بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم يا ربنا بارك لنا في جمعنا هذا اللهم انزل علينا فيه السكينة اللهم اجعله باب زيادة ايمان ورفعة اللهم اجعله حجة لنا لا علينا. اللهم اجعله مرتقا لنا الى الخير ونيل رضوانك يا ربنا معاشر الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقاؤنا هذا في موضوع غاية في الاهمية الا وهو تجديد الايمان والايمان كما لا يخفى اعظم المطالب واشرف المواهب واجل الغايات. وانبل المقاصد الايمان هو الذي خلقنا لاجله واوجدنا لتحقيقه وهو الذي به ننال سعادة الدنيا والاخرة من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرا باحسن ما كانوا يعملون بالايمان دخول الجنة وبالايمان النجاة من النار وبالايمان رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة كما قال الله عز وجل وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم يوم القيامة يعني معاشر المؤمنين وللايمان من الثمار والاثار في الدنيا والاخرة ما لا حد له ولا عد والعاقل من يعنى بايمانه ويجعل اهتمامه بايمانه في اولويات اهتماماته ومقدمات اولوياته كيف لا وهو الغاية العظمى والمطلب الاجل ويتأكد هذا الامر حينما نستشعر ونعلم ان الايمان بحاجة مستمرة لا اقول في كل يوم بل في كل ساعة الى تجديد لان ما يصرف عن الايمان ويشغل عن تتميمه وتكميله في هذه الحياة امور كثيرة والشواغل عديدة والصوارف متنوعة. تأتي للمرء من هنا وهناك وتخدشه من كل جهة احتاج المؤمن الى ان يكون دائما متيقظا ودائما ايمانه عناية دقيقة يعمل على تجديد ايمانه وتقوية صلته بربه ويعمل على سلامة نفسه من النواقص والقوادح التي تؤثر في الايمان نقصا وضعفا وقد جاء في الحديث هو عند الحاكم في مستدركه والطبراني في معجمه عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الايمان ليخلق في جوف احدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم. يخلق كما يخلق الثوب انظر الى هذا الثوب الذي تلبسه وتعتى وتعنى بنظافته وتعاهده دائما ولهذا تجد الانسان بين وقت واخر ينظر الى ثوبه وربما ايضا يسأل من حوله هل علق بثوبي شيء خاصة اذا مر بمكان يخشى ان يكون قد علق بثوبه بعض الاوساخ فتجده يتعاهد ثوبه ويعنى بنظافته ولو اصيب بشيء من الاوساخ لا يصبر على بقائها بل يريد ان يبقى ناصعا نقيا ابيض صافيا سليما من الاوساخ واذا كان الثوب الذي يحرص كل على جدته ونظافته يخلق ويصيبه ما يصيبه من الاوساخ فيحتاج الى غسل وتعاهد وعناية فان مقام الايمان اعظم وشأن الدين اكبر وامره اجل ومن كان يعنى بثوبه فلا حرج عليه لكن ايمانه اولى بالعناية واجدر بالاهتمام ان الايمان ليخلق في جوف احدكم كما يخلق الثوب حتى الايمان الذي في القلب الذي هو الركيزة والاساس الذي يبنى عليه العمل الظاهر يخلق فايمان المرء في داخله من جوفه يخلق قد يكون في بعض الازمنة قويا ثم يصيبه ما يصيبه فيخلق ايمانه يصبح ضعيفا جدا في قلبه رقيقا في قلبه لماذا؟ لانه قد توالت عليه توالت عليه الصوارف والفتن والصواد والملهيات والمشغلات الى ان يصبح الايمان في داخل الانسان وفي جو ضعيفا جدا حتى انه ليصبح في بعض احواله مظهرا بلا مخبر. وصورة بلا معنى وهذه مصيبة اذا لم يكن المرء فعلا متعاهدا لايمانه حريصا على تجديد ايمانه فان ايمانه يخلق ليس هذا فقط بل يذهب الامام احمد رحمه الله تعالى سئل ايزيد الايمان وينقص؟ قال يزيد حتى يبلغ اعلى السماوات وينقص حتى يكون في اسفل سافلين والثوري رحمه الله سئل ايزيد الايمان وينقص قال يزيد حتى يكون امثال الجبال وينقص حتى لا يبقى منه شيء ولهذا هذه المسألة فعلا تحتاج الى فقه اعني ايمان الشخص كل نظره في ايمانه هذه مسألة تحتاج الى فقه تحتاج الى تفقه ولهذا قال ابو الدرداء رضي الله عنه قال ان من فقه الرجل ان يعلم امزداد ايمانه او منتقص وان من فقه الرجل ان يعلم نزغات الشيطان انى تأتيه من اين تأتيه هذه مسألة تحتاج الى فقه اذا مشى هكذا في الحياة لا ينظر في هذا الامر ولا يتأمل ولا يتدبر يفاجأ ان ايمانه اصبح رقيقا ضعيفا اهيا وربما ذهب ايمان الانسان وهو لا يشعر ولهذا يحتاج فعلا المؤمن الى ان يحرص على تجديد الايمان يحرص على تجديد الايمان اذا كان يجدد الثوب ويتعاهد الثوب فالايمان اولى بهذا التجديد واولى بهذه العناية واولى بهذا الاهتمام ولابد في هذا المقام من فزع الى الله ولجوء صادق اليه لان ايمانك بيد الله هبة منه جل وعلا يتفضل به على من شاء ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا قال عز وجل ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فظلا من الله ونعمة. والله عليم حكيم ولهذا صح في الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم زينا بزينة الايمان. واجعلنا هداة مهتدين لا يزين قلبك بالايمان الا اذا زينه الله به ولا يعمر قلبك بالايمان الا اذا عمره الله به فانت بحاجة الى ان تلجأ الى الله سبحانه وتعالى صادقا مع الله ان يجدد الايمان في قلبك كما اوصاك نبيك عليه الصلاة والسلام فاسألوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم. انت بحاجة الى صدق مع الله سبحانه وتعالى. في التجائك اليه سبحانه وتعالى ان يجدد الايمان في قلبك ثم مع هذا الدعاء تجاهد نفسك بما دعوت الله به والقاعدة عند العلماء في باب الدعاء اذا دعوت الله بمطلوب من مصالح دينك او دنياك فاتبع الدعاء ببذل السبب كما قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله ليس يدعو ويبقى جالسا بل يدعو ويبقى مجاهدا لنفسه بما دعا الله سبحانه وتعالى به فيأتيهم العون ويأتيه التسديد ويأتيه التيسير والتوفيق من الله سبحانه وتعالى فيجاهد نفسه على ما يكون به حفظ ايمانه وتكمل دينه وهذه العملية عملية تجديد الايمان هي عملية ينبغي ان تكون مصاحبة للمسلم في كل يوم من ايامه كل يوم من ايامه يعمل على على التجديد ايمانه من خلال وسائل ومجالات كثيرة هيأها الله سبحانه وتعالى له وجاء تبيانها في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ومن اهم ما يكون في هذا الباب ان يكون يوميا مرتبط بالعلم الشرعي يوميا يكون مرتبط بالعلم الشرعي لان العلم الشرعي لمن وفقه الله سبحانه وتعالى لتحصيله بنية صالحة يعد صمام امان في حفظ الايمان ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وقال عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة والعلم نور لصاحبه. وضياء له في طريقه وفي سيره بالعلم يميز المرء بين الهدى والضلال والحق والباطل والنور والظلام وبدون العلم تلتبس عليه الامور وتختلط عليه الاشياء ولهذا يحتاج العبد في هذا المقام مقام تجديد الايمان الى علم يهديه يهديه اي الى طريق الخير كيف يسلك طريق الخير ولا علم له به ولا بصيرة كيف يقوي ايمانه وهو لا يعرف مقويات ايمانه كيف يتقي الامور التي تظعف الايمان وهو لا يعرف وقد قيل قديما كيف يتقي من لا يدري ما يتقي اذا كان لا عناية له بالعلم ولا دراية به كيف يتقي ما ينبغي ان يتقى وهو اصلا لا يدري ما الذي ينبغي ان ولهذا من اهم ما يكون في هذا الباب ان يعنى عناية يومية بالعلم ولهذا ينبغي ان يكون له حظ يومي مع العلم. العلم الشرعي لا تدخله الاجازة. لا صيفية ولا غيرها. العلم مع المرء في كل ايامه. ولهذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام كل يوم اذا اصبح بعد ان يصلي الصبح يقول في دعائه اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا في كل يوم يسأل الله العلم النافع لانه مطلوب من المرء في كل يوم من ايامه ولهذا ينبغي للمسلم ان ينتبه لهذه القضية ان العلم الشرعي لا ينفصل عنه مشكلة كثير من الناس انه منفصل عن العلم الشرعي اعطى كل شيء وقته الا العلم الشرعي لم يعطه من وقته لا قراءة لكتب العلم ولا حضورا لمجالس اهل العلم ولا سماعا تقريرات اهل العلم ثم يتألم من ظلمة قلبه وقسوته ورقة دينه وبعده عن طاعة الله سبحانه وتعالى وهو اوصد هذا الباب العظيم الذي نفسه بحاجة اليه واعظم ما يكون في العلم الشرعي العناية بالقرآن الكريم القرآن الكريم امره عجب في تقوية الايمان. وزيادة اليقين وتمتينه في القلب قال الله سبحانه وتعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا؟ فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون قال عز وجل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم اولئك هم المؤمنون حقا فالقرآن له تأثير تأثير عجيب جدا في تقوية الايمان وزيادته في القلوب. تقوية الصلة بالله سبحانه وتعالى لكن هذا التأثير للقرآن لا ينال بالقراءة المجردة دون تأمل وتدبر وتمعن في المعاني والدلالات ولهذا قال ربنا جل وعلا كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب قال جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وقال جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وسبحان الله التدبر للقرآن يعد حاجزا من النكوس والانحراف لان هدايات القرآن لا تحصل الا بالتدبر والتأمل للقرآن واذا حصل هذا التدبر والعقل لمعاني القرآن الكريم اصبح عند العبد حصن باذن الله يقيه من النكوص على الاعقاب ومن الانحراف والضلال وتأمل في هذا المعنى الايات في سورة المؤمنون حيث يقول الله سبحانه وتعالى قد كانت اياتي تتلى عليكم فكنتم على اعقاب بكم تنكسون مستكبرين به سامرا تهجرون افلم يتدبر القول اي لو انهم تدبروا القول لما نكسوا على الاعقاب لكان تدبرهم للقول حاميا وحافظا وواقيا لهم من النكوس على العقاب ولهذا هذا الانحراف والنكوس على الاعقاب بسبب البعد عن القرآن. القرآن هو كتاب الهداية هو كتاب السعادة هذا القرآن يهدي للتي اقوم القرآن كله هداية كم من اناس واناس هداهم الله وشرح صدورهم وتعمق الايمان في قلوبهم باية واحدة وقعت في قلبه موقعا عظيما ولهذا التدبر هو الاساس لهذا الباب لا يكن همك وانت تقرأ القرآن متى اختم السورة وليكن همك وانت تقرأ القرآن متى اهتدي بالقرآن متى انتفع بالقرآن؟ متى اكون من اهل القرآن اهل الله وخاصته وليس اهل القرآن من حفظوه حفظا مجردا او قرأوه قراءة مجردة. وانما اهل القرآن من فهموا كلام الله وعملوا بكلام الله الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوة اولئك يؤمنون به يتلونه حق تلاوته. قال ابن عباس وغير واحد من مفسرين يتبعونه. حق اتباعه. هذا معنى يتلونه حق تلاوته يتلونه حق تلاوته اي يتبعونه حق اتباعه بهذا يكون المرء من اهل هذا القرآن العظيم ولهذا تلاوة القرآن سبحان الله اذا كانت عن تأمل تأتي الهداية وان اتلو القرآن فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه تلاوة القرآن باب عظيم للهداية. لكن مع التأمل والتدبر والعقل كلام الله سبحانه وتعالى ثم باب العلم الذي يزداد به الايمان واسع جدا اذا جئنا الى السنة والسيرة النبوية هذه باب عظيم جدا في تقوية الايمان وايضا سير الصحابة الكرام ومن اتبعهم باحسان هذا باب عظيم جدا. من ابواب تقوية الايمان عندما يكون المسلم مرتبط بقراءة دائمة في سيرة النبي العطرة صلوات الله وسلامه عليه واخباره وسير الصحابة ابي بكر وعمر وعثمان وعلي هذه القراءة الدائمة المستمرة تولد في القلب محبة قوية لهؤلاء القدوات واذا تولدت في القلب هذه المحبة نسى عن ذلك الاتباع والسير على المنهاج الذي كانوا عليه والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان انظر الخلل الكبير الذي حصل في كثير من الشباب والشابات في هذا الزمان عندما يمموا القراءة والنظر الى قراءة اخبار التافهين والتافهات واشباه هؤلاء من الهمل واخذوا يقرأون في قصصهم واخبارهم كيف انحطوا انحطاطا شديدا وحصل فيهم انحرافات شديدة بسبب هذه القراءات ولو انهم توجهوا في قراءتهم ونظرهم الى سير الاخيار واخبار الابرار من عباد الله سبحانه وتعالى لرأوا ثمرة ذلك ولهذا يحتاج العبد في هذا الباب باب تجديد الايمان ان يكون عنده ارتباط بائمة الدين. حتى يقتدي بهم حتى ينهج نهجهم حتى يسلك سبيلهم حتى يكون على منهاجهم وهذا باب عظيم من ابواب تقوية الايمان وتنميته في القلوب ايضا كل ما يعينك على الصلة بالله والتعظيم لله والاجلال لله ويأتي في مقدمة ذلك المعرفة بالله. سبحانه وتعالى وباسمائه وصفاته وافعاله وان تتأمل في مخلوقاته الدالة على عظمته وجلاله فان هذا يقوي الايمان في القلب تقوية عظيمة وعجيبة للغاية تتأمل في اسماء الرب عز وجل ما يزيدك خشية لله وحبا وتعظيما واجلالا لله تبارك وتعالى فان من كان بالله يعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته تبارك وتعالى ابعد ايضا في هذا المقام مجاهدة النفس على الاعمال الصالحة الاعمال الصالحة ضرورية جدا في تحقيق الايمان وتنميته فكما ان الاعمال الصالحة من جهة هي من الايمان وخصاله وشعبه فانها من جهة اخرى تحقق الايمان ولهذا يحتاج العبد الى تعاهد نفسه دائما بالعمل الصالح المقرب الى الله سبحانه وتعالى فان المحافظة على هذه الاعمال من اعظم ما يكون معونة على تقوية الايمان وبقائه وحفظه خذ مثالا على ذلك الصلاة قد قال الله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. كم في الصلاة من تجديد الايمان كم فيها من صلة بالله سبحانه وتعالى. انظر في نفسك عندما تكون محافظا على هذه الصلاة معظما لها معتنيا بها. كم لها من اثر على قلبك في تحقيق الايمان وانظر حال من ابتعد عن هذه الصلاة كيف ان بعده عنها تولد عنه ضعف الايمان في قلبه ولهذا قال السلف رحمهم الله الايمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. فالطاعات تزيد الايمان وتقوي الايمان كلما ازددت طاعة وعبادة وتقربا لله سبحانه وتعالى كان ذلك من الاسباب والوسائل المعينة على تقوية الايمان وتمكينه هذا جانب في الموضوع. جانب اخر في هذا الباب وهو جانب حفظ الايمان من الامور التي تنقص الايمان وتتسبب في ضعفه ووهائه وربما ايضا ذهابه وينبغي ان يعلم كما ان المسلم مطلوب منه ان يعرف اسباب الايمان واسباب زيادته وقوته ليعمل بها ويحافظ عليها فانه مطلوب منه في الوقت نفسه ان يعرف اسباب ضعف الايمان حتى يجتنبها وحتى يكون على حذر منها واعلم ايها المسلم ان لك عدوا في ايمانك يراك ولا تراه متسلط عليك في كل وقت يأتيك من كل جهة وانت لا تراه. وليس له مهمة الا هذا الايمان الذي عندك يعمل ليل نهار بكل الوسائل وشتى الطرق ليذهب عنك هذا الايمان. لا هم له الا هذا كما ذكر الله سبحانه وتعالى من شأن وحال هذا العدو في قوله جل في علاه عن الشيطان اعاذنا الله عز وجل منه قال ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين ولا تجد اكثرهم شاكرين. هذه قالها متى متى قالها الشيطان قالها قديما عندما حصلت منه الغواية قال ربي بما اغويتني حين ذاك قال هذه الكلمة قال ولا تجد اكثرهم ساكنين هذا ظن ظنه في الناس انه يكونون كذلك. ولهذا قال الله في سورة سبأ ولقد عليهم ابليس ظنه فاتبعوه. الا قليلا من المؤمنين اقولها بعبارة يعني دارجة ربما يكون لها يعني شي من الوقع في فهم المعنى اقول اكثر الناس ما خيبوا ظن ابليس فيهم ظن في اكثر الناس ان يكونوا اتباعه هذا الظن الذي ظنه حصل في اكثر الناس الا القليل الذين نجاهم الله. ولهذا اجتهد ان تكون في اهل النجاة. اهل السلامة من هذا العدو الذي امرك الله سبحانه وتعالى ان تتخذه عدوا ليست مسألة الاعداء مسألة. مسألة اقتراحات الان بعض الناس هو الذي يحدد من هم اعداءه ويقترح وتجده يعادي من لا يعادى. والله بعض الناس الان يعادي الصالحين من عباد الله ويبغضهم ويكرههم يمتلئ قلبه في في في الغل واشياء كثيرة عليهم اعتبرهم هم العدو اللدود له وهذا كله من نزغ الشيطان العدو الله سبحانه وتعالى هو الذي حددنا من هم اعداؤنا اليس الله قال والله اعلم باعدائكم الله عز وجل هو الاعلم وهو الذي بين لنا واشد الاعداء لنا الذي يجب ان نتخذه فعلا عدو الشيطان ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير ولهذا احتاج الانسان فعلا في هذا الباب باب تجديد الايمان ان يتخذ الشيطان عدوا ما يمكن يسلم لك ايمانك الا باتخاذ الشيطان عدو تعاديه عداوة شديدة تولد هذه العداوة الحذر الشديد من نزغ الشيطان ووساوسه وصده عن دين الله سبحانه وتعالى والحذر من طرائقه ابن القيم ظرب ميثال رحمه الله تعالى لبيان حال الشيطان مع الانسان. مثال يوضح يقول مثل الشيطان والانسان كمثل شخص معه قطعة من اللحم القطعة من اللحم هي الايمان مع قطعة من اللحم بين يديه وحوله كلب جائع. يطوف به من كل جهة ينتظر اقل غفلة من صاحب اللحم ليخطف منه لحما وهذي حال الشيطان سبحان الله يطوف بالانسان من كل جهة وقاعد له بكل طريق كما قال نبينا عليه الصلاة ان الشيطان قاعد لابن ادم باطرقه بكل طريق والله سبحانه وتعالى يقول واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا. ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا هذا امر لابد ان يستشعره العبد. وكما قال بعض السلف عدو يراك ولا تراه شديد المؤنة. لكن هذه المؤنة تهون مع قوة الصلة بالله والذكر لله فان ذكر الله سبحانه وتعالى حصن حصين من الشيطان الرجيم ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. العبد الذاكر لله الملتجئ الى الله ليس للشيطان عليه سبيل سبيله على من يعش عن ذكر الله ومن يعش عن ذكر الله نقيض له شيطانا فهو له قرين ايضا في هذا المقام يحتاج المرء الى ان يحذر من قرناء السوء وخلطاء الفساد اهل الشر يحذر منهم سواء القرناء من الاشخاص او القرناء من الوسائل الحديثة. لان زماننا هذا استجد فيه من القرناء ما لم يكن له وجود. في الازمنة الاولى هذه الاجهزة التي اصبحت مع الناس في ايديهم وبيوتاتهم اصبحت قرين للمرء ملازم له ويصاحبها باستمرار وكم اضعفت من ايمان هذا الجهاز الذي يحمله كثير من الناس في اه ايديهم وفي جيوبهم كم كان له من اثر في ضعف الايمان ورقة الدين بسبب ما يبث فيه و يدخل فيه من وسائل الهدم للدين والخلق والعقيدة مما اضر بكثير من الشباب ولهذا اغلاق المنافذ التي تضعف الايمان يترتب عليها رقة الدين هذا مطلب اساسي اما ان يدخل المرء ولا يبالي في هذه المواقع الموبوءة والاماكن المشبوهة واماكن الرذيلة وفي الوقت نفسه يريد ان يبقى ايمانه سليما هيهات القاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك ان الا بالماء ما يكون هذا لابد من اخذ بوسائل النجاة باغلاق هذه المنافذ. ولهذا جاء في الحديث العظيم في المسند وغيره ان نبينا عليه الصلاة والسلام قال ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط ابواب وفي الابواب ستور مرخاة ومناد ينادي من اول الصراط يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا. ومناد ينادي من جوف الصراط يا عبد الله لا تفتح الباب انك ان فتحته تلج. قال اما الصراط فهو الاسلام. واما السوران فحدود الله. واما الابواب التي عليها سطور مرخاة فمحارم الله اماكن الحرام فمحارم الله واما الداعي الذي يدعو من اول الصراط فكتاب الله واما الداعي الذي يدعو من جوف الصراط فواعظ الله في قلب كل مسلم. الشاهد من الحديث لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلج هذه الابواب الكثيرة التي انفتحها المرء على نفسه انظر اشاهد الفضول الذي اضر بكثير من الناس لا افتح الباب لا تفتح على نفسك باب فتنة باب شر اغلق الباب حتى لا تدخل عليك الروائح الخبيثة والافكار الرذيلة. هذا القلب الذي يطلب نقاؤه وصفاؤه سلامته نفوذ هذه الاشياء اليه هذه الاشياء المضرة اليه اما عن البصر او عن السمع هي المنافذ تحفظ سمعك واحفظ بصرك من ان تنفذ من خلالهما الى قلبك ما يكون به هلكة القلب. ومرض القلب ولهذا هذه الاجهزة يجب على المرء ان يتعامل معها بحذر وان يحرص على الا ينفذ منها الى قلبه ما يمرض قلبه احرص على هذا الا ينفذ من هذه الاجهزة الى قلبه ما يكون سببا في مرض قلبه وضعف دينه وايضا في هذا المقام مقام تجديد الايمان يحترز المرء من النفس الامارة بالسوء كما قال الله ان النفس لامارة امارة بالسوء الا ما رحم ربي وهذه النفس النفس البشرية سبحان الله يجتمع فيها امور امور كثيرة جدا ويحتاج العبد الى ان يعمل على السلامة من نفسه فيما تأمره به وتدعوه اليه من شر. النفس امارة بالسوء. ولهذا تجد الانسان من داخله تأتي اوامر بالسوء من داخله تنبع من نفسه واذا اصبح المرء مطاوعا لنفسه فيما تطلب فيما تدعو اليه هلك. اهلكته نفسه ولهذا الذي ينبغي مع النفس هو ما ذكره الله في قوله في سورة الحشر يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظروا نفس ما قدمت لغد ليس كل ما تطلب الناس تطاوع فيه وانما ينظر ما قدم لغد ماذا قدمت نفسه لغد؟ ما الذي ينفعه غدا يوم يلقى الله سبحانه وتعالى فيحاسب نفسه ويزن اعماله في هذه الحياة الدنيا قبل ان يحاسبه الله سبحانه وتعالى هذا باب عظيم جدا هو حقيقة من اعظم واهم ما ينبغي ان يعنى به المسلم في هذه الحياة الدنيا العمل على تجديد ايمانه وصفاء دينه ونقاء اه دينه وصلته بربه تبارك وتعالى وان يكون هذا التعاهد مستمرا الى ان يتوفاه الله سبحانه وتعالى غير مغير ولا مبدل والتوفيق بيد الله وحده لا شريك له يهدي من يشاء ويضل من يشاء الامر امره والتوفيق بيده ولا حول ولا قوة الا بالله هدانا الله اجمعين وشرح الله صدورنا للخير واصلح لنا شأننا كله وزيننا بزينة الايمان وجعلنا هداة مهتدين غير ظالين ولا مضلين وغنمنا اجمعين وامة الاسلام خيرات هذا الشهر العظيم. وبركاته واصلح لنا شأننا كله اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها امعادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ وعلمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه