بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اهدنا الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت اما بعد فان الصبر منزلة عظيمة من منازل الدين ومقام رفيع من مقاماته وقد ذكره الله سبحانه وتعالى في مواطن كثيرة في كتابه جل وعلا بل قال الامام احمد رحمه الله تعالى ذكر الله الصبر في القرآن الكريم في اكثر من تسعين موضعا وهذا يدلنا دلالة بينة على عظم شأن الصبر ورفيع مكانته وحاجة العبد الشديدة اليه في باب الطاعات ليفعلها وفي باب المنهيات ليتركها وفي باب المصائب المقدرة لئلا يجزع ويتسخط فالعبد محتاج للصبر والصبر مصاحب للمسلم في كل احواله فلا فعل لطاعة الا بالصبر ولا ترك لمعصية الا بالصبر ولا تلقي للمقدر المقضي بمال يرضي الله سبحانه وتعالى ولا يسخطه الا بالصبر فما احوج المسلم بل ما اشد حاجته الى ان يكون متحليا بالصبر في كل احواله وذكر الله جل وعلا للصبر في القرآن. في مواضع كثيرة منه جاء على انحاء متنوعة فجاء الامر به وجاء النهي عن ضده وجاء الثناء على اهله ومدحهم وجاء ذكر ما اعد الله سبحانه وتعالى لهم من جزيل الثواب وجميل المآب وجاءت البشارة المطلقات. للصابرين واخبر سبحانه وتعالى انه يحبهم وانه معهم معهم تأييدا ونصرا وحفظا الى غير ذلك من الانحاء لمجيء الصبر في كتاب الله سبحانه وتعالى. وهذا كله يدلنا على عظيم مكانة الصبر وعلي منزلته ومسيس الحاجة اليه والحديث عن الصبر حديث واسع ويتناول اطرافا كثيرة وجوانب متعددة لكن حديثنا في هذه الليلة عن الصبر هو في باب معين من ابواب الصبر ومجال معين من مجالاته الا وهو الصبر على اذى الخلق ومن المعلوم ان الانسان في هذه الحياة لا يسلم من اذى الخلق لان الناس اجناس ومتفاوتون في اخلاقهم ومعادنهم وطبائعهم وتعاملاتهم والمسلم ينبغي ان يكون متحليا بالصبر. ومن الصبر الذي ينبغي للمسلم ان يكون متحليا به الصبر على اذى الخلق وهو باب تتقاصر كثير من الهمم والنفوس على الاتيان به ولهذا كان كلام اهل العلم في بيان ما يعين المرء على الصبر على اذى الخلق يعد نبراسا وضياء للمسلم في هذا الباب وهذا الكلام الذي بين ايدينا اجمعين بهذه الورقة كلام مقتطع من رسالة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يتحدث فيها عن الصبر وتناول بتفصيل جميل مفيد للغاية ذكر الامور المعينة على الصبر على اذى الخلق وذكر تفصيلات فيها لا تكاد تجدها في موضع اخر فرحمه الله من ايمان وما اجمل نصحا واحسن بيانه. وجزاه على ما بذل وقدم الجزاء الاوفى واسكنه فردوسه الاعلى انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب واسأل الله الكريم الذي يسر لنا هذا اللقاء ويسر لنا هذه القراءة بهذا الكلام لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى دين ذكر ما يعين على الصبر على اذى الخلق ان يجعل ذلك معونة لنا اجمعين على هذا الصبر وان يجعلنا من عباده الصابرين الشاكرين لان الدين نصفان صبر وشكر ولهذا قيل الصبر نصف الدين ونسأل الله الكريم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب. نعم صلى الله عليه قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قراءة على شيخنا غفر الله له وللسامعين وللمسلمين. ويعين العبد على هذا الصبر عدة اشياء احدها ان يشهد ان الله سبحانه وتعالى خالق افعال العباد. حركات وسكناتهم واراداتهم. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. فلا يتحرك في العالم العلوي والسفلي ذرة الا باذنه ومشيئته. فالعباد غالة فانظر الى الذي سلطهم عليك. ولا تنظر الى فعلهم تسترح من الهم والغم. هذا اول امر بدأ به رحمه الله تعالى في ذكر الامور المعينة على الصبر. ان تشهد ايها العبد في هذا المقام خلق افعال العباد وان افعال العباد مخلوقة ولا يشاء العبد شيئا من الافعال الا ما شاءه الله وما تشاؤون الا ان يشاء الله. رب العالمين فاذا تذكرت انه لا يكون من العباد حركة ولا سكون ولا اي امر اخر الا بتقدير الله وقضائه سبحانه وتعالى وان كل فعل من افعالهم او حركة من حركاتهم قد قدرها الله سبحانه وتعالى ذلك. فانظر الى هذا الامر من هذه الناحية وان هؤلاء الذين سلطهم الله سبحانه وتعالى على العبد بهذا الاذى ما موجبه وما سببه من افعال العبد ما موجبه وما سببه من افعال العبد وتنظر الى ان هؤلاء افعالهم انما كانت منهم بتقدير الله وان افعال العباد كلها مخلوقة لله سبحانه وتعالى. فيكون نظرك الى هذه الناحية فانظر الى الذي سمى سلطهم عليك. ولا تنظر الى افعالهم فاذا نظرت الى الذي سلطهم عليه بدأت تنظر في الاسباب التي وقعت منك فاوجبت هذا تسليط وهو ما بينه رحمه الله تعالى في الذي بعده نعم احسن الله اليك قال رحمه الله الثاني مما يعين العبد على هذا الصبر ان يشهد ذنوبه وان الله انما صدقهم عليه بذنبه كما قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير فاذا شهد العبد ان جميع ما يناله من المكروه فسببه ذنوبه اشتغل بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي سلطها عليه بسببها عن دمهم ولومهم والوقيعة فيهم. واذا رأيت العبد يقع في الناس اذا اذوه ولا يرجع الى نفسه باللوم والاستغفار. فاعلم ان مصيبته مصيبة حقيقية. واذا تاب واستغفر وقال فهذا بذنوبي صارت في حقه نعمة. قال علي ابن ابي قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه كلمة من جواهر والكلام لا يرجون عبد الا ربه ولا يخافن عبد الا ذنبه. وروي عنه وعن غيره ما نزل بلاء الا بمن ولا رفع الا بتوبة. هذا الامر الثاني من الامور المعينة على الصبر على اذى الخلق وهو منبني على الذي قبله فاذا تأمل العبد في ان افعال العباد مخلوقة ونظر في هذا المقام الى من العباد عليه بهذا الاذى يرجع باللائمة على نفسه والعتب على نفسه ويقول انما سلط الله علي هؤلاء بهذا الاذى بسبب ذنوبهم. وبسبب تفريط وتقصير فبدل ان يشتغل بسبهم والوقيعة فيهم ونومهم يشتغل بعيب نفسه وان ثمة ذنوب عنده اوجبت تسليط هؤلاء عليه فيكثر من الاستغفار والتوبة الى الله سبحانه وتعالى من هذه الذنوب التي يعلمها العبد او يجهلها. فيتوب الى الله ويكثر من الاستغفار. وبهذه الطريقة يتحقق فيه هذا الكلام الثمين الذي نقل او شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه حيث قال رضي الله عنه وارضاه لا يرجون عبد الا ربه. ولا يخافن عبد الا ذنبه او يكثر من الاستغفار رجاء ان يعفو الله عنه فلا يرجو الا ربه ويكثر من الاستغفار لا يخاف من شيء الا من ذنبه. لا يخاف من شيء الا من ذنبه ومن ذنوبه التي توجب هلاكا فما نزل بلاء الا بذنب ولا رفع الا بتوبة. نعم احسن الله اليك قال الثالث ان يشهد العبد حسن الثواب الذي وعده الله لمن عفا وصبر. كما قال تعالى وسيئات سيئة مثلها. فمن عفا واصلح فاجره على الله انه لا يحب الظالمين. ولما كان الناس عند الاذى ثلاثة اقسام ظالم ياخذ فوق حقه ومقتصد ياخذ بقدر حقه ومحسن يعفو ويترك يبقى ذكر الاقسام الثلاثة في هذه الاية. فاولها للمقتصدين ووسطها للسابقين. واخرها للظالمين ويشهد نداء المنادي يوم القيامة الا ليقم من وجب اجره على الله. فلا يقم الا من عفا واصلح واذا شهد مع ذلك فوت الاجر بالانتقام والاستيفاء سهل عليه الصبر والعفو. هذا الامر الثالث ان يشهد العبد حسن الثواب اي ما اعده الله سبحانه وتعالى في هذا المقام مقام الاذى الصبر على هذا الخلق للصابرين على اذاهم وللعافين عن الناس وهما مرتبتان احداهما اعلى من الاخرى الاولى مرتبة الصبر يصبر على اذاهم واعلى منها ان يعفو عنها ان يعفو عنهم العفو مقامه اعلى والعافين عن الناس وبشر المحسنين فهذا مقام احسان ولا يصل اليه كل احد وانما يصل اليه من عباد الله تبارك وتعالى المقربين المحسنين والذي يعين على ذلك شهود الاجر والثواب فيصبر على اذاهم طمعا فيما عند الله. من الثواب او يأتي بامر اعلى من ذلك وهو ان يعفو عنهم طلبا منه لما عند الله سبحانه وتعالى من الثواب لان الله يحب العافين عن الناس واورد رحمه الله هذه الاية الكريمة وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح فاجره على الله انه لا يحب الظالمين. ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الاية ثلاث مراتب ذكر في هذه الاية ثلاث مراتب لاحوال الناس مع ما يصيبهم من اذى من الخلق وهو الذي ذكر في الاية بالسيئة قال وجزاؤه سيئة سيئة مثلها هذا هذا مقامه كقوله تعالى وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولان صبرتم له خير للصابرين واصبر وما صبرك الا بالله فهذا مقام وهو المجازاة على السيئة بالسيئة مثلها ومعاقبة المعتدي بمثل ما اعتدى دون تجاوز او تعدد فهذا جائز المرتبة الثانية العفو وهي اعلى المراتب ولهذا قال الله سبحانه وتعالى فمن عفا واصلح فاجره على الله فمن عفا واصلح فاجره على الله والعطية على قدر المعطي والله سبحانه وتعالى احالنا في هذه العطية سبحانه وتعالى على نفسه قال اجره على الله اي ان اجر هؤلاء عظيم عنده وثوابهم جزيل عنده سبحانه وتعالى. والمرتبة الثالثة مرتبة المعاقبة باشد من المثل بالتعدي والتجاوز وهذا ظلم وذكر الله سبحانه وتعالى هذه المرتبة في قوله انه لا يحب الظالمين. فاذا الناس في هذا المقام مقام الاب على ثلاثة اقسام ظالم ويأخذ فوق حقه ظالم وهو من يأخذ فوق حقه ومقتصد وهو الذي يأخذ بقدر حقه ومحسن يعفو ويترك حقه وهو خير هذه الاقسام وقد جمع الله سبحانه وتعالى هذه الاقسام في هذه الاية الكريمة قال شيخ الاسلام ابن تيمية ويشهد يعني حسن الثواب ويشهد ايضا نداء المنادي يوم القيامة الا ليقم من وجب اجره على الله فيقوم العافون كما في تتمة الحديث فيقوم العافون عن الناس فيقوم العافون عن الناس والحديث في اسناده كلام لكن تغني عن الاية في الدلالة على المعنى نفسه لان الله سبحانه وتعالى قال فمن عفا واصلح فاجره على الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الرابع ان يشهد انه اذا عفا واحسن اورثه ذلك من سلامة القلب لاخوانه من الغش والغل وطلب الانتقام وارادة الشر. وحصل له من حلاوة العفو ما يزيد لذته ومنفعته عاجلا واجلا على المنفعة الحاصلة له بالانتقام اضعافا مضاعفة. ويدخل في قوله تعالى والله يحب المحسنين فيصير محبوبا بالله ويصير حاله حال من اخذ منه درهم فعوض عليه الوف من الدنانير. فحينئذ افرحوا بما من الله عليه اعظم فرحا اعظم فرحا يكون هنا في هذا الامر ذكر رحمه الله تعالى ان يشهد العبد الذي اصابه الاذى من الناس انه اذا عفا واحسن اورثه ذلك من سلامة القلب لاخوانه ونقاءه من الغش وطلب الانتقام وارادة الشرع. وحصل له من حلاوة العفو ما يزيد لذته منفعته عاجلا واجلا على المنفعة الحاصلة له بالانتقام. يعني بعض الناس ينتقم ينتقم ليتشفى ويرتاح ويظن انه بالانتقام ينال الراحة لكن القضية بالعكس كما بين رحمه الله تعالى الراحة في العفو راحة الانسان ولذته في هذا الباب في العفو ولا يزيد العفو العبد الا عزة قد يتصور الانسان ان العفو مذلة قد يتصور ان العفو مذلة لكن العفو لا يزيد الا عزا وراحة وفرحا وانسا فيشهد هذا المقام انه اذا عفا يرتاح ويكون صدره في سلامة من الغل والحقد والحسد يعفو ويطلب ما عند الله ويريح قلبه. هذا ما يعني مقام اذا وفق العبد لشهوده اعانه باذن الله تبارك وتعالى على الصبر على اذى الخلق نعم اسأل الله اليك قال رحمه الله الخامس ان يعلم انه ما انتقم احد قط لنفسه الا ورثه ذلك كلا يجده في نفسه. فاذا عفا اعزه الله تعالى وهذا مما اخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيا اقول ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا. فالعز الحاصل له بالعفو احب اليه فالعز الحاصل له بالعفو احب اليه وانفع له من العز الحاصل له بالانتقام. فان هذا عز في الظاهر وهو يورد في اعطني ذلا والعفو ذل في الباطن وهو يورث العز باطنا وظاهرا. هذا كلام عظيم جدا ذكره رحمه الله تعالى في تفسير هذا الحديث ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا فهنا من الامور التي تعين العبد على الصبر على الاذى ان يعلم انه ما انتقم احد قط لنفسه الا اورثه ذلك ذلا يجده في نفسه ما انتقم احد لنفسه الا وجد لذلك ذلا يجده في نفسه واذا عفا اعزه الله سبحانه وتعالى بما حصل منه من عفو تأمل واقع الناس العملي مع هذا الامر. اكثر الخلق يظن ان العز بالثأر ان العز انما هو باخذ الثار وبالانتقام لان هذا هو العز وان عدم الاخذ بالثأر من الذل كيف يقول لنا يفعل كذا وكذا ولا انتقم منه هذا ذل فاكثر الخلق يظن ان العز في الثاني والاخذ بالثأر والانتقام بينما العز الحقيقي في العفو ما زاد الله عبدا بعفو الا عزك وانظر هذا البيان الجميل لشيخ الاسلام يقول العزة الحاصل له بالعفو احب اليه وانفع من العزة الحاصل له بالانتقام فان هذا عز في الظاهر الذي هو الانتقام عز في الظاهر وهو يورث في الباطن ذلا ويورث في الباطن ذلا بينما العفو ذل في الباطن يظن من من عفا ان هذا او يظن في من عفى ان هذا ذل ان هذا ذل وهو في الحقيقة يورث العزة باطلا وظاهرا. يورث العز باطنا وظاهرا. نعم الله اليك قال رحمه الله السادس وهي من اعظم الفوائد ان يشهد ان الجزاء من جنس العمل وانه وانه نفسه ظالم مذنب وان من عفا عن الناس عفا الله عنه. ومن غفر لهم غفر الله له. فلذلك شهد ان عفوه عنهم وصفحه واحسانه مع اساءتهم اليه سبب لان يجزيه الله كذلك من جنس عمله فيعفو عنه يصفح ويحسن اليه على ذنوبه ويسهل عليه عفوه وصبره. ويكفي العاقل هذه الفائدة يقول رحمه الله في السادس اي من الامور التي تعين العبد على الصبر على اذى الخلق ان يشهد ان الجزاء من جنس العمل فاذا عفوت عن الناس عفا الله عنك. لانك انت مخطئ وانت عندك ذنوب وتقصير في حق الله سبحانه وتعالى. فالجزاء من جنس العمل الجزاء من جنس العمل هذه قاعدة شرعية. قاعدة شرعية دلت عليها نصوص كثيرة جدا وهي في الثواب والعقاب جزاء من جنس العمل في الثواب والعقاب. فاذا كان آآ من عملك الصالح العفو جزاك الله على عفوك عفوا منه سبحانه وتعالى عليك والله سبحانه وتعالى يحب العافين عن الناس يحب العافين عن الناس فاذا عفوت عن العباد في اذاهم لك طلبا من عند الله ما عند الله جازاك الله سبحانه وتعالى من جنس عملك فعفا سبحانه وتعالى عنك نعم احسن الله اليك قال رحمه الله السابع ان يعلم انه اذا اشتغلت نفسه بالانتقام وطلب المقابلة ضاع عليه وتفرق عليه قلبه وفاته من مصالحه ما لا يمكن استدراكه. ولعل هذا اعظم عليه من المصيبة التي من جهتهم فاذا عفا وصافح فرغ قلبه وجسمه لمصالحه التي هي اهم عنده من الانتقام وهذا ايضا ملحظ مهم في هذا الباب. في باب الامور المعينة على الصبر على اذى الخلق اما الانسان لو اشتغل بالانتقام وبدأ يخطط ويرتب ويعمل على اه الانتقام هو في بهذا الوقت الذي اهدره من عمره وضيعه من عمره يكون فوت على نفسه جزءا من زمانه فيما هو انفع له فوت جزءا من زمانه عن امور هي انفع لهم من هذه الامور التي اشتغل بها. سواء من المصالح الدينية او الدنيوية فلهذا ينبغي للعبد ان يطمئن نفسه ويقول بدل ما اضيع اوقات وجهود في الاذى العفو لله سبحانه وتعالى او اصبر او اصبر على هذا الاذى التماسا لما عند الله واحفظ وقتي والصبر على اذى الخلق باب من ابواب حفظ الوقت وعدم اضاعته. نعم اسأل الله اليك قال رحمه الله الثامن ان انتقامه واصطفائه وانتصاره لنفسه وانتصاره لها فان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه قط. فاذا كان هذا خير خلق الله واكرمهم على الله لم ينتقم لنفسه مع ان اذاه مع ان اذاه اذى الله ويتعلق به حقوق الدين ونفسه اشرف الانفس وازكاها وابرها وابعدها من كل خلق مذموم واحقها بكل خلق جميل ومع هذا فلم يكن ينتقم فلم لم يكن ينتقم لها فكيف ينتقم احدنا لنفسه التي هو اعلم بها وبما فيها من الشرور والعيوب. بل الرجل والعارف لا تساوي نفسه عنده ان ينتقم لها ولا قدر لها عنده يوجب عليه انتصاره لها واحد هون صلى الله عليه وسلم. قال الثامن ان انتقامه واستيفاءه وانتصاره لنفسه. وانتصاره لها فان رسول الله الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه قط. فاذا كان هذا خير خلق الله واكرمهم على الله. لم ينتقموا لنفسك مع ان اداء الله ويتعلق به حقوق الدين. ونفسه اشرف الانفس وازكاها وابرها وابعدها من كل خلق مذموم واحقها بكل خلق جميل. ومع هذا فلم يكن ينتقم فلم يكن ينتقم فكيف ينتقم احدنا لنفسه التي هو اعلم بها وبما فيها من الشرور والعيوب بل الرجل العارف لا يساوي نفسه عنده ان ينتقم لها ولا قدر لها عنده يوجب عليه انتصاره لها. هذا امر ثامن من الامور على الصبر على اذى الخلق ان ينظر المرء في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وقد جاء له الله سبحانه وتعالى قدوة للعباد كما قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا فان نفس النبي عليه الصلاة والسلام اشرف الانفس وازكاها واطيبها وارفعها مقاما وما انتقم النبي صلى الله على اله وسلم لنفسه قط. وما غضب لنفسه عليه الصلاة والسلام قط. الا ان تنتهك حرمات الله فانه لا يقوم لغضبه شيء. صلوات الله وسلامه عليه. لكن لم يحفظ في سيرته اه انتقام للنفس او غضب من النفس مع انه عليه الصلاة والسلام اوبي اه عليه الصلاة والسلام في مرات عديدة اذى عظيما فلم ينقل في سيرته العطرة صلوات الله وسلامه عليه انه انتقم لنفسه قط. فاذا من الامور التي تعينك على الصبر على هذا المخلوقين ان تنظر في هذه السيرة العطرة سيرة آآ نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وان تجاهد نفسك على حسن اه الاكتساء به والاقتداء بهديه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه احسن الله اليك قال رحمه الله التاسع ان اوذي على ما فعله لله او على ما امر به من طاعته ونهي عنه من معصيته وجب عليه الصبر ولم يكن له الانتقام فانه قد اودي في الله فاجره على الله. ولهذا لما كان المجاهد في سبيل الله ذهبت دماؤهم واموالهم في الله لم تكن مضمونة. فان الله اشترى منهم انفسهم واموالهم. فالثمن وعلى الله لا على الخلق. فمن طلب الثمن منهم لم يكن له على الله ثمن. فانه من كان في الله تلفه كان على الله وان كان قد اوذي على مصيبة فليرجع باللوم على نفسه. ويكون في نومه لها شغل عن نومه لمن هذا ان كان قد اودي على حظ فليوطن نفسه على الصبر. فان نيل الحظوظ دونه امر امر من الصبر. فمن لم يصبر على حر على حجم الهواجر والامطار والثلوج ومشقة الاسفار ولصوص الطريق والا فلا حاجة له في المتاجرة امر معلوم عند الناس ان من صدق في طلب شيء من الاشياء بذل من الصبر في تحصيله بقدر صدقه في طلبه هذا الامر التاسع من اه الامور المعينة على الصبر على اذى الخلق فلا وهو ان اذى الخلق للعبد اما ان يكون اذى له اما ان يكون اذى منهم له فيما يتعلق بالدين كأن مثلا يأمر بالمعروف او ينهى عن المنكر او يدعو الى الله او يعلم الناس الخير يؤذونه لامر بالمعروف او لنهي عن المنكر او لدعوته الى الله. فهذا اوذي في سبيل الله فلا ينتقم منهم لا ينتقم منهم بل يطلب ما عند الله لان هذا في سبيل الله. واذى حصل له في طاعة الله فيطلب ما عند الله سبحانه وتعالى فيصبر على اذاهم لان هذا الاذى في الله وفي طاعة الله سبحانه وتعالى. فيرجو به ما عند الله سبحانه وتعالى. وان كان قد اودي على مصيبة وان كان قد اوذي على مصيبة فليرجع باللوم على نفسه وان كان اوذي على مصيبة فليرجع باللوم على نفسه. ويكون في لومه لها شغل عن نومه من اعداه وهذا نوع اخر من الاذى الثالث ان كان قد اوذي على حق ان كان قد اوذي على حظ اي من حظوظ اه الدنيا ان كان قد اوذي على حظ اي من حظوظ الدنيا فليوطن نفسه على الصبر مثل ما يوطن اصحاب التجارات والمرابحات وطلب المكاسب انفسهم على الاذى الذي يحصل لهم في سبيل ما يأملونه ويرجونه من ارباح والمؤمن اولى بذلك واحرى. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله العاشر ان يشهد معية الله معه اذا صبر ومحبة الله له اذا صبر ورضاه ومن كان الله معه دفع عنه انواع الاذى والمضرات ما لا يدفعه عنه احد من خلقه. قال تعالى واصبروا ان الله ومع الصابرين. وقال تعالى والله يحب الصابرين هذا الامر العاشر ان يشهد معية الله مع اذا صبر ومحبة الله له اذا صبر ورضاه عنه اذا صبر وهذا كله جاءت فيه ايات ان الله مع الصابرين والله يحب الصابرين فينظر في هذا الثواب وينظر في هذه المعية وهذه المحبة محبة الله سبحانه وتعالى للصابرين فيشغله هذا النظر عن طلب الانتقام فيصبر على هذا المخلوقين. يقول اصبر حتى اكون ممن يحبهم الله والله يحب الصابرين يقول اصبر حتى احظى بمعية الله لي. ان الله مع الصابرين ان الله مع الصابرين فاصل حتى احظى بهذه المعية معية الله لي وهي معية خاصة تختلف عن المعية العامة وهو معكم اينما كنتم هذه معية خاصة فيها النصر وفيها الحفظ وفيها التوفيق وفيها التسديد وفيها المعونة وفيها الخير والبركة يوقد نفسه على الصبر حتى يفوز بهذه المعية ويفوز بهذه المحبة. نعم. قال رحمه الله الحادي عشر ان يشهد ان الصبر نصف الايمان. فلا يبدل فلا يبدل من ايمانه جزاء في نصرة نفسه فاذا صبر فقد احرز ايمانه وصانه من النقص والله يدفع عن الذين امنوا. لانها فلا يبذل قال الحادي عشر ان يشهد ان الصبر نصف الايمان. فلا يبذل من ايمانه جزاء في نصرة نفسه فاذا صبر فقد احرز ايمانه وصانه من النقص. والله يدفع عن الذين امنوا هذا ايضا من الامور التي تعين على الصبر ان الصبر نصف الايمان. لان الايمان نصفان صبر وشكر الايمان نصفان صبر وشكر كما قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير. ان اصابته ضراء صبر كان خيرا له. وان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وذلك لا يكون الا للمؤمن. فالايمان صبر وشكر وذكر هذا المقامان في ايات كثيرة. ومواضع كثيرة ان في ذلك لايات لكل صبار شكور. الدين والايمان آآ نصفا نصف صبر ونصف شكر فيقول اه من اوذي لا لا اه انتقم بل اصبر حتى احافظ على هذا المقام العظيم والمنزلة العلية من الدين التي هي الصبر فلا ابذل منها ولا جزءا يسيرا فلا ابذل منها ولا جزءا يسيرا ولا قدرا قليلا حتى لا افوت بشيء من حظي ونصيبي من هذه المنزلة التي هي نصف الايمان احسن الله اليك. هذيك ايضا تحتاج الى مراجعة فلا يبذل من ايمانه جزءا بنصرة نفسه لعلها تراجع الله اليك قال الثاني عشر ان يشهد ان صبره حكم منه على نفسه وقهر لها وغلبة لها. فمتى كانت النفس معهم مغلوبة لم تطمع في استرقاقهم واسره والقائه في المهالك. اذا احد من الاخوان يحسن ان يفتح الكتاب اه من خلال الجهاز جامع المسائل لشيخ الاسلام ابن تيمية كما هو في المصدر الاخير اذا كان احد طلبة العلم يحسن ان يفتحه ويتحقق من من هذا الموقع في في الاصل. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله الثاني عشر ان يشهد ان صبره حكم منه على نفسه وقهر لها وظلمة لها. فمتى كانت النفس مقهورة معه مغلوبة لم تطمع في استرطاقه واسره والقائه في المهالك. ومتى كان مطيعا لها سامعا منها مقهورا معها لم تزل به حتى او تتداركه رحمة من ربه. فلو لم يكن في الصدر الا قهره لنفسه وللشيطان. فحينئذ يظهر سلطان القلب وتثبت جنوده ويفرح ويقوى ويطرد العدو عنه. هذا ايضا من الامور المعينة على الصبر على هذا الخلق. انك ان صبرت على اذاهم كان صبرك على اذاهم حكم منك على نفسك فكانت لك السلطة عليها ولك التصرف بينما اذا فاخذت في الانتقام ونمت الى ما تهواه نفسك وما تطلبه نفسك اصبحت هي القائد اصبحت هي القائد لك في طلب التشفي والانتقام وغير ذلك بينما اذا قابلت ذلك بالصبر و العفو وهو اعلى كان ذلك حكم منك انت على نفسك واصبحت انت الذي بيدك اه السلطة عليها. بخلاف المنتقم فانه منساق. مع مساق وراء ما تطلبه نفسه وتدعوه اليه. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله الراء الثالث عشر ان يعلم انه ان صبر فالله ناصره ولا بد. فالله وكيل من صبر واحال ظالمه على الله ومن انتصر لنفسه لنفسه وكله الله الى نفسه. فكان هو الناصر لها فاين من ناصره الله خير الناصرين الى من ناصره نفسه اعجز الناصرين واظعفوا نعم يعني هو بهذا المقام الذي يشير اليه شيخ الاسلام يكل امره الى الله ويطلب نصره وحقه اموره من الله يفوض امره الى الله الى الله سبحانه وتعالى فتكون هذه حاله يصبر وينتظر عاقبة صبره نصرا من وتأييدا وتوفيقا وفي الحديث وان النصر مع الصبر. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله الرابع عشر ان صبره على من اذاه واحتماله له يوجب رجوع خصمه عن ظلمه وندامة واعتذاره ولوم الناس له. فيعود بعد اهدائه له مستحيا منه نادما على ما فعله. بل يصير مواليا وهذا معنى قوله تعالى ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم ما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو فضل عظيم. وهذا الذي آآ يذكره رحمه الله في آآ الرابع عشر امر يجده كثير ممن يحتملون اذى الناس ويقابلون اذاهم بالاحتمال. لان اذا اذا اذاك شخص فاحتملته ثم اذاك فاحتملته ثم اذاك فاحتملته وتلطفت معه ودفعت بالحسنى في اخر المطاف يستحي منك ويعتذر اليك وتكون معاملته لك اطيب المعاملة وتكون بهذا اعنته انت حتى على نفسه اعنته على نفسه. ترتاح انت في في في نفسك وتبقى نفسك مطمئنة هذا الذي اشتغل به اذاك مرة او اخرى او ثانية سيؤول امره الى ان يكون صديقا حميما وسيستحي منك وسيأتي ويعتذر اليك وهذا شهده كثير من الناس الموفقين الذين اكرمهم الله سبحانه وتعالى والاحتمال والعفو عن اذى الخلق نعم احسن الله اليك قال رحمه الله الخامس عشر ربما كان انتقامه ومقابلته سببا لزيادة شر خصمه. وقوة وفكرته في انواع الاذى التي يوصلها اليه كما هو المشاهد. فاذا صبر وعفا امن من هذا الضرر. والعاقل لا يختار اعظم مرض لا يختار اعظم الضررين بدفع ادناهما. وكم قد جلب الانتقام والمقابلة من شر عجز صاحبها عن دفعه وكم قد ذهبت نفوس ورئاسات واموال لو عفا لو عفا المظلوم لبقيت عليه هذا الامر الخامس عشر من الامور المعينة على آآ احتمال الاذى او الصبر على اذى الناس ان المنتقم ممن اذاه ربما يزيد من شر هذا الذي اذاه ربما يزيد من شره ويتضاعف شره عليه وربما يأتيه منه شر لا قبل له به فيكون ايضا من الامور التي تعينك على الصبر ان تدفع عن نفسك اذا اعظم من هذا الاذى الذي حصل ممن من هذا الذي اذاك فقد ينتقم الانسان فيتسلط المؤذي بشر اعظم وامور لا قبل للمرء بها فيكون في دفعه بالحسنى راحة وسلامة له من اذى اشد. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله السادس عشر ان من اعتاد الانتقام ولم يصبر لابد ان يقع في الظلم. فان النفس لا على على قدر العدل الواجب لها لا علما ولا ارادة. وربما عجزت عن الاقتصار على قدر الحق. فان الغضب يخرج بصاحبه الى حد لا يعقل ما يقول ويفعل. فبينما هو مظلوم ينتظر النصر والعز. اذ انقلب ظالما المقت والعقوبة هذا الامر السادس عشر من الامور المعينة على الصبر على اذى الخلق ان الصبر اسلم لك وابرأ لذمتك لانك ان عملت على الانتقام والمعاقبة بالمثل كما قال الله وان عاقبتم فعاقبوا بمثلي ما عوقبتم به ان اردت ان تعاقب بالمثل فمطلوب منك ان تعاقب بالمثل لانك لو زدت ولو بشيء قليل عن المثل عرضت نفسك للاثم والظلم انه لا يحب الظالمين ومن هذا الذي يستطيع ان ان يزنها وزنا دقيقا بحيث لا لا يتجاوز في عقوبته اه اه اه الا يتجاوز في عقوبته اه المثل. والمعاقبة بالمثل فيكون هذا اسلم وابرأ لذمتك اضافة الى ما في الصبر من امور تقدمت. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله السابع عشر ان هذه المظلمة التي ظلمها هي سبب اما لتكفير سيئاته او رفع درجته فاذا انتقم ولم يصبر لم تكن مكفرة لسيئاته ولا رافعة لدرجته قال رحمه الله السابع عشر ان هذه المظلمة التي ظلمها هي سبب اما لتكفير سيئاته او رفع درجته. فاذا قام ولم يصبر لم تكن مكفرة لسيئته ولا رافعة لدرجته. وهذا ايضا من الامور التي تعين العبد على الصبر على الاذى ان هذا الصبر موجب لتكفير السيئات او رفعة الدرجات. فاذا انتقم فوته على نفسه هذا الباب العظيم اه لتكفير السيئات او رفعة الدرجات. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله الثامن عشر ان عفوه وصبره من اكبر الجند له على خصمه. فان من صبر وعفا كان وعفوه موجبا لذل عدوه وخوفه وخشيته منه ومن الناس. فان الناس لا يسكتون عن خصمه. وان سكت هو فاذا انتقم زال ذلك كله. ولهذا تجد ولهذا تجد كثيرا من الناس اذا شتم غيره او اذى يحب ان يستوفي منه. فاذا قابله استراح والقى عنه ثقلا كان يجده. نعم هذا الثامن انك ان عفوت وصبرت كان عفوك وصبرك جند لك على خصمك جند لك على خصمك فان من صبر وعفى كان صبره وعفوه موجبا لذل عدوه وخوفه وخشية من الناس فان الناس لا يسكتون عنه ويصبح الناس آآ يتولون دفاعا عنك ومنافحة وذبا وانتصارا لك بدون ان تطلب منهم وانما بصبرك بصبرك واحتمالك وعفوك فهو يورث من اذاك ذلا ويكسبك من الناس اعوانا وانصارا وجندا يهيئهم الله سبحانه وتعالى لك دفاعا واه صدا عن اذاك. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله التاسع عشر انه اذا عفا عن خصمه استشعر بنفسه خصمه انه فوقه وانه قد ربح عليه فلا يزال يرى نفسه دونه وكفى بهذا فضلا وشرفا للعفو كفى فظلا وشرفا العفو ان العافي عن الناس في اذاهم له يستشعر نفسه ان انه فوق خصمه واعلى منه لانه لان هذا في في الحقيقة عز ورفعة كما تقدم معنا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا فهذا انفع للعبد فهو اه اعظم في مكانته ومقامه من ان ينتقم ممن اذاه. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله العشرون انه اذا عفا وصفح كانت هذه حسنة فتولد له حسنة اخرى وتلك الاخرى تولد له اخرى. وهلم جرا فلا تزال حسناته في مزيد. فان من ثواب الحسنة الحسنة كما ان من عقاب السيئات السيئة بعدها وربما كان هذا سببا لنجاته وسعادته الابدية. فاذا قام وانتصر زال زال ذلك. هذا الامر آآ الامر العشرون وهو الاخير ان العفو والصفح حسنة من حسنات العبد ومن ثواب الحسنة الحسنة بعدها. واذا وجدت الحسنة نادت اختها فتكاثر تكاثرت الحسنات وتزايدت في العبد. بينما بينما اذا انتقم لنفسه فوت على نفسه هذا هذه الحسنات المتزايدة والخيرات المتوالية الحاصل ان هذه آآ هذه وجوه وامور عديدة ذكرها الامام الهمام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى تعين العبد على الصبر على اذى الخلق وذكر من المعاني العظيمة واللفتات الكريمة التي جدير بكل مسلم ان يتحملها. ان يتأملها وان يفيد منها لتكون لتكون عونا له باذن الله تبارك وتعالى على هذا الصبر وتحقيق هذا المقام العظيم الذي هو الصبر على اه على اذى الخلق فجزى الله هذا الامام خير الجزاء على هذا النصح وهذا البيان ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. واوصي في خاتمة هذا اللقاء ابي وصيتين الاولى تخص كل واحد منا في خاصة نفسه ان يعيد النظر والتأمل في هذه الورقة وهذه الامور اه العشرين التي ذكرها شيخ الاسلام يتأملها باناة وحسن اه تفهم لها حتى تتمكن من نفسه وتتعمق في قلبه لتكون معينة له باذن الله تبارك وتعالى فيستحضرها في المقامات التي يحصل فيه اه يحصل له فيها اذى من الخلق فيتذكر هذه المعاني الحلوة الجميلة التي ذكرها شيخ الاسلام ابن تيمية فهذا يحتاج من العبد ان ان عاود النظر لهذه الورقة مرة ومرتين وثلاث يتأمل حتى تتحقق الفائدة المرجوة التامة باذن الله سبحانه وتعالى. والامر الثاني مما اوصي به بخاتمة هذا اللقاء ان نحرص على اه نشر هذه الورقة ووسائل اه النشر اه تنوعت من الوسائل الالكترونية وايضا الورقية والدال على الخير كما قال نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام اه كفاعله اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله