بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه فرصة طيبة حول موضوع مهما للغاية فيما يتعلق طالب العلم وطلب العلم شرف عظيم وهو ايضا هبة الهية ومنة ربانية يتفضل الله سبحانه وتعالى بها على من شاء من عباده كما قال الله عز وجل وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فظل الله عليك عظيما كما قال جل وعلا وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ولا شك ان نعمة الله سبحانه وتعالى على عبده عظيمة اذا سلك به سبيل العلم وتحصيله ففي الحديث الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فان من علامات ارادة الله سبحانه وتعالى الخير بالعبد ان يسلك هذا الطريق طريق طلب العلم وان يكون من طلاب العلم وان يكون باذلا وقته وحياته وشبابه ونشاطه وقوته لطلب العلم وتحصيله فهذا والله شرف عظيم وهو من علامات ارادة الله سبحانه وتعالى الخير بعبده ولهذا ينبغي عليك ايها الطالب الكريم ان تستشعر هذه المنة وان تعرف فضل الله سبحانه وتعالى عليك ولاساعدك على هذا الاستشعار تذكر الان زملائك في الصبا ورفقائك واصحابك ومن نشأت معهم اين ذهبوا؟ وماذا يعملون والى اي وجهة اتجهوا ثم انظر كيف ان الله سبحانه وتعالى من عليك واتى بك الى هذا البلد المبارك والى هذه الجامعة المباركة اتى بك الى المدينة النبوية مأرز الايمان ومتنزل الوحي على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام اتى بك لتكون طالب علم في هذا البلد المبارك فاذكر نعمة الله عليك واذكر فظله سبحانه وتعالى واحمده على فضله فان الله سبحانه وتعالى يقول واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم فالشكر مؤذن بالمزيد مزيد النعمة. واذا شكرت الله على نعمته عليك بطلب العلم وتحصيله وسلوكي سبيله زادك الله علما وفضلا ونبلا وتوفيقا انت في مجيئك لهذا البلد في رحلة في طلب العلم وفي غربة عن اهلك ووطنك وامك وابيك واختك واخيك وقرابتك والغربة صعبة وايامها مرة لكنها تستعذب في العلم وطلبه وتهون مرارتها مع حلاوة العلم وتحصيل العلم ولهذا يجب على من اكرمه الله سبحانه وتعالى بهذا المجيء الا يجمع لنفسه بين غبنين غبن الغربة عن اهله ووطنه وعشيرته وقرابته وهم من ضياع الوقت بدون فائدة. فهذا والله حرمان لكن العاقل الحصيف والكيس الفطن هو الذي يحسن استغلال هذا الوقت الثمين من حياته وهي السنوات القلائل بل لا ايام معدودات ثم يعود الى وطنه وحينئذ اي وقت العودة للوطن يحمد امجاد في طلبه للعلم جدة ونشاطه في طلب العلم وتحصيله تأمل معي هذا الحديث ايضا يعينك على استحضار هذا الشرف شرف طلب العلم روى ابو داوود في سننه وغيره عن قيس ابن كثير رحمه الله تعالى قال كنت جالسا مع ابي الدرداء رضي الله عنه في جامع دمشق فاتى رجل الى ابي الدرداء وقال جئتك من مدينة النبي صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني انك تحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما جئت لحاجة قال لا قال اما جئت لتجارة؟ قال لا قال ما جئت الا لهذا الحديث؟ قال والله ما جئت الا لهذا الحديث والرحلة في ذلك الوقت من المدينة الى الشام تستغرق شهرا كاملا مع مصاعب الطريق وشدة حرارة الشمس ووهج الصحراء وخطورة الرحلة فامضى شهرا كاملا لحديث واحد بلغه ان ابا الدرداء يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ابو الدرداء رضي الله عنه ابشر فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وان فظل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وان العالم ليستغفر له من في السماوات والارض حتى الحيتان في الماء وان العلماء ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر وهذه البشارة تساق لكل طالب علم من الله سبحانه وتعالى عليه بسلوك هذا السبيل المبارك من الله عليه بان جعله طالب علم للشريعة طالب علم للشريعة التي خلق الله الخلق لاجلها واوجدهم لتحقيقها واذا كان الناس بهذه الحياة الدنيا طرائق قددا وسبلا مختلفة في الطلب والتحصيل فان هذا الموفق اعني طالب العلم استوفر او استجمع همته على طلب علم الشريعة على طلب علم دين الله الذي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجله واوجدهم لتحقيقه ليكون فيما بعد عالما من علماء الامة الذين ينفعون امة الاسلام بما اتاه الله سبحانه وتعالى من علم وبصيرة وفقه في دين الله ليكون من اهل الرفعة عند الله يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ليكون نورا للناس يضيء لهم طريقهم وهاديا لهم الى صراط الله المستقيم فان العلم نور وظياء ومثل العالم بين الناس كمثل رجل في طريق مظلمة ومعه مصباح في يده والناس يسيرون وراء في غوي هذا المصباح الذي معه والعالم مصباحه العلم ونوره العلم الذي من الله سبحانه وتعالى عليه به قال الله تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا فالعلم نور وينبغي على طالب العلم ان يغنم هذا النور وهذا الظياء ليزكو اولا هو في نفسه بينه وبين الله ولتستقيم اعماله على طاعة الله وليكون في سيره على هدي مبين وصراط مستقيم ثم من بعد ذلك يعمل على تزكية الاخرين بعد ان من الله عليه بالعلم والتزكية والادب والتربية والعبادة والطاعة يعمل على ايصال هذا الخير للغير ايصاله للاخرين قد جمعت هذه الامور في قول الله سبحانه والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعمل الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وهذه المعاني لن تستقيم لطالب العلم الا بصلاح نيته بينه وبين الله ويعينك على صلاح نيتك بينك وبين ربك في تحصيلك للعلم ان تعلم ان طلب العلم نفسه قربة من القرب التي يتقرب بها الى الله بل قال الامام الزهري رحمه الله تعالى ما تقرب الى الله بمثل طلب العلم وهذا حق لان العلم اساس القرى كيف عرفت القرى؟ كيف عرفت العبادات كيف عرف الحلال والحرام كيف ميز بين الطيب والخبيث والحسن والسيء والهدى والضلال والسنة والبدعة الا بالعلم فالعلم قبل القول والعمل العلم اساس العمل واذا لم يقم العمل على هذا الاساس كان العمل ضلالا لا يقبله الله من عامله مهما كثر ومهما تعب فيه حتى وان كانت نيته في ذلك العمل خالصة لوجه الله لان من شرط سلامة العمل وصحته وقبوله ان يوافق الهدي ان يوافق الهدي وقد قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. اي مردود على صاحبه غير مقبول منه وموافقة العمل للهدي لابد فيها من تعلم وتفقه في دين الله سبحانه وتعالى فعاد الخير كله الى العلم فهو اساس الخير وهذا واضح في الحديث الذي مر معنا بقول نبينا عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين والنية في طلب العلم تكون بقصد امرين بطلبك للعلم الاول ان تنوي بهذا الطلب رفع الجهل عن نفسك لانك نشأت على غير علم بدين الله الله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا والعلم لابد في تحصيله من تعلم لا ينال الا بالتعلم كما جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم هو حديث حسن قال انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يوقه العلم الشرعي لابد فيه من تعلم لا يأتي الى الشخص في مكانه على فراشه او في دعته وكسله وخموله لا يأتيه لا يأتيه الا بمعالجة ومجاهدة ومرابطة وصبر وجهد والذين جاهدوا فينا لندينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين فبهذه المعالجة والمجاهدة واتعاب النفس يصل المرء الى العلم الذي يسر الله سبحانه وتعالى له تحصيله والوصول اليه. فلابد من بذل الاسباب بهذا المعنى يقول الشاعر تمنيت ان تمسي فقيها مناظرا بغير عناء والجنون فنون وليس اكتساب المال دون مشقة تلقيتها فالعلم كيف يكون العلم لابد فيه من مجاهدة للنفس ولا ينال براحة البدن لا بد من اتعاب البدن لابد من اتعاب البدن اتعبه في المذاكرة الجلوس في حلق العلم لمراجعة مسائل العلم في الحفظ والاستذكار كل هذه الامور تحتاج من المرء الى جهد وتحتاج منه الى صبر تحتاج منه الى حرص وهمة عالية ليحمد فيما بعد العاقبة والامر الثاني في النية ان تنوي به اصلاح الاخرين قد نقل عن الامام احمد رحمه الله انه قال العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية قيل وما صلاحها قال ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك. هذه النية الصالحة في العلم ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك وانظر هذه النية الصالحة خبر الوفد المبارك الذين جاءوا الى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بنو تميم وحديثهم في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما وتلقاهم النبي عليه الصلاة والسلام بالترحيب مرحبا بالقوم غير خزايا ولا نداما فقالوا انظر نيتهم الصالحة انا لا نستطيع ان نأتيك الا في الشهر الحرام فمرنا بقول فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة هذه ادميتهم ما جاءوا لشيء اخر. نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة فصلاح النية في طلب العلم يكون بهذين الامرين ان تنوي به ان تدخل الجنة ان تصلح حالك عبادتك مع الله تقربك الى الله سبحانه وتعالى وتنوي به اصلاح الاخرين وهذه النية واستصلاحها يحتاج منك الى معالجة مستمرة يقول سفيان الثوري رحمه الله تعالى ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي ولا سيما في طلب العلم لانه لانه وانت في طلب العلم فتهجم عليك شئت ام ابيت نوايا تعثرك في الطريق تحتاج الى ان تجاهد نفسك على تخطيها وعدم الوقوع فيها تأتيك نوايا في الطريق كثيرة جدا من شهرة وحب الظهور المراة والسمعة وارادة الدنيا بالعمل اشياء كثيرة جدا تأتي للطالب في طريقه ثم يكون مغبونا في صفقته التي هي بذل فيها جهدا وعمرا ووقتا طويلا وحفظا ربما ان ربما يكون طالب العلم استغرق مثلا في حفظ القرآن سنتين وفي حفظ عدد من المتون ولازم عددا من المشايخ كل هذه الجهود تذهب اذا وجدت النية الفاسدة والله تذهب والله لن يجدها في صالح عمله يوم يلقى الله سبحانه وتعالى اي والله كلها تذهب ربما يكون عشرين سنة ثلاثين سنة ولكن اذا دخلتها النية الفاسدة لم يبتغي بذلك وجه الله لا تدخل في صالح عمله فان ربنا جل وعلا غني شكور غني عن اعمال العباد غني عن اعمال العباد لا تنفعه طاعة الطائعين ولا ينفعه طلب فالعلم من الطالبين لا ينفعه ذلك ولا يزيد في ملكه سبحانه وتعالى شيئا. وشكور يشكر للعامل عمله اذا احسن فيه ولا يكون الاحسان الا بالاخلاص ولهذا يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه ويؤتى يوم القيامة بثلاثة وهم اول من تسعر بهم النار منهم رجل قرأ القرآن وتعلم العلم ليقال عالم وتكون هذه قيلت في الدنيا لكنه لا يجد قراءته للقرآن ولا تعلمه للعلم في موازين حسناته يوم يلقى الله سبحانه وتعالى لانها فسدت بفساد النية او بطلت بفساد النية فمن اهم المهمات لطالب العلم ان يحرص على استصلاح نيته بينه وبين الله وصلاح النية يكون بهذين الامرين تنوي اولا اصلاح نفسك تزكية نفسك اصلاح عبادتك اصلاح عقيدتك وتوحيدك وايمانك بينك وبين الله سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك تنوي بذلك نقل هذا الخير الى الاخرين من ام واب واخ واخت وعم وخال وقريب وجار تنقل هذا الخير لهم انت هذه الساعة لو تفكرت في اهل بلدك وقرابتك تجد ان هذا العلم الذي جلست لتحصيلهم بحاجة اليه تجد من دخلت عليه بعظ الشركيات ومن دخلت عليه بعظ البدع ومن دخلت عليه بعظ المعاصي المهلكات هؤلاء بحاجة الى ايمان بحاجة الى قدوة بحاجة الى رجل صادق يعمل على انقاذهم على تخليصهم على دعوتهم على هدايتهم الى صراط الله المستقيم والله بعض طلبة العلم الجادين في هذه الجامعة ووقفنا على عينات منهم في استصلاح قرابته ما ينتظر حتى يذهب لهم بالصيف بل يتواصل معهم باستمرار بالرسائل والاتصال وكل ما اوتي من وسيلة حتى يوصل لهم هذا الخير وبعضهم وهو في في بعظهم وهو في المدينة وفي الجامعة هدي في بلده على يديه عدد بعضهم اسلم على يديه وهو في الجامعة عدد الان توفرت لكم هذه الوسائل وهذه الاجهزة كثير من الناس يستغلها في اضاعة وقته وفيما لا فائدة فيه والجاد يستغلها في ايصال الخير للاخرين وفيها برامج ووسائل متاحة لايصال المعلومة بسرعة والناس بحاجة الى هذا ولهذا طالب العلم ينبغي ان تكون نيته الصالحة معه دائما ملازمة له حتى يبارك له في هذا العلم فالذي من الله سبحانه وتعالى عليه بان جاء لطلبه وتحصيله الملازمة في تحصيله في هذه الجامعة المباركة وفي هذه المدينة النبوية مهبط الوحي ومارس الايمان وطلب العلم لابد فيه من صبر طويل وصبر جميل حتى تؤتى اكل هذا الطلب لذيذة هنيئة طيبة ينالها الطالب في دنياه واخراه باذن الله سبحانه وتعالى ولا يظن ان العلم يأتيه في ساعة او في شهر او في سنة العلم يحتاج الى طول الزمان يحتاج الى طول زمان يحتاج الى صبر حتى ينال بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ولهذا عود نفسك على الصبر وحذرها من السآمة والملل والكسل فان هذه يستعاذ منها ولا تليق بطالب العلم لا يليق بطالب العلم ان يكون ذا ملالة وسآمة ذا ملل وسآمة من الطلب وكم من طالب علم بدأ وقطعه عن طلب العلم السآمة والملل لكن من صبر حمد العاقبة باذن الله سبحانه وتعالى فاذا بدأت بحفظ كتابا ما واعظم الكتب كتاب الله عز وجل فاصبر نفسك اذا بدأت بملازمة احد الاشياخ فاصبر نفسك اذا بدأت قراءة كتاب من كتب اهل العلم فاصبر نفسك ان لم تتحلى بالصبر انقطعت في اول الطريق او في اثنائه. وكثير ما ينقطع المرء لكن اذا تجملت بالصبر بلغت الغاية ونمت المقصود باذن الله سبحانه وتعالى انه من يتق ويصبر انه من يتق ويصبر فان فان الله لا يضيع اجر المحسنين. هذا هو الاحسان وانت محتاج الى الصبر بانواعه الثلاثة صبر على طاعة الله والعلم من اعظم الطاعة لله سبحانه وتعالى وصبر عن معصية الله وصبر على اقدار الله تبارك وتعالى المؤلمة ومن اعظم الامور التي يحتاج اليها طالب العلم في طلبه للعلم ان يتحلى بالاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة بل قال عبد الله ابن المبارك رحمه الله تعالى وهو من اجلة التابعين كاد الادب يكون ثلثي العلم كاد الادب يكون ثلثي العلم والادب عنوان على فلاح المرء ولا يمكن ان يحصل العلم الا بالادب والتحلي بالخلق الكريم وباب الادب في طلب العلم باب واسع هناك ادب مع العلم النفسي هناك ادب مع حملة العلم هناك ادب مع الزملاء وطلاب العلم هناك ادب مع كتاب العلم اداب بينها العلماء رحمهم الله تعالى ومن احسن المختصرات واجودها في هذا الباب حلية طالب العلم للشيخ بكر ابو زيد رحمه الله تعالى وهو اسم على مسمى حلية اي زينة لطالب العلم والادب زينة للمرء وجمال واذا فقد طالب العلم الادب وفقد الخلق فقد الزينة وفقد الجمال فان حليته في ادبه وزينته في خلقه وتحليه بهذه الاداب العظيمة اداب الشريعة يلزم الادب مع العلم نفسه ومع رجالاته وحملته ومع طلابه طلاب العلم وزملائي الطالب في تحصيل العلم وايضا مع الناس بالتعامل معهم واحرى الناس واولاهم بكل ادب جميل وخلق نبيل هو طالب العلم الذي عرف بالعلم مكانة الادب ومنزلته من الشريعة ورفعة اهله عند الله سبحانه وتعالى وعظيم مثوبتهم عنده جل في علاه ولهذا وانصح بذلك كثيرا ان يجدد طالب العلم بين وقت واخر صلته باداب الطلب واداب العلم فبين وقت واخر يقرأ في هذا الباب يقرأ ما كتبه العلما من مختصرات مطولات في ادب العلم وادب طلب العلم كل ما مر به برهة من الزمان ومدة من الزمان يخلل اه تحصيله للعلم بكتاب من كتب الادب ادب العلم واخلاق الاسلام واداب الشريعة والكتب في هذا الباب كثيرة جدا ومن الامور المهمة التي ينبغي على طالب العلم ان يعنى بها ملازمة الدعاء دعاء الله جل وعلا وقد قدمت في اول الحديث ان العلم هبة ربانية ومنا الهية وعلمك ما لم تكن تعلم فهو منا يمن الله سبحانه وتعالى به على من شاء من عباده ولهذا على طالب العلم ان يلازم الدعاء بشكل يومي ان يمن الله عليه بالعلم النافع. بشكل يومي يوميا بل يكون دعاؤك ان يمن الله عليك بالعلم النافع وردا يوميا تستفتح به كل يوم من ايامك كل يوم من الايام في الصباح الباكر وهذا هدي نبوي ثابت في السنن والمسند وغيرها من حديث ام سلمة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعد صلاة الصبح بعد ان يسلم اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا كل يوم يدعو بهذه الدعوة بعد صلاة الصبح اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا واذا تأملت في هذه الثلاث ايها الاخ المبارك اذا تأملت في هذه الثلاث التي كان نبينا عليه الصلاة والسلام يدعو بها تجد انها جمعت لك اهدافك في يومك المسلم ليس له في يومه الا ثلاثة اهداف لا رابع لها العلم النافع والرزق الطيب والعمل المتقبل هذه اهدافه ليس له هدف رابع جمعت اهداف المسلم في يومه ومن اسباب النجاح في اي مهمة كانت ان تستحضر اهدافك في مهمتك فاذا اصبحت مستحضرا اهدافك في يومك العلم النافع والرزق الطيب والعمل المتقبل واستفتحت يومك بدعاء الله سبحانه وتعالى ان يمنحك هذه هذه الثلاث وان يمن عليك بها فدعوت في باكورة اليوم متأسيا بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام بهذه الدعوة اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا وبدأ عليه الصلاة والسلام بالعلم النافع قبل الرزق الطيب وقبل العمل المتقبل لانه بالعلم يماز بين طيب الرزق وخبيثه وبين صالح العمل وفاسده. ومقبوله ومردوده لا يمكن ان يميز بين هذه الاشياء الا بالعلم وهذا تستفيد منه فائدة مهمة في حياتك الا وهي ان طلب العلم يعتبر امرا ضروريا في كل يوم من ايامك في كل يوم من ايامه حتى فيما يسمى باجازة الاسبوع او اجازة منتصف العام او اجازة نهاية السنة العلم ضروري في كل يوم من ايامك ليس هناك يوم اجازة عن طلب العلم وشمس تغيب عليك في يوم من ايامك لم تحصل فيه حظا من العلم فانت خاسرا في ذلك اليوم انت خاسر في ذلك اليوم احذر ان تغيب عليك شمس يوما من الايام دون ان يكون لك نصيب في ذلك اليوم من العلم لان العلم يعد من ضروريات المرء في ايامه بحيث يكون له نصيب في كل يوم من ايامه من العلم من الفقه في دين الله وتمضي على هذه الحال الى ان يتوفاك الله مثل ما نقل عن الامام احمد رحمه الله تعالى وقد رؤي في وقت متأخر من حياته هو يحمل المحابر وسئل في عن ذلك قال من المحبرة الى المقبرة يعني لا ازال طالب علم الى الاقبر ولهذا طلب العلم لا يتوقف لا يتوقف عند مرحلة معينة انتبه. طلب العلم لا يتوقف عند تخرجك من الجامعة مثلا او نيلك ما هو اعلى من ذلك من الدرجات لا يتوقف طلب العلم بل كما قال اه اه مشايخنا الافاضل تعتبر هذه الشهادات مفاتيح للعلم. بداية تكون اخذت مفتاحا تطلب به العلم بحيث تمضي في طلب العلم اما اذا اقتصر الانسان على ما حصل في المرحلة الجامعية او ما بعدها ايضا ثم توقف عن الطلب اذا استمر متوقفا عن طلب العلم لمدة عشرة اعوام عشرة اعوام تقريبا سيعود اميا كما كان يعود عاميا كما كان وهذا من شأن العلم انه لا يدوم مع صاحبه الا بالمذاكرة والمداومة والملازمة والاستمرار باستمرار في اه متابعة العلم والتعلم والتفقه في دين الله سبحانه وتعالى وصبر النفس على ذلك من الامور المهمة لك في هذا الباب ان تكون دائما مستحظرا ثمرة العلم المقصد من العلم فان مقصود العلم العمل يقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه مقصود او يهتف بالعلم العمل فان اجابه والا ارتحل ولهذا وطد نفسك على العمل بما تتلقاه من علم ليس فقط الفرائض والواجبات بل حتى الرغائب المستحبة. وطب نفسك على ذلك واذا سمعت كما قال بعض السلف واذا سمعت بالحديث فاعمل به ولو مرة تكن من اهله فاعمل به ولو مرة تكن من اهله ومراده ما كان من الاحاديث في باب المستحبات والروائض. اما الواجبات لا يقال فيها اعمل به ولو مرة لكن الامور المستحبة وما تقف عليه من رغائب ومستحبات وطب نفسك على ان تعمل بما تسمع وتقرأ وتحفظ تكن بذلك من اهل هذا الحديث الذي سمعته ولا يكن حظك من الحديث مجرد سماعه. بل احرص على العمل به واحرص ايضا على ايصاله اه الاخرين ومن الامور المهمة التي ينبغي على طالب العلم ان يعنى بها صيانة اللسان فان من لا يصون لسانه ولا يحفظ منطقه يهلك نفسه ويكون افة في مجتمعه وبين زملائه ورفقائه وقد قال عليه الصلاة والسلام من يضمن لي ما بين لحييه وبين فخذيه اضمن له الجنة ويقول عليه الصلاة والسلام وهل يكب الناس على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم لابد من صيانة اللسان واللسان اذا لم يصنه صاحبه جنى على الجوارح كلها كما يدل لذلك الحديث الحديث الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان تقول انما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا ولهذا قيل قديما المرء باصغريه المرء ليس بجثته ولا بقامته ولا بطوله ولا قوته ولا ببنيته ولا بجماله المرء باصغريه القلب واللسان فاذا استقام قلب المرء استقام لسانه واذا استقام لسانه استقام بدنه واذا اعوج القلب اعوج اللسان واذا اعوج اللسان اعوج البدن. واعوجت الاعمال ولهذا من المهمات التي ينبغي ان يعني ان يعنى بها طالب العلم ان ان يصلح قلبه ان يعمل على اصلاح قلبه ويدعو الله كثيرا ان يصلح قلبه وان يحرص ايضا على اصلاح لسانه وصيانة كلامه بالبعد عن الغيبة والنميمة اه السخرية والاستهزاء وغير ذلك من افات اللسان وهي كثيرة وليكثر من التعوذ بالله سبحانه وتعالى من الفتن لا لا بالاستشراف لها ولا بان يكون من اهلها وموقديها والعياذ بالله واسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ليصلح احوالنا اجمعين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته