بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين وقيوم السماوات والاراضين وخالق الخلق اجمعين واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وامينه على وحيه ومبلغ الناس شرعه ما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه فصلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد معاشر الكرام الحديث في هذه الليلة التي اسأل الله عز وجل ان يجعلها ليلة مباركة علينا اجمعين وان يوفقنا جل في علاه لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يجعل ما نقول ونسمع حجة لنا لا حجة علينا وان يهدينا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى ولي التوفيق والسداد لا شريك له الحديث معاشر الكرام في هذه الليلة عنوانه الوصية بالنساء والوصية بالنساء يعد هذا الموضوع جانبا من جوانب جمال هذه الشريعة وحسنها التي جاءت كاملة مكملة من مصالح العباد وجميع امورهم محققة لهم الخيرية في كل جوانب حياتهم وجميع شؤونهم واحوالهم وامورهم هذه الشريعة السمحة المباركة القائمة على الرحمة والرأفة والاحسان والتكاتف والتآزر والتعاون على البر والتقوى الى غير ذلك من المعاني العظيمة والاخلاق المباركة والاداب الرفيعة والمعاملات الطيبة التي جاءت بها هذه الشريعة المباركة شريعة الاسلام وهي شريعة كلها محاسن وكلها جمال ليس فيها الا دعوة الى خير وفضيلة او نهي عن شر ورذينة فان هذه الشريعة المباركة ما دعت الى شيء فقال ذو عقل سليم ليتها لم تدعو اليه ولا نهت عن شيء فقال ذو عقل سليم ليتها لم تنهى عنه فهي شريعة مباركة شريعة كاملة شريعة سمحة شريعة كلها محاسن والحديث عن الوصية بالنساء هو نوع من الاظهار حسن هذه الشريعة وكمالها ومن ينظر الى تاريخ المرأة قبل الاسلام يرى تاريخا مظلما يكتنفه كل جور وظلم وبغيا وتعسف بحق المرأة وهظم لحقوقها واعتداء عليها وامتهان لشخصها بل انها كانت معدودة من سقط المتاع تشترى وتباع وكان التعامل معها تعاملا لا يسلم من الاهانة لها والحط من قدرها والهضم لحقوقها والعدوان عليها وكان من حال الناس قبل الاسلام مع المرأة الكراهية الشديدة لها وهذا امر ذكره الله سبحانه وتعالى عنهم في القرآن قال واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ايمسكه على هون ام يدسه في التراب كانت حالهم هذه مع المرأة بل بلغ الحال الى ما هو اشد من ذلك الا وهو ان الواحدة منهم اذا بشر بمولودة انثى لم يبقها في الحياة لحظة واحدة بل يئدها ان يدفنها في التراب وهي حية واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت وكان من شدة كراهية بعضهم للانثى وتغلغل هذه الكراهة في صدورهم ان يحفر حفرة قريبة من مكان زوجه في حال طلقها وولادتها فاذا ما خرج المولود نظر فورا هل هو ذكر او انثى فاذا كان انثى ادخله في تلك الحفرة واهال عليه التراب فلا يبقى لحظة واحدة من شدة هذه الكراهية وبعضهم ربما صبر وهذا ذكره اه اهل العلم في كتب الاخبار بعضهم ربما صبر حتى تكبر هذه الانثى الى الخامسة او السادسة من عمرها ثم يقول لزوجه طيبيها جمليها ثم يأخذها كانه قد اخذها لفسحة او نزهة وقد هيأ لها حفرة ثم اذا دنت من الحفرة قال انظري فاذا نظرت دفعها من ورائها واهال عليها التراب كانت حالة شديدة في الظلم والعدوان على المرأة حال صغرها وايظا حال كبرها لا نصيب لها من ميراثا ولا حظ لها فيه بل هي نفسها معدودة في سقط المتاع ولا نصيب لها في صداق ولا حظ لها فيه وكانت تعامل بمعاملة كلها غلظة وشدة فجاء هذا الاسلام المبارك جاء هذا الاسلام العظيم فاعطى كل ذي حق حقه وحفظ لكل ذي حق حقه واعطى للمرأة حقها بكل اعتباراتها حال كونها اما او اختا او عمة او حالة او ايظا ارملة وليست بقريبة تعطى كلا حقه. ولهذا جاء في الاحاديث الكثيرة مكرمة للمرأة وجاءت موصية بها خيرا بل كانت وصية نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام بالمرأة وصية متكررة الى اخر لحظة من حياته وهو صلوات الله وسلامه عليه يوصي بالنساء خيرا اتقوا الله في النساء والمرأة في طبعها ضعيفة والرجل اقوى منها وكثير من الرجال يستغل قوته بطشا في المرأة وعدوانا عليها وظلما لها فجاء الاسلام بمنع ذلك كله جاء بالرأفة بالمرأة والاحسان اليها والمعاشرة لها المعروف والوصية بها خيرا والحذر من ظلمها والتعدي عليها لا في نفسها ولا في سرفها ولا في مالها ولا في اي شيء من اه حقوقها وهذا باب واسع عندما يتأمل المتأمل ويتبصر المتبصر في نصوص الشريعة وادلة الكتاب والسنة فيما يتعلق بالوصية بالمرأة وحقوق المرأة التعامل معها يجد نصوصا كثيرة جدا بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم منها نصوص فيما هو امر مشترك بين الرجال والنساء ومنها نصوص كثيرة جدا جاءت خاصة بالمرأة في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ومن لطيف ما يذكر وجميل ما يشار اليه بهذا المقام ان العالم الجليل صديق حسن خان وكان زوجا لملكة بهبال وكانت امرأة صالحة فطلبت منه ان يجمع من نصوص الكتاب والسنة ما يتعلق المرأة خاصة من ايات كتاب الله عز وجل وسنة نبيه الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. فجمع كتابا لطيفا جميلا حسن الفائدة سماه حسن الاسوة بما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم في النسوة كتاب خاص افرده بذلك بدأه بايات الكتاب العزيز اية تلو الاية ويتبع كل اية بتفسيرها وبيان معانيها ثم جمع الاحاديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فيما يتعلق بالنسوة وهو كتاب مفيد ويجدر بالمرأة ان تقف على هذا الكتاب وان تستفيد من المضامين العظيمة والفوائد الثمينة التي حواها فهذا الكتاب فيما يتعلق بالمرأة والحديث عن وصية اه الاسلام بالمرأة من خلال ايات الكتاب العزيز وسنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه حديث واسع كما اشرت وحتى لا يتشعب بنا اه الحديث ويطول ويطول بنا المجلس سيكون الحديث عن وصية الاسلام بالمرأة مقتصرا على ما ساقه الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه آآ العظيم الشهير كتاب رياض الصالحين وقد بدأ رحمه الله تعالى تلك النصوص بقول الله سبحانه وتعالى وعاشروهن بالمعروف وهذه المعاشرة هي وصية من الله تبارك وتعالى لعموم الرجال مع النساء ان تكون معاشرة بالمعروف تكون معاشرة المرأة بالمعروف قولا وفعلا قولا بالكلمات الطيبة والالفاظ الحسنة والاقوال اللطيفة وفعلا بالمعاملة الكريمة الحسنة التي لا فظاظة فيها ولا غلظة ولا عنف فيها ولا شدة وعاشروهن بالمعروف والمعروف هنا في كل مقام بحسبه من حيث النفقة ومن حيث السكنة ونحو ذلك من الحقوق التي تتعلق بالمرأة فهو في كل زمان ومكانا بحسبه مما يليق من مثله لمثلها ينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله فالمعروف في كل مقام بحسبه بحسب حال الرجل وبحسب حال المرأة وبحسب حال المكان وبحسب حال الزمان ومطلوب في هذا المقام ان يكون معاشرا المرأة معاشرة لطيفة طيبة قائمة على المعروف والاحسان والمعاملة الطيبة الكريمة ثم اورد الامام النووي رحمه الله تعالى قول الله عز وجل ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وهذا حكم مختص فيمن كان معددا من الازواج وان الواجب عليه ان يكون عدلا في معاملته ازواجه منصفا غير ظالم ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى فلا تميلوا كل الليل اي لا تميل آآ والخطاب لمن كان معددا زوجة على حساب الاخرى فتذروها اي من نلتم عنها كالمعلقة والمعلقة هي التي لا قرار لها كالتي بين السماء والارض لا تجد طمأنينة ولا راحة ولا سعادة لانها معلقة ليست مطلقة تتحرى زوجا اخر ينصفها وليست ايضا زوجة معاملة معاملة الزوجة بل هي معلقة بين الزواج والطلاق وهذا ظلم للمرأة جاء الاسلام بالنهي عنه والتحذير منه فكان من جملة الوصية بالنساء التي جاءت بها الشريعة ان تكون المعاملة قائمة على العدل فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وان تصلحوا وتتقوا فان الله كان غفورا رحيما وختم الاية بذلك بالمغفرة والرحمة دليل على ان من كان متحريا العدل قائما في تعامله مع نسائه بالانصاف حري بالفوز بمغفرة الله سبحانه وتعالى ورحمته جل في علاه ثم ساق رحمه الله تعالى جملة من الاحاديث بدأها بحديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيرا وخيرا جاءت نكرة في هذا السياق سياق الامر بالوصية بالنساء فتفيد العموم خيرا اي بكل معاني الخيرية المستطاعة القولية والفعلية وقوله عليه الصلاة والسلام استوفوا اي لتكن ليكن هذا الامر وفية دائمة بينكم لم يقل اوصيكم بالنساء قال استوصوا بالنساء فهذا يتضمن وصيته هو عليه الصلاة والسلام بالنساء ويتظمن ايظا الحث على ان تكون هذه وصية دائمة بين المسلمين. يوصي بعظهم بعظا بالنساء خيرا يوصي بعظهم بعضا بالنساء خيرا بحيث تكون هذه وصية استوصوا بالنساء خيرا اي ليوصي بعضكم بعضا اه بالنساء خيرا وتتأكد هذه الوصية عندما يعلم من حال شخص مع نسائه واهله غلظة وشدة فان مثل هذا ينبغي ان يوصى خيرا بالنساء وان يذكر بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم حتى لا يمضي في حياتي مع نسائه واهله بمعاملة قائمة على الظلم والجور والعدوان قال استوصوا بالنساء خيرا فان المرأة خلقت من ضلع وان اعوج ما في الضلع اعلاه ان المرأة خلقت من ضلع قيل ان ذلك حقيقة وانها خلقت من ضلع ادم اي ام بنيه حواء خلقت من ضلع ادم واعوج ما في الضلع اعلاه وهو منبت الضلع من البدن يكون فيه اعوجاج شديد ولو اراد احد ان يقيم هذا الاعوجاج لانكسر وقيل ان ذلك على وجه التشبيه لها يعني انها خلقت وفيها شيء من العوج انها خلقت وطبيعة المرأة فيها شيء من العوج ولهذا جاء في بعض الروايات كما اه سيأتي فيما ساقه المرأة كالظلع المرأة كالظلع. فقيل ان انها خلقت من الضلع نفسه وقيل ان ذلك على وجه التشبيه لها من حيث ان المرأة في اه طبعها اه اعوجاج قائم فيها طبعا وجبلة قال فان المرأة خلقت من ضلع وانا اعوج ما في الضلع اعلاه وان اعوج ما في الضلع اعلاه فاذا ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لم يزل اعوج اذا ينبغي ان ان تفهم المرأة على هذه الطبيعة وان هذه حال المرأة حتى لو كانت كما يقال مثقفة او متعلمة او غير ذلك لا تسلم من هذا العوج لا تسلم من هذا العوج وينبغي على الازواج ان يتعاملوا مع الزوجات مراعين هذه الحالة وهذه الطبيعة التي في المرأة والتي لا تسلم منها واذكر في هذا المقام كلمة جميلة للامام ابن باز رحمة الله عليه كنت مع بعض الاخوة في زيارة له في بيته في الطائف بعد صلاة الفجر وكنا في مجلسه فاتصل به متصل واظنه من الشباب لاني اسمع الشيخ يقول له يا ابني ويكررها كان قد طلق زوجته فسمعت الشيخ رحمة الله عليه وهو يهاتف الشاب ويناصحه قال كلمة جميلة كررها مرات قال له يا بني الدنيا ما فيها حور عين الدنيا ما فيها حور عين يكررها رحمة الله عليه. يعني اي امرأة لابد ان يكون فيها نقص لا تسلم من ذلك قال انها خلقت من ضلع وان اعوج ما في الضلع اعلاه ان ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لم يزل اعوج اذا معنى ذلك ان يبقى الرجل اه مستمتعا باهله في حياة كريمة طيبة وما يبدر من بعظ التقصير او بعظ التفريط يحاول معالجته برفق ولطف وحلم واناة لا بفظاظة وشدة وغلظة ربما يترتب عليها انفصام او آآ بعد عن اه الحياة الامنة الطيبة الكريمة والرجل ينبغي ان يكون حكيما في هذا المقام. لا يعني ذلك ان يترك الامر وتفعل ما شاءت وانما ينبغي ان تكون المعالجة بالرفق اه اللطف والمعاملة الطيبة الكريمة قال وفي رواية في الصحيحين المرأة كالضلع ان اقمتها كسرتها يعني اذا كان الرجل في بيته يريد ان تكون المرأة بما يريد منها من امور واعمال تعامل ونحو ذلك مئة بالمئة لا ينقص رقما عن المئة فيما يريد منها ان كان يريدها بهذه الصفة نشرها لانه لن يجد ولن يتحقق له مثل ذلك ان اقمتها يعني ان اردت ان تكون كامل بكل ما تريد وبكل المعاني التي تطلب كسرتها وان استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج وهذا فيه تنبيه الى ان الرجل ينبغي ان يكون فيه شيء من الاحتمال للمرأة واخلاقها وبعض التقصير الذي يكون عندها وسيأتي معنا فيما ساقه من نصوص ما يعين باذن الله سبحانه وتعالى على تحقيق هذا المطلب قال وفي رواية لمسلم ان المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة يعني مهما اجتهدت لا يمكن ان تكون المرأة لك مستقيمة على طريقة واحدة مئة بالمئة كما يقال لابد ان يكون منها شيء من التقصير حتى لو كانت امرأة متعلمة او او مثقفة او نحو ذلك لابد ان ان يكون شيء من هذا التقصير لن تستقيم لك على طريقة فان استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج وان ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها وكثير من من المتسرعين يبادر الى هذا الكسر الذي هو الطلاق وكثير منهم يبادر اليه عند اتفه الامور واقل الاشياء وهذا من ضعف في هؤلاء الرجال وعدم اه تحقق معاني الاحسان واللطف التي تتحقق بها الحياة الزوجية الكريمة فبعضهم آآ ربما طلق عند نوع من الطبخ او نوع من الغسيل او نوع من الترتيب للبيع او نوع من الترتيب لنفسها او نحو ذلك كثرها طلاقها بينما الحق في هذا المقام ان يعمل على المعالجة باحتمال وصبر واناة ورفق وطول نفس مع المرأة وتزين الامور شيئا فشيئا باذن الله سبحانه وتعالى قال اه اه النووي رحمه الله قوله عوج هو بفتح العين والواو قوله عوج وفيها عوج قال هو بفتح العين والواو هكذا ضبط ضبطت هذه اللفظة في بعض اه المصادر الحديثية عوج ضبطت في مصادر اخرى ايضا بكسر العين عوج وقال النووي نفسه رحمه الله تعالى في شرحه صحيح مسلم وهو الاكثر ويقال ان العوج هذه اللحظة تكون فيما يتعلق بالابدان والعوج فيما يتعلق بالاخلاق والمعاني فيقال مثلا آآ رجله فيها عوج لا يقال عوج ويقال اخلاقه فيها عوج بكسر العين ولهذا قال الله سبحانه وتعالى الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا بكسر العين ولهذا الاقرب ان ان ربط هذه الكلمة بالكسر الاقرب ان ضبط هذه الكلمة بالكسر وهو قول الاكثر كما قال النووي رحمه الله تعالى وفيها عوج وفيها عوج لان المراد بالعوج هنا ليس في البدن نفسه وانما في التعامل والمعاني والاخلاق التي في المرأة قال رحمه الله عن عبد الله ابن زمعة رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وذكر الناقة والذي عقرها علاقة صالح عليه السلام والتي والذي عقرها اي اشقى قومه اذ انتبل اشقاها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نعم اذا انبعث اشقاها قال ان بعث لها رجل عزيز عالم منيع قال العازم بالعين المهملة والراء هو الشرير المفسد وقوله ان بعث اي قام بسرعة اي قام بسرعة قال ثم ذكر اه النساء وهذا الموضع الشاهد فوعظ فيهن وعظ اي الرجال فيهم اي في النساء اي خيرا فقال يعمد احدكم اي ايها الرجال فيجلد امرأته تلذذ العبد اي مستغلا قوته وقدرته وعافيته وصحته وظعف المرأة يجلد امرأته جلد العبد فلأنه يضافعها من اخر يومه لعله يضاجعها من اخر يومه اي ان هذا تناقض اي ان هذا تناقض في المعاشرة والحياة الزوجية كيف يجلدها في اول النهار ثم يضاجعها مستمتعا في اخر النهار هذا تناقض في اه المعاشرة اذا اذا كانت متاعا اذا كانت متاعا للرجل وانسا له وحياته معها قائمة على الرأفة والرحمة كيف يليق بها ان يجلدها جلد العبد؟ اي يظربها الظرب الشديد القاسي وربما بعضهم بضربه لها عند خطأ معين كسر عظما او اوجد جرحا او افقد ايضا عينا او كسر سنا وهذا يحصل هذا يحصل يعني اذكر مما قرأته في بعض الفتاوى التي قدمت بعض اهل العلم احد الاشخاص يستفتي انه اه غضب من امرأته غضبة وفي حال غضبه عليها اعطاها ضربة شديدة بجمع يده على فمها فكسر اسنانها بجمع يده على فمها فكسر اسنانها في حال غضبتهم ثم ايضا صدرت منه امور واخذ يستفتي اهل العلم يستفتي من جهة ويذهب بها ايضا الى المستشفيات ليعالجها من جهة اخرى فهذه الشدة الغلظة في التعامل مع النساء والبطش الضرب هذا الشريعة جاءت بمنعه والتحذير منه واذا كان قويا قادرا على مثل هذا التعامل مع المرأة فالله اقوى منه فاذا نظر الى قوته وقدرته على هذه المرأة فلينظر الى قوة الله وقدرته سبحانه وتعالى عليه وليتق الله عز وجل ومما يعينه على فهم ذلك ان مثل هذا التعامل لو كان لبنته من زوجها لم يرظى ولم يقبله ولو جاءت ابنته اليه وقالت ان زوجي فعل كذا وكذا لا المه اشد الالم واستنكر ذلك اشد الاستنكار قال يعمد احدكم فيجلد امرأته جلد العبد فلعله يضاجعها من اخر يومه اي ان هذا تناقض في الحياة وان المطلوب في الحياة الزوجية ان تكون قائمة على الرحمة والرفق واللين ومعالجة الاخطاء بالتي هي احسن قال ثم وعظهم صلوات الله وسلامه عليه في ضحكهم من الضرطة في ضحكهم من الضرطة قال لما يضحك احدكم مما يفعل يعني هذا الذي اه يظحك الانسان منه اذا سمعه هو يصدر من كل انسان ولا يخلو او يسلم انسان من ذلك فنهى عن ذلك عليه الصلاة والسلام وذكر ان هذا امر لا يسلم منه كل انسان فلما يظحك الانسان من شيء هو يفعله وشيء هو يقع منه وهذا ايضا من الادب العظيم الذي اه جاءت به الشريعة لان يعني بعض الناس لان بعض الناس وهذا ينبغي حقيقة ان ينتبه له بعض الناس قد يكون مثلا معه شيء من الضعف في امتلاك المخرج مخرج الهواء فربما خرج منه عن غير تعمد ومن الناس من هو مصاب بسلس الريح فمن عافاه الله سبحانه وتعالى وامده فليحمد الله على العافية. واذا صدر شيء من ذلك لا يضحك من اخيه وكيف يضحك من شيء هو نفسه يقع منه لكنه يفترق عن هذا انه يملك نفسه وهذا ضعيف فلم يتمكن او او في مثلا حال غفلة او شيء من هذا آآ القبيل فلا ينبغي للانسان ان ان يظحك في في هذا المقام من شيء هو يفعله كما قال نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفرط مؤمن مؤمنة انكره منها خلقا رضي منها اخر او قال غيره رواه مسلم هذا الحديث عظيم جدا واضافة الى انه عظيم هو في الحقيقة مريح جدا في الحياة الزوجية والله من يوفقه الله سبحانه وتعالى العمل بهذا الحديث يرتاح ويزول عنه كثير من القلق والاضطراب الذي يكون في كثير من البيوتات قال لا يفرك مؤمن مؤمنة اي لا يبغض ويكره ولا تكون الحياة قائمة على الشنآن والبغضاء لا يفرك مؤمن مؤمنة كانه قيل ما الذي يعينني على ذلك قال عليه الصلاة والسلام ان كره منها خلقا رضي منها اخر انكره منها خلق رضي منها اخر هنا يأتي ميزان جميل في التعامل اذا كان الرجل في تعامله مع زوجه لا ينظر ابدا الا الى الاخطاء ولا يستحضر في ذهنه الا الاخطاء سيتولد من هذا النوع من النظر كراهية للمرأة وبغضاء لها لانه لا يستحضر اصلا الا الاخطاء بينما اللائق في هذا المقام انه اذا حصل خطأ يأتي مباشرة ويذكر نفسه ويقول هذه التي اخطأت الان وحصل منها كيت وكيت هي التي فعلت كذا وهي التي فعلت كذا ويعدد في نفسه وفي ذهنه المحاسن التي في هذه المرأة فاذا عدد المحاسن واستحضرها زال عن نفسه ما قام فيها من آآ كراهية او بغضاء او نفرة من هذه المرأة وربما حضر الشيطان في هذا المقام واخذ يذكر الزوج بالاخطاء فقط اخذ يذكر الزوج بالاخطاء فقط وان كيت حصل منها كيت وكيت الى اخره فاذا بقي الزوج لا يتذكر الا اخطاء المرأة ابغضها اشد البغض ونفر منها اشد النفرة بينما اذا تعامل معها بهذا التوازن حقق ذلك آآ حياة جميلة بينهم وبين زوجه لا يفرق مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رظي منها اخر ثم اورد رحمه الله تعالى عن عمرو بن الاحرص الجسمي رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم بحجة الوداع يقول بعد ان حمد الله تعالى واثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال الا واستوصوا بالنساء خيرا فانما هن عوان عندكم ومعنى عوان اي اسيرات بحكم الاسير جمع عالية وهي الاسيرة فانما هن عوان عندكم اي هي في في حكم الاسير بمثابة الاسير امرأة ضعيفة خرجت من بيت اهلها وصارت في بيتك واصبحت ولايتها لك وامرها بيدك لا تفعل الا باذنك طيب مثابة الاسير وهذا حث على حسن التعامل مع المرأة والرعاية لها وحسن الوصية بها والمعاملة معها بالمعاملة الخيرة الفاضلة الكريمة فانما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك اي لكم عليهن حقوق جاءت بها الشريعة لا تملكون منهن غير ذلك فلا يتعدى المرء حدود شرع الله سبحانه وتعالى الا ان يأتين بفاحشة مبينة فان فعل تهجروهن في المضاجع والمراد بالفاحشة اي فيما يتعلق بحق الزوج من طواعية وامتثال لا ان المراد بالفاحشة زنا المراد بالفاحشة هنا اي فيما يتعلق بحق الزوج اذا اتينا بفاحشة اي في تعاملها مع الزوج وفحشها فيها الفاظ وافعالها وكلماتها وعدم قواعيتها له فاذا حصل شيء من ذلك واصبحت امرأة يعني سيئة في اه التعامل مع الزوج وسيئة في القيام حقوق الزوج فان فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح اي غير غير شديد ضربا لا يكسر عظما ولا يترتب عليه اه خروج دم او نحو ذلك وانما ظرب تأديب وتربية لا ضرب بطش وظلم وعدوان ولا يصان ولا يصار الى هذا الضرب ابتداء وانما ثمة امور قبله اولا يعظها وينصحها ويذكرها بالله اتق الله يا فلانة خافي الله ان لم ينفع الوعظ يهجرها في المضاجع والهجر في المضاجع ايضا تكون المسألة ملمومة ليس هجرا في البيت يخرج الى مكان اخر ويقول انا بيني وبين زوجتي خصومة ويعلن الامر الذي بينهم على الملأ وانما هجر في المضاجع يعني لا ينام معها في اه الفراش وانما يكون في مكان اخر من اه البيت وتكون القضية ملمومة بينهم اجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح اي ضربا غير شديدا ولا عنيف فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا وهذا دليل على ان قوله فان اطعنكم دليل على ان قوله في اول الحديث الا ان يأتينا بفاحشة مبينة اي عدم الطاعة عدم الطاعة والتعامل مع الزوج معاملة فيها في شيء من الفحش عدم الطواعية قال الا ان لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا وهذا ايضا ينبغي ان يعلمه كل من الطرفين لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فحقكم عليهن الا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون. لان البيت بيت الزوج والاحقية فيه له فاذا كان لا يأذن بان يدخل الى بيته فلان او فلان لا يأذن بذلك حفاظا على بيته فالحق له لان البيت بيته والامر له ولا سيما اذا علم مثلا من بعض النساء انها امرأة مفسدة ونمامة حتى لو كانت من قرابات تلك المرأة يعلم من حاله انها مفسدة ونمامة ويرى انها اذا دخلت على عليه في بيته افسدت بينه وبين اهله وجد من بعد زيارتها معاملات سيئة فظاظة ونحو ذلك فمنع قال لها لا لا تزورك فلانة ولا ارغب في زيارتها مثلا ولا تسمحي لها بان تدخل او لا اذا اتصلت لا تكلميها حفاظا على زوجة وعلى بيته وعلى حالة اذا كان يعلم من حال امرأة معينة ان مثلا فيها فسقا او فيها نميمة او فيها غيبة او فيها شرا على اهله او نحو ذلك فالامر له لا ينطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون. الا وحقهن عليكم ان تحسنوا اليهن في كسوتهن وطعامهن. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح قال وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما حق زوجة احدنا عليه؟ انظر هذا السؤال ما اجمله هذا صحابي جليل والصحابة رضي الله عنهم عندما يسألون لا يسألون لمجرد العلم وانما يسألون للتطبيق والعمل فهذا الصحابي الجليل رظي الله عنه وارظاه يقول ما حق زوجة احدنا عليه كثير من الناس في هذا المقام سؤاله ماذا ما حقي على زوجتي تجد الناس لا يسأل الا هذا السؤال ما حقي على زوجتي لكن انظر هذا الارتقاء بالاخلاق يقول رضي الله عنه ما حق زوجة احدنا عليه قال ان تطعمها اذا طعمت وتكسوها اذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر الا في البيت هذي حقوق للمرأة واجبة هذه حقوق للمرأة واجبة يقول عليه الصلاة والسلام ان تطعمها اذا طعمت وتكسوها اذا اكتسيت. اي تطعمها من حال ما تطعم ومن جنس ما تطعن وتكسوها ايضا بما يتناسب مع ما تكسو به نفسك لا يعطيها مثلا اذا كان غنيا الرث من اللباس ويلبس الفاخر لينفق ذو سعة من سعته. ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله ولا تضرب الوجه يعني اذا احتاج المرء الى ان يؤدب اهله وبلغ الامر الى انه لابد من الضرب فليحذر ان يضرب الوجه لشرف الوجه هذا من جهة ومن جهة اخرى لان الوجه فيه الحواس ربما ظربة عن الوجه تعطل حاسة السمع او تعطل مثلا حاسة البصر اضافة الى ما في الضرب على الوجه من اهانة شديدة وغالبا غالبا الضرب تتحرك اليد فيه الى الوجه لان غالبا الغضب يأتي من جهة الوجه تكون تكلمه ومثلا ترد عليه والشيء الذي يزعجه يصدر من فمها فغالبا الظرب يتجه الى الوجه فحذر من ذلك عليه الصلاة والسلام مهما كان الخطأ الذي يكون من المرأة لا يجوز الرجل ان ان يضربها على وجهها لا لطما ولا بجمع يده ولا بالة ولا بغير ذلك قال ولا تقبح يعني لا يقبح لا في الاقوال ولا في المعاني لا تقبح يعني لا يقول مثلا قبحك الله او يا قبيحة او انت من بيت قبيح او مثل هذا الكلام او ما شابه ذلك من المعاني يا رذيلة يا دنيئة يا حقيرة يا اه سافلة هي من مثل هذه الالفاظ هذا كله ما يجوز كل ذلك لا يجوز بل يجب على الانسان ان يحذر وان يصون لسانه من مثل هذه الكلمات قال ولا تقبح ولا تهجر الا في البيت عندما يكون الهجر في البيت تكون القضية ملمومة ما تكون المشكلة التي في البيت منتشرة في الناس وفي المجتمع وانما تكون قضية ملمومة لان اذا انتشرت الرجوع يكون في في النفس منه شيء والتراجع يكون في من نفس منه شيء وتتدخل اطراف ربما تزيد الامر شدة لكن اذا اه حرص الانسان على ان الامر يكون في البيت وان القضية تكون ملمومة في البيت هذا اهون وادعى لدوام الوئام ودوام العشرة والمحبة قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم وجاء ايضا في بعض الاحاديث قال خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي. صلوات الله وسلامه وبركاته عليه اذكر هنا في هذا المقام طرفة فيها فائدة يقولون ان نفرا كانت تجمعهم وظيفة بعمل واحد في مكتب واحد سنوات وكان من بينهم شخص كان من اميزهم خلقا واجملهم تعاملا ثم انهم من بعد سنوات في هذا العمل تشاوروا ان يعملوا مأدبة يجتمعون فيها هم والزوجات والاولاد النساء على حدى والرجال على حدى حتى يحصل تعارف فلما حصل ذلك الاجتماع كل من التقى بزوجة ذلك الخلوق يهنئنها انت زوجة فلان هنيئا لك ما شاء الله والله يمدحون اخلاقه كل من حدثها بذلك قالت فلان عجيب والله كل من حدثها وهنأها باخلاقه تستغرب تقول فلان والله عجيب غريب هذا. سبحان الله فلان كل ما قال احد فلان كذا ويمدحونه قالت فلان زوجي والله غريب سبحان الله يعني هذا الشيء الذي يمدح به و آآ معروف بين زملاء ما رأت منه شيء قط في تعامله معها فهو كان مع زملائه في خلق راقي تعامل كريم واذا رجع الى البيت لم يعاملها الا المعاملة السيئة تنظر الفرق الساسع من مثل هذه المعاملة وما يدعو اليه الاسلام. اكمل المؤمنين احسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم والبيت يعتبر محك في الاخلاق لان الانسان يعني يخرج لملاقاة الناس مهيئا نفسه التعامل ويرتب كلامه لكن اذا آآ رجع الى البيت نرجع للراحة ويتخلى في الغالب كثير من الناس عن آآ الاخلاق في تعامله مع اهله. فيبدأ يرفع الصوت ويبدأ يشتد في العبارة ويقسو في التعامل واشياء من هذا القبيل واذا اراد ان يخرج رتب نفسه ورتب كلماته ورتب تعاملاته مع الاخوان واذا رجع الى البيت عاد كما كان لحالته في شدته وغلظته وهذا ليس من هدي الاسلام يقول عليه الصلاة والسلام وخياركم خياركم لنسائهم قال وعن اياس بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تضربوا اماء الله اي النساء فجاء عمر رضي الله عنه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذئرن النساء على ازواجهن قال معنى اي تجرأن دائرن على ازواجهن ترخص في ضربهم يعني لما منع من الضرب مطلقا تجرأ بعض النساء على ازواجهن تجرأن في الكلام وعدم الطواعية واشياء من هذا القبيل فاطاف بال رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء يشكون ازواجهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد اطاف بال بيت محمد نساء كثير يشكون ازواجهن ليس اولئك بخياركم اربط قوله ليس اولئك بخياركم قوله في الذي قبله خياركم خياركم لنسائهم ثم ختم رحمه الله تعالى بحديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة وختم هذا الباب بهذا الحديث من جميلة الختم وذلك اذا وفق الرجل بالمرأة الصالحة في دينها خلقها وعبادتها وايظا صالحة في عقلها لان المرأة اذا صلحت اه في عقلها دبرت امر البيت احسن تدبير ورتبت اموره واحسن ترتيب وهنأ الزوج بالحياة معها احسن هناء فخير متاع الدنيا المرأة الصالحة. اسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يصلح لنا اجمعين اه شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يوفقنا لكل خير انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها وانت وليها ومولاها