بسم الله الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين. اهلا وسهلا ومرحبا بكم جميعا الى هذه الحلقة الرابعة عشرة من سلسلة حلقات شرح ديوان المتنبي الموسوم بكرسي المتنبي. وما زلنا في القصيدة الثالثة واليوم سنبدأ بالبيت الثامن والثلاثين من القصيدة الثالثة خمسة ابيات وسنبقي الابيات الخمسة الاخيرة في هذه القصيدة للحلقة القادمة التي ستكون في البث المباشر واليوم كما ترون نحن نصور من غرفة اخرى في المكتبة هذه الغرفة ناجس على مكتب آآ من العهد العثماني هذا المكتب الذي نصور فوقه عمره اكثر من مائة وخمسين عاما وانا في غرفة الدراسات الاسلامية خلفي كتب الفقه والعقيدة والتفسير آآ علوم القرآن والسيرة وغيرها طبعا الغرفة كاملة وايضا عن يسار كتب الحديث. فاليوم نحن اذا في مكان جديد نرجو ان يكون فيه الفائدة والمتعة وكذلك ايضا النظر الى الكتب آآ اه يفرح القلب يبهج القلب. وانا في مكان يعني من اه اه مكان المكتبة هو من اجل واشرفها واجملها واسماها. واه اكثرها ادخالا للمتعة للقلب وابهجها ايضا طيب اللي بياخد الخمسة التي سنشرحها اليوم يقول فيها في البيت الثامن والثلاثين الى البيت الثاني والاربعين يقول ابدأت شيئا منك يعرف بدؤه واعدت حتى انكر الابداع. فالفخر عن تقصيره بكناكب والمجد من ان استزاد براء فاذا سئلت فلا لانك محوج واذا كتمت وشت بك الالاء واذا امدحت فلا لتكسب رفعة للشاكرين على الاله ثناء. واذا مطرت فلا لانك مجدب الخصيب وتمطر الدأماء اذا يقول ابدأت شيئا وابدأ الشيء بدأه ولم يسبق اليه ولم يسبق اليه احد قبله او ولم يسبق اليه بدأ هذا الشيء تقريبا هو الراء يكون الرائد فيه وابدأت شيئا منك يعرف بدؤه. منك ابتداؤه ثم بعد ذلك صار الناس كلهم يقلدونك فيه فانت في الكرم بالصفات الحسنة يقصد في الكرم وفي الشجاعة وفي الفروسية وفي المروءة تبدأ اشياء تعرف او تبدأ اشياء منك يعرف منك ابتداؤها ثم يقلدها الاخرون. فاذا جاءوا بفعل ما فانهم انما يشبهون هناك وليسوا الاصل هم صورة عما تفعل وانت الاصل فيما تفعل. ابدأت شيئا والابتداء او جاءوا شيء يكون لشيء لم يسبق من قبل. لم يعرف لم يفعل من قبل ابدأت شيئا منك يعرف بدؤه واعدته ثم اعدت فعل هذا الشيء لكنك حين اعدته اعدته بطريقة جديدة وبهيئة جديدة وزدت فيه وطورت فيه في الشجاعة او جئت بدروب جديدة من الشجاعة والكرم فانكر الابداع الاول لانك كل يوم تأتي بشيء جديد وبشيء حسن. انك تأتي في الصفات الحسنة في وانفعال الكريمة والمجيدة في كل مرة بجديد. فتبدأ الشيء حيث لا احد قبلك فعلها ثم تطور عليه وتزيد فيه حتى ينكر منك الابداع الذي انت اول من بدأه يعني هذه ايضا اشارة الى قوله تعالى في القرآن الكريم انه يبدئ ويعيد اذا ابدأت شيئا منك يعرف بدؤه واعدت حتى انكر الابداع ثم قال في البيت التاسع والثلاثين فالفخر عن تقصيره بكناكب والمجد من ان تستزاد براؤه. الفخر طبعا يعني الافتخار في الشيء ان بك الناس عن تقصيره بكناكه. والفخر صعد معك. صعد صعد صعد صعد. حتى وصل الذروة او الذروة. فلما وصل بك الى الذروة اه لم يستطع ان يصعد فوقها فتنكد فرجع فنقص. لانه اه وصل بك الى محل لم يصل اليه احد قبلك ولم يصله الفخر نفسه اليه من قبل فناكب هو. يعني راجع عما وصل اليه. بسبب انه وصل غاية او وصل الى المبتغى او وصل الى ذروة الشيء وكمته ونهايته فلم يعد بعد ذلك من قمة يعني التقى اليها الفخر عن تقصيره بكناكب والمجد من ان تستزاد براء. والمجد الذي حصلته حصلت فيه للغاية. فلو طلبت الزيادة في هذا المجد لم آآ تجد اي ان المجد آآ ان الناس لا تصل الى هذا المجد اولا ثم انك وصلت الى محل رفيع فيه. فالاستزازة فالاستزادة من هذا المجد عند هذه المرحلة مستحيلة غير ممكنة براء براء من ان تفعل يعني. اه اه صعب من ان اه تصنع. هذا معناه هذا البيت والمجد من ان تستزاد براؤه اه بريئة من هذا الشيء اي لا تستطيع فعله اي بعيدة عنه اي ان تقوم به اذا قال في البيت التاسع والثلاثين فالفخر عن تقصيره بكناكب والمجد من ان تستزاد براوي. الابيات واضحة ليس فيها كثير من الذهاب بالمعنى المتشظي كما قلنا في الحلقة السابقة ثم قال في البيت الاربعين فاذا سئلت اي توجه الناس اليك بالسؤال فطلبوا جدواك. وطلبنا الك وطلبوا اه عطاياك وطلبوا لها من يديك يعطي فتعطى ملها يدلها كما قال في بيت سابق. اذا فاذا سئلت فلا لانك محوج قصده فلا لانك محوج قائلين ان يسألوك. يعني انت لا تضطر السائلين ان يسألوك فاذا سألوك فليس معنى ذلك انهم احتاجوا الى سؤالك او انك احوجت الى السؤال فانت تعطيهم بدون سؤال ولكن سؤالهم اياك يعني يعرف موضعهم او يعرف تعرف في موضعك عندهم اذا هو يحب السؤال لكن ليس من اجل السؤال يحب ان يسأله الناس ليلبي لهم حاجاتهم وليس لانه ويحييجهم الى هذا السؤال. فاذا سئلت فلا لانك محرج لست انت المحوج هاي محوج متعدية يعني مش محوج في نفسه محوج لغيره فلا لانك محوج هؤلاء الناس الى السؤال واذا كتمت حجبت عن ابصار الناس. اما بالذهاب في معركة فلم يعودوا يروك فلم يعودوا يرونك او اذا حجبت بالحجاب يعني لم غبت لسبب او لاخر او آآ يعني لم يبصروك لسبب او لاخر وشت اه اخبرت عنك اه اه الوشاة جمع واش مثلا هو الذي ينقل الاخبار فوشت اخبرت عنك بك الالاء وشت بك الالاء. والالاء مفردها والاله النعمة وقصد هنا الصفات الحسنة. فقال حتى لو غبت عنهم بجسدك فان صفاتك الحسنة حاضرة عندهم باخلاقك فكرمك وشجاعتك واحساسهم انك الى جانبهم حتى يعني روحك تظللهم بالامان حتى ولو لم يكونوا يرونك آآ هذا هو صفتك هذا هذا ما انت عليه. اذا نعيد البيت ايش قال؟ فاذا سئلت فلا لانك محرج. واذا كتمت شت بك الالة واخبرت عنك الصفات الحسنة. قال واذا شممت شذم شعر اللي هو انا طبعا قال هذا البيت واذا شممت شذا ولم ترى ورده سبقت اليك شذى الورود شمائل واذا شممت الشدن ولم تر ورده سبقت اليك الشذى الورود شمائل. طبعا انا ماخذه من في المعنى من هذا البيت او من من هؤلاء الشعراء الذين يأخذون من من نفس المعنى لكن يعيدون صياغة المعنى بطريقتهم. طبعا اكيد هذا المعنى ليس المتنبي هو الذي سبق اليه كثيرون اخرون قالوا هذا المعنى او قريبا منه. كما قال الشاعر اه ايش قال؟ هل غادر الشعراء عنترة هل غادر الشعراء من متردم ام هل عرفت الدار بعد توهمي؟ ومعنى الشطر الاول هل ترك الاولون للاخرين شيئا من المعاني ليقولوه ما ارانا اه اه نرى اه ما ارانا نقول الا كلاما اه من قولنا مكرورا بالمعنى اشاعر جاهلي اخر قال نحن نكرر نكرر المعنى ان نعيد صياغة انتاج المعنى. هذا هذا صحيح يعني المعاني المبتكرة قليلة اه المعاني العامة المشتركة موجودة لكن المعول عليه كيف تعيد انتاجها وصياغتها؟ المتنبي عبقري الاعادة في الانتاج. اذا جاز التعبير طيب اذا اه اذا البيت الواحد والاربعين يقول فيه واذا مدحت فلا لتكسب رفعة فلا لتكسب رفعة شاكرين على الاله ثناء فقال له اذا مدحوك فليس من اجل ان يزيدك المدح رفعة فانت رفيع الشأن بمدح او بدونه. فالرفعة فيك يا رفعة الاصل ورفعة المحتد والكرم والشجاعة والصفات الحسنة موجودة فيك بالاساس. فالمادحون لن يزيدوا هذه الصفات اذا اذا مدحوها فقال واذا مدحت فلا لتكسب رفعة فلا لكي تزيد بهذا المدح رفعة فانت رفيع القدر للشكل واراد ان يبرر ذلك او يسوغ ذلك فقال للشاكرين على الاله ثناؤه. كما ان الشاكرين الذين يشكرون الله يحمدونه ويثنون عليه لا يرفعون من قدر الله حين يثنون عليه. انما يفعلون ذلك اكتسابا للاجر فكر ذلك الحال معك مع فارق التشويه طبعا ومع قولنا ولله المثل الاعلى. لكن هو قال الحالة بحالة ان ناس المؤمنون يثنون على الله لكن ثنائهم على الله لا يزيده رفعة. فالله عظيم سواء كفر به الناس او امنوا لا يضر الله كفر الكافرين ولا ينفعه ايمان المؤمنين. فقال هذا الثناء على الله لا يزيد الله رفعة فكما كان هذا مع الله كان هذا مع الممدوح ولله المثل الاعلى. فالمادحون الذين مدحوك بهذه القصائد ويعي نفسه من هؤلاء المادحين لم يمدحوك ليرفعوا شأنك وانما لتجيزهم. اي لتعطيهم الجائزة والجائزة هي المال وكأنه يعرض ايضا المتنبي في قوله هذا بانه يريد ان يجازى على مدحته او على قصيدته هذه فيأخذ مالا عليها اذا واذا متحت دلالي تكسبان رفعة للشاكرين على الاله ثناء. ثم قال في البيت الثاني والاربعين واذا مطرت فلا لانك مجدب. يعني اذا سقط عليك المطر والمطر طبعا المطر المعنوي يعني حب الناس. قد يكون مطرا ثناؤهم كلماتهم الطيبة اه اه قدومهم اليك من كل مكان توجههم اليك من كل فج عميق كانهم مطر هاطل من السماء يأتون اليك من اجل ان ينالوا عطاياك. فقال واذا مطرت فلا لانك مجدب فالمطر ليس شرطا ان ينزل على الارض الجديدة الارض الممهلة التي ليس فيها نبات ولا زرع وتشقق ترابها. قد صحيح لكن ليس شرطا فقال واذا مطرت فلا لانك مجدب يسقى الخصيب الخصيب المكان آآ الذي لا يحتاج مطر لانه ايضا هو مليء بالنباتي وبالخصب وبالخير وبالثمر وبالشجر فقال حتى هذا الخصيب وانت خصيب يسقى الخصيب ها تذكرت ابيات ابي نواس عندما قال اه يخاطب زوجته او امرأة متخيلة يقول ظليني اكفر حاسديك بزورة الى بلد فيه الخصيب امير اذا لم تزر ارض الخصيب ركابنا فاي فتى بعد الخصيب تزور بقول يسقى الخصيطان الخصيب هنا صفة الارض لكن الخصيب في قصيدة بنواس لقب الامير الذي كان في مصر واليا على مصر ايام ابي نواس او اسمه آآ قد يسقى الخصيب حتى المكان الممرع المليء بالخير المقسم يسقى ايضا ينزل عليه المطر وتمطر الدأماء. الدأماء معدتها البحر. البحر اصلا ليس محتاجا للماء. وما اصلا. لكنه ايضا يمطر. فقال انت بحر بعد ذلك يأتيك الناس وانت خصيم عليك تسقى اي آآ تتوالى عليك النعم ويتوالى عليك الثناء ويتوالى عليك الناس كأنه المطر القادم من كل مكان من اجل ان ينالوا عطاياك. اذا في البيت الثاني والاربعين يقول واذا مطرت فلا لانك مجدب يسقى الخصيب وتم ترد ماءه اذا دعونا نتوقف عند البيت الثاني والاربعين بقيت خمسة ابيات فقط نجعله لحلقة المباشر الحلقة الخامسة عشرة القادمة يوم السبت القادم باذن الله تعالى. حتى ذلك الحين اترككم في رعاية الله. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته