بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين. اهلا وسهلا ومرحبا بكم اجمعين في هذه الحلقة الحادية عشرة من سلسلة حلقات شرح ديوان المتنبي الموسومة بكرسي المتنبي اه كنا قد توقفنا عند البيت السادس عشر في القصيدة الثالثة من روي الهمزة في الحلقة العاشرة. البيت السادس عشر ولقول المتنبي وكذا الكريم اذا اقام ببلدة سال النضر بها وقام الماء ثم سنبتدأ بالبيت السابع عشر ربما ان نحاول ان نشرح عشرة ابيات من هذه القصيدة البالغة عددها او البالغ عددها اه سبعة واربعون اه بيتا. كنت قد قلت انها سبعة وثلاثون بيتا في حلقة اه سابقة. لكن الحقيقة انها سبعة واربعون بيتا. نحن في البيت السابع عشر سنحاول ان نشرح في هذه الحلقة الحادية عشرة من البيت السابع عشر من هذه القصيدة الى البيت السادس والعشرين وهو وهي ما مجموعه عشر ابيات في البيت السابع عشر يقول او ساقرأ القصيدة او ساقرأ الابيات العشرة يقول جمد القطار ولو رأته كما ترى بهتت فلم تتبجس الانواء في خطه من كل قلب شهوة حتى كأن مداده الاهواء ولكل عين قرة في قربه حتى كأن مغيبه الاقذاء. من يهتدي في الفعل ما لا يهتدي في القول حتى يفعل الشعراء في كل يوم للقوافي جولة في قلبه ولاذنه اصغاء. واغارة فيما احتواه كأنما في كل بيت شهباع من يظلم اللؤماء في تكليفهم من يظلم اللؤماء في تكليفهم ان يصبحوا وهم له اكفاء ونذيمهم وبهم عرفنا فضله وبضدها تتبين اشياء من نفعه في ان يهاجم ضره في تركه لو تفطن الاعداء فالسلم يكسر من جناح ماله بنواله ما تجبر الهيجاء اذا البيت السابع عشر يقول فيه جمد القطار والقطار القطر والقطر مطر السماء او المطر جمد القطار ولو رأته القطار. طبعا القطار مؤنثة. يعني ولو رأى المطر او القطار هذا المؤنث المطر المؤنث كما ترى الانواع بهتت فلم تتبجس يعني في تقديم وتأخير. التقدير جمد القطار ولو رأته الانواع كما ترى بهتت هذه الانواع فلم تتبت فلم تتبجس وتتبجس الانبجاس غير الانفجار اقل بكثير. لما قال رب العالمين فانبجست منه اثنتا عشرة عينا. وقال في موضع الاخر في موضع اخر فانفجر اثنتا عشرة عين اتوقع الانفجار اشد التدفق في اعظم من الانبجاس والانبجاس يكون للشيء القليل ينز الماء من الصخر نزب نزا بسيطا فيقول الشاعر ان الانوار وهي طبعا الانواع يقال الكواكب التي يعرف بها نزول المطر. فهي اشارة الى المطر. ان المطر لو رأى كرم هذا الممدوح لبهت. وتوقف المطر عن ان يهطل او ان زين بل ليس ذلك بل توقف المطر عن ان ينبجس مجرد انبجاس يعني بهت بهتانا تاما وقف حائرا امام كرم الممدوح فلم ينزل منه ولو قطر صغير ولم ولو كان انبجاسا بسيطا. وهذا من مبالغة في مدح الممدوح في الحقيقة او في الاصل اننا او ان المتنبي وهو واحد وهو اعظم من مدح ان المتنبي يمدح كرم الممدوحين بالغيث بالمطر بالقطار بهذه القطرات الكثيفة النازلة من السماء فان يذهب بالمدح الى زاوية جديدة فيقول ان كرمك اشد هطولا من الغيث الممتد المتدفق فلما رأى القطار ولما رأت الانواع لما رأت الانواء اه شدة هطول كرمك توقفت عن الانبجاس ليس عن الهطول وليس عن القطر بل عن الانبجاس صدفة كانه يقول انها عدمت من ان تنز ولو قطرة واحدة من مائها اذن جمد القطار ولو رأته كما ترى بهتت فلم تتبجس الانواء ثم قال في البيت آآ الثامن آآ عشر. يقول في خطه من كل قلب شهوة وربما خطه يعني خط يده يقصد خط يده انه كان جميلا كان خطاطا فهو يتغزل بخط يده وهذا وارد على الظاهر لكن اعتقد ان دائما لا يذهب الى الظاهر هذه صفة في شعر المتنبي انه يذهب ليس الى ما وراء المعنى ربما بدرجتين الى ما وراء ما وراء المعنى. فلما يقول في خطه من كل قلب شهوة حتى كأن مداده الاهواء مداده يعني مداد هذا خط والمداد الحبر الدواء يكون فيها المداد. الحبر الذي في الدواء اسمه المداد فيقول حتى كأن مداده الاهواء الاهواء جمع هوى والهوى المحبة المقصودة هنا. غير الهواء الفراغ او او ما شابه وجمعه اهوية. نحن نتحدث عن المودة عن المحبة. فقال مداد حبر هذا الممدوح هو قلوب قلوب هؤلاء الناس الذين يحبونه فكأنه يكتب بقلوبهم هذا طبعا المعنى الثاني. ربما المعنى الثالث وهو الابعد انه لا يحتاج الى ان يقرعهم ولا الى ان ينبههم ولا الى ان يكتب اليهم ولا ان يشير اليهم كتبه او نظراته او خطه يقوم مقام الكتائب ربما اما من خلال دعم الناس المحبين له فرسائله الى الملوك الاخرين او الى الاعداء. تقوم مقام الكتائب واما انه لا يحتاج الى ان ينبه آآ شعبه فدائما الناس تعرف آآ يعني ما يريد من خلال اقل الاشياء وابسطها في خطه من كل قلب شهوة شهوة يعني حب له محبة شهوة المحبة لهذا الممدوح حتى كأن مداده الاهواء حتى كأنه اكتبوا بحبر القلوب فدماء هذا الشعب من حبه له من حبهم له فكأنه يكتب بحبر هو دم هؤلاء الناس او كأنه يكتب باندمائهم فيبعثوا الكتب الى الاعداء فتقوم هذه الكتب مقام الكتائب في تفزيع لانه وراه جيش من الشعب هؤلاء الذين يحبونه يفتدونه بانفسهم وبارواحهم وبمهاجهم في خطه من كل قلب شهوة حتى كأن مداده الاهواء. يعني كناية عن طاعة الناس له طاعة شديدة ومحبة اشد ثم قال في البيت التاسع عشر ولكل عين يعطف على البيت الثامن عشر. ولكل عين قرة في قربه حتى كأن مغيبه الاقذاء ونقول يعني جعل الله فلان قرة عين لابيه. الابن الفلاني. قرة العين هدوء العين. برد العين. يعني اه لما تسخن العين يسيل دمعها فنقول رقى الله دمعك اي كفه واوقفه ولا يمكن ان يقف الا اذا بردت هذه العين فلم تشعر بحرارة الشعور او العاطفة فتسيل. فلما يقول قرة عين يعني برود عين فهي مطمئنة مرتاحة ليست مهتجة ولا شديدة الحرارة ولا ساخنة حتى يسيل ماؤها. فقرة العين كناية عن الاطمئنان وراحة البال قال ولكل عين قرة في قربه تطمئن هذه العين وترتاح وتكون ساكنة باردة لا تشعر بالاذى ولا الظلم ولا الضيم حتى تسيل فهي ساكنة باردة بقربه او السبب الذي يجعلهم مطمئنين يجعل هذه العين مطمئنة هي قربه هي قربها من هذا الممدوح تمام؟ اذا ولكل عين قرة في قربه. طبعا المقصود قرة في قربه لكل عين. يعني كل عين معروف هذا هذا الاسلوب التقديم تأخير في اللغة العربية اه ومن اياته مثلا اه خلق السماوات او من ايات اختلاف السنتكم ومن اياته شبه الجملة خبر مقدم واختلافه يكون مبتدأ مؤخر وهنا شيء آآ ذاته. قال ولكل عين قرة اي قرة لكل عين. في قربه حتى كأن مغيبه الاقذاء والمغيب تطرقنا الى صرفها سابقا. يعني اه نغيب عن وزن نفعل ومفعل في اللغة العربية له احتمالان اما ان تكون اه اسم مكان او زمان واما ان تكون مصدرا ميميا. واذا استطعنا ان نضع بدلا منها مصدرا صريحا ان ولم يتغير المعنى فمعنى ذلك انها مصدر ميمي. فالمقصود اه حتى كأن غيابه الاقذاء. اه فاذا الغياب هي مصدر صريح فمعنى ذلك ان مغيب هي مصدر ميمي. حتى كأن مغيبه الاقذاء. والقذى جمع قذى والقضاء قيل انها يعني شوكة في العين او شيء ما آآ عصا صغيرة مش عصا يعني خشبة في العين. لا تجعلوا العين تستقر او القذى ذلك الذي يحدث عندما ينام الانسان نوما طويلا فيستيقظ فيجد ان القذف في عينيه هذا الشيء الذي يكون في الصباح بعد نوم طويل في عينيه يجعله لا يرى الاشياء اولا ما يفتح عينيه. فقال غيابه عن هؤلاء الذين يحبونه مثل القذف العين فالعين لا ترى كانه يريد ان يقول ان غياب هذا الممدوح اللي هو طبعا حكينا الممدوح اسمه آآ ابو ابو علي هارون بن عبد العزيز وحكينا لما بدأنا في القصيدة انه ما فهمنا مين الممدوح نحن نتحدث عن اسلوب المتنبي في تناول صفات الممدوح التي يمكن ان آآ يعني على اي شخص يستحق مثل هذا المدح فممكن ان يكون اي شخص قد كان يكون الاب او كان يكون بالفعل خليفة يستحق مدحا مثل هذا المدح. فتقول ولكل عين قرة في قربه حتى كأن مغيبه الاقدام يمكن ان تقولها لابيك الذي تحبه حتى كأن غيابك يا ابي عني سبب هذا القذى في عيني يريد ان يقول ان غياب هذا الممدوح عن هؤلاء المحبين يشبه القذف العين والقذى يخفض الرؤية او يجعل الانسان لا يرى اول ما يستيقظ حتى يفرك عينيه حتى يغسل وجهه. فيقول ان غيابك عمى في العيون خذا في العيون كما قالت الخنساء قذى بعينيك ام بالعين عوار ام ذرفت مذخلت من اهلها الدار في مثال اخيها الصخر اذا حتى كأن اه ولكل عين قرة في قربه حتى كأن مغيبه الاقذاء ثم قال في البيت العشرين من يهتدي هذا الممدوح الذي يهتدي من هذه موصولة من يهتدي في الفعل ما لا يهتدي في القول حتى يفعل الشعراء طبعا التقديم والتأخير عند المتنبي هو سيد شعره. يعني هو يريد ان يقول من يهتدي في الفعل ما لا يهتدي الشعراء في القول حتى يفعل هو فالشعراء التي هي الكلمة الاخيرة في هذا البيت العشرين هي فاعل كلمة يهتدي مسار المعنى ان الشعراء لا يستطيعون ابتداع صفات لهذا الممدوح الا بعد ان يفعل هذه الصفات فهم اقل من ان يصلوا الى مقام كرمه الواسع اذ انهم لا يهتدون الى القول في هذه الصفات حتى يروا فعل هذا الممدوح يدهشهم بهذه الافعال فيكتبون شعرهم وفي مدح هذه الافعال لانه ما بقدر انا اعطيه صفة بانه مثلا كريم مثل انقضاض او انتشار الضباب في السماء يعني كرمه ينتشر مثلا حتى ارى فعلا يشبه هذا هذا الانتشار من هذا الممدوح فيفطن الشاعر الى انه يستطيع ان بهذا الممدوح بهذه الصفة من خلال ما فعله الممدوح فهو يسبق الشعراء في الفعل لكي يهتدي الشعراء بهذا الفعل كيف يقولون فيه مدحا ولولا فعل الممدوح ما اهتدى الشعراء الى القول. وهذه طبعا مبالغة كبيرة اذن يقول من يهتدي في الفعل ما لا يهتدي في القول حتى يفعل الشعراء. يعني ما لا يهتدي الشعراء في قولهم حتى يفعل هو هذا الفعل فيستدلون عليه فيكتبون شعرا يمدحون فعله. ولو لم يفعل لما استطاعوا ان يكتبوا بيتا واحدا لانه يسبقهم في ذلك. فعله يسبق قوله. وهذا يشبه اذا اردنا ان نفسر المتنبي بالمتنبي يشبه ما حكاه المتنبي عن نفسه حين قال انا السابق الهادي الى ما اقوله اذا القول قبل القائلين نقول طبعا هذا ايضا الاسلوب الموجود عند المتنبي هو فكرة التكرار احيانا شوف هذا البيت تكرار الكلمات فيه احيانا لدرجة ربما بعضهم لا يحببها مثل البيت الذي قلناه في القصيدة او في الحلقة السابقة في الحلقة العاشرة حين قال فتبيت تسئد مسئدا فينيها اسئادها في المهمهل امبارح فبعضهم يعني يعيب علي فكرة تكرار هذه الكلمات تسعد مسئدا اسئادها. وهون نفس الشيء انا السابق الهادي الى ما اقوله واذا القول قبل القائلين نقول فكرر القول ومشتقاته اربع مرات وهذا مطرد يعني ربما لا يرقى الى ظاهرة لكن موجود بكثرة في الشأن المتنبي. انظر ايضا الى قوله واني وان كان الدفين حبيبه حبيب الى نفسي حبيب وحبيبي واني وان كان الدفين حبيبه حبيب الى نفسي. حبيب حبيبي. ها طيب اذا يقول في البيت العشرين اذا من يهتدي في الفعل ما لا يهتدي في القول حتى يفعل الشعراء ثم قال في البيت الواحد والعشرين في كل يوم للقوافل جولة في قلبه ولاذنه اصغاء. هنا يمكن ان نعد الهمزة في هذه القصيدة قافية او رويا القاف الروي جزء من القافية. وليس العكس صحيحا. القافية ليست جزءا من الروي. القافية قد تكون الروية كله لان القاف في مجموعة اصوات تقفوا نهاية البيت هيك تعريفهم تعريف علماء العروض او علم العروض للقافية مجموعة اصوات في نهاية البيت تقفوا كل بيت. يعني تتبع كل بيت. وسمي اه القافية بذلك لانها تتبع تتبع الحرف الذي قبلها. واكتفى اثره التبع اثره في العربية. وآآ طبعا لما تكون القاف في مجموعة اصوات هم بقولوا من اخر حرف الى اول ساكن يليه مع الحرف الذي قبل الساكن. هذا تعريف الخليج لاحمد الفراهيدي للقاف فقد تكون القافية جزءا من كلمة. يعني هنا القافية اذا اردنا غير ان تكون رويا غير الهمزة يعني غير الهمزة مجموعة اصوات ستكون مثلا واو بالبيت السابع عشر الانواء وواء ايضا في البيت الثامن عشر. وذاؤه في البيت التاسع عشر وراءه في البيت العشرين. وغاءوا في البيت الواحد والعشرين وهكذا. لكنك تشعر او تسمع القافية فتجد ان مجموعة الاصوات التي تقفو نهاية كل بيت يجب ان يكون لها الايقاع نفسه فنحن نقول واو ذاؤو راء او غاؤو. الايقاع واحد اقول لك سميت قافية ما بزبط بتيجي بيت واو والبيت الذي يليه وئوا ما ما صارتش قاف فيها ولك تزبط الانواء والاهواء والاقذاء والشعراء وبتزبط بس بتزبطش المريء مثلا مثلا ريئو لانه ريقه لازم تزبط معها جريئه هذا اسمه القافية مجموعة اصوات تقفوا نهاية البيت وتتبع اثر البيت السابق اذن قال في كل يوم للقوافي جولة في قلبه يعني هذا الممدوح محب للشعر فكل يوم يستمع للشعراء يجمع الشعراء حوله ويسمع لهذا القول ويطرب لهذه القوافل التي تتنزل على فتطربه يعني تشجيه وآآ تشبهه اذا جاز التعبير. فقال في كل يوم للقوافل جولة في قلبي وجولان الجولان الحركة يعني في قلبه ولاذنه اصغاء. يعني هذا نوع من الممتوحين الذي يقدر الشعراء وليس يعطيهم لانه لا يعرف قدره ربما انا لا ادري ترتيب هذه القصيدة لان هذه القصيدة قالها في صبا. والبقية اللي هي المشهورة بالقصيدة الدينارية ايضا قالها في اول حياته في الصبا فلربما هنا يعني يشير الى القصيدة الدينارية التي مطلعها بابي الشموس جانحات غوارب. آآ آآ اللابسات من الجلاببة. اه وهي قصيدة جميلة بالمناسبة. جميلة جدا اثابه عليها الممدوح دينارا واحدا فقط فسميت بالدينارية ودعا لي المتنبي يعني طبعا لم يعجبه هو كان صحيح فقير فقرا مدقعا متنبي في اول حياته وكان لا يستقر في بلد ابدا يبحث عن مجده وعن طموحه ويتنقل من مكان الى مكان ويمدح هذا حتى يحصل على العطاء لكي يحقق بالعطاء ما يريد بمستقبله. فاعطى دينار واحد فشتمه المتنبي بينه وبين نفسه في السر طبعا. لم يقل ذلك شعرا. فلربما هنا يشير الى ان هذا الممدوح يختلف عن ذاك الممدوح. لكن لا يفهم في الشعر ولا يقدر الشعراء ولا يقدر قيمة الكلمة فاعطاه دينارا على القصيدة الدينارية البائية هذه. لكن هذا الممتوح اللي هو ابو يقدر الشعراء ويصغي اليهم يعني يطربوا لمجلسهم فقال في كل يوم للقوافل جولة في قلبه ولاذنه اصغاء ثم قال في البيت الثاني والعشرين واغارة يعني في كل يوم جولة واغارة اغارة في هذا البيت الثاني والعشرين معطوفة على كلمة جولة في البيت الواحد والعشرين يعني له في كل يوم جولة للقواف فيسمعها وللشعراء فيصغي اليهم. واغارة فيما احتواه. قصد احتواه امتلكه. حوش شيء امتلكه آآ لا ايش لا يحوي عقد على نقد هكذا في القصيدة في المقام البغدادية او البغدادية آآ لبديع الزمان الهمداني عندما قال اشتهيت وانا من اجمل المقامات بالمناسبة واطرافها اه فيقول اه واغارته في محتواه. محتواه يقصد احتواه اه من المال مشاعرنا المحدث ايليا ابو ماضي قال آآ نسي الطين ساعة انه طين حقير فصال تيها وعربد وكسا الخز جسمه فتباهى وحوى المال كيسه فتمرد. فقصده احتواه من المال حوى المال فقصده يقول انه هذا المال يغير عليه هذا الممدوح ما له هو طبعا. سلطان امير. فيقول يغير على هذا المال عندما يطرب لسماع من الشعراء فيعطيهم هذا المال يغير عليه. الاغارة هي تكون على العدو فكأن المال عدو فكأنه لا يريد ان يبقيه عنده. فكأنه يريد ان يفنيه. وثناؤه يكون اعطائه لهؤلاء الشعراء الذين يعني يكونون في مجلسه فيمدحونه او يقولون شعرا جميلا مثلما يشير المتنبي الى نفسه في هذه القصيدة انني اقول شعرا جميلا فاغر على ما يحتوي كيسك من الماء فاعطني. هيك معنا البيت اذا قال واغارة فيما احتواه كانما في كل بيت كل ما يسمع بيت واحد مش قصيدة. في كل بيت من الشعر قصده. فيلق شهباء والفيلق الجيش العظيم والشهباء البيضاء المقصود يعني اه جيش من الخيول الشهباء البرق بيض طبعا كناية. كناية على انه يجعل هذه الخيول تغير على هذا المال فتسلبه فتوزعه فتفرق فتفنيه بهذا التفريق ما بين الشعراء. مع كل بيت يطرب لكل بيت يريد ان يقدر تقديره اي التقدير الممدوح. تقدير المتنبي للممدوح للشعراء تقدير المتنبي الممدوح للشعراء طيب اذا قال واثارة فيما احتواه كانما في كل بيت فيلق شهباء طيب ثم قال في البيت الثالث والعشرين من يظلم اللؤماء في تكليفهم؟ اللؤماء قد يكونوا قد يكونون اصحاب سيادة لكن طباعهم لئيمة قد يكون ملكا لكنه لئيم. قد يكون سلطانا لكنه لئيم. فليس اللؤماء شرار الناس من اه يعني سفلتهم. لا. قد يكون اللؤماء من علة القوم لكنهم لؤماء طباعهم كذلك. فالطبع ربما لا يغيره والكرسي الذي تجلس عليه ولا المنصب الذي تتنسمه ولا اه الموقع الذي يعني اه تحكمه او البلد التي تحكمها قد يكون آآ سيدا في قومه وهو لئيم. طبعا لا يسود الناس اللئيم. لكن السلطة تسود اللئيم. القوة الجبروت الطغيان الديكتاتورية تسود اللئيم. كنا الناس لا يرضون باللئيم. اذا استطاعوا ان يخلعوه خلعوه. لانه لا يصل الا الحليم. هو اقل من حلق في امثال العرب من حلم ساد وليس من اه كان صاحب الشر وصاحب لؤم ساد. اللؤم لا يسود الناس الا اذا صحبت هذا لقمة اه قوة غاشمة وسلطة ظالمة طيب اذا قال ومن يظلم اللؤماء في تكليفهم يعني ان يكلف ان يكلفهم ما لا يطيقون فيقول نحن يعني من يريد ان يظلم اللقمة في طلب فيكلف هؤلاء اللؤماء بان يقوموا بما يقوم به هذا الممدوح. هذا الممدوح نوع مختلف من الممدوحين انك انك اذا اردت ان تكلف اللؤماء ما كلفته او ما يقوم به هذا الممدوح لما استطاعوا فانت لا تظلمهم بهذا التكليف اي تظلمهم بهذه المقارنة بان تطلب منهم ان يفعلوا ما يفعل هذا الممنوع. انهم لؤماء لا يقدرون لا الشعر ولا الشعراء. وكانه ايضا مرة اخرى يشير والى قصيدته التجارية اللي ظلت غصة في الحقيقة. ظلت غصة في حلق المتنبي الى ان مات طيب من يظلم اللؤماء في تكليفهم ان يصبحوا وهموله اكفاؤه ان يصبحوا في سلطانهم وقد اصبحوا اكفاء له والاكفاء جمع كفؤ والكفء النظير والمثيل والصنم والشبيه وكفؤ تجمع على اكفاء وتجمع على اكفياء. ولا تجمع على اكفاء اذ اكفاء هي جمع كفيف والكفيف الاعمى فكفيف اكفاء اي اعمى عميان في حين كفؤ القدير والنظير والشبيه والصنو والمثيل تجمع على اكفاء وعلى اكفياء ايضا. ولذلك ايش قال اه علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال الناس من جهة التمثال تمثال الشكل يعني اكفأ متسوم ابوه قلت له التكملة البيت. ابوهم ادم والام حواء. اذا الناس من جهة التمثال اكفاء. ابوهم وادم والام حواء. ما الفضل الا لاهل العلم انهم على الهدى لمن استهدى. ادلاء. فقم ولا تطلب به مثلا ولا تطلب به بدلا فالناس موتى. واهل العلم احياء طيب اذا من يظلم اللؤماء في تكليفهم؟ يعني هذا هذا استفهام استنكاري يفيد النفي. لا تستطيع ان تظلم اللؤماء. لماذا تقارن اللؤماء بهذا الممتوح؟ هؤلاء لا ان يصلوا الى ما وصل اليه من يظلم اللؤماء في تكليفهم ان يصبحوا وهم له اكفاء طبعا المعنى لما كبر المتنبي قليلا واتسعت معارفه وثقافته وعلاقاته والجغرافيا التي زارها كرر او اعاد المعنى في بيت اخر او في بيتين لما مدح سيف الدولة. واذا اردنا ان نسير على الخطة او المنهج الذي اختططناه لانفسنا منذ اول حلقة ان نفسر احيانا المتنبي بالمتنبي فنقول ان هذا البيت يشبه قوله ايضا في القصيدة الميمية الشهيرة قال يكلف سيف الدولة الجيش همه وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم ويطلب عند الناس ما عند وذلك ما لا تدعيه الدراهم. فيعني لا يستطيع ان يفعل احد مثل ما يفعل سيف الدولة فانتم لا تكلفونهم ما يطيقه سيف الدولة وقال ايضا آآ في بيت اخر لما قال ايضا اذا اردنا ان نذهب الى المعنى او القريب من المعنى. قال عليك هزمهم في كل معترك وما عليك بهم عار اذا انهزموا طيب اذا البيت الرابع والعشرون يقول فيه ونذيمهم وبهم عرفنا فضله وبضدها تتبين الاشياء. ونذيبهم اين نذمهم عندما كلفناه كلفنا هؤلاء اللؤماء ما ليس من طباعهم وما لا يطيقونه بان يفعلوا مثل ما فعل هذا الممدوح. ماذا حدث بعد ذلك يفعلوا هم فذممناهم لكن ذمهم يعني ليس اضافة سوء اليهم فهم آآ قوم سوء ولكن هذا الذم لهم يزيد في حسن الممدوح. قال ونذيمهم وبهم اي بلؤمهم عرفنا كريم اصله وببخلهم عرفنا كرمه وبجبنهم عرفنا شجاعته. ليش؟ ونديمهم وبهم عرفنا فضله وبضدها تتبين الاشياء وتظهر الاشياء بالابطال. فانت لا يمكن ان تعرف النهار بشمسه الساطعة الا اذا قارنته بالليل ظلامه الحك ولا يمكن ان تعرف مثلا الخير الا اذا قارنته بالشر. ولا يمكن ان تتخيل الموت الا اذا قارنته بالحياة. وهكذا قال وبضدها تتبين الاشياء. وبعضهم علمه على ذلك لكن في الحقيقة هذا من الحكمة والمتنبي حكيم اه يروى عنه عندما سئل ايهما اشعر انت ام الاب تمام ام البحتري؟ طبعا المثبتي لا يرى من هو اشعر منه لكن رويت عنه ورويت عن سواه. فقال اه انما انما قال انا وانا وابو تمام حكيمان والله جميل انا وابو تمام حكيمان انما الشاعر البحتري. فالشاعر الحقيقي هو البحتري انه صناجة العرب ويعني الشاعر يعني ينطق بالذات العربية بشكل جميل. الموسيقى العربية شعره سلس. قال انا انا وابو تمام حكيمان. يعني نكتب الشعر في الحكمة في الشعر وصدقة هو شاعر حكيم متلك فيه. العكبري يشير الى هذا البيت الى بداية حكمه. لكن انا آآ اقول انه حكمه ابتدأت في الديوان قبل ذلك كثير ابتدأت لما قال مثلا آآ وهبني قلت هذا الصبح ليل ايعمى العالمون عن الضياء؟ وفي هناك طبعا آآ حكم قبلها لكن هو بنى على هذا البيت بداية حكم المتنبي فاورد مجموعة ربما تصل الى ثلاثين او اربعين حكمة متتالية بعد هذا البيت وقال في موضعها. ونحن لا نريد ان نقف عند هذه الابيات الان كما فعل العكبري مرة واحدة انما سنتعرض لها في موضعها وقد تعرضنا لمثلها سابقا وستتعرض لمثلها ايضا لاحقا. ما الحكمة ليست لها موضع واحد في شعر المتنبي. يعني لما يقول البلاد مكان لا صديق به وشر ما يكسب الانسان ما يصمه. حكمة في في الشطرين حكمة في الشطر الاول وحكمة في الشطر الثاني. طيب اذا قال ونذيمهم وبهم عرفنا فضله وبضدها تتبين الاشياء صدقة وبضدها تتبين الاشياء. ثم قال في البيت الخامس والعشرين من نفعه في ان يهاج؟ هم مفكرين انك انت تضره اذا قاتلته اذا هجته بالقتال يعني. اذا ذهبت اليه فقاتلته فاهتاج فانت يعني تؤذيه وتؤذي مشاعره. ويقول لا لا تظن ذلك ايها الناس. ان هذا الممدوح يكون نفعه في اهتياجه او في اهاجته او في ضره او فيما يظنون انهم يضرونه به اي بقتاله. ليش؟ لانه اذا قاتلت انتصر عليك فاخذ ما لك ونساءك فانتفع بهذا اه بهذا بهذه الغنائم فعاد هذا الاحتياج الذي ظلمته شرا وسوء عليه عاد نفعا عليه. قال من نفعه في ان يهاجم نفعه في ان يؤذى في ان يقاتل في ان يعاد وضره في تركه اما الضرر الذي يمكن ان يلحقه يكون في تركه. وطبعا هو قال بالمعنى. يعني احنا بدنا ونحن نحس او نظن انه الانسان يكون في مأمن اذا ترك. قالت لا انت تضره اذا تركته لانه لا يحصل نفع من تركه انما يحصل نفع من اهاجته انما يحصل نفع من اغاظته انما يحصل نفع من مهاجمته ديال الجيوش فحين تهاجمه بجيوشك ايها العدو يقوم بالتصدي لك ومحاربتك والانتصار عليك ثم اخذ مالك ونسائك فهو ينتفع بالاهاجة ويضر بالترك لو تفطن الاعداء ولو كانت عند الاعداء فطنة لعلمت ان النفع يكون بالاهاجة والضر يكون بالترك. اذا قال ما نفعه في ان يهاجر ضره في تركه لو تفطن الاعداء فالسلم يكسر من جناح ماله السلم الحراك السلمية اللا حرب تكسر من جناحي ماله شبه المال الطائر الذي له جناحان ثم هذا السلم يجعل ينفق اللجوء جواد لا يقيم الماء المال بين يديه هيش قال هو طبعا اذا مرة اخرى نفسر المتنبي بالمتنبي قال عجبا له حفظ العناية بان مل ما حفظه الاشياء من عاداتها. استقر المال في يده هو يحفظ اه العنان تبع عنان الفرس والخيل والحصان الخيول المقاتلة يحفظه بيده. فقل يتعجب المتنبي في البيت الاخر ترى ليس هنا. يتعجب نقول احنا تعودنا انه لا يحفظ شيئا في يده كناية عن كرمه اذ لا يبقى في يده مال ابدا. لكنني اتعجب انه يحفظ عنان الخيل يعني يريد ايضا كلاية عنه شجاعته وفروسيته وثباته في المعركة عجبا له حفظ العناء نبئا ملن. ما حفظها الاشياء من عاداتها. تمام. اذا قال فالسلم يكسر في البيت السادس والعشرين من جناحي ماله. السلم يجعله يعني ينفق هذا المال فكأنه يكسر من جناح آآ دولته بالانفاق يريد ان يبالغ في شدة انفاقه. اه بنواله ما تجرؤ الهيجاء. لكن هذا الكسر لا يدوم. لان الهيجاء وهي الحرب. الهيجاء الحرب تجبر الكسر اذ حين يغير على الاعداء ويقاتل هؤلاء الاعداء. يحصل غنائم واموالا ونساء اه اموالا كثيرة فيجبر ما كسر السلم فهو كانه يريد ان يحثه على ان يقاتل وان يبتدر الاعداء بالهجوم والقتال لا ان جالسا في مكانه ينتظر قدوم هؤلاء الاعداء اذا فالسلم يكسر من جناح ماله بنواله بعطائه ما تجبر الهيجاء دعونا نتوقف عند هذا البيت نكون بهذا في البيت السادس والعشرين قد شرحنا عشرة ابيات وهذا شيء جيد في حلقة نتابع ان شاء الله تعالى الشرح ابتداء من بيت السابع والعشرين في الحلقة القادمة الحلقة الثانية عشرة باذن الله الى ان القاكم اترككم في رعاية الله. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته