بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله. ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. ربنا عليك توكلنا انا واليك انبنا واليك المصير اما بعد فان مجالس الذكر ولا سيما ما يقام منها في بيوت الله تبارك وتعالى التي اذن سبحانه ان ترفع ويذكر فيها اسمه من اعظم المجالس وارفعها شأنا واعلاها مقاما وفيها من العوائد الحميدة والثمار المباركة. ما لا يحصى ولا يعد وقد جاء في الصحيح صحيح مسلم من حديث معاوية رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلقة جلوس في المسجد تذاكر فقال ما اجلسكم قلنا جلسنا نذكر الله وما من علينا به فقال عليه الصلاة والسلام والله ما اجلسكم الا ذلك قلنا والله ما اجلسنا الا ذلك قال اما والله اني لم استحلفكم تهمة لكم. ولكن اتاني جبريل فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته. وجاء في الصحيح عن نبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده فلله تبارك وتعالى الحمد اولا واخرا وله الشكر ظاهرا وباطنا نعم على ما من به علينا من هذا المجلس المبارك في بيت من بيوت الله تبارك وتعالى. فنسأله جل في علاه الذي يسر لنا هذا الجلوس ان يبارك لنا فيه وان يمن علينا فيه بالعلم النافع. والهداية لما يحبه ويرضاه ونسأله جل وعلا ان يتقبله منا بقبول حسن. وان يجعله في موازين حسناتنا انه سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل واما موضوع هذا اللقاء فعن التوكل على الله سبحانه وتعالى وهو مقام عظيم من مقامات الدين العلية ومنزلة رفيعة من منازل السائرين الى الله تبارك وتعالى بل هو جماع الايمان واساس الطاعة والعبادة فان قيام الدين على صدق التوكل على رب العالمين اذ ان العبد لا حول له ولا قوة الا بالله. فالامور كلها بيده والعباد جميعهم طوع تدبيره وتفسيره. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. والامر كما قال القائل ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن. خلقت على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن. على ذا مننتى وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن. فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن. فالامر لله تبارك وتعالى من قبل ومن بعد علمه احاط بالعباد. وسع كل شيء علما ومشيئته نافذة فيهم فما شاء كان طبقا لما شاء. في الوقت الذي شاء وقدرته شاملة. لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء وارادته كاملة. لا راد لحكمه. ولا اذا لقضائه بيده الخفض والرفع. والقبض والبسط. والعز والذل والحياة والموت والغنى والفقر والضحك والبكاء السعادة والشقاء والهداية والضلال. الامر امره والخلق خلقه جل في علاه امور العباد كلها بيده سبحانه يدبر شؤونهم كيف شاء. كل يوم هو في شأن. يحيي ويميت. ويعز ويذل ويخفض ويرفع ويقبض ويبسط قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك فمن تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير. تولد الليل في النهار وتولج النهار في الليل وترزق من تشاء بغير حساب لله ملك السماوات والارض. يخلق ما يشاء. يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم ذكرانا واناثا. ويجعل من يشاء اقيما انه عليم قدير انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فالامر كله بيد الله سبحانه وتعالى وهذا الخلق دال على كمال من خلقه. وعظمة من اوجده. واحاطة في علمه بمخلوقاته وقدرته سبحانه وتعالى على كل شيء الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. وان الله قد احاط بكل شيء علما الخلق نفسه دليل على كمال خالقه. وعظمة مبدعه. وانه سبحانه تعالى احاط بالخليقة علما واحصى كل شيء عددا الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ومقام التوكل مبني على حسن المعرفة بالله. جل في علاه فمن لم يعرف ربه بكماله وعظمته ونفوذ مشيئته وشمول قدرته واحاطة علمه وكمال ارادته ونفوذ قضائه فانه لا يحسن التوكل عليه. فالتوكل مبني على حسن المعرفة بالله. ولهذا كلما قوي ايمان العبد بالله تبارك وتعالى وصحة معرفته به جل في علاه قوي توكله عليه. وعظم التزاؤه اليه. وفوض اموره اوه كلها اليه. ولجأ اليه. في كل شأن من شؤونه ومصلحة من مصالحه وحاجة من حاجاته اموره الدينية والدنيوية وقد تكاثرت الدلائل في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم امرا بالتوكل وحثا عليه. وبيانا لمكانته العلية ومنزلته الرفيعة. وذكرا لثماره العظيمة وعوائده الحميدة التي يجنيها المتوكلون على الله في دنياهم واخراهم. وقد جعل الله تبارك وتعالى التوكل شرطا في صحة الايمان والاسلام. كما قال سبحانه وتعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين وقال جل وعلا وقال موسى يا قوم ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين وقد امر الله سبحانه وتعالى عباده بالتوكل وذكر التوكل صفة لعباده المؤمنين واوليائه المقربين وذكر ان من اعظم التجائهم الى الله سبحانه وتعالى التجاؤهم اليه عز وجل اعتمادا في قلوبهم على الله وتفويضا لامورهم كلها اليه جل في وصدقا في حسن الالتجاء اليه سبحانه وتعالى. قال الله عز وجل انما المؤمنون الذين امنوا انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك اي المتصفون بهذه الصفات المتحلون بهذه النعوت هم المؤمنون حقا. وقال عز وجل في ذكر دعوات اوليائه المقربين ربنا عليك توكلنا واليك ان ابناء واليك المصير وذكر الله سبحانه وتعالى عن شعيب عليه السلام قوله وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب وذكر سبحانه وتعالى التوكل وصفا لجميع الانبياء وما لنا لا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا وفي القرآن الكريم ايات كثيرة يأمر فيها رب العالمين نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم سيد ولد ادم امام وامام المتوكلين بالتوكل على الله سبحانه ومن ذلكم قول الله عز وجل وتوكل على الحي الذي لا يموت وقول الله سبحانه وتوكل على العزيز الرحيم وقول الله وقول الله سبحانه وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا وقول الله سبحانه وتوكل على الله انه هو السميع العليم. الى غير ذلك من الايات وتأمل في هذه الايات الارتباط بين توكل والمعرفة بالله واسمائه سبحانه وتعالى وصفاته فمثلا قول الله جل وعلا وتوكلوا على الحي الذي لا يموت. فيه ان التوكل الذي هو اعتماد القلب وتفويضه لا يكون الا لمن هذا وصفه. الحي الذي لا يموت ومن سوى الله لا يخلو من حالات ثلاث اما حي سيموت او حي قد مات او جماد لا حياة له. وكل هؤلاء لا كم؟ على احد منهم. وانما يتوكل على الحي. الذي لا يموت وهو الله رب العالمين سبحانه ولهذا جاء في الصحيح بل في الصحيحين ان نبينا عليه الصلاة والسلام وهذا من الاستجابة لقول الله وتوكل على الذي لا يموت كان يقول في دعائه اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تظلني فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون. فانت الحي الذي لا يموت. والجن والانس يموتون فالذي يتوكل عليه هو الحي الذي لا يموت سبحانه وتعالى وهو الله رب العالمين. كل شيء هالك الا وجه كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ايضا قوله وتوكل على العزيز وتوكل على العزيز الرحيم على العزيز الحكيم فهو تبارك وتعالى العزيز الذي لا يغلب من توكل عليه الحكيم الذي لا يخذل من التجأ اليه يضع الامور سبحانه مواضعها فمن توكل عليه كفاه. ومن التجأ اليه سبحانه وتعالى اعانه وهداه قال الله عز وجل اليس الله بكاف عبده وقال الله عز وجل ومن يتوكل على الله فهو حسبه. اي جاء في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم عليه السلام حين القي في النار وقال قالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وفي رواية للحديث في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان اخر ما قال ابراهيم عليه السلام حين القي في النار حسبنا الله ونعم الوكيل فمن توكل على الله سبحانه وتعالى كفاه وان وان كادته السماوات والارض ومن فيهن الحاصل ان التوكل على الله جل وعلا مبني وقائم على حسن المعرفة باسماء الله الحسنى وصفاته تبارك وتعالى العليا وانه كلما ازداد العبد معرفة بالله عظم توكله على الله وحسن التجاؤه اليه جل لا في علاه وصلحت شؤونه كلها. فمن كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد والتوكل على الله عز وجل امر يقوم في قلب العبد المؤمن اعتمادا على الله سبحانه وتعالى وتفويضا للامور كلها اليه جل وعلا هذه حقيقة التوكل امر يقوم في قلب العبد التجاء اعتمادا وتفويضا للامور كلها الى الله سبحانه وتعالى. ايمانا من العبد انه لا حول له ولا قوة ولا قدرة له على فعل شيء ولا قياما باي مصلحة دينية او دنيوية الا اذا امده الله بالمعونة والتسديد ولهذا قال العلماء التوكل عبادة مصاحبة للمؤمن في كل شؤونه. وجميع مصالحه الدينية والدنيوية فيحتاج في صلاته وصيامه وحجه وبره واحسانه وغير ذلك من طاعاته الى صدق التوكل على الله ليمده تبارك وتعالى بالمعونة والتوفيق والتسديد وكذلك يحتاج الى التوكل على الله تبارك وتعالى في جميع مصالحه الدنيوية وشؤونه وحاجاته. ولهذا جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال اذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله قيل له هديت وكفيت ووقيت وهذا الذكر المبارك يشرع للمسلم ان يقوله في كل مرة يخرج من بيته لمصالحه الدينية او الدنيوية. فانه لا غنى له عن ربه سبحانه وتعالى طرفة عين وجاء في الحديث في سنن النسائي وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم علم فاطمة بنت رضي الله عنها ان تقول كل صباح ومساء يا حي يا قيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى ولا تكلني الى نفسي طرفة عين. وهذا فيه اظهار العبد. عجزه وفقره طاقته وحاجته الى ربه وسيده ومولاه. وانه لا غنى له عن به سبحانه وتعالى طرفة عين. ومن يطالع الاذكار المأثورة والادعية النبوية سواء ما كان منها موظفا لاوقات معينة في اليوم والليلة او كان مطلقا غير مقيد يجد في كثير من هذه الاذكار والدعوات عزيزا التوكل وتجديدا له وتثبيتا لحقيقته في قلب المؤمن فكلما كان العبد عظيم العناية بالاذكار المشروعة والدعوات المأثورة عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه مع فهم لمعانيها وتحقيق لما تقتضيه اثمرت ثمارا عظيمة منها تحقيق التوكل قل وتقويته في قلب العبد والتوكل على الله سبحانه وتعالى عبادة عظيمة لا تعني تعطيل الاسباب سواء منها الدينية او الدنيوية. والتواكل. وانما حقيقة توه التوكل الجمع بين اعتماد القلب وتفويض الامر الى الله سبحانه وتعالى وفعل الاسباب التي امر الله سبحانه تعالى عباده بها. ولهذا تجد في القرآن وفي سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام نصوصا كثيرة فيها جمع بين الامرين. كقوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين وقوله تعالى قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه متاب وقول الله سبحانه فاعبده وتوكل عليه. والايات في هذا المعنى كثيرة وفي السنة احاديث عديدة جمع فيها بين الامرين التوكل وفعل الاسباب. ومن ذلك كن قول النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. احرص على ما ينفعك واستعن بالله. احرص على ما ينفعك. واستعن بالله. ولا تعجزن ولا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل وجاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام في قصة الرجل الذي يسأل عن امر ناقته قال اعقلها واتوكل او اطلقها واتوكل. فقال عليه الصلاة والسلام اعقلها وتوكل اعقلها هذا بذل للسبب وقوله وتوكل هذا اعتماد على الله. وعدم تعلق بالاسباب وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعملوا فكل ميسر لما خلق الصلاة فمن كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاء يسره الله لعمل اهل الشقاوة. فجمع بين الامرين. وجاء في الحديث بسنن الترمذي وغيره حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا. فجمع بين الامرين فان قوله تغدو هذا فعل للاسباب لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا. وهذا فيه ان المتوكل على الله سبحانه وتعالى حقا صدقا لا يعطل الاسباب التي امره الله تبارك وتعالى بها بمثل قوله فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه. قيل للامام احمد رحمه الله تعالى او سئل رحمه الله تعالى عن من لا يفعل اسباب ويزعم انه بذلك متوكل على الله. لا يفعل اسباب ويزعم انه بذلك متوكل على الله فقال رحمه الله هذا قول رديء وفي رواية قال هؤلاء قوم مبتدعون وقد قال الله سبحانه وتعالى فاسعوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع. وذروا البيع ثم قال رحمه الله تعالى هذا الذي يقول لا اعمل توكلا على الله اليس اذا اوتي اليه بالشيء الذي عمل واجتهد في تحصيله يقبله فكيف يقبل عمل غيره؟ اذا كان لا يرى فعل الاسباب لماذا اذا جيء له بالاشياء التي بذل اصحابها في تحصيلها الاسباب قبل واما هو يبقى معطلا للاسباب فاذا جاءه مثلا شخص بالمال الذي بذل السبب في تحصيله وقدم له المال قبله. وهذا الذي قدم له المال قد بذل الاسباب في تحصيل هذا المال. فاذا كان لا يرى فعل السبب لماذا يقبل؟ ممن فعل السبب في تحصيل ذلك المال ولهذا يقولون ان من من دلائل فساد الاعتقاد عدم طرد صاحبه له. فتجده متناقضا ويكون في ما يقوله ويقرره يفعل بحسب هواه. يفعل بحسب هواه ولما ذكر لعمر ابن الخطاب رضي الله عنه قوم اتوا من اليمن يزعمون انهم المتوكلون. وخرجوا بغير زاد. يزعمون انهم المتوكلون وخرجوا بغير فقال رضي الله عنه هؤلاء المتأكلون هؤلاء المتأكلون يخرج بغير زاد ثم يسأل الناس قال انما المتوكل على الله من يلقي بذرة ويتوكل على الله. يلقي بذرة اشارة الى السبب اشارة الى فعل السبب فالتوكل على الله سبحانه وتعالى لا يكون الا بالجمع بين هذين الامرين اعتماد القلب على الله سبحانه وتعالى وفي الوقت نفسه بذل الاسباب. والناس في هذا المقام طرفان ووسط. وخير الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها كما قال الله سبحانه وكذلك جعلناكم امة وسطا. اي عدولا. لا افراط ولا لا تفريط ولا زيادة ولا تقصير ولا غلو ولا جفاء فمن الناس في هذا الباب من عطل الاسباب وتركها ولم يقم بها اعتمادا على التوكل اعتمادا على التوكل وهذا يكثر عند اهل الطرق واهل التصوف يكثر عندهم ذلك فتراهم معطلين الاسباب ويزعمون في ذلك انهم متوكلون على الله فلا يقوم الواحد منهم بالعمل وبذل اسباب لمصالحه الدينية ومصالح الدنيوية ومصالح اولاده واهل بيته وغير ذلك ويزعم في ذلك انه متوكل على الله سبحانه وتعالى. وهذا تواكل وليس هذا تواكل وليس بتوكل ارأيتم لو ان شخصا قال ان كان الله سبحانه وتعالى اراد ان اكون من العلماء الكبار ومن الفقهاء المحققين. ومن الائمة المحفلين يكون ذلك. اما انا لن اقرأ كتابا ولن اجلس عند عالم ولن احفظ حديثا. ولن اذاكر علما ايكون من كان هذا شأنه عالما فقيها وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام انما العلم بالتألم وانما الحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطى. ومن يتوقى الشر ولهذا قال الشاعر تمنيت ان تمسي فقيها مناضرا بغير عناء والجنون فنونه وليس اكتساب المال دون مشقة تلقيتها فالعلم كيف يكون؟ يعني لابد فيه من بذل الاسباب. ولو ان قائلا قال ان كان الله عز وجل اراد ان يكون لاولاد وذرية يكون اما انا لن اتزوج قيل ان اموت او اخر عنده ارض جيدة للزراعة ثم قال ان شاء الله ان تكون عامرة بالنخيل والاشجار والزروع والخيرات يكون لكن لن اضع فيها بذرا ولن اغرس فيها نخلا ولا شجرة فمثل هذه هذه الامور كلها من الحرمان. والخذلان والمخالفة لشرع الله سبحانه وتعالى لان الشريعة جاءت بالامر بفعل الاسباب. والحث عليها. ومن يقرأ سيرة امام المتوكلين صلى الله عليه وسلم يجد ان حياته كلها عامرة بفعل صلوات الله وسلامه وبركاته عليه يقابل هؤلاء طائفة اخرى يقابل هؤلاء طائفة اخرى يفعلون السبب ويعتمدون عليه. ويعطلون التوكل. على الله سبحانه وتعالى اعتمادا على الاسباب والتفاتة بالقلوب اليها ثم الواحد من هؤلاء ان كتب له شيء من المصالح الدنيوية والمنافع الدنيوية تكبر وقال انما اوتيته على علم او ورثته كابرا عن كابر فلا يكون معظما لربه ولا مقرا بمنه وفضله وعطائه فيجني بذلك على نفسه جنايات عظيمة واذا كان اعتماده على السبب معطلا التوكل على الرب العظيم. الذي بيده ازمة الامور فانه بذلك لا يحصل الا الحرمان والخسران. لا يحصل الا الحرمان والخسران. نعم فوات الاجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى. وكم من انسان اجتهد متوكلا على السبب الذي بذله غير معتمد عليه فلم يحصل خيرا او اجتهد واقترمته المنية قبل ان ان ينال شيئا مما بذل جهده فيه. فحرم نفسه من خير الدنيا والاخرة من خير الدنيا والاخرة. الحاصل ان التوكل على الله سبحانه وتعالى جمع بين الامرين. التوكل عمل وامل. التوكل عطاء ورجاء. بذل التزام الى الله سبحانه وتعالى فحقيقة التوكل تقوم على هذين الامرين معا ولا يكون متوكلا على الله وتعالى حقا وصدقا الا من حقق هذين الامرين. ومرت الاشارة الى كثير من او او عدد من النصوص نصوص الكتاب والسنة التي فيها الجمع بين هذين الامرين ثمان التوكل على الله سبحانه وتعالى الذي مر معنا انه عبادة عظيمة جليلة مصاحبة للمسلم في مصالحه كلها الدينية والدنيوية ابلاغنا له عن ربه تبارك وتعالى طرفة عين جاء تأكيد هذه الحقيقة كما اسلفت وتقريرها في كثير من الدعوات المأثورة عن النبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. ولعلي اشير الى جملة منها لتكون تلك الدعوات مسكا للختان فمن ذلكم ان فمن ذلكم حديث البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا اوى الرجل الى فراشه ان يقول اللهم اني اسلمت نفسي اليك ووجهت وجهي اليك وفوضت امري اليك والجأت ظهري اليك لا ملجأ ولا منجى منك الا امنت بكتابك الذي انزلت وبنبيك الذي ارسلت قال واجعلهن من اخر ما تقول فاكرم بنومة تكون مختومة اكرم بنومة تكون مبدوءة بهذه الكلمات. العظيمات. التجاء الى الله سبحانه تعالى وتفويض للامر كله الى الله جل وعلا. ولهذا جاء في الحديث ان من مات على هذه في نومته على هذه الكلمات مات على الفطرة وان اصبح حصل خيرا. وان اصبح حصل خيرا لانه فوض امره كله الى الله سبحانه وتعالى. وجاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح صلاته من الليل بقوله اللهم لك الحمد انت قيم السماوات والارض ومن فيهن. ولك الحمد انت نور السماوات والارض وما فيهن. ولك الحمد انت ملك السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت الحق. ووعدك الحق وقولك الحق. ولقاؤك حق. والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق. والساعة حق. اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما انت اعلم به مني انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت ولا حول ولا قوة الا بالله وجاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه اللهم ثم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تضلني فانت الحي الذي لا يموت جن والانس يموتون. وشرع لنا في دخول المنزل. والخروج منه وركوع وبالدابة عند تناول الطعام وعند قراءة القرآن وغير ذلك ان نبدأ بالبسملة. بسم الله وهذه كلمة توكل واستعانة بالله تبارك وتعالى والتجاء اليه جل وعلا والباء في بسم الله الاستعانة وشرع لنا عند الخروج من المنزل لاي مصلحة دينية او دنيوية ان نقول بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله. وشرع لنا عند سماع المؤذن يقول حي على الصلاة حي على الفلاح ان نقول لا حول ولا قوة الا بالله وهي كلمة توكل واستعانة بالله سبحانه وتعالى. اي لا تحول من حال الى حال ولا حصول قوة للعبد يؤدي بها مصالحه الدينية او الدنيوية لا بالله تبارك وتعالى. والحاصل ان الدعوات المأثورة اذكار المشروعة فيها تعزيز لهذا المعنى وترسيخ له لعهد الايمان وقوة الصلة بالله سبحانه وتعالى. ونسأل الله جل في علاه ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا. وامكر لنا ولا تمكر علينا. واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين. لك شاكرين. اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا. واغسل حوبتنا. وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما. ولسانا صادقا. ونسألك من من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا واظفارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك رسولك نبينا محمد واله وصحبه شكر الله للشيخ نسأله تبارك وتعالى ان يجعل هذه الكلمات في موازين الحسنات ولا يحرمنا واياه الاجر والمثوبة يقول السائل ما حكم قول البعض توكلت على الله ثم عليك؟ وهل الحديث اقلها وتوكل ينطبق على هذه على هذا القول الصحيح انه لا يصح ان يقال توكلت على الله ثم عليك لان التوكل عبادة قلبية لا تكون الا على الله وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين قول القائل توكلت على الله ثم عليك هذه عبارة لا تصح وانما العطف ثم يكون في مثل ما شاء الله ثم شئت ونحو ذلك مما يستقيم به العقد ثم اما التوكل هو عبادة قلبية لا تكون الا على الله سبحانه وتعالى بعد ان يقول احسن الله اليكم آآ اذا كان يطلبني شخص بمبلغ مالي وقلت على الراتب هل لنا في التوكل على الله قوله على الراتب اي القضاء قضاء الدين على الراتب عند آآ تحصيلي له فالذي يظهر مثل هذه العبارة لا يقصد بقوله على الراتب منه على ذلك وانما احالة لمن عليه دين الى الوقت الذي يكون فيه تحصيل هذا الراتب فالعبارة الذي يظهر انه لا حرج فيها والله اعلم وشبيه بهذا السؤال يقول اعتماد الانسان على الراتب انه اليس يقول اضعافا لايمان الانسان كما التجارة اكثر اعتمادا على الله هذا بحسب قلب المرء بحسب ما يكون او ما يكون في قلبه لا ينبغي لي المرء ان يعتمد على مثل هذه الامور وانما يكون اعتماده على الله سبحانه وتعالى وتفويض لامره يجعل تفويض امره الى الله جل وعلا في جلب الارزاق والمصالح الدينية والدنيوية فعرفنا ان هذا المقام مقام لا بد فيهم بذل الاسباب ومن بذل الاسباب في هذا المقام ان يحسن في وظيفته وان يجيد في اداء عمله وان يأتي به ناصحا غير غاش فيأخذ ما يكون من مكافأة او راتب وتكون مباركة عليه وعلى اهل بيته. ولا يعتمد على ذلك لكنه يبذل السبب ويؤديه بامانة ونصح ويكون في كل ذلك متوكلا على الله جل وعلا احسن الله اليكم يقول هل ضعف التوكل والتفويض يعتبر ضعف في الايمان؟ لا شك لان لان الامر كما تقدم امر التوكل مبني على حسن المعرفة بالله عز وجل واسمائه سبحانه وتعالى وصفاته ومر معنا من الايات ما يوضح هذا المعنى ويقرره. كقوله وتوكل على الحي الذي لا يموت وقوله وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا والوكيل اسم من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى اسم من اسماء الحسنى اي الكافي لمن توكل عليه والمعين لمن التجأ اليه كما قال الله سبحانه اليس الله بكاف عبده فكلما قويت المعرفة بالله وانه سبحانه وتعالى نعم المولى ونعم النصير ونعم الوكيل وانه اسبو المؤمن ونعم الوكيل جل في علاه كلما قويت هذه المعرفة في قلب المؤمن كان لذلك الاثر البالغ في تحقيق التوكل احسن الله اليكم يقول هل التوكل عمل قلبي فقط؟ حيث يرد قولا مثل توكلت على الله ويرد فعلا تشعر باحد الصحابة السم فكيف اجمع بينهما التوكل عمل قلبي واما ما يكون اه اه باللسان فهذا دعاء مثل اللهم اعني ولا تعن علي اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك نزل بسم الله لا حول ولا قوة الا بالله هذه كلمات فيها الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى لكن امرها بحسب ما يقوم في قلب العبد فقد يقولها قولا مجردا بلسانه فتكون عديمة الاثر او ضعيفة الاثر وقد يقولها عن ايمانا واعتقاد وثقة بالله تبارك وتعالى فتكون مثمرة الثمار العظيمة في حياة العبد فالتوكل انما هو ما قام في قلب العبد على الله سبحانه وتعالى اعتمادا عليه وصدقا في الالتجاء اليه سبحانه احسن الله اليكم يقول هل صلاة الاستخارة والاقبال على العمل مباشرة؟ يعتبر من التوكل بحيث لا يدرس عواقب الامور صلاة الاستخارة فيها تفويض تفويض للامر الى الله سبحانه وتعالى لكن الاستخارة تكون مع الاستشارة فما خاب من استخار ولا ندم من استشار فمطلوب من الامرين المطلوب من العبد الامرين كما قال الله تعالى وشاورهم في الامر وتوكل على الله فلا بد من الامرين معا دراسة الامر ومشاورة اهل الفضل والعقل واستنصاحهم وبعد ذلك يستخير الله سبحانه وتعالى في هذا الامر الذي هو قادم عليه واقبلت نفسه عليه بعد الاستشارة والمدارسة والسؤال والتحري يصلي الاستخارة تفويضا منه لامره كله الى الله سبحانه غالبا الخيرة منه جل جل في علاه يعني استخارة تكون بعد الاستشارة نعم يستشير ويتأمل في الامر اذا عزم يتوكل على الله يؤدي هذه الصلاة مفوضا امره فيها الى الله سبحانه وتعالى وداعيا بهذه الدعوات العظيمة المأثورة عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه احسن الله اليكم يقول هل وجود شخص يتفائل الانسان به معه في اي عمل ينافي كمال التوكل على الله؟ هل هل وجود شخص يتساءل الانسان به معه في اي عمل ينافي كمال التوكل؟ النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل وكان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل ولما سئل عن الفعل قال الكلمة الطيبة والفأل ينشط المسلم ولا يعيقه بخلاف التطير والتشاؤم فانه يثبت آآ المسلم ويتنافى مع صدق التوكل على الله سبحانه وتعالى. اما الفأل فامر ينشط العبد وهي يجعله يقبل على الامر ففيه منفعة ولا مضرة فيه. وكان نبينا عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل نعم والتفاؤل سواء بالكلمة او مثلا باسماء الاشخاص مثل ان يكون داعيا في تجارة فيسمع شخصا ينادي اخر يا رابح فيتفائل انه سيربح او مثلا يا راشد او نحو ذلك من الاسماء فيتفاءل وينشط هذا كله امر طيب والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل. نعم. واذا كان لحذاقة من معه في التجارة شيخ حداقة من معه في التجارة والاستفادة من خبرته ودربته ومعرفته الامور هذا امر لا حرج على الانسان فيه. وهو من جملة الاسباب التي تبذل. لكن لا يكون معتمدا على تلك الحداقة ولا على تلك المهارة وانما يجعلها سببا يتخذه في طلبه للرزق ويكون اعتماده على الله سبحانه وتعالى وحده ويكون توكله عليه وحده. نعم احسن الله اليكم يقول هل يجوز لي التفويض المطلق بغير بذل سبب؟ وكيف اجمع بينه وبين حديث السبعين الف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب التوكل ينبغي ان يكون كما تقدم مصاحبا المسلم في كل اموره وجميع شؤونه الدينية والدنيوية واما حديث آآ السبعين الف حديث ابن عباس وفيه قال النبي عليه الصلاة والسلام هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ذكر في اوصافهم انهم لا يسترقون اي لا يطلبون من غيرهم ان يرقيهم وفي هذا التفات من قلب من يسترقي الى من ذهب اليه وهذا يتنافى مع تمام التوكل لا يتنافى مع اصل التوكل وانما يتنافى مع تمام التوكل ولهذا في الحديث نفسه لما قال عصين ابن عبد الرحمن عندما لدعته العقرب قال ما صنعت؟ قال ارتقيت؟ قال ما حملك على ذلك فذكر الحديث لا رقية الا من عين او حمى قال قد احسن من انتهى الى ما قد سمع ثم ذكر له قول النبي عليه الصلاة والسلام لا يسترقون منبها بذلك الى ان قوله لا يسترقون تنبيه الى الاولى والاكمل الذي هو كمال التوكل لكن اذا استرخى الانسان طلب الرقية من غيره لا يقال ان هذا ينافي تمام ينافي اصل التوكل وانما هو ينافي كمال التوكل. فهؤلاء لكمال توكلهم على الله سبحانه وتعالى لكمال توكلهم على الله لا يسترقون اي لا يطلبون من غيرهم ذلك ومثله ايضا يقال في الكي وهو مباح والعلاج بالكي لا يتنافى مع اصل آآ التوكل لكن لما كان الكيدي ايذاء للبدن واضرار بهذه النار وان كان له فائدة كما قال عليه الصلاة والسلام شفاء امتي في ثلاث وذكر منها كية نار فيه شفاء لكن لما كان فيها هذا الايلام وهذا الايذاء للبدن آآ ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في صفاته آآ السبعين الف الذين يدخلون الجنة بدون حساب ولا عذاب انهم لا يفعلون هذا السبب وان كان فيه شفاء لا يفعلونه وليس في هذا ترك للتداوي. لان امام المتوكلين عليه الصلاة والسلام اشار الى انواع من الادوية وابن القيم رحمه الله تعالى جمع في ذلك كتابه الطب النبوي من زاد المعاد وذكر في ذلك احاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال عليه الصلاة والسلام تداووا عباد الله ما انزل الله من داء الا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله ولما سئل ارأيت رقية نستقيها ودواء نتداوى به. ايرد ذلك من قضاء الله؟ قال هو من قدر الله الشاهد ان اه التداوي لا يتنافى مع التوكل واما الاسترقاء والاكتواء فان فيه منافاة لكماله وتمامه ولهذا قال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون احسن الله اليك يقول في ظل ما يشهده واقعنا من اعتماد الكثير في تعاملاتهم على المصالح والعلاقات. كيف يعايش المسلم هذا وما هي الوسائل لتحقيق حسن التوكل على الله عز وجل هذا يحتاج الى اعادة المحاضرة لكن بناء العلاقات دائما اه في اي عمل تجاري او دعوي او خيري على كل حال اه التعامل في البيع والشراء او التجارة او الوظيفة بالخلق الحسن والمعاملة الطيبة تعامل كريم تقربا بذلك الى الله سبحانه وتعالى هذا يعد في صالح عمل المرء اما ان يتصنع للناس ويتعامل بالاخلاق للمصالح الدنيوية لا يقصد بذلك التقرب الى الله سبحانه وتعالى وطلب موعوده الكريم فان فان هذا ليس هو خلق المؤمن وانما المؤمن يتعامل بالاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة والتعاملات الكريمة تقربا الى الله جل في علاه وطلبا توفيقه ومده وثوابه واجره سبحانه وتعالى وفي هذا المقام ينبغي على الانسان ان ان يبتعد ان التصنع والتملق للناس وانما يعاملهم بالاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة الاسلامية رجاء لثواب الله سبحانه وتعالى والبركة والمثوبة في الدنيا والاخرة والمثوبة في الدنيا والاخرة واما التصنع من اجل المصالح الدنيوية ثم اذا انتهت المصالح الدنيوية توقفت تلك الاخلاق ليس هذا خلق الله. ولهذا من الشائعة يعني يقولون السلام مصلحة مثلا يكون السلام مصلحة او يقولون مثلا ابتسامة من اجل مصلحة او اشياء من هذا القبيل لا ليست هذه الاخلاق الاسلامية وليس هذا هو مقصود السلام ولا مقصود التعاملات الكريمة الفاضلة التي حثت عليها آآ الشريعة الاسلامية ومن لم يكن اتيا بالاخلاق الفاضلة متقربا بها الى الله لا تكون يوم القيامة في صالح عمله مهما عظمت تلك الاخلاق ومهما حسنت تلك التعاملات لانه لا يدخل في صالح عمل المرء الا ما قصد به التقرب الى الله احسن الله اليكم يقول آآ عبارات تكثر مثل الثقة بالنفس والاعتماد على الذات هل تصح هذه العبارات الثقة كما يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين هي خلاصة التوكل ولبه والتوكل لا يكون الا على الله لا يكون الا على الله فالثقة التي هي خلاصة التوكل ولبه لا تكون الا بالله وقد سئل الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله تعالى كما في مجموع فتاواه عن هل يجوز ان يقول القائل الثقة بالنفس او انا اثق بنفسي او نحو هذه العبارات فافتى رحمه الله تعالى بعدم جواز ذلك وقال كيف يقول كيف يقول ذلك وفي الدعاء المأثور اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين كيف يثق بنفسه وفي الدعاء المأثور اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين فالثقة وكذلك الاعتماد اعتماد مثل الثقة بالنفس او الاعتماد على الذات او نحو هذه العبارات كلها هذه اه عبارات حديثة كلها عبارات حديثة كثير من هذه العبارات دخيلة ولا وجود لها اصلا عند اهل العلم ولا عند اه المتقدمين ومثل هذه العبارات انما نشأت من ضعف البصيرة والعلم بالهدي الصحيح والنهج القويم المبني على كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. هذا من جهة ومن جهة اخرى عظم التعلق بالاسباب والالتفات اليها ولهذا من مثلا كان عنده دربة على ما يسمى مثلا بالمهارات او الوسائل والطرائق في التعامل او نحو ذلك. وتعظم تلك في نفسه ربما تولد عنده من بسبب تعلقه بهذه الاشياء ربما تولدت عنده مثل هذه العبارات الثقة بالنفس والاعتماد على الذات او نحو ذلك من الكلمات احسن الله اليكم يقول هل الخوف من المستقبل ينافي التوكل على الله تمر مستقبل الامر بيد الله وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت والواجب على المسلم ان يبذل الاسباب المشروعة المأذون بها وان يكون معتمدا على الله تبارك وتعالى واما امر المستقبل فبيد الله عز وجل قد يبني الشخص بيتا على احسن ما يكون ويموت قبل اكتماله وقد يزرع زرعا على اجمل ما يكون ويموت قبل حصاده وقد يغرس نخلا ويموت قبل اثماره وهذا يحصل كثيرا تأمر المستقبل بيد الله سبحانه وتعالى. كل نفس ذائقة الموت لكن على العبد ان يبذل اه الاسباب يبذل الاسباب في امور دينه وعباداته يعمل الحديث ويحسم امره حسما تاما اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وفي امور دنياه يعمل على ترتيب مصالحه ايجاد مثلا المسكن وآآ آآ وسيلة النقل مثلا آآ امور الرزق والمعيشة للاولاد وانك كما جاء في الحديث اعتذر ورثتك اغنياء خير من ان تذرهم عالة يتكففون الناس فيبذل الاسباب ويعمل ويجتهد ويجد لنفسه ولاولاده يعمل ويتوكل في في كل هذه الامور على الله سبحانه ويستعين به جل في علاه وحديث النبي صلى الله عليه وسلم والله ما الفقر اخشى عليك وليس هذا لامر مستقبلي يا شيخ هذا الحديث قوله ما الفقر؟ اخشى عليكم ولكن اخشى عليكم الدنيا اخشى عليكم الدنيا فيه ان تكالب الناس على الدنيا وانكبابهم عليها وتفانيهم في تحصيلها امر مضر بالانسان غاية المضرة ولهذا جاء في الدعاء ان المأثور اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علم النبي صلى الله عليه وسلم قال من فقر اخشى عليكم ولكن اخشى عليكم ان ان تفتح عليكم آآ الدنيا كما فتحت على من كان قبلكم فتهلككم كما اهلكتهم ولا يعني ذلك لا يعني ذلك ترك الانسان تحسين مصالح الدنيوية او اكتساب الرزق او العناية مثلا بالتجارة الرابحة النافعة لا يعني ذلك لكن الشريعة جاءت في جاءت بالاعتدال في هذا الباب جاءت بالاعتدال يبدو الانسان الاسباب ويحصر يحرص على التجارة واكتساب اه الرزق يعمل على مثلا الحرف الزرع اقتناء مثلا الماشية الى غير ذلك من الامور والوسائل قراءة الشريعة جاءت بالحث على ذلك والترغي فيه لكن لا يجعل هذه الاشياء مبلغ علمه ومنتهى قصده وانما اهمه الاخرة والفوز برضا الله سبحانه وتعالى ومع هذا الهم والرغبة في ثواب الله والدار الاخرة لم ينسى نصيبه وحظه من الدنيا بالوسائل المشروعة متوكلا على الله سبحانه وتعالى معتمدا عليه احسن الله اليكم جاءنا اكثر من طلب لاقامة درس او يوم علمي اه لفضيلتكم عندنا في حائل او يكون على الاقل درس فصلي او في كل فصل فنرفع الاقتراح لكم شيخ والمنطقة بحاجة لامثالكم ولا حيل الطلب على الكفاءات العلمية الموجودة في البلد نسأل الله ان ينفع بهم اجمعين يعني نأخذ منك موعد يا شيخ على الاقل يوم علمي شرح متن لعل اقول لعل الكفاءات العلمية هنا يقومون بدروس وهم قائمون ان شاء الله دروس تكون يومية او اسبوعية واشكر للجميع هذه الرغبة واسأل الله عز وجل لي ولهم التوفيق والسداد والمعونة على كل خير