السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد فموضوع هذا اللقاء موجبات النجاة يوم القيامة واسبابها ولا شك ان كل ناصح لنفسه مريد لسعادتها يهمه غاية الاهمية هذا الموضوع الذي هو جليل القدر عظيم المكانة ولعله بين يدي هذا الموضوع المهم اذكر قصة عظيمة الفائدة اطرافها ثلاثة هم خير امة محمد صلى الله عليه وسلم. والقصة مخرجة في المسند للامام احمد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال مر بي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسلم عليه فلم اشعر به فذهب الى ابي بكر وقال ارأيت عثمان مررت وبه وسلمت عليه فلم يرد علي السلام قال عثمان فاتى هو وابو بكر وقت ولاية ابي بكر الي. وقال لي ابو بكر رضي الله عنه مر بك اخوك عمر والقى عليك السلام فما رددت عليه فقال ما سلم علي قال عمر بلى والله سلمت عليه قال والله ما شعرت بك. قال ابو بكر رضي الله عنه صدق عثمان قد شغلك امر سماه قال رضي الله عنه وارضاه كنت افكر في نجاة هذا الامر حيث مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما سألته عن نجاة هذا الامر فقال ابو بكر رضي الله عنه لقد سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقام اليه عثمان وقال بابي انت وامي انت احق بذلك فماذا اجابك؟ قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل مني الكلمة التي عرضت على عمي لها فهي له نجاة تأمل في هذه القصة العظيمة كيف ان امر النجاة يهم الصادقين. في طلب السعادة الفلاح في الدنيا والاخرة. واذا كان عثمان رضي الله عنه اهمه هذا الامر وشغله كثيرا حتى انه مر به عمر والقى عليه السلام فما شعر به من شدة اهتمامه بهذا الامر. وهو مبشر رظي الله عنه وارظاه بالجنة ومع ذلك شغله امر النجاة وعظم تفكيره به وانشغاله انشغال باله في بحثه والسؤال الذي يطرح نفسه هل فكرنا بجد في امر نجاتنا يوم نلقى ربنا سبحانه وتعالى وهل كان منا استعداد ليوم المعاد بما تكون به نجاة العبد وفلاحه في ذلك اليوم العظيم وقد قال الله سبحانه وان منكم الا والدها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا. ونذر الظالمين فيها جثيا. جاء في المستدرك للحاكم ان عبدالله بن رواحة رضي الله عنه كان في بيته وعنده زوجه فبكى فبكت. فقال لها ما يبكيك؟ قالت بكيت فبكيت فسألته ما الذي ابكاه؟ قال ذكرت قول الله عز وجل وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا. ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا فلست ادري ان انجو ام لا فهذا امر عظيم جدا. ينبغي ان يهتم به كل مسلم وان يفكر بجد في اسباب نجاته وموجبات فلاحه. يوم يلقى ربه سبحانه وتعالى وليكون منه استعداد لذلك اليوم وتزود ليوم المعاد. بما به النجاة ولعلي في هذه العجالة وفي هذا اللقاء اشير الى جملة من الامور العظيمة التي هي اهم ما تكون به نجاة العبد يوم نلقى الله سبحانه وتعالى والخصها في نقاط عديدة. اولا اعظم اسباب النجاة يوم القيامة بل لا نجاة الا به توحيد الله جل في علاه. واخلاص الدين له. وشاهد مر معنا في هذه القصة العظيمة. حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام من قبل مني الكلمة التي عرضتها على عمي فردها فهي له نجاة والمراد بالكلمة كلمة التوحيد. وليس المراد قولها قول مجردا وانما المراد تحقيق ما دلت عليه. من الدين لله. وافراده تبارك وتعالى بالعبادة. والتوحيد هو الغاية التي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجلها. واوجدهم لتحقيقها كما قال سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون قال الله تبارك وتعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. وقال الله تبارك وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. وقال الله تبارك وتعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا واجتنبوا الطاغوت فالتوحيد اساس النجاة. فمن جاء يوم القيامة بالتوحيد نجا وافلح. والنجاة بالتوحيد على نوعين فان كان المرء محققا للتوحيد فان نجاة من دخول النار. بان يدخل الجنة دخولا او وليا بدون حساب اب ولا عذاب. والنوع الثاني نجاة من الخلود فيها اذا كان الموحد لقي ربه يوم القيامة عاصيا مرتكبا لجملة من كبائر الذنوب وعظائم الاثام دون الكفر بالله سبحانه وتعالى. فان دخل النار بسبب ذنوبه فانه لا يخلد فيها. بل تكون له نجاة من الخلود فالنجاة نوعان. نجاة من الدخول وهذه لمحقق التوحيد ونجاة من الخلود. وهذه لمن جاء بالتوحيد. دون ان يتممه او بل وقع في جملة من المعاصي التي اظعفت ايمانه. واستحق بسببها دخول نار لكنه ينجو من الخلود فيها بما من الله سبحانه وتعالى به عليه من توحيد لله جل وعلا ومن جاء يوم القيامة بغير التوحيد فانه لا مطمع له في النجاة ابدا. ولا سبيل له لنيل الرحمة والغفران قال الله تبارك وتعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفو. وهم يصرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير. وهذه الاقسام في النجاة النجاة من دخول النار نجاة من عدم الخلود فيها. وعدم النجاة اصلا. ذكرت على توالي في قول الله سبحانه وتعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه. ومنهم مقتصد. ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها. الى ان قال سبحانه وتعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها. فقوله جل وعلا ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات هذان القسمان لهما نجاة من دخول النار. ووعد بدخول الجنة دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب. اما المقتصد فوالذي فعل الواجب. وترك المحرم. واما السابق بالخيرات فوالذي زاد على ذلك بفعل الرغائب والمستحبات. واما الظالم لنفسه فهو الذي ظلمها المعاصي والذنوب التي دون الكفر بالله سبحانه وتعالى فهذا معرض للعقوق ودخول النار الا انه ان دخلها فانه لا يخلد فيها بل ينجو بما من الله سبحانه وتعالى عليه من توحيد واخلاص لله عز وجل اما القسم الثالث فهو الذي لا نجاة له فهو من ذكره الله بقوله والذين كفروا نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفو السبب الثاني من اسباب النجاة يوم القيامة العناية بالسنة النبوية. والهدي المبارك الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان الامر كما قال الامام ما لك بن انس رحمه الله تعالى السنة سفينة نوح. فمن ركبها نجى. ومن تركها غرق فمن موجبات النجاة واسبابه العناية بسنة النبي. الكريم. عليه الصلاة والسلام ولزوم نهجه صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله تبارك وتعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا وقال الله تبارك وتعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وقال الله سبحانه وتعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. والايات في هذا المعنى كثيرا ومن كانت اعماله على غير الهدي هدي الرسول عليه الصلاة والسلام فانه لا فانه لا ينال بتلك الاعمال نجاة. لان العمل الذي ينجو به العامل هو الموافق لهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. ولهذا صح عنه انه قال صلوات الله وسلامه عليه من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وفي حديث العظاظ ابن سارية لما ذكر عليه الصلاة والسلام الاختلاف الكثير الذي ستقع فيه امته حيث قال وستفترق حيث قال انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. بين سبيل النجاة دون ان صلوات الله وسلامه عليه قال فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من من بعد تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور ان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. وكان عليه الصلاة والسلام اذا خطب الناس قال اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. فالنجاة انما تكون بلزوم غرزه والتمسك بنهجه والاقتداء بهديه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. الامر الثالث من اسباب النجاة يوم القيامة جملة امور جمعها الله سبحانه وتعالى في قوله ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فاولئك هم الفائزون فذكر جل وعلا امورا اربعة لا فوز ولا نجاة ولا فلاح الا بها. طاعة الله جل وعلا. وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وخشية الله وخشية الله عز وجل اساس عظيم للنجاة. فان اهل النجاة هم الذين هم من خشية ربهم مشفقون. فان هذه الخشية تسوق الانسان الى ترك القبائح وفعل الطاعات والاقبال على العبادات. وقد قال الله سبحانه وتعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. وكلما كان العبد اعظم معرفة بالله كان اعظم خشية لله. وكلما كان العبد اعظم خشية لله كان اعظم عناية بطاعة الله. واتباع نهج رسول رسوله صلى الله عليه وسلم وبعدا عن الاثام والمحرمات. فمن كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اظلم وعن معصيته ابعد ومن اسباب النجاة يوم القيامة امور ثلاثة عظيمة جمعها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث واحد على اثر سؤال ورد اليه صلوات الله وسلامه عليه من احد اصحابه الكرام. ففي جامع الترمذي عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما النجاة؟ فقال صلى الله عليه وسلم املك عليك لسانك وليسعك بيتك وابكي على خطيئتك. فجمع عليه الصلاة والسلام امورا ثلاثة تكون بها نجاة العبد ولا سيما عندما تشرئب الفتن. فان هذه الامور الثلاثة لا نجاة في الفتن الا بالاستمساك بها. اولها صيانة وحفظ المنطق. املك عليك لسانك. ولا يمكن ان المرء لسانه الا اذا كان يزن كلامه قبل ان يتكلم به. فان كان خيرا تكلم وان كان بخلاف ذلك احزن. كما قال صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. ولا يمكن ان يكون كذلك الا اذا ملك لسان نفسه بان يزن كلامه قبل ان يتكلم. ومما ينبغي ان يعلم في هذا المقام ان خطورة اللسان وجنايته على المرء عظيمة جدا. وقد قال عليه الصلاة والسلام ثكلتك امك يا معاذ. وهل يكب الناس على وجوههم؟ في النار او على مناخرهم الا حصائد السنتهم. وقال عليه الصلاة والسلام وان الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب. فاللسان امره خطير جناية اللسان جناية على البدن كله. كما قال صلى الله عليه وسلم اذا ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان. تقول اتق الله فينا. فان انما نحن بك فان استقمت استقمنا. وان اعوججت اعوججنا. والامر الثاني مما ذكر في هذا الحديث ام البيوت ولا سيما عندما تشرئب الفتن ليكون المرء بعيدا عن الاستشراف لها. فان الفتن في غاية الخطورة. وقد قال عليه الصلاة والسلام ان السعيد من جنب الفتن ولا شك ان في البيت امنة للمرء والسلامة من الفتنة استجد في زماننا هذا امر اصبح فيه البيت ايظا مجلبة للفتنة ومجلبة للشر حيث دخلت الى بيوتات الناس هذه الاجهزة الحديثة التي تجلب للمرء الشر وهو في قعر بيته وربما لو خرج وجالس بعض الرفقة الذين فيهم بعض الشر ربما من جلوس بعظ الناس مع بعظ المواقع الخبيثة والقنوات المفسدة قنوات الشر فساد التي اضرت بكثير من الناس. اما في باب الشهوات او في باب الشبهات. وتورط كثير من الناس ورقات عظيمة من خلال تلك المواقع ومن خلال تلك القنوات فاصبح امر لزوم البيوت. الذي ذكر في هذا الحديث يحتاج الى ان يد في زماننا هذا بالبعد عن تلك المواقع والقنوات التي تجلب للمرء فتنة وشرا اما في باب الشبهات او في باب الشهوات والامر الثالث مما ذكره النبي صلوات الله وسلامه وبركاته في هذا الحديث العظيم قوله وابكي على خطيئتك وخطيئة هنا مفرد والمفرد اذا اظيف يفيد العموم اي خطاياك وذنوبك والعبد في هذا المقام لينال النجاة والفوز عليه ان يستحضر كثرة اخطائه وكثرة ذنوبه منها القديم ومنها الحديث ومنها ما وقع فيه سرا ومنه ما وقع فيه علنا منها الكثير ومنها القليل ومنها الدقيق ومنها الجليل يستحضر ذلك ويبكي على خطيئته. ويتوب الى الله سبحانه وتعالى. من جميع ذنوبه وفي الدعاء المأثور اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله اوله واخره علانيته ذنوبك متنوعة واخطاؤك متعددة فيها القديم وفيها الحديث وفيها السر وفيها العلن وفيها الدقيق وفيها الجليل. فاذا استحضر العبد خطاياه وقوعه في الذنوب وبكى وندم وتاب الى الله سبحانه وتعالى كان توبته نجاة. والتوبة كما صح بذلكم الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم تجب ما قبله. تجب ما قبله ومما يعينك على التوبة ان تعمل هذا الامر الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام ان تبكي على خطيئتك. تذكر خطاياك ذنوبك اثامك اجمع نفسك على التوبة الصادقة الى الله سبحانه وتعالى من كل ذنب وخطيئة في الدعوات المأثورة عن نبينا صلى الله عليه وسلم اللهم اني استغفرك مما تعلم. لان ذنوبك انت ايها العبد كثير منها الا تعلمها نسيته لكن رب العالمين احاط بها علما احصاه الله ونسوه. فبكاء على خطيئته وندمه على ذنوبه ومجاهدته لنفسه على التوبة الصادقة الى الله وتعالى لا شك ان ذلك من اعظم اسباب وموجبات النجاة يوم القيامة ومن اسباب النجاة في ذلك اليوم العظيم ما جاء في حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما وهو في صحيح مسلم ان نوفل بن قوقل رضي الله عنه وارضاه اتى النبي صلى الله عليه سلم وقال يا رسول الله ارأيت اذا صليت المكتوبة واحللت الحلال وحرمت الحرام اادخل الجنة؟ يبحث عن نجاة ويريد خلاصة في باب النجاة يوم القيامة. قال ارأيت اذا اهللت وحرمت الحرام ادخل الجنة؟ قال نعم. في رواية اخرى للحديث وهي في صحيح مسلم قال ارأيت اذا صليت المكتوبة واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا اادخل جنة؟ قال نعم. قال والله لا ازيد على ذلك شيئا. والله لا ازيد على ذلك شيئا وهذا فيه امر واضح بين ان من ادى فرائض الاسلام وواجبات الدين وهي امور بينة معلومة وتجنب الحرام وابتعد عن الاثام دخل يوم الجنة الجنة بسلام وكان من الناجين المفلحين الفائزين. تأمل هذا الامر الذي اهم ابن او قل رضي الله عنه وارضاه. وفي الوقت نفسه تأمل الضياع الكثير الذي دخل على كثير من الناس اسأل وليس على كلهم من خلال محرك البحث المعروف بقوقل وانظر الفرق بين هذه المتاهة متاهة هذا هذا المحرك ومحرك البحث الذي دخل من خلال ذلك المحرك الى كثير من الناس شرور عظيمة وبلايا جسيمة وبين همة هذا الصحابي ابن قوقل رضي الله عنه وارضاه في همته كيف كيف انحصرت في سبب نجاته يوم القيامة وحدد سبب النجاة في خلاصة موجزة محددة معينة واقسم بالله الا يزيد على ذلك بحيث يجمع نفسه على هذا الامر العظيم الذي به نجاة نفسه ولا يزيد على ذلك شيئا. وهو بذلك باذن الله تبارك وتعالى ينال النجاة والفوز ودخول الجنات في ذلك اليوم العظيم فمن اعظم اسباب النجاة العناية بفرائض الاسلام واجبات الدين. والبعد عن الاثام البعد عن كبائر البعد عن الحرام. يجاهد المرء نفسه ويصبر نفسه. والله تبارك وتعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين. ومن اسباب النجاة يوم القيامة ان تتذكر ذلك اليوم العظيم الذي تقف فيه بين يدي الله. يوما المجازاة والمحاسبة يوم الدين وما ادراك كما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين؟ يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله فان تذكر ذلك اليوم واهواله وشدائده وان الناس فيه فريقان فريق في الجنة وفريق في السعير. يوجب خوفا واستعدادا لذلك اليوم العظيم. وانظر الى الناجين يوم القيامة وهم يتحدثون عن سبب نجاته في قول الله سبحانه فاما من اوتي كتابه بيمينه. فيقول هاؤم اقرأوا كتابي ما سبب النجاة؟ ما سبب اخذه لكتابة بيمينه؟ ماذا قال؟ اني ظننت اني ملاق حسابي هذا هو سبب نجاته. اني ظننت اني ملاق حسابي. فهو في عيشة راضية في جنة عالية فكان سبب نجاته انه ظن ومعنى ظن اي اعتقد في هذه الحياة الدنيا انه سيلقى الله. في الاية الاخرى اخرى انا كنا قبل في اهلنا مشفقين. فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم فتذكر ذلك اليوم العظيم الاصيل وانك ستقف امام الله سبحانه وتعالى في يوم المجازاة يجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى فان هذا يوجب لك استعدادا لذلك اليوم العظيم. اتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون. ومن علم انه سيقف بين يدي الله. فليعلم ان الله سائله. واذا علم ان الله سائله فليعد من مسألة جوابا وليكن الجواب صوابا. ومن لطيف ما يذكر في هذا الموضع قصة للفظيل ابن عياظ رظي الله عنه حيث لقي رجلا كان مفرطا فقال له كم امضيت من السنين قال ستين سنة قال اوما علمت انك في طريق وقد اوشكت ان ان تبلغ نهايته فقال الرجل انا لله وانا اليه راجعون. فقال له او تعرف تفسيره؟ قال وما تفسيره؟ قال انا لله اي انا لله عبد وانا اليه راجعون اي انا اليه راجع. فاذا علمت انك لله عبد اليه راجع فاعلم انه سائلك. واذا علمت انه سائلك فاعد للمسألة جوابا قال الرجل ما الحيلة؟ قال رحمه الله يسيرة قال وما هي؟ قال احسن في ما بقي يغفر لك ما قد مضى. فانك ان اسأت فيما بقي اخذت فيما بقي وفي فيما مضى. وهذا ملحظ مهم جدا. ولا سيما من امضى زمنا طويلا في عمره مفرطا بواجبات الدين مرتكبا لبعض الذنوب والاثام عليه ان يتدارك نفسه فيما بقي من عمره فليحسن في هذا الذي بقي وما يدريك كم هذا الذي بقي؟ قد يكون اياما قد يكون شهرا قد يكون سند واحدة لا تدري فاحسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى. كل الذي مضى يغفر لك اذا تبت واحسنت فيما بقي غفر لك كل ما كل ما مضى من حياتك. فان اسأت فيما بقي اخذت فيما بقي وفيما مضى. الشاهد ان من اسباب النجاة تذكر يوم الجزاء والحساب. مما العبد على الاستعداد لذلك اليوم والتهيء ليوم المعاد ومن اسباب النجاة كثرة الدعاء واللجوء الى الله سبحانه وتعالى. فان الامر بيده والنجاة بيده فلا نجاة الا لمن نجاه الله. فاطلب نجاتك من الله سبحانه وتعالى والدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة. والله سبحانه وتعالى يقول واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون قال ربكم ادعوني استجب لكم. الدعاء مفتاح كل خير. ولهذا من اراد لنفسه النجاة يكثر الدعاء الدعاء بالثبات الدعاء بالسلامة من الزيغ الدعاء الصلاح الدعاء بالهداية واعظم الدعاء على الاطلاق الدعاء الذي في فاتحة الكتاب اهدنا الصراط المستقيم. فان هداك الله صراطه المستقيم نجوته في دنياك واخراك وهذا اعظم الدعاء على الاطلاق. ومن الدلائل على ذلك ان الله سبحانه وتعالى افترضه على العباد في اليوم والليلة سبع عشرة مرة بعدد ركعات الصلوات المكتوبة وليس من الدعاء دعوة افترضها الله على العباد هذه الدعوة اهدنا الصراط المستقيم. مع ان كثير مع ان كثيرا من عوام المسلمين يقرأ سورة الفاتحة ولا يستشعر انها دعاء. عندما يقول اهدنا الصراط المستقيم. ولهذا مما جاء عن شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى قوله ينبغي ان ينبه عوام المسلمين على ان قوله اهدنا الصراط المستقيم دعاء فهذا دعاء عظيم بل هو اعظم الدعاء واجله. الحاصل ان الدعاء واللجوء الى الله سبحانه وتعالى والالحاح عليه بالسؤال جل وعلا من اعظم موجبات النجاة لان الامر بيد الله وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون في رجزهم لولا الله ما اهتدينا لا صمنا ولا صلينا والله جل وعلا يقول فلولا ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. ولكن الله يزكي من يشاء. ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا. ويقول جل وعلا ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة. والله عليم حكيم فليقبل طالب النجاة على ربه سبحانه وليلح عليه بالسؤال ومن موجبات النجاة يوم القيامة كثرة الاستغفار وفي القرآن يقول الله عز وجل وما كان الله معذبهم وما كان الله معذبهم وانت فيهم وما وما كان الله معذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فذكر جل وعلا الاستغفار موجبا للنجاة في ذلك وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. فالاستغفار موجب للنجاة. ومما يروى عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه انه قال عجبت لمن يهلك والنجاة معه. عجبت لمن يهلك. والنجاة معه. قيل وما هي؟ يعني ما هي هذه النجاة؟ قال الاستغفار وقد قال عليه الصلاة والسلام طوبى لمن وجد في صحيفته يوم القيامة استغفارا ومن موجبات النجاة يوم القيامة الا يعجب مر بعمله والا يغتر بنفسه والا يغتر بطاعاته وليحذر من ذلك اشد الحذر لان من الناس من يأتي باعمال صالحات وطاعات متنوعات فيصيبه شيء من الغرور او العجب بعمله. والعجب مهلك لصاحبه قد قال الناظم رحمه الله والعجب فاحذره. ان العجب مجترف اعمال صاحبه في سيره العرمين العجب هلكة ولهذا ينبغي على الانسان الا يتقرب باعماله وان لا يركن الى اعماله وكيف يركن مرء مقصر في اعماله؟ مع قول النبي عليه الصلاة والسلام لم يدخلا منكم احد الجنة بعمل قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته وقد قال عبدالله ابن ابي مليكة رحمه الله وهو من علماء التابعين ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة المنافق جمع بين اساءة وامن وقد مر معنا قصة الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة في بكائه عندما ذكر قول الله سبحانه وتعالى وان منكم الا والدها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذروا الظالمين فيها جزية ثم يقول رضي الله عنه بين سبب بكائه لا ندري انجو ام لا. فالحاصل ان العبد اذا وفق لكثير او لقليل من العمل لا يغتر باعماله. بل ينبغي عليه ان يرى نفسه دوما وابدا مفرطا ومقصرا وكلما تيسر له عمل او طاعة او عبادة فليجمع مع الطاعة الخوف من عدم القبول كما قال الله سبحانه وتعالى في اوصاف المؤمنين الكمل قال الله عز وجل والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. ومعنى وجلة اي خائفة من ان ترد اعمالهم ولا تقبل منهم. وقد جاء في المسند للامام احمد عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى هذه الاية. فقالت يا رسول الله اهو الرجل يسرق ويزني ويقتل ويخاف ان يعذب؟ قال لا يا ابنة الصديق. ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الا يقبل. ولهذا اذا من الله سبحانه وتعالى على العبد بفعل الطاعات لا يركن الى هذه الاعمال بل يكون خائفا ان ترد عليه اعماله ويكون ايضا سائلا لربه ومولاه ان يتقبل منه طاعاته جل وعلا. والله يقول انما يتقبل الله من المتقين وقد ذكر الله جل وعلا عن خليله ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام في بنائهما للبيت قال الله عز وجل واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. تأمل خليل الرحمن ويبني بيت الرحمن ويخاف الله. وهو بامر الرحمن. ولهذا جاء في تفسير ابن كثير انه فرض رحمه الله قرأ هذه الاية وبكى قال خليل الرحمن ويبني بيت الرحمن بامر الرحمن ما قد لا يقبل فالحاصل ان نجاة العبد وفناحه يوم القيامة لا بد فيها من جد واجتهاد وصبر ومصابرة ومرابطة ومحاسبة للنفس وحسن اقبال على الله تبارك وتعالى وعناية بامر التوحيد العظيم ولزوم لسنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ومحافظة على فرائض الاسلام واجبات الدين وبعدا عن كبائر الذنوب وعظائم الاثام مع المجاهدة الى النفس واللجوء الى الرب طلبا للمعونة منه والحاحا عليه تبارك وتعالى بالسؤال مع الاكثار من الاستغفار ففي ذلك نجاة العبد وفلاحه يوم يلقى ربه سبحانه وتعالى. اسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه حسن وصفاته العليا ان يجعلنا اجمعين من عباده الناجين. وان ومن اوليائه المقربين وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. وان اليه صراطا مستقيما. وان يغفر لنا ولوالدينا. ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين احسن الله اليك وبارك فيك وجعلنا في ميزان حسناتك يوم القيامة. ايها الاحبة وردت بعض الاسئلة ونحن نطرح الاسئلة يجب على هذا سائل يسأل يا فضيلة الشيخ يقول شيخنا الكريم غفل كثير من الاباء عن الاهتمام باسباب النجاة لابنه يوم القيامة. واصبح همه نجاح ابنه في الدنيا في دراسته ووظيفته من توجيه للاباء في هذا الامر الله جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا انفسكم واهليكم نعم. وقودها الناس والحجارة. ويقول جل وعلا وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. والاب راع ومسؤول عن رعيته ولا شك ان ما ذكره الاخ السائل امر غاية في الاهمية وان بعض الاباء يعنى تربية ابنه من الناحية الصحية والبدنية والدراسية لكنه يقصر ويفرط في تربية ابنه من الناحية الدينية والمحافظة على طاعة الله سبحانه وتعالى والبعد عن الحرام ولا سيما وان هذا الزمان كثرت فيه الفتن التي تدخل على الناشئة. وكثرت الوسائل التي تجر الى الشر وتفضي اليه. مما يتطلب من الاباء يقظة واهتماما. ورعاية الابناء وتأديبا لهم باداب الاسلام. مع اللجوء الى الله سبحانه وتعالى بصدق ان يهديه الله وان يصلحهم وان يعيذهم من الفتن والشرور. ولا شك ان هذا واجب عظيم ومطلب جسيم نية كبيرة يسأل عنها المرء اذا وقف بين يدي الله تبارك وتعالى. فانه يسأل عن ابناء لان معنى قوله كلكم مسؤول عن رعيته ان يسألك الله. فان مما يسأل عنه العبد يوم القيامة هؤلاء الابناء هل ادبهم؟ هل رباهم؟ هل حرص على تنشأتهم؟ النشأة الاسلامية يقول عليه الصلاة والسلام مروا ابنائكم بالصلاة لسبع. واضربوهم عليها لعشر. وفرقوا بينهم في المضاجع فتربية الابناء على الطاعة والعبادة وتنشئة على الصلاة والمحافظة عليها وتحذيرهم من المحرمات والاثام ومتابعتهم وملاحظتهم في ذلك لا شك ان هذا واجب على عاتق الاباء يسألهم الله تبارك وتعالى عنه يوم القيامة. نعم. وهذا سائل اخر يقوم تقام دورات قرآنية صيفية ولله الحمد والمنة ويكون فيها الحماس في حفظ كتاب الله. وذلك بسبب الجوائز والتحفيز الذين ضعفوا للطلاب. فهل هذا الامر يربي الطلاب على عدم الاخلاص في الاعمال. مطلوب من المرء ومن طالب العلم مع كتاب الله سبحانه وتعالى العناية بثلاثة جوانب. الحفظ والفهم والعمل هذه الامور الثلاثة كلها مطلوبة. والله تعالى يقول الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته. وتلاوة الكتاب حق التلاوة بالحفظ والقراءة وبالفهم والتدبر وبالعمل والتطبيق. والله سبحانه وتعالى يقول كتاب انزلناه اليك مبارك ليتدبروا اياته. وليتذكر اولوا الالباب. ويقول سبحانه وتعالى افلا يتدبرون القرآن؟ ويقول جل وعلا افلم يتدبروا قول ولا يأتوا في هذا المعنى والذي ينبغي هو تنشئة الابناء على العناية بالحفظ والفهم والعمل والا فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول والقرآن حجة لك او عليك ويقول ان الله يرفع بهذا القرآن اقوام ويضع اخرين. ويقول احد السلف ولعل قتادة رحمه الله ما جلس احد مع هذا القرآن الا قام منه اما بزيادة او نقصان بزيادة ان تدبر وعمل وطبق ما يؤمر به في القرآن وبنقصان ان كان يسمع الايات التي فيها الوعيد والنهي ولا يبالي بالتطبيق فتكون هذه الايات حجة عليك ارأيتم مثلا لو ان طالبا حفظ في حلقة التحفيظ قول الله عز وجل وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. اما يبلغن عندك كبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما. وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. حفظها باتقان واجازه المحفظ في هذه الاية او في السورة بتمامها باعطاء الدرجة الكاملة. ثم لما يذهب الى البيت لا يحقق هذا البر ويتأفف من والديه ويتضجر وربما ينهض هل يكون بمجرد حفظ لحروف هذه الاية اصبح من اهلها؟ لا والله. فاهل القرآن الذين هم اهله هم من يفهمونه ويعملون به. قد قال الحسن البصري رحمه الله تعالى انزل هذا القرآن ليعمل به. فاتخذ الناس قراءته عملا. ولهذا ينبغي ان يعتنى بهذا وان يربى الابناء والنساء على العناية بالفهم والعناية بالعمل حتى ولو تأخر الحفظ ليس من الضروري ان يحفظ بسرعة. وابن عمر رضي الله عنه مكث في حفظ سورة البقرة سبع سنوات وهذا الاخ له سؤالان يقول في سؤاله الاول ما حكم لبس البنات تسع سنين فاقل بفستان غير ساتر للعضدين. وسؤال اخر يقول هناك ائمة يقرأون نصف وجه او اقل في صلاة التراويح ويستعجل في الصلاة حتى يستجلب كثيرا من المصلين بزعمه فبماذا تنصحون امثال هؤلاء للسؤال الاول بقية وهو هل وضع الجوائز فيها تربية للطلاب في حلق الحفظ على عدم الاخلاص فتشجيع الطلاب سواء من ابائهم او في حلق الحفظ ببعض الحوافز لا بأس بذلك. وينبه في الوقت نفسه طالب العلم الا تكون هذه الجوائز مقصدا له وانما مقصده بحفظه لكتاب الله عز وجل وعنايته به التقرب الى الله. وهذه مهمة ان يربي الابناء في حفظهم لكتاب الله عز وجل على الاخلاص لله سبحانه وتعالى. فاذا حصلت هذه وجعلت بعض المحفزات والمشجعات فلا حرج في ذلك لانها تنشط الطالب وتحفزه واذا ربي تربية حسنة على العناية لله عز وجل في قراءته وحفظه لكتاب الله عز وجل وبين له هذا الامر فانها باذن الله سبحانه وتعالى لا تضرهم. واما السؤال المتعلق باللباس وقول السائل بنت التسع سنوات بنت التسع سنوات قد تكون وقد تبدو بعض المفاتن لكن لو قال في سؤال بنت الخمس سنوات والاربع سنوات او اقل او اكثر بقليل هل لا حرج في ان تلبس الالبسة غير المحتسبة فالحق ان هذه الالبسة فيها شيء من الجناية على هذه البنت. فان الامر كما قال قائل وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده ابوه. وقد فطرت هذه البنت في اصل فطرتها الحشمة والستر والحياء. فاذا عودت منذ الصغر وبدأت تكبر مع هذه الملابس غير المحتشمة تكبر وليس في نفسها نفرة منها. تكبر وليس في نفسها نفرة منها فتكبر معها ولهذا كثير من الاسر بدأوا بالبسة مع الصغيرات غير محتشمات وكبرت البنت ولم يتمكنوا من الخلاص من تلك الالبسة. والواجب تقوى الله سبحانه وتعالى والحرص على تنشئة البنت من اول امرها على الحشمة والستر والحياء وتأديبها بهذه الاداب لتنسى باذن الله سبحانه وتعالى نشأة طيبة مباركة. واما ما يتعلق بالسؤال عن صلاة التراويح والتخفيف او الاطالة فان مراعاة الامام لاحوال المأمومين. من حيث القوة والضعف والصحة والمرض والنشاط وغير ذلك هذا امر مهم. اذا صلى وحده او مع من يعلم منهم رغبة في تطويله. فليطول ما شاء. لكن اذا كان يصلي ووراءه من ضعيف ومن هو مريض ومن هو اه كبير السن ونحو ذلك يراعي احوالهم يخفف في صلاته ليس تخفيفا مخلا بالصلاة وانما ما يكون امرا وسطا بين التطويل الذي يكهلهم وبين التخفيف الذي يضر بصلاتهم ويخلوا بها. نعم وهذا سائل يسأل يقول هل يأثم ولي الامر باستخدام ابنائه للهواتف واجهزة الكمبيوتر استخدام خاطئا وسماعهم من قبل الابناء هو الذي اشتراها لهم. اذا وفر الاب لابنائه هذه الاجهزة ولم يعنى بظبطهم فيها وحسن استعمالهم لها وترك الحبل على غالبه وربما ايضا علم من حالهم انهم يستعملونها في امور من كرة فانه يكون اثما في ذلك بلا شك وقد جنى على ابنائه جناية عظيمة. جلب هذه الاجهزة لهم. دون متابعة لهم ودون رعاية ولا عناية. فاذا كان جلب هذه الاجهزة ويعلم من حال ابنائه انهم يستعملونها في الحرام او لا يستعملون الا في الحرام ويغضوا الطرف عن ذلك فانه يكون اثما بذلك. وعليه ان يتقي الله عز في نفسه وان يتقي الله جل وعلا في اولاده وليتذكر قول الله سبحانه قو انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وهذا السائل يسأل يقول لي مصلحة اريد ان اريد قضاءها في جدة. قد تستغرق ساعات او يوم. فهل يجوز لي بعد قضائها ان للعمرة ومن اين؟ ام لا بدني ان اؤمن بمجرد مروري على الميقات وانتظر محرما حتى قضاء مصالحي؟ وجزاكم الله خيرا ان كان ذهابك الى جدة في حاجتك مع عزم منك في هذا الذهاب على اداء العمرة فان الواجب عليك ان تحرم عند محاذاتك للميقات قبل الى جدة هذا هو الواجب عليك. وتدخل جدة محرما وتقضي حاجتك في ساعة ساعة او ساعتين او اقل او اكثر ثم تذهب الى مكة وانت على احرامك. اما لم تكن عندك نية عمرة ووصلت الى جدة في قضاء حاجة ثم نشأت عندك العمرة في جدة فانك تحرم تحرم منها كما هو الشأن في اهلها وسكانها. اما ان كان ذهاب الى جدة وقد عزمت على اداء العمرة فالواجب عليك ان تحرم بالعمرة اذا حاذيت الميقات وان لم تفعل فعليك بعد قضاء حاجتك ان ترجع الى الميقات وتحرم منه فان لم تفعل ذلك تكون قد تجاوزت الميقات واحرمت بعد تجاوزه والاحرام من واجب من واجبات الحج والعمرة. وهذا السائل يقول هل خطر معصية اشد من فضل البدعة؟ وهل في الاسلام مناهج متعددة؟ ام انه منهج واحد؟ البدعة اخطر من المعصية. وفي الحديث ان الله احتجز التوبة على كل صاحب بدعة حتى يدع بدعة لان امر البدعة خطير. والفرق بين البدعة والمعصية من اذا الخطورة ان صاحب البدعة يرى نفسه على طاعة صاحب المعصية يرى نفسه على معصية. ولهذا فانه اقرب للتوبة من صاحب البدعة. صاحب البدعة اذا نوصح اخذ يجادل لانه يرى نفسه على الحق اما صاحب المعصية فالغالب انه اذا نوصح يطلب من من نصحه ان يسأل الله له الهداية والمعونة على التوبة من معصيته ولهذا امر البدعة اخطر من من المعصية والبدعة احب الى ابليس من المعصية ان البدعة لا يتاب منها الا ما اذا شاء الله سبحانه وتعالى للعبد ان يتوب لان صاحبها يراه يرى نفسه صاحب حق ليس صاحب بدعة. الا ان يفتح الله عليه ويفهم الامر. اما صاحب المعصية فهو قريب من التوبة لانه لا يزال يرى نفسه عاصيا مذنبا. يرجو ربه سبحانه وتعالى ان يتوب عليه. صاحب المعصية يسأل الله جل وعلا ان يغفر له ذنبه ومعصيته وصاحب البدعة يسأل الله ان يقبل منه بدعة. لانه يرى ان بدعته طاعة. انظروا الفرق الشاسع بين هذا وهذا صاحب البدعة يراها طاعة ويسأل الله ان يقبلها منه. يمارس البدعة مرة تلو الاخرى ويرجو الله ان منه بدعة والبدعة مردود مردودة على صاحبها غير مقبولة منه. اما العاصي فانه يعرف من نفسه المعاصي ويسأل الله عز وجل التوبة من معصيته. نعم. وهذا يقول اذا كان الرجل يصوم ويصلي ولكنه يعتقد في الاولياء الصالحين من جلد النفع ودفع الضر كيف يكون امره هذا لا تقبل صلاته ولا تقبل صيامه لان الاساس الذي يقوم عليه دين الله وهو التوحيد مفقود عنده فدين الله سبحانه وتعالى لا قيام له الا على توحيد الله. واخلاص الدين له جل في علاه وقد قال الله سبحانه ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين. العبادة لا تكون مقبولة الا اذا قام الا اذا قامت على التوحيد والاخلاص لله سبحانه وتعالى وهذا سائل يقول ما هو علاج العجب بالنفس؟ والعجب بالطاعات؟ علاج بالنفس بامور ثلاثة. الامر الاول ان يذكر نفسه اذا اعجبت بالطاعات ان يذكر نفسه بالذنوب التي عنده. يعني اذا كان تفكيره الطاعات التي فعلها فحصل له العجب فليكشف الصفحة الاخرى من حياته وهي الذنوب الكثيرة التي عنده اول من معجب الى تائب. بهذا النظر الصحيح. اذا اذا كان نظره انصب على اعماله الصالحة فليكشف الصفحة الاخرى من حياته ولينظر الى الذنوب والخطايا والاثام التي عنده فيتحول من معجب الى تائب بنظره الى ذنوبه وخطاياه. هذا الامر الاول الامر الثاني ان تذكر النعمة فليتذكر النعمة نعمة الله سبحانه وتعالى عليه هذا العمل وانه لولا فضل الله عليه به لما حصل منه. فلولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله. هذا يطرد العجب. ان تذكر منة الله عليك وفضله. وانه لولا توفيق الله سبحانه وتعالى لك. ومنه جل وعلا عليك. لما حصلت منك تلك الاعمال فبهذا النظر يتحول المرء من العجب الى السكر شكر المنعم سبحانه وتعالى الملحظ يتحول من العجب الى التوبة من الذنوب والملحظة الثانية يتحول من العجب الى شكر منعم سبحانه وتعالى على منه وفضله سبحانه وتعالى عليه هذان امران ملاحظة المنة وآآ ملاحظة الذنب والامر الثالث ملاحظة التقصير في الطاعة نفسها التي اعجب بها. الذي حصل منه اعجاب بها فليشهد تقصيره فيها نفس الطاعة ان كانت صلاة او صياما او علما حصله لينظر الى ما عنده وفي تقصير في هذا الجانب. فاذا شهد التقصير الذي عنده في هذا الجانب وان حق الله عليه اعظم من ذلك ذهب عنه اه العجب فهذه امور ثلاثة مهمة وثمة امور غيرها لكن هذه من اهم ما يكون في طرد العجب آآ مشاهدة الذنب ومشاهدة المنة ومشاهدة التقصير في الطاعة. وهذا سائل يقول امرأة عمرها خمسة خمسة وستون سنة اه مات زوجها وهذا الزوج قد هجرها منذ خمسة عشر سنة الدورة انقطعت عنها منذ خمسة عشر سنة والان توفي زوجها فهل تلزم هذه الزوجة العدة في بيتها نعم اذا كان لم يحصل طلاق فهي في عصمته الى ان مات وزوجته وزوجة له الى ان مات اذا كانت تعلم انه لما يطلقها فانها تعتد. نعم. وهذا يقول العمل افضل قراءة القرآن او الاستغفار او الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وافضل طريقة الاستغفار وافضل طريقة للاستغفار والصلاة وهل قوم لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. تعتبر استغفارا؟ الافضل في كل وقت الاوفق للسنة في ذلك الوقت. هذه قاعدة في هذا الباب باب المفاضلة بين الاعمال الافضل في كل وقت الاوفق للسنة في ذلك الوقت. فمثلا لو قال قائل ايهما افضل قراءة القرآن او الذكر؟ يقال ان قراءة القرآن هي افضل الاذكار. لكن اذا اذن المؤذن اذا اذن المؤذن فالافضل ان توقف القراءة وتجيب المؤذن لان هذا الاوفق للسنة في ذلك الوقت فالافضل في كل وقت الاوفق للسنة في ذلك الوقت. اذكار الصباح مثلا او وادبار الصلوات لو ان قارئا انتهى من صلاته السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله ومباشرة فتح المصحف يريد ان يقرأ هل الافضل له ان يفتح المصحف ويبدأ يقرأ مباشرة؟ او يأتي بالاذكار اثورة التي كان يأتي بها النبي صلى الله عليه وسلم دبر كل صلاة. فالحاصل ان الافضل في كل لوقت هو الاوفق للسنة في ذلك الوقت. هذه قاعدة جامعة ذكرها اهل العلم في هذا الباب وقول لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين هذا استغفار فيه توبة الى الله سبحانه وتعالى وطلب الغفران والاعتراف بالذم فهذا فيه اه الاستغفار لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. سؤال هذا سائل يقول اذا اسقطت المرأة الحمل في الشهر الثالث او الرابع ما حكم دفن هذا السقف؟ وما الحكم عليه لو دفنته وضعته في الزبالة اجلكم الله. اذا كان الطفل في هذا السن اه فانه يكون مخلقا فانه يكون مخلقا. له وجه وله سمع وله يد وله وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث يجمع خلق احدكم في بطن امه اربعين يوما نطفة. ثم يكون على مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل اليه ملك فيأمر بكتب اربع كلمات. فاذا اكمل الجنين مئة و عشرين يوم فانه يرسل الملك في ذلك الوقت وينفخ فيه الروح. فاذا كان مخلقا اذا كان مخلقا فانه يصلى عليه. ويغسل. اما اذا كان قطعة من اللحم او او او قطعة من الدم او اشياء من هذا القبيل فان اه فان ذلك لا لا يكون له اه احكام الطفل وانما هذا قطعة من اللحم وقطعة من الدم ترمى نتخلص منها ولا يكون لها من الاحكام مثل ما لو كان اه جنينا مخلقا نعم وهذا السائل يقول فضيلة الشيخ اني احبك في الله وطبعا جميع الاسئلة صدرت بهذه العبارة يقول في سؤاله ما رأي فضيلتكم في قول رمضان كريم جعلنا الله سبحانه وتعالى من المتحابين فيه وجمعنا اجمعين على طاعته وعبادته وما يقرب اليه سبحانه وتعالى. ومقولة رمظان كريم لا ارى بها بأسا الكرم الكرم في هي اللغة له معنى اجتماع الخير. والله سبحانه وتعالى وصف عرشه بالكريم سبحانه وتعالى الكرم يعني اجتماع الخير وشهر رمظان شهر اجتمعت فيه الخيرات وانواعا البركات فهو شهر مبارك فلا اعلم شيئا يمنع من استعمال هذه الكلمة ان يقول القائل رمظان كريم اه على اعتبار ان هذا وصف لرمضان لما جمع الله سبحانه وتعالى فيه من الخيرات متنوعة والبركات المتعددة. بلغنا الله اجمعين شهر رمضان المبارك وبلغنا فيه رضاه واعاننا فيه على طاعته وما يقرب اليه واصلح الله لنا اجمعين شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلم وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه