بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد معاشر الكرام هنيئا لكم هذا الاجتماع ببيت من بيوت الله تبارك وتعالى لا لشيء الا لمدارسة دين الله تبارك وتعالى والتزود بزاد الايمان وقد قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده وثبت في صحيح مسلم من حديث معاوية رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله الله عليه وسلم ونحن حلقة في المسجد جلوس نتذاكر فقال ما اجلسكم؟ قلنا جلسنا نذكر الله ونذكر ما من الله تبارك وتعالى علينا به فقال عليه الصلاة والسلام الله ما اجلسكم الا ذلك؟ قلنا والله ما اجلسنا الا فقال اما اني لم استحلفكم تهمة لكم. ولكن اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته فلله تبارك وتعالى الحمد اولا واخرا. وله الشكر ظاهرا وباطنا نسأله جل في علاه الذي يسر لنا هذا اللقاء وهذا الاجتماع ان يتم علينا الخير والبركة. والنفع والفائدة وان يجعل مجلسنا حجة لنا لا علينا نافعا لنا هاديا الى صراط الله تبارك وتعالى المستقيم وشكر الله للقائمين على هذه الجائزة المباركة النافعة ان شاء يا الله سعيهم واحسانهم وترتيبهم لهذا اللقاء ولهذا الاجتماع الذي نسأل الله عز وجل ان يحقق لنا فيه اجمعين النفع والفائدة وان يجزي القائمين على الجائزة سعيهم المشكور واحسانهم في الترتيب لهذا اللقاء ونظائره من اللقاءات النافعة المفيدة معاشر الكرام الحديث في لقائنا هذا عن وسائل واسباب الثبات على الدين وما من شك ان مدارسة مثل هذا الموضوع من الاهمية بما كان وحاجة المسلم تمسوا الى مثل هذه المدارسة بين وقت واخر وذلك ان الوسائل والاسباب التي تأخذ بالمرء ذات اليمين وذات الشمال وتصده عن الخير وتصرفه عن الهدى متنوعة وكثيرة والفتن الصارفة عن الحق والهدى تأتي من جهات مختلفة فيحتاج العبد والحالة هذه ان يعنى عناية عظيمة دقيقة تم بوسائل الثبات على الحق والهدى ولا سيما ايضا ان قلب ابن ادم يعتريه ما يعتريه من امور هي من الشبهات او الشهوات فتصرفه عن صراط الله تبارك وتعالى المستقيم بل صح عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم انه قال لقلب ابن ادم اشد انقلابا من القدر اذا اذا اجتمعت غليا وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال مثل القلب مثل مثل ريشة في فلاة تقلبها الرياح وما سمي القلب قلبا الا لتقلبه ولهذا كان اكثر دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. فعن ام المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها قالت كان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قال فقلت وان القلوب لتتقلب قال عليه الصلاة والسلام ما من ما من قلب الا هو بين اصبعين من اصابع الرحمن. يقلبه كيف فان شاء اقامه وان شاء ازاغه. نسأل الله العظيم ان يثبتنا على الحق والهدى وان يعيذنا من الزيغ والضلال والهلاك والردى ولا سيما ايضا ان الفتن المتلاطمة الجارفة كثيرة جدا تموج بالناس وتعصف بها. وتذهب بهم هنا وهناك. انحرافا عن صراط الله المستقيم الا من سلمه الله تبارك وتعالى وحماه وعصمه ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فاي قلب اسربها نكتت فيه نكتة سوداء واي قلب تركها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب الى قلبيه قلب ابيض في الصفاة. لا تضره فتنة. ما دامت السماوات والارض وقلب وهو القلب الذي اشرف الفتنة اسود مرباد مربادا كالكوز مجخيا بهذا وصفه عليه الصلاة والسلام. اسود مربادا. كالكوز مجفف لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اسلب من هواه. نسأل الله العافية وهذا يبين خطورة الفتن وان الفتن تعرض على القلوب وقد قال بعض اهل العلم في معنى عرضها على القلوب انها تلتصق بالقلوب وتكون في عرض القلب ملتصقة الحصير عندما ينام عليه المرء ويلتصق به بدنه فيصبح للحصير اثر على بدنه. لالتصاقه به وهكذا شأن الفتن مع القلب. لكن قلب المسلم ينكرها ولا يقبلها واما ما سوى ذلك فانه يشرب هذه الفتن ومعنى ذلك انها تتعمق في قلبه. وتتمكن من نفسه والعياذ بالله وهذه الفتن التي يشربها القلب على نوعين فتن شبهات وفتن شهوات اما فتن الشبهات فهي ناشئة من فساد التصوف وخلل العلم وظعف البصيرة واما فتن الشهوات فهي ناشئة من ضعف العزيمة وهبوط الارادة وتدني الهمة وميل النفس الى اهوائها ومراداتها دون دون مبالاة بحدود الشرع وضوابط الدين وفتن الشبهات فساد في العلم. وفتن الشهوات فساد في العمل ولا يكون المرء مستقيما على دين الله تبارك تعالى الا باستقامته على العلم النافع. والعمل الصالح قال الله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله الهدى العلم النافع ودين الحق العمل الصالح فلا يكون من العبد استقامة على الحق والهدى والسلامة من الشبهات والشهوات الا بلزومه لهذه الجادة ورعايته لها. العلم النافع والعمل الصالح ولما كان هذا المقام وهذا المطلب اجل المقامات واعظم المطالب امر الله ودعا سبحانه وتعالى عباده الى ملازمة دعائه جل في علاه بالهداية الى الصراط المستقيم. بل انه افترض ذلك على عباده في كل يوم وليلة سبع عشرة مرة في الصلاة المكتوبة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين والمنعم عليهم هم من جمع الله تبارك وتعالى لهم بين العلم النافع والعمل الصالح والمغضوب عليهم من عندهم علم بلا عمل كما قال الله عن اليهود مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا لم يحملوا اي لم يعملوا بها والضال من عنده عمل واجتهاد في التعبد بلا علم ولا ولا بصيرة بدين الله تبارك وتعالى والسلامة والغنيمة انما تكون بتحقيق هذين الامرين معا العلم النافع والعمل الصالح. وبالعلم النافع. يسلم المرء لله تبارك وتعالى من الشبهات الجارفة وبالعمل الصالح والاستقامة عليه يسلم المرء باذن الله تبارك وتعالى من الشهوات المهلكة وينبغي ان يعلم معاشر الكرام ان امر الثبات على الحق والهدى بيد الله سبحانه وتعالى فهو جل وعلا الذي بيده قلوب العباد وهم طوع تدبيره وتسخيره فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ولا حول ولا قوة الا بالله له الامر من قبل ومن بعد وامور العباد كلها بيده. كل يوم هو في شأنه يهدي ويضل. يعز ويذل. يخفض ويرفع. يعطي ويمنع يقبض ويبصق. يضحك ويبكي. يحيي ويميت. الامر امره جل في والخلق كلهم طوع تدبيره سبحانه وتعالى فالثبات بيد الله عز وجل وهو الموفق والمعين والهادي الى الصراط المستقيم قال الله تبارك وتعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين. ويفعل الله ما يشاء واذا عرف المسلم هذا الاصل العظيم في هذا الباب الا وهو ان الثبات امر بيد الله فليعظم العبد التجاءه الى الله وحسن توكله عليه ثقته به سبحانه وتعالى. راجيا منه وحده ان يثبته. وان تهدية وان يصلح قلبه وان يعيذه من الزيغ والضلال. فالامر امره وبيده جل ولهذا تكاثرت الدعوات المأثورة في تحقيق هذا المطلب ونيل هذا الثبات ومن ذلكم ما جاء في القرآن الكريم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب وتكاثرت عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام. الدعوات هذا المطلب ومنها الدعاء المتقدم الذي كان اكثر دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. وجاء في الصحيحين ان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم قال في دعائه اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تظلني. فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون وجاء عنه عليه الصلاة والسلام الندب الى ندب من خرج من بيته لاي مصلحة من مصالحه الدينية او الدنيوية ان يقول اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل. او اذل او اذل او اظلم او اظلم. او اجهل او يجهل عليه ومن الدعوات المأثورة عنه عليه الصلاة والسلام في هذا الباب حديث علي عندما طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يعلمه دعاء يدعو الله به. قال قل اللهم اني اسألك الهدى والسداد قال واذكر بالهداية هداية الطريق وبالسداد سداد القوس والدعوات في هذا المعنى كثيرة جدا. وبهذا يعلم معاشر الكرام ان من اعظم وسائل الثبات واهمها كثرة الدعاء والفزع الى الله جل وعلا بالطلب مع عظيم الثقة به. وقوة التوكل عليه امام الالتجاء اليه سائلا الثبات مستعيذا من الزيغ والضلال والله سبحانه وتعالى لا يخيب من دعاه. ولا يرد من ناداه. وهو القائل سبحانه واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيب لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. قال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين فنسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا الله وبانه سبحانه وتعالى مقلب القلوب ومصرفها ان يثبتنا اجمعين على الحق والهدى وان يعيذنا اجمعين من الزيغ والضلال انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب ومن اعظم وسائل الثبات على الحق والهدى عناية بالقرآن الكريم. كتاب الهداية وكتاب الثبات. وكتاب الصلاح والاستقامة قال الله تبارك وتعالى ان هذا القرآن اهدي للتي هي اقوم. ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا فالعناية بهذا الكتاب العظيم قراءة وتدبرا لمعاني القرآن هو دلالاته ومجاهدة للنفس. على العمل بارشاداته وهداياته هو اعظم الامور المعينة على الثبات قال الله سبحانه وتعالى قال الذين كفروا لولا نزل عليهم القرآن جملة واحدة. كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا وهذه الاية يستفاد منها ان عناية المرء المسلم بترتيل القرآن وتدبر القرآن والتأمل في معاني القرآن وهداية القرآن ومن تم مجاهدة النفس على العمل بها من اعظم موجبات الثبات واسبابه قال الله سبحانه وتعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا. فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون فهذا الشأن القرآن. مع المعتنين به المتدبرين لاياته المتأملين في معانيه ودلالاته ولهذا جاءت الايات في القرآن الكريم حاسة على التدبر لكتاب الله جل وعلا. قال الله عز وجل افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفال وقال الله تبارك وتعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لو فيه اختلافا كثيرا. وقال الله تبارك وتعالى كتاب الزمناه اليك قباء ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب بل ان الله عز وجل اخبر في القرآن الكريم ان هذا القرآن وعناية المرء تدبره من اعظم موجبات السلامة من الضلال والنكوس على الاعقاب. والانحراف عن الجادة السوية. وتأمل هذا المعنى في قول الله سبحانه وتعالى قد كانت اياتي تتلى عليكم وكنتم على اعقابكم تنكصون مستكبرين به سامرا تهجرون افلم يتدبروا القول اي لو انهم تدبروا القول واعتنوا بتأمل هدايات القرآن الكريم فكان ذلك موجبا لسلامتهم من النكوس على الاعقاب. ففي القرآن عصمة من الباطل واملة من الانحراف والضلال. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ولهذا ينبغي على المسلم ولا سيما مع كثرة الفتن و تعددها وخطورتها على المرء في بابي الشبهات والشهوات ان يجعل له نصيبا من كتاب الله تبارك وتعالى قراءة وتدبرا وتأملا لمعاني القرآن الكريم ومجاهدة للنفس على العمل به. تحقيقا لقول الله سبحانه وتعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته. اولئك يؤمنون به. جعلنا الله عز وجل اجمعين منهم بمنه وكرمه. معاشر الكرام ومن اسباب الثبات على الدين العناية بالعمل الصالح وحسن التقرب الى الله تبارك وتعالى. ومجاهدة النفس على ذلك. فان ومتفلتة فتحتاج من العبد الى مجاهدة لنفسه المستمرة على الحق والهدى ودأب في ذلك كما قال الله تبارك وتعالى والذين جاهدوا فينا لنهدين لهم سبلنا وان الله لمع المحسنين. فمجاهدة النفس على العمل والتعبد وحسن التقرب الى الله تبارك وتعالى من موجبات الثبات العظيمة وتأمل هذا المعنى في الاية الكريمة قول الله سبحانه وتعالى يثبت الله الذين امنوا يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة فان الايمان والعناية به موجب لثبات المرء وذلك ان يعتبر العبد المؤمن ايمانه اغلى شيئا واثمن شيء يمتلكه وتكون محافظته على ايمانه ورعايته لدينه. اشد من رعاية اهل الدنيا لدنياهم ويكون محاسب وتكون ايضا. محاسبته لنفسه على امور الدين واعماله اشد من محاسبة ذوي الاموال تباب تحصيل الاموال واكتسابها والسلامة من الخسارة فيها فان المؤمن يعتبر ايمانه ودينه اغلى ما يملك. واثمن ما يملك فتكون عنايته بدينه عناية عظيمة عقيدة وعملا. فاذا كان بهذه المحافظة والرعاية عناية بدينه كان ذلك موجبا باذن الله تبارك وتعالى لتثبيت الله له على الحق والهدى. لتثبيت الله تبارك وتعالى له على الحق والهدى. ولهذا فان صحة المعتقد ومجاهدة النفس على مجاهدة النفس على صلاح العمل موجب للثبات وفي هذا المقام نتأمل ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح حيث قال ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب. فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها جاء في بعض روايات الحديث ما يفسر ويبينه. قال ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة فيما للناس فيما يبدو للناس. ولهذا اخذ العلماء رحمهم الله تعالى ان من صحت عقيدته و فاستقام على دين الله تبارك وتعالى. فان الله يحفظ له دينه. ويحفظ له ايمانه سلموا بمنه وكرمه من الزيغ والضلال. ولهذا نقل ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الجواب الكافي عن احد اهل العلم انه قال لا يعرف آآ ان لا يعرف من صحت عقيدته بمن صحت عقيدته ان حصل له مثل ذلك من حصل له مثل ذلك. وانما يكون مثل هذا الامر لمن عنده تفريط وعدم اهتمام وعدم المبالاة او عنده انحراف في جانب الاعتقاد ولهذا كان ارباب البدع واهل الاهواء من اشد الناس تقلبا في الدين وتلونا من طريقة الى طريقة ومن مسلك الى مسلك اما المعتقد الصحيح والايمان القويم فهو عصمة لصاحبه. وامنة له باذن الله تبارك وتعالى ومن وسائل الثبات على الحق والهدى العناية بالسير القدوات من عباد الله والصفوة من عباده تأملا في سيرهم ونظرا في اخبارهم وشمائلهم ومناقبهم وخصالهم العظيمة وخلالهم المباركة فان فان ذلك من اعظم المعونة على الثبات على الحق والهدى وخاصة سير النبيين صفوة عباد الله وخيرتهم من خلقه فان قصصهم فيها عظة وعبرة. وفيها معونة على الثبات والاستقامة على على الحق والهدى قل لن نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك. فذكر ذكر الله تبارك وتعالى لقصص النبيين في القرآن الكريم ليس لمجرد معلومات نعرفها. وقصص واخبار نقف عليها وانما المراد من ذكر هذه القصص ان يأخذ منها المؤمن العبرة. والفائدة لقد كان في قصر عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى. فقصصهم عبرة وعظة للمؤمن ولهذا ينبغي على المسلم الحريص على الثبات على الحق والهدى ان تعظم عنايته قصص النبيين واخبار المرسلين. ولا سيما اخبار خيرهم وصفوتهم نبينا محمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقد قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا وكلما عظمت عناية العبد بسير واخبار هؤلاء الصفوة عظمت محبته لهم. وكلما عظمت محبته لهم في قلبه. عظم اتباعه لهم سيره على منهاجها فكان بذلك الى الخير اقرب وانظر رعاك الله عندما توجه كثير من الشباب والشابات اذا قرأ الى قراءة قصص واخبار اقوام لا خلاق لهم كيف ان تلك القراءة لقصص هؤلاء؟ جنت على فكر هؤلاء الشباب والشابات وكيف ان صارت موجبا لانحرافه. وبعدهم عن الجادة السوية. وهذا مما يبين لك ان قراءة السير ايا كانت مؤثرة في المرظ مؤثرة في المرء ولابد ولا ينبغي ان لا ينبغي ان يقول الشاب مجرد سير واخبار اقرؤها للتسلية وتمضية الوقت. فهي في الحقيقة ليست كذلك ليست تسمية ولا تمظية للوقت. وانما هي في الحقيقة سلب للايمان. وللفكر والعقل وتلويث للعقول وامراض لها. خاصة من تفننوا في باب القصص في حرف العقول عقول الناشئة والشباب. وقل مثل ذلك في المسلسلات والتمثيليات التي فتن كثير من الشباب والشابات بها كيف انها مع الوقت اثرت على عقولها واثرت على ايمانهم واثرت على اخلاقهم وادابهم تأثيرهم عظيما ولهذا ينبغي ان يكون المرء حازما مع نفسه والا يجعل مطالعته للسير الا للسير من في قراءة سيره الغنيمة ومطالعة اخبارهم مصلحة وفائدة من حياة القلوب وتجدد الايمان وصلاح المعتقد وقوة التوكل وحسن العمل ونحو ذلك. كما قال القائل كرر علي حديثهم يا فحديثهم يجلو الفؤاد الصادق. اي والله. هذا شأن حديث وسير واخبار الصالحين فلها اثر عظيم جدا على القلوب ولهذا ينبغي على آآ المسلم الناصح لنفسه ان يعنى بقراءة سير النبيين واخبار المرسلين وسير اتباع النبيين وخير اتباع النبيين الصحف الكرام. رضي الله عنهم وارضاهم كنتم خير امة اخرجت للناس ولهذا قال الله سبحانه وتعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان ولا يكون المرء متبعا لهم باحسان الا اذا عرفهم. عرف اخبارهم وعرف سيرهم واحوالهم وجاهد نفسه على متابعتهم والسير على منهاجهم القويم فهذا باب شريف ومهم للغاية وانت ايها الموفق عندما تقرأ سير النبيين عليهم صلوات الله وسلامه تجد بكل قصة من تلك القصص ما يعينك في قوة الدين وثباته. وزيادة اليقين والتوكل على الله سبحانه وتعالى. فاذا قرأت صبر نوح اذا قرأت صبر نوح بالدعوة ومناصحتي لقومه وعمله على هدايتهم وانه لبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما وهو يدعو قومه ليلا ونهارا سرا وجهارا في صبر عظيم ومجاهدة بالغة يكون لهذه القراءة اعظم الاثر عليك اذا قرأت صبر زكريا عليه السلام عن مصيبة التي ابتلاه الله تبارك وتعالى بها. وحسن التجاء الى الله واعتصامه به وتوكله عليه. كان لذلك اعظم ومن اثر عليك اذا قرأت قصة يوسف عليه السلام وهي مليئة بالعبر والعظات وتأمل قصته مع امرأة العزيز وكيف انها راودته عن نفسه وتهيأت له وهي ذات منصب وجمال. وتوافرت في ذلك الموقف مغريات كثيرة جدا. كافية القليل منها للاطاحة بكثير من الناس في حمأة الرذيلة. ومع تعدد المغريات وتنوعها قال معاذ الله وقال كما في تمام القصة ربي السجن احب الي مما يدعونني اليه فلما يقرأ مثل هذه القصص وهذه الاخبار ولا سيما اخبار خاتم النبيين وصفوة صفوتهم وخيرهم نبينا محمد عليه والسلام كم لهذا من الاثر ولهذا الناس بحاجة الى قراءة السيرة وقراءة الشمائل شمائل النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. لتكون هذه القراءة معينا لهم باذن الله تبارك وتعالى على الثبات على الحق والهدى ومن وسائل الثبات على الحق والهدى ان يحرص المرء على اغلاق المنافذ التي تفظي به الى الهلاك وتؤدي به الى التورط في الحرام. ولا يتهاون في هذا الباب بل عليه ان يجاهد نفسه الا يدخل عليه اي داخله من الدواخل التي تفضي به الى ايها الفساد واذا اردت ان تعرف اهمية هذا الامر. تأمل في هذا الباب الحديث العظيم المخرج في المسند وغيره عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه حيث قال ان الله ضرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران. وفي السورين وفي السورين وفي السورين ابواب وعلى الابواب سطور مرخاة. وعلى الابواب سطور مرخاة وداع يدعو في اول الصراط يا عباد الله ادخلوا الصراط. ولا تعوجوا وداع يدعو من جوف الصراط يا عبد الله لا تفتح الباب. فانك ان فتحته تلجه ثم بين ذلك. قال اما الصراط قوى الاسلام واما السوران فهما حدود الله واما الابواب التي عليها سطور مرخاة فمحارم الله. واما الداعي الذي يدعو من اول الصراط فكتاب الله واما الداعي الذي يدعو من جوف الصراط فواعظ الله في قلب كل مسلم وهنا تأمل ايها السائل وانت تسير على الصراط المستقيم انه لا يزال وانت في سيرك يمر بك يمينك وشمالك ابواب تفضي بالمرء الى الدخول في الحرام والخروج عن الجادة والصراط المستقيم وهذه الابواب وصفت في هذا الحديث بان عليها سطور مرخاة ستائر وانت تعلم ان الباب الذي ليس عليه الا ستارة لا يكلف الداخل جهدا ولا يتطلب منه وقتا بخلاف الباب الذي له قفل ويحتاج الى معالجة وجهد وفتح يحتاج من انسان وقت اما هذه الابواب التي تفضي الحرام عليها الستور فقط والستارة لا تكلف الانسان جهدا في فتحها فاذا توقف السائل في طريقه وقال مجرد انظر فقط مجرد نظرة ثم من بعد النظرة خطوة ثم من بعد الخطوة حقدان الى ان يجد الانسان نفسه تورط تورط ولهذا ينبغي على الانسان الحريص على الثبات والاستقامة على الحق والهدى ان يغلق المنافذ والا يفتح على نفسه شيئا منها. لان لا يهلك. وكثير من الناس تورطوا ولا سيما في هذا الزمان مع هذه الوسائل الحديثة مثل اه الجوالات التي تحمل وتنقل ينقلها المرء في معه من مكان الى مكان الاجهزة التي في البيوت وما تحتوي عليه من مواقع كثيرة موبوءة بالشهوات والشبهات وكثير من الناس مع قلة الدين وضعف الايمان وضعف العلم كثير منهم لا ويقول ادخل وانظر فقط ماذا عند هؤلاء؟ وماذا عند هؤلاء ثم يجد نفسه مع الوقت وبسبب هذا النظر وهذا الاستماع يجد نفسه بدأ بدأ يدخل الى على قلبه الدواخل وبدأت تتراكم على القلب المتراكمات بسبب النظر والسماع ويكون هو الذي جنى على نفسه كان يظن في اول الامر انه يدخل ولا يتأثر لكنه مع الايام وجد انها فعلا امرضت قلبه مرضا عظيما فكان حاله كحال القائل القاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك ان تبتن بالماء فكيف يرجو لنفسه سلامة وعافية وقد اقحم نفسه و وظعها في الطريق المفظي بها الى الهلاك. والموصل لها الى الردى واذا اردت ان تعرف مثلا يقرب لك هذه الصورة وقد ذكره العلماء ذكره الامام احمد و غيره في في حال العبد كيف انه اول ما يقع في الذنوب يقع في اشياء بسيطة جدا ثم لا يزال يتعمق وينجر الى ان يتلوث بانواع من الذنوب الخطيرة العظيمة فذكر العلماء مثلا لذلك ارأيتم لو ان شخصا عليه ثياب نظيفة ومعه حذاء جديد ونظيف ومر على منطقة فيها وحل وفيها طين هو محتاج يمر من تلك المنطقة كيف يصنع اول الامر تجده في في بداية الامر يبحث عن حجر مرتفع او مواضع مرتفعة ليس فيها وحل ولا طين فيضع قدمه عليه وهو في اشد الحذر يمشي في الوحل وهو يضع قدمه على اشياء لا يلامس فيها الوحل والطين ثم يستمر احيانا ربما ينزلق فيصاب بشيء بسيط ثم لا يزال ايضا حريصا على الا يلامس شيء من هذا الوحل فينزلق واخرى وثالثة ثم يخوض في الوحل ولا يبالي ثم يخوض في الوحل ولا يبالي وهذا مثل ضرب العلماء كيف ان الانسان تبدأ مع الامور شيئا فشيئا الى ان ان يحصل التورط العظيم في الذنوب والتوغل فيها. ولهذا من اعظم الامور آآ واهمها في باب اه الثبات على الحق والهدى ان يغلق الانسان المنافذ التي تفظي به الى الحرام والا يتبع خطوات شيطان والا يتبع خطوات الشيطان ومن وسائل الثبات على الحق والهدى من وسائل الثبات على الحق والهدى ان يحرص المرء على الرفقة والاصحاب حرصا عظيما. وان يتخير لنفسه من اصحابه والاصدقاء من يكونون عونا له على الثبات. لان الصاحب ساحب مؤثر في صاحبه ولا بد ولهذا قال عليه الصلاة والسلام المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل وقال عليه الصلاة والسلام مثل الجليس الصالح والجليس السوء كنافخ كحامل ونافذ الكير. قال اما حامل المسك اما ان يهديك واما ان تبتاع منه او ان منه رائحة طيبة ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك او ان تجد منه رائحة خبيثة ولهذا يحتاج العبد في هذا المقام ان يتخير من الاصحاب ما يعينونه على الطاعة دون من ازره ويشدون من عضد عضده في طاعة الله. قال الله عز وجل سنشد عضدك اخيك وقال الله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة في الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا وهذا المقام مقام التخير للاصحاب مقام يحتاج الى فقه وتأمل لمن يرافقهم فليس للمؤمن ان يمشي مع من شاء. بل عليه ان يتخير من الاخوة والاصحاب والرفقاء من من معونة له على الخير. وهذا مستفاد من قول نبينا عليه الصلاة والسلام. في الحديث المتقدم فلينظر احدكم من يخالل قوله فلينظر هذا دعوة من نبينا عليه الصلاة والسلام الى التفقه في هذا والتأمل فيه بحيث يتأمل وينظر في من سيصاحب ومن يرافق ثم بعد ذلك يصحبهم. ولهذا قال بعض السلف من فقه الرجل مدخله ومخرجه والفه من الناس هذا دليل على الفقه. دليل على الفقه. ولهذا ينبغي ان ان يعتني المرء اه بتخير الاصحاب الافاضل والاخوة الذين يعينونه على العلم ويعينونه على العبادة ويعينونه على الاستقامة والمحافظة على طاعة الله تبارك وتعالى ومن وسائل الثبات ان يعرف المسلم ان لهم عدوا لا يريد له هذا الثبات ولا يريد له هذه الاستقامة على طاعة الله سبحانه وتعالى. ومن شأن هذا العدو انه يراك ولا تراه وعدو يراك ولا تراه شديد المؤنة كما قال ذلك السلف رحمهم الله وهذا العدو امرنا الله سبحانه وتعالى باتخاذه عدوا وحذرنا سبحانه وتعالى من خطواته وشره ومكره ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حسبه ليكونوا من اصحاب السعير. يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ولهذا ينبغي ان يتنبه المرء الى خطورة هذا العدو وان هذا العدو لا يزال لا يزال مع العبد اغواء وصدا وجلوسا له بكل اطرقه ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجدوا اكثرهم شاكرين قال عليه الصلاة والسلام ان الشيطان قاعد لابن ادم باطرقه اي بكل طريق يسلكه. سواء طريق الخير او طريق الشرط حتى طريق الخير هو قاعد له فيه ليفنيه عنه ويصده ويضعف من تعبد العبد وتقربه الى الله. ولهذا شرع لنا اذا دخلنا المسجد ان نقول اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القدير من الشيطان الرجيم وشرع لنا اذا خرجنا من المسجد ايضا ان نقول اللهم اعذنا من الشيطان لان الشيطان قاعد لابن ادم في كل طريق يسلكه العبد. وكل سبيل يمشي فيه من خير او شر كان خيرا ليصده وان كان شرا يدفعه الى المظي فيه والاستمرار. ولهذا ينبغي على العبد الحريص على الثبات والاستقامة والسلامة من الزيغ والضلال ان يعرف هذا العدو وان يكثر اه وان يكثر من الاستعاذة بالله منه. وقل ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون. قل اعوذ برب الناس. ملك الناس. اله الناس. من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس فهو وسواس خناس. اذا غفل العبد عن ذكر الله وسوس. واذا ذكر العبد ربه خنس اي ابتعد عن العبد. والله يقول ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ومن الوسائل المعينة على الثبات ان يكون العبد على تذكر دائم بان هذه الحياة الدنيا دار معبر وليست بدار قرار وان يذكر نفسه بالوقوف بين يدي الله ولقائه جل في علاه وانه مجازي الحساب العباد ومحاسبهم على اعمالهم قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ارتحلت الدنيا مدبرة. وارتحلت الاخرة مقبلة ولكل منهما بنون. فكونوا من ابناء الاخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا. فان اليوم عمل ولا وغدا حساب ولا عمل. ولهذا فان من اعظم الامور المعينة على الثبات على الحق والهدى ان يتذكر العبد دائما انه موقوف بين يدي الله وانه سيلقى الله وان ثمة حساب وعقاب وجنة ونار. ورضا وسخط. يتذكر ذلك فان تذكر ذلك واستحضاره من اعظم الامور المعينة له على الثبات على الحق والهدى ولهذا فان من يؤتى كتابه يوم القيامة بيمينه. ويقبل على اهله مسرورا فرحا بالكتاب. ماذا يذكر من سبب نجاته وفلاحه؟ فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاء مقرأوا كتابي اني ظننت اني ملاق حسابي. هذا هو السبب. ظننت اي اعتقدت اني ملاق حسابي. فهذه العقيدة اذا لازمت القلب وتمكنت من النفس واستحضرها العبد كانت عونا له باذن الله تبارك وتعالى على الثبات على الحق والهدى ومثلها قول الله عز وجل انا كنا قبل في اهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم فمثل هذا التذكر والاستحضار يعين العبد على الثبات على الحق والهدى. ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله واتقوا الله فهذا النظر نظر المرء لما قدمته نفسه ليوم الغد ماذا عمل بماذا سيلقى الله؟ ينظر ويحاسب نفسه حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا. وزنوا اعمالكم قبل العرظ على الله تبارك وتعالى فمثل هذا النظر والتأمل ودوام الاستحضار لذلك من اكبر المعونة على الثبات على الحق والهدى. ولهذا تجد في احاديث في مقام ذكر الاعمال الصالحة او او او مقام التحذير من الاعمال السيئة. يقول عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم الاخر لان استذكار اليوم الاخر اللي هو الذي هو يوم الجزاء ويوم الحساب يقوي فيه العبد الاقبال على الطاعة والبعد عن المعصية والاثم والحرام. والله سبحانه وتعالى يقول وتزودوا وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقوني يا اولي الالباب كذلكم من الوسائل المهمة والمعينة على الثبات محاسبة النفس محاسبة النفس وان ينظر الانسان في اعماله وماذا قدم وان يكون في محاسبته لنفسه اشد محاسبة الشريك لشريكه يحاسب نفسه ومن الخير له ان يحاسب نفسه قبل ان يحاسبه الله. لانه ان حاسب نفسه ونظر في اعماله وعرف تفريطه قصيرة كان ذلك من موجبات ترك هذا التقصير والبعد عن هذا التهاون والتفريط. في في جنب الله. فمن الخير للعبد ان يحاسب نفسه قبل ان يقول ولا ينفعه ان يقول ذلك يا حسرة على ما فرطت في جنب الله فهذا مقام عظيم لا بد منه. والاية التي تقدم ذكرها قريبا وهي قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد اصل في هذا الباب. باب محاسبة النفس والحاصل ان الاسباب والوسائل المعينة على اه كثيرة ومتعددة وينبغي على العبد ان يحسن التأمل في في هذا الباب العظيم. ولا سيما ما يتعلق بالقلوب. وهذا ايضا باب مهم في في وسائل الثبات على الحق والهدى ان يحرص المرء على صلاح قلبه وسلامة فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. ولهذا ينبغي على العبد ان يحرص على صلاح قلبه وسلامة فؤاده ونقاء سريرته فان القلب اذا صلح واستقام استقام البدن فان البدن تبع للقلب فان البدن تبع للقلب في الاستقامة. البدن تبع للقلب وتبع ايضا للسان. ولهذا المرء باصغريه اي قلبه ولسانه. قد قال صلى الله عليه وسلم اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان تقول انما نحن بك. فان استقمت استقمنا وان اعوججنا واذا وفق العبد لسلامة القلب وصلاح اللسان صلحت اعماله كلها صلحت اعماله كلها ومن الدعوات العظيمة في هذا الباب وهي دعوة مباركة ثبتت عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وهي في معجم الطبراني وغيره. من حديث شداد ابن اوس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له اذا اكتنز الناس الذهب والفضة فاكتنز هذه الدعوات. اللهم اني اسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك. واسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. واسألك قلبا سليما ولسانا صادقا واسألك من خير ما تعلم. واعوذ بك من شر ما تعلم. واستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. وختاما اسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح انا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اهدنا اجمعين اليك الصراط مستقيما. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. اللهم انا نعوذ بك ان نضل او نضل او نذل او نذل او نظلم او نظلم او نجهل او يجهل علينا. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ام لها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك الهدى والسداد. اللهم لك اسلمنا وبك امنا وعليك توكلنا واليك انبنا وبك خاصمنا نعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تظلنا فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله علمنا منه وما لم نعلم. اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل. ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل اللهم انا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم. ونعوذ بك من شر ما ما عاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم. وان تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا عذنا والمسلمين اينما كانوا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم انا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم انا نعوذ نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا ولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين اتهون به علينا مصائب الدنيا؟ اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه