لما باء وسعيه في تنفيذ اوامره وتبليغه والجهاد في اقامته فترجمت ام المؤمنين لكمال معرفتها بالقرآن وبالرسول وحسن تعبيرها عن هذا كله بقولها كان خلقه القرآن. وفهم هذا السائل يقصد سعد. ابن هشام وفهم هذا السائل لها عن هذا المعنى فاكتفى به واشتفى. يشير بذلك رحمه الله تعالى الى قول سعد لما سمع هذا الجواب فهممت ان اقوم ولا اسأل احدا عن شيء حتى اموت. لانه اكتفى واشتفى بهذا الجواب العظيم والكلام المسدد من للمؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها وهذا الذي قالته ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها شأنه كما ذكر. جواب كاف شاف ذلك ان من اراد ان يعرف خلق النبي عليه الصلاة والسلام وادبه وتعامله فعليه ان يقرأ القرآن وليعلم ان كل ادب وكل خلق جاء في القرآن قام به نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام على اتم وجه واحسن حال. انظر في ذلك على سبيل المثال قول الله عز وجل خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين قول الله عز وجل فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وقول الله عز وجل اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا. وقول الله عز وجل ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. وجادلهم بالتي هي احسن وقول الله جل وعلا فاصبر لحكم ربك الى غير ذلك من الايات العظيمة. فان كل خلق وادب جاء في كتاب الله عز وجل فان نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه جاء منه باكمل درجة وارفع منزلة واعلى رتبة ومما ينبغي ان يعلم في هذا المقام ان الخلق بمعناها العام اشمل من ان يكون قاصرا على التعامل بين عباد فان قول الله عز وجل وانك لعلى خلق عظيم يشمل في عمومه ما يتعلق بهذا الجانب جانب التعامل مع العباد ويشمل ايضا ما يتعلق بالتعامل مع رب العباد ولهذا قال العلماء رحمهم الله تعالى حسن الخلق نوعان الاول حسن الخلق مع الله. بتعظيمه. والادب معه. واحترام شرعه وتعظيم اسمائه وصفاته والبعد عن كل لفظ لا يليق جنابة وعظيم شأنه سبحانه وتعالى والحذر من الاستهزاء بشيء من وشرعه الذي رضيه سبحانه وتعالى لعباده والحذر من اتخاذ الانداد. والشركاء فان كل مشرك قد بلغ في باب الخلق اسوأه. واشنعه اذ اي سوء خلق اشد من ان تصرف العبادة لغير الخالق العظيم والرب الجليل. فالشرك اعظم ما يكون في سوء الخلق اذ كيف يصح من عاقل؟ ويستقيم من انسان علم بتفرد الرب بخلقه وايجاده ثم يتجه في ذله وخضوعه الى غير من خلقه والى غير من اوجده. ولهذا كل مشرك سيء الخلق. وفيه من سوء الخلق اشنع امر حتى وان حسنت معاملته فيما يتعلق بينه وبين العباد. فالخلق عظيم هو الدين كله. كما قال ذلك ائمة التفسير في قول الله عز وجل وانك على خلق عظيم اي دين عظيم. فالخلق هو الدين كله ومما يوضح ذلكم جواب ام المؤمنين عائشة لما سئلت عن خلقه احالت الى القرآن فكل ما في القرآن اتصف به وتأدب به وتحلى به ائتمارا باوامر القرآن وانتهاء عن نواهيه ورضا لما يرضاه وسخطا لما يسخطه. ومحبة لما يحبه وبغضا لما يبغضه ولهذا في الرواية الاخرى قرأت الايات من اول سورة المؤمنون. وهي ايات جمعت العقيدة والعبادة والادب في التعامل. جمعت ذلك كله. وهذا يبين لنا ان الخلق يتناول ذلك كله فيما يتعلق بالادب بين العبد وبين الله وفيما يتعلق بالادب بين العبد وبين عباد الله حاصل القول ان نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه بلغ في الادب اعلى رتبة وارفع منزلة هذه منة الله سبحانه وتعالى عليه. حيث اجتباه ربه سبحانه وتعالى واصطفاه. فكان قدوة للعالمين واسوة للناس اجمعين. صلوات الله وسلامه عليه ولقد كان لهذه الاخلاق التي من الله سبحانه وتعالى عليه بها الاثر البالغ في انتشار دعوته وقبول الناس لما جاء به. فكان يتعامل مع الناس معاملة عجيبة فيها الحلم والصبر والاناة والرحمة والرفق. واحتمال الاذى وحسن النصح للناس والملاينة بالقول والتلطف والتودد والصبر على ما يكون منهم من تعامل سيء او فعل لا يليق الى غير ذلك مما يراه من يقرأ في خلقه ويقف على سيرته. وهذا جانب عظيم اعتنى به اهل العلم عناية دقيقة. ومنهم من افرده بالتصنيف مثل ما صنع الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الادب المفرد ومثل ما صنع الامام الترمذي رحمه الله تعالى في كتابه من الشمائل شمائل النبي صلى الله عليه وسلم واهل العلم اعتنوا بذلك عناية دقيقة. لان اخلاق النبي الله عليه وسلم هي اعلى ما يكون في الخلق. وارفع ما يكون في الادب وكانت اخلاقه صلوات الله وسلامه عليه سببا لدخول الناس في دين الله. حتى انك تقرأ في السيرة ان بعضهم كان يأتي وليس على وجه الارض ابغض اليه من النبي عليه الصلاة والسلام لما يسمعه عنه من دعاية كاذبة فما ان يراه ويسمع حديثه ويقف على خلقه عليه الصلاة والسلام الا ويتحول من ساعته وليس على وجه الارض احب اليه منه. وهذا حصل لعدد وكثير من الناس يكون في ايمانه ضعف فاذا عرف مزيدا من اخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام وادبه الكريم وشمائله العظيمة زاد ايمانا ولهذا ذكر العلماء رحمهم الله تعالى في اسباب زيادة الايمان الوقوف على سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وعلى شمائله العظيمة فان شمائل النبي صلى الله عليه وسلم واخلاقه داعية الى الايمان في حق من لم يؤمن وداعية لزيادة الايمان في حق من امن وقد قال الله تعالى ام لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون. اي ان معرفة الرسول عليه الصلاة والسلام اعظم داع للايمان في حق من لم يؤمن واما من امن فان معرفته باخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وادابه وشمائله ومعاملاته العظيمة يزيده ايمانا. لان اخلاقه عليه الصلاة والسلام تزيد المطلعة عليها حبا له. ومعرفة بقدره. واذا تحقق ذلك عظم اتباعه له. ولزومه لنهجه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولعلنا نقف على بعض الاحاديث المنتخبة من الصحيح صحيحي البخاري ومسلم في ذكر خلق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهذا باب كما اوضحت يطول. لكن ما لا يدرك لا يترك فاشير الى بعض الاحاديث التي يرى فيها شمائله العظيمة واخلاقه الرفيعة وادابه العالية صلوات الله وسلامه وبركاته عليه روى الامام مسلم عن معاوية ابن الحكم السلمي. قال بين انا اصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله رمان القوم بابصارهم فقلت واثقل امياه. ما شأنكم؟ يحدثهما وهو يصلي. ما شأنكم؟ تنظرون الي فجعلوا يضربون بايديهم على افخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكنني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فابي فبابي هو وامي ما رأيت معلما قبله ولا بعده احسن تعليما منه. ما كهرني ولا ضربني ولا الشتمني؟ قال ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس. انما والتسبيح والتكبير وقراءة القرآن وروى البخاري عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال كنت مع النبي صلى الله عليه سلم في غزاة فابطأ بي جملي واعيا فاتى علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال جابر؟ قلت نعم قال ما شأنك قلت ابطأ علي جملي واعيا فتخلفت. انظر امام وقائد ثم يرجع الى المؤخرة. ويتفقد فوجد جابر اعيا بعيره وتعب فسأله عن سبب ذلك قال ابطأ علي جملي واعيا فتخلفت فنزل يحزنه بمحجنه المحجن العصا التي في اعلاها عكفه ثم قال اركب يعني وظع النبي عليه الصلاة والسلام عصاه فالحبل الذي في عنق البعير ومسك البعير وقال لجابر اركب قد يجر البعير صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. قال اركب فركبت فلقد رأيته اي البعير اكفه عن رسول الله اسرع البعير. فكنت اكفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خشية ان يطأها البعير. اكف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اخذ يؤانسه صلوات الله وسلامه عليه. قال تزوجت؟ قال نعم قال بكرا ام ثيبا؟ قلت بل ثيبا. قال افلا جارية تلاعبها وتلاعبك؟ قلت ان لي اخوات فاحببت ان اتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهن قال اما انك قادم فاذا قدمت فالكيس الكيس ثم قال اتبيع جملك قلت نعم فاشتراه مني باوقية. ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلي. وقدمت بالغداة فجئنا الى المسجد فوجدته على باب المسجد قال الان قدمت؟ قلت نعم. قال جملك فادخل فصلي ركعتين فدخلت فصليت فامر بلالا ان يزن له اوقيا فوزن له بلال فارجح لي في الميزان اي باذن النبي عليه الصلاة والسلام فانطلقت حتى وليت فقال ادع لي جابرا قلت الان يرد علي الجمل الان يرد علي الجمل ولم يكن شيء ابغض الي منه. قال خذ جملك ولك ثمنه. هذه القصة في صحيح البخاري وهي تتعلق بتخلف جمل جابر يقابلها قصة في صحيح البخاري تتعلق بتقدم جمل ابن عمر على النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ايضا قصة عجيبة يقول ابن عمر كنت على بكر صعب لعمر يعني ليس مرنا مع قائده والراكب عليه فكان يتقدم يتقدم على الجيش ويكون في مقدمة فكان عمر يؤذيه ذلك يضجره ذلك ان يتقدم ابنه على الجميع فكان يرجع ويكف البعير يرده وهكذا ثم يتقدم بالبعير لانه صعب. ويرده تكرر ذلك فالتفت النبي عليه الصلاة والسلام انظر مشكلة بعير جاء اه جابر التأخر. ومشكلة بعير ابن عمر التقدم فالتفت النبي عليه الصلاة والسلام الى عمر قال تبعني الجمل؟ قال هو لك. فابى عليه الصلاة والسلام الا ان يشتريه بثمن فاشتراه من عمر ثم قال لابن عمر البعير لك فاصنع كما شئت فاصنع كما شئت يعني ان تقدم فالامر اختلف عن سابقا اصنع كما شئت. حل المشكلة الاولى مشكلة تأخر الجمل والمشكلة الثانية مشكلة تقدم الجمل بشراء البعير. واعطائه لصاحبه من ذلك ما جاء في الصحيحين عن انس رضي الله عنه قال بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ جاء اعرابي فقام يبول في المسجد. يبول في المسجد. فقال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مات ما يزجرونه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزرموه. دعوه. لا احد يتكلم عليه اتركوه وشأنه لا تزرموه. دعوه فتركوه حتى بال ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال ان هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القدر انما هي بذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن ثم امر رجل بان يصب على البول سجلا من ماء صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وروى البخاري ومسلم عن انس بن مالك رضي الله عنه قال كنت امشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فادركه اعرابي فجذبه جذبة شديدة. حتى نظرت الى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد اثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته فما كان من النبي عليه الصلاة والسلام الا ان التفت اليه فظحك وامر له بعطاء صلوات الله وسلامه عليه. قال الرجل مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت اليه فضحك وامر له بالعطاء وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم هل اتى عليك يوم كان اشد من يوم احد قال لقد لقيت من قومك ما لقيت وكان اشد ما لقيت منهم يوم العقبة اذ عرضت نفسي على ابن عبدي لين ابن عبد كلال فلم يجبني الى ما اردت فانطلقت وانا مهموم على وجهي فلم استفق الا وانا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فاذا انا بسحابة قد اظلتني. فنظرت فاذا فيها فناداني فقال ان الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد اتى اليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد فقال ذلك فيما شئت وامرني بما ان شئت ان اطبق عليهم الاخشبين اي فعلت فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل ارجو ان يخرج الله من اصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا وروى الشيخان عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اني لانقلب الى اهلي فاجد التمرة ساقطة على فراشي فارفعها لاكلها ثم اخشى ان تكون صدقة فاتركها وروى البخاري ومسلم عن انس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم احسن الناس خلقا وكان لي اخ يقال له ابو عمير وكان اذا جاء قال يا ابا عمير ما فعل النغير؟ كان عنده نغير يلعب به وروى مسلم عن انس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقا فارسلني يوما لحاجة فقلت والله لا اذهب وفي نفسي ان اذهب لما امرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى امر على صبيان وهم يلعبون في السوق. فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض من ورائه قال فنظرت اليه وهو يضحك. فنظرت اليه وهو يضحك. فقال يا انيس اذهبت حيث امرتك قال قلت نعم انا ذاهب يا رسول الله وروى مسلم عن انس قال ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاسلام شيئا الا اعطاه. قال فجاءه رجل فاعطاه غنما بين جبلين فرجع الى قومه فقال يا قوم اسلموا فان محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة وروى البخاري عن انس رضي الله عنه قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا عاما ولا لعانا كان يقول لاحدنا عند المعتبة ما له تربت جبينه وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها ان يهود اتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السامع وعليكم فقالت عائشة عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم. فقال مهلا يا عائشة عليك بالرفق واياك والعنف والفحش قالت اوما سمعت ما قالوا قال اوما سمعت ما قلت؟ يستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها ان رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم. فلما رآه قال بئس اخو العشيرة او بئس ابن عسيرة فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط اليه فلما انطلق الرجل قالت له عائشة حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا. ثم تطلقت في وجهه وانبسطت اليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة متى عهدتيني فاحشا ان شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره وروى البخاري عن سهل بن سعد قال جاءت امرأة الى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة فقال سهل للقوم اتدرون ما البردة فقال القوم هي الشملة. فقال سهل هي شملة منسوجة فيها حاشيتها فقالت اي المرأة يا رسول الله اكسوك هذه جاءت بها هدية ونسجتها بيدها للنبي عليه الصلاة والسلام قالت اكسوك هذا فخذها فاخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا اليها فلبسها. فرأى عليه رجل من اصحابه. قال يا رسول الله ما احسن هذه؟ فاكسنيها. فقال نعم فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لامه اصحابه. قالوا ما احسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم اخذها محتاجا اليها ثم سألته اياها. وقد عرفت انه لا يسأل شيئا فيمنعه قال رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكفن بها. وكانت كفنه والاحاديث في هذا المعنى عنه صلوات الله وسلامه عليه كثيرة جدا. ومن يطالع كتابي السماء للترمذي والادب المفرد للبخاري وغيرهما من كتب اهل العلم يقف من ذلك على شيء كثير. لكن لعلنا نختم مجلسنا هذا بخاتمة هي في الحقيقة زبدة لما ينبغي ان تكون عليه حال من يقف على هذه الاداب وهذه الشمائل وهذه الاخلاق العظيمة التي اتصف بها نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه. روى الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه الجامع لاخلاق الراوي واداب السامع عن محمد ابن شهاب رحمه الله انه قال ان هذا العلم ادب الله الذي ادب به نبيه صلى الله عليه وسلم وادب النبي صلى الله عليه وسلم امته امانة الله الى رسوله صلى الله عليه وسلم ليؤديه على ما اؤدي اليه من سمع علما فليجعله امامه حجة فيما بينه وبين الله عز وجل وهذا الكلام لمحمد بن شهاب رحمه الله كلام عظيم جدا. اختصر فيه القول فيما ينبغي ان يكون عليه المسلم وهو يقف على الاداب العظيمة والاخلاق الرفيعة التي اتصف بها نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وذلك بان يجعل هذه الاداب محط نظره وموضع اهتمامه ومحل عنايته ورعايته فلا يكون حظه من هذه الاداب مجرد السماع بل ينبغي ان يكون حظه منها التأسي والاقتداء والاهتداء باخلاق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وادابه الرفيعة وكلما عظم حظ العبد من هذه الاداب عظم حظه من الدين وكلما عظم حظه من هذه الاداب عظم حظه بقرب المنزلة من النبي الكريم عليه الصلاة والسلام كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان اقربكم مني منزلة احاسنكم اخلاقا وسئل عن اكثر ما يدخل به الناس الجنة فقال تقوى الله وحسن الخلق. وجاء عنه صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث الحث على التحلي بمحاسن الاخلاق وكريم الاداب وجميلها وطيبها. فوجب على كل مسلم ان يعتني بهذا المقام عناية عظيمة وان يهتم به اهتماما كبيرا تحليا وتأسيا بادب نبينا الكريم صلوات الله و وسلامه عليه وبخلقه العظيم. زادنا الله اجمعين توفيقا وتسديدا واتباعا للنبي الكريم عليه الصلاة السلام صلى الله وسلم على رسول الله احسن الله اليكم فضيلة الشيخ يقول السائل الشيطان دائما يلقي على قلبي شبهات كثيرة قد تؤدي الى الكفر وتعبت من الذهاب الى اهل الذكر للاستفسار عنها ماذا افعل بارك الله فيكم يقول الله عز وجل ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم انصح هذا السائل الكريم ان يحسن الالتجاء الى الله عز وجل والاعتصام به والاستعاذة به واللجوء اليه. صادقا ملحا على الله عز وجل والله لا يخيب عبدا دعاه ولا لا يرد مؤمنا صادقا ناجاه وهو القائل واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان وهذا الشيطان عدو للانسان وعداوته له شديدة قد قال الله عز وجل قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس فوصفه بانه وسواس خناس اي انه اذا غفل عن ذكر الله وسوس واذا ذكر الله خنس فالدواء الشافي والعلاج الناجح لطرد الشيطان والسلامة من وساوسه الفزع الى الله وصدق اللجوء اليه تعوذا به سبحانه وتعالى من الشيطان وقد قال الله تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان اي الذين يذكرون الله ويلجأون اليه سبحانه وقال ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين والوساوس الكفرية التي تهجم على صدر الانسان من غير اختيار ولا طلب لها ولا رغبة في وجودها في صدره لا تضره ما دام كارها لها مبغضا قد جاء في الحديث ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوه قالوا ان احدنا ليجد في قلبه ما ان يخر من السماء احب اليه من ان يتكلم به. قال اوجدتم ذلك؟ قالوا نعم. قال ذلك صريح الايمان. اي الكراهية والبغض لهذه الوساوس. فما دام مبغضا لها مجاهدا نفسه على طردها وابعادها من قلبه مستعيذا بالله تبارك وتعالى من الشيطان فانها باذن الله تبارك وتعالى تعالى لا تضره والواجب عليه في هذا المقام ان يكف عن الاسترسال وان يستعيذ بالله عز وجل احسن الله اليكم كيف تؤدى زكاة الجمعيات التي يقوم بها بعض الموظفين وهي دفع مبلغ معين من كل موظف شهريا ثم تعطى لكل واحد منهم حسب الدور اولا هذه الجمعيات فيها خلاف بين اهل العلم. منهم من اجازها ومنهم من منعها. منهم من اجاب ومنهم من منعه. وهذه ايضا الجمعيات منها ما يبلغ وصول هذا المال الى الشخص اه الحول ومنها ما لا يبلغ الحول. تنتهي الجمعية قبل بلوغ الحول فالمسألة ترجع الى في ذلك الى تفصيل والزكاة حق في هذا المال السائل والمحروم حق للفقير يجب ان تؤدى في المال اذا حال عليه الحول. فينظر في في هذا المال في ضوء ذلك. نعم احسن الله اليكم انا شاب اطلب العلم ونصحني بعض الاخوة بطلب العلم عن طريق الحاسب الالي للتواصل الاجتماعي الا انه يوجد لدي بعض المخاوف تتمثل فيما يأتي. اشعر بانني لا اسلك الطريق المنهجية اجي في هذه الوسائل تعرض علي بعض التساؤلات والشبهات ولا اجد من يكشفها لي اشعر بانني اضيع الوقت فيها هذا يختلف حال هذا الشخص اما اولا فان الاصل في طلب العلم التلقي عن اهله مباشرة بالملازمة لهم والجلوس والسماع منهم. وهذا امر لا يتمكن منه كل شخص او لا يتمكن منه في كل وقت قد يتمكن في وقت دون وقت فليتق الله عز وجل ما استطاع وليجعل لنفسه حظا من مجالسة اهل العلم والقرب منهم واخذ العلم عنهم والتأدب بادابهم وما لم يتيسر له من ذلك فليأخذه من خلال وسائل حديثة وهذه الوسائل الحديثة حفظت علوما كثيرة واذا كانوا واذا كانوا قديما يقولون يموت العالم ويبقى كتابه فانه في زماننا هذا نقول يموت العالم ويبقى صوته فكثير من العلماء قد ماتوا لكن اصواتهم التي تحمل علومهم موجودة فتسمع الان في دروس علمية للشيخ ابن باز رحمة الله عليه بصوته وغيره من اهل العلم تسمع الدروس التي كان يلقيها والشروحات التي كان يلقيها تسمع بصوته وما من شك ان من يسمع الدروس العلمية لهؤلاء الاكابر لن يعرض له ما ذكره السائل من شبه او نحو ذلك لان علومهم علوم صحيحة راسخة وكلامهم كلام محقق. ولا يزال الناس بخير ما اخذوا العلم عن اكابرهم فاذا يسر الله لهذا السائل سماعا مستمرا لهؤلاء الاكابر من مات منهم ومن هو حي والاستفادة من علومهم فانه سيحصل باذن الله تبارك وتعالى خيرا عظيما. لكن لا يكتفي بذلك بل عليه ان يحرص على الملازمة لاهل العلم بالجلوس اليهم والسماع منهم مباشرة والقرب منهم والاستفادة من اخلاقهم وادابهم ويجتهد في الاتيان من ذلك بما استطاع اليه والتوفيق بيد الله احسن الله اليكم هل يلزمني تخصيص مبلغ معين لزوجتي؟ كي تصرفه على حاجاتها الخاصة مع اني ارسل مبلغا شهريا لوالدي في بلدي الام ليصرفه على جميع الاسرة بمن فيهم زوجتي وابنائي اذا كان ما ترسله للوالد كافيا للنفقة على الزوج فلا يحتاج ان ترسل شيئا خاصا. لكن من اه تمام المعاشرة وحسنها ولا سيما وانت بعيد عنها مدة ان تخصها بشيء وان تتحفها بشيء لعل في ذلك كتعويضا لها عن صبرها على بعدك عنها وطول غيابك تلك الفترة الطويلة التي تغيبها عنها يقول السائل هل يؤثم العبد اذا ترك صلاة الوتر تهاونا وتعمدا مع قدرته عليها؟ صلاة الوتر امرها عظيم والنبي عليه الصلاة والسلام وصى بها وصية متكررة وحث عليها حثا متكررا ورغب فيها صلوات الله وسلامه عليه وما تركها صلى الله عليه وسلم في سفر ولا حضر فينبغي على المسلم ان يعنى بهذه الصلاة وان يحرص حرصا تاما على المحافظة عليها فانها وصية الرسول صلوات الله وسلامه عليه فينبغي ان يحافظ عليها لكن التأثيم لا يؤثم الترك وانما التأثيم يقوم بترك ما افترضه الله سبحانه وتعالى واوجبه على عباده لكن ينبغي على المسلم ان يحرص حرصا عظيما وهذه النوافل والرغائب لها فوائد عظيمة على العبد. ومن اعظم ذلك انها تجبر ما يكون منه من نقص في ادائه للفرظ ويكون بها كمال دينه وتمام اسلامه وتعبده لربه سبحانه وتعالى احسن الله اليكم كيف تكون توبتي نصوحا التوبة تكون نصوحا بشروط ثلاثة. ذكرها اهل العلم. وهي الندم على فعل الذنب والاقلاع عنه والعزم على عدم العودة اليه. فاذا جاء بهذه الشروط الثلاثة كانت توبته نصوحة واذا كان الذنب الذي اقترفه يتعلق بحقوق الادميين فانه يضاف الى هذه الشروط شرطا رابعا وهو ان يتحللهم منه. باعادة الحظ او العفو والمسامحة احسن الله اليكم كيف نرتقي باخلاقنا مع مخالفينا الارتقاء بالاخلاق يحتاج من العبد الى مجاهدة والله سبحانه وتعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. وان الله لمع المحسنين قد جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم. ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يوقى فيجاهد نفسه على التحلي بالاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة والبعد عن سفساف الاخلاق ورديئها ثم قبل ذلك ومعه وبعده يكون دائما مستعينا بالله ملتجئا اليه طالبا منه سبحانه وتعالى فان الاخلاق والهداية والتوفيق كل ذلك بيده فالله عز وجل وحده يهدي لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا هو ووحده سبحانه تعالى يصرف عن العبد سيء الاخلاق لا يصرف عنه سيئها الا هو. واسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يهدينا اجمعين لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا هو وان يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا هو وان اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. وان يعيذنا اجمعين من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله