بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اسأل الله عز وجل ان يبارك لنا في ليلتنا هذه وفي مجلسنا هذا وان يغنمنا خيرها وبركتها وان يمدنا اجمعين بالعلم النافع والتوفيق للعمل الصالح وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد معاشر الكرام اللقاء والحديث في هذه الامسية والليلة الطيبة عن حديث عظيم عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وهو في الحقيقة موعظة بليغة عظيمة التأثير كبيرة النفع لمن وفق لتأملها حديثنا معاشر الكرام عن حديث رواه الحاكم في مستدركه والبيهقي في شعب الايمان وغيرهما من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك. وحياتك قبل موتك وروى هذا الحديث البيهقي ايضا وغيره عن عمرو ابن ميمون مرسلا هو حديث صحيح ثابت عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والحديث كما قدمت موعظة بليغة ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما لتقدمة هذا الحديث قال قال لرجل وهو يعظه والموعظة معاشر الكرام لها وقعها في النفوس واثرها في القلوب وتحريكها للعبد لفعل الصالحات واجتناب المحرمات وتمس الحاجة حاجة المسلم الى الموعظة بين وقت واخر ولهذا كان من هدي النبي عليه الصلاة والسلام ان يتخول اصحابه بالموعظة وكان الصحابة رضي الله عنهم اذا استمعوا وعظه عليه الصلاة والسلام تأثروا تأثرا عظيما وانظر في ذلك الى قول العرباض ابن السارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون وجلت منها القلوب والموعظة هي تذكير بالخير واستمالة للقلوب الى الحق والهدى بذكر الترغيب والترهيب الترغيبة بالفظائل والترهيب من المحرمات والرذائل وهذه الموعظة التي في حديثنا حديث ابن عباس رضي الله عنهما موعظة بليغة جدا لمن وفقه الله سبحانه وتعالى لحسن تأملها وفهم مضامينها صدرها نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله اغتنم خمسا قبل خمس اغتنم خمسا اي خمسة اشياء قبل خمس اي قبل حصول خمسة اشياء والاغتنام انتهاز الفرصة والمبادرة الى الشيء قبل فوات اوانه وقبل حصول الحرمان منه فالإغتنام انتهاز للفرصة المتاحة للعبد والمهيئة له ومن اعظم الامور الحالمة من الاغتنام التسويف والتأجيل وكم اهلكت سوف من اناس وكم حرمت سوف من خيرات وكم اعاقت سوف عن فضائل ورفعة درجات ولهذا العاقل لا يسوف ولا يؤجل بل يبادر ويسارع لاغتنام الخيرات وانتهازي فرصة سموحها له وتهيئ القيام بها اما اذا فات الاوان حصل الحرمان ولم ينفع الندم ولهذا حث النبي عليه الصلاة والسلام على على اغتنام خمسة اشياء قبل حصول خمسة اشياء قال اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك وهذه الخمس التي حث النبي عليه الصلاة والسلام على اغتنامها اذا فاتت ومضى ومضت قد لا يعود قد لا تعود للمرء مرة ثانية وقد لا تتحقق فمنها اشياء اذا فاتت لم تعد كالهرم اذا حصل فان المرء لا يعود اليه شبابنا والموت اذا حصل لا يعود المرء الى هذه الحياة وبعضها اذا حصل كالمرض مثلا قد يعود. تعود للمرء عافيته والشغل اذا حصل في بعض الاوقات قد يعود له شيء من الفراغ في اوقات اخرى لكن المرء مطالب ان يغتنم هذه الفرص العظيمة الثمينة التي اذا فاتت لم يتهيأ له عود لها فندم حيث لا تنفعه الندامة واسف حيث لا ينفعه الاسف وتأمل كيف بدأ النبي عليه الصلاة والسلام هذه الامور الخمس بالشباب مرحلة الشباب تلك المرحلة العظيمة في حياة المرء مرحلة القوة والنشاط تمام القوى والحواس لان هذه المرحلة يعقبها ضعف والقوة يعقبها وهن ولا تستمر للمرء قوة شبابه ونشاط شبابه بل انها تتحول وتتغير فاذا لم يغتنم المرء شبابه ندم في كبره وكم من اناس واناس ندموا على مراحل الشباب كيف ضاعت سدى وذهبت هبى دون ان يحقق لنفسه فيها منفعة يرجو بها ثواب الله يوم لقائه فيندم ولا يفيده الندم والنبي عليه الصلاة والسلام بدأ هذه الخمس بمرحلة الشباب لان مرحلة خطيرة جدا وحرجة في حياة المرء وكثير من الناس يضيع شبابه الا من وفقه الله سبحانه وتعالى وفي حديث في سنده مقال يقول عليه الصلاة والسلام عجبا عجب ربكم لشاب لم تكن له صبوة ولهذا من يوفق لحفظ شبابه وصيانة باكورة عمره في الفضائل والخيرات فهذه غنيمة عظيمة ومربح كبير ولما كانت مرحلة الشباب بهذه الاهمية وبهذه المكانة بدأ به او بدأ بها نبينا عليه الصلاة والسلام ولخطورة هذه المرحلة فان العبد يسأل عنها يوم القيامة سؤالا خاصا اذ ان المرء يسأل عن حياته سؤالين يوم القيامة سؤال عن حياة كلها بعمومها من اولها الى اخرها وسؤال عن مرحلة الشباب على وجه الخصوص كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن شبابه فيما ابلاه. وعن عمره فيما افناه وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه وعن علمه ماذا عمل به فتأمل كيف ان الشاب يسأل يوم القيامة عن مرحلة الشباب مع انها داخلة في العمر اذا سئل عن عمره فيما افناه مرحلة الشباب داخلة فيه لكن لما كانت مرحلة الشباب مرحلة لها اهميتها ولها شأنها ولها مكانتها فان المرء يسأل يوم القيامة عن مرحلة الشباب سؤالا خاصا فيما ابلى شبابه وفيما امضى شبابه وهذا يؤكد يا معاشر الكرام اهمية اغتنام هذه المرحلة ايها الشاب الموفق يا من تعيش هذه المرحلة مرحلة الشباب اتق الله عز وجل في شبابه واغتنم هذه المرحلة الثمينة من عمرك اغتنم هذه المرحلة فان من تراهم من الشيوخ الكبار المسنين الطاعنين في السن كانوا يوما من من الايام شبابا مثلك واقوياء مثلك وذا صحة وعافية مثلك فانتهت مرحلة شبابها وبقيت عملا يحاسبون عليه ومرحلة يحاسبون عليها يوم لقاء الله سبحانه وتعالى تنتهز هذه الفرصة الثمينة العظيمة انك تعيش هذه المرحلة مرحلة الشباب واحفظها واغتنمها بالخيرات واياك ثم اياك ان تضيع منك هذه المرحلة فساد او عصيانا او اثامه وكن على علم ويقين ان شبابك لا يبقى لك واذا انتهت مرحلة الشباب فان المرأة بين غانم وخاسر تكون من الغانمين لهذه المرحلة الحافظين لها المحافظين عليها المعتنين بها وقول النبي عليه الصلاة والسلام اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك اي عليك ان تنتبه ايها الشاب ان الشباب لا يدوم وزهرة لا تستمر بل ان الشباب يعقبه هرم والقوة يعقبها ضعف ووهن فاذا تذكرت ذلك كان ذلك معونة لك على اغتنام مرحلة الشباب وهذا هو حقيقة الوعظ. الوعظ تذكير بالخير مع ذكر المرغبات ونهي عن الشر مع ذكر للمحذرات منه والعواقب فمرحلة الشباب مرحلة يعقبها هرم لا تبقى لك. فان لم تغتنمها ضاعت عليك وندمت على ضياعها دون ان يكون الندم فائدة وثمرة ثم الامر الثاني الصحة قبل المضى وصحتك قبل مرضك قبل سقمك اذا رأيت نفسك في صحة وعافية وقوة ونشاط وسلامة في الحواس والقوى فهذه الامور لا تستمر ولا تبقى فان مآلها الى ظعف ولهذا ترى مثلا فيما يتعلق بحواس المرء وعلى سبيل المثل البصر تجد تجد ان الانسان في اوائل حياته يرى الاشياء الصغيرة والدقيقة ثم يجد ان بصره ضعف عن رؤيتها ثم يأتي عليه مرحلة في عمره لا يتمكن من رؤية الاشياء الا بزجاجة يضعها حتى يتمكن من رؤية الاشياء ثم ربما تأتي عليه مرحلة لا يرى الاشياء لا بالزجاجة ولا بدون زجاجة قل مثل ذلك في السمع وغيره من الحواس والقوى فلا يضمن المرء بقاؤها سليمة فالعوارض كثيرة ولهذا ينبغي على الانسان ان يغتنم صحته ان يغتنم عافيته بطاعة الله سبحانه وتعالى وفيما يرظيه جل في علاه وليحذر اشد الحذر من ان يستعمل هذه الصحة التي التي هي نعمة انعم الله عليه بها ان يستعملها فيما يسخط الله ويغضبه سبحانه وتعالى وقول النبي صلى الله عليه وسلم وصحته وصحتك قبل سقمك اي استغل هذه الصحة؟ استغل هذه العافية استغل هذه القوة التي اتاك الله سبحانه وتعالى اياها ومن عليك بها وتأمل في هذا المقام حال كبار السن تجد عدد من الكبار مثلا يتمنى ان يظع وجهه في الارض ساجدا لله سبحانه وتعالى لكنه لا يتمكن بسبب ضعف قواه. لا يتمكن من ذلك القوى ظعفت والحركة لم تكن كما كانت قبل فاذا كان هذا الكبير قد مضى في حياته على طاعة وسجود لله سبحانه وتعالى فلا يضره باذن الله حاله في تلك المرحلة لان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا مرض العبد او سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما فيكتب له ذلك فانت تراه يصلي ولا يظع جبهته على الارظ لكنه يكتب له كانما وظعها النار. لان هذه حاله. وحال بينه وبين هذا السجود المرض في كتب له السجود وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى لكن المصيبة المفرط والمغيب ولهذا قال العلماء رحمهم الله تعالى ان قوله عليه الصلاة والسلام وصحتك قبل سقمك ومثله قول ابن عمر رضي الله عنهما خذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك هذا محمول على من كان مفرطا اما المحافظ على طاعة الله فهو في نعمة عظيمة. ومنة كبيرة. ولا يضره واتيان هذه الاشياء سواء اتاها المرض او اتاها الكبر او اتاه الموت او غير ذلك لا لا يظره اتيان هذه الاشياء لان على طاعة لله سبحانه وتعالى حتى قيل في بعض السلف وحاليا في الطاعة لو قيل لاحدهم ان ملك الموت بباب بيتك ما كان عنده شيء من العمل يزيدا لانه مواظب على العمل وعلى الطاعة لله سبحانه وتعالى ولهذا صحة الانسان ينبغي ان يغتنمها وان ينتهز وجود هذه الصحة ليستعملها في طاعة الله سبحانه وتعالى اذا كانت اليد تتحرك بمرونة والقدم يتحرك بمرونة والحواس تتحرك قد يأتي على الانسان مرحلة لا يتحرك زرت مرة شابا وكان وقت الزيارة له قد امضى سنة كاملة في المستشفى يده وقدمه ممتدة على حالة واحدة لا تتحرك وكان امامه المصحف. يقرأ فيه ولا يستطيع ان يحرك يده الصفحة. فينتظر اذا جاء زائر طلب منه ان يقلب له الصفحة فهذه الحركة لليد وللقدم وللحواس قد لا تبقى للانسان والعاقل يحرص على استغلالها واغتنامها بان يستعملها في طاعة الله سبحانه وتعالى وان يحذر اشد الحذر من ان يستعملها فيما يسخط الله تبارك وتعالى فانه يندم عند ذهابها ولا يفيده الندم من كان يستعمل صحته مثلا في المعاصي وارتكاب الفواحش اقتراب المحرمات اذا ذهبت هذه الصحة اذا ذهبت هذه الصحة وذهبت تلك القوى وندم على افعاله تلك. وكيف انه اضاع صحته في تلك الافعال ما ينفع الندم لان الصحة ذهبت لكن على العاقل ان يستغل صحته وعافيته في الطاعة وان يحذر اشد الحذر من استعمالها في معصية الله سبحانه وتعالى وفيما يسخطه جل في علاه والامر الثالث قال وغناك قبل فقدك اذا كان يسر الله سبحانه وتعالى لك مالا وبسط لك في الرزق استغل هذه الفرصة وجود المال ووجود الغنى واحرص على بذل هذا المال ولا سيما ما اوجب الله سبحانه وتعالى عليك بذله. وهي الزكاة التي اقترضها الله سبحانه وتعالى والنفقة الواجبة على الاهل والعيادة والصدقات المستحبة فيحرص المرء على استغلال الغنى في مثل هذه الاعمال ومثل هذه الطاعات العظيمة والقربات التي يقدمها لنفسه وليحذر في هذا المقام ان يعطيه ماله. قد قال الله تعالى كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى فليحذر اشد الحذر من ان يعطيه ماله فينصرف باستعمال هذا المال في المحرمات وفي الاثام وفي الامور التي تسخط الله تبارك وتعالى ولهذا نبه النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الموعظة العظيمة على اغتنام الغنى اذا اذا كان الله اغناك فتنبه واغتنم هذه المرحلة مرحلة الغنى بان تستعمل هذا المال في طاعة الله وان تحذر اشد الحذر من استعماله فيما يسخط الله تبارك وتعالى والامر الرابع فراغك قبل شغلك الفراغ الذي يجده الانسان والسعة من الوقت التي يجدها الانسان قد لا تتيسر له في وقت اخر وقد لا تتهيأ له في وقت اخر ولهذا جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ لماذا يؤذن كثير من الناس فيهما؟ لان كثير من الناس تضيع صحته وتظيع اوقات فراغه فيما لا خير فيه بل ربما فيما فيه المضرة. عليه في دنياه واخراه ولهذا حث النبي عليه الصلاة والسلام على اغتنام الفراغ وانتهاز فرصة وجود الفراغ قبل شغلك قبل ان يوجد ما يشغلك في هذه الحياة ومن العلماء من قال في معنى الحديث قبل شغلك اي شغلك اهواني يوم القيامة وفتنة القبر وعذابه ومفارقتك لهذه الحياة الحاصل ان الفراغ الذي يجده المرء ينبغي عليه ان يغتنمه فان لم يغتنمه ذهب وضاع وندم على ضياعه دون ان يفيده الندم ومن اعظم الامور المعينة على استغلال الفراغ ان يرتب المرض اوقاته وان يجعل في اولويات ترتيبه لاوقاته المحافظة على الواجبات الدينية والفرائض التي اوجبها الله سبحانه وتعالى عليه والامور المتحتمة وايضا ان يرسونا اوقات فراغه من ان تضيع في امر محرم. وامر يسخط الله تبارك وتعالى ثم الامر الخامس في هذا الحديث حياتك قبل موتك. اغتنم فرصة وجودك في هذه الحياة فان لك في هذه الحياة اجلا لن تتجاوزه. فاذا جاء اجل لا لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون لكل اجل كتاب ولا تدري متى تودع هذه الحياة وتفارق هذه الدنيا واياك ان تغتر بشبابك فان الموت داهم خلقا لا يحصون من الشباب. اياك ان تغتر بعافيتك فان الموت داهم خلقا من المعافين الاصحاء بل احيانا يكون في البيت رجل طاعن في السن يتوقع اهل البيت موته بين لحظة واخرى فيفاجئون بان احد الشباب في البيت داهمته المنية وجاءه الاجل ولهذا ينبغي على الانسان ان يحفظ حياته ويجتهد في حفظ حياته في طاعة الله سبحانه وتعالى وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري لابن عمر رضي الله عنهما كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. وكان ابن عمر عملا بهذه الوصية يقول رضي الله عنه اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. جاء في بعض الروايات انه قال فانك لا تدري غدا ما اسمك لا تدري غدا ما اسمك؟ يعني آآ لا تدري هل يكون اسمك حي او اسمك ميت؟ لا تدري هل يكون اسمك في عداد الاحياء او في عداد الاموات؟ لا تدري وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت. ولهذا العاقل ينتبه لهذا الامر الواجبات الدينية والفرائض والامور المتحتمة لا يؤجل ولا يؤخر اذا امسيت فلا تنتظر الصباح. واذا اصبحت فلا تنتظر المساء. وكم هي مصيبة عظيمة ان يؤجل الامر طاعة من الطاعات الواجبة الى المساف فيداهمه الموت قبل ان يمسي او يؤجلها الى الصباح فيداهمه الموت قبل ان يصبح وكم من انسان اوى الى فراشه وكان يؤمل ان يصبح نشيطا صحيحا معافى منيته على فراشه ولهذا على المرء ان يحرص على اداء الواجبات الدينية والفرائض. اولا باول لا يؤجل شيئا منها. وكل ما امده الله جل وعلا بعمر واعطاه فسحة في الاجل يغتنم هذه الغنيمة. كما قال بعض السلف كل يوم يعيشه المرء غنيمة غنيمة من الله سبحانه وتعالى عليك بها فليحذر المرء من ضياعها وذهابها دون ان ينتفع او يستفيد منها الحاصل ان هذا الحديث العظيم موعظة بليغة قالها النبي عليه الصلاة والسلام لرجل وهو يعظه كما بين ذلك ابن عباس رضي الله عنه عموما في رواية الى هذا الحديث والحديث حقيقة موعظة عظيمة جدا. وينبغي على كل واحد منا ان يحرص على تفعيل هذه المعاني في نفسه واجالتها في قلبه. وان يجاهد نفسه على استغلال هذه الخمس الشباب والصحة والغنى والفراغ والحياة قبل حصول الخمس الهرم والمرض والشغل والفقر والموت والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني واسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يوفقنا اجمعين لاغتنام الخيرات وحفظ الاوقات واصلاح الاعمال. اسأله جل وعلا ان يصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا. وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة كم لنا من كل شر؟ اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره الله اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. اللهم انا نسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا. واجعله الوارث منا. واجعل ثأرنا على من ظلمنا. وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا ارحمنا. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. الاحياء منهم والاموات. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم اعذنا والمسلمين اينما كانوا. من الفتن ما ظهر منها وما بطن. ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين