بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه فعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد معاشر الكرام حياكم الله اجمعين في هذا اللقاء في بيت من بيوت الله تبارك وتعالى اسأل الله عز وجل ان يشملنا واياكم اجمعين بقول نبينا صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده الهمنا الله اجمعين رشد انفسنا واصلح لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما معاشر الافاضل الكرام الحديث هذه الليلة عن سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله جمع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ذكرهم وذكرى اوصافهم في حديث واحد متفق على صحته خرجه الامامان البخاري ومسلم في صحيحيهما هو حديث عظيم جامع عده اهل العلم رحمهم الله تعالى في اجمع او من اجمع الاحاديث الواردة عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه في باب فضائل الاعمال حتى قال الامام ابن عبدالبر رحمه الله تعالى في كتابه التمهيد قال هذا احسن حديث يروى في فضائل الاعمال واعمها واصحها ان شاء الله وحسبك به فضلا لان العلم محيط بان كل من كان في ظل الله يوم القيامة لم يناله هول الموقف الى ان قال رحمه الله تعالى جعلنا منهم برحمته امين الحاصل ان هذا الحديث معاشر الكرام حديث عظيم للغاية جدير بان تعقد لمذاكرته المجالس وان تؤلف في بيانه وتوضيح مضامينه الرسائل وقد فعل ذلك غير واحد من اهل العلم واشار الامام ابن عبد البر رحمه الله عقب كلامه الذي سمعتم الى اهمية العناية بهذا الحديث والتأليف في بيان مضامينه العظيمة معاشر الافاضل ان من نعمة الله سبحانه وتعالى وفضله علينا اجمعين ان هيأ لنا هذا اللقاء لا لشيء الا لنتذاكر مضامين هذا الحديث والله سبحانه وتعالى المسئول وحده والمرجو وحده نسأله جل في علاه الذي هيأ لنا فهذا اللقاء ومن علينا به ان يوفقنا اجمعين للاتصاف بهذه الخصال العظيمة المباركة الجليلة لنكون اجمعين من اهل الظلال يوم القيامة يوم الوقوف بين يدي العظيم ذي الجلال جاء في الصحيحين عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله امام عادل وشاب نشأ في طاعة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ما اعظم هذا الحديث وما ادله على الفضائل وما اعظم حثه عليها وعلى الترغيب فيها وهو كما تقدم من اجمع الاحاديث في هذا الباب وان نفس المؤمن الصادق في ايمانه لتتحرك شوقا وطمعا ان يكون من اهل هذه الخصال الموجبة للظلال ولا سيما اذا استحضر هولاء الموقف يوم القيامة هوله من حيث طوله فهو يوم مقداره خمسين الف سنة وهوله من حيث شدة حره حيث تدنو الشمس من الخلائق قيد ميل ثم يتفاوت الناس في العرق بحسب احوالهم واعمالهم حتى ان منهم من يلجمه العرق الزاما كما صح بذلك الحديث ففي ذلك اليوم العصيب العظيم يكرم الله تبارك وتعالى من يكرم من عباده بان يظلهم في ظله يوم لا ظل الا ظله لا ظل الا ظله ليس في ذلك اليوم الات يستظل بها او امكنة يؤوى اليها او اشجار او خيام او بيوتات يأوي اليها المرء ليسلم من حر الشمس بل ان الناس كلهم يكونون في ذلك اليوم ضاحين للشمس بارزين ليس بينهم وبين الشمس ما يستظلون به الا من يكرمهم الله جل في علاه بظله الظليل في ذلك اليوم العظيم. اللهم يا ربنا اجعلنا منهم اللهم يا ربنا اجعلنا منهم اللهم يا ربنا اجعلنا منهم بمنك وكرمك وفضلك يا حي يا قيوم وهذه الخصال التي ذكر النبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه في هذا الحديث ليست حاصرة للخصال الموجبة للظلال بهذا العدد لانه قد صح عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم احاديث اخرى ذكر فيها عليه الصلاة والسلام خصالا اخرى موجبة للظلال ولهذا انتدب بعض اهل العلم كالسخاوي والسيوطي وغيرهما الى افراد مؤلفات خاصة في الخصال الموجبة للظلال وجمعوا فيها المروي عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام حتى ان بعض اهل العلم اورد من الخصال في ضوء ما جمعه من احاديث ما يبلغ او ما يقارب السبعين خصلة لكن من الاحاديث التي تورد في هذا الباب اشياء لا تثبت عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ومنها احاديث ثابتة تضمنت خصالا عظيمة موجبة للظلال ومن ذلكم ما رواه الامام مسلم في صحيحه عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام انه قال من انظر معسرا او وضع عنه اظله الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل الا ظله الحاصل ان هذه الخصال التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ليست حاصرة للخصال الموجبة للظلال بهذا العدد لكن من فائدة العدد من فائدة العدد في احاديث النبي عليه الصلاة والسلام انه امكن للفائدة وابلغ في تثبيتها وظبطها لانها اذا ذكرت لك بعدد معين وفاتك واحد منها اخذت تبحث عنه وتسأل بخلاف ما لو ذكرت لك بغير ذكر للعدد في اولها فربما فاتك شيء منها ولم تتنبه لذلك وهذه الخصال العظيمة الموجبة الظلال يوم القيامة خصال جدير بكل مسلم ان تعظم عنايته بها فهما وعملا ومجاهدة للنفس واستعانة بالرب تبارك وتعالى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في اول هذه الخصال الموجبة للظلال الامام العادل وبدأ به لان الامام العادل اقرب الناس منزلة يوم القيامة واقربهم من الله تبارك وتعالى يوم القيامة وقد جاء في صحيح مسلم عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ان المقسطين على منابر من نور يوم القيامة على يمين الرحمن وكلتا يدي ربي يمين الذين الذين يعدلون الذين اذا حكموا يعدلون في اهليهم وما ولوا الذين يعدلون في حكمهم واهليهم وما ولوا وهذا يفيدنا ان الامام العادل كما انه يتناول تناولا اوليا اهل الولايات العامة فانه كذلك يتناول اهل الولاية الخاصة كحكم الانسان بين اهله وولده ومن ولاه الله سبحانه وتعالى رعايتهم بالعدل وقد قال عليه الصلاة والسلام اتقوا الله واعدلوا بين اولادكم والامام العادل نفعه ليس قاصرا على نفسه بل نفعه نفع للامة وصلاحه صلاح للامة ولهذا ينبغي ان يعي الناس وان تفهم الرعية هذا الامر ان صلاح من ولي عليهم صلاح لهم ولهذا من امارات كوني الشخص صاحب سنة ان يحرص ان يحرص على الدعاء للسلاطين بالهداية والتسديد والتوفيق والصلاح وان يرزقهم الله البطانة الناصحة وان يجنبهم بطانة الشر والفساد وقد قال الامام احمد رحمه الله تعالى اني لادعو للخليفة بالتوفيق والتسديد بالليل والنهار وارى ذلك واجبا علي وقال رحمه الله وكذلك من قبله الفضيل ابن عياض لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان وذلك لان صلاح السلطان صلاح للرعية ومن اشد الامور شرا واعظمها فسادا ان يشتغل المرء بسب السلطان ولعنه فهذا مما نهي عنه ويترتب عليه شر مستطير وفساد عظيم على الرعية انفسهم ولهذا روى ابن ابي عاصم في كتابه السنة عن انس بن مالك رضي الله عنه قال نهانا كبراؤنا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا امراءكم ولا تغشوهم ولا تبغظوهم واصبروا فان الامر قريب وروى عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال اياكم ولعن الولاة فان لعنهم الحالقة وبغضهم العاقرة والنقول عن السلف من الصحابة ومن اتبعهم باحسان في هذا الباب عظيما الحاصل ان الامام العادل الذي وفقه الله سبحانه وتعالى العدل في رعيته من هؤلاء الذين يظلهم الله تبارك وتعالى في ظله يوم لا ظل الا ظله وبهذا يعلم ان كرامة السلطان يوم القيامة كرامة عظيمة اذا عدل في الرعية ومهانته ايضا في ذلك اليوم مهانة عظيمة جدا اذا لم يعدل فيهم واذا لم يتعامل معهم بالعدل ولهذا فان تولي امر الناس تولي امر الناس امر ليس بالهين امر بالغ الخطورة وهو مسئولية عظيمة كما قال نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه الا الا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الامام راع وهو مسؤول عن رعيته واذا كان كل فرد من افراد الناس انما يسأل عن نفسه او عن نفسه وولده واهل بيته فان الحاكم اذا وقف بين يدي الله يوم القيامة سأله عن نفسه وعن رعيته فما اعظمها من مسألة وما اجله من خطب فاذا وفق الامام للعدل في الرعية وحرص على بسط العدل فيهم كان من اهل الظلال يوم القيامة وقدم على غيره لان نفعه متعدي ونفعه شامل لافراد الامة وافراد الرعية قال امام عادل وشاب نشأ في طاعة الله وشاب نشأ في طاعة الله. اي انه لم يكن له في شبابه صبوة والشباب كما يقال شعبة من الجنون فيه من الطيش والعجلة والاندفاع والتسرع ما فيه فاذا وفق الشاب بالنشوء على الطاعة الاستقامة على عبادة الله والمجانبة لمسالك الانحراف مجاهدا نفسه على ذلك مستقيما على طاعة الله جل وعلا كان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله وخصت هذه المرحلة بالذكر والتبيان لاهميتها لانها مرحلة حرجة في عمر الانسان ومرحلة لها ما بعدها ولها ما وراءها ولهذا جاء في الحديث ان كل انسان يوم القيامة اضافة الى انه يسأل عن عمره كله فيما افناه فانه يسأل عن مرحلة الشباب خاصة فيما ابلاها كما جاء في الحديث قال عليه الصلاة والسلام لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع وذكر منها عن شبابه فيما ابلاه وفي الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام اغتنم خمسا قبل خمس وذكر منها شبابك قبل هرمك ولهذا ينبغي على الشاب الذي لا يزال في هذه المرحلة العظيمة الحرجة من عمره ان يحرص على اغتنامها وان يجاهد نفسه في ذلك وان يستعين بربه تبارك وتعالى على تحقيق ذلك وينبغي ايضا على الاباء والامهات والمربين ان يعنوا بهذا الجانب وان يعنوا بايقاظ الشباب وتوعيتهم وتنبيههم وحثهم وترغيبهم فانك ان حفظت شابا على الاستقامة ووفقه الله تبارك وتعالى لقبول ما حفظته عليه كتب لك اجره فان الدال على الخير كفاعله هذا فضل الله سبحانه وتعالى والله ذو الفضل العظيم ومرحلة الشباب ولا سيما في زماننا هذا تكتنفها خطوب عظيمة وفتن كثيرة وسرور متوالية فيحتاج آآ الشاب الموفق في مثل هذا الزمن الى مجاهدة عظيمة لنفسه واستعانة كبيرة بربه تبارك وتعالى ان يجنبه الفتن وان وان يقيه شرها وان يعيذه منها وان يصلح له شأنه وان يثبته على الحق والهدى وان يتبع الدعاء بالمجاهدة للنفس. والله تبارك وتعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين. الثالث من هؤلاء رجل قلبه معلق في المساجد رجل قلبه معلق في المساجد معلق من التعليق وقيل من العلاقة التي هي العلاقة التي هي اشد الحب او من اشده رجل قلبه معلق بالمساجد او في المساجد اي بحيث اذا خرج من المسجد فان قلبه يبقى متعلقا بالمسجد شغوفا بالعودة اليه متلهفا للرجوع اليه ولهذا جاء في بعض آآ الروايات للحديث رجل معلق قلبه في المساجد فاذا خرج اذا خرج منه حتى يعود اليه قلبه معلق في المساجد اذا خرج منه حتى يعود اليه لشدة تعلق قلبه بالمساجد وهذا يبين لنا المكانة العظيمة لبيوت الله وقد قال الله تعالى في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وانتبه رعاك الله للرجولة في ابهى صورها واتم حللها من خلال هذه الاية وهذا الحديث فالله سبحانه وتعالى وصف عمار المساجد بقوله رجال والنبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث السبعة رجل قلبه معلق في المساجد. فهذه الرجولة الرجولة بابهى صورها واتم حللها ان يركع الرجل مع الراكعين في بيوت الله في المساجد ان يكون من عمار بيوت الله تبارك وتعالى اما ان ينادى للصلاة فيبقى منشغلا في مصالحه واعماله او يبقى مع اهله ويصلي مع او يصلي في بيته حاله مثل حال المرأة والاطفال في بيته اين الرجولة في مثل هذا في ابهى حلة لها واجمل صفة ولهذا عندما يكون الرجل ذا عناية عظيمة ببيوت الله واهتمام كبير بها ومعرفة باقدارها ومكانتها من دين الله تبارك وتعالى مواظبا على الصلاة فيها فانه يتذوق حلاوة العبادة وجمال الطاعة وانس القلب ولذة الايمان فان الصلاة في بيوت الله تبارك وتعالى انصر للمصلين وراحة لهم. وقد قال عليه الصلاة والسلام انما جعلت قرة عيني في الصلاة وقال عليه الصلاة والسلام ارحنا بالصلاة يا بلال فهذا الذي ذاق هذه الحلاوة وتذوق هذا الطعم العظيم يصبح قلبه معلق بالمساجد واذا خرج من المسجد اصبح قلبه في المسجد متعلقا ينتظر بشغف الى ان يعود اليه وانظر الى واقع الناس وتعلقات قلوبهم كم من الناس من قلبه ليس متعلقا الا بامكنة التجارة والبيع والشراء وكم من الناس من قلبه متعلق بامكنة اللهو والباطل وكم من الناس من قلبه متعلق بامكنة الحرام والشر والموفق من يوفقه الله واحب البقاع الى الله تبارك وتعالى المساجد فهنيئا ثم هنيئا لمن كان قلبه معلقا ببيوت الله حريصا على العناية بها والصلاة فيها والمواظبة على اداء الطاعة فيها وليس معنى قوله قلبه معلق في المساجد انه لا يخرج من المسجد. بل هو يخرج من المسجد يذهب الى بيته ويذهب الى عمله ويذهب الى مصالحه ويذهب الى شؤونه لكن هذه الاشياء لم تثني قلبه لم تثني قلبه عن حب بيوت الله تبارك وتعالى والشوق اليها فقلبه متعلق بها يقوم بهذه المصالح ويخالط الناس ويقوم باعماله مثل غيره الا ان قلبه متعلق ومعلق ببيوت الله تبارك تعالى فكان من هؤلاء الذين يكرمهم الله سبحانه وتعالى في ذلك اليوم العظيم بان يظلهم في ظله يوم لا ظل الا ظله الرابع من هؤلاء رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه اي على الحب في الله تبارك وتعالى والحب في الله اوثق عرى الايمان كما قال عليه الصلاة والسلام اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وقال عليه الصلاة والسلام من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان وقال عليه الصلاة والسلام ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه لله لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار فالتحاب في الله تبارك وتعالى خصلة متينة من خصال الدين. وهي من اوثق عراة واعظمها وذلك لان التحابا في الله في الله لا في غيره يثمر الثمار العظيمة من التعاون والتكافل والتآزر آآ الشد من عضد بعض في اعمال الخير واعمال البر واعمال الطاعات فنفعه عظيم وثمرته جليلة لا سيما اذا صفت النفوس وصدقت في هذه المحبة لا لاغراض دنيوية لان المحبة للاغراض الدنيوية والمصالح الانية تنتهي بانتهائها وتنقظي بانقظائها وما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل وهذا معنى قوله جل وعلا وتقطعت بهم الاسباب قال جل وعلا الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين ولهذا ينبغي على اهل الايمان ان يحرصوا على تحقيق هذه الاخوة الايمانية والمحبة في الله سبحانه وتعالى وان يحرصوا على تنقية قلوبهم من الغل والغش اه الحسد والضغائن وغير ذلك من الامور التي تظعف هذه الاخوة وتوهيها ولهذا يقول الله سبحانه انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون. ثم اتبع ذلك بالتحذير من امور وخصال ان وجدت بين الناس اضعفت فيهم هذه الاخوة وفتت في عضد هذه المحبة التي بينهم. يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن ان لم يتب فاولئك هم الظالمون. يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن. ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم الخصلة الخامسة من هذه الخصال الموجبة للظلال رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله والخصلة هنا خوف الله تبارك وتعالى التي هي اعظم رادع واكبر زاجر وقد اتفق العلماء رحمهم الله تعالى ان اعظم رادع واكبر زاجر عن اقتراف الذنوب وفعل المعاصي هو ان تعلم ان الله يراك وانه سبحانه وتعالى مطلع عليه وان عقابه شديد وبطشه اليم سبحانه وتعالى. وانه لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء فاذا وجد هذا الخوف من الله المنبني على حسن المعرفة بالله وباسمائه وصفاته كان اعظم حاجز واعظم رادع للمرء عن اقتراف المعاصي والذنوب ولهذا قال القائل اذا خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب فاذا تذكر المرء ان الله رقيب وانه شهيد وانه سبحانه وتعالى مطلع على العباد يرى حركاتهم ويسمع كلماتهم ويعلم باحوالهم وتحركاتهم. وانه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية وان عقابه سبحانه وتعالى اليم وبطشه شديد لا شك ان ذلك اعظم حاجز واكبر رادع وقد ضرب احد اهل العلم لذلك مثلا ولله سبحانه وتعالى المثل الاعلى قال لو ان سلطانا شديد البطش وعنده عتاده وجيشه وقوته ثم بث عيونه وانظاره بين الناس وتهدد وتوعد من اقترف كذا وكذا من الذنوب انه يفعل به كذا كيف يكون محاذرة الناس منه وتجنبهم لهذه اه الامور التي نهى عنها ستكون حالهم من هذا الوالي او هذا الحاكم وخوف منه خوفا شديدا وسيحرصون على اجتناب هذه الامور التي يبطش بمن فعلها او ارتكبها لا هذه الامور التي اشير اليها فكيف الامر بالله ولله المثل الاعلى جل في علاه والمرء يعلم ان ربه مطلع عليه وانه يعلم احواله ويرى حركاته وسكناته وانه لا تخفى عليه خافية ويعلم عقوبة الله سبحانه وتعالى وعظمها وشدتها ثم مع ذلك لا يبالي بعض الناس ويقترف الذنب ويرتكب الخطيئة. الم يعلم بان الله يرى ومما يذكر في هذا المقام ذكره الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى ان رجلا راود اعرابية في الصحراء وقال لها مما تخافين نحن في مكان لا يرانا الا الكواكب فقالت واين مكوكبها واين مكوكبها؟ اي اين رب العالمين؟ خالق الخلق اجمعين. فكف الرجل وانزجر وفي قصة الثلاثة الذين اطبقت عليهم الصخرة في الغار احدهم توسل الى الله تبارك وتعالى حاله مع بنت عمه التي شغف بحبها واطال السنوات في مراودتها حتى تمكن منها الى ان جلس بين شعبها الاربع مع مراودة شديدة وحرص عظيم في سنوات كثيرة فقالت له اتق الله ولا تفض الخاتم الا بحقه. فقام مع شدة الشهوة وعظيم الرغبة وطول المكابدة في سنوات لتحصيل هذا الامر لكن لما ذكرته بالله وخوفته منه خاف فتوسل الى الله بهذا العمل فكان وسيلة صالحة وعملا مباركا ما لا به مع رفقائه انفراج الصخرة عنهم الحاصل ان هذا من الاعمال العظيمة رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال انظر اجتماع هذه الامور على هذا الرجل اولا التي دعته ليست امرأة من سائر النساء وانما هي امرأة ذات منصب وكلمة ذات ذات منصب تعني المكانة والجاه والمال واجتمع مع ذلك انها ايضا ذات جمال فلا شك ان الامر اشد اغراء واعظم وانظم الى ذلك انها لم تحتج من منه الى مراودة هي التي راودته وهي التي طلبته فقال اني اخاف الله قال اني اخاف الله قالها اما في قلبه تخويفا لنفسه من الله تبارك وتعالى وعقابه وان اللذاذة وان نال المرء صفوتها في لحظة فانها تذهب لكن تبقى العواقب والعياذ بالله الوخيمة تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الخزي والعار وتبقى عواقب سوء من مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار بعض الناس يغيب عنه هذا المعنى وينظر في لذة انية تفنى في لحظة واحدة ولا يبالي بالعواقب الوخيمة في الدنيا والاخرة ومن الناس من يمن عليه بنظر بعيد وتأمل رشيد فيتأمل في العواقب ويتأمل في الامر من كل جهاته واعظم ذلك ان هذا امر يسخط الله ويغضبه تبارك وتعالى جل في علاه قال اني اخاف الله اما ان يكون قالها في قلبه او قالها للمرأة اني اخاف الله يقولها زجرا وتقريعا وتخويفا وتحذيرا اي ان امتناعي عن ذلك هو الخوف من الله والمراقبة لله سبحانه وتعالى وهذا الخوف من الله عز وجل هو فرع عن المعرفة بالله ولهذا قال العلماء من كان بالله اعرف من كان بالله اعرف كان لعبادته اطلب وعن معصيته ابعد ومنه اخوف فان العبد كلما ازداد معرفة بالله وبجلاله وعظمته واسمائه وصفاته ازداد خوفا من الله وازداد تعظيما لله وازداد محبة لله وهذه المعاني التي تتحقق في العبد كلها فروع للمعرفة بالله سبحانه وتعالى والمعرفة باسمائه وصفاته جل وعلا هذا يذكر بالقصة العظيمة لنبي الله يوسف عليه السلام وقد ذكرها الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم قال جل وعلا وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقد اجتمع ليوسف عليه السلام في تلك القصة مغريات متنوعة وكثيرة منها ان التي دعته امرأة امرأة ذات جمال وذات منصب ومكانة ومنها انها قد تهيأت وتزينت وتجملت وتعطلت وتعطرت له قالت جئت لك تهيأت لك وتجملت وتحسنت لك ومنها انها غلقت الابواب لسببا واحدا ومنها انه كان في فورة شبابه ومنها انه كان في بلد غريب فيه ليس في بلد بين اهله واخوانه وانما في بلد غريب والانسان قد لا يتحفظ في بلد الغربة مثل تحفظه في بلده وبين اهله وقرابته. ولهذا يقولون يا غريب كن اديب. لان الغريب قد لا يتحفظ لان من لا يعرفونه الحاصل انه اجتمعت امور عديدة وكثيرة وزاد على ذلك ان هذا المطمع الذي قام في نفسه امرأة العزيز ايضا قام في نفوس النسوة في المدينة فاجتمعت عليه من كل صوب قال معاذ الله انه ربي احسن مثواي وقال في تمام القصة ربي السجن احب الي مما يدعونني اليه والا تصرف عني كيدهن اصبو اليهن التجأ الى الله واعتصم به سبحانه وتعالى السادس من هؤلاء الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله رجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. وهذا مثال ذكر لبيان شدة مبالغته في اخفاء صدقته ولهذا كان للسلف رحمهم الله ورضي عنهم قصص عطرة جميلة في هذا الباب حتى ان بعضهم كان يتعاهد عددا من بيوت الفقراء ليلا بالطعام والشراب والكسوة وحاجياتهم وهؤلاء الفقراء لا يعلمون من هذا الذي يتعهدهم بهذه الارزاق وهذه النفقة يأتي ليلا ويضع حاجياتهم عند الباب لا يعلم به الا الله رب العالمين سبحانه وتعالى وبعضهم من طريقته في الاحسان الى الفقراء يتصدق وهذا ذكره العلماء مثالا ما الامثلة التي اه تدخل في مظمون هذا الحديث ان يأتي الى الرجل الفقير المشتغل بالتجارة والبيع والشراء فيشتري منه يشتري منه الحاجة ولا يكون له فيها غرض ويزيد له في السعر كان يقول مثلا هذه حاجة طيبة وجميلة انا فرحت بها بكم بعشرة ريالات لا خذ هذي ثلاثين ريال تستاهل لانها جميلة وطيبة هي في صورة بيع وشراء ولكنه في نيته بينه وبين الله اراد صدقة حتى الفقير لم يعلم بانها صدقة. الفقير نفسه لا لم يعلم بانها صدقة وانما ان الرجل معجب بهذه السلعة. وحريص على شرائها فالمبالغة في اخفاء الصدقة المبالغة في اخفاء الصدقة مبالغة شديدة كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا تعلم شماله ما ما تنفق يمينه يعني من شدة مبالغته في اخفاء صدقته. هذا من الخصال الموجبة للظلال وهذا من الدلائل على اخلاص المنفق لله وبعده عن الرياء والسمعة وطلب الثناء والمحمدة محمدة الناس فهذا من الدلائل على الاخلاص ومن الدلائل على حسن المجاهدة للنفس وانه لم يرد بعمله الا وجه الله والتقرب اليه وحده سبحانه وتعالى وطلب ثوابه وقوله تصدق بصدقة نكرها لتشمل القليل والكثير ولهذا لا اظن الانسان ان قوله بصدقة خاص بالمبالغ الكبيرة من ذوي الاموال الطائلة بل ان الامر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم غلب درهم الف درهم فريال او درهم او شيء قليل ينفقه الانسان ويخفيه يسد به حاجة فقير يكون بينه وبين الله سبحانه وتعالى فانه حري ان يكون من هؤلاء الذين يظلهم الله تبارك وتعالى في ظله يوم لا ظل الا ظله وهذا ايضا فيه احسان الى الفقير وفيه ايضا مجاهدة للنفس والبعد بها عن الرياء والسمعة والطلب لمحمدة الناس وثنائهم ونحو ذلك من الامور التي تؤثر على الاعمال بالابطال والعياذ بالله السابع من هذه الخصال الموجبة للظلال رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه خاليا اي ليس بحضرة الناس ولا في مجامعهم وانما بينه وبين الله سبحانه وتعالى في خلوته اما في تهجده في الليل وقيامه في جوفه او في الثلث الاخير منه وقت التنزل الالهي في خلوة بينه وبين ربه سبحانه وتعالى او خلوة مع ربه سبحانه وتعالى مقبلا على الله متأملا في اياته متفكرا في آآ دلائل عظمته وجلاله متأملا في اسمائه وصفاته فيتحرك قلبه خوفا من الله فتدمع عيناه خوفا وخشية او يتأمل في اسماء الله الدالة على عظمته وجلاله وكماله فيتحرك قلبه شوقا الى الله ومحبة للقاء الله فتدمع عينه ولهذا دمع العين تارة يكون عن خوف وتارة يكون عن شوق وتارة يكون عن حياء يستحي من الله تبارك وتعالى في الحديث في بعض رواياته رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه من خشية الله من خشية الله فيتفكر في اعماله وتفريطه وتقصيره وما اوجبه الله عليه من الطاعات والعبادات. وكيف انه لا يزال مقصر ومفرط فتدمع عيناه خشية من الله وخوفا من الله سبحانه وتعالى وقد قال الله تعالى والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون يقدمون ما يقدمون من طاعات وهم خائفون يقول عبدالله ابن ابن ابي مليكة ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه كلهم يخاف النفاق على نفسه يقول الحسن البصري رحمه الله ان المؤمن جمع بين احسان وشفقة يحسن في العمل ويشفق يخاف ان لا يقبل منه وان يرد عليه عمله فمثل هذه المعاني تتحرك في قلب العابد المقبل على الله سبحانه وتعالى في عبادته فتدمع عيناه من خشية الله وخوفا من الله سبحانه وتعالى فتكون هذه الخصلة التي اكرمه الله تبارك وتعالى بها من الخصال الموجبة للظلال في ذلك اليوم ذكر النبي عليه الصلاة والسلام هذه الخصال العظيمة حثا للعباد على العناية بها ورعايتها وان يحرص المرء على ان يكون من اهلها ومن المسائل التي بحثها اهل العلم في الكلام على هذا الحديث هل من الممكن ان تجتمع هذه السبع في الرجل الواحد قالوا نعم يمكن ان تجتمع بحيث ان يكون من نشأته نشأ شابا مستقيما على طاعة الله تبارك وتعالى وقلبه معلق في المساجد حريص عليها معتن على معتن بالمحافظة على اداء الصلاة فيها. اذا خرج من المسجد اشتاق الى عودتي اليه وان يكون مع اخوانه في تحاب في الله وتعاونا على طاعة الله على ذلك يجتمعون وعليه يتفرقون ان يكون ايضا في اه في صدقاته وبذله ونفقاته يخفيها ويبالغ في اخفائها وفي خلوته بينه ووبين الله سبحانه وتعالى في خشية وبكاء خوفا من الله وشفقة على نفسه من من عقاب الله او ان ترد عليه اعماله وربما ايضا ان يبتلى في في حياته بامرأة ذات منصب وجمال فيمتنع ويأبى خوفا من الله قائلا اني اخاف الله تبارك وتعالى ثم اذا تولى ولاية من اهل او ولد او ما هو اوسع من ذلك يقوم فيهم بالعدل والقسط فتجتمع فيه هذه هذه الخصال ولهذا قالوا ان ممن اجتمعت فيه هذه الخصال كلها نبي الله يوسف عليه صلوات الله وسلامه ومن يتأمل قصته اه كاملة في سورة يوسف يرى شواهد ذلك في جوانب قصته عليه صلوات الله وسلامه وعلى جميع النبيين ومن المسائل المبحوثة حول هذا الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام ذكر اهذه الخصال بقوله رجل رجل الى اخره فهل هذا خاص بالرجال او ان ذكر الرجل لا مفهوم له وانه كما يتناول الرجل فانه يتناول المرأة. قال العلماء رحمهم الله تعالى ذكر الرجل في الحديث لم مفهوم له لان الخطاب في الغالب الرجال للرجال والا فانه يتناول ايظا المرأة كما يتناول الرجل الا فيما يتعلق بخصلتين الامامة العظمى والولاية فان المرأة لا تلي وقد قال عليه الصلاة والسلام ما افلح قوم ولوا امرهم امرأة ما افلح قوم ولوا امرهم امرأة فالمرأة لا لا تلي اه الحكم ولا ولا تتولى ذلك ولا تتولى القضاء لا تتولى شيئا من ذلك وقد قال عليه الصلاة والسلام ما افلح قوم ولوا امرهم امرأة لكن قد ينطبق عليها الحديث من جهة لو كانت مثلا في تربيتها لابنائها ورعايتها لاولادها تعدل بينهم وتتقي الله سبحانه وتعالى بينهم وتتقي الله في مال ولهذا قال عليه الصلاة والسلام والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها فقد تدخل من اه في هذا الحديث من هذا الباب وايضا فيما يتعلق بخصلة التعلق بالمساجد معلوم ان صلاة المرأة في بيتها افضل من صلاتها في المسجد لكنها ايضا لعلها تنالوا هذه الفظيلة اذا كانت معلقة بهذه الصلاة متحرية لها معتنية بها حريصة عليها مواظبة على مصلاها لا تكون حالها مع الصلاة اداء الفريضة عجلة بل اذا سمعت الصلاة توجهت الى مصلاها في ذاكرة ومصلية الرواتب معتنية بالذكر والتسبيح والتهليل وقراءة القرآن والذكر لله سبحانه وتعالى ثم اذا قامت من مصلاها الى اعمالها بقيت قلبه متعلق بهذا المصلى وهذا الجلوس وهذه الصلاة فانها باذن الله سبحانه وتعالى حرية بان تنال هذا الفضل وفضل الله سبحانه وتعالى واسع والمرأة صلاتها في بيتها افضل من من صلاتها في المسجد والحاصل ان هذا الحديث حديث عظيم مبارك في ذكر اه الظلال آآ الخصال الموجبة للظلال نرجو الله ان ينفعنا اه اجمعين وان يزيدنا علما وان يوفقنا اجمعين لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال ايضا من المسائل المبحوثة في هذا الحديث معنى قوله يظلهم الله في ظله ما المراد بالظل المضاف الى الله سبحانه وتعالى في الحديث جاءت روايات لهذا الحديث حديث السبعة وايضا روايات للاحاديث الاخرى الموجبة للظلال فيها التنصيص على ظل العرش يظلهم الله في ظل عرشه ولهذا الصحيح في معنى قوله يظلهم الله في ظله اي ظل العرش كما جاءت الرواية الاخرى مفسرة الحديث بذلك واسأل الله العظيم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يوفقنا اجمعين لسديد الاقوال وصالح الاعمال وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا ابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا. ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك رسولك نبينا محمد واله وصحبه